رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والسابع والثلاثون 137
الفصل 137 المنافسة
عضت خلود على شفتها السفلى وقالت: "كنت أزور جدتي".
أومئ نائل بنعم. واقتربت خلود منه، وسألته: "لماذا لم تتصل بي، هل انتظرتني
لتتناول العشاء مقا؟"
لو علمت خلود أن نائل ينتظرها، لكانت قد عادت إلى المنزل في وقت مبكر
أكثر.
وضع نائل الملف على المكتب ومد يده ليجذبها بين ذراعيه.
ثم خفض رأسه، وهمس لها متفهقا: "من النادر أن تجدي وقتا لزيارة جدتك. فلا
بأس بذلك".
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
عند سماعها ذلك شعرت خلود بالذنب أكثر فقالت: "هل أطلب من الطاهي
تسخين الطعام لك؟"
أومئ نائل بنعم مرة ثانية.
طبعت خلود قبلة على خده، ثم نهضت وغادرت.
بمجرد أن أصبح الطعام ساخنا نزل نائل إلى الطابق السفلي. وجلست خلود
تتناول الطعام معه ثم ذهبت إلى غرفتها للراحة.
انشغل نائل بالعمل في غرفة المكتب حتى وقت متأخر من الليل. كان صوت
سعاله يقطع سكون الليل بين الحين والآخر.
و
عندما دخل سالم إلى الغرفة ليعطيه المزيد من المستندات، سأله بقلق: "لماذا
لا تأخذ قسطا من الراحة يا سيد هادي؟ "
عمل نائل بشكل متواصل لمدة اثنين وسبعين ساعة. في حين أن الآلات حتى
تحتاج إلى راحة بين الحين والآخر.
لم يعرف سالم ما إذا كان نائل قد سمع كلماته، لأنه أجابه: "سأوقع عقد تعاون
مع شركة دولية غدًا. أحضر لي العقد حتى أتمكن من إعادة مراجعته وتدقيقه
جيدا.
بلغت قيمة مشروع التعاون هذا مليازا وثلاثمائة مليون؛ وهو بالتأكيد مشروع
يتطلب من نائل أن يهتم بالتفاصيل ويدقق فيه.
أومئ سالم بالموافقة ثم اخرج ملفًا سميكا من بين المستندات المتراكمة، لكنه
تردد في تسليمه إلى نائل.
فإذا بدأ نائل بالاطلاع على هذا الملف فإنه سوف يأخذ من وقته الكثير من
الوقت.
لاحظ نائل تردده فرمقه بنظرة حادة ثم أخذ الملف وأمره: "انزل إلى الطابق
السفلي واسترح قليلاً.
"ولكن .... للأسف، لن يقدر سالم على فعل شيء لمساعدة نائل، لذلك أومئ
برأسه وغادر.
بعد منتصف الليل، استيقظت خلود من شدة البرد.
يبدو أنها أسقطت بطانيتها من السرير أثناء نومها وعندما استيقظت، أدركت
أنه لا يوجد
أحد بجوارها.
هل بقي نائل يعمل حتى وقت متأخر من الليل؟
عند تفكيرها بذلك نهضت خلود من السرير وارتدت سترتها ثم خرجت من
الغرفة. وكما توقعت بالضبط، كانت الأضواء في غرفة المكتب مضاءة.
ترددت للحظة، ثم نزلت إلى الطابق السفلي لتحضير كوب من الحليب الساخن
قبل أن تتجه نحو غرفة المكتب.
وضعت خلود كوب الحليب الساخن أمام نائل، وقالت: "اشرب هذا واسترح
قليلا.
لم يشعر نائل بها عندما دخلت الغرفة.
رفع رأسه، فوجد كوب من الحليب أمامه. وبينما يشرب الحليب، شعر بالدفء
يتسلل إلى جسده تدريجيا.
راقبته خلود وهو ينهي الحليب ويضع الكوب على الطاولة، فشعرت بالراحة.
انتبه نائل إلى الساعة فأدرك أنها الثانية صباحًا، فسألها: "لماذا أنت مستيقظة؟
يجب أن تعودي إلى السرير".
لكن رفعت خلود حواجبها باستياء وقالت متذمرة: "لا أريد العودة إلى الغرفة.
سأبقى هنا معك".
ثم دفنت رأسها في صدره. كانت خلود ترتدي سترة بيضاء سميكة، فبدت
وكأنها أرنب صغير دافئ يختبئ بين ذراعيه.
لم يكن أمام نائل خيار سوى السماح لها بالبقاء هناك بسبب إصرارها. كانت
صغيرة الجسم، فشعر حقا وكأنه يحمل حيوانا صغيرًا.
ركز نائل مرة أخرى في عمله وحاول إنهاءه بسرعة حتى يعيدها إلى الغرفة
للنوم.
سقط الضوء عليهما من سقف الغرفة وظهرت ظلال الزوجين المتداخلة على
سجادة الأرضية.
عندما استيقظت خلود مرة أخرى كانت مستلقية بالفعل على السرير في غرفة
النوم الرئيسية.
وشعرت بآثار دافئة في المكان الفارغ بجوارها مما يعني أنه كان نائما أيضا.
مددت جسمها قليلا ثم نهضت من السرير.
عندما نزلت إلى الطابق السفلي، أخبرها الخادم أن نائل قد خرج. يبدو أن لديه
شيئا مهما للقيام به في ذلك اليوم.
بمجرد أن أنهت تناول الإفطار، ذهبت إلى عملها.
وفور دخولها الشركة، سمعت الموظفون يتحدثون عن مقالة في مجلة أثارت
اهتمامهم.
تما
اختيار فادي كأفضل شاب لهذا العام إنه يساهم في الأعمال الخيرية كل
عام، وحتى أنه يساعد أيضًا كبار السن"
" أعرف ذلك، كما سمعت أنه ينظم مسابقة رقص مع جمعية الرقص لكبار السن"
" كم هو رائع! أتساءل أي سيدة مسنة ستكون محظوظة بما فيه الكفاية لتكون
شريكته في الرقص."
عندما سماعها ذلك، توقفت خلود للحظة ثم اتجهت نحو المجموعة المتكلمة.
سألتهم: "هل يمكنني أن ألقي نظرة على المجلة؟".
أعطاها أحدهم المجلة بينما تبادل الآخرون نظرات مرتبكة بين بعضهم.
لم تكن مديرة مجموعتهم تحب الثرثرة، لكنها بشكل غريب، بدت مهتمة بهذا
الخبر.
كانت صور فادي على الصفحة الأمامية للمجلة، بما في ذلك تلك التي كان
يتسلم فيها جائزته.
بدت ابتسامته ساحرة، وظهر بمظهر ملائكي في تلك الصور.
إذا لقد كان صادقًا عندما قال إنه التقى بجدتها أثناء العمل الخيري.
شعرت بالإحراج عندما تذكرت نفسها وهي تشكك في كلامه في ذلك الوقت.
ثم أعادت المجلة إلى زميلها في العمل، وشكرتهم واتجهت نحو مكتبها.
بمجرد دخولها المكتب رن هاتفها كان الاتصال من جدتها.
سألتها ابتهال بحماس : "هل ستتمكنين من الحضور ودعمي في مسابقة الرقص
في نهاية الأسبوع يا خلود؟" ، شعرت خلود بسعادة جدتها وهي تتحدث.
لقد مضى وقت طويل منذ أن سمعت خلود جدتها تتحدث بهذا الحماس، لذلك
أجابت بدون تردد بالطبع، كما أنني سأصنع لك فستانا لترتديه في
المسابقة".
أجابت ابتهال بسعادة: "هذا رائع! شكرًا لك يا عزيزتي خلود"
بعد إنهاء المكالمة، بدأت خلود فوزا في تصميم زي المسابقة لجدتها.
باستخدام الرسم التصميمي، قضت خلود بقية أيامها بعد العمل على خياطة
فستان جدتها. حتى تمكنت من الانتهاء منه بحلول عطلة نهاية الأسبوع.
وقبل بدء المسابقة أحضرت الفستان إلى محطة التلفزيون.
ذهبت ابتهال لترتدي الفستان الذي ضنع من نايلون رقيق مزين بالبريق والخرز.
كما تميزت أكمامه بتطريزات زهور، وكانت تبرز بوضوح على القماش الفرو
الأسود.
وفور خروج ابتهال جذبت انتباه الجميع.
خاطبها صوت رجل لطيف تبدين رائعة اليوم يا سيدتي
كان فادي يرتدي بدلة سوداء رسمية مع ربطة عنق حمراء.
عندما اقترب فادي من ابتهال، قالت ابتهال بثقة لحفيدتها: "اسمحي لي أن
أقدم لك شريكي في الرقص".
ضحكت خلود. إذا، فادي هو شريك الرقص مع جدتي اليوم. "أتطلع لرؤية
عرضكما. آمل أن تحققا نتائج جيدة".
ابتسم فادي والتفت نحو ابتهال: "أنا واثق أنه سيكون من الصعب أن نخسر مع
شريك رقص ممتاز مثلك يا سيدتي".
ضحكت ابتهال وتلاشى التوتر الذي كانت تشعر به.
خلال وقت قصير، بدأت المسابقة، ثم جلست خلود في مقعد أسفل المسرح.
وبعد الكلمة الافتتاحية بدأ المذبع بتقديم المشاركي