رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الخامس عشر 15 بقلم هنا عادل
رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة الخامسة عشر
صوت مروة المرعب،كان قدر يخرج قلب سميرة من مكانه بسبب الخوف،بصيت بخوف فى المكان اللى مروة بتشاور عليه وهى بتصرخ،لكن مفيش اثر لأى دم ولا فيه حاجة تستدعي الرعب ده.
سميرة بخوف:
– مروة،فى ايه؟،دم ايه ده؟،مفيش حاجة.
مروة بعيون جاحظة بتشاور بأيديها على عتبة باب اوضة سميرة:
سميرة بذهول عنيها رايحة جاية فى كل الاوضة وعلى اختها:
– يابنتى مفيش حاجة،والله ما فيه اي حاجة.
قاطعهم دخول ناجية وهى بتبتسم.
ناجية:
– صباح الخير يابنات،مش هنفطر ولا ايه؟
دخول ناجية بالهدوء ده بعد صوت صراخ مروة كان مستفز جدا،سميرة مش عارف ايه سبب هدوئها لكن بتحاول تبرر ده بأنه صدمة موت ابوها،اما مروة كان حالها والخوف اللى كانت فيه كان مش عاطيلها الفرصة اللى تخليها تركّز فى اللى امها بتعمله.
سميرة:
– ماما،تعالى اسندى مروة تطلع برة،باين عليها كده اتخيلت حاجة خوفتها.
ناجية بتضحك:
– باين عليكي صحتك رجعتلك ولسانك رجع لبلب اهو.
سميرة بتبص لمروة:
– اه الحمد لله،بس لسه حاسة برجليا تقيلة شوية،تعالي بس اسندى مروة معايا.
ناجية:
– هو أنا لسه شوفت حاجة؟،ده لسه التقيل كله جاى.
سميرة:
– يعني ايه ياماما؟
ناجية:
– – يلا ياختى منك ليها،قوموا انا مش عارفة مين اللى المفروض يسند التاني.
فعلا قامت سميرة بتتحرك لسه ببطئ شوية لكن احسن من الايام اللى فاتت،برغم انها تعتبر مأخدتش الادوية بتاعتها غير مرة او اتنين مش اكتر،سندت مروة من ناحية،ومن الناحية التانية ناجية ماسكة ايديها،لكن مروة كانت حاسة ان ايد ناجية عبارة عن قطعة ثلج،لكن هى خلاص بقيت مش هتتفاجئ بأى حاجة من ناحيتها،فضلت مروة باصة على الارض بذهول،وسميرة عنيها على اختها مرة وعلى الارض مكان ما هى بتبص مرة تانية،لكن برضه مكانش فيه اثر لأى حاجة،وكانت ناجية بتتعامل بطبيعية مستفزة جدا,طلعوا على السفرة،وقبل ما اى حد يتكلم رن جرس الباب.
ناجية:
– خليكي منك ليها قاعدين كده بروطات،هروح افتح.
مشيت ناجية للباب وفتحت،كانت اللى على الباب هند.
ناجية بأبتسامة:
– اهلا يا جلابة الهنا،ادخلي.
هند استغربت التغيير اللى حصل لناجية عن ما كانت فى المستشفى.
هند:
– ازيك يا طنط النهاردة؟،صحتك عاملة ايه؟
ناجية:
– كويسة ياختي وزى الفل،أدخلى أدخلى المكسحين قاعدين جوة.
دخلت هند وهى مستغربة جدا من طريقة ناجية.
سميرة:
– هند،تعالي افطري معانا،عاملة ايه؟
هند:
– أنا كويسة،أنتى اللى عاملة ايه دلوقتى؟،شكلك بقيتى احسن.
سميرة:
– اه الحمد لله،احسن جدا،تعبتى معانا انتى وطنط جدا يا هند،وقفتكم كانت واقفة اهل والله.
هند بتبص ناحية ناجية اللى راحت على المطبخ:
– عيب يا سميرة،مفيش بينا الكلام ده؟،بس قوليلى هى مالها مروة قاعدة مسّهمة كده ليه؟،وكمان طنط ناجية بتتعامل عادى اوى كأن مفيش حاجة،عكس ما كانت فى المستشفى خالص،هو فى ايه؟
سميرة:
– مروة اعصابها تعبانة،اما امي بقى تقريبا الصدمة اثرت عليها بالعكس.
هند:
– ما تحكيلي حصل ايه؟
سميرة:
– مش وقته دلوقتى،افهم بس اللى بيحصل واقولك.
هند:
– طيب صحيح بقولك ايه،عمرو ابن عمي بعتلي اسم الادوية بتاعتك،قال لازم تاخديها علشان ميبقاش فيه اى مضاعفات.
سميرة:
– كتّر خيره والله،وقف معانا واقفة اخ.
ناجية:
– يلا يا هند اقعدى ياحبيبتى، انتى لسة واقفة؟
– ده انا عاملة شوية فطار انما ايه تاكلى صوابعك وراهم.
هند وسميرة بيبصوا لناجية بأستغراب.
هند:
– معلش يا طنط علشان رايحة المدرسة،تكتبي اسامى الادوية يا سميرة ولا ابعتهملك فى رسالة على تليفونك؟
سميرة:
– تليفوني!،تصدقى انا مش عارفة هو فين،بابا كان اخده مني بسبب اللى حصل.
قالت سميرة الجملة دى وافتكرت ان ابوها خلاص بقى مش معاها،وده خلاها تعيط،كل ده بيحصل ومروة قاعدة كأنها فى عالم تانى ومش معاهم.
ناجية بانفعال:
– بت يابومة انتى مش عايزة نكد على الصبح،تليفونك مرمي جوة على التسريحة ابقى أدخلي خُديه.
سميرة بحزن:
– بومة!،ماشى ياماما حاضر مش هزعل على ابويا علشان مبقاش بنكد عليكي على الصبح.
هند:
– طيب يا سميرة، بعتلك الادوية فى رسالة ابقى هاتيهم بقى،هنزل انا علشان متأخرش،سلام.
خرجت هند ومع هبدة قفل الباب مرة اتفزعت وكأن حد صحاها من النوم،بالرغم من انها كانت فاتحة عنيها لكن كأنها كانت نايمة او فى عالم تانى غير اللى هما فيه.
مروة:
– فى ايه؟،ايه الخبط ده؟
سميرة:
– مفيش حاجة،دى هند قفلت الباب جامد شوية،انتى ايه لسه مفجوعة؟
مروة بنظرة حقد:
– لالا،وانا ايه اللى هيفجعني؟
قعدت ناجية وهى بتضحك ضحكة بصوت مسموع لفتت انتباه سميرة وبصيت لامها بضيق،اما نظرة مروة ليها كان لها معنى مختلف تماما.
ناجية:
– يلا منك ليها،مش هتفضلوا مرزوعين فى البيت كده،اللى عندها كلية تروحها،واللى عندها مدرسة تروحها،مش عايزاكم تطلعوا فاشلين،وبالذات انتى يابومة.
سميرة:
– انتى فى ايه بجد؟،هو انتى حصل حاجة معاكي مخلياكي مش واعية للى بيحصل؟،مش قادرة تحسى حتى بالحزن او الندم على انك سبب فى اللى حصل؟،مش فاكرة ان كلامك هو السبب فى ان بابا يتقهر ويموت؟،لاء وكمان ليكي نفس تاكلي وتضحكي،وكمان تستكتري علينا اننا نزعل.
ناجية من الغضب عنيها كانت بتطلع كره وغل مش طبيعيين عمرهم ما يكونوا خارجين من أم لبنتها،او حتى من انسان طبيعي وسوي لأى بني ادم تانى،نظرة ناجية حسست سميرة بالخوف وكأن جسمها ارتعش كله من المنظر بتاع عيون ناجية.
مروة:
– انا هقوم اغير هدومي وانزل
سميرة باندهاش:
– معقول هتنزلي يا مروة؟،يابنتى اكيد فيه ناس هتيجي تعزي،ازاى هتبقى مش موجودة؟
مروة:
– خليكي فى نفسك انتى ياست سميرة،مع انى شايفة انك تشوفى مدرستك احسن من قاعدتك دى،مدام بقيتي كويسة يعنى.
سميرة:
– لاء انا هنزل الصيدلية اخد الحقنة بتاعتي،واجيب العلاج بتاعي،هند جابتلي اسامى الدوا من ابن عمها وبعتتهولي.
مروة وكأنها افتكرت:
– ابن عمها!،عمرو؟
– ده انا كنت قايلالها تجيبلي رقم تليفونه علشان اشكره.
ناجية:
– هتشكريه يا حلوة،يلا اخلصى وقومي شوفى انتى رايحة على فين.
مروة ابتسمت ابتسامة مالهاش معنى بالنسبة لسميرة،لكن امها فهمت ان الابتسامة دى معناها ان مروة عارفة ان عمرو هيظهر فى حياتنا تانى،وهيكون فيه مجال للشكر ولكلام تاني كمان.
سميرة:
– طيب يا مروة خدينى على طريقك انزل الصيدلية بقى؟،أنا خايفة رجليا تخوني ولا انزل الشارع حد يتريق عليا بسبب عرجتي دى.
مروة ورجعت لعادتها:
– هما يعني دى بس اللى هيتريقوا عليها،يلا ياختى قومي البسي لحد ما اخلص.
سمعت سميرة الكلمة وزعلت،لكن هتيجي ايه دى بين كل الظروف اللى هما فيها،علشان كده سابت السفرة وقامت تغير هدومها.
مروة:
– بقولك ايه ياست انتي،اللعب اللى بيحصل ده مش هينفعني،قوليلهم كده احسن بدل ما ادورلهم على تعويذة تولع فيهم.
ناجية بتضحك بصوت عالي جدا:
– تولعي فى مين يا عبيطة انتي،وبعدين لعب ايه؟،هو انتى شوفتى لعب ولا جد منهم،اجهزى علشان بليل هنعمل عليكي اول تعويذة علشان يقبلوا طلبك بأثبات الولاء والطاعة.
مروة:
– طلب ايه؟،هو انا طلبت حاجة؟،وبعدين يعنى ايه تعويذة؟،انتى هتعملي ايه؟
ناجية:
– مش انتى اللى طلبتي ودورتي،وهما عطولك الفرصة،بليل فى اوضتى يا مروة،بلاش تزعليهم منك.
قامت مروة من على السفرة وسابت ناجية اللى كانت قاعدة تاكل بنهم مش طبيعي،دخلت غيرت هدومها ونزلت هى وسميرة اللى راحت الصيدلية تجيب الادوية بتاعتها،وقررت مروة تروح تتمشى شوية هى مش رايحة الكلية،بس حسيت انها محتاجة تقعد بعيد عن البيت وتفكر فى اللى بيحصل،وايه القرار اللى لازم تاخده بالوضع اللى هما فيه ده.
ناجية:
– بت ياسميرة،أنا داخلة اوضتي هنام،اوعى تصحيني ولا تخبطي عليا،اى حد ييجي علشان يع زي،تقولي ماما تعبانة واخدة علاج ونايمة،فاهمة يابقرة؟
سميرة بضيق:
– حاضر.
ناجية بترمي التليفون على الترابيزة:
– وخدي ياختي تليفونك،يمكن تلاقى حاجة تتلهي فيها.
سابتها ناجية وسابت مكان الاكل على السفرة،دخلت اخدت دش وخرجت والحمام بيطلع بخار وكأنها كانت بتبخر الحمام مش بتاخد دش،البخار اللى كان خارج كأن الحمام ده كان فيه حريقة ولسه مطفية،استغربت سميرة لكن هى هتستغرب من ايه ولا ايه،دخلت ناجية اوضتها،واخدت سميرة الادوية بتاعتها،وشالت الحاجة اللى على السفرة وغسلتها ودخلت على الاوضة بتاعتها،طلعت البوم الصور وقعدت على سريرها تتفرج على صورها هى وابوها وتعيط لحد ما راحت فى النوم من غير ما تحس نامت قد ايه.
رجعت مروة من برة وكان البيت هادي جدا،دخلت تشوف سميرة علشان تعمل صوت فى البيت تسليها يعني،لكن لقيتها نايمة،سميرة كانت غرقانة فى النوم للدرجة اللى محسستهاش ان جرس الباب رن كتير وناس كتير جت تقدم واجب العزا ومشيت من غير ما حد يفتحلهم،قلت مروة الباب وراحت وهى ماشية على اطراف صوابعها ناحية باب اوضة ناجية،كان خارج من تحت الباب نور احمر كئيب،قربّت مروة اكتر،ووقفت قصاد الباب تحاول تسمع ايه اللى بيحصل جوة كان فيه صوت همسات مش مفهومة،وده خلاها تبص من فاتحة المفتاح بتاع الباب،علشان تشوف المنظر اللى مقدرتش تنساه..ومن بعده سمعت الكلام اللى مخطرش على بالها.
ناجية:
– سيدي،لا اخشى فى حضرتك الموت،فأني لا أخاف سواك.
“ناجية أشركت بالله،قولا وفعلا”