اخر الروايات

رواية تشابك ارواح الفصل الحادي عشر 11 بقلم أمينة محمد الالفي

رواية تشابك ارواح الفصل الحادي عشر 11 بقلم أمينة محمد الالفي 


الفصل الحادي عشر من -تشابك أرواح-
«صدمة لبائس»
كيف للمرء أن يُحلق في السماء العالية وهو دون أجنحة، وكيف لثماره أن تنمو دون ساقيًا يساعد وشمسًا تشع ضوئها عليه!
في صباحٍ يوم جديد بدأ بسماءٍ غائمة والهواء البارد يلفح الجميع فيجعل منهم من يستكين ببيته خوفًا من البرد، ومنهم من يرتدي أثقل ما عنده ليتدفئ.
كان يقف أمام محله مرتديًا سترته الثقيلة ويضع عود الثقاب بفمه يضغط عليه، فمه يردد الأذكار وعقله مشغولًا بالذِكر، يحب هذه الأيام التي يكون بها الجو باردًا؛ فهو من عشاق الشتاء وأجوائه وليله ونهاره، يتغير مزاجه خلال ذلك الفصل مائة وثمانون درجة ولكن شاء الله أن يكون هذا الشتاء مُعكر المزاج بسبب الأحداث التي يمرون بها، من تشتيت لخطف وقتل.
تذكر آخر مرة كان «وليد» هنا وهددهم بأنه لن يسكت عما يفعلون، وقتها حاول قتل ابنته وبعدها ضربوا «حمزة» بمكان عمله، إذًا ذلك الخبث وصديقه الخبائث لن يسكتا ابدًا.
وجه عينيه على الورشة الخاصة «بعبدالله» على بُعد بسيطٍ منه، يقف صديقه في عمله بملابسه التي تحمل الزيوت والشحوم ممسكًا بيده الأدوات التي يستخدمها في إصلاح السيارة أمامه، أسفًا عليه فهو صاحب قلب عاشق لم ينل عشقه، وحسرةً على قلبه الذي خسر أخته في سنٍ صغير وكان فؤاده مُعلقًا بها.
سحب نفسًا عميقًا ولمح على مرمى عينيه «حاتم» بابتسامته المعروفة آتيًا ناحيته ورمى عليه السلام:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا مروان باشا"
ابتسم له «مروان» بدفئ ودس يديه بجيب سترته الشتوية ذات اللون الكحلي القاتم، ورد عليه السلام مكملًا بقية حديثه:
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خليك شوية هنا رايح مشوار لحد صلاة العصر كدا هرجعلك نقفل ونروح نصلي"
أومأ له «حاتم» بابتسامة مطيعة:
"أوامرك ياسيد الناس"
ابتسم «مروان» وسار بطريقه يعلم أن الطريق الذي سيسلكه سيُعيده مليئًا بالهموم الثقيلة فوق قلبه، يعلم أن العودة ستكون قاسية كسابقها، ولكنه قرر أن يذهب لأن قلبه أشتاق وعقله أبى التوقف عن التفكير، بضع خطوات واسعة من مشيته وصل نحو المقابر، وتوجه نحو ثلاثة جوار بعضهم البعض مدوّن عليهم الاسماء كالتالي:
<اسماعيل عبدالمجيد>
<سنية عبدالسميع>
<عهد إبراهيم عبدالمجيد>
نظر للثلاثة بتتالٍ يتمعن بتفكيره فيهم ومر شريط حياته معهم أمام ناظريه الآن، وكأنه يقف بتلك الذكريات ويعشها الآن بكل شعورها، سحب نفسًا عميقًا من داخله وتفوه بصوتٍ متحشرج مختنقٍ:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أمي، جيتك ليا في الحلم بترجع الحياة لقلبي تاني وأنا شايف وشك منور، مبنسكيش في دعواتي يا أمي ولا ببطل أطلعلك صدقة جارية وأنا بدعيلك ربنا يرحمك ويسكنك فسيح جناته وأشوفك في الجنة إن شاء الله، كان نفسي تشوفي المحل بتاعي دلوقتي لما كبر وبقوا أهل الحارة كلهم بيجوا يشتروا مني هدومهم، كان نفسي تشوفي ابنك وهو بيحفظ لعيال الحارة القرآن ويعلمهم دينهم صح وكل اللي رايح وجاي يدعيله، كنتِ هتفرحي اوي يا أمي بدعوات الناس لابنك دي، أنا مكنتش لسه شبعت من حنانك يا نور عيني ولا شبعت من طبطتك عليا كل ليلة قبل ما أنام، أو وقت ماكنت لسه بنام .. النوم طار من عيني من وقت ما مشيتي وسبتيني لوحدي، مع إني راجل وكبرت بس أنا وقت ما بحتاجك برجع عيل صغير مش عارف يعمل إيه من غير أمه، ربنا يرحمك يا حبيبة قلب مروان"
كانت عينيه مدمعتين بدموعٍ بها الحسرة، وجهها ناحية قبر والده وابتسم بضحكة متألمة يُكمل حديثه:
"السلام عليكم يا بابا، تربيتك صالحة يا حبيبي والكل بيفتخر بيها، الكل بيشاور عليا ويقول ابن اسماعيل عبدالمجيد فخر لكل شباب الحارة من أعماله الصالحة وسيرته الطيبة، يارب أشوف سيرتك علطول طيبة عشان أنا باقي وعايش عليها، ضهري اتكسر من وقت ما سيبتني يابابا، أنا بجد اتكسرت أوي من وقت ما مشيتوا عني وسيبتوني لوحدي في الدنيا، متعزوش على اللي خلقكم ياحبيبي إحنا بنيجي زيارات للدنيا وبنرحل تاني لدار الآخرة، بدعيلك علطول وبدعي ربنا يرحمك وأشوفك في الجنة ان شاء الله"
ثم أبعد نظره ناحية القبر الثالث، ناحية الحبيبة التي غادرته قبل زفافهم بشهرين منذ ثلاثة سنواتٍ، تركته بعدما استقر على بر الأمان معها ليعود للخوف مجددًا:
"السلام عليكم ياعهد، عهدنا كان إننا نفضل سوا لآخر العمر وتبقي مراتي وحبيبتي، بس العهد أتغير وبقى إني أجيب حقك من اللي قتلك عشان ترتاحي في قبرك وروحك ترتاح، والعهد اللي بدعي بيه إنك تبقي مراتي في الجنة ومعايا، حقك عليا إني مروحتش معاكِ يومها وحميتك منه ومن شر أعماله حقك عليا، الحارة كلها بتدعيلك بالرحمة زي ماكانوا كلهم بيدعولك وأنتِ عايشة، اتقتلتِ غدر ياحبيبتي وأنا أوعدك حتى لو فيها موتي حقك يرجع، وحشتيني ياعهد وحياتي مبقتش مستقرة من بعد ما مشيتِ عني، عوضتيني كتير أوي بعد أمي وأبويا وكنتِ صاحبة وأخت وأم وكنتِ هتبقيلي زوجة كمان، بس ربنا مش رايد ورجعك تاني عنده، متعزيش على اللي خلقك ياحبيبتي"
كانت دموعه قد انهمرت على خديه منذ دقائق وهو مازال يتحدث، وصوته كان مختنقًا وعينيه حمراء كلون الدم، تبدل حاله في لحظاتٍ وهو هنا يقف أمام أعز ثلاثة كانوا بحياته؛ أمه، أبيه، حبيبته، ليس بيده حيلة ليعيدهم أو حتى الذهاب لهم، أختار له الله هذه الحياة فرضى بها؛ فأرضاه الله بالصبر الذي يحتل قلبه والسكينة التي تحوم حوله، ولكن صبره ينفذ في يومٍ من الأيام ليعود لنقطة الصفر متمنيًا وجودهم جواره، ولكن ليس كل التمني يُحقق.
شعر بتساقط الماء على رأسه فرفعها نحو السماء ليستشعر حبيبات المطر عليه، وكأن الله يواسيه الآن بالغيث ليطمئن قلبه، أغمض عينيه ووقف يدعو لهم لبعض الوقت ثم جر هزائمه خلفه وغادر المقابر وهو يمسح عينيه حتى لا يظهر عليه البكاء أو الضعف، سيبدو أمامهم بمظهره العادي كما اعتادوا جميعًا، وضع على رأسه غطاء السترة حتى لا يمرض من المطر وأسرع خطواته تجاه المسجد ليتجهز لصلاة العصر هاربًا من الحياة لبيت الله وللصلاة.
_____________
أنجو بكِ من الظلمات للنور، بينما من يحتاج للنجاة هو أنا، من يحتاج ليُمسَك بيده وينجو من الغريق، فكيف السبيل للنجاة.
كان يقف أمام الشرفة ينظر للمطر غارقًا بتفكيره في ألف شيء، يحمل فوق أكتافه أثقالًا لم يعهدها يومًا ولم يتوقع قدومها لحياته، إنها تدابير الله التي تأتي لنا في أوقاتٍ نحتاجها فنتوقع أنها شرٌ لنا.
يفكر ألف مرة منذ الأمس في البحث عن عملٍ جديد يناسبه في وضعه هذا الذي لا يناسبه شيء سوى الرقود في الفراش، أجتهد ودرس في بلدٍ لا تدعم أحلام أبنائها، بل تهدمها وتحطمها ليركض في الحياة باحثًا عن شيء آخر مُطالبًا بالعيش، تخرج من تخصصه - تجارة إنجليزي - وبحث مطولًا عن عمل ولكن في كل مرة كان يحتاج لواسطة كبيرة ليبدأ ولم يجد.
والآن أنهى له «نادر» عمله الثاني الذي كان يسترزق منه ويسعى به بأن يكبّره في يومٍ من الأيام ليجعله مقهى كمشروعٍ يستند عليه في أيامه القادمة حتى يتزوج وينجب أطفالًا كما كان يحلم دومًا.
ذهب ووقف أمام المرآة يهندم هيئته ليجد الكدمات تملئ وجهه في أشكالٍ وألوانٍ مختلفة، منها الزرقاء ومنها الخدوش التي نزفت الدماء، ابتسم بسخرية وهو يتابع شكله الساخر هذا، كان داخله ضجيج يود أن يصمته للأبد.
غادر المنزل تحديدًا نحو ورشة «عبدالله» ليتحدث معه قليلًا ويخرج الهموم التي داخله، إنه هو الصديق الذي يركض له في كل وقت تضيق به الحياة، إنه سنده في هذه الحياة التي كانت دومًا ضده هو وأحلامه.
وصل أمام الورشة وسحب كرسيًا ليجلس عليه وهو يبتسم بخفة وهتف ينادي الآخر:
"أزميلي، أنا هنا!"
خرج «عبدالله» له سريعًا ووقف أمامه يطالعه بقلقٍ؛ فهو أعتقد أن هنالك شيء ما، أصابهم الوسواس هذه الأيام من حدوث أي مشكلة، وتحدث بقلقٍ واضح على نبرته وملامحه:
"إيه ياحمزة أنت كويس؟"
أومأ له ومازالت تلك الابتسامة الهادئة ترتسم على ملامحه بقلة حيلة ظاهرة عليه، ولكنه بدل نبرته لمشاكسة قائلًا بنعومة مصطنعة:
"في إيه أنت قلقان عليا ولا إيه؟"
ضحك «عبدالله» عاليًا وجذب هو الآخر كرسيًا وجلس عليه بشكلٍ معكوس مستندًا بذارعيه على ظهر الكرسي:
"داهية تقرفك أكيد لأ، أنت نازل ليه دلوقتي كنت أقعد في البيت ارتاح!"
حرك «حمزة» كتفيه بلا مبالاة وتبدلت ملامحه لأخرى هادئة خافيًا ابتسامته وتحدث بضجرٍ:
"عادي يعني هرتاح من إيه، ما أنا كويس أهو الحمدلله، أنا نزلت عشان جبت أخري من البيت وعاوز أكلم شوكت ماهر بعيد عن رزان عشان أشوف هيقولي إيه وهوصل معاه لحل ولا لأ في حوار بنته ده!"
أجابه «عبدالله» بتنهيدة يُفكر مليًا في كل الأمور التي تحدث هذه الأيام، يُفكر في المصيبة التي ستحل فوق رؤوسهم عند معرفة «نادر» بأن زوجته هنا:
"أنا قلقان من حتة إنه يعرف أنها هنا، هو عمل فيك كدا عشان حوار الأرض والقضية بتاعتنا ووليد الأنصاري، هيعمل إيه لما يعرف أنها معاك وأنت مهربها"
لحظة واحدة فكر «حمزة» فيما قاله «عبدالله» وأجابه ببرودٍ احتل كيانه، فماذا قد يفعل «نادر» أكثر من ذلك!
_"مايعمل اللي يعمله، مش فارقة معايا هو بوظ كل حاجة خلاص، شغل وانتهى، حياة وبتخلص أصلًا يا عبدالله!"
تبدلت ملامح «عبدالله» لأخرى حزينة ممزوجة بحدة على صديقه الذي باع الدنيا بما فيها من أول صدمة ثقيلة تلقاها في حياته، أعتدل في جلسته يتشدق بقوله متهكمًا:
"لا بقولك إيه، شغل الإحباط ده انا مبحبوش ياعم وأنت عارف كدا كويس يا حمزة.. إحنا لسه ياما هيقابلنا حاجات كتير في حياتنا متبقاش عبيط ودماغك فيها عربية كبدة كلاب بتمشيك ناحية الغلط وأنك تفقد الأمل، الولا آسر المثقف المهندس ده قالي في مرة إنه بداية الألف ميل بتبدأ بخطوة، وأحنا حياتنا كلها إيه غير خطوات بناخدها!"
غمغم «حمزة» مستطردًا بسخرية وهو يطالعه بطرف عينه:
"خطوة دي هنرقص عليها في فرح آسر بتاعت مصطفى حجاج، إحنا يا ناخدها بغشامة يا نقعد نحط أيدينا على خدنا ونتخرس"
وأكمل قبل أن يتفوه «عبدالله» بابتسامة محتدة خبيثة:
"وأنا باخدها بغشامة، إن كان هو نادر المصري فأنا حمزة الشافعي، وحمزة متعودش يسيب حقه ولا يقعد يحط أيده على خده ويعيط"
مال ناحيته «عبدالله» يربت على كتفه وهتف بثباتٍ:
"جدع ياض، تربيتي بس العلقة اللي خدتها امبارح مش من تربيتي إنك متقدرش تدافع عن نفسك وتتشوه كدا!"
كانت يده ثقيلة على كتف الآخر فهو تقصد فعل ذلك لأنه يعلم أن جسده يؤلمه الآن، فأبعده «حمزة» بقوة وتحدث بنزقٍ:
"أنت عبيط يااض، كتفي يا ابن الناس ... الطيبة، أدافع إيه دول كانوا حيطان كتفوني وهاتك يا ضرب، مكنتش لاحق اتنفس"
رمقه «عبدالله» بإشمئزاز مصطنع وهو يعاينه من أعلاه لأسفله في سخرية:
"معلش يا أخويا، بتتشطر علينا هنا بس .. المهم أنجز طلع تليفونك وكلم أبوها!"
أخرج من جيبه هاتفه وتفحص الرسائل الأخيرة، فوجد واحدة من أبيها يخبره بأن يتصل به حينما يتفرغ، فرفع بصره «لعبدالله» يخبره عن الرسائل الأخيرة التي وصلته:
"أبوها بيقولي لما تفضى كلمني، البت أختها قلبي مش مرتاحلها، لأني كلمتها وردت عليا وقولتلها على عنوان بعيد عن هنا هنتقابل فيه أنا وأبوها ورزان وقالتلي هتقول لأبوها، في نفس الوقت أبوها بيكلمني كأنه أول مرة يعرف!"
غمغم «عبدالله» مستنكرًا بنبرة مُفكرة فيما قاله «حمزة»:
"طب إيه، ما يمكن قالتله وهو مستني يسمع منك مثلًا"
وزع «حمزة» نظره بين «عبدالله» وشرفته التي لمحها تجلس بها للتو، خُطف من النظرة الأولى لتحتل كيانه بأكمله الآن، ما الذي أخرجها الآن لتبعثر له نفسه فيرمي تركيزه كله عليها، مما أدى لأنتباه «عبدالله» له وهو يتربص ناظرًا لتبدل ملامح «حمزة» لأخرى غريبة لأول مرة يراها، أدار رأسه ليرى أين ينظر فلمحها هو الآخر واعتلى على فمه ابتسامة متشدقة وأعاد بصره نحو «حمزة» يسدد له ضربة في قدمه ينبهه ويعيد تركيزه بمراوغة:
"في إيه ياصاحبي، أنت مركز فين كدا!"
صوب «حمزة» أنظاره عليه ينظف حنجرته بصوتٍ خافت:
"معاك معاك، مركزتش في حتة، المهم يلا هرن عليه!"
ثم مثّل عليه التركيز ولكن عقله مازال مع صاحبة الشعر القصير المقصوص بعشوائية والعينين الخضراوتين التي تسلب الروح من الجسد، لا يعلم منذ متى وهو يفكر بتلك الطريقة!
صوت صفير الإتصال صدح الإرجاء فقط منتظرين إجابة حتة أتاه بصوتٍ أجش:
"مساء الخير يا حمزة، انا شوكت ماهر!"
كان مكبر الصوت مفتوحًا ليسمع معه «عبدالله» المكالمة ليرى إن كان هنالك شيء ما سينتبه له، أجاب بثباتٍ:
"مساء الخير ياباشا، معاك حمزة الشافعي .."
_"رزان بنتي .. معاك؟"
استمع لنبرة اللهفة بصوته ف ثبت حدقتيه عليها وهو يجيبه بهدوء:
"معايا، رزان بقالها أسبوعين معايا"
_"أنا عاوز أفهم إيه حصل بالظبط، وبنتي هربت ليه من جوزها وجاتلك، أو تعرفك منين!"
سحب نفسًا عميقًا مجيبًا إياه بعينين مظلمتين:
"أنا مكنتش أعرف بنتك إلا من أسبوعين يا بيه، أنا صاحب عربية قهوة متنقلة، بقف عالطريق وبسترزق وببيع قهوة وشاي.. يومها بنتك كانت راكبة عربية وجاية بشكل سريع لدرجة أن العربية اتقلبت بيها وكان معاها في العربية أخت جوزها، الإسعاف وصل وهي قالتلي هربني وقتها مكنتش عارف أعمل إيه وأنا شايف شكلها مضروب ووشها وش واحدة بتحتضر، خدتها ومشيت بيها لبيتي وهي قالتلي إن نادر جوزها بيضربها وبيعذبها وهو السبب إنها تقطع علاقتها بيكم، بنتك معايا في الحفظ والصون بس نادر بيدور عليها زي المجنون وأنت لازم تلحقها منه أحسن ما تتعذب معاه تاني!"
صمت مُخرجًا نفسًا طويلًا يستمع للطرف الآخر:
"وأنا إيه يثبتلي إنك مبتكدبش عليا؟"
نظرة التهكم اعتلت ملامح«عبدالله» وكأنه كان يعلم أن ذلك سيكون هو الرد الذي سيأتي، ولكن «حمزة» أجابه بكل ثباتٍ:
"وأنا إيه هيخليني أكدب عليك وأنا عارف إنك حد تقيل في البلد وفي ثانية ممكن تجيب الناهية وتنهيني، بس بنتك معايا بجد وطالبة النجدة وأنت سمعت صوتها في الڤويس اللي هي بعتتهولك لما كلمتك، شوف اللي يريحك وأعمله!"
_"أنت منين والاقيك بيها فين؟"
كان سؤاله مباشرًا فأجابه الآخر بشكلٍ مباشر:
"أنا بعت لبنتك روان المكان اللي لو عايزين بنتكم فيه هتقابلوني فيه!"
رمى كلماته ليجس نبضه ويرى هل أخبرته بالفعل أختها أو لا، وأتته الإجابة كما توقع تمامًا:
"روان؟ أنت كلمت روان أصلًا؟"
رفع «حمزة» بصره نحو «عبدالله» يحاوره بلغة العينين يخبره بأنه توقع ذلك وها هو الآن يحصل على نتائج توقعه:
"اه ياباشا كلمتها، رزان يوم مابعتتلك بعتت لأختها هي كمان وهي ردت علينا وأنا قولتلها وقالتلي هتقولك، بس شكلها نسيت ولا إيه!"
أنهى حديثه بسخرية وانتظر أن ينتهي صمت الثاني لبرهة من الوقت حتى تحدث:
"أنا في دبي دلوقتي وأكيد نزولي مصر هيحتاج وقت عشان شغلي .. هتقدر تخليها عندك لحد ما أجي آخر الأسبوع وأشوف الحكاية دي!"
أخرج تنهيدة عميقة وهو يجيبه بثباتٍ:
"أقدر يا باشا وماله، هتيجي تلاقيها في الحفظ والصون، بس مطولش عشان بنتك حالتها مش كويسة"
أتفق معه على ذلك وأنهيا المكالمة، وداخله يتأرجح ما بين الخوف والرجاء في مساعدتها وعدم تركها تغرق في الظلام وحدها، ينتظر الأمل أن يقترب منها ويحاوطها؛ فتزهر وترفرف في سماءٍ عالية، أن تحصل على ماتتمنى وكما يليق بها، وذلك ما تستحقه.
فاق من شروده على صوت «عبدالله» الذي سأله بهدوء:
"حاسس إنه بكلامه بيكدبك بس أما نشوف اخرتها إيه!"
أومأ له «حمزة» بتنهيدة وقام من مكانه ليغادر وهو يجيبه:
"بصراحة آه .. بس في الآخر بدأ يصدق يعني وهنشوف اخرتها إيه على رأيك، ربك بيستر، أنا هطلع بقى عشان تعبت من القعدة دي عاوز أريح ضهري"
غمغم «عبدالله»بمشاكسة له غامزًا بطرف عينه ليُغير له مزاجه الذي تغير قبل قليلٍ:
"تريح ضهرك ولا ..."
ضيق «حمزة» عينيه قليلًا بغيظٍ وهو يقترب منه ولكن «عبدالله» وقف أمامه بحاجبين مرفوعين يستمع لما سيقول:
"ولا إيه يالا، بترمي لإيه؟"
ربت «عبدالله» على كتف الموجوع المتأوه بصمتٍ يحاول إخفائه:
"أنت معجون امبارح يالا، اتكل على الله بدل ما أكمل عجن فيك وفالاخر اطلعك لأمك تعملنا بيك بيتزا أصلي نفسي فيها!"
سحب الآخر نفسه من تلك المعركة التي ستقام الآن بينهما لأنه ليس لديه المقدرة على المواجهة فهو بالفعل به ما يكفيه من الألم والوجع، سحب نفسه من مواجهة صديقه العزيز نحو بيته!
__________
بينما كان العالم كله ضدك، كنت أنا معك، وبينما كان الرفض يحاوطك، كنت أنا القبول الذي يجتاح ثناياك، فما خُلق لأجلك ليس إلا كل ما حلمتَ لأحققه أنا.
كان يجلس رفقة «الحاج إبراهيم» و«عبدالله» ورفقتهم المحامي «ثابت» الذي بيده أوراقًا ويشرح لهم ما توصل إليه مؤخرًا، وكان رفقتهم أيضًا يجلس «عبدالستار» و«محسن» منتبهون جميعًا لحديث المحامي:
"طيب دلوقتي أنا قدمت بالورق ده للنيابة، كان فيه قرار إزالة جاي لحي جنبكم قالوا إنه مهجور وقتها وليد الأنصاري مع شوية ناس من النيابة زوروا الورق ده عشان يوصلوا بيه إنهم يطلعوا القرار على إنها تكون على القطعة اللي هدموها في الحارة هنا، ومين كان مفتح عينهم عليها البيه نادر المصري صاحب شركة المقاولات، دلوقتي النيابة بتراجع في قرارات الإزالة اللي خرجت الفترة اللي فاتت ومين مسؤول على القطعة هنا، يعني الحوار محتاج وقت غير أنه حوار تهمة خطف بنته اللي اتقدمت ضد مروان وعبدالله لسه شغالة، متنسوش إنه فيه مراقبة عليكم هنا بيدوروا على أي ثغرة هيلاقوها هتتاخدوا في الرجلين!"
تدخل «عبدالله» بالكلام بثباتٍ يشرح له شيء آخر:
"طيب حلو، دلوقتي حمزة إتاكل علقة من نادر وحمزة صور العربية بتاعته وصور رجالته وهما ماشيين، إحنا عايزين نعمل محضر فيه بأنه اتهجم عليه في مكان شغله وكسرله العربية بتاعته وضربوه!"
أومأ «مروان» صاحب الوجه الهادئ بسبب ما مر اليوم وتحدث بصوتٍ متعبٍ يكمل على حديث «عبدالله»:
"يبقى كدا نادر كمان متلبس قضية حلوة وهي التعدي على الغير، وحمزة معملوش حاجة أصلًا"
أجابهم «ثابت» يشرح لهم الموقف وخفاياه:
"طيب حلو بس دلوقتي القضية دي مش هبقى أنا المسؤول عنها عشان حوار بنت الحاج إبراهيم بنجهزله لحاجة تقيلة لازم نشتغل عليها الفترة الجاية، هشوفلكم واحد صديق ليا ياخد أتعابه ويظبط الدنيا من الاتجاه ده"
تطلعوا جميعًا ناحية «الحاج إبراهيم» الصامت عما تفوه به المحامي، ليس لأنه يخف أو توتر بل لأن الظلمة احتلته تجاه حق ابنته الذي كاد أن يذهب سُدى، وهنا تدخل «عبدالستار» باستفسار:
"بتجهزوا لإيه يعني، هتجيبوا الحوار ده إزاي وإحنا وقتها معرفناش نمسك عليه حاجة ولا عرفنا نجيب دليل إن عهد الله يرحمها كانت عنده؟"
_"لأ فيه دليل ودليل قوي كمان، بس خليه دلوقتي محدش هيسأل عنه على حاجة عشان كتر الكلام في المواضيع دي بتقل بركتها وبتتقفل، خلوها ماشية والمحامي شايف شغله"
قالها «إبراهيم» بثباتٍ وحدة احتلت ملامحه المُجعدة، بينما تبادل «مروان» و«عبدالله» النظرات باستغراب أيضًا ودهشة، لا يعلمان ما الذي يخطط له الآخر ولكنهما بالتأكيد واثقان به.
استأذن المحامي مُغادرًا المكان بينما وقف «محسن» بابتسامة عريضة ساخرة متشدقًا بقوله يُفجر عما داخله ويعلم أنه سيُسبب انفجارات مدوية هنا:
"طب وأنا كمان هستأذن، أصل عقبال عندكم جاي عريس النهاردة لتسنيم بنتي ... دكتور هو"
كانت نظراته بعيدة عن «محسن» وعندما هبطت عليه كلماته شعر وكأن العالم من حوله يضيق ويضيق، شعر بأنه استمع لكلماتٍ لم يكن يتوقع بأنه سيستمع لها في يومٍ من الأيام، تغيب للحظاتٍ عن العالم ويتردد بأذنيه تلك الكلمات السامة التي قتلت فؤاده، كيف للمرء أن تقتله كلمة وليس سيف؛ ولكن الكلمة الآن كانت أكثر حدة من السيف فجلبت الوجع منها والأسف والقهر أيضًا.
فاق من تلك الدوامة التي غرق بها بلا نجاة، ولن ينجو بعد فهو فقد الأمل في البحث عن سبيل للعودة للشاطئ، واستسلم للأمواج العالية تسحبه معها نحو الموت، صوت والده أيضًا أصدر رنينًا بأذنه بينما «محسن» يتابع تبدل لون وجهه للأحمرار من الصدمة:
"ألف ألف مبروك يامحسن، عقبال ما تفرح بيها هي وأختها والبشمهندس تامر!"
ابتسم له بنزقٍ يومئ برأسه فقط ثم رفع يده يلقي عليهم السلام:
"تسلم .. عقبال ماتفرح بابنك ومروان، يلا استأذنكم"
وبالمثل بارك له «عبدالستار» الذي قام رفقته هو الآخر مغادرًا المكان تاركًا نيران تخرج من صلب الأرض التي يجلسون عليها.
نظرات «مروان» تتابع الجالس دون حركة أو ردة فعل، ابتلع الصدمة في صمتٍ يحاول الاستيعاب، بينما «إبراهيم» يتابع أيضًا ردة فعل ابنه فلم يجد، كان خائفًا عليه من الضياع خلف حبه، والآن هو خائفًا عليه من الضياع بسبب الانكسار الذي تعرض له.
تحرك «عبدالله» من موضعه ولحقه «مروان» يتفوه بترقب ليرى ردة فعله:
"عبدالله.. رايح فين؟"
ولكن لم يجد سوى ابتعاد قوي من الثاني الذي هب من مجلسه مغادرًا المكان وتحديدًا نحو ورشته يأخذ أول سيارة قابلته وركبها وغادر بسرعة جعلت منها تحتك بالأرض مصدرة صوتًا عنيفًا، بينما كان «مروان» يتبعه ولم يستطع أن يصل له قبل ذهابه، فوقف مكانه يتابع تحرك السيارة بتنهيدة عميقة من داخله وهو يدعو الله أن يمرر هذه الأيام على قلب صديقه على خير.
بينما هو كان يقود السيارة بسرعة جنونية، يتردد بأذنيه صوت أباها وهو يتحدث بكل برودٍ عن قدوم عريسًا لابنته، تلك التي سترى شخصًا آخر فقط لأنه في هذا المجتمع العقيم هو أعلى منه في رتبة الدراسة، طبيبًا بمعنى أصح ولا شيء يعلو على الطبيب هنا.
لم يتوجع من رفض أبيها له كل تلك المرات العديدة في محاولة الحصول عليها لتكن له وبمثابة نصفه الثاني في هذه الحياة، بل كان الوجع الحقيقي هو عندما ضحى بالكثير من مشاعره ليحصل على قمرًا لم يكن راغبًا بالظهور في سمائه هو ليتركها مُعتمة متوحشة مفتقدة لوجود قمرها.
أدمعت عينيه لأنه وبمحاولاته التي حاول بكل جهده بها كان هو المرفوض وكان هو من لم يكن كافيًا، بالفعل هو لم يكن كافيًا لأجلها لأن ذلك ماقرره والدها وذلك ما مشت هي خلفه.
__________
قل لي كيف يكون شعور الدفئ الذي يتغلل للقلب، أمسك بيدي وازرع داخلي اللطف والعطف، ارسل لي من رَوحكَ لروحي المودة!
استمعت لصوت أقدامه على الدرج نحو شقته بعدما رأته من الشرفة متجهًا نحو البناية، فتحت الباب على غفلة وهي تبتسم تلك الابتسامة العريضة البلهاء:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
التفت نحوها يطالعها وابتسم بودٍ وهو يجيبها:
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، عاملة إيه ياسيلين؟"
أومأت برأسها له وشابكت يديها ببعضهما مبتسمة نفس ابتسامتها الواسعة مجيبة عن سؤاله:
"أنا كويسة الحمدلله، أنا قريت من الكتب اللي ادتهالي امبارح عايزة أشكرك جدًا بجد، Thank you على المساعدة دي وأنك حاولت تخليني أقرب من ربنا!"
استند بجسده على الحائط وهو يضم ذراعيه نحو صدره وينظر نحوها بابتسامة خافتة يومئ برأسه بخفة وداخله الرضا تجاهها لأنها تشعر بالرضا هي الأخرى من قربها لله:
"طب كويس الحمدلله، أنا شايف إنك مبسوطة بكدا، يارب تفضلي دايمًا مبسوطة وتقربي لربنا أكتر ويرضى عنك ويهديكِ، ويراضيكِ يابنت وليد الأنصاري!"
وكأنه ذكرها بحقيقة مُرة ألا وهي سبب تواجدها هنا في هذه الحارة، لأجل أبيها الذي أكل حقوقهم وهي هنا لإعادة حقوقهم لهم، أبعدت بصرها عنه ثم أعادته نحوه بتنهيدة:
"أنا لو عارفة أي حاجة تساعدك هقولك بجد، بس أنا للأسف معرفش أي حاجة في اللي بيحصل ده"
اعتدل في وقفته يهندم ملابسه بتنهيدة وهو يخبرها بأنه لم يعد بحاجة لذلك:
"معدتش مهتم تعرفي حاجة ولا لا، أبوكِ الخبث ونادر الخبائث اللي معاه متوقع منهم أي حاجة أصلًا، متشغليش بالك خلاص"
التفت ليدلف لشقته فأوقفته بسؤالها بنبرة مرتجفة:
"طب أنت ناوي تعمل إيه، أو يعني هنا في الحارة؟"
التفت لها مجددًا يطالعها من أسفلها لأعلاها محركًا كتفيه بلا علم، أو يمثل عليها أنه لا يعلم حتى لا يشغل تفكيره بالتحدث معها:
"معرفش، هتمشي زي ما تمشي متقلقيش أنتِ محدش هيأذيكِ لأننا بطبعنا مبنأذيش الضعفا ولا الحريم، وأنتِ الاتنين عمومًا وأبوكِ هيبقى كدا لما الدنيا تزنق بيه"
صمتت لأنها تعلم أن لا حديث يمكن إخراجه بعد حديثه، اكتفت بمطالعته فقط بنظراتٍ ضعيفة خائفة، وكأنه قرأ تلك النظرات فابتسم بوجهها يبث الطمأنينة لها:
"متخافيش من حاجة، كله خير ان شاء الله"
ثم دلف لشقته تاركًا إياها مكانها يتآكلها التفكير.
_________
الوحدة تنهش بجسدي، والخوف يأكل روحي، وأنا هُنا بين المشاعر المضطربة أحاول النجاة لأجد الأمان والأنس الذي سيحاوطني!
كانت تجلس في شقتها كما العادة وحيدة، إن أرادت أن تأنس قليلًا تذهب لخالتها وتجلس معها لبضع ساعاتٍ ثم تعود لشقتها مجددًا، لم يكن لها الأصدقاء الكثر كما تمنت، وتركها أهلها في سنٍ صغير وحدها في هذه الحياة، وضعها الله في هذه الحياة واختار لقلبها شخصًا تحبه وتتمنى وجوده دومًا جوارها، والآن شاء الله أن تتوج كزوجة له.
كانت تبني أحلامًا فوق أحلامٍ معه قبل أن يتزوج «رنا»، بالأساس كان كل معاملته معها مختلفة، ليس كالغير أبدًا وليست معاملة كأختٍ له فكيف له أن يحب غيرها دون أن يكمل الود الذي كان بينهما في نهاية معقودة بخاتمه بأصبعها!
تنهدت بعمقٍ واستغفرت ربها داخلها، لا تتمنى لشخصٍ الأذى ولا حتى أن يفقد حبيبه؛ فهي تعلم ذلك الشعور جيدًا عندما فقدت أمها وأبيها .. وهو أيضًا.
فاقت من شرودها على صوت خالتها تناديها من داخل المطبخ بصوت عالٍ بعض الشيء:
"مــرام"
أجابتها من مكانها وهبت واقفة تتجه ناحية المطبخ:
"جاية أهو ياخالتو"
وذهبت لها تقف جوارها وهي ترسم إبتسامة بسيطة على فمها تزينه لتقابل به خالتها حتى لا تشعر أن بها شيء:
"أساعدك في إيه ياحبيبتي؟"
ناولتها خالتها الخضار والتفتت ترى الطعام الموضوع على النار، وبدأت تتحدث بنبرة بها حنية تغلف قلب الواقفة جوارها:
"إيه ياحبيبتي بتعملي إيه برا، أنا قولت بتعملي حاجة ولما اتأخرتي قولت اشوفك فين!"
بدأت «مرام» في تقطيع الخضار لتصنع السلطة وهي تبتسم بخفة وتجيب بتزيف للحقيقة التي داخلها:
"مافيش والله كنت قاعدة بس، وكنت بفكر فاللي هيحصل بعد بكرا ده"
_"تقصدي جوازك أنتِ وآسر؟ متقلقيش يا مرام وسبيها على الله وأنتِ وافقتِ خلاص وده نصيبك ياحبيبتي، وبرضو هرجع وأقولك لسه معاكِ وقت تفكري لو مش عيزاه محدش فينا هيجبرك على كدا، ليكِ حق تختاري اللي عايزة تتجوزيه بنفسك"
قالتها«ابتسام» بدفئ في محاولة لمواساتها فتنهدت «مرام» تجيبها بثقلٍ:
"للأسف أنا عيزاه ياخالتو، سبيها على الله ربنا يعدي الحوار ده على خير من غير أي مشاكل"
في غرفة تجاور المطبخ كان نائمًا يستمع لصوتها غير المفهوم بالنسبة له في أحلامه تلك، عاد من عمله ودلف لغرفته في شقة والدته وغفى هنا، صوتها يتردد في مسامعه وداخل أحلامه، يرى بها شخصًا مُخيفًا في ذلك الظلام الذي يحاوطه فيرتجف جسده ويهتز كيانه خوفًا ورُعبًا من شكلها المفزع، فاق من نومه بذعرٍ وهو يردد بتلعثم:
"بسم الله .. بسم الله الرحمن..الرحيم!"
مسح وجهه بكفه يحاول أن يلتقط أنفاسه المتسارعة بشكلٍ قوي، صدره به أجيج من شدة فزعه بذلك الحلم الذي شعر وكأنه لن يفق منه، رأى به «مرام» بشكلٍ مرعب لم يرها هكذا من قبل، وأيضًا رأى «رنا» تقف بعيدًا عنهما بشكلٍ غريب، مقيدة مكممة الفم!
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close