رواية نعمه الفصل الثاني عشر12 بقلم حماده زهران
مشيت من عندهم رجعت البيت وكان عندي حالة تاني المفروض اروحلها،بس انا اجلتها لليوم اللي بعده.
تاني يوم الشيخ محمود كلمني وحكالي عن الحالة..كانت بنت.
الشيخ محمود قال:
-امها بتقول دايما بتصرخ،وعلطول بتشوف حاجات كتير بتقول انها بتشوف ظل اسود بيكلمها،وحد بيزوقها وبيشد شعرها.
انا كنت رايحه للحاله دي ومش مقتنعه بكل اللي سمعته،احساسي كان مكذب كل حاجه قالها الشيخ محمود.
قولت:
-انا مش مرتاحه ياشيخ محمود للموضوع ده، ومش مصدقاه مش عارفه ليه.
قالي:
-لا دي بنت حالتها صعبة وانا روحتلها كذا مره..انا بوديكي للناس اللي انا مقدرتش اعالجهم،والبنت دي بقالها فترة كبيرة معايا،حوالي ٦ شهور مش عارف اعالجها.
قولت:
-تمام..بس انا زي ما بقولك قبل ما اروح احساسي مش بيكدب.
وصلت انا والشيخ محمود،البيت كان هادي،اللي استقبلنا اب وأم في الخمسينات،عندهم شاب نفسه يهاجر،وبنت كانت في الجامعة،اول ما البنت شافتني،بدأت تتوتر وتقلق..فضلت اتكلم معاها وعرفت كل حاجه..الموضوع حيرني، ولقيت نفسي مش عارفه اقول ايه،حتى مع الشيخ محمود..طلبت اني اروح والاسبوع الجاي هرجع تاني،البنت قالت:
-فيه حاجه اعملها لحد ما تيجي تاني.
وبدأت بتستهزء بالموضوع،كأنها عرفت تضحك عليا،قولتلها:
-اقراي سورة البقرة وسورة الجن لحد ما اجيلك تاني.
كنت حاسه اني قلبي مقبوض،شامه ريحة موت حاسه أن فيه حد هيموت..
مشينا من عندهم،الشيخ محمود قال:
-فيه إيه البنت دي مالها.
قولت:
-لا دي مجرد حاجه بسيطه،الموضوع سهل يعني.
قال:
-غريبه إنك تأجيل علاج حالة،انتي متعودة تخلصي الموضوع علطول.
قولت:
-لا،اصل الموضوع ميخصهاش هي..الموضوع يخص اخوها،بس انا حابه ارجع بعد اسبوع فيه مشكله معاك.
قال:
- لا انا مستغرب بس،علشان كده بسأل.
ورجعت بيتي وانا بفكر في احساس ان فيه حد هيموت.
وقت اذان الفجر كنت بصلي،وخلاص بختم الصلاة وبعد ما سلمت ووقفت اشيل سجادة الصلاة،هدى قالت:
-الشيخ محمود مات.
اتخضيت..الشيخ محمود كان مؤذن الجامع،هدى ورتهوني انه مات هو وساجد..كان بالنسبالي اب،انا كنت ف اوخر العشرينات،وهو كان في الخمسينات،يعني كان زي والدي الله يرحمه.
كنت في حالة نفسيه وحشه جدا،فضلت قاعده فى البيت..أرقام كتيره بترن عليا،وانا مش برد على اي حد.
عدا شهرين..وانا طول الفترة دي علي نفس الوضع،وفي يوم..بنت الشيخ محمود رنت عليا،
رديت عليها قالت:
-انتى ليه مش بتردي علي حد،ده ناس كتيره محتاجين مساعدتك.
قولت:
-انا مش هعرف اعالج حد ولا اتعامل مع حد،ولا هقدر ادخل بيوت حد تانى.
قالت:
-بس ده غلط..هقولك على حاجه،أكيد انتى عارفه ان فيه ناس كتيره متعشمين انك تعالجيهم لوجه الله،وبابا كان بيحبك كأنك بنته، وكان حاسس أنه هيموت،علشان كده وصاني اديكى الفون بتاعه،علشان تتواصلى مع اللي محتاجلك..انتى بقالك شهرين على الوضع ده،وانا بكلمك عشان دى وصيت بابا الشيخ محمود الله يرحمه.
وطلبت انها تاجي تزورني في البيت.
وجات زرتنى..وجابت معاها تلفون الشيخ محمود..ورجعت مسكت الفون بتاعى وبدأت ارد على الناس..وتانى يوم بدأت حالات تجيلي البيت،والحالات دي كانت ساكنه قريب مني، جيراني في القرى المجاورة..كنت باخد اقرب الناس،علشان انا مش عايزه اروح لحد..لسه عندي خوف وقلق،اني ادخل بيت اي حد والشيخ محمود مش معايا.
وفي يوم اتصل بيا الحج محمد الكفيف وقال: -احنا بنجهز لفرح ابن اخويا،بس للاسف فيه نفور من العروسه،وهيحصل مشاكل جامده بينهم،والجوازه بتبوظ،ارجوكي تعالي ألحقي الموقف..انا حاسس ان دي حاجه مش كويسه، ابن اخويا دنيته بتخرب،وده وحيد ابوه.
بعتولي عربيه،واخدت ابني معايا،كان عنده وقتها 12 سنه،وصلت عندهم،ودخلت وشوفت العريس شاب زي الفل..بس شميت ريحة مش حلوه، ريحة ترب،ريحة ميتين.
وبدأت واتكلم معاه،قال:
-انا كويس وبصلي ومفيش اي حاجه والدنيا تمام، وطول ما انا بعيد عن خطيبتي الدنيا معايا كويسه،بس اول ما اروح ازورها واقابلها تفضل تصرخ،وانا ببقى شايفها عفريت..ولا هي طايقاني ولا انا طايقها،معرفش ايه اللي بيحصل ده،هنتجوز والدنيا بايظه مابينا يعني ولا ايه.
في اللحظه دي هدى ورتنى قدام الفيلا بتعتهم كنبه كبيره،وخالد دخل ولقي برفان من النوع اللي بيحبه،ورش منه،واخده وطلع على اوضته..وعرفت أن خالد عنده عم متجوز كبير ومخلفش..عمه كويس،بس مرات عمه وحشه وبتاعت أعمال،عملت لخالد سحر على برفان بيحبه.
بدأت اقرأ عليه،وهو بدأ يرجع ويتخنق ووشه بقي ازرق..طلبت جوانتى علشان اعرف اطلع الحاجه اللي في زوره،وبدأت أضرب في رقبته من ورا لحد ما طلع الحاجه دي..كانت حاجه شبه العظمه،واللي عرفته انها مكنتش عظمه..دي جزء من قرن خرتيت،معمول عليه سحر..اول ما نزلها بدأ ياخد نفسه ويرجع على طبيعته،بصراحه كنت مفزوعه من المنظر..الكل كان مصدوم، ازاى دي كلها فى بطنه،الشاب كان بيطلع في الروح بس ربنا نجاه في آخر لحظة،والعظمة دخلت معدته ازاي مش عارفه.
مسكت العظمة وقولت:
-دى حته من قرن خرتيت واتعمل عليها سحر..
امه فضلت تقول:
-مين..مين عمل كده في ابنى.
قولت:
-يا جماعه المهم أنه بقي بخير الحمدلله،وان شاء الله لو حد فكر يعمل حاجه تانى هقلب عليه.
كان مجرد تهديد،علشان مرات عمه اللي عملت كده كانت واقفه ومرعوبه منى.
نبهته أنه يواظب على الصلاة و قراءت القران، ويروح عند خطيبته ويقعد معاها شويه،وكل حاجه هتكون تمام.
وروحت بيتى،وكل ده تلفونى مش مبطل رن..كانت أم البنت والشاب اللي عايز يسافر،اللي روحتلهم انا والشيخ محمود الله يرحمه قبل ما يموت.
رديت على الست وقولت:
-ازيك يا حجه.
قالت:
-ابوس ايدك..الحقيني..ابنى أتجنن وبدأ يكسر في البيت.
قولت:
-حاضر..بس انا هاجي بكره.
وتانى يوم روحت ودخلت انا وابنى الصغير،شوفت الشاب اللي كان زى الفل وعايز يسافر ويهاجر،شكله بقي شبه المدمنين.
هدي قالت:
-أخته السبب..بتحب واحد وكانت حامل منه.
وقفت مكانى مش عارفه اتحرك اتشليت.
امها قالت:
-خير يا ست الكل،عيالى مالهم.
قولت: اصبراى اخد نفسي.
قالت:
-معلش حقك عليا،بس والله غصب عني عيالى حياتهم ادمرت.
قولت:
-لعله خير ان شاء الله..هي بنتك فين.
قالت:
-جوه ومش عايزه تقابلك.
قولت:
-طيب..سبيها براحتها دلوقتي،ممكن تعملي ينسون.
قالت:
- اه طبعا تحت امرك.. وقامت تعمل الينسون.
الشاب قاعد قدامى هو وأبوه..اتوصلت مع هدي وورتنى كل حاجه، وانا بجد فى موقف مش حلو خالص..اول مره اتعرض لحاجه زى دى..اقول لأهلها ايه طيب..امها دخلت ومعاها الينسون، كنت بحاول اكسب وقت علشان افكر هتصرف ازاي.
فجأة الام قالت:
-ألحقي يا ست،بنتى بتلبس وعايزه تنزل من البيت،مش عايزه تشوفك.
قولت:
-دخلينى عندها واوقفي ورا الباب واسمعى الكلام اللي هيحصل،علشان انا مهما قولت انتى مش هتصدقي،لازم تسمعي بودنك.
سبت ابنى بره ودخلت،وامها فعلا وقفت ورا الباب..
اول ما دخلت البنت قالت:
-لو سمحتي اطلعي بره.
انا فضلت اضحك..قالت:
-هو انا بقولك نكتة.
قولت:
-اه والله ضحكتني..انتي واحده كدابه وبنت قليلة أدب.
قالت:
-هو انتي مجنونه ولا ايه يا ست انتى.
قولت:
-اخرسى علشان متتفضحيش انتى يا بنت انتى، فاكره نفسك بتضحكي على مين،ده انا من قبل ما اجيلك وانا عارفه انك كدابه.
باستهزاء قالت:
- لا والله..ازاى بقى.
قولت:
-اسألى مايكل اللي انتى ماشيه معاه..ولا اقولك اللي كنتي حامل منه..أنتي واحده واطيه بتحبيلك واحد مسيحي،لا وكمان كنتى حامل منه.
البنت اترعبت وقالت:
-بس بس ابوس ايدك..هديكي اللي انتي عايزاه. وقلعتلي السلسله والخاتم،قولت:
-روحي منك لله.
امها دخلت وهى منهاره وبتقول:
-ازاي..ازاى يا بنتى حرام عليكى،ليه كده..حسبى الله ونعم الوكيل.
بصيت لأمها وقولتلها:
- اسكتي..ابنك لو عرف حاجه هيموتها.
البنت ردت على امها وقالت:
-ايه فيه ايه..هو انتى هتعمليهم عليه.
البنت كانت قليلة الادب،والام للأسف كانت ضعيفه،البنت كان عندها بجاحه غير عادية، وبتزعق في أمها..في الوقت دا مقدرتش اسيطر علي مشاعر الام جوايا،ومسكت البنت ضربتها قلم ونيمتها علي السرير،حاولت تقوم هي وبتصرخ،ضربتها القلم التاني..قامت تجري على مكنة الخياطه واخدت المقص،وهجمت بيه عليا..هدي لفت ايدها بالمقص لورا،وامها بتعافر تاخد المقص.
ابوها واخوها بيخبطوا عايزين يدخلوا قولتلهم: -متقلقوش..اللي عليها بس حضر،علشان كدا هايجه علينا..وقولت للبنت:
-انتي يا بتاعه انتي،انتي مفكره نفسك ايه،عايزه تأذيني انا يا زباله يا عديمة الربايه..حرام اقولك انتي متربتيش،اكيد امك تعبت فيكي وربتك، بس انتي ربنا سلط عليكي نفسك وشطانك.
وبمجرد ما سابتها هدى حاولت تضربني بالمق، الضربه جات في وش امها،والست فضلت تنزف.
في اللحظة دي الاب دخل على صرخة مراته هو وابنه..وانا كنت ماسكه البنت من شعرها.
اخوها اول ما شاف أمه انهار من الغضب،وفضل يضرب فى أخته ويقول:
-انتى عايزه تموتي امك والست اللي بتعالجك.
الأب قال:
-فيه ايه يا بنتى.
قولت:
-اللي عليها حضر،بس ابنك لازم يطلع بره،علشان ميتعبش اكتر.
الراجل قال لابنه:
- اطلع بره زي ما الست قالت.
خرج الابن وقفلت الباب،بصيت للأب وقولت:
-اسمع يا حج..مفيش عندك غير البنت والولد فأسمعني كويس..بنتك وابنك مفهمش حاجه.
قال:
-ازاى طيب، واللي بيحصل ده كله ايه.
قولت:
-ده كله من تأليف بنتك..بنتك تعرف واحد مسيحي وبتحبه وغلطت معاه،وبتعمل كل ده علشان تدارى على عملتها،من كتر اللي كانت بتعمله والصراخ،خلت اخوها يتوهم..هو كويس بس بقى بياجيلوا تهيوئات من كتر عمايل اخته..
بنتك يا حج كانت حامل ولسه منزله الحمل،وانا كنت عارفه،بس خوفت احكي،محدش فيكم كان هيصدق،علشان كده خليت مراتك تسمع بنفسها.
الراجل بص لمراته قالتله:
-حصل.
قولت:
-بص يا حج..انت لازم تنتبه لبنتك كويس،ولازم تحل الموضوع ده بالعقل..ابنك لو عرف حاجه زي دي هيقتلها وهتخسر الاتنين..وابنك انا هفهموا أن ده كان مس وخلاص اتعالجت،وهقوله أن هو كان مأذي من أخته بس خلاص بقيوا كويسين.
الرجل فضل يبكي وقال:
-مش عارف اقولك ايه.
قولت:
-ولا يهمك..كل حاجه هتكون كويسه أن شاء الله.
خرجت من الاوضه،ابنى جري عليا وحضنى،الشاب قال:
-هو فيه ايه.
قولت:
-مفيش حاجه..اختك بس كانت تعبانه والحاجه اللي عليها كانت تعباك انت كمان،بس خلاص انتوا بقيتوا زي الفل...يتبع
الثالث عشر من هنا
