اخر الروايات

رواية قتلني قلبي الفصل الخامس عشر15 بقلم خلود بكري

رواية قتلني قلبي الفصل الخامس عشر15 بقلم خلود بكري 


ضاقت بيا الأرضُ زرعًا عندما وجدتُ الكره في عيناك، تلك التي كان يلمع الحُب في مقلتيها، سمِعتُ صَوت كسرٍ يزلزلُني عندما خذلتني، في الموضع الذي كنتُ أحسبه أماني، ويلا تلك الدنيا التي ستجمعنا لكن هناك فراقٌ حتميا سيكون… لأن ما يُكسر من الصعبِ أن يُجبر ثانيةً…
” خلود بكري ”
وقفت تنظر له تارةً وإلي اخيها تارةً أخرى عيناها تُهدد بسقوط تلك العبارات المؤلمة التي تسكُنها، رعشة يدُها تؤكد قوة هزيمتُها ، قرار الفراق صعب والبقاء أيضًا صعب ولكن ما توصلت له هو البقاء رغم ذلك الجرح النازف بداخلها ..
بلع غصة حلقه بتوتر وألم ملحوظ لمن يقف يراقبه كالصقر فتحدث يامن قائلًا :-
ـ أنا وفقت أقابلك بناءًا على رغبة روان ، وزيارة يونس ليا مخصوص عشان يقدم اعتذاره على ردة فعلك في المستشفى
تنحنح أمير بحرجٍ وهو يقول بنبرةٍ صادقة يملؤها الأنين :-
ـ اللي حصل كان غصب عني أنا مقدرش أفقد حاجة بحبها مرتين ..
ضيق يامن نظره محاولاً أن يسيطر على أعصابه قائلاً بثبات صنعه بصعوبة :-
ـ أنت ازاى بتحكم علي كل حاجه بمنظورك انت عارف انت عملت ايه ازاي هقدر أأمنك على حياتها، وانت بتهرب من كل حاجه عشان خايف توجهها أو تسيطر على هواجس في عقلك هدمرك…
كانت كلماته بمثابة خناجر تطعن مرضه اللعين الذي عان معه أعوام دون فائدة وفي اللحظة ذاتها تحدثت روان بصعوبة بعدما شعرت بإهانة يامن له :-
ـ أنا موفقه أكمل معاه يا يامن وده قراري
ممكن بعد إذنك تسيبنا لوحدنا خمس دقائق بس ..
ربط على كفها بحنان واستدار ليذهب وهو يهمس لها :-
ـ ياريت نشد شويه مش من أولها خليه يعرف إنك غاليه .
ابتسمت بخفة ثم همست بهدوء وبعض المرح :-
ـ متقلقش انت سايب أسد هنا ..
منحها نظرة واثقة ثم تابع خروجه من الغرفة فاستدارت هي تنظر له بعتابٍ ثم استجمعت قوتها وتحدثت بثباتٍ:-
ـ أنا وفقت أديك فرصة بس مش معنى كده إني سامحتك يا أمير …
رفع بصره إليها وعيناه تتجمع بها الدموع وقلبه ينبض خوفاً انا تخونه فقال بنبرةٍ هادئة :-
ـ وأنا هستغل الفرصة دي وأخليكي تسامحني يا روان ..
شبه ابتسامه ساخرة ارتسمت شفتيها بإتقان فقالت بنبرة مستنكره :-
ـ صعب اقدر أسامحك بس وجودنا هيكون فترة مؤقته وبعد كده تقدر تكمل حياتك مع واحدة تقدر تكون أم لاولادك .؟
تطلع لها باستغراب فرد متسائلًا :-
ـ يعني إيه وجودنا فتره…؟
تنفست بصعوبة بالغة وهي تهمس له بحذر:-
ـ عشان حياة يونس بخطر، وانا اللي عندي المعلومات فطبيعي مش هقدر أوصلها ليونس ولا اقدر أدخل يامن عشان هيتأذى فأنت هتكون الرابط ، توصل المعلومات دي في السر لاخوك وده لان محدش يعرف إن عارفه المعلومات دي ..
_________________________
في تلك القرية التابعة لمحافظة بني سويف تقدمت تلك الفتاة ببعضٍ من الطعام والمشروبات بعدما أنهى ياسين عمله ورمم لها تلك الدار التي هالكها المطر ..
.اقتربت منه بهدوء وهي تتحدث بحياءٍ شديد :-
ـ شكرًا لحضرتك جدًا لولاك كان زماني أنا وأمي في الشارع
تنحنح قائلا وهو يغض بصره عنها :-
ـ الشكر لله انا كنت سبب بس ..
قالت بامتنان وتحفظ :-
ـ بشكر الله وحضرتك يا …
التفت لها قائلاً :-
ـ ياسين العميري
ابتسمت بخفة وهي تهمس بتوتر:-
ـ شكرا يا أستاذ ياسين
ثم تابعت حديثُها قائلة :-
ـ معلشي أكل مش قد المقام بس أنت شايف حياتنا
جلس أمام الطعام يتناوله بنهمٍ حتى يسعدها قائلا:-
ـ ده اكلي المفضل وكله نعمه من ربنا يا أنسة
فركت كفيها بتوتر ثم جلست على بعد منه تسرق له النظرات بين الحين والآخر فوجدته يقترب بعد عدة دقائق قائلا لها :-
ـ شكرا على حسن الضيافة ده وعلي الاكل تسلم ايدك لو إحتجتي حاجه أنا موجود
ثم تابع بتساؤل :-
ـ ممكن لو مش هضايقك اعرف إسمك إيه؟
أجابته بحياءٍ:-
ـ نعمة
أغمض عينيه لحظه وهو يبتسم بهدوء :-
ـ عاشت الأسامي ….أستأذنك همشي ولو حصل أي حاجه تاني إنتي عارفه مكاني يا نعمة…..
خفق قلبها بخجلٍ ، لا تعلم لماذا أحبت إسمها من طريقتهُ هذهِ ابتسمت بخفة وودت لو نطقها ثانيةً فارتجف قلبها لقربه المهلك فقالت بثبات وهي ترفع بصرها للقاء عيناه:-
ـ بإذن الله شكرًا
استدار ليذهب فخطى بخطوات متثاقلة وهو يريد البقاء لم يجد راحةً مثلما شعر بها معها، فالتفت يلقي اخر نظراته فوجدها تقف محلها وعيناها تـراقبه بهدوء فأشار لها من بعيد هامسًا بداخله :-
” لم أكن أعلم أن العيون كالحربِ تُهدد بالاحتلال ”
«ياسين العميري »
قتلني قلبي
خلود بكري
_______________
في بيت آل السيوفي
إجتمع الشباب في حديقة المنزل يتبادلون أطراف الحديث ومعهم كانت تجلس الفتيات برغبة من والد يامن للأتفاق بينهما على أمور الزوج …
جلست رغد بهدوء علي مقربةٍ من يامن فقال بصوتٍ متزن :-
ـ انتي عارفة القعدة دي سببها إيه أو إيه الغرض منها
أومأت برأسها بغير علم وهي تهمس :-
ـ لاه م عارفه ممكن تقولي !
تمعن النظر بها قائلاً بهيام عيناه :-
ـ عشان نتصافى قبل ما نتجوز ونصفي خلافاتنا
ثم تابع وهو يسرق النظرات لها :-
ـ موفقه تنسي كل اللي حصل ونعيش مع بعض حياة جديدة
أومأت برأسها بالموافقة ثم بكت بهدوء قائلة:-
ـ موافقة …..لاني مقدرش اعيش من غيرك أو مع غيرك يا يامن
اعتلى وجهه ابتسامة عذبة وتمني لو كانت تحل له لكان ضمها إلى صدره يُسقي شوقه ويداوي ألم فراقها لسنوات لكن لم يتبقى إلا القليل وستكون له حلالاً لا شك فيه …
_________________
في الجانب الآخر
صاحت ملك بغضب قائلة :-
ـ اوع تكون فاكر إني واقعة في دباديبك أنا مجبرة على الجوازه دي
ثم تابعت بصياح:-
ـ لاه وكمان مجبرة استحملك كمان يعني
زفر بضيق وهو يقول بجدية :-
ـ ملك بلاش طريقتك دي إحنا قاعدين عشان نصفي الخلافات اللي بينا لكن هتقلي مني مش هيعجبك ردة فعلي
ثم تابع بنبرة متسائلة :-
ـ لو إنتي مش عايزاني بجد عرفيني دلوقتي وانا أوعدك هخرج من حياتك كلها وهمشي من البلد دي كلها
انتفض قبلها عقب حديثه الصريح فقالت بنبرة منكسرة:-
ـ غصب عني يا مالك مش قادرة انسى اللي حصل
بس كل اللي حاساه دلوقتي إني مستحيل أقدر أبعد عنك
تنهد بضيق ثم استجمع حديثه بعد ما أغضبته تلك العنيدة
فقال بثبات:-
ـ يبقى تسيبي الوقت يصلح كل حاجه بينا مش جايز تكوني ظلماني ….
شردت بلمعة عينيه الصادقة فقالت بهمس :-
ـ ربنا يجمعني بك على خير يا مالك
بادلها نفس النظر المطولة فهمس لها بغرامٍ:-
ـ “من أين لكِ بتلك المُقلتين القاتلتين يا ملاكي”
“مالك السيوفي ”
قتلني قلبي
خلود بكري
_____________
في الداخل بحثت آلاء على رغد كثيرًا فلم تجدها فأخبرها الخادم أنهم بالخارج فخرجت بخطى هادئة تبحث عنهم تروى لها من بعيد جلوس رغد مع يامن ، وملك مع مالك ، وسلمي مع مروان اقتربت ببطء ثم وقفت بطريقة دارمية تصيح :-
ـ أه يا اختي أنتي وهي كل واحدة قعدة تحب وسيبني أنا مسحوله جوه مع الوحوش هاتي يا ألاء ده، خدي ده، وانتم ولا هنا ..
انفجر مالك بالضحك وهو يقول بمشاكسة :-
ـ شكلك غيرانه !
استكمل مروان قائلًا :-
ـ أو شكل الضره مثلًا اللي جوزها اتجوز عليها
انفجر يامن ضاحكًا فحاول أن يتماسك وهو يقول :-
ـ يابنتي انتي عارفه قد إيه إحنا استنينا اللحظة دي
نظرت للجميع بغضب ثم هتفت قائلة بعتاب :-
ـ بقى كده طب والله بكره لما اتخطب لاقطع علاقتي بيكم كلكم
وبكره أعيش قصة حب ولا ألف ليلة وليلة
رد مالك معقبًا وهو يهمس بهدوء :-
ـ ومن هيرضى بـ أمنا الغولة دي ؟
تحول لون عيناها للحمر أثر غضبها من حديثه فلكزته بما في يدها وفرت دمعة هاربة من لؤلؤة عيناها
فاقتربت رغد تحتضنها بمحبة وحنان ثم نظرت لمالك وهي تقول بتحذير :-
ـ عيب يا مالك بطل تريقه إنت عارف أن ألاء مش بتحب الأسلوب ده
أزاحت دموع عيناها وهي تقول بتحدي :-
ـ مش معني اني تخينة شوية يا مالك ابقى وحشه، أنا اتحب زي ما أنا كده بعيوبي قبل مميزاتي واللي هيحبني هيجيلي هنا وانا واثقه أنه هيحارب عشاني ….
ثم تابعت بثقة عالية:-
عارف عشان إيه يا مالك
عشان إنتي تستاهي يا آلاء
وجه فعلا اللي هيحارب عشانك….!
استدار الجميع على أثر الصوت فضيق مالك نظره بتعجبٍ :-
يونس …!

يتبع…




السادس عشر من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close