رواية انا جوزك الفصل الرابع عشر 14 بقلم شيماء سعيد
الفصل الرابع عشر.
أنا_جوزك
الفراشة_شيماء_سعيد
دلفت سمارة خلفه لمنزله مرة أخرى، أمان لذيذ سيطر على كل جزء بها، خلصها من رجال عمها بدقائق معدودة ثم أخذها بلا حرف واحد إلى هنا، أغلقت باب الغرفة خلفهما لتراه يأخذ بعض الملابس البيتية الخاصة به و يدلف بعدها للمرحاض..
جلست على الفراش مخرجة من بين صدرها تنهيدة حارة عميقة، هذا هو فارس أحلامها و انتهى الأمر، بعد دقائق كان ينام على الفراش بلا ردة فعل، جزت على أسنانها بضيق من غروره الذي لا ينتهي ثم أردفت :
_ على فكرة أنا ممكن أروح أنام في أوضة تانية..
رد عليها و هو مغلق العينين :
_ لا عادي نامي هنا وجودك مش مسبب ليا أي إزعاج...
كتمت غيظها من طريقته و قررت تغيير خطتها بالتعامل معه، أقتربت قليلاً منه مرددة بابتسامة ساحرة لو رآها لذاب بها :
_ شكراً على اللي عملته معايا النهاردة بجد مش عارفة أقولك إيه؟!..
توتر من شعوره بأنفاسها قريبة بتلك الطريقة المهلكة منه ليتقلب معطيا ظهره لها، كيف يصمد أمامها لا يعلم حتى الهروب فشل به، تنحنح قبل أن يردف بهدوء :
_ أنتِ لحد دلوقتي لحمي مش هرمي لحمي لكلاب السكك يعني...
عادت لموضع نومها بضجر، أخذ لقب أكثر رجل فصيل بالعالم، ثواني و رسمت على وجهها إبتسامة خبيثة و كفها بدأ بالتجول على خصلات شعره الناعمة بحركة جعلته يخرج آه لذيذة تعبر عن مدى راحته و زوال الصداع من رأسه..
ثواني و كانت تصرخ بفزع عندما وجدت نفسها أسفله و عينه مركزة على كل جزء بها هامسا بمكر :
_ تعشقي اللف والدوران عايزة مني ايه يا سمارة مش عارف أنام منك..
ابتسمت تلك المرة بصفاء خطف المتبقي من عقله ثم ردت اليه همسه بهمس أكثر نعومة :
_ عايزاك تبقى رومانسي و صريح، فيها إيه يعني لو قولتلي إنك صاحب الرجالة اللي جات تحت البيت، فيها إيه لو كنت جيت عندي و طلبت إننا نرجع لبعض بدل كل اللي عملته عشان أرجع معاك من غير ما تطلب...
اهتز جسده من جرائتها يعلم كم هي ذكية، و عرفت أن أولئك الرجال يخصونه من اللحظة الأولى لكنه تفاجأ من تلك المواجهة السريعة، نفخ بوجهها لتغمض عينيها ثم سألها بهدوء :
_ و لما أنتِ عارفة إنهم الرجالة بتاعتي اتصلتي بيا ليه؟!...
فتحت عينيها و نظرت بداخل عينيه مجيبة بهدوء :
_ لنفس السبب اللي بعتت الرجالة عشانه، أنت بعتهم ليه؟!...
_ عشان ترجعي لحضني..
كفى حرب لهنا فاللعبة أصبحت مملة، قالها بصدق نابع منه، ربما هذا اعتراف كبير بأنه لا يقدر على الحياة بدونها و لكنها تطمع بالكثير و الكثير منه، ابتعد عنها يحاول مرة أخرى الهروب إلا أنها جذبت كفه إليها و أخذته ليجلس بجوارها مردفة :
_ أنا كمان اتصلت بيك عشان أرجع ليك يا صالح... أصلي بحبك بس الغريب بقى أنت عايزني أرجع هنا ليه؟!..
انشرح قلبه و ذهب كبريائه بمهب الرياح، كلمة أحبك التي قالتها أحيت به النبض الذي غاب عنه طوال حياته، هو الآخر أحبها و لكنه و بالفعل خائف عليها، ضم كفها إليه قائلا بقوة :
_ أنتِ عارفة كويس أنا عايزك ليه، مش هقولها دلوقتي لما أكون جدير بيها هبقي أقولها، دي كلمة كبيرة زي الطوق مش سهل تخرج من رجل بصدق و لا سهل حتى يقدر يحافظ عليها، كل اللي طلبه منك دلوقتي و من غير حسابات تعالي حضني...
ألقت بنفسها بين أحضانه بلا كلمة واحدة معترضة، ما سمعته منه حتى الآن كافي جداً ليقول لها أخذتي ما تتمني، أما هو أغلق ذراعيه عليها ثم تسطح بها على الفراش لينعم لأول مرة بالنوم دون قلق... و هذا ما يسمى بسكينة الزواج..
______ شيماء سعيد ______
بالإسكندرية..
دق شعيب على باب غرفة صافية عدة مرات حتى فتحت إليه الباب و يا ليتها لم تفعل، شعرها كأنه خارج من معركة، ملامحها ناعسة تفرك بعينيها حتى تقدر على فتحهما، رغم أنها غير صورتها الرائعة دائماً أمامه إلا أنه وقع بغرام بساطتها، ابتسمت إليه مردفة :
_ لابس آخر جمال و رايح فين على الصبح كدة يا وحش الوحوش...
قهقه بمرح قبل أن يرفع من مقدمة بذلته بغرور هاتفا :
_ النهاردة عندي حفل توقيع كتابي الجديد في إسكندرية..
لا يعلم لما اختفت ابتسامتها بلحظة واحدة، ابتلعت لعابها بقهر تتمنى لو طلب منها أن تأتي معه لتلك الحفلة و لكن من المؤكد أن سيدة هذا الحفل ستكون غادة هانم...
حاولت الثبات بقدر المستطاع ثم قالت بنبرة الي حد ما مكتومة :
_ مبروك ابقى هات ليا نسخة معاك أنت عارف أنا بعشق كتبك قد ايه..
هنا فهم سبب تلك النظرة التي قدرت على إنقاص جزء كبير من رجولته، جذبها لتقف أمامه بشكل مباشر ثم مسح على شعرها المتوقف عدة مرات مردفا :
_ مهو أنتِ كدة كدة هتاخدي نسخة لأن الحفلة دي و الكتاب كله إهداء مني ليكي، معاكي ساعة تجهزي بسرعة عشان نلحق أنا مش بحب التأخير...
بريق لمع من الحلاوة ظهر بداخل مقلتيها، أي كلمة ستكون قليلة على ما تشعر به لذلك فضلت ان توضح مشاعرها بعناق حار مميز من نوعه، ضمها و هو يتنهد بتعب ثم قبل أعلى شعرها قبلة طويلة هامسا :
_ لما بشوف القهر في عينك بحس قد ايه أنا قليل الحيلة في إني أسعد البنت اللي بحبها اياكي تعملي كدة تاني...
طفلة صغيرة أعطى والدها لها الأمان، أومأت إليه عدة مرات متتالية قبل أن تقفز من مكانها قائلة بحماس أدخل الراحة و الشعور بالفخر إلى صدره :
_ ربع ساعة و هكون جاهزة مش ساعة يا عم، إحنا عندنا كام كاتب زي القمر زي كدة عشان نلبس له الحتة اللي على الحبل...
_______ شيماء سعيد _____
بحفل التوقيع...
نزلت معه على البوابة الرئيسة للحفل أمام عدسات التصوير، نظرت للمكان حولها بتوتر لأول مرة بحياتها توضع بموقف مثل هذا، مد يده لها لتحدق بكفه بصمت تخشى تلك الخطوة التي ربما تسبب إليه مشكلة..
رفع حاجبه مردفا بتعجب :
_ في إيه يا حبيبتي هاتي إيدك لازم ندخل مش هنفضل باقي اليوم هنا...
ابتلعت ريقها بتوتر ثم أشارت على عدسات التصوير مردفة بنبرة صوت متقطعة :
_ أدخل أنت لوحدك و أنا هدخل بعدك على طول...
حرك رأسه بالقليل من الغضب يحاول بقدر المستطاع عدم الخروج عن السيطرة أمام هذا الجمع من الناس، سحب كفها رغم عنها ثم غلغل أصابعه بين أصابعها رافعا كفها الصغير أمام شفتيه مقبلا إياه قبلة طويلة قبل أن يردف بابتسامة مزيفة :
_ الحركة اللي أنتِ عملتيها دلوقتي دي هنتحاسبي عليها لما نرجع بيتنا يا صافية...
تجمدت ساقيها بالأرض ترفض الحركة مردفة بحيرة :
_ أنا مقصدش حاجة وحشة لكن مش عايز أسبب لك أي مشكلة أنت قدام الناس خاطب لما تدخل بواحدة تانية محدش يعرفها هيقولوا ايه يعني، أهم حاجة دلوقتي أسمك و كتابك...
كأنه لم يسمعها بل زاد الأمر و لف ذراعه الثاني حول خصرها لتبقى محجوزة بين جسده، أجبر جسدها على السيرة معه و الحراسة حولهما من كل الاتجاهات تمنع اقتراب الناس و الصحافة من المدخل، حرك يده على خصرها بحنان قائلا بقوة :
_ مفيش حاجة مهمة عندي غيرك يا صافية، و بعدين أنا لو مش عايز أعلن أنتِ بالنسبة ليا إيه مش هجيبك هنا أهزقك يعني...
ابتسمت إليه قائلة :
_ أنا بس مش عايزة يحصل معاك أي مشكلة بسببي...
أخذ نفس عميق من عنبرها الفطري ثم قال :
_ مشكلة ايه بس و أنتِ طلقة كدة، يلا قدامي بدل ما اتهور قصاد الناس وقتها هيبقي أسمي في الأرض...
ضحكت بخجل و دلفت معه للداخل، أجلسها على الترابيزة المخصصة إليه و جلس بجوارها، بدأت الكاميرات الخاصة بالصحافة و الجمهور المحبب لقلبه بأخذ العديد من الصور إليه...
اقترب منها أكثر هامسا :
_خليكي مكانك هنا بلاش تروحي في أي حتة و أنا هروح أتصور مع الناس مش عايز حد يقرب منك لو حتى بنظرة سامعة..
أومأت رأسها إليه بطاعة، ليشير للحارس الخاص به بالبقاء معها و قام من مقعده مقتربا من الجمهور الذي صرخ بحماس لوجود شعيب الحداد معهم...
عيناها كانت تتابع كل ما يحدث بفخر مغلف بنوع من أنواع الغيرة خصوصا من الفتيات، رغم الأحترام الظاهر بالتعامل إلا أن فكرة وضع صورة له مع إحداهن على هاتفها يشعل النيران بداخل صدرها...
لم تنتبه لذلك الذي جلس بجوارها و مد يده قائلا :
_ عصام شوقى محامي زميل لشعيب...
نظرت إليه بتوتر و عادت بنظرها لشعيب تطلب منه النجدة إلا أنه لا يراها من الأساس لذلك مدت كفها بتوتر مردفة :
_ أهلا بحضرتك يا فندم تشرفت بمعرفتك...
ابتسم إبتسامة ذكورية من نوع مفهوم جداً ثم قال و هو يرفض ترك يدها :
_ مش هتقولي إسمك ايه يا جميل...
حاولت سحب كفها منه إلا أنه ضغط عليها بقوة، جزت على أسنانها و بلا لحظة تفكير قربت حذاء عالي من قدمه و ضغطت عليه بكل قوتها مردفة :
_ قوم من هنا حالا بدل ما أخلي شكلك قصاد الناس أقل من فردة الجزمة...
تركها و زاد انبهاره بها ليقوم من مكانه هاتفا :
_ رجعلك تاني خليكي مكانك...
زفرت بضيق بعد رحيله اختفى و حل محله سعادة عندما رأت شعيب يقترب منها، عادت للخلف بتوتر من نظراته الحارقة لها لتردف بتوتر :
_ في ايه هو أنا عملت حاجة غلط ما أنا قاعدة مكاني أهو...
سحبها من خصرها ضاغطا عليه بغيرة عمياء :
_ عملك أسود على دماغك الحلوة بييجي لها عرسان كمان ما شاء الله..
أتت عينيها سريعا للرجل الذي كان يجلس بجوارها وجدت زراق مزين عينيه الإثنين عضت على شفتيها بخوف مردفة :
_ أنا و الله معرفش ده مين و لا هو حتى يعرف أنا مين و لما مسك أيدي علمت عليه يا شعيب وراك رجالة...
سار بها للقرب من ساحة إلقاء الكلمة بعدما نادى عليه مقدم الحفل عدة مرات، رسمت ابتسامة مزيفة على وجهه قائلا :
_ و ماله أنا دلوقتي هعرف الناس كلها أنتِ تبقى بالنسبة ليا إيه...
وقف بها ليأخذ المايك و يبدأ بالحديث بابتسامة مجاملة قائلا :
_ حابب في الأول أشكر أي شخص قرر إنه ييجي حفل التوقيع عشان يقابلني قبل ما ينتقي الكتاب، ثانياً لآزم أقول الكتاب ده اهداء لمين لحبيبتي و مراتي و أغلى حاجة عندي، صافية شعيب الحداد...
قبل أن يكمل حديثه أتى اليه صوت بجواره يعلم صاحبه جيدا :
_ ألف مبروك يا شعيب بس مش كان الأولى تعزمني على كتابك ده أنا حتى غادة يا راجل...
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل صالح الحداد...
نزلت حبيبة على السلم ثم ودعت أطفالها قبل الذهاب للنادي، و قبل أن تدلف للداخل وجدت حسن ينزل من سيارته مقتربا منها، أخذت نفس عميق تحاول به الثبات ليقول هو بابتسامة متوترة :
_ ازيك يا حبيبة عاملة ايه؟!..
ردت عليه بقوة :
_ اسمي مدام حبيبة لو جاي عشان الأولاد فهما راحوا النادي و لو عايز صالح ثواني أقوله إنك هنا...
أجابها بسرعة قائلا :
_ لأ استني أنا جاي عشانك أنتِ...
لوت شفتيها بتعجب مردفة :
_ خير في حاجة مهمة؟!..
حمحم بخجل لا يعرف ماذا يقول و لكنه بالفعل يريدها معه، تحلى ببعض الشجاعة قبل أن يردف بثبات :
_ أنا فرحي كان من أسبوع...
رغم غصة الوجع الذي قدر على إصابتها بها بمقتل إلا أنها لم تظهر ذلك، حسن لا يستحق دمعة عين واحدة منها و لا حتى جملة عتاب، رفعت رأسها بكبرياء ثم قالت :
_ مبروك أنا عارفة من حور، في حاجة تانية عايز تقولها...
أخفض رأسه بندم مردفا :
_ أسبوع واحد وضح ليا أد ايه كنت غبي لما خليت التراب في حياتي مكان الدهب، أنا كنت عايش ملك...
قطعت حديثه و هي تشير إليه بالصمت ثم أردفت بنبرة باردة :
_باقي كلامك مش عايزة أسمعه، أرجوك خلي في قلبي صورة كويسة ليك مش معقول كل يوم تنزل من نظري عن اليوم اللي قبله و كأن 11 سنة جواز دول كانوا تراب، عن إذنك لازم أدخل...
أغلقت الباب بوجهه سريعا و سقطت بجسدها على الأرض تبكي، أتى بعد ما قطع آخر قطعة من الخيط بينهما، هي الآن لا تبكي عليه بل تصرخ بكبرياء و أنوثة إمرأة قدر على دعسها بقدمه، أطلقت آه قوية ثم قالت بحرقة قلب :
_ ااااه على سنين عمري اللي راحت هدر عليك، آه على شبابي اللي بقى رماد بين إيديك، منك لله ربنا العزيز المنتقم يا حسن...
______ شيماء سعيد _____
استيقظ صالح ليجد نفسه بين أحضان سمارة، ظل ثابت لعدة ثواني عينيه معلقه بنقطة واحدة قبل أن يسأل نفسه سؤال واحد " لماذا هي؟!.." حتى زوجته الراحلة لم يحبها كانت خير زوجة صالحة و انتهى أمرها، لكن من تتقلب على فراشه الآن غير شيء مختلف و أصبح بقائها معه إدمان..
استيقظت هي الأخرى لتعطي إليه إبتسامة قبل أن تردف :
_ صباح الخير يا باشا مالك مكشر ليه كنت فاكر نفسك هتصحي أكون أنا حلم...
قهقه بقوة على تصرفاتها التي مهما كبرت ستظل هكذا دائماً، سند برأسه على ظهر الفراش ثم أردف بهدوء :
_ على فكرة أنا عمري ما سرقت فلوس من حد، عمي اتجوز أمي و أخد فلوس أبويا و بعدين قالي مع السلامة أنت و أختك، كنت وقتها في أولى اعداي مكنش عندي أي حلول، الطب كان حلم بابا الله يرحمه و الجراحة بالذات كانت حلمي أنا لأن أبويا مات في عملية قلب مفتوح.
جعلها تفرد ساقيها إليه ثم نام عليهما مغمضا عينه يكمل لها باقي القصة المفقود بهدوء :
_ أمي كل اللي قدرت عليه تديني قبل ما جوزها يطردنا فلوس أجرت بيها أوضة فوق السطح و كان معايا حبيبة صغيرة جداً، بدأت أشتغل عشان أصرف عليها و على نفسي بس مكنش في أي حاجة نافعة، وقتها قابلت حسن عيلته كلها ماتت في حادثة و مش فاضل له إلا بيته، قعدت فيه أنا و حبيبة مع حسن، و جار حسن كان حرامي بس مش حرامي فلوس حرامي ورق، ناس كبار يلعبوا مع بعض بورق يودوا بعض في داهية بيه و إحنا دورنا ناخد ورق من خزنة ده نديه لده و ناخد حقنا، فضلت كدة لحد ما جار حسن مات و بقيت بعدها أنا الكبير، كنت أعرف كل المعلومات اللي عايزها عن أي رجل أعمال و آخد الورق اللي أنا عايزه و بعدين أسيب له علامة يفتكر بيها هو قد ايه زبالة...
فتح عينيه ثم نظر إليها بابتسامة قائلا :
_ حتى عمك سبت له علامة لأنه زي عمي بالظبط، أحب أقولك إن حقك رجع و فلوس والدك الله يرحمه و كل أملاكه بقت باسمك أنتِ و صافية..
نزلت دمعة ساخنة من عينيها، قصته تشبه قصتها إلا أنه أبشع بكثير، ضمها إليه بقوة ثم أردف :
_ أوعدك إنك هتبقى في أمان لكن شغلي خط أحمر، أنا مش حرامي يا سمارة أنا الدكتور صالح الحداد أما موضوع الحرامي ده أكبر من تفكيرك بكتير و الأفضل ليكي إنك تبقي برة اللعبة دي...
دفنت وجهها بعنقه هامسة :
_ ليه بتقول الكلام ده دلوقتي..
_ لأني عايز ولد منك يا سمارة...
______ شيماء سعيد ____
أنا_جوزك
الفراشة_شيماء_سعيد
دلفت سمارة خلفه لمنزله مرة أخرى، أمان لذيذ سيطر على كل جزء بها، خلصها من رجال عمها بدقائق معدودة ثم أخذها بلا حرف واحد إلى هنا، أغلقت باب الغرفة خلفهما لتراه يأخذ بعض الملابس البيتية الخاصة به و يدلف بعدها للمرحاض..
جلست على الفراش مخرجة من بين صدرها تنهيدة حارة عميقة، هذا هو فارس أحلامها و انتهى الأمر، بعد دقائق كان ينام على الفراش بلا ردة فعل، جزت على أسنانها بضيق من غروره الذي لا ينتهي ثم أردفت :
_ على فكرة أنا ممكن أروح أنام في أوضة تانية..
رد عليها و هو مغلق العينين :
_ لا عادي نامي هنا وجودك مش مسبب ليا أي إزعاج...
كتمت غيظها من طريقته و قررت تغيير خطتها بالتعامل معه، أقتربت قليلاً منه مرددة بابتسامة ساحرة لو رآها لذاب بها :
_ شكراً على اللي عملته معايا النهاردة بجد مش عارفة أقولك إيه؟!..
توتر من شعوره بأنفاسها قريبة بتلك الطريقة المهلكة منه ليتقلب معطيا ظهره لها، كيف يصمد أمامها لا يعلم حتى الهروب فشل به، تنحنح قبل أن يردف بهدوء :
_ أنتِ لحد دلوقتي لحمي مش هرمي لحمي لكلاب السكك يعني...
عادت لموضع نومها بضجر، أخذ لقب أكثر رجل فصيل بالعالم، ثواني و رسمت على وجهها إبتسامة خبيثة و كفها بدأ بالتجول على خصلات شعره الناعمة بحركة جعلته يخرج آه لذيذة تعبر عن مدى راحته و زوال الصداع من رأسه..
ثواني و كانت تصرخ بفزع عندما وجدت نفسها أسفله و عينه مركزة على كل جزء بها هامسا بمكر :
_ تعشقي اللف والدوران عايزة مني ايه يا سمارة مش عارف أنام منك..
ابتسمت تلك المرة بصفاء خطف المتبقي من عقله ثم ردت اليه همسه بهمس أكثر نعومة :
_ عايزاك تبقى رومانسي و صريح، فيها إيه يعني لو قولتلي إنك صاحب الرجالة اللي جات تحت البيت، فيها إيه لو كنت جيت عندي و طلبت إننا نرجع لبعض بدل كل اللي عملته عشان أرجع معاك من غير ما تطلب...
اهتز جسده من جرائتها يعلم كم هي ذكية، و عرفت أن أولئك الرجال يخصونه من اللحظة الأولى لكنه تفاجأ من تلك المواجهة السريعة، نفخ بوجهها لتغمض عينيها ثم سألها بهدوء :
_ و لما أنتِ عارفة إنهم الرجالة بتاعتي اتصلتي بيا ليه؟!...
فتحت عينيها و نظرت بداخل عينيه مجيبة بهدوء :
_ لنفس السبب اللي بعتت الرجالة عشانه، أنت بعتهم ليه؟!...
_ عشان ترجعي لحضني..
كفى حرب لهنا فاللعبة أصبحت مملة، قالها بصدق نابع منه، ربما هذا اعتراف كبير بأنه لا يقدر على الحياة بدونها و لكنها تطمع بالكثير و الكثير منه، ابتعد عنها يحاول مرة أخرى الهروب إلا أنها جذبت كفه إليها و أخذته ليجلس بجوارها مردفة :
_ أنا كمان اتصلت بيك عشان أرجع ليك يا صالح... أصلي بحبك بس الغريب بقى أنت عايزني أرجع هنا ليه؟!..
انشرح قلبه و ذهب كبريائه بمهب الرياح، كلمة أحبك التي قالتها أحيت به النبض الذي غاب عنه طوال حياته، هو الآخر أحبها و لكنه و بالفعل خائف عليها، ضم كفها إليه قائلا بقوة :
_ أنتِ عارفة كويس أنا عايزك ليه، مش هقولها دلوقتي لما أكون جدير بيها هبقي أقولها، دي كلمة كبيرة زي الطوق مش سهل تخرج من رجل بصدق و لا سهل حتى يقدر يحافظ عليها، كل اللي طلبه منك دلوقتي و من غير حسابات تعالي حضني...
ألقت بنفسها بين أحضانه بلا كلمة واحدة معترضة، ما سمعته منه حتى الآن كافي جداً ليقول لها أخذتي ما تتمني، أما هو أغلق ذراعيه عليها ثم تسطح بها على الفراش لينعم لأول مرة بالنوم دون قلق... و هذا ما يسمى بسكينة الزواج..
______ شيماء سعيد ______
بالإسكندرية..
دق شعيب على باب غرفة صافية عدة مرات حتى فتحت إليه الباب و يا ليتها لم تفعل، شعرها كأنه خارج من معركة، ملامحها ناعسة تفرك بعينيها حتى تقدر على فتحهما، رغم أنها غير صورتها الرائعة دائماً أمامه إلا أنه وقع بغرام بساطتها، ابتسمت إليه مردفة :
_ لابس آخر جمال و رايح فين على الصبح كدة يا وحش الوحوش...
قهقه بمرح قبل أن يرفع من مقدمة بذلته بغرور هاتفا :
_ النهاردة عندي حفل توقيع كتابي الجديد في إسكندرية..
لا يعلم لما اختفت ابتسامتها بلحظة واحدة، ابتلعت لعابها بقهر تتمنى لو طلب منها أن تأتي معه لتلك الحفلة و لكن من المؤكد أن سيدة هذا الحفل ستكون غادة هانم...
حاولت الثبات بقدر المستطاع ثم قالت بنبرة الي حد ما مكتومة :
_ مبروك ابقى هات ليا نسخة معاك أنت عارف أنا بعشق كتبك قد ايه..
هنا فهم سبب تلك النظرة التي قدرت على إنقاص جزء كبير من رجولته، جذبها لتقف أمامه بشكل مباشر ثم مسح على شعرها المتوقف عدة مرات مردفا :
_ مهو أنتِ كدة كدة هتاخدي نسخة لأن الحفلة دي و الكتاب كله إهداء مني ليكي، معاكي ساعة تجهزي بسرعة عشان نلحق أنا مش بحب التأخير...
بريق لمع من الحلاوة ظهر بداخل مقلتيها، أي كلمة ستكون قليلة على ما تشعر به لذلك فضلت ان توضح مشاعرها بعناق حار مميز من نوعه، ضمها و هو يتنهد بتعب ثم قبل أعلى شعرها قبلة طويلة هامسا :
_ لما بشوف القهر في عينك بحس قد ايه أنا قليل الحيلة في إني أسعد البنت اللي بحبها اياكي تعملي كدة تاني...
طفلة صغيرة أعطى والدها لها الأمان، أومأت إليه عدة مرات متتالية قبل أن تقفز من مكانها قائلة بحماس أدخل الراحة و الشعور بالفخر إلى صدره :
_ ربع ساعة و هكون جاهزة مش ساعة يا عم، إحنا عندنا كام كاتب زي القمر زي كدة عشان نلبس له الحتة اللي على الحبل...
_______ شيماء سعيد _____
بحفل التوقيع...
نزلت معه على البوابة الرئيسة للحفل أمام عدسات التصوير، نظرت للمكان حولها بتوتر لأول مرة بحياتها توضع بموقف مثل هذا، مد يده لها لتحدق بكفه بصمت تخشى تلك الخطوة التي ربما تسبب إليه مشكلة..
رفع حاجبه مردفا بتعجب :
_ في إيه يا حبيبتي هاتي إيدك لازم ندخل مش هنفضل باقي اليوم هنا...
ابتلعت ريقها بتوتر ثم أشارت على عدسات التصوير مردفة بنبرة صوت متقطعة :
_ أدخل أنت لوحدك و أنا هدخل بعدك على طول...
حرك رأسه بالقليل من الغضب يحاول بقدر المستطاع عدم الخروج عن السيطرة أمام هذا الجمع من الناس، سحب كفها رغم عنها ثم غلغل أصابعه بين أصابعها رافعا كفها الصغير أمام شفتيه مقبلا إياه قبلة طويلة قبل أن يردف بابتسامة مزيفة :
_ الحركة اللي أنتِ عملتيها دلوقتي دي هنتحاسبي عليها لما نرجع بيتنا يا صافية...
تجمدت ساقيها بالأرض ترفض الحركة مردفة بحيرة :
_ أنا مقصدش حاجة وحشة لكن مش عايز أسبب لك أي مشكلة أنت قدام الناس خاطب لما تدخل بواحدة تانية محدش يعرفها هيقولوا ايه يعني، أهم حاجة دلوقتي أسمك و كتابك...
كأنه لم يسمعها بل زاد الأمر و لف ذراعه الثاني حول خصرها لتبقى محجوزة بين جسده، أجبر جسدها على السيرة معه و الحراسة حولهما من كل الاتجاهات تمنع اقتراب الناس و الصحافة من المدخل، حرك يده على خصرها بحنان قائلا بقوة :
_ مفيش حاجة مهمة عندي غيرك يا صافية، و بعدين أنا لو مش عايز أعلن أنتِ بالنسبة ليا إيه مش هجيبك هنا أهزقك يعني...
ابتسمت إليه قائلة :
_ أنا بس مش عايزة يحصل معاك أي مشكلة بسببي...
أخذ نفس عميق من عنبرها الفطري ثم قال :
_ مشكلة ايه بس و أنتِ طلقة كدة، يلا قدامي بدل ما اتهور قصاد الناس وقتها هيبقي أسمي في الأرض...
ضحكت بخجل و دلفت معه للداخل، أجلسها على الترابيزة المخصصة إليه و جلس بجوارها، بدأت الكاميرات الخاصة بالصحافة و الجمهور المحبب لقلبه بأخذ العديد من الصور إليه...
اقترب منها أكثر هامسا :
_خليكي مكانك هنا بلاش تروحي في أي حتة و أنا هروح أتصور مع الناس مش عايز حد يقرب منك لو حتى بنظرة سامعة..
أومأت رأسها إليه بطاعة، ليشير للحارس الخاص به بالبقاء معها و قام من مقعده مقتربا من الجمهور الذي صرخ بحماس لوجود شعيب الحداد معهم...
عيناها كانت تتابع كل ما يحدث بفخر مغلف بنوع من أنواع الغيرة خصوصا من الفتيات، رغم الأحترام الظاهر بالتعامل إلا أن فكرة وضع صورة له مع إحداهن على هاتفها يشعل النيران بداخل صدرها...
لم تنتبه لذلك الذي جلس بجوارها و مد يده قائلا :
_ عصام شوقى محامي زميل لشعيب...
نظرت إليه بتوتر و عادت بنظرها لشعيب تطلب منه النجدة إلا أنه لا يراها من الأساس لذلك مدت كفها بتوتر مردفة :
_ أهلا بحضرتك يا فندم تشرفت بمعرفتك...
ابتسم إبتسامة ذكورية من نوع مفهوم جداً ثم قال و هو يرفض ترك يدها :
_ مش هتقولي إسمك ايه يا جميل...
حاولت سحب كفها منه إلا أنه ضغط عليها بقوة، جزت على أسنانها و بلا لحظة تفكير قربت حذاء عالي من قدمه و ضغطت عليه بكل قوتها مردفة :
_ قوم من هنا حالا بدل ما أخلي شكلك قصاد الناس أقل من فردة الجزمة...
تركها و زاد انبهاره بها ليقوم من مكانه هاتفا :
_ رجعلك تاني خليكي مكانك...
زفرت بضيق بعد رحيله اختفى و حل محله سعادة عندما رأت شعيب يقترب منها، عادت للخلف بتوتر من نظراته الحارقة لها لتردف بتوتر :
_ في ايه هو أنا عملت حاجة غلط ما أنا قاعدة مكاني أهو...
سحبها من خصرها ضاغطا عليه بغيرة عمياء :
_ عملك أسود على دماغك الحلوة بييجي لها عرسان كمان ما شاء الله..
أتت عينيها سريعا للرجل الذي كان يجلس بجوارها وجدت زراق مزين عينيه الإثنين عضت على شفتيها بخوف مردفة :
_ أنا و الله معرفش ده مين و لا هو حتى يعرف أنا مين و لما مسك أيدي علمت عليه يا شعيب وراك رجالة...
سار بها للقرب من ساحة إلقاء الكلمة بعدما نادى عليه مقدم الحفل عدة مرات، رسمت ابتسامة مزيفة على وجهه قائلا :
_ و ماله أنا دلوقتي هعرف الناس كلها أنتِ تبقى بالنسبة ليا إيه...
وقف بها ليأخذ المايك و يبدأ بالحديث بابتسامة مجاملة قائلا :
_ حابب في الأول أشكر أي شخص قرر إنه ييجي حفل التوقيع عشان يقابلني قبل ما ينتقي الكتاب، ثانياً لآزم أقول الكتاب ده اهداء لمين لحبيبتي و مراتي و أغلى حاجة عندي، صافية شعيب الحداد...
قبل أن يكمل حديثه أتى اليه صوت بجواره يعلم صاحبه جيدا :
_ ألف مبروك يا شعيب بس مش كان الأولى تعزمني على كتابك ده أنا حتى غادة يا راجل...
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل صالح الحداد...
نزلت حبيبة على السلم ثم ودعت أطفالها قبل الذهاب للنادي، و قبل أن تدلف للداخل وجدت حسن ينزل من سيارته مقتربا منها، أخذت نفس عميق تحاول به الثبات ليقول هو بابتسامة متوترة :
_ ازيك يا حبيبة عاملة ايه؟!..
ردت عليه بقوة :
_ اسمي مدام حبيبة لو جاي عشان الأولاد فهما راحوا النادي و لو عايز صالح ثواني أقوله إنك هنا...
أجابها بسرعة قائلا :
_ لأ استني أنا جاي عشانك أنتِ...
لوت شفتيها بتعجب مردفة :
_ خير في حاجة مهمة؟!..
حمحم بخجل لا يعرف ماذا يقول و لكنه بالفعل يريدها معه، تحلى ببعض الشجاعة قبل أن يردف بثبات :
_ أنا فرحي كان من أسبوع...
رغم غصة الوجع الذي قدر على إصابتها بها بمقتل إلا أنها لم تظهر ذلك، حسن لا يستحق دمعة عين واحدة منها و لا حتى جملة عتاب، رفعت رأسها بكبرياء ثم قالت :
_ مبروك أنا عارفة من حور، في حاجة تانية عايز تقولها...
أخفض رأسه بندم مردفا :
_ أسبوع واحد وضح ليا أد ايه كنت غبي لما خليت التراب في حياتي مكان الدهب، أنا كنت عايش ملك...
قطعت حديثه و هي تشير إليه بالصمت ثم أردفت بنبرة باردة :
_باقي كلامك مش عايزة أسمعه، أرجوك خلي في قلبي صورة كويسة ليك مش معقول كل يوم تنزل من نظري عن اليوم اللي قبله و كأن 11 سنة جواز دول كانوا تراب، عن إذنك لازم أدخل...
أغلقت الباب بوجهه سريعا و سقطت بجسدها على الأرض تبكي، أتى بعد ما قطع آخر قطعة من الخيط بينهما، هي الآن لا تبكي عليه بل تصرخ بكبرياء و أنوثة إمرأة قدر على دعسها بقدمه، أطلقت آه قوية ثم قالت بحرقة قلب :
_ ااااه على سنين عمري اللي راحت هدر عليك، آه على شبابي اللي بقى رماد بين إيديك، منك لله ربنا العزيز المنتقم يا حسن...
______ شيماء سعيد _____
استيقظ صالح ليجد نفسه بين أحضان سمارة، ظل ثابت لعدة ثواني عينيه معلقه بنقطة واحدة قبل أن يسأل نفسه سؤال واحد " لماذا هي؟!.." حتى زوجته الراحلة لم يحبها كانت خير زوجة صالحة و انتهى أمرها، لكن من تتقلب على فراشه الآن غير شيء مختلف و أصبح بقائها معه إدمان..
استيقظت هي الأخرى لتعطي إليه إبتسامة قبل أن تردف :
_ صباح الخير يا باشا مالك مكشر ليه كنت فاكر نفسك هتصحي أكون أنا حلم...
قهقه بقوة على تصرفاتها التي مهما كبرت ستظل هكذا دائماً، سند برأسه على ظهر الفراش ثم أردف بهدوء :
_ على فكرة أنا عمري ما سرقت فلوس من حد، عمي اتجوز أمي و أخد فلوس أبويا و بعدين قالي مع السلامة أنت و أختك، كنت وقتها في أولى اعداي مكنش عندي أي حلول، الطب كان حلم بابا الله يرحمه و الجراحة بالذات كانت حلمي أنا لأن أبويا مات في عملية قلب مفتوح.
جعلها تفرد ساقيها إليه ثم نام عليهما مغمضا عينه يكمل لها باقي القصة المفقود بهدوء :
_ أمي كل اللي قدرت عليه تديني قبل ما جوزها يطردنا فلوس أجرت بيها أوضة فوق السطح و كان معايا حبيبة صغيرة جداً، بدأت أشتغل عشان أصرف عليها و على نفسي بس مكنش في أي حاجة نافعة، وقتها قابلت حسن عيلته كلها ماتت في حادثة و مش فاضل له إلا بيته، قعدت فيه أنا و حبيبة مع حسن، و جار حسن كان حرامي بس مش حرامي فلوس حرامي ورق، ناس كبار يلعبوا مع بعض بورق يودوا بعض في داهية بيه و إحنا دورنا ناخد ورق من خزنة ده نديه لده و ناخد حقنا، فضلت كدة لحد ما جار حسن مات و بقيت بعدها أنا الكبير، كنت أعرف كل المعلومات اللي عايزها عن أي رجل أعمال و آخد الورق اللي أنا عايزه و بعدين أسيب له علامة يفتكر بيها هو قد ايه زبالة...
فتح عينيه ثم نظر إليها بابتسامة قائلا :
_ حتى عمك سبت له علامة لأنه زي عمي بالظبط، أحب أقولك إن حقك رجع و فلوس والدك الله يرحمه و كل أملاكه بقت باسمك أنتِ و صافية..
نزلت دمعة ساخنة من عينيها، قصته تشبه قصتها إلا أنه أبشع بكثير، ضمها إليه بقوة ثم أردف :
_ أوعدك إنك هتبقى في أمان لكن شغلي خط أحمر، أنا مش حرامي يا سمارة أنا الدكتور صالح الحداد أما موضوع الحرامي ده أكبر من تفكيرك بكتير و الأفضل ليكي إنك تبقي برة اللعبة دي...
دفنت وجهها بعنقه هامسة :
_ ليه بتقول الكلام ده دلوقتي..
_ لأني عايز ولد منك يا سمارة...
______ شيماء سعيد ____