رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة الألفي
فى العاشره صباحا ، استعد مجد لذهاب إلى شركه الشامي حسب الموعد المحدد
استقل سيارته وتوجهه إلى مقر الشركه ، وفى غصون ثلاثون دقيقه كان يصف سيارته أمام مبنى الشركه ..
ترجل من سيارته ودلف لداخل الشركه ، استعلم من الأمن عن وجود حازم واخبره الاخر بانه هاتف سكرتريه مكتبه وهو بانتظاره.، اصطحبه رجل الأمن واوصله إلى المصعد ..
وصل مجد للطابق الذى به مكتب المدير وجد السكرتريه الخاصه بمكتب حازم ترحب به وارشدته إلى حيث المكتب ، طرقت الباب عده طرقات ودلفت لداخل المكتب وهى تبتسم بحبور وتطلب منه الدخول ..
سار مجد بثبات وجد حازم ينهض من مجلسه ويقف امامه يصافحه ويرحب به
-مجد الشاذلي صديق ياسين الانصاري
حازم بابتسامه :أهلا وسهلا تشرفنا ، حازم الشامي
مجد بجديه :سعيد ان شوفت حضرتك
حازم :اتفضل استريح
نظر إلى سكرتريته ؛هبه شوفي البااشمهندس يشرب ايه
مجد :مافيش داعى
حازم بنفى :لا طبعا لازم تشرب حاجه
مجد :خلاص يبق قهوة مظبوطه
غادرت السكرتريه المكتب لتحضر القهوه ..
مجد بجديه :طبعا حضرتك عارف انا ليه طلبت اقابلك ، وهدخل فى الموضوع علطول
حازم باهتمام :اتفضل انا تحت امرك
اخرج مجد من جيب سترته الشيك الذى وقعه ياسين بنفسه بعد ان علم التكلفه الذى تحملتها شركه الشامي على عاتقها وحجم الخسائر الذى تلحق بهم إذا لم يتم دفع المبلغ
-اتفضل شيك باسم حضرتك وبتوقيع ياسين واحنا اسفين عن التأخير اسفين كمان عن معامله سيف البايخه لحضرتك ، وارجو حضرتك تتقبل اسفنا فى إللى حصل وياريت تكمل المشروع
حازم بجديه :أولا طمني على الباشمهمدس انا لسه عارف بظروف الحادثة امبارح بس ، والمشروع والعقد إللى بينا مازال قائم وانا فعلا ماوقفتش الشغل فى المشروع اطمن
مجد بابتسامه :بجد مش عارف اشكرك ازاى ، انا عاجز عن الشكر وان شاء الله ياسين هيتابع الشغل بنفسه وأنا هكون معاه
حازم :ياريت فعلا لان وجود سيف فى شركه كبيره زى الانصاري هيهد كل تاريخها
مجد بتنهيده :فعلا سيف مش قد المسئوليه وارجو حضرتك تتقبل اعتذاري عن إللى حصل ، وأى حاجه فى الشغل ممكن تبلغني بيها هكون على تواصل مع حضرتك وده رقم تليفوني
التقط حازم الكارت :تمام ، سلامي للباشمهندس واتمنى يتواجد معانا فى المشروع
مجد :ان شاء الله هيحصل قريب جدا ، استاذن انا عشان معطلش حضرتك
نهض حازم من مجلسه وصافحه مره آخره وودعه وهو يتمنى لياسين الشفاء العاجل
***
كان بغرفته يشعر بالتوتر وشارد فى الخطوه القادمه ، طرقت الباب عده مرات ودلفت عندما لم ياتي الرد ، ارادت ان تتفقده .
- صباح الخير ياتري عامل ايه انهارده
ياسين :تمام الحمد لله
تنهدت بضيق وتساءلت عن صديقه
استغرب ياسين فى بدء الأمر ، ولكن وضعت الاوارق المطلوبه
-انا جبت كل الاوارق المطلوبه بخصوص مالك ووالدته ، وكمان اتكلمت مع اداره الاكاديميه وكل حاجه تمام
ياسين بجديه :اوكيه ، مجد هيعمل كل اللازم وخلال ايام ان شاء الله هيكون مالك فى المانيا وبيعمل العمليه
حبيبه بابتسامه :ان شاء الله
شعر بانها تريد قول شي :عاوزة تقولي حاجه
حبيبه بدون تردد :بصراحه أيوة ، انا متعطله عن الماجستير بسببك وانت وعدتني ولحد دلوقتي مافيش جديد
ابتسم رغما عنه :والمطلوب مني ايه
حبيبه بحزن :تساعدني ولا غيرت رأيك
ياسين بجديه :لا انا مابرجعش فى كلمه قولتها
حبيبه باهتمام :تمام ممكن تقعد كده وتستريح عشان نتكلم جد بقى
جلس على الاريكه وجلست جانبه ونظرت له باهتمام وبدات فى التسأل
-احكيلي قصه حبك بدأت ازاى، شوفتها فين واتعرفتو ازاى ، عاوز اعرف كل حاجه
شعر بالصدمه فلم يتوقع هذا السؤال ولكن شرد لعامين ماضيين
وتحدث والابتسامه تعلو ثغره .
-متخيله ان فى قصه حب وبعدين جواز ، لا حبنا كان غير
استمعت له باهتمام
-انا ماسك موسسه الانصاري من عشر سنين ، وأنا فى اخر سنه فى الجامعه ، يمكن بعدت عن حاجات كتير بحبها عشان اكمل شغل ابويا وأكون سنده فى الشغل ، والحياه خدتني لم بقى عمري 28سنه ، امى زى اى امي تزن على ولادها عشان يتجوزو ، بعد لم اختى نادين اتجوزت اتفرغت ليه بقى ، تدورلي على عروسه
طلبت منها انا إللى هاختار بنفسي شريكه حياتي ووعدتها افكر فى الموضوع .
فى الوقت ده جت بنوته حديثه تخرج اسمها ندى واستلمت وظيفتها فى الشركه ، كانت جاده فى شغلها ، وفجأة افتكرت كلام ماما عن اختيار شريكه لحياتي ، فكرت فيها حصل بينا تعامل فى شغل وكنت بشوفها بتعامل العمال ازاى ، اعجبت باخلاقها وتصرفاتها مع الناس وكمان عمليه وجاده فى شغلها ، قولت بس هى دى الابتسامه المناسبه ، كلمتها وعرضت عليها طلبي .
طبعا استغربت وانا كمان كنت مستغرب نفسي اكتر منها ، بس قولت انا بقيت ناجح ومهم فى شغلي ومش ناقصني غير أكون أسره ، وهى انسانه كويسه كمان جميله وخدت الخطوه دي ، طلبت منها تفكر مش تتسرع فى القرار وأى كان قرارها مش هياثر طبعا على وجودها فى الشركه .
تقريبا بعد اسبوع وافقت وحصل تعارف بين العيلتين وخلال شهر كنت متجوز ومن هنا بدأت حياتنا
حبيبه بتسأل :أيوة بقى الحب الحقيقي بدا أمتى
ياسين بابتسامه : كل يوم بعد الجواز كنت بحس براحه وان اخترت صح ، فضلت جنبي فى شغلي ، بقت حياتنا واحده وكمان اهتمامتنا واحده ، العشره والمحبه والموده إللى كانت بينا هو ده الحب الحقيقي ، المواقف إللى بنواجهه مع بعض ، نشارك بعض همومنا قبل سعادتنا ، الحزن والالم نقسمه بينا والفرح كمان .
بس خلال السنتين إللى عشناهم مع بعض ، حصل ظروف قويه كانت سهل جدا تهز وتهدم علاقتنا ، بس حاولنا نتحمل ونعدي
حبيبه باهتمام :ايه الظروف إللى ممكن تهد بيت قوى وصلب بالشكل ده
ياسين بتنهيده حارقه : الاطفال ، بدأت الضغوط علينا من كل إللى موجودين حوالينا ، من عيلتي وكمان عيلتها ،عده فتره مافيش حمل ، لازم تروحي لدكتور ، لازم تطمني فى مشكله نقدر نعالجها ، ومع كتر الضغط على اعصابنا وتدخل العيله فى اهم خصوصياتنا ، كنا رفضين نروح لدكتور ، بس ندى قلقت وخافت بجد يكون فى سبب ، وروحنا وكشفنا وتحاليل واشاعات واطمنا مافيش حاجه تمنع ، الحمد لله رضينا ان ده قدر ونصيب ومجرد وقت وربنا اكيد ليه حكمه فى كده ، سكتنا وصبرنا واستحملنا ، هو كام شهر وتبدا من جديد الضغوط وهكذا ، لازم تدخل نعمل اطفال انابيب ، حقن مجهري ، لازم نسافر اى مكان فى عالم ، لازم طفل عشان العيلتين يطمنو ويسكتو ويبطلو ضغط علينا ، وماحدش حاسس انهم بيقتلونا بالبطئ بكل كلمه وكل اقتراح قالو ، بقينا عايشين فى اضطراب طول الوقت والخوف من بكره ، ومش عشانه عشانهم هم ، فكرو فى راحتهم ونسيو راحتنا ، حاولت اخرج ندى من حالتها النفسيه بالشغل والسفر ، لحد لم قررت تعمل عمليه وطلبت مسافر اى مكان ، كانت رافض فكره اى تدخل نرضا بنصيبنا وربنا هيكرمنا ، بس ماحبتش اكسرها ولا اجرحها ووافقت ، بس طلبت منها نسافر نغير جو ولم نرجع من السفر هعملها كل إللى نفسها فيه ، حاولت انسيها اى حزن وتفكير فى اى حاجه ، وبعد لم رجعنا بأسبوع انتهت حياتنا للأبد
جت تفرحني بحملها وأنا موت فرحتها وفرحتي
حبيبه بتأثر :مش ذنبك ده قدرها وعمرها ، الاعمار بيد الله ، اكيد هى مش مبسوطه انك محمل نفسك نتيجه موتها ، كده كفر بجد ، محدش بياخد الروح غير إللى خالقها ، وربنا قال" لكل أجل كتاب "واذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعه ولا يستقدمون "صدق الله العظيم
المفروض تدعيلها وتفتكر كل حاجه حلوه كانت بينكم وتبتسم ، عاوز تكلمها تروح تزورها وتتكلم معاها ، فضفضلها وخرج إللى جواك ، طب اقولك على حاجه ، تيجى نخرج دلوقتي وتزورها ، تعرف هتحس براحه والله وكانك شوفتها وكلمتها وهى سمعتك وحست بيك
اعجب حقا باقتراحها ، فمنذ ان افاق من غيبوبته وهو يريد زيارتها ، فقد حرم من دفنها واخذ العزاء بها ، الآن عليه ان يشعر بها ويتحدث معها عن كل ما بصدره ، وافق حبيبه الرأي ، تركته يبدل ثيابه وذهبت إلى مديره الاكاديميه تاخذ اذن الخروج وتصطحب الحاله المسئوله عنها لكى يزور قبر زوجته ، وافقت المديره على طلبها واذنت السائق الخاص بأن يقلهم الى حيث وجهتهم ..
****••
كانت التجهيزات تقام بفيلا الشامي ، الجناح الخاص بالعروسين .
كان يقف بجانب العمال وهم يضعو الاثاث والديكور وهو لا يشعر باي سعاده ، كأنه يحمل على عاتقه هما .
كانت والدته جانبه تعطى الاوامر فقط ، وهى سعيده بزواج ابنها الاصغر .
لم يستطيع تحمل وجوده بهذا المكان ، غادر الفيلا بضيق وهو يلعن نفسه على ضعفه ونزوته ، وتذكر كل ما حدث بشرم الشيخ وإمام اعين ابنه عمه ، تذكر حتى استغلاله لها وعدم شكرها على مساندتها اياه ، شعر بحقارته ولكن بعد فوات الأوان ..
ضرب على محرك السياره بقوه وانطلق فى طريقه ، لا يعلم اين يذهب ..
****
أمام مقابر" آل الانصاري "
وقف أمام مقبره مدون على اليافته اسم زوجته ، قد ارشدته بها حبيبه ، وبعد ان وقفت قليلا تقرأ لها الفاتحه ، ابتعدت عن ياسين لتترك له حريه الافصاح عن مشاعره لزوجته ..
وضع باقه من الزهور وجلس أمام قبرها ونزع نضارته السوداء وترك دموعه تنهمر أمام زوجته ، بكى كثيرا وهو يخبرها مدا حزنه واشتياقه الشديد لها ، ووعدها ان يظل قويا من أجلها ، وانه يحاول التقالم على حياته من أجل راحتها فقط ، وانه سوف يسعى لعمل الخير ليصل إليها ثوابه .
وسيظل صامدا كما عرفته وعليه مواجهه الناس وليس التخفى بسبب عجزه ، سوف يعود لعمله لانقاذ اسم عائلته وشركته التى تعب وعان الكثير فى تاسيس نجاحها وضحى بالكثير من أجل ان تستمر ، وعدها ان يعود حبيبها وزوجها كما كان ذات القوه والهيبه والوقار ، وانه سوف يعيش على ذكرها ولن ينساها مهما حدث ..
ارتدى نظارته مره اخرة ونهض من مجلسه وهو يستند على عصاه ، وقبل أن يغادر قرأ لها الفاتحه وسار بخطوات بطيئه ، اقتربت منه حبيبه وهى ترشده للطريق .
سار جانبها دون التفوه بكلمه ، احترمت حزنه ورفضت ان تحدثه بشئ إلى ان فتحت له باب السياره ، جلس بهدوء وجلست جانبه واخبرت السائق بالعوده إلى الاكاديميه ..
****
عند عودته من الخارج وجد صديقه يقترب منه وقص عليه كل ما حدث بشركه الشامي .
مجد بجديه :الحمد لله حازم ده جدع جدا وتفهم الموقف وكمان هو اصلا ماوقفش شغل فى المشروع
ياسين باقتضاب :تمام ، تعالي طلعنى اوضتي وخد الورق بتاع مالك
مجد بتسأل :أنت كنت فين
ياسين بحزن :بزور ندى
صمت مجد وامسك بيد صديقه ليتوجهه إلى غرفته ..
****
بحثت عن صديقتها فلم تجدها ، استغربت حبيبه الامر .
-هتكون راحت فين
تذكرت صاله الجيم ، ذهبت لتتفقد وجودها ، تفاجئت بانسجامها بالحديث مع عمار
ابتسمت داخلها بسعاده وهى ترا نظرات ريم العاشقه لذلك العمار ، وتمنت ان يكون الحب متبادل بينهم ، لا تريد لصديقتها ان تنجرح كما انجرحت هى ..
عادت تجلس إلى الحديقه وحدها وهى تفكر بأمر ما ، هل سوف تقدر على ذلك ، أما أنها ضعيفه ولن تتحمل ان ترا حبيبها يتزوج من اخرى وتحاول التماسك وان تذهب لتبارك زيجته ام تنهار وتظل تبكى على حبها الضائع .
****
يتبع