اخر الروايات

رواية جواز اضطراري الفصل الثالث عشر 13 بقلم هدير محمود

رواية جواز اضطراري الفصل الثالث عشر 13 بقلم هدير محمود


بارت 13

كان أدهم مترددا هل يدعو مريم للرقص معه أم لا كان يود أن يجد حجة مناسبة ليرقص معها دون أن يعني هذا أنه يحبها لقد أراد أن يرقص معها ليشعر بقربها أكثر لقد أراد تلك الرقصة وتلك الضمة أن يشعر بأنفاسها وأن يرى خجلها ووجنتاها التي تتورد حياءا يريدها بين ذراعيه الآن وأثناء تفكيره كان سيف يغمز إليه لكنه كان مازال شاردا في تلك الحجة وكانت مريم تقف على مقربة من دينا حتى تساعدها إن احتاجت شيء وأخيرا وجد أدهم الحجة ف ذهب إلى مريم واختطفها من بين الواقفين وبدأ في الرقص معها نظرت له مريم التي لم تتوقع أن يفعل ذلك وبتلك الطريقة ثم قالت :
-أدهم ! خضتني ليه عملت كده؟
- أدهم بمكر:أصلي شوفت خالد كان قريب منك وكان ممكن يطلب منك ترقصي معاه وساعتها أنا كنت هكسر دماغه ونقلب الفرح ل جنازة طب وليه ده حتى سيف صاحبي وأهو كله عشان سيف
-يا سلام أيه الخيال الأوفر ده ومين قالك أن خالد هيعمل كده؟
-ضحك قائلا : يا بنتي الأفلام العربي كلها بتقول كده
ثم صمت برهة ونظر داخل عيني مريم قائلا : بصراحة مش عايز حد يبصلك وأنتي حلوة أوي كده ..بغير

احمرت وجنتا مريم من أثراعترافه ثم نظرت في الاتجاه الآخر ..
- نظر لها أدهم قائلا وهو يحاول أن يصلح ما قاله : أنتي ناسية إني صعيدي وأنك بنت عمي وزي أختي وأنا مقبلش أن حد يرقص مع أختي ثم أردف ليغير الحديث هو أنتي ليه اتخضيتي أوي كده لما شديتك؟ وليه كمان دلوقتي مكسوفة أوي كده أيه أول مرة ترقصي سلو؟
- أماءت رأسها بالايجاب وقالت بصوت خفيض وهي تنظرلعينيه مباشرة : أه
نظر لها أدهم متعجبا وقد بدا غير مصدقا ثم قال : معقولة!
- أه والله وبعدين مستغرب ليه احنا مسلمين ومش طبيعي إني أرقص مع أي راجل غريب
- مش قصدي راجل غريب أنتي كنتي متجوزة
- ولا حتى معاه لأني معملتش فرح ومحضرناش أفراح ومفكرناش نرقص لوحدنا من غيرمناسبة يعني بس
-سرح في حديثها وهو محدقا في عينيها وفجأة قال : تعرفي أنك جميلة أوووي وبريئة كأنك ملاك
أحست مريم ب قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقانه ف شعر هو بذلك ف علم أنه قد أخطأ مجددا ف كيف قال ذلك لكنه لم يشعر بنفسه وهو يقول لها تلك الكلمات فأردف ليعدل ما قاله أو يفسده :
- هو أنا كل أما أقول حاجة هتتكسفي كده! ما احنا قولنا بقا أنتي بنت عمي وزي أختي يعني لازم أجبر بخاطرك وأجاملك حبتين تلاتة
-نظرت له بغيظ قائلة: والله ! ثم أردفت أنا مش أختك ومش عايزاك تجاملني شكرا ثم همت بتركه وهو يرقص معها لكنه لم يسمح لها بالانفلات من بين يديه فجذبها إليه أكثرف باتت في أحضانه ثم قال :
-مينفعش تسيبيني وأنا برقص معاكي وتمشي الاغنية خلاص هتخلص أهيه ثم مال على أذنيها قائلا بهمس : مش بجاملك أوي يعني ثم غمز إليها ضاحكا
كانت الأغنية قد انتهت ف تركها وهو يعلم أنه أغاظها كثيرا ف تركها ل غيظها وذهب ل سيف ل يحتفل معه هو وأصدقائهم
وبينما كانا مريم وأدهم يرقصان سويا كانت دينا وسيف سعيدين لهما كثيرا لكن كانت هناك عين آخرى رأتهما لكنها لم تسعد لهما أبدا تلك العين هي عين مروان الذي كان مدعو على حفل الزفاف من أخو دينا فلقد كان صديقه ..لم يكن مروان يعلم أنه سيراها هنا وفي أحضان رجل آخر كما أخبرته من قبل بعد خروجهما من جلسة المحكمة حينما رآهما يرقصان بهذه الطريقة ويبدو عليهما الانسجام استشاط غضبا ف خرج مسرعا حتى لا يعلما بوجوده وركب سيارته لكنه لم ينطلق بل ركن سيارته وظل في انتظارهما حتى يخرجا من القاعة ليمشي خلفهما ل يعلم مكان سكنهما ومن ثم يستطيع معرفة كل شيء عنهما حتى يتثنى له الانتقام من مريم ف هي مثل أمه تماما ليس لهما أمان يستطعن الوقوع في الحب سريعا والتضحية برجالهن وخاصة بعد ما مر به في الشهور الست الأخيرة مع أمه ..
كانت قد ذهبت إليه بعد شجاره مع أدهم ولكمه أياه جاءت إلى شقته ظلت تبكي وتتوسل له كي يسامحها ويعود ف يعيش معها في شقتها وانها لن تتركه مرة آخرى وأبدت ندمها الشديد على تركها إياه وأخبرته أنها مريضة وربما تموت قريبا ولا تريد أن يبقى أخاه وحيدا ولا تريد أن تموت وابنها الأكبر يكرهها ستظل معه وطلبت منه أن يأتي ليعيش معها هي واخيه من الأم الذي كان عمره ثماني سنوات والتي أنجبته من زوجها الأخير أما بقية أخواته من الزوج الذي يسبقه كانا قد تزوجا ولم يتبقى إلا هذا الولد ومروان التي أخبرته وهي تبكي وتتوسل له أنها لا تريد في الدنيا إلا أن تبقى معه ومع أخيه حتى تشبع منهما قبل أن تموت
سامحها مروان لأنه أراد ذلك سامحها لأنه أراد أن يشعر بحنانها ذهب ليعيش معها في شقتها مع أخيه الأصغر وبعد أقل من شهر اقترحت أن ينتقلا للعيش بشقته بحجة أنها الأقرب لمكان عمله وحدث ذلك بالفعل لكنها كانت تتركه كثيرا وتترك أخاه معه متحججة بالعمل ف لقد كانت تخبره بأنها تعمل بإحدى الشركات ك مديرة قسم تسويق وكان يخبرها أنه عليها أن تستريح لكنها كانت تخبره أنها تود أن تترك للصغير بعض المال وظل هو مصدق لتلك الكذبة حتى جاء هذا اليوم الذي كان يتحدث فيه مع أخيه ويسأله هل كان يجلس بمفرده حينما تذهب والدته للعمل أخبره بأنها لم تكن تعمل إلا حينما جاءوا إلى هنا " يقصد شقة مروان "
تعجب مروان من حديث أخاه وساورته الشكوك وكانت والدته تعود في أوقات مختلفة كل يوم وأيضا لا تتحدث عن عملها هذا ألبته وهو لم يسألها كان مهتم فقط أن يشبع من حنانها لكن بعد حديث أخيه حاول أن يوجه لها بعض الأسئلة بخصوص عملها أو حتى بخصوص مرضها وكانت أجابتها غير مقنعة بالمرة فقرر أن يراقبها ليعلم إلى أين تذهب كل يوم وبالفعل علم الحقيقة ف لقد وجدها تذهب لشقتها وكان هناك رجل وجده يدلف إلى الشقة قبلها ومعه مفتاح جن جنونه وطرق على الباب ولما فتحت والدته ثار عليها واتهمها بالخيانة لكنها أخبرته أن هذا الرجل زوجها ولم يصدق إلا حينما أحضرت له قسيمة الزواج فسألها لما لم تخبره بأمر هذا الزواج وطالمها أنها متزوجة لما أتت إليه وأخبرته بما قالت
أجابته بأن زوجها هذا لا يريد ابنها ذو الثماني سنوات لذا قررت أن يكن مع أخيه الأكبر حتى تتطمئن عليه إذا أتت إليه فقط ليصبح رفيقا لابنها الصغير أي أم هذه تضحي بالكبير قديما من أجل نفسها وتضحي أيضا بالصغير وتجرح الكبير أيضا من أجل نفسها كيف يقولون أن المرأة مضحية وانها أم بالفطره وإن كانت الأمومة كذلك ف ما تكون هذه المرأة ما كنهها ؟ بعدما علم مروان بحقيقة نواياها وانها جاءت إليه فقط حتى تلبي رغبات زوجها الجديد أخبرها أنه لا يريدها في حياته مجددا ولا يريد أن يراها مرة آخرى أما أخوه فأنه سيعيده إليها وتتصرف هي معه أو تتركه كما تركته هو من قبل ف هذا ليس جديد عليها لكن أباه قد مات فأخبرها ساخرا أن تضعه في ملجأ ظلت تبكي وتخبره أنها إمرأة ولا تستطيع العيش بدون رجل وعليه أن يتفهم مشاعرها لكنه قبل أن ينصرف أخبرها أنها دوما تتصرف كإمرأه فقط وتنجرف وراء رغباتها لكن عليها أيضا أن تتصرف كأم ولو ل مرة وحيدة ومشى وتركها وهو يغلي كالبركان كان يريد الانتقام من كل إمرأه وحينما رأي مريم وهي ترقص مع أدهم حدث نفسه أنها مثل أمه تماما ليس في الشكل فقط لكن في الأنانية لذا سيذيقها مرارة أفعالها سيعاقبها على تركها أياه والزواج من آخر ....
أما على الجانب الآخر مر الفرح وكان كلا من مريم وأدهم يحاولا التهرب من بعضهما كان هو يدعي الانشغال مع سيف وهي تدعي الانشغال مع دينا التي حاولت جذبها لترقص معها وهنا نظر أدهم ل يرى هل ستفعلها أم لا لكنها رفضت بشدة ووقفت بجوارها تصفق فقط فرح كثيرا لرفضها لأنه ربما لو وافقت لجذبها من يدها ومشيا فورا من هذا المكان لكنها لم تفعل ..
انتهى الفرح وودعا العروسان بعدما تمنوا لهما السعادة واتفقا على أن يزورهما هو ومريم بعد عودتهما من السفر ف لقد حجزا للسفر في إحدى فنادق الغردقة وكانت هذه هدية أدهم ومريم لهما ..
ركب أدهم سيارته وهما للعودة إلى شقتهما وكانت هي تستشيط منه غضبا أما هو فقد كان صامتا حتى وصلا للمنزل وحينما دلفا للداخل نظر لها قائلا :
- عقبالك
-شكرا
-أكيد هيبقى شكلك حلو أوى في فستان الفرح الأبيض ف فرحنا ملبستيش فستان متخيلك هتبقي زي الأميرات كده شبه الأميرة كيت
-قالت بحزن :أنا كمان معرفش شكلي هيبقا أيه ف الفستان الأبيض ثم أردفت بألم عشان ملبستهوش قبل كده وشكلي مش هلبسه أصلا
-أدهم بدهشة : ليه ملبستيش فستان فرح أول مرة ؟
-لأ ملبستش عشان كانت ماما لسة متوفيه واضطريت أوافق عمي على إني أتجوز بسرعة عشان كان عايز يطمن عليا ومعملناش فرح زي ما قولتلك
-أنا عارف أنك معملتيش فرح لكن معرفش أنك كمان ملبستيش فستان أبيض
-الظاهر مكتوب عليا إني ملبسش الفستان اللي طول عمري كنت بحلم أشوف نفسي بيه
-لأ إن شاء الله ربنا يرزقك بالراجل اللي يسعدك ويعملك أحلى فرح وتلبسي أحلى فستان أكيد هتكوني أجمل عروسة بس أبقي اعزميني بقا
-والله! ماشي حاضر هبقا أعزمك بس أنتا هتيجي يعني لو عزمتك
-طبعا مقدرش أتأخر عن بنت عمي أبدا
-ونسيت تقول أختي
-وأختي طبعا
-كان الغيظ والحنق قد وصلا منها مبلغه فوجدت نفسها تسأله دون تفكير: وهو في حد يبوس أخته ؟
صمت أدهم ولم يجيب ثم أردفت هي قائلة :
-يبقا متقولش أختي تاني ..يلا تصبح على خير
ولم تنتظر رده ودخلت غرفتها تبكي من غيظها وألمها وهي تتسائل في نفسها هل أدهم حقا يراها ابنه عمه فقط ؟ هل يتمنى من قلبه أن تتزوج من رجل آخر سواه ؟ كيف وما تشعره تجاهه هي تشعر بحبه لها بعض الأوقات لكن أوقات آخرى لا تشعر بشيء ؟ لو كان لا يحبها لماذا إذا قبلها ؟ هل مجرد رغبة ؟ لا لا إنها لم تشعر بذلك وقتها بل شعرت وكأنه يبث إليها حبه عبر قبلته تلك وأخيرا وبعد طول تفكير وبكاء نامت

أما أدهم ف دخل غرفته وهو مشدوها من سؤال مريم ف كيف جرؤت على أن تسأله هذا السؤال وهي كانت تستحي حتى من النظر في وجهه يبدو أنه أغاظها كثيرا حتى تفوهت بتلك الكلمات ، وهل صمته هذا هو الحل ؟ ظل هو الآخر متحيرا في أمرهما حتى استسلم للنوم

وفي الصباح لم ترغب هي في تناول الفطور وهو لم يلح عليها وذهبا معا لعملهما مر يومهما بلا جديد حالات وعمليات ولاشيء آخر ثم عادا معا حاول أدهم أن يتجاذب معها أطراف الحديث لكنها كانت غير راغبة في ذلك ف تركها وشأنها دخلت مريم غرفتها وظلت تقرأ كانت لا تخرج من غرفتها إلا لأداء الصلاة فقط وتعود لتكمل القراءة مرة آخرى وأصرت على تجاهله ف هي لا ترغب في الحديث معه ..
مرت الأيام الثلاثة التالية تماما ك هذا اليوم هي تتجاهل أدهم وهو لايريد أن يضايقها وفي هذه الأيام علم مروان عنهما الكثير فلقد كان يراقبهما منذ يوم الفرح علم مكان عملهما ومكان شقة أدهم وأشياء كثيرة عنهما..
في اليوم الرابع أراد مروان أختبار ثقة أدهم في مريم وأيضا محاولة ل هز الثقة إن كانت موجودة ف اتفق مع شاب زميله أن يذهب للمستشفى ويتصنع بأنه مريض ويطلب الدكتورة مريم بالأسم أن تعالجه وحينما يقابلها يرن عليه وقتها سيصل إلى أدهم بأي حجة يجعله موجود في جراحة الطواريء ويسمع هذا الرجل وهو يغازل زوجته ل نرى ماذا سيفعل ؟
وبالفعل ذهب سامح صديق مروان إلى المستشفى وطلب الدكتورة مريم لتعالجه وحينما جاءت لتفحصه وتسأله مما يشتكي وفي هذه اللحظة رن على مروان الذي جاء بدوره ودخل المستشفى دون أن تراه مريم وطلب من أحد الممرضات أن تخبر دكتور أدهم أن زوج مريضة عنده ينتظره عند قسم الطواريء لأن زوجته هناك وتحتاجه وأشار إلى المكان الموجودة به مريم وسامح بأنه سينتظره هنا ..ذهبت الممرضة وأخبرت أدهم الذي نزل ب دوره ل قسم الطواريء وذهب حيث أشارت الممرضة وكان مروان قد أختبيء حتى لا يراه ثم اتصل ب صديقه ليبدأ في مغازلة مريم حتى يسمعها زوجها ل يرى ردة فعله وبالفعل بدأ في تنفيذ الخطة ف نظر لها وهي كانت تسمعه لتعلم مما يشتكي وتفحصه فقال :
-ياريت كل الدكاترة زيك كده أنا مش برتاح إلا معاكي
-نعم ؟
-أه والله أنتي اللي بتعرفي تريحيني وتعرفي وجعي أصل ديه مش أول مرة ثم أمسك يدها فجأة
-مريم بفزع :أنتا مجنون سيب أيدي هو أنا عمري شفتك أصلا
-معقولة نسيتيني ..نسيتي سامح
في تلك اللحظة دخل أدهم الذي قد سمع حديث هذا الشاب ل زوجته ..تعجبت مريم من وجود أدهم أمامها ولكنها لم تدم دهشتها كثيرا لأنه في تلك اللحظة قد جذب هذا الشاب من عل سرير الكشف ثم ركله في بطنه وأصابه بلكمة آخري في وجهه ثم نظر له قائلا وهو يجره خارج الغرفة :
-عشان ترتاح ووجعك يخف أكتر يا روح أمك أوعى تفكر تقرب للدكتورة مريم تاني فاهم

ثم سلمه لأمن المستشفى وعاد مرة آخرى ل مريم التي مازلت تقف مشدوههوجسدها ينتفض بخوف من أثر الصدمة ومن أثر ردة فعل أدهم العنيفة الذي عاد ليسألها بغضب:
-مين ده ؟
-معرفهوش أول مرة أشوفه بس قالولي أنه عايزني أنا تحديدا
-وأزاي متعرفيهوش وعايزك أنتي بالذات يعني يعرفك منين ؟
-معرفش يا أدهم معرفش مسألتوش ليه روح أساله
-ماشي ..ماشي يا مريم أنتي عايزاني أروح أسأله يعني ؟
-والله لو مش مصدقني ممكن تروح تسأله براحتك
-أنا مقولتش إني مش مصدقك والدليل إني مستنتش أصلا أسمعه وضربته قبل حتى ما ينطق
-صحيح مش معقول طريقة التفاهم ديه مش كل حاجة ضرب أحنا ف مستشفى يا أدهم وأنتا دكتور مش ظابط
-والله !واحد بيعاكس مراتي وبيمسك أيدها أعمله أيه أسيبه عادي ولا أيه كان عاجبك الموضوع ؟
-أيه اللي بتقوله ده يا أدهم ركز بس وشوف أنتا بتقول أيه وبعدين أنا مش محتاجة حد يدافع عني أو يحميني أنا أعرف أدافع عن نفسي كويس كده كده هنتطلق كلها مسأله وقت وهبقى لوحدي وهعرف أحمي نفسي كويس
-بقولك أيه يا مريم طول ما أنتي على ذمتي محدش يفكر يقربلك واللي يفكر يعملها هضربه ماشي ؟سلام

عاد أدهم إلى مكتبه غاضبا من حديث مريم وغاضبا من نفسه أيضا على جملته التي أثارت حنقها ..
كان هناك شخص آخر قد استمع لهما لم يكن هذا الشخص سوى خالد الذي علم من حديثهما أنهما سيتطلقان وهذا ما أحيي لديه الأمل من جديد ف لقد أحب مريم وأراد الزواج منها لكن أدهم هذا قد سبقه لذا أراد التأكد مما سمعه وأراد أن يخبرها بما يكنه لها من مشاعر
أما عل الجانب الآخر كان مروان قد أختبأ داخل سيارته ولما لمح سامح صديقه أشار إليه بالجلوس وقد قص عليه ما حدث ابتسم مروان لأنه علم مدى حب أدهم وغيرته على مريم إذا ستنجح خطته إذا حبكها بشكل صحيح ....

شعر أدهم أنه قد أخطأ في حق زوجته وإنه لم يكن عليه أنه يقول لها مثل تلك الكلمات وهو لم يرد قول ذلك لا يعلم لما قال هذا من الأساس ف ذهب ل يعتذر منها عما قاله ولكن حينما اقترب منها وجدها تقف مع خالد الذي يبدو عليه أنه يخبرها بشيء هام ووجده بالفعل يشير إليها ل يدخلا المكتب الخاص بهما ف أختبيء حتى دلفا للداخل لكنهما لم يغلقا الباب ف وقف يستمع لما يتحدثا به محاولا التظاهر بالانشغاال ف الحديث في الهاتف حتى إذا رآه أحد ظن أنه يتحدث في الهاتف ولا يتنصت على من بالداخل ..
قالت مريم : أتفضل يا دكتور خالد قول أيه الحاجة المهمه اللي عايز تقولها وأحنا لوحدنا ؟
-مريم هو أنتي وأدهم هتطلقوا ؟
-مين قال كده ؟
-أنا سمعتك بالصدفة والله وأنتو بتتكلموا من شوية وكنتي بتقوليله كده كده هنتطلق
-وأفرض ده يفرق معاك ف أيه ؟
-لأ طبعا يفرق معايا كتيير
-لأ يا دكتور خالد ده ميفرقش معاك في حاجة ده شيء يخصني أنا وأدهم بس ميخصش أي حد تاني
-بس أنا بحبك وعايز أتجوزك و ....
-قاطعته مريم قائلة بحزم :مينفعش الكلام اللي بتقوله ده يا دكتور أنا ست متجوزة وجوزي زميل ليك فأكيد مينفعش توجه ل مراته كلام زي ده وأنا بصون جوزي ف غيابه قبل وجوده
-بس أنا مقصدتش حاجة وحشة والله أنا بحبك ب....
-قاطعته مريم قائلة :أرجوك متكررهاش تاني قولت لحضرتك مينفعش أصلا تقول كده حتى لو نيتك تتجوزني أنا حتى لو أتطلقت من أدهم مش هتجوزك ومش هتجوز حد تاني عشان أنا ثم ابتلعت ريقها وأردفت قائلة عشان أنا بحبه ومش هحب حد تاني
-طب ليه هتطلقوا لو بتحبيه ؟
-متهيألي ده شيء يخصنا يا دكتور خالد بس تقدر تقول اختلاف ف وجهات النظر اختلاف في الطباع عادي يعني بتحصل
-طيب ليه متديش نفسك الفرصة تحبي حد تاني مش يمكن يقدر ينسيكي حبك ده
-لأ طبعا عشان حبي لأدهم مش حاجة محفورة في الذاكرة ممكن أنساها ده حاجة محفورة في القلب مبتتنسيش ..ثم صمتت برهة وعادت لتكمل : أدهم ملأ كل قلبي بحبه ومفيش أي راجل تاني ممكن ياخد منه سنتي واحد
عند تلك الجملة قرر أدهم أن يعود إلى مكتبه ..انصرف مسرعا إلى هناك كأنه كان في سباق جلس على كرسيه ليلتقط أنفاسه ف لم يتوقع كلمات مريم تلك التي سمعها للتو ..
أما مريم ف أردفت حديثها ل خالد قائلة :
-بص يا دكتور خالد انا عايزاك تفتح قلبك ومتحطش شروط ولا مواصفات للي تحبها صدقني هتلاقي اللي تملا قلبك وعقلك
-هحاول وأنا آسف يا دكتورة مريم على أزعاجك واعتبريني صديق لو احتجتي أي مساعدة
-شكرا أكيد طبعا ..طب بعد أذنك عشان هروح أصلي الظهر
-أتفضلي
ذهبت مريم للمسجد الموجود بالمستشفى لأداء صلاة الظهر وبعدما خرجت وجدت أدهم بانتظارها نظر لها قائلا :
-تقبل الله
-منا ومنكم ثم أدارت وجهها عنه
-مريم ممكن تبصيلي
- نعم عايز أيه يا أدهم أيه هتكمل كلامك في حاجة لسه مقولتهاش ؟
-أه ..أنا آسف متزعليش مني
-والله كل شوية تقول كلام زي الزفت وتعمل تصرفات أزفت وبعدين تقول آسف
-مقصدتش والله اتعصبت غصب عني ثم مد يده إليها والتقط كفيها أمسكها بين يديه ثم قال آسف ثم رفعها وقربها من شفتيه ثم طبع على باطن يدها قبلة وقال آسف مرة آخرى ولكن تلك المرة قالها بهمس وهو ينظر داخل عينيها وكأنه يخترقها ليدخل إلى قلبها مباشرة
توترت مريم كثيرا من فعلته تلك وخفق قلبها بشدة وتوردت وجنتيها خجلا ف سحبت يدها من يده بسرعة ثم قالت :
- خلاص مش زعلانه أنا رايحة أكمل شغلى وانصرفت من أمامه سريعا
أما هو ف حديثها أسقط كل الحواجز التي حاول وضعها بينهما لم يستطع أن يرى حبها هذا ويتجاهله ف هي أيضا ملأت كل كيانه وبينما كانا عائدين للمنزل نظر لها قائلا :
-مريم بجد خلاص مش زعلانه مني؟
-لأ يا أدهم قولتلك خلاص مش زعلانة
-طب أثبتيلي
-أزاي ؟
-توافقي نعمل الغدا سوا النهارده
-يا سلام وكده بقا هتتأكد إني مش زعلانة
-طبعا ..عشان خاطري عايز نعمل الغدا سوا أنا بحب كده أوي
-ماشي
عادا لمنزلهما وبدلا ملابسهما ودلفا للمطبخ سويا لتحضير الغداء كما اتفقا وبدأ أدهم في الغناء كما اعتادا في الأيام التي كانا يحضران فيها الطعام سويا فقال الأغنيه الشهيرة ل شادية وفريد الأطرش
"يا سلام على حبي وحبك وعد ومكتوبلي أحبك ولا أنامش الليل من حبك يا سلام على حبي وحبك "
ف نظرت له مريم ضاحكة وقالت" ل أولع في روحي "
ف رد عليها " ده واجب عليا "
-أخس عليك يا أدهم عايز تولع فيا
-الله هو أنا قولت حاجة هي الاغنية اللي بتقول كده
-نفسك طبعا تولع فيا
-بعد الشر عليكي حياتك مهمة أوي عندي يا مريم لازم تبقي عارفة كده
-هعمل نفسي مصدقة
-لأ لازم تصدقي وتتأكدي كمان عشان ديه الحقيقة حياتك عندي أهم وأغلى من حياتي أنا
-أشمعنا ؟
-عشان أنتي أمانه عندي ولازم أصونها
-بس كده ؟
-أه طبعا أمال هيكون ليه المهم يلا بقا خلينا نخلص عشان أنا جعان جدا وأعملي حسابك هنطلع ل روك بالليل
-نعم ؟!اسمها هتطلع أنا مش هطلع لكلب أنا
-لأ هتيجي معايا وهعرفك عليه وبعدين خايفة من أيه ما أنا هكون معاكي
-لأ يا أدهم مش عايزة
-مريم عشان خاطري صدقيني والله لو عرفتيه هتحبيه أوي
-أولا مش عايزه أعرفه ولا أحبه ، ثانيا بقا أيه حكاية عشان خاطري اللي أنتا عمال تقولهالي طول اليوم ديه ؟
-أيه مليش خاطر عندك؟
-نظرت له بتحدي قائلة : لأ
-طب أحلفي كده
-لأ بردو
-بلاش رخامة بقا نتغدا ونريح شوية وبعدين نطلعله وننزل نتمشى معاه شوية وأهو تحضري جوازه
-جوازه !هو أنتا هتجوزه النهارده؟
-والله في واحد صاحبي هيجيب الكلبة بتاعته النهارده عشان روك وربنا يسهل وتعجبه
-لأ والله حتى الكلاب هتتأمر كمان
-طبعا مش راجل وسيد الرجالة والكلاب النتي كتيير
-حاسة أن ف كلامك تورية
-لأ والله مقصدتش حاجة المهم بقا يلا عشان نتغدا ونجهز نفسنا عشان نطلعله
-مش بتقول هتقابل صاحبك أنا هآجي أعمل أيه
-لأ صاحبي هيقابلني يديهالي وبعدين يروح مشوار وهيسيب الكلبة بتاعته معايا النهارده ويجي يآخدها بكره
-ماشي أمري لله
-بجد وافقتي أخيرااا الحمد لله أنتي المفروض كنتي تشتغلي محامية
-مريم بابتسامة :أشمعنا ؟
-عشان بتحبي الجدال والمناقشة زيهم
-ماشي اتريق اتريق
-ده أنا هآكلك أيس كريم تحفة أحلى أيس كريم زبادي بالتوت ممكن تآكليه
-أشمعنا زبادي بالتوت بالذات يعني
-مش بتحبيه ولا أيه أصل أنا بحبه جدا وتقريبا مش باكل غيره خلاص أجبلك أي نوع تاني تحبيه
-لأ أنا بحب الزبادي بالتوت جدا بس أستغربت افتكرتك عرفت أني بحبه الواضح أن في حاجات كتير مشتركة بينا
-ده حقيقة مش كفاية فصيلة الدم
-طب يلا بقا نلحق نحط الغدا ونتغدا ونشوف سي روك بتاعك ده
-ماشي يلا
تناولا طعام الغداء وسط ثرثرة وأحاديث متعددة وضحك لا ينقطع عادت إليهما الروح التي أفتقدوها الأيام الماضية وبعدما تناولا غداؤهما وشربا سويا الشاي بالنعناع الذي يحباه الأثنان كثيرا ارتديا ملابسهما وصعدا معا ل روك دخل أدهم أولا ومريم مختبئة خلف ظهره ظل هو يحدث روك ويخبره أن مريم زوجته وأنه سيحبها كثيرا وطلب منها أن تمسح على رأس روك بحنية خافت أولا لكنها فعلتها بعدما طمأنها وبدأ روك يتجاوب معها ثم أخذه أدهم ونزلا معا حيث المكان الذي سيقابل فيه صديقه وكان بالقرب من مكان سكنهم وكان غير مضطر لركوب السيارة طلب من مريم أن تنتظره في إحدى الكافيهات حتى يقابل صديقه ويعود إليها فوافقت على مضض ولم تمضي أكثر من عشر دقائق حتى عاد إليها ومعه الكلبة وروك عرفها عليها وأخبرها أن اسمها " جوتشي " ف رحبت بها وقد شعرت بأنهما ليس كما كانت تتصور وكان خوفها منهم مبالغ فيه ثم ذهبت هي وأدهم إلى حديقة واسعة بالقرب منهما حتى يتمكن روك وجوتشي بأن يختليا معا إذا أرادا كان أدهم يراقبهما وهو يتحدث مع مريم التي كان يبدو عليها بعض الضيق فسألها عما أصابها قائلا :
-مالك في حاجة مضايقاكي ؟
-لأ مفيش
-لأ في حاجة ضايقتك أنتي كنتي بتهزري وتضحكي بس في حاجة حصلت ضايقتك مش عارف أيه ؟
-أدهم هو أنتا ليه سبتني في الكافيه لما روحت تقابل صاحبك ؟
-عشان مش عايزه يشوفك
-مش عايزه يعرف أنك متجوز صح ؟
-لأ مش قصدي كده خالص والله فهمتيني غلط مش عايزه يشوفك يا مريم بصراحة مش حابب حد يشوف مراتي ويبصلها بغير
-بتغير عليا طب ليه ؟
-يعني أيه ليه ؟
-مش أنا أختك أو بنت عمك بس يبقا مش المفروض تغير
-لأ يا مريم غلط الراجل سواء بقا صعيدي ولاهندي حتى لازم يغير على الست اللي تخصه تقربله أمه أخته بنت عمه مراته صاحبته حتى
-مريم بعدم اقتناع :لأ والله؟
-أه والله
-ماشي همشيها كده
-سيبك بقا من الكلام ده فاكرة لما قولتلك قبل كده أن في ترتيب في دماغي بفكر فيه عشانا يعني
-أه ..أيه قررت تقولي كنت بتفكر في أيه
-أه لأن الترتيب تقريبا اتظبط بصي بقا أنتي تسافري معايا أمريكا وأنا كلمتلك دكتور صاحبي هناك وقالي سهل جدا تشتغلي معايا في المستشفى اللي كنت بشتغل فيها ساعتها بردو لما نتطلق هقدر آخد بالي منك وكمان محدش هيضايقك هنا ولا يسأل جوزك فين ولا اتطلقتي ليه هناك كل واحد حر يعمل اللي عايزه ومحدش بيتكلم على حد وكمان في مصريين كتير لو عايزة تتجوزي مصري وإن كان رأيي تتجوزي أمريكي عشان تآخدي الجنسية
كانت مريم تستمع له في صمت حتى بدأ حديثه عن الزواج فارتسمت عليها علامات الحزن والغضب في آن واحد ثم أجابته محاولة التظاهر بالهدوء قائلة :
-بص يا أدهم بالنسبة لموضوع السفر ل أمريكا معتقدش إني حابة أسافر يمكن أه متضايقة من هنا ومن الظروف اللي هنا ومن العادات والتقاليد اللي خليتك تتجوزني وأنتا مش عايز وأنا كمان مكنتتش عايزة ومن خوفي لو سبتني وسافرت لكن بردو مش متخيلة إني أقدر اعيش ف بلد تانية ب عادات وتقاليد مجتمعية تانية ف حضارات تانية وثقافات مختلفة تماما ودين مختلف صعب أوي أتأقلم على كل التغيير ده وأنتا عارف إني مش بحب التغيير أصلا ..
تاني حاجة بقا بالنسبة لموضوع الجواز ده وحوار أتجوز أمريكي ولا مصري والجنسية والكلام ده متهيألي أن مش أنا الست اللي أتجوز بس عشان آخد جنسية ومش عايزاها أصلا ولا تهمني أنا أول مرة اتجوزت كنت فاكرة إني بحبه وتاني مرة لما أتجوزتك كنت مضطرة بس عشان أعرف أعيش عشان محدش يضايقني ولا يبصلي بصة مش كويسة لكن أتجوز بس عشان آخد جنسية بلد تانية أنا مش عندي شغف حتى إني أروحها يبقا طز في الجنسية والعريس ..
أخر حاجة بقا يا أدهم لو سمحت بعد كده متتكلمش تاني ف موضوع جوازي ده اللي يهمك هو طلاقنا وزي ما اتفقنا بعد سنة من جوازنا هيتم الطلاق بس ده اللي يخصك لكن أتجوز بقا بعد كده أو اترهبن ده ملكش فيه
-أنتي مالك سخنتي عليا أوي وبتهاجميني كده ليه ؟
-عشان أنتا بتستهبل يا أدهم ومش بس بتضحك عليا أنتا بتضحك على نفسك ومعرفش بتعمل كده ليه ومش عايزة أعرف أنتا حر
-بستهبل ف أيه مش فاهم ؟
-لأ فاهم فاهم كويس أوي ولو مش فاهم هفهمك.. أنتا يا أدهم هتقدر تشوفني مع راجل تاني غيرك هتتحمل إني أتجوز راجل تاني بلاش أنتا ..أنا أنا يا أدهم هرضى أتجوز راجل تاني طب أزاي كده هبقا بخونه وبغشه
-بتخونيه وتغشيه ليه ؟
-مش عارف ليه يا أدهم ثم ابتلعت ريقها ومسحت جبينها ووضعت يدها على فمها ثم نظرت إلى عينيه فجأة ثم زفرت زفرة حارة وقالت بصوت خافت بالكاد يخرج من بين شفتيها : عشان بحبك يا أدهم

بهت أدهم وصدم من صراحتها لم يتوقع ألبته أن تعترف له بحبها لم يعلم ماذا عليه أن يجيبها لو كان بيده لأخبرها أنه الآخر يعشقها ولا يستطيع مجرد التخيل أن يراها مع رجل أخر حتى لو كانت تتحدث معه فقط لا يطيق أن يتخيل أنها تحب رجل آخر لا أن تبقى في أحضانه يلمسها كيفما يشاء لا لا أن حتى مجرد الفكرة تثير جنونه وغيرته لكنه أيضا لا يستطيع الاعتراف بحبه هذا لأن هذا الاعتراف سيترتب عليه أشياء آخرى لابد أن يكشفها له وقد يخسرها لا حتما سيخسرها لا يستطيع أن يستمر في تلك العلاقة لابد أن يظل هو وحده من يعلم السبب لكن عليه أن يخبرها الآن ب رد مقنع ف صمت برهة ثم قال :
-مريم منكرش أن مشاعري اتحركت ناحيتك الفترة اللي فاتت ويمكن كمان التعود والعشرة خلق بينا جو مختلف بس مش هينفع نستمر في علاقتنا لأن ساعتها أنا اللي هكون بخدعك وأغشك بصراحة أنا حبيت واحدة تانية أكتر من 8 سنين بس مكملناش وأنا منسيتهاش يمكن اتشديتلك زي أي راجل ما بيتشد ل ست لكن أنا محبتش غيرها ومش هقدر أكمل معاكي لأني بصراحة بفكر أسافرلها أمريكا ولو كانت متجوزتش أتجوزها
-أنا مش فاهمة حاجة طب ومتجوزتهاش من الأول ليه أيه خانتك ؟ بس لو خانتك هترجعلها أزاي ؟
-لأ هي مخانتنيش بالمعني الحرفي للخيانه هي رفضت تتجوزني وقتها واشترطت عليا أستناها لحد ما تخلص أبحاثها وتحضر الماجيستير والدكتوراه لكن أنا رفضت وبعدت عنها شوية وبعد كده عرفت أنها اتخطبت ل مدرس في الجامعة أمريكي أصلا وقالتلي أنها هتتجوزه عشان تآخد الجنسية وكمان هيساعدها في الماجيستير بتاعها ورجعت مصر وسيبتها واتقطعت أخبارها بس من فترة وقت مقولتلك أن في ترتيب تاني ف دماغي كانت هي بعتتلي ايميل بتقولي فيه أنها اتطلقت وانها لسة بتحبني ومستنياني أرجع أمريكا تاني بصراحة كنت متردد ولسه متردد لكن الحقيقة المؤكدة بالنسبالي أني وقتها اكتشفت إني لسة بحبها
-لأ والله بجد وأنا أيه بقا هتاخدني معاك تغيظها بيا وتقولها أنك أنتا أتجوزت غيرها بس وماله هتطلقها عادي وعشان تريح ضميرك تقولي كلمتين هبل وتيجي معايا وتشتغلي وتتجوزي ومعرفش أيه قد كده أنا كنت هبلة روحني يا أدهم بعد أذنك
-استني بس يا مريم
-لو سمحت يا أدهم روحني حالا ومش عايزة أتكلم ولا كلمة تانية
أخذ أدهم الكلبين وعادا لمنزلهما وكان بين الحين والآخر ينظر ل مريم التي كانت عيناها قد غروقت بالدموع حاولت بكل جهدها ألا تسقط دمعة واحدة حتى عادا للبيت وما أن دخلت غرفتها حتى وضعت وجهها في وسادتها وظلت تبكي في صمت حتى لا يسمعها لكنه يعلم بأنها تبكي حتى وإن لم يسمع صوت بكاؤها لكن كان لا مفر مما قاله حتى وإن كان معظم ما قاله لها ليس بحقيقة لكن لم يكن أمامه سوى هذا ....
مرت الأيام التالية مملة كئيبة مريم عادت لصمتها وأدهم احترم هذا الصمت ولم يحاول أن يفتح معها الحديث في هذا الموضوع مرة آخرى يعلم أن حديثه قد جرحها كثيرا خاصة بعدما صرحت له بحبها
وفي إحدى الأيام جاءت نور فرحة كانت مريم تجلس بمفردها وحينما رأت نور ف سألتها :
-في جديد يا نور ف موضوعك أنتي وجوزك حساكي فرحانة
-الحمد لله أنا كلمت أهلى وأقنعتهم أن الطلاق هيحصل لا محالة وأن النهارده أفضل من بكره ولما لاقوني مصممة اتكلموا معاه واتفقوا أن الطلاق هيتم الأسبوع الجاي بإذن الله عمري ما كنت حاسة براحة زي الأيام ديه والله يا مريم كأنه حمل تقيل وانزاح
-ربنا يختارلك اللي في الخير يا نور أنتي طيبة أوى وبجد تستاهلي كل خير
-بس أنتي مالك بقالك كام يوم كده متغيره
-مفيش ..الدنيا مش بتفضل على حال واحد يا نونو عادي يعني متقلقيش عليا صاحبتك زي الفل
-يارب دايما

مر اليوم وحاولت مريم ألا يلاحظ أحد الحزن البادي عليها وحينما عادا للمنزل أتفقا على الذهاب ل دينا وسيف غدا وستذهب مريم ل شراء الهدية بمفردهاا بعدما رفضت عرض أدهم في أن يذهبا سويا لشراء الهديه ف هي لا تود البقاء معه فترة طويلة ولا تريد أن تراه لأنها كانت غاضبة منه بشدة وفي اليوم التالي نزلت واشترت الهدية وذهبت لعملها وبعدما انتهى اليوم وعادت للمنزل تناولا طعام الغداء وارتدا ملابسهما وذهبا معا لتهنئة العروسين
وحينما رأت مريم دينا احتضنتها بشدة فقد اشتاقت لها كثيرا ثم رحبت ب سيف وباركت لهما ثم أستأذنت لتصلي المغرب وأدهم أيضا ف نظر لهما سيف مازحا:
-ماشاء الله ما جمع إلا ما وفق متدينين زي بعضكوا بصراحة ماشاء الله عليكوا مبتفوتوش فرض
-ردت مريم : يا سيف متدينين عشان مبنفوتش فرض يا ابني ده تاني ركن من أركان الإسلام يعني عشان نبقى مسلمين لازم نصلي مش بنعمل اللي متعملش احنا يدوب بنعمل الفرض صح وربنا بس يتقبل
-رد أدهم : أنتا بس يا سيف اللي محتاج تظبط موضوع الصلاة ده
-والله أنا بصلي بس موضوع المواعيد ده اللي مش بيظبط معايا ف ساعات بأخر صلاة ساعات بيروح عليا فرض وأجمعهم كده
-ردت مريم : وده عادي يعني؟ربنا سبحانه وتعالى قال في سورة الماعون بسم الله الرحمن الرحيم " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " يعني ف وادي في النار اسمه ويل وده للي بيأخروا الصلاة أو بيجمعوها أو بيصلوا فرض ويسيبوا فرض متخيل الموضوع مش هين زي ما أنتا فاكر وعلى فكرة سهلة تظبطها أنوي أنتا بس ودينا معاك هنا وأدهم معاك في الشغل وهتقدر تنتظم بإذن الله
-ردت دينا : هو بس اللي كسلان حبتين
-قال سيف ضاحكا : ايه بقا هو مفيش غيري ف القعده ديه طب يلا قوموا صلوا منك ليها
-رد أدهم بجدية وقد شعر بالتقصير تجاه صديقه : تعالوا نصلي جماعة كلنا يلا ومن هنا ورايح يا سيف أنا معاك ف موضوع الصلاة ده بإذن الله وهنظبطه سوا ..
وبالفعل قام الجميع للوضوء ثم استقبلا القبلة أدهم وسيف في الأمام ومريم ودينا خلفهما كان أدهم هو الإمام كان صوته عذبا رخيما وهو يقرأ القرآن كان صوته يمس القلوب لأنه يقرأ من قلبه وما أن انتهى من صلاته حتى قال له سيف :
-ماشاء الله يا أدهم صوتك وأنتا بتقرأ القرآن حلو جدا خلاص يبقا هصلي معاك علطول
-ردت دينا : فعلا ماشاء الله صوتك حلو جدا بيدخل القلب كله خشوع ربنا يزيدك يارب
-رد أدهم بخجل : شكرا يا دينا ربنا يكرمك
-فقالت دينا وهي تجذب مريم : طب بعد أذنكوا بقا أنا هاخد صحبتي عشان نقعد جوه شوية على راحتنا عشان وحشتني جدا ولو احتجتوا حاجة أنده عليا يا سيف
-قال أدهم : مش عايزين نطول عليكوا بقا أنتو لسه عرسان جداد
-قال سيف : يا عم سيبهم يقعدوا مع بعض شوية واحنا نلعبلنا جيمين بلايستيشن أنا أيه بقا يا معلم جايب بلايستشين 4
-لأ والله طب تمام ادخلوا أنتو يا دينا عقبال ما أغلب جوزك
وما أن دخلت دينا ومريم الغرفة حتى نظرت دينا لها قائلة :
-مالك يا مريم في أيه ؟ شكلك متغير هو أدهم عمل حاجة زعلتك
-هنا بكت مريم ثم قالت وهي تنشج بالبكاء : أدهم مش بيحبني يا دينا بيحب واحدة تانية

ماذا ستفعل دينا لمساعدة مريم ؟؟ هل تصدق ما قاله أدهم واعترافه بحب آخرى ؟؟ وأخيرا سيضع سيف ودينا خطة ل كشف السر الذي يخفيه أدهم ف هل سينكشف السر أم أن السحر سينقلب على الساحر ؟؟أحداث أكثر
تنتظركم الحلقة القااادمة ؟؟

هدير


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close