رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الثالث عشر 13 بقلم هنا عادل
رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة الثالثة عشر
الصرخة اللى رنت فى البيت ،كانت سبب فى ان ناجية ومروة يتنفضوا مكانهم،لوهلة تخيلوا ان الشيطان اللى كان بينهم هو سبب الصرخة دى،لكن اختفائه خلاهم يعرفوا انه مش هو،رجوع الكهربا والبيت اللى رجع نوّر وخلاّهم شايفين بعض،بعد تفكيرهم عنه،لكن صوت الصرخة كان جاى من اوضة سميرة.
مروة:
– يخربيتكم،انتم عايزين تموتونى،انتى بعفاريتك وبنتك بصريخها،شوفى بتصوت ليه بقى،لا تكون شافت هى كمان اللى احنا شوفناه.
ناجية:
استغربت مروة الكلمة،لكن راحت مع امها على اوضة اختها،فتحوا الباب كانت سميرة قاعدة فوق المخدة بتاعتها،حاضنة نفسها وبتعيط وعضلات وشها كلها بترتجف.
ناجية:
– فى ايه يا سميرة،انتى صرختى كده ليه؟
سميرة بتعيط ومش بترد.
مروة بأنفعال:
– ما تنطقى يا فقر انتى،وقعتى قلوبنا..اصل احنا ناقصين رعب فى البيت،اتكلمى يا ستى.
سميرة بتبص عليهم وعنيها حمرا وجسمها بيتنفض،
بصيت ناجية لمروة اللى كانت واقفة تبص لسميرة بكره مالهوش تبرير.
– ولعى النور يا مروة.
مروة:
– هتشوفى ايه يعنى،ماهى قاعدة زى الكُبة اهى.
ناجية:
– يابنتى ولعى النور وخلاص،يمكن فيه حاجة فى الاوضة خوفتها!
راحت مروة فعلا ولّعت نور الاوضة،
شافوا بوضوح اكتر الحالة اللى سميرة فيها.
ناجية:
– يابنتى مالك فى ايه؟،انتى شوفتى حاجة خوفتك ولا حلمتى حلم وحش ولا ايه؟
سميرة بتتكلم بصعوبة:
– شوفت..شوفت بابا.
مروة:
– ياشيخة ياريت كنا خلصنا منك انتى،هو ده اللى مصحيكي تصرخى بالشكل ده،اومال لو شوفتى شيطان قاعد قدامك،ههههه،قوليلها حاجة يا ماما.
ناجية بصيت لمروة بتحذير من انها تكمل كلام فى حاجة زى دى،ومروة فهمت تحذير نظراتها دى فسكتت.
ناجية:
– طيب وهو انك تشوفى ابوكى فى الحلم يا سميرة،تصحى تصرخى كده،ده ابوكي وشه جميل ويفرح اللى يشوفه.
سميرة بدموع:
– كان شكله غريب اوى ياماما،خوفني،صوته كان تخين،وكان نايم على الخشبة اللى اتغسل عليها،كل جسمه عريان لكن الجزء بتاع وسطه بس هو اللى متغطي،فتح عنيه وكلها لونها اسود بطريقة ترعب،اول ما شوفته نايم على الخشبة قربت منه علشان اقوله متسبينش وتمشي،لكن لما وقفت جنبه وشوفت شكله حسيت ان جسمي كله بقى لوح ثلج،فتح عنيه فجأة وشوفت كم السواد اللى فيها،لقيته بيحاول يمد ايديه يمسكنى،كانت ضوافره طويلة اوى وشكلها غريب،محسيتش من كتر ما جسمي كان متلج اذا كان لمسنى ولا لاء،بس اتكلم معايا،قاللى بصوت غريب غير صوت بابا:
– خلى بالك من المكان ده كويس،علشان قريب اوى هتعيشي فيه،وهتشوفى فيه العذاب.
اول ما سمعت صوته بقيت الف حوالين نفسي اشوف نفسى انا فين،مع انى فى البداية كنت فى اوضتكم يا ماما،لكن لقيت الدنيا بقيت ضلمة فجأة،جريت على مكان الباب اللى انا حافظة طريقه،لقيت مكان الباب قضبان حديد،بمجرد ما مديت ايدي عليها،حسيت انى مسكت قفل كبير جدا كان سخن لدرجة اني حسيت ان ايدي اتحرقت،وبمجرد ما رجعت لورا لما اتألمت من الحرق لقيت ايد بابا مسكتنى من وسطى وبتقربنى تانى من الباب،صرخت وصحيت بعد كده.
مروة:
– كل ده علشان حلمتى حلم،ماهو طبيعي يعنى تحلمى احلام غريبة،ابوكى لسه مدفون من كام ساعة،وانتى نفسيا وعصبيا تعبانة،وغير كده انتى اصلا بنى ادمة كئيبة هتكون كوابيسك ايه غير بالشكل ده .
ناجية:
– قومى يا سميرة كلي لقمة معانا،ام هند جايبالنا شوية اكل زى العسل،فوقى كده واشربى شوية مياه،وانسى،ده كابوس بسبب زعلك على ابوكي متخافيش.
بصيت مروة لناجية وهى متأكده ان اللى شافته سميرة مش مجرد كابوس،لكن كان لازم متتكلمش علشان امها طلبت منها ده،غير انها لسه لحد دلوقتى مش فاهمة ايه اللى بيحصل حواليها.
قربت ناجية من سميرة تساعدها علشان تقوم،وفعلا قامت سميرة وهى ماشية بتُعرج ولسه جسمها بيتنفض من الكابوس،خرجت مروة قدامهم وقعدت على السفرة من تانى وهى بتبص فى المكان اللى كان الكائن المخيف قاعد فيه،سرحت فى اللى حصل لحظات بس رجعها لوعيها صوت ناجية وهى بتتكلم مع سميرة:
– قلبك ضعيف انتى يا سميرة،مش عارفة طالعة كده لمين،ده حتى ابوكى كان مش خفيف كده.
سميرة بعياط:
– مش قادرة اصدق يا ماما انه مات،مش مصدقة انى مش هشوفه تانى.
مروة:
– شوفى الكدب بقى،يابقرة انتى مش بتقولى لسه شايفاه فى الحلم؟
سميرة:
– مش هو يا مروة،مش هو،اه كان شبه بابا،لكن كل حاجة فيه تقول انه مستحيل يكون هو.
الصدمة او خوف سميرة من الحلم كان مخليها بتتعامل وهى ناسية ان امها هى اخر واحدة قالت كلام يوجع لعمر،كانت ناسية ان مروة هى اقوى سبب فى التعب اللى هى فيه،كانت بتتكلم لمجرد انها تخفف من حدة الخوف اللى جواها،سميرة كانت فاكرة ان اللى هى شافته اكتر حاجة مرعبة ممكن تحصل،لأنها متعرفش ايه اللى حصل مع مروة فى اوضتها،ولا تعرف ايه اللى كان حاصل من دقايق على نفس الترابيزة اللى هى قاعدة عليها دلوقتى،قعدوا ياكلوا وكانت ناجية بتحاول تتكلم فى اى حاجة بعيد عن عمر،لكن مروة كانت مش سامعه اللى بيتقال لأنها هتموت وتعرف ايه اللى حصل وايه اللى بيحصل،وايه اللى مطلوب انه يحصل؟،وليه سميرة مش هتشوف اللى هما بيشوفوه؟
فى مكان تانى.
عمرو:
– بقيت بشوف رقمك اقول ربنا يستر،خير يا هند ملحقتش انام.
هند:
– فيه حد يرد على التليفون بالطريقة دى؟،وبعدين هو انا متصلة اشحت منك ياغلس؟،لو مش امى اللى قالتلى مكنتش عبّرتك.
عمرو بيضحك:
– ايه ده انتى اتقمصتى؟،بهزر يا نكد،بس خير بجد فى حاجة تانى ولا ايه؟.
هند:
– لا مفيش،بس كانت مروة اخت سميرة عايزة رقم تليفونك علشان تقولها على العلاج بتاع سميرة لأن الروشته ضاعت منهم،وكمان عايزة تعرف لو دفعت فلوس فى المستشفى علشان تحاسبك.
عمرو:
– طيب بصى انا هبعتلك اسامى الادوية فى رسالة،بس انتى بلاش تديلها الرقم بتاعى،البنت دى مش جاية معايا سكة،مش مرتاحلها كده،اما بالنسبة بقى للمصاريف قوليلها متشغلش بالها الموضوع بسيط.
هند:
– هى محدش يرتاحلها،حساس انت ياابن عمي،لاء وصاحب واجب كمان.
عمرو:
– اه يابنتى طول عمرى،المهم معلش يا هند اتأكدى ان سميرة دى بتاخد الادوية بتاعتها،علشان الموضوع ميطولش معاها حرام.
هند:
– حاضر والله،هحاول ابقى معاها علطول،الله يعينها دى عندها ام واخت،ربنا يقويها عليهم.
عمرو:
– ويقوينى على مرات عمك وبنتها،يلا بقى طيري انتى علشان اكمل نوم،عندى شغل بدرررررى.
هند:
– ههههه،ماشى تصبح على خير.
عمرو:
– وانتى من اهله.
قفل عمرو الخط مع هند،وبعتلها رسالة فى اسماء الادوية والحقن اللى المفروض سميرة تاخدها،وبرغم انه مش عارف ايه اللى بيشده ناحية سميرة،لكن هو قرر انه ميهتمش بالموضوع للدرجة اللى تخليه يعلق معاه،وعلشان كده قرر انه ميقربش من الناس دى،لان هو مش حاسس نفسه مستعد لأى تجارب فى الوقت الحالى،رجع لنومه وهو بيقنع نفسه بالتفكير ده.
دخّلت ناجية سميرة لأوضتها علشان تنام،كانت سميرة خايفة تنام لأول مرة لواحدها،لكن ناجية حاولت تطمنها:
– انا هسيب نور اوضتك والع،وهطلع اقعد برة شوية ولما اجى انام هدخل انام جنبك.
سميرة:
– بجد ياماما؟
ناجية:
– ايوة يا سميرة بجد،متخافيش بقى يلا ونامى،متحطيش فى دماغك اللى شوفتيه علشان ده كان حلم،نامى واهدي كده وهتصحي تلاقينى نايمة جنبك.
سميرة:
– حاضر ياماما.
فعلا حاولت سميرة تنام فى سريرها،وسابت ناجية النور شغال زى ما قالت،وقررت تطلع تقعد مع مروة علشان يتكلموا فى اللى حصل،لأن اللى جاى مش سهل.
مروة:
– ايه النُغة نامت ولا لسه؟
ناجية:
– سيبك منها يا مروة،تعالى ندخل نقعد فى اوضتى.
مروة:
– بس ايه حنية الوز المفاجأة دى؟،مش عادتك يعني.
ناجية:
– متبقيش غبية يابت،تعالى بس نقعد جوة علشان لو منامتش متسمعش صوتنا.
دخلت مروة وناجية للاوضة وقفلوا عليهم الباب.
مروة:
– فهمينى بقى،هو ايه اللى بيحصل ده؟
قامت ناجية وراحت ناحية دولابها،طلعت الصندوق اللى كان فيه الحجاب اللى حضّرت بيه الدلاّلة،فتحته قدام عيون مروة،وطلعت منه كتاب اصفر قديم.
مروة:
– ايه الصندوق ده؟،وايه اللى فيه؟،وايه الكتاب اللى فى ايدك ده؟
ناجية:
– الصندوق ده كان هو بير اسرارى،اللى بشيل فيه الحاجة اللى عايزة احافظ عليها ومش عايزة اخسرها،ومحدش يقدر يفتحه غيري.
مروة:
– انتى طلعتى بير مالهوش اخر،ما تقوليلى ايه حكايتك،من ساعة ما الراجل مات واتدفن،والبيت بقى مزار للشياطين والعفاريت،واللى انتى قولتيه فى المستشفى انا منسيتهوش،ما تيجي فى السليم كده وتحكيلى.
ناجية:
– ماهو انا لازم احكيلك،علشان انتى اللى هتساعديني.
مروة:
– اساعدك فى ايه؟
ناجية:
– فى اننا نسلمهاله.
مروة:
– هى مين بقى دى اللى نسلّمهاله،ونسلّمها لمين بالظبط،وليه؟
ناجية:
سميرة.هى اللى هنسلّمها،وهنسلّمها لسيدى وسيدك،وليه؟،علشان يرجعولى ابوكى من تانى.