رواية عصيان الورثة الفصل الرابع عشر14 بقلم لادو غنيم
رواية عصيان الورثة الحلقة الرابعة عشر
الحلقة الرابعة عشر«حياة»
ـــ
تنهدت وصيفة بحسم وكانت علي وشك الحديث لكنها وجدت صفوان أتي اليهم ووقف امامها متجاهل النظر لحياة وردف___
جدتي مفيش داعي إنك تقعدي هنا قومي خليني أوصلك البيت الدكتور قال أن مفيش داعي لوجود أي حد فينا هنا”
حركت رأسه بحزن برفض__
لاء ياصفوان أنا مش همشي وأسيب جدك لوحدة “أفرد أنه فاق وسأل عني ايه ميلقنيش جنبه”
جلس علي عقبيه امامها وأمسك بكفتيها وطبع قبله فوقهما ثم نظرا لها ببسمة أظهرت غمازتين فكية التي اظهرت وسامته وقال___
أنا مش هسيبك تقعدي هنا”لو في حد هيقعد معا جدي فاهيبقي أنا”.. وبعدين متخافيش كده علي رضوان كلها يومين ويرجعلك حبيب القلب يا صفصف”
حاول مغازلتها بكلامه المعسول لكي يخفف عنها حزنها”اما هي فبتسمت ورتبت فوق معصمه قائلة بلين___
الحب يابني مش مجرد كلام حلو الواحد يقوله لحبيبه لاء الحب يعني الأمان والسند والضهر”الحبيب لزم. يلقي حبيبه دايما جنبه سنده من غدر الزمن وحزن الأيام”لزم قبل مايحتاج لحبيبه يلقيه جايلة وحاسس بيه من قبل مايندة عليه”..
ووقت ازمته يلقيه كتفه في كتفه وفي وقت ضعفه يلقيه بياخده في حضنه وبيطبطب علية ويقوية”لزم وقت الحزن يكون أول واحد واقف معا” ووقت مايحتاجة يلقيه قدام عنيه ووقت مالدنيا ماتيجي عليه يلقيه الحارس بتاعه ووقت ازمته ميهربش ويسيبة لاء ده يقدمله عينه لو طلب الامر “-الحب الحقيقي ياصفوان مش قلب ومشاعر لاء الحب بيتلخص في السند والأمان”هو ده معني الحب”..
كانت تلك الحظة أول خطوة في تحريك مشاعر صفوان ولفت أنتباهه لبعض المواقف التي جمعته بحياة” وحرك رأسه ببطئ ونظرا داخل عيناها التي ترمقه بنظرة مترقرقه بدموع الحزن كأنه تأنبة لانها لم تلقي منه الدعم الكامل حتي الان “اما هو فعقله كان يشبة شاشة التلفاز التي تظهر مقططفات عن بعض الاحداث التي حدثة بينهما وكأن من أهمها تفكيره بحديثها له عندما انقذها من يد وهدان وأخبرته أن وجوده جانبها جعلها تشعر بالأمان والراحة” في تلك الحظة كانت مشاعره مبعثرة غير مدرك لتلك الأحاسيس التي صعقت صميم قلبه كأنها تجبره أن يفتح قلبه ويستقبل تلك المشاعر المنبضة بشرارة عشقة الأولي لها”اما هي فكانت تشعر بألم يغزو قلبها فرغم مساندته لها في أوقات ضعفها الأ أنها تذكرت أخر حديث دار بينهما وأنه يراها مجرد عدومه له لبس أكثر من ذلك حينها أدركت حياة أن مشاعرها تشبة الثراب”كان قلبها يعتصر من حزنها وهي تحاول كبت نبضاتها ومقاومة مشاعرها المغرمه بهي”وأقسمت أنها ستفعل المستحيل لأخراج عشقه من قلبها”
طالت النظرات بينهما حتي قاطعتهم وصيفة بقول___
قوم يابني وروح أنت و حياة وأنا خليت الدكتور يحجزلي أوضة هبات فيها وبكرا الصبح أبقوا تعاله ”
أنتبهت حياة لصوت الجدة وأخفت دموعها وحاولت أخفاء حشرجة صوتها وقالت___
لاء أنا قولت هبات معاكي وبعدين حسان راح يجبلي غيار من البيت وزمانه راجع”
نهضت وصيفة وأمسكتها من ذراعها جاعله أياها تنهض امامها وقالت بصوت حنون ووجه مشرق ببسمه___
لاء وأنا ميرضنيش أبيتك هنا أسمعي الكلام وروحي معا صفوان وبكرا ابقي تعاليلي وهاتيلي معاكي فطير بس بشرط تكوني عمله باأيديكي الحلوه دية”
تنهدت حياة وهي تشعر أنها بحاجة للبقاء بمفردها لترتب تفكيرها فالفترة الأخيرة حدثت الكثير من الأشياء التي جعلت تفكيرها مضطرب ومتشتته”مما دفعها للموافقه وتحريك رأسها بأيماء اما وصيفة فوجهة حديثها لصفوان قائلة___
خلي بالك من البيت أنت مسئول عنه طول فترة غياب جدك “-ومتقلقش عليا لو أحتاجة لحاجة هكلمك” ياله وصل حياة وخلي بالك منها حياة أمانة في رقبتك الحد ماجدك يرجع البيت”أنتي المسئول قدامي وقدام جدك عن حماية حياة واي حاجة هتحصلها أنت اللي هتتحاسب عليها”
كلماتها ونظراتها المتأرجحة بقلق إلي حياة جعلته يتأكد أنها أبنت عمه المفقودة وليست مجرد مرشدة لمكان الحقيقة”وفي تلك الحظة تحركت حياة ولحق بهي صفوان الذي طبع قبله فوق رأس جدته معلنن عن رضيانه بتلك المهمة من ثم ذهب خلف حياة”
وبعد نصف ساعة داخل السيارة المتجهه للبيت كانت تجلس حياة وهي شاردة في التفكير بوالدتها التي أخبرتها أن الجدة وصيفة رفضت أيضا الاعتراف بكونها حفيدتهم وقالتلها أن تذهب وتضعها في ملجئ ثم تذهب للعيش في منزل والدها وتترك تلك الصغيرة لاحد غيرها “كانت حياة تفكر فذلك التغير الذي حدث سريعا فكيف أمرة صفوان أن يكون مثل ظلها ويحميها”-كيف تأكدت أنها حفيدتها وأنها من صلب أبنها سالم” كانت هناك مأئة الأسئلة التي تضرب عقل حياة التي لاتستطيع العثور علي أي جواب حتي الأن”
اما صفوان فكان أيضا غارق في التفكير بأمرها فرغم تأكده أنها أبنت عمه لكنه كان يجهل كيف تحقق الجد من هويتها ولماذا يرفض الاعتراف امامهم أنها أبنت والده سالم”-كان يجهل سبب توزيع الميراث في هذا التوقيت بالأخص فقد كان يعلم أن مافعله الجد واخبار الجميع أنه اعطي نصف ثروته لحياة سيشعل الحرائق وبذيد من فرص الخلاص منها”كان يعلم كل العلم ان هناك سر وراء تقسيم الورث واعطاء حياة نصيبها أمام الجميع فهو يعلم أن جده ليس بهذه السذاجه ليضع حياة فوق أناء أسفله نار مشتعله بحقد وكراهية النفوس كان متاكدا أن مافعله الجد كان مقصود بهي شئ لكن ماهو هذا الشئ لم يكن يستطيع وجود أجابة عنه”
ظلا الأثنين غارقين في شرودهما حتي وجدا ذاتهما أصبحا داخل البيت”وفي تلك الحظة لم تتردد حياة في النزول من السيارة والصعود إلي حجرة نومها اما صفوان فركن سيارته وذهب ليجلس قليلا في المندرة”
ــــــــ
اما داخل الحديقة فكانت تقف فرح وهي تتحدث عبر الهاتف معا شاب يدعي جلال فجائها بأتصاله عليها فذلك الشاب أحد متابعين فرح عبر صفحتها الخاصه علي الانستا وابضا صاحب صفحة عليها 500الف متابع”وعندما اتصلا علي فرح وبدأ بالترحيب بهي وجدها تهتف بغرابة___
أنت بقي جلال اللي بلقيه عاملي مشاركة في بوستات عن الأرتباط ممكن أفهم أنت عايز ايه بالظبط”
اجابها جلال الذي يجلس داخل مكتبة بمصنع لحوم العزيزي هذا المصنع الذي يديره فارس معا عمه عواد”___
مالك زعلانه كده ليه أنا مقصدش ازعلك والله “.. أنا بس متابعك من أول ماعملتي صفحتك ودايما بتمني أنك تبقي من أشهر البلوجر اللي علي الانستا وبعدين أنا كمان بلوجر وموديل لترويج لبس الشباب” فكانت عايز أعمل معاكي شغل يرفع صفحتي وصفحتك ويخلينا مشهورين”
رغم شعورها بالسعادة إلا انها حاولت إخفاء لهفت صوتها وتحدثت بثبات___
أزي يعني مش فاهمة”
تبسم قائلا___
يعني نعمل فيديوهات سوا ونعمل مشاركه لبعض ونخرج في اماكن ونروج عندها وبكده متابعينه هيذيدو وهنتشهر “وبعدين بقي عايز أقولك حاجة عشان ابقي صريح معاكي”. أنا معجب بيكي وبالڤيديوهات بتاعك بحسها فيها روح ونقاء وطفولة أنتي متعرفيش أنا ببقي عامل ازي وأنا بتفرج عليكي”.. عايز أقولك أنك كل مابتذيدي متابع وبتقربي من حلمك ببقي فرحان أزي نفسي أشوفك أشهر بلوجر في مصر والعالم العربي كلة يا فرح”
نستطيع القول أنه بكلماته المعسولة المشجعه لحلمها أجبرت قلبها بالنبض إليه جعلت قلبها يتوهم أنها أحببته”فلم تجد احدا من قبل يدعمها او يصدق حلمها.. مما دفعها للذهاب الأول رجلا يؤمن بهي وبعملها التي تسعي للوصول إليه وتحقيق النجاح داخله”-.. وفي تلك الحظة خطت إليه بقولها الناعم___
ربنا يخليك يا جلال بجد أنت مفيش منك”أنا موافقه علي كل الكلام اللي قولته بس ممكن نتقابل عشان نتعرف علي بعض ونتكلم ”
أجابها دون تردد___
أيوة طبعاً دانا بتمني أليوم اللي قعد فيه واتكلم معاكي بصي أنتي حددي المكان والزمان وهتلقيني عندك يافرح”
قالت ببسمة___
خلاص تمام هرتب معاد وابعتلك مسدج باي”
أغلقت الهاتف وأحتضنته فوق صدرها وهي تشعر أن حلمها سيتحقق وايضا لانها وجدت من يؤمن بحلمها”
وعندما همت لتستدير وجدت فارس يقف خلفها ويرمقها بغرابة___
مالك فرحانه كده ليه أنتي ناسية أن جدك في المستشفى والا اية”
حاولت أخفاء سعادتها وقوصت حاجبيها بعبس قائلة___
وأنا هبقي فرحانة ازي وجدي تعبان”. أنا بس كنت بتكلم معا حد وقالي حاجة خلتني ابتسم وبعدين يا فارس أنت ملكش تسالني فرحانه ليه وزعلانه ليه أنا مبحبش الحركات دية”
أحرجته بكلماتها الجافه “.مما جعله يجيبها بجفاء___
تمام يا فرح برحتك” بس مش عايزك تنسي أني ابن عمك وليا حق عليكي ومن واجبي اتكلم معاكي وسالك عن أي حاجة طالما أني مبدخلش في امورك الخاصة”
علمت باحراجة فقد ظهرا هذا من نظراته المتأرجحة”مما جعلها تتنهد بعمق وتهتف بوجه مبتسم قليلا___
أنا أسفه يافارس مكنتش أقصد أقول الكلام البايخ دة”أنا بس أعصابي بايظة شوية وعشان ارضيك هقولك كنت ببتسم ليه”طبعاً أنت عارف بالصفحة بتاعتي المهم يعني في موديل شاب متابعني المهم هو كلمني وعرض عليا نعمل فيديوهات سوا ونشارك مشاهد لبعض علي صفحاتنا ونخرج نصور معا بعض عشان كده كنت مبسوطة وببتسم”
تحولت نظرت الين إلي نظرا متوهجة بالتعجب الممزوج بالرفض قائلا___
أنتي بتقولي ايه مين ده اللي تخرجي معا وتصوري معا”. جرالك ايه يافرح هو الهبل اللي أنتي بتعملية علي الصفحة هيخليكي تنسي عاداتنا وتقاليدنا من امتي واحنا عندنا بنات بتصاحب شباب وبتخرج معاهم. “شيلي الموضوع ده من دماغك أنا مش موافق علي الهبل اللي بتقوليه”
جملته جعلتها تتمسك أكثر بحلمها وبجلال التي وجدته الوحيد الداعم لها عكس أقرب الناس إليها واولهم فارس الذي مزق حلمها”وهنا لم يجد منها غير الوجة المنعقد بشراسة والصوت الجاف باحراج____
وأنت ومالك توافق او متوافقش”. كنت أبويا أو جوزي وأنا معرفش”-.. بقولك ايه يافارس لأول مره هقولهالك ماتتدخلش في حياتي وملكش دعوة بقراراتي وياريت من هنا ورايح كل واحد يعرف حدوده وميتخطهاش”.
قذفة جملتها بوجهه وغادرت المكان تاركه اياه يشعر بالحزن المنبصق فوق قلبه النابض لها منذ الصغر”لكن عيناها الغاضبة كانت تخبرنا أنه لن يتركها بتلك السهولة”__
ــــــــــــ
ومرا النهار بكل مافية وأتي الليل وداخل بيت زيدان الذي يجلس داخل المندرة علي الأريكة الذهبية وأمامة الشيشه الذي يضع خرطومها عبر شفتيه وكلما أخذا نفسا ذداتت جمرت الفحم الذي يشبة تشقق البراكين”وينفخ دخانها في الهواء وأمامة تتمايل راقصة جلبها ليقضي معها ليلة”وكانت تتمايل علي انغام أم كلثوم اما هو فقد كان يتخيلها حياة”فقد أغرم بجمالها من الوهلة الأولي فلم يستطيع اخراجها من قلبه منذ أن حدثة عنها وهدان”الذي يجلس باأسفل قدمه ويرص له احجار الفحم علي صحن الشيشه “ويقول بعين لامعه____
شكل بالك رايق ياسيد الناس ياترة ايه اللي معمر نفوخك كدة”
أخرج الخرطوم من شفتاها الغليظة ونفخ الدخان بعين لامعه بالرغبة قائلا___
الداكتواره حياة مش جادر انساها من لما حكيتلي عانها “.. وأتعلجت بيها اكتر لما شوافتها دخلت مزاچي جوي جوي ياوهدان”
بادلة الحديث بصقفة___
أيوة بقي كنت عارف أنها هتعجبك اوامرني ياكبير تحب أروح أجيبهالك “..
راقت له الفكرة وقال___
هتعرف والا هلجيك چايلي متكاتف ومرمي چوة شوال بهايم”
وهدان بجدية ___
عيب عليك يا كبير دانا وهدان”أنت بس قشر
وأنا هنفذ أحلة تنفيذ”
أخذا نفسا من الشياشة المدمرة لرئتيه “وفرغ دخانها مجددا بالهواء ليذيد من تلوثة”. وأجابة ببسمة___
روح ولو جدرت تچبهالي هحليلك خاشمك”
نهض علي الفور وهو يقول بلهفه___
كلها ساعتين بالكتير وتلقي الدكتورة مشرفة فوق سريرك يا زيدان بيه”
غادر علي الفور وترك زيدان يبتسم وهو يتناول أنفاس الشيشة وعقله يتخيل حياة هي من ترقص له”فقد كان مشتاق للحصول عليها وجعلها تقضي ليلة بين احضانة ليشبع رغبتة المتوحشة بهي”
ـــــــــ
اما داخل بيت رضوان وبالأخص داخل حجرة نوم ليلي فقد كانت تجلس علي التخت وتتحدث معا والدتها التي تخبرها بتلك الكلمات الجافة___
بقولك سيبي البيت وتعالي حالا أنتي خلاص ملكيش عيش معا صفوان أنا كنت مخليكي تتجوزية عشان الورث وخلاص صفوان طلع من المولد بلا حمص والورقة الكسبانة دلوقتي معا حسان عشان كده عايزاكي ترجعي عندي وأنا هطلقك منه ومش هتعدي شهور العدة غير وأنتي متجوزه حسان”
رغم معرفة ليلي بأن والدتها تستخدمها مثل السلعة لربح المال الا ان عشقها لحسان كان يعمي عيناها عن فعل الصواب”وقالت بوجه مبتسم بشدة___
بجد يامي هتخليني أتجوز حسان ”
نجاة بجدية ___
أنا عمري ماقولت حاجة غير ونفذتها”
ياله لمي هدومك ومن صباحية ربنا القيكي قدامي”
اجابتها بلهفه___
حاضر يامي معا السلامة”
أغلقت نجاة الهاتف ونظرت إلي عثمان الذي دلف وسمع ماقالته لأبنتهم مما جعلة يشعر بالخذي ويقول بصوت متعجب___
أنتي ايه معندكيش دم بقي بدل ماتلبسي وتيجي معايا تشوفي أبوكي قاعدة وبتحرضي البت علي الطلاق ده بدل ماتقوليلها خليكي في بيت جدك ومالكيش دعوة بالزعل اللي بنا”
وضعت نجاة قدمها فوق الأخره وأجابته بوجة بارد___
مالكش دعوة ياعثمان”.. خليكي كدة ياخويا في حنية قلبك اللي موديانه في داهية”..-وبعدين أبويا شديد وزي الفل كلها يومين ويرجع بيته الدور والباقي علينا أحنا اللي طلعنا من الورث ده كله بحتت البيت المعفن دة”
حرك رأسة بغرابة ___
بقي ده بيت معفن ده أكبر تالت بيت في الفيوم كلها بس هقول ايه الطمع عمره ماهيخلي عينك مليانه”.. المهم ان هروح أبص علي عمي وأطمن عليه وهبلغه سلامك”وأنتي أتصلي ببنتك وخليها متسبش بيتها كفايانه فضايح الحد كدة”..-
ذهب عثمان وترك نجاة تنظر في اثاره بوجه منعقد بكراهية لأنه دائما يقف عكس رغباتها”
ــــــ
اما دخل حجرة ليلي مره أخري فقد كانت تقف أمام صفوان الذي دلف منذ لحظات واوقفته بغرابة حينما قالت له بدون تردد___
صفوان أنا عايزاك تطلقني”
كان يظنها مزحة مما جعله يتجاهلها ويمسك بزجاجة الماء ويشرب منها ثم أغلق الزجاجة وذهب ومدد جسده فوق الأريكة وقال بجدية ___
ليلي روحي نامي أنا دماغي مصدعه ومش ناقص هزار علي المسا نامي يا بابا وبكرا ابقي هزري براحتك”
فركت كفتيها بتوتر وبلعت لعابها وقالت
من جديد ___
بس أنا مبهزرش أنا فعلاً عايزاك تطلقني”أنا مش عايز أكمل في الجوازة دية عشان خاطري طلقني”-.
نظرا إليها ووجدا عيناها غارقه بالمياة مما جعله يشعر أنها لاتمزح مما دفعه للنهوض والوقوف أمامها عاقد حاجبية بغرابة ___
تطلقي دأحنا مبقلناش تلت تيام متجوزين”وادام أنتي عايزه تطلقي ليه وافقتي علي الجواز لية مقولتيش كدة قبل مانكتب الكتاب”
ردفت بتلعثم___
قولت لأمي بس هي جبرتني علي الجوازة منك غصبن عني”
فرك لحيته بزمجرة اثناء قولة___
وايه اللي يخليها تجبرك أنك تتجوزيني”ياله اتكلمي أنا سامعك”
تراجعت خطوة للوراء وجففت بيدها عرق وجهها وقالت___
عشان أنت يعني”
قاطع دق هاتفه برقم حياة حديثها “بينما هو فشعر بالقلق فتلك المرة الأولي التي تتصل عليه حياة وعندما أجابها حدثته بكلمات حاسمة وهي تقف أمام الأسطبل___
تعاليلي عند اسطبل الخيل عايزة أكلمك في موضوع مهم وهجاوبك علي حاجة كنت دايما بتسألني عنها”
أغلقت الهاتف اما هو فعادر الحجرة دون تردد”اما ليلي فاتلصت علي حسان الذي يجلس بالمشفي لدي جدته وعندما اجابها وجدها تقول بصوت سعيد____
خلاص ياحبيبي أنا طلبت الطلاق من صفوان وأول ماهيطلقني هنقدر نتجوز”
أبتسم وجهه بحزن فخبرها لم يشعره
الا بالألم ___
وأنتي بقي مفكراني هجري علي صفوان وقولة هتجوز مراتك اول ماشهور العدة ماتخلص”..-وقتها هيفكرني كنت بطعنه في شرفة وأنا مستحيل أخلية يفكر فيا بالطريقة دية” اللي بنا خلص صدقيني مبقناش ننفع انا حتي لو عايزك مش هقدر أحط عيني في عين صفوان اللي كل ماهيشوفني هيفتكر أني كنت علي علاقة بمراته وكنت السبب في خراب بيته”
أختفت فرحتها وترقرقت عيناها بدموع الحزن وحدثتة بصوت متحشرج___
ليه بس ياحسان بتقول كده”.وهو ماله بينا أحنا حرين”..وبعدين امي قالتلي أنها هتجوزنا لبعض دهي حتي اللي قالتلي اطلب منه الطلاق”
تحدث بعزم___
أنتي مش حره وأنا مش حر أنتي رفضتيني وقررتي تتجوزي ابن عمي اللي دلوقتي عايزة بكل أنانية تسبيه عشان راجل تاني”وده مش من حقك حتي لو كان الراجل ده هو أنا”. امك زمان رفضتني عشان صفوان كان هو الورقة الربحانه ومالك كل حاجه انما دلوقتي الحال أتغير وبقيت أنا الجوكر الرابح”بس لاء قولي لامك حسان مش أهبل ومش هيبقي لعبة في أيدك وجوزي منك مش هيحصل ياليلي مش أنا اللي أكون لعبة في أيد النسوان والا أنا اللي أطعن أبن عمي في ضهره واخد منه مراته”
طعن قلبها بكلماته الحادة التي جعلتها تشعر بالقهر التي أخرجته بحديثها___
أنت ليه محسسني أني برمي نفسي عليك أوي كدة”-.. ياأخي ملعون أبو الحب اللي حسسني أني رخيصة ومعنديش دم”
حاول أنهاء الأمر وقال بعزم___
أفهمي اللي بنا خلص وأنا متجوز وبقيت حاسس أني بحب حياة ياريت تنسيني ومتخربيش بيتك وتقولي أني السبب”
ليلي بقهر___
ماشي ياحسان من الحظة دية مش هتكلم معاك وهصون جوزي وهبقي معا بقلبي وجسمي هخلية يطول كل حته فيا لأني متأكد أن في كل لمسة هيلمسها لجسمي أنت هتتحرق وقلبك هيموت بدل المره ألف ”
قبض علي معصمه كأنه يفرغ غضبه بتلك الحركة”. فكلماتها الدابحه لعشقه لها جعلت يشعر بخناجر تمزق قلبه وأسرعت الدموع لتغزو عيناه “خصيصا عندما سمع صوتها تحول إلي صوت مبتسم متحدث بتلك الكلمات التي ذادت المه____
وعلي فكرة النهاردة هتبقي أول ليلة بيني أنا وجوزي صفوان النهاردة هسلمله نفسي ياحسان ومتنساش بقي تبقي تصبح علينا بكرا في صباحيتنا”.
أغلق الهاتف في وجهها وضربا الشجرة بقدمه بكل قوته كأن يراها حبيبته التي تحاول جرحة بأفعالها”
ـــــــــــ
اما عند أسطبل الأحصنه أتي صفوان وكان يقف أمام حياة التي عزمة علي أخبارة بأمر هام وقالت____
معلش عشان خليتك تنزل من اوضتك وتسيب عروستك وأنتو في شهر العسل”بس مش مهم أنا مش هطول عليك أنا جيباك هنا عشان أقولك حاجة مهمة “أنت معظم الوقت بتسألني أنا مين ولو كنت أنا بنت عمك والا لاء” عشان كدة حبه اريحك من السؤال اللي تاعب تفكيرك”.. وقولك أني أبقي حياة سالم رضوان العزيزي بنت عمك ”
تنهد براحه ظهرت بهية بسمه فوق شفتيه بعدما وجد أجابة مؤاكدة لشكوكه. “وعقد ذراعية أمام صدره وقال بجدية ___
اخيرل قولتيها بس ياترة إيه اللي خلاكي
تستسلمي وتعترفي”
التفتت إلي حصانها الأسود وملست بيدها فوق رأسه وقالت دون النظر إلي صفوان”___
تقدر تقول كده بدبسك معايا”لاني بأعترافي ليك ذودت مسئولية حمايتك ليا”
قوص حاجبية بغرابة___
تقصدي ايه”
أكملت دون النظر إليه ومداعبة حصانها___
جدتي وصيفة الصبح قالتلك أني مسئولة منك وأن أي حاجة هتحصلي أنت اللي هتتحاسب عليها”.. والصبح يختلف عن دلوقتي يعني أنا الحد الصبح كنت بالنسبالك دكتورة بنت عمك ولو كانت أتعرضت لأي أزمة أو حصلي حاجة كنت هتقول أن الموضع سهل وأني مجرد دليلة لمكان بنت عمك اللي المفروض جدك عرف مكانها وكان الكل هيساندك ويقف جنبك “.. انما دلوقتي بما أنك عرفت أني بنت عمك فاي حاجة هتحصلي او هتاذيني مش هتقدر تفلت من عقابها وحسابك هيبقي ملوش نهاية معا جدك” وعلي فكره أنا رحت لرأفت المحامي وبلغته بحققتي وقولتله أني أعترفتلك بهويتي”.. يعني باختصار شديد مش هتقدر تنكر، في أي وقت يحصلي فيه حاجة أنك مكنتش تعرف أني بنت عمك”.. ”
كان يشعر بدهشة من أمرها مما جعله بمسكها من منتصف ذراعها ناظران داخل عيناها محدثها بأستفهام___
ليه عايزاني أحميكي”وأشمعنا في الوقت ده بالذات طالبة حمايتي “.. فين حبروتك وغرورك معقول بسهولة كدة بضحي كل دول وبتهدديني عشان أحميكي”.
حسبت يدها من بين أصابعه الغليظة وتنهدت بهدؤ ونظرت إلي حصانها الأسود وقالت برسمية____
الحصان ده ركبته تاني يوم ماجأت هنا وكنت هموت بسببه رغم أنه حاول يحميني بس حمايتها ليها أتسببت في غرقي بس بعد يوم قررت أني أنزل الأسطبل وأخرجه رغم أني كنت عارفه أنه مش متروض وترويضة صعب” بس قررت وقتها إني أواجه خوفي وركبت علي ضهر الحصان وخليته يجري بيا بأقصي سرعته ويوميها كنت هموت بدل المره ماية بسبب تهور الحصان بس في الأخر قدرت أسيطر عليه ورجعت البيت وأنا مروضه ومخلياه حصاني وبيسمع أوامري”..
صمتت لثواني ونظرت إلي عين صفوان التي ترمقها بغرابة وأكملت بجدية ___
في ناس في البيت ده” بعد ماجدي ما أعلن الوصية شوفت في عيونهم التمرد شوفت نفس نظرت الغدر اللي لمحتها في عين الحصان اول يوم ماركبته”انا فعلا قدرت أروض الحصان بس للأسف مش هقدر أروض غدرهم أو كرههم ليا “.. عشان كدة قررت أستعين بلجام يقدر يحكم غدرهم وكرههم وملقتش غيرك أنت الوحيد اللي الكل بيعمله حساب”.. بس ده مش معنا اني بقلل نفسي أو حتي بهين كرامتي لاء أنا اقوي من أني أعمل كدة”.وغروري وكبريائة هما اللي هيرده علي كل واحد في البيت ده حاول أنه يهني أو يجرح أمي”.. وزي ماقولتهالك أنا مش جاية انتقم من حد منكم لاء اللي حصل من أكتر من عشرين سنة أنت وعيال عمك ملكمش يد فيه”.. واللي اذوني أنا وأمي وأنا لسه عيلة عندي سنتين وحطة السكينة علي رقبتي عشان يهدده أمي بيا ويخلوها تتنازل عن شرفها ونسبي لأبويا”. هخليهم عبره لمن يعتبر وغلاوة أمي عندي لهمشي سكينة القسوة والحقد علي رقبيهم هدوقهم من نفس الكأس اللي دوقونه منه وأنا وهما والزمن طويل”
كانت أذناه تصعق من تلك الأعترافات فلم يكن يتخيل أن هذا هو ماجعلها تحمل الكراهية لهم منذ الصغر “.. و في تلك الحظة تذكر حديث جده الذي أخبره خلاله أن هناك شخص حياة أتية لتأخذ ثارها منه مما جعله يهتف بنبرة ملئيه بالفضول___
مين الشخص اللي عايز يأذيكي”..و مين اللي أذاكي بالطريقة الحقيرة ديه وأنتي صغيرة”قوليلي وأوعدك أني هحميكي منه”.
تنهدت بعمق قائلة___
مش كل حاجة لزم تعرفها”.. كل حاجة ليها وقتها ياصفوان”.
ذهبت من أمامه وتركته يقف في حيرة أذدادت فكان يظن أن معرفته لهويتها ستجعله يهدأ لكنها كانت الشرارة التي ذادت من غموض الأمر بالنسبة له”..
ــــــــ
وبعد مرور ساعة تقريبا حيث عم الظلام وغفا معظم من بالبيت فقد كانت الساعة الواحده بعد منتصف الليل”. وبالأخص داخل حجرة نوم حياة التي كانت ممدت جسدها علي الفراش وتعطي ظهرها لباب حجرتها وتغفوا وهي ترتدي لانجيري كت يغطي أسفل ركبتيها” كانت غارقة في النوم ولم تستطيع سماع مقبض الباب الذي يفتحه أحدهم ببطئ وفور أن فتح الباب دلف أحدا مغطي بالكامل بثوب أسود لايظهر أن كان أنثي أم ذكرا”وفي يده كان يحمل جركن كبير وفور أن دلف أغلق الباب ببطئ وفك غطاء الجركن الذي فاح منه رائحة الينزيم “الذي بدأ بثكبه علي الحائط والسجاد وحاوط تخت حياة بالبنزيم وعندما سكب البنزيم بالكامل أتجه وفتح الباب ببطئ وأخرج علبة كبريت” وفي تلك الحظة تقلبت حياة فوق التخت حتي أستقرت بوجهها إلي الباب وغازلها ضوء ممر الغرف وتغلغلت رئحة البنزيم داخل أنفها “مما دفعها لتفتح عيناها لتتفاجئ بعود الكبريت مشتعل وقبل أن تستطيع وجه من يمسك بالكبريت أشتعلت النيران بحجرتها ولم تلمح غير شفاه مبتسمه اسفل وجه الفاعل الذي دلف إلي الخارج وأغلق عليها بالباب بالمفتاح” تاركها تجلس علي تختها بهيئة مفزعه وهي ترا النيران ملتفه حول التخت مثل الحلقة وهي بالمنتصف”…
ـــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…