رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والرابع والستون 164
الفصل 164 الدليل
اندهش الجميع مرة أخرى.
حتى فادية كانت تقف بصف خلود.
لن يصدق أحد في عائلة هادي أنها قادرة على فعل شيء كهذا. بما أن الجميع
لديهم ثقة كبيرة بها، يجب عليها ألا تخذلهم.
لدي دليل على أن إلهام سقطت بعدما فشلت في دفعي وقفزت في الماء
لإنقاذها".
ماذا؟ لديها دليل؟
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
شعرت إلهام بالحيرة عندما سمعت ذلك على الرغم من أن هذا الشعور قد
تلاشى بسبب الشعور بالذنب والتوتر.
دخل المساعد من الخارج في تلك اللحظة وأبلغ بقلق: "سيد بدر، أ أحاطت عائلة
هادي رجالنا بالفعل فور وصولهم إلى المدخل، ثم ربطوهم وأحضروهم إلى
الفناء الخلفي".
شعر كرم وكأنه على وشك الإغماء وشحب وجهه
"ماذا؟"
كان لديهم أكثر من مائة شخص ومع ذلك استسلموا جميعًا، لذا لن يقدروا على
مغادرة القصر دون الاعتذار.
رغم كراهة كرم لذلك، أدرك أنه ليس في موقف قوة، فلم يكن أمامه سوى أن
يجبر نفسه ويعتذر: "سامح ابنتي دعنا ننسى ما حدث إذن". لكن اعتذاره
الخالي من أي صدق، لم يكن كافيا لتهدئة غضب عائلة هادي، ولا سيما نائل
الذي لم يكلف نفسه حتى بإلقاء نظرة سريعة على كرم.
ساد الصمت في المكان، وتظاهرت عائلة هادي بعدم سماع تلك الاعتذار غير
الصادقة.
استشاطت إلهام غضبا... كيف يمكن لشخص قوي مثل والدي أن يعتذر لمثل
هذه العاهرة خلود؟
عضت على شفتيها، وسارت نحو خلود: لقد أخطأت. آسفة على ذلك".
عندما التقت نظرات خلود الهادئة بنظرات إلهام الهائجة، أدركت الغضب الذي
يتطاير من عينيها. لم ترغب في إطالة الأمد، ولم تشعر بالحاجة إلى الاهتمام
بالأمر أكثر . من
ذلك. حتى لو عاد بها الزمن لاختارت إنقاذ إلهام مرة أخرى.
قالت ببرودة: "أقبل اعتذارك. ارحلي".
امتلأت عينا الهام بالغضب، وشعرت أن كرامتها قد أهانتها عامية لا قيمة لها.
سأنتقم بالتأكيد من ذلك !
استدارت عائدة إلى والديها، وابتعدت بخطوات سريعة ومقتضبة.
عندما غادرت عائلة بدر القصر تماما، عاد الهدوء أخيرًا.
حمل نائل خلود وظل جسدها الناعم ساكنا في ذراعيه.
اقترب من جدته، وأخبرها: "سأخذ خلود لتستريح".
رجت فادية: "اذهب إذن".
احمر وجه خلود مثل التفاحة. ثمة الكثير من الناس حولي ! ألا يعرف كيف
يتصرف بطريقة لائقة؟
وبينما هذا الفكر يراودها، دفنت وجهها في صدر نائل، ولم تجرؤ على النطق بأي
صوت.
عادا إلى الغرفة التي تم تأثيثها على الطراز الكلاسيكي، مع نقوش بديعة
منحوتة على الجدران يشعر المرء براحة بالغة في غرفة أنيقة وبسيطة كهذه.
سأل نائل بیرودة: "من أذن لك بإنقاذها؟ هل لديك الجرأة؟"
مطت خلود بكسال: "شعور جميل بالراحة في منزل الجدة. أشعر باسترخاء
شديد. وكان كل همومي قد اختفت في اللحظة التي استلقت فيها، شعرت
بشيء ثقيل يضغط عليها. وبينما يحدق نائل فيها ببرود، أصبح الجو في الغرفة
ثقيلا. شعرت خلود وكأنها فريسة صغيرة يستهدفها قط ضخم. بدافع الذعر، لم
تجرؤ حتى على أن ترمش خوفًا من أن يبتلعها لو تشتت انتباهها للحظة.
سأل نائل ببرود: "من سمح لك بإنقاذها ؟ لديك شجاعة كبيرة، أليس كذلك؟"
كانت خلود التي ترى في دروس السباحة مضيعة للوقت، تبتكر دائما كل أنواع
الأعذار لتجنب حضورها، ومع ذلك، تجرأت على القفز في الماء لإنقاذ الهام.
حينها فقط أدركت خلود غضبه من محاولتها إنقاذ الهام، فتراجعت بخوف
وأوضحت بلطف : "رايتها في خطر، ولن أستطيع أن أعيش بعد رؤيتها تغرق من
دون أن أفعل شيئا، هذا ينقل ضميري".
عبس نائل وامتلأت عيناه بشرارة من الغضب: "لا يمكنك فعل ذلك مهما كلف
الأمر. ماذا لو تعرضت نفسك للخطر؟"
شعرت خلود بغضبه المتصاعد، وأخذت تفكر في طريقة لاسترضائه، وفجأة،
وضعت ذراعيها حول رقبته القوية ورمقته بعيون دامعة، ورفعت ذقتها وقبلت
شفتيه: "لقد أخطأت. لا تغضب، حسنا؟