رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والواحد والثلاثون 131
الفصل 131 مي الصعبة
نظر نائل إلى خلود التي بادلته النظرات بعينيها المتلالئتين في الظلمة
وخدودها المتوردة. فكر نائل : لم أجرؤ على إيقاظها من نومها سابقا، لكنها
استيقظت الآن من تلقاء نفسها.
اقترب منها وسألها: "هل المتك؟"
أجابت بغضب : "نعم بالطبع " ثم سقطت على السرير.
فقال لها: "دعيني أنفخ عليك لتتحسني. أمسك بكتفيها ثم أمال رأسه واقترب
من عنقها النحيل. ثم نفخ بلطف.
شعرت بأنفاسه الساخنة على بشرتها، تسارع نبض قلبها وأحست بدمائها تتدفق
يعنف.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
هبت نسمة من الرياح حاملة معها ندفات من الفيوم التي غطت القمر الفضي
وحجبت ضياءه، واختفى الشخصان المتعانقان في ظلام الغرفة.
كان اليوم التالي هو عطلة نهاية الأسبوع، وأرسلت خلود التصميم النهائي إلى
لينا عبر البريد الإلكتروني. وبعد لحظات تلقت خلود مكالمة منها.
قالت لينا : مرحبا خلود إن تصميمك رائع جدا ولقد أعجبني كثيرا. لكن أرغب
في تزبينه بالمزيد من الألماس وإضافة المزيد من التطريز على الحواف أيضا.
كما أفضل أن يكون التطريز بلون ذهبي سوف تبدو أجمل وأريد أن نستخدم
موديلا ذو نمط عتيق حول العنق".. وتابعت لينا سرد من الملاحظات.
كانت خلود تكتب كل تلك الملاحظات باستخدام جهازها اللوحي. لكنها عندما
سمعت الجزء الأخير لم تستطع أن تمنع نفسها عن الاستفسار قائلة: "سيكون
هناك الكثير من الزينة إذا استخدمنا الألماس والتطريز هل أنت متأكدة أنك
ترغبين في إدخال موديل ذو نمط آخر؟ وهل يجب أن يكون مطرزا عليه ؟ "
إذا قمنا بذلك، سيبدو الفستان الأنيق مزدحما للغاية ويفتقر إلى نقطة مميزة.
على الرغم من أن كل تلك التفاصيل جميلة، إلا أنها ستنقص من جمال الفستان
إذا اجتمعت معا.
في هذه اللحظة، شعرت أنه على الرغم من كون جمانة باردة تجاهها، إلا أنها لم
تنتقد تصميمها. ومن ناحية أخرى كانت لينا دائمة الابتسامة وودودة .
التعامل معها لكنها متطلبة للغاية.
أحست لينا أن خلود غاضبة قليلا فصمتت للحظة، ثم قالت بتودد: "في
الحقيقة، لم يعجبني فستان السيدة هادي كثيرًا. لقد كان بسيطا جدا وخاليا من
الزينة إلا بعض أزهار الياسمين ما المميز فيه، أليس كذلك؟"
اعتقدت أن جمانة طلبت من خلود أن تخفف من زينة الفستان لأنها لا تحب
التزين. كيف يمكن لفستان يكلف الملايين أن يحتوي على كمية قليلة من
التطريز؟ هل هي مكلفة للغاية !
على الرغم مما قالته أصرت خلود على رأيها ورفضت الاستسلام لكن مع وجود
كل تلك العناصر الإضافية، فإنه سيؤدي بالتأكيد إلى تصميم معقد وسيحتاج إلى
عمل مكثف. وللأسف، فإن الزبون دائما على حق.
وبعد محاولات باءت بالفشل في إقناع لينا لم يكن لدى خلود خيار آخر سوى
الامتثال لرغبتها فقالت: "حسنا أعرف تمامًا ما الذي يجب تغييره. وسأعمل
بأسرع ما يمكن كي أنهي التصميم بعد ظهر اليوم".
"حسنا. لا تتعبي نفسك كثيرًا. " بهذه الكلمات أنهت لينا الاتصال.
شعرت خلود بالصداع عندما نظرت إلى كل تلك الملاحظات التي كتبتها. وبقيت
تعمل على التصميم حتى حل المساء، لقد بذلت قصارى جهدها في تعديله ليلبي
رغبات لينا ثم بعد أن أرسلته لها خلود عبرت لينا عن رضاها وطلبت منها إنهاء
الفستان بحلول نهاية الأسبوع المقبل.
بعد الحصول على الموافقة، تسوقت خلود عبر مواقع الإنترنت واشترت
المستلزمات الضرورية. ووفقًا لتقديراتها، ستصل الزينات بمجرد الانتهاء من
خياطة الفستان.
وفي يوم الاثنين في فترة بعد الظهر، أصدرت شركة الرضا أحدث تصاميمها
لهذا الموسم، لذا قامت سندس باصطحاب خلود معها إلى المركز التجاري
لمعاينة المجموعة المعروضة بعد ذلك، تجولنا في العديد من المتاجر المجاورة
والتقطنا صورًا كمراجع.
وبعد فترة من المشي قالت سندس: "أنا متعبة جدًا بعد كل هذا المشي. دعينا
نستريح في أي مقهى قريب"..
"بالتأكيد".
وجدوا مقاعد فارغة في المقهى، فجلستا واقترح النادل عليهما شرب الشاي
الخاص بالمقهى لفترة ما بعد الظهر.
سطعت شمس الظهيرة بشدة ونشرت أشعتها على نوافذ المقهى. كانت سندس
ترتدي بلوزة سوداء اللون مكشوفة الكتفين مع سترة جينز زرقاء فاتحة فوقها.
لكن بسبب ارتفاع حرارة الجو داخل المقهى، ولأنها مشت مسافة طويلة، قامت
بإرخاء سترتها بحيث تدلت على مرفقيها. كانت تضع مكياجا خفيفًا مع أحمر
شفاه باللون الأحمر الملفت للنظر.
لم تستطع خلود أن تمنع نفسها من إخراج هاتفها، وتوجيهه نحو سندس، ثم
التقاط بعض الصور سزا لها. وبعد أن وضعت هاتفها جانبًا، سمعت صوت خطی
تقترب منها.
فجأة سألتها امرأة ذات شعر مجعد ترتدي نظارة شمسية: "هل التقطت لي
صورًا بشكل سري؟". على الرغم من أنها لم ترفع صوتها، إلا أنها كانت تتحدث
بنبرة حادة.
تفاجأت خلود من سؤالها وصمتت قليلا ثم أدركت في النهاية أنها أثناء التقاط
صور ،سندس قامت بتوجيه هاتفها جانبا. لا عجب أن هذه المرأة أساءت فهم ما
حدث.
ثم بسرعة أظهرت خلود لها الصور على هاتفها، وعرضتها عليها، وقالت: "لم
ألتقط صورًا لك. بل لزميلتي فقط".
اعتقدت خلود أن المسألة ستنتهي بذلك، ولكنها تفاجأت بأن المرأة لم تصدقها
وحاولت انتزاع هاتفها منها قائلة: "كيف أعرف أنك لا تحتفظين بصور أخرى
على هاتفك؟ أريد أن أتحقق من ذلك بنفسي".
حاولت خلود تجاهلها ومنعها، لكن استمرت المرأة في محاولة الوصول إلى
الهاتف.
لماذا لا تزال تشكك في الأمر، لقد شرحت لها بوضوح سوء الفهم الذي حدث؟
هل من الممكن أنها تحاول سرقة هاتفي؟
في هذه الأثناء، وقفت سندس وحاولت إيقاف المرأة. وقالت "ما هي مشكلتك
يا سيدتي؟ لقد أوضحت زميلتي أنها كانت تلتقط صورا لي فقط".
أصبحت المرأة أكثر عدوانية بعد العديد من المحاولات الفاشلة لانتزاع الهاتف،
وأثناء تلك الفوضى اصطدمت خلود عن طريق الخطأ بالنظارات الشمسية لتلك
المرأة وأوقعتها.
وعندما رأوا الوجه الجميل الذي ظهر من خلفها، اندهشت خلود وصاحت
"مي !!"
لمحت خلود رجلا من طرف عينها كان جالسا بلا حراك، ثم نهض فجأة وخرج
مسرعا.
بدا الرجل كشخص عادي، ولكنه تصرف كأنه يخشى أن يراه أحد ركب سيارة
جاكوار واقفة على جانب الطريق وانطلق بها بعيدا.
ذلك الرجل كان يتناول شاي بعد الظهر مع مي. ربما هما يتواعدان ولا يريدان
لأحد أن يعرف عن علاقتهما . لا بد أن هذا هو السبب في انزعاج مي.
تناولت خلود النظارات الشمسية من الأرض وأعادتها لمي.. وقالت معتذرة: "لم
أعلم أنك في موعد أقسم أنني لم ألتقط أي صور لك أو لصديقك".
لكن مي لم تصدقها. لقد تشاجرنا في المرة الأخيرة التي التقينا فيها، لذلك إذا
التقطت صورًا لنا، فلا بد أنها سوف تنشرها في وسائل الإعلام.
"أخبريني حالا. كم تريدين؟ سوف أعطيك ثلاثة أضعاف المبلغ.
لم تستطع خلود أن تمنع نفسها من التساؤل عن سبب عدم فهم مي لما قالته لها
للتو. وبصوت منفعل قليلا، قالت "ما رأيك لو تجلسين مرة أخرى على تلك
الطاولة؟ ثم سوف ألتقط بعض الصور لك وبعدها أتركك تحذفينها".
مي
"لماذا، أنت.." كانت غاضبة جدا لدرجة أنها عجزت عن الكلام. ولخوفها
من أن يلاحظها الناس لم يكن أمامها خيار سوى كبت غضبها. فقالت: "حسناء
إذا تجرأت على نشر تلك الصور، فلن تفلتي من العقاب بهذه السهولة!"
ثم استدارت مي وخرجت من المقهى.
تنهدت خلود وفكرت من الصعب أن تكون مشهورًا. حتى عند مواعدة أحدهم،
سوف يقلقون من أن يراهم الآخرون.
سألتها سندس: "خلود، كيف تعرفين مي ؟ إنها مشهورة جدا! لكنها، دائما تبدو
لطيفة ومحبوبة على الشاشة. " لو لم تكن سندس قد شهدت ذلك الجدال، لما
صدقت أن . مي شخص غير منطقي.
ردت خلود:" لقد التقينا في مناسبة سابقة، لكن ليس كما لو أننا نعرف بعضنا
البعض حقا". التقينا مرتين وتشاجرنا في كل مرة، لذا أفترض أننا نعتبر أعداء.
قدم لهما النادل طلبهما، وقامت خلود بعرض مهاراتها في التصوير عن طريق
التقاط العديد من الصور لسندس. ثم غادرتا بعد الانتهاء من تناول الشاي.
كان الأسبوع مزدحما بالعمل بالنسبة لخلود، وفي يوم الجمعة بعد العمل، قامت
بإيصال الفستان الذي صنعته إلى فيلا حيدر.
تعرفت عليها الخادمة على الفور ورحبت بها بحرارة في المنزل.