اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والثاني والاربعون 142

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والثاني والاربعون 142

منذ دخولها إلى المجال الفني، لعبت إيمان أدوار إعلانية صغيرة وثانوية.
معظم الشخصيات التي قامت بتجسيدها كانت أدوارا ثانوية غير مهمة ركزت
على إظهار محاسنها. وعندما أصبحت معروفة، كان الجميع يصفها بأنها جريئة
ومتعرية.
انتشرت مؤخزا شائعات أنها تواعد رجل أعمال ثري، وأنهما يستعدان للزواج بعد
مواعدة عدة أشهر.
ذهبت خلود لتوصيل الفستان إلى فيلا إيمان وعندما اقتربت من الفيلا
استقبلتها الخادمة على الباب وقادتها إلى الداخل كانت الفيلا مزينة بأثاث فخم
وزخارف مذهلة.

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



كانت إيمان في الطابق العلوي فخاطبتها قائلة: "هذه الفيلا لا تقل جمالا عن
قصر الحديقة الأخاذة، أليس كذلك؟".
طلبت إيمان من خلود توصيل الفستان شخصيا حتى تتمكن من التباهي بسكنها
ومستوى المعيشة الراقي الذي تنعم به اقتنعت إيمان بأنها لا تقل عن خلود
بشيء، بل إنها أفضل منها.
وضعت خلود يديها في جيوب معطفها دون اهتمام وقالت بنبرة هادئة: "ها هو
فستانك. يجب أن يناسبك تمامًا، طالما أن وزنك لم يزد خلال الأيام القليلة
الماضية ".
ثم استدارت خلود وهفت بالمغادرة.
لم تكن غاية إيمان منذ البداية استلام الفستان فحسب بل كانت تسعى للتباهي
بثروتها والتقليل من قيمة خلود.
لكنها تفاجأت من رد فعل خلود .البارد حتى بدت وكأنها تستهزئ بها، مما أشعل
تار الغضب داخل إيمان.
لم تصدق ذلك، وركضت وراء خلود وأمسكت بيدها وصاحت "هل تغارين من
نجاحي؟ هل تخافين من أن ألاحظ ذلك وأراك محطمة؟ هل هذا هو السبب في
استعجالك في المغادرة؟"
توقفت خلود في مكانها والتفتت إلى إيمان. ثم قالت باستغراب: "هل تحتاجين
لرؤية انبهار الآخرين لتقرري مدى سعادتك؟ أم أنك تحتاجين إلى التأكيد على
ذلك لأن الممتلكات المادية لا تملأ رغباتك حقا؟"
على الرغم من أن صوتها كان لطيفًا، إلا أن عينيها الساطعتين لمعتا بحدة
تخترق قلوب من حولها.
تفاجأت إيمان من رد خلود الحاد. واتسعت عيناها من الغضب وقالت: "إذا لم
تكوني غيورة مني . حقا، فاحضري حفل خطوبتي هذه الليلة"، ثم مدت يدها
لتسليم بطاقة الدعوة إلى خلود.
نظرت إيمان إلى أختها بتحدٍ وتابعت قائلة: "إذا لم تجرؤين على الحضور، فإن
ذلك سيثبت أنك لا تتحملين رؤيتي ناجحة وأرجوا لا تتظاهري بأن ذلك لا
يعنيك ".
ضحكت خلود بسخرية وقبلت الدعوة قائلة: "حسنا، سأكون هناك في الوقت
المحدد وسأسرق الأنظار منك".
" أنت..."، وقبل أن تستطيع إيمان إكمال جملتها كانت خلود قد غادرت بالفعل.
عندما عادت خلود إلى قصر الحديقة الأخاذة، بدلت ملابسها وقامت بتنظيف
وجهها. وعلى الرغم من أنها لا تعرف سبب إصرار إيمان على حضورها إلى حفل
خطوبتها، إلا أنها وافقت بالفعل على ذلك. وبالتالي، توجب عليها أن تحضر.
لاحقا"، كانت خلود على وشك المغادرة عندما سمعت فجأة خطوات تنزل
الدرج. فأسرعت وأمسكت ببطانية من على الأريكة وغطت نفسها بحيث لا
يظهر إلا رأسها فقط.
دخل نائل الغرفة بملامحه القوية والجذابة وعيناه السوداوان العميقتان
وحاجباه القويان تنبعث منها الهيبة والقوة.
لحق به سالم وبدا وكأن لديهما عملا "يريدان القيام به.
اقترب منها نائل وسألها هل أنت ذاهبة إلى مكان ما؟".
ردت خلود على الفور بابتسامة خافتة "لا!".
كانت تنوي الذهاب إلى حفل خطوبة إيمان فتمكث قليلا" ثم ترجع إلى المنزل.
لذا لم يكن هناك داع لإزعاج نائل بالأمر.
اعتقدت أنها لا تحتاج مساعدته كي تتعامل مع شخص تافه مثل إيمان.
وكالعادة لم يستطع نائل أن يلاحظ أن خلود تضع مكياجا اليوم.
عندما أزال البطانية، انتبه أنها ترتدي ثوبا أسوذا يبرز عظام كتفيها. كان شعرها
مربوطا في كعكة عشوائية، مما أعطاها مظهرًا جذابا ومغريا.
احمرت خجلا وقالت "إنني ذاهبة لحفل خطوبة إيمان. لن أبقى هناك طويلا، لذا
لا داعي للقلق بشأني".
لمعت عينا نائل بشدة وهو يحدق في بشرتها البيضاء الجميلة. وأمر سالم: "ألغ
اجتماع الليلة وجهز السيارة.
أجاب سالم حاضر" يا سيد هادي"، ثم مضى ليجهز السيارة.
بادرته خلود قائلة: "لا حاجة لمرافقتي إذا كان لديك أعمال لتقوم بها..... لكن
نائل قاطعها وسحبها نحو الباب.
ثم قاد سالم السيارة على الفور إلى المكان المذكور في الدعوة.
كان لفندق السماء البيضاء ماض عريق يعود إلى مئة عام في دار اليشم، وكان
معروفًا بأنه استضاف العديد من الشخصيات التاريخية، بما في ذلك أفراد من
العائلات الملكية مثل ملكة عُمان
و بالنسبة لعامة الناس، كان الحصول على حجز في هذا المكان أمرًا مستحيلا.
لذلك، كانت إيمان مصممة على دعوة خلود إلى حفل خطوبتها، لتظهر لها
مستواها الاجتماعي.
أمسكت خلود بذراع نائل وتوجها نحو القاعة الكبيرة كان التصميم الداخلي
للفندق فاخزا جدًا لدرجة أنه يشبه القصر. قالت خلود "سمعت أن فندق السماء
البيضاء لديه طابق خاص يعرض صور جميع الضيوف المشهورين الذين أتوا إلى
هنا. كم أرغب في رؤيته "
همس نائل: "ما المميز في بعض الصور القديمة؟"
شرحت خلود له وكانت عيناها الساطعتان تشعان حماسة. "أنت لا تدرك ذلك
الأمر، يستضيف فندق السماء البيضاء فقط النخبة من المجتمع، لذا فإن
الملابس والمجوهرات المعروضة في تلك الصور تعكس أحدث صيحات الموضة
في ذلك الوقت. ويمكن أن تعطيني إلهاما لتصاميمي"
حتى لو لم تساعد في تصاميمي، ستكون تجربة ممتعة لتوسيع معارفي وأفاقي.
اختفت ابتسامة خلود بينما تابعت قائلة: "ولكن للأسف، سمعت أن المعرض
يفتتح مرة واحدة فقط في السنة، لذلك من الصعب الحصول على تذكرة
الدخول".
قال نائل بلا اكتراث وكأنه أمر تافه "إذا كنت حقا تريدين رؤيته، يمكنني ترتيب
ذلك".
هزت خلود كتفيها وقالت "لا تهتم بذلك. فأنا لا أريدك أن تكون مدينا لأحد
بمعروف. تجاهل الأمر وتظاهر بأنني لم أخبرك عنه".
في تلك اللحظة، دخلت إيمان بفستانها الأحمر الرائع. لقد نال الفستان كثيرا"
من
الثناء والمدح، مما جعل الجميع ينبهرون بمظهر إيمان الساحر.
كان الفستان رائها بلا ريب، ولغيرتها أقنعت نفسها أن جمالها الطبيعي هو ما
جعله جذابًا حقا، وليس مهارات خلود في التصميم.
لاحظت إيمان وجود نائل، فتوقف نبض قلبها وصاحت بحماس: "نائل! يشرفني
جدا حضورك!"
بالمقابل، كان رده بارددًا وخاليا من أي دفء "في الحقيقة يجب أن تشكري
أختك".
أراد أن يؤكد أن حضوره إلى حفل الخطوبة كان بسبب وجود خلود فقط.
توقفت إيمان عن الكلام، ونظرت إلى خلود بغيرة. كان من المفترض أن يكون
حفل خطوبتها، لكن يبدو أن شقيقتها قد تفوقت عليها، وشدت أنظار الجميع من
جدید
ومع ذلك، لم تكن لدي إيمان أي نية للهزيمة أمام خلود بهذه السهولة. لقد
خططت للانتقام منذ لحظة دعوتها إلى حفل الخطوبة، حيث قامت بنصب فخ
داخل المكان.
نظرت إيمان إلى خلود وضحكت "يجب أن تستمتعي بقدر ما تستطيعين اليوم.
فقد يكون حفل خطوبتي حدثا لا يُنسى بالنسبة لك".
أنهت كلامها بابتسامة بغيضة ثم ذهبت لاستقبال الضيوف الآخرين.
لاحظت خلود ابتسامة إيمان الغريبة وشعرت أن الأمور لن تمر بخير.
وبما أن العديد من المشاهير والشخصيات الهامة الذين حضروا حفل الخطوبة
كانوا من أصدقاء نائل أراد بعضهم توطيد العلاقة معه وبدأوا في الحديث عن
الأعمال التجارية. لكن لم تكن لدى خلود رغبة في المشاركة في مثل هذه
المحادثات. لذا، قررت أن تتجول بمفردها، وتركتهم وراءها.
لاحظت ميرا ذلك فتوجهت نحوها وأمسكت يدها وأمرتها: "اذهبي ونظفي
المكان أيتها الصغيرة"

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close