رواية عشق وجزاء الفصل الحادي عشر 11 بقلم دينا عبدالمجيد
الفصل الحادي عشر
عشق وجزاء
لا يستطيع أي إنسان مهما حاول الهروب من قدره، دائما ما ستجد خيوطه تحيط بك من كل إتجاه لتعيدك لقدرك المحتوم.
تفاجأ جاسم وعدي من دخول رنا المفاجئ فتحولت ملامحهم الي الصدمة الشديدة ، ولكن لم تدم كثيرا حين تحدث والده بثقة
"اهلا بيكي في مجموعة العمري يا مدام رنا " ثم قام لمصافحتها
حاولت رنا أن تخفي ارتباكها وتحدثت بثقة
" أهلا بيك أحمد بيه، شرف كبير أني أشتغل مع مجموعة العمري مرة تانية "
أحمد بإبتسامة..... بس المرة دي إنتي مش موظفة هنا دلوقتي بقيتي سيدة أعمال ناجحة.
رنا.... ميرسي جدا يا فندم دي شهادة أعتز بها
أحمد..... بجد إنتي حققتي نجاح مبهر في فترة صغيرة جدا وعملتي إسم في عالم الإقتصاد....
رنا... متشكرة جدا يا أحمد بيه
كان جاسم في عالم آخر لا يصدق أن رنا أمامه الآن ، فيبدو أن القدر أعطاه فرصة أخري ، لإعادة محبوبته إليه فعليه أن يستغلها جيدا.
أفاق من شروده عندما إستمع لصوت والده ينادي عليه
أحمد باستغراب..... مالك يا جاسم بنادي عليك من الصبح.
جاسم.... آسف يابابا سرحت شوية ، حضرتك عايز مني حاجة.
أحمد بخبث.... لا دا أنا هعرفك علي رنا ، ثم وجه حديثه لرنا قائلا....
أكيد يا رنا فاكرة جاسم وعدي.
نظرت إليه فوجدت عيناه المتعلقة بها فتحدثت ببراءة مصطنعة.... بصراحة مش فاكرة!!!
كان عدي يحاول جيدا ألا يضحك ولكن عندما إستمع لحديث رنا الآخر حتي انفجر ضحكا فكتم ضحكته عندما رأى نظرات جاسم الغاضبة ، حاول أحمد ألا يضحك هو الآخر حتي لا يفسد خطته فسأل عدي باستغراب مصطنع..... مالك يا عدي أي إللي بيضحك كدا
عدي.... لا عمي مفيش بس بصراحة افتكرت حاجة كدا ، .... طبعا يا مدام رنا حضرتك مش فاكراني فمد يده قائلا.... عدي الشامي صاحب جاسم
رنا..... أهلا يا أستاذ عدي
عدي..... أستاذ أي بقي أنا عدي وخلاص.
أحمد..... تمام يارنا شغلك الفترة الجاية هيكون مع جاسم ، أتمني ميكنش عندك اعتراض.
رنا ..... أكيد لا طبعا
أحمد..... أوك ، ثم وجه حديثه لجاسم
جاسم وري رنا مكتبها
جاسم بغيظ... حاضر يا بابا
اتفضلي يا آنسة رنا
رنا ببرود ..... مدام لو سمحت
جاسم بغيظ.... اتفضلي يا مدام
رحلت رنا برفقة جاسم وعلي وجهها إبتسامة خفيفة، انتظر عدي خروج جاسم فتحدث قائلا
" هي رنا بجد هتشتغل هنا "
أحمد ابتسامة " انت شايف أي
عدي.... لا أنا شايف حاجة تانية.
ثم تحدث بهمس واضح إن الأيام الجاية هتبقي عسل "
بتقول حاجة يا عدي
عدي..... لا يا عمي بعد إذنك هروح اشوف شغلي
أحمد.... اتفضل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
توجهت رنا برفقة جاسم لمكتبها فكان مكتبها بجوار مكتب جاسم، دلفت الي الداخل فوجدت سيدة في نهاية العشرينات من عمرها
جاسم .... دي مدام ريهام هتبقي مديرة مكتبك من النهاردة
ثم وجه حديثه لريهام قائلا....
ودي مدام رنا المسئول عن المشروع المشترك بيني وبين الشركة الفرنسية .
ريهام..... تشرفت بمعرفتك يا فندم
رنا...... ميرسي جدا
أشار جاسم بيده لباب مغلق في نهاية الغرفة المكتب من هنا ، دلفت رنا ببرود برفقة جاسم الي الداخل سرعان ما تحول إلى إعجاب عندما وجدت مكتبها من الداخل مصمم بطريقة رائعة وفخمة
تحدث جاسم بهدوء.... اتمني المكتب يكون عجبك.
رنا.... حلو اوووي ، ميرسي جدا تعبتك معايا.
جاسم بسخرية..... تعب أي دا ولا حاجة ، بس أنا شايف إنك الحادثة مش خطيرة علشان تفقدي الذاكرة وتنسي اسمي بس.
رنا..... نعم!!!!
جاسم.... مالك مستغربة كدا ليه ؟! مش إنتي مش فاكراني ، بس بصراحة أول مرة أعرف إن ذاكرتك ضعيفة علشان تنسني في أسبوع.
رنا.... أظن إني قولتلك إنك مش موجود في حياتي ، وبعدين أنا حرة، وياريت تتفضل علشان أشوف شغلي.
جاسم بغيظ.... أوك هخرج بس متنسيش إن في عشا عمل لتوقيع العقود .
خرج جاسم ترك رنا تبتسم علي غيظه فانتفضت حينما أغلق الباب خلفه بقوة فتحدثت رنا.... انت لسه شوفت حاجة اصبر عليا بس.
************************
توجه جاسم لمكتبه فوجد عدي ينتظره هناك
جاسم بغضب ... في حاجة يا عدي.
عدي.... لا أهدي كدا أنا عايزك هادي خلاص ، واتعامل معاها ببرود تام مهما حاولت تستفزك
بص عايزك لوح تلج ، بلاش تسرع علشان الفرصة مضعش منك.
جاسم بغيظ .... لوح تلج مع المخلوقة دي!!! ، أقول أي مش فاكراني ، الهانم مش فاكرة جوزها.
عدي بضحك..... بصراحة الله يكون في عونك دي مش ناوي على خير أبدا.
جاسم بغيظ .... بتضحك!!! ليك حق اضحك يا خويا ، سرعان ما ضحك جاسم هو الآخر.... هههههه والله طول عمرى بقول عليها مجنونة ، بس علي مين إن كانت هي مجنونة فأنا اجن منها هتشوفى يارنا.
عدي.... طيب استأذن أنا وانتوا بقي ولعوا في بعض بس بعيد عني ، سلام يا صاحبي.
جاسم.... سلام.
بدأ جاسم العمل على المشروع المشترك بينه وبين رنا.
في مكان آخر مظلم في الشركة ، نجد شخص مجهول يتحدث في الهاتف مع ...
مجهول١.... ايو يا هانم ، متأكدة انها هي ؟
مجهول ٢.... ممكن تكون واحدة بنفس الاسم مش شرط تكون هي.... لحظة أنا هبعتلك صورة للبنت اللي أنا اقصدها.... ها وصلت!!
م١........ لحظة يا هانم ألقت نظرة على الصورة ثم تحدثت
ايو يا هانم نفس البنت اللي في الصورة
م٢..... تمام خدي بالك منهم كويس اووي ، وعايزة كل حاجة بتحصل معاهم ، فاهمة؟!
م١.... أكيد يا هانم، مضطرة أقفل دلوقتي ولو في جديد هتصل بيكي على طول.
م٢.... تمام
اغلق الهاتف وتأكدت من عدم رؤيتها ، وتوجهت لعملها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انقضي اليوم الأول لوجود رنا في الشركة وغادرت للإستعداد للعشاء ، حاولت رنا قدر الإمكان تجاهل جاسم حتي تستطيع إتخاذ القرار المناسب بشأن حياتها القادمة.
••••••••••••••••••••••••••
عاد أحمد إلي المنزل فوجد فريدة بانتظاره فأسرعت إليه قائلة بلهفة...
ها قولي أي اللي حصل النهاردة ؟!
أحمد.... محصلش حاجة الإتنين ابرد من بعض.
فريدة... طيب رنا هتشتغل مع جاسم ؟!
أحمد.... ايوا
فريدة..... اوووف ، طيب هنعمل ايه دلوقتي.
أحمد... متشغليش بالك إنتي أنا اللي هتصرف معاهم من هنا وجاي.
فريدة باستغراب ... انت خارج تاني !!
أحمد.... ايوا عندنا عشا عمل لتوقيع العقود وطبعا لازم أكون موجود.
فريدة.... بس جاسم لسه مرجعش!!
أحمد.... جاسم هيغير في الشركة
فريدة أوك ..... آه صحيح بكرة هشوف أدهم في النادي ، أي رأيك تيجي معايا ؟!
أحمد بابتسامة..... أكيد طبعا
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧
تألق جاسم بحلي سوداء من افخم ما يكون ، فكان عنوانا للوسامة.
اصطحب عدي ندي برفقته ولم يخبرها عن السبب ، فحاولت الاعتراض من أجل رنا الصغيرة فرفض عدي ذلك فرضخت للامر وذهبت برفقته
فتألقت بفستان من اللون الأزرق فكانت رائعة بينما تألق عدي بحلي زرقاء اللون فكانوا رائعين جدا بطالتهم المتماثلة.
وصل عدي برفقة ندي أولا تبعه جاسم ،استغراب جاسم من وجود ندي ولكن سرعان ما أدرك الأمر
جاسم بابتسامة.... منورة يا مدام ندي
ندي.... ميرسي يا جاسم
جاسم.... مش كنتي جبتي رنا الصغيرة معاكي.
تحدث عدي هذه المرة وهو يغمز له.... كفاية عليك رنا الكبيرة.
ندي باستغراب.... انتوا بتكلموا على مين!!
جاسم ... دلوقتي ت......
لم يستطع جاسم إكمال حديثه عندما وجد رنا قادمة إليهم..
عدي .. مالك يا جاسم .
لم يستطع جاسم الحديث من الصدمة فنظر عدي باتجاه المدخل فوجد رنا قادمة إليهم . ترتدي فستان سهرة طويل من الستان الأسود
في موديل راقي بتصميم من الدانتيل الأسود يأخذ شكل قلب بمنطقة الصدر ، أما عن الجزء السفلي فهو قصير من الأمام مع كرانيش منهدلة من وسط الخصر .
وصففت شعرها وتركته منسدلا فكانت غاية في الروعة والجمال فلم يستطع جاسم إبعاد عينه من عليها...
أفاق جاسم علي صوت رنا
رنا برقة.... مساء الخير ، آسفة علي التأخير
انتبهت ندي لصوت جيدا فلم تصدق ما تسمع فالتفت تجاه مصدر الصوت فتحولت نظراتها لصدمة وتحدثت بدون وعي رنا
وتلاقت عيناهم...... لتفتح لها رنا ذراعيها غير مصدقة.....
ان رنا أمامها وبكت ندي وهي تضمها بقوة
تعرفي علي قد زعلي منك بس إنتي وحشتيني اوووي
رنا ببكاء .... وإنتي كمان وحشتيني اوووي
جلست ندي بجانب رنا قائلة.... عايزة أعرف أي اللي حصل معاكي من يوم ما سافرتي لغاية النهاردة.
ابتسمت رنا قائلة.... أكيد طبعا لينا قاعدة لازم أعرف حاجات كتير اوووي ونظرت تجاه عدي
ندي... أوك
فتحدث عدي قائلا.... رنا بحالها اهي يا ستي مش رقم تلفونها بس..
ندي بامتنان ... بجد شكرا يا عدي
تحدثت رنا مع ندي وعلمت أن رنا ستظل هنا لمدة أربعة شهور.
اما عدي فحاول تهدئة جاسم فيبدو أن رنا قد بدأت الحرب مبكرا فاستخدمت سلاح الغيرة ،
فجاسم سَيُجن من الغيرة فكانت جميلة بطريقة لا توصف.
عدي ..... أهدى يا جاسم مش كدا
جاسم بغضب.... انت مش شايف الهانم لابسة أي
عدي..... معلش اهدي كدا وعدي السهرة علي خير ، مع إن مش بيان خلاص انها هتعدي
قطع حديثهم قدوم أحمد العمري يسير بهدوء ووقار فوقع نظره على جاسم فرأي نظراته الغضب تجاه رنا فعلم أنه حبه لرنا كان حقيقي
فعزم على تنفيذ ما يجول في خاطره ولكن يجب التأكد من مشاعر رنا هي الآخري.
انقضت السهرة سريعا فبعد توقيع العقود انضمت رنا لندي وظلوا يتحدثون عما حدث في السنوات الأخيرة ، فعلمت رنا بأن ندي لديها فتاة لم تتجاوز الثانية من عمرها إسمها رنا فهكذا سماها جاسم ، كما أخبرتها رنا عما حدث معها فاخبرتها ما حدث معها ولم تذكر شئ عن أدهم ، أما جاسم فلم يغفل ثانية واحدة عن رنا فكان يري نظرات الإعجاب من كل ما يراها من حولها فتمني أن تنقضي الليلة سريعا دون أن يتسبب في قتل أحدهم.
استأذن عدي وندي للمغادرة من أجل الصغيرة فقرر الجميع الرحيل، فعرضت ندي علي رنا إيصالها فرفضت حتي لا تتأخر علي الصغيرة أكثر من ذلك
فطلب أحمد من جاسم إيصال رنا إلي منزلها فحاولت رنا الرفض ولكن لم تنجح فاضطرت إلي الذهاب برفقته ،
***************************
انقضت رحلة العودة إلي منزلها في سكوت تام فلم يتفوه أحد منهم ولو بكلمة واحدة غير سؤال جاسم عن العنوان فكان بطريقه للمنزل
بعد قليل وصل جاسم الي منزل رنا فشكرته رنا ثم توجهت إلي المنزل ، تبعها بعينه حتي تأكد أنها أصبحت بداخل المنزل ثم غادر الي منزله
دلفت رنا الي الداخل فوجدت أدهم لا يزال مستيقظا برفقة سلمي فالقت تحية المساء ...
رنا باستغراب..... أدهم!! حبيبي لسه صاحي لحد دلوقتي ؟!
أدهم.... مامي أنا حبت هنا اوووي وتيته سلمي حكتلي عن حاجات كتير اوووي هنا أنا عايز أشوفها.
رنا بإبتسامة لحماس ابنها ..... اممم حاجات زي أي!!!
أدهم بطفولية .. كتير يا مامي ،و إنتي عارفاهم
ضحكت رنا بخفة.... حاضر يا حبيبي، بس دلوقتي علي النوم بسرعة
أدهم....احكلي حدوتة الأول.
رنا..... أوك يلا
فوجهت حديثه لسلمي.... اومال ملك فين ؟!
سلمي .... في اوضتها بتقرأ كتاب
رنا.... تمام هطلع أشوفها الأول وبعدين أشوف أدهم.
سلمي.... ماشي يا حبيبتي ، أنا هطلع انام عايزة مني حاجة
رنا..... تسلمي يا طنط
سلمي.... يلا يا حبيبتي تصبحي على خير
رنا..... تلاقي الخير
توجهت رنا لغرفة ملك فوجدتها تقرأ كتاب فهذه الصغيرة أحيانا تشعر كأنها أكبر من عمرها فهي تحب القراءة كثيرا وتقرأ كتب غير مناسبة لعمرها فهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها ومع ذلك تقرأ كتب كثيرة سواء معلومات عامة او غيرها .
رنا.... حبيبتي لسه صاحية لحد دلوقتي ليه ؟!
ملك.... انتي رجعتي امتي من بره ؟!
رنا.... لسه دلوقتي ، ها عجبك الجو هنا ولا باريس أحلي ؟
ملك... أكيد باريس أنا عارفها كويس بس هنا لا معرفش حاجة بس أنا حبت هنا اوووي أكتر من باريس في حاجة هنا موجودة مش موجودة في مكان تاني عارفة هنا في محبة بين الكل ، الكل بيساعد بعضه ، من غير مقابل.... عارفة وإحنا في الطريق في واحد وقع الناس كلها راحت تشوفه والكل عايز يساعده ، وكمان الجو جميل جدا.
رنا بإبتسامة .... طبعا يا حبيبتي دي مصر، مبسوطة يا قلبي إنك ارتاحتي هنا .
ملك..... تعرفي يارنا كان نفس اجي هنا اوووي من زمان ثم اكملت بتوجس رنا!!
رنا.... نعم يا حبيبتي
ملك بحزن ..... ممكن نبقي نروح بيت بابا عايزه أروح هناك لو سمحتي.
لمعت الدموع بعين رنا.... أكيد يا حبيبتي نظبط أمورنا ونروح سوا ها موافقة ؟!
ملك.... طبعا...... وعايزة انام في حضنك زي زمان.
حضنتها رنا بقوة.... بس كدا حبيبة قلبي تؤمر وأنا أنفذ يلا نروح لأدهم ونام سوا
ملك بتذمر.... بس أنا إللي هنام في حضنك
رنا........ حبيبة قلبى بتغير من أدهم معقول!!!!
ملك..... مش بغير بس هو بينام في حضنك كل ليلة وأنا لا
رنا..... اممم مش إنتي اللي عملتي نفسك كبيرة عايزة تنامي لوحدك ، أدهم بقي ذنبه أي
ملك بغيظ .... ماشي بس أنا عايزة انام في حضنك كمان.
رنا بجدية فهي استشعرت غيرة ملك من أدهم .... حبيبة قلبي إنتي وأدهم عندي واحد ، صحيح هو إبني بس إنتي كمان بنتي قبل ما تكوني أختي ، وأنا عمري ما فرقت بين أي حد فيكوا.
ملك.... عارفة يا روني ، إنتي احلي أخت وام في الدنيا كلها.
رنا.... طيب يلا زمان أدهم مستني الحدوتة
ملك بتذمر.... كمان!! لسه في في حدوتة.
رنا كبرتي علي الحدوتة ولا أي ؟!
ملك.... طبعا كبرت
ذهبت رنا برفقة ملك غرفتها فوجدت أدهم بانتظارها
أدهم بتذمر..... مامي اتأخرتي ليه ؟!!!
رنا.... أنا جاية أهو يا حبيب قلبي ، هغير بس وننام كلنا سوا
أدهم بغيرة..... هي ملك هتنام معانا!!!
رنا.... ياربي ، ايو يا حبيبي
أدهم.... أنا إللي هنام في حضنك مش هي
ملك.... لا أنا إللي هنام في حضنك.
رنا.... لا!! أنا لوفضلت ثانية كمان هتجنن ، انتوا الاتنين هتناموا في حضني ارتاحوا بقي.
ذهبت رنا لابدال ملابسها فاستمعت لصوت شجار أدهم وملك علي من سينام بحضنها
فملك تغير من أدهم وأدهم يغير من ملك ، عليها إيجاد حل لهذه المشكلة.
خرجت رنا وابدلت ملابسها ونامت في المنتصف وبجانبها ملك وأدهم كل منهم من جهة.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في الصباح
استيقظت رنا علي رنين هاتفها فوجدت المتصل زياد فأجابت
رنا.... ايوا يا زياد في حاجة ؟
زياد بعصبية.... رنا إنتي فين ؟
رنا باستغراب لعصبيته الزائدة...... أنا في القاهرة عندي شغل.
زياد بجنون.... سافرتي علشان الشغل ولا علشان ترجعي لحبيبك!!
استغربت رنا من حديثه فخرجت للحديث معه بالخارج حتي لا يستيقظ أدهم او ملك
رنا بعصبية... زياد انت اتجنيت ، ثم انت مين ادك الحق تكلمني بالطريقة دي ؟!
زياد بغضب..... مش قصدي بس اتنرفزت لما عرفت إنك سافرتي من غير ما تقوليلي.
رنا بعصبية... وإنت مين علشان أقولك ؟! اسمع يا زياد لحد هنا واستوب مش هسمحلك تكلمني بالطريقة دي مرة تانية فاهم ولا لا؟!
زياد... رنا انتي عارفة إني بحبك علشان كدا اتعصبت لما عرفت إنك سافرتي.
رنا.... أظن إننا اتكلمنا في الموضوع دا قبل كدا وإنت عرفت رأيى فيه فلغاية هنا وخلص الكلام من هنا ورايح كلامك معايا يبقي بحدود فقاطعها قائلا ......رنا
رنا بحزم.... مدام رنا يا استاذ زياد أظن رسالتي وصلت سلام
أغلقت رنا الهاتف بغضب فوجدت يد توضع على كتفها فالتفتت وجدتها سلمي
سلمي بقلق... مالك يا حبيبتي في أي
رنا بضيق.... مفيش يا طنط ، بس زياد اتخطي حدوده وبقي يتدخل في كل حاجة ، أنا فكرت إنه محتاج وقت يستوعب رفضي الجواز منه بس لا واضح إن الموضوع زاد عن حده ولازم ينتهي لغاية هنا
سلمي بضيق.... أنا أصلا مش برتاح للبني ادم دا وحذرتك منه ، المهم احذري منه وخلاص.
رنا... أكيد يا طنط
سلمي بتذكر....صحيح هنقابل فريدة النهاردة في النادي عايزة تشوف أدهم.
رنا.... مفيش مشكلة يا طنط خدي ملك معاكي وحاولي تتكلمى معاها لأنها بتغير من أدهم ، وادهم بيغير منها.
سلمي.....معلش يا حبيبتي ، المهم أخبار شغلك أي
رنا بضحك..... كويس ياطنط.
سلمي.... ومالك بتضحكي ليه
رنا..... أصل افتكرت نظرات جاسم ليا إمبارح كان فاضل شوية و يقتلني .
سلمي..... وناوية علي أي.
رنا.... ولا حاجة خلي كل حاجة بظروفها.
سلمي... إنتي حرة ،هروح احضر الفطار .
اتجهت رنا لغرفتها للاستعداد للذهاب الي العمل فوجدت ملك استقيظت وأدهم لا يزال نائما.
رنا وهي تقبل ملك من وجنتها.... صباح الخير يا لوكا
ملك بنعاس.... صباح النور ، هتروحي الشغل دلوقتي
رنا.... آه يا حبيبتي ، عايزة حاجة ؟!
ملك... لا يا حبيبتي ، هروح اوضتي سلام
رنا..... سلام
انهت رنا ارتدي ملابسها واستعدت للذهاب إلي
العمل فوجدت أدهم لا يزال نائما فقبلت وجنته ودثرته جيدا بالغطاء واتجهت إلي عملها.
عند زياد أغلق الهاتف بعصبية شديدة فدمر كل شئ من حوله فتحدث قائلا بنبرة مليئة بالحقد
زياد.... انا صبرت عليكى كتير اووي إن يجي يوم وتحسى بيا بس لا مش هسمح إنك تهدي كل خططي برجوعك مصر
ثم رفع هاتفه وهاتف شخص ما...
زياد..... عايزك تراقب رنا كويس اوووي كل تحركاتها تكون معروفة واعرفلي مين كان جوزها.... لغاية ما أوصل لعندك.
زياد.... لا يارنا لو مش هتكوني ليا مستحيل تكوني لغيري مهما حصل حتي لو اضطريت اقتلك!!!
*****************
عند جاسم
استقيظ من نومه وفعل روتينه اليومي واستعد لمواجهة أخري مع محبوبته العنيدة
نزل إلي الأسفل فوجد والديه يتناولون طعام الافطار...
جاسم... صباح الخير يابابا ، صباح الخير يا ماما .
أحمد... صباح النور
فريدة .... صباح النور يا حبيبي تعال افطر يلا
جاسم.... هفطر في الشركة ياماما ،حضرتك مش جي الشغل يابابا ؟!
أحمد...لا عندي شغل مهم برة الشركة
جاسم.... تمام... امشي أنا بقي سلام
أحمد وفريدة... سلام
انتظرت فريدة خروج جاسم فتحدثت قائلة
مش هنقول لجاسم على أدهم.
أحمد.... الأفضل رنا هي تقوله
فريدة.... رنا عنيدة وأكيد مش هتقوله دلوقتي.
احمد......سيبيهم يتصرفوا مع بعض ولو الأمور خرجت عن السيطرة هدخل ساعتها
انهي أحمد وفريدة تناول الافطار وتوجهوا سويا النادي لمقابلة حفيدهما الغالي.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وصلت سلمي برفقة ملك وأدهم إلي النادي فاتجهت سلمي إلي أحد الطاولات وجلست تقرأ أحد الكتب ، بينما توجه أدهم برفقة ملك إلي قسم الأطفال ليمرحوا قليلا.
بعد قليل أتت فريدة برفقة أحمد فذهبت باتجاه سلمي...
فريدة وهي تحتضنها .... سلمي وحشتيني اوي
سلمي....... وإنتي كمان وحشتيني اوي .
فريدة.... دا أحمد العمري جوزي
سلمي... تشرفنا يا أحمد بيه
فريدة.... ودي بقي يا أحمد سلمي صاحبتي من زمان.
أحمد... أهلا وسهلا.... فنظر حوله فلم يجد أحد برفقتها ، لاحظت سلمي نظراته فتحدثت بهدوء.... بيلعب في قسم الأطفال
فريدة.... وحشني اووي القمر دا ، صدقني يا أحمد لو شوفته عمرك ما هتكون عايز تسيبه.
جلس أحمد وفريدة برفقة سلمي وبعد قليل اتي أدهم برفقة ملك ، فتفاجأ أدهم من وجود فريدة فجري باتجاها
أدهم... تيته فريدة ، إنتي جيتي
حضنته فريدة.... وحشتني اوووي يا أدهم
أدهم.... وإنتي كمان يا تيته.
فريدة.....شوف يا أدهم مين عايز يشوفك ؟!
دا جدو أحمد.
أدهم.... جدو أحمد
اتجه أحمد الي الصغير ينحني أمامه ويقبل يده : حبيب جدو أدهم
انتهبت فريدة لملك الواقفة تتابع ما يحدث أمامها وقد لمعت الدموع بعينها فذهبت إليها فريدة وتحدثت معها بحنان.... أكيد إنتي ملك مش كدا ؟!
ملك.... ايو
فريدة... المرتين اللي فاتوا معرفتش نتكلم كويس أي رأيك نتكلم شوية مع بعض
ملك.... نتكلم في أي ؟! توجهت فريدة للجلوس برفقة ملك بعيدا عن أدهم
فريدة.... إنتي أي رأيك نتكلم في أي ؟!... آه تعرفي إني كنت أعرف مامتك، كانت صاحبتي
اووي ، كنا تقريبا أكتر من الاخوات مامتك كانت حلوة اوى .
ملك بدموع.... عارفة أحيانا رنا بتحكي عنها كتير وطنط سلمي بتقول إن رنا زي ماما في حنانها علي الكل ، رنا دي احلي اخت في الدنيا
فريدة بحنان .... عارفة يا حبيبتي بس تعرفي أنا كان نفسي يكون عندي بنت اوووي
أي رأيك تسيبك من رنا وتخلينا أصحاب مع بعض كدا وتعتبرينى زي مامتك بالظبط
اتفقنا؟!
ملك بتردد.... بس رنا
فريدة..... سيبك من رنا وقوليلي موافقة ؟
اومت ملك برأسها فحضنتها فريدة ومسحت دموعها يلا نروح لأدهم ؟!
ملك.... يلا .
كانت سلمي متجهة لرؤية ملك فوجدت فريدة معها فاستمعت لحديثها فأطمئن قلبها فكما حصل أدهم علي عائلة وجدت ملك عائلة هي الاخري.
قضي أدهم اليوم برفقة جده يلعبون ويمزحون سويا حتي حل المساء وغادروا علي وعد باللقاء في نفس الموعد من كل أسبوع
********************
مضي أسبوعين علي عمل رنا برفقة جاسم لم يحدث فيهم شئ جديد ، فكانت رنا التجاهل سيد الموقف بينهم فكان كل التعاملات تتم عن طريق مدام ريهام حتي اتي اليوم وقرر جاسم إنهاء الأمر فذهب لرنا ليتحدث معها
كانت رنا تعمل علي بعض الملفات حين دلف جاسم للمكتب قائلا بغضب
"لحد امتي هنفضل كدا "
رنا ببرود .... كدا إزاي يعني!!!!
جاسم..... اقصدي التجاهل والبرود اللي بنتعامل بيه مع بعض.
رنا..... والمفروض أعمل إيه يعني!!!
جاسم.... أنا عندي إقتراح
رنا..... أي هو ؟!
جاسم.... خلينا ننسي اللي فات ونبدأ صفحة جديدة مع بعض.
رنا..... مش فاهمة قصدك
جاسم.... قصدي أننا نتعامل مع بعض كأن دا أول تعامل بينا ونشوف الدنيا هتروح بينا فين.
رنا.... لا طبعا مش موافقة.
اقترب جاسم منها قليلا حتي أصبح أمامها مباشرة فتحدث بهمس.... ليه خايفة تقعى في حبي من تاني ولا اي ؟!
توترت رنا من قربه منها بهذا الشكل فتحدثت بارتباك.... لا طبعا مش كدا
جاسم.... اومال أي إلا لو مكنتيش خايفة.
رنا بعصبية فقربه منها بهذا الشكل يوترها كثيرا... لا مش خايفة ،وابعد شوية
جاسم بخبث .... اثبتيلي إنك مش خايفة
رنا بعصبية .... تمام موافقة
جاسم بانتصار.... تمام ثم مد يده قائلا جاسم العمري ,28سنة زي ما إنتي شايفة وسيم والبنات هتموت علشان نظرةمني.
فرفعت رنا أحد حاجبيها قائلة لا والله ودي مكتوبة في البطاقة ولا أي.
جاسم.... لا طبعا بس أعمل إيه المعجبين كتير اووي
رنا ببرود.... أوك لو معندكش حاجة تقولها اتفضل على مكتبك
عبرت من جانبه متجهة لمكتبها عندما جذبها جاسم من يدها بقوة فسقطت بين احضانه فتحدث قائلا..
بس قلبي وعقلي مع بنت واحدة وبس ، أنا مش بحبها بس أنا بعشقها ،ونفسي تديني فرصة تانية علشان أقولها إني بعشقها نفسي أعيش إللي فاضل معاها وبس
تاهت رنا برومادية عيناه التي تنبض بالعشق الجارف لها فرأت صدق حديثه فتحدثت بدون وعي
رنا بحب.... جاسم!!
انت جرحتني اووي ياجاسم وظالمتني كتير.
جاسم بعشق..... ياهااااه يارنا أخيرا قولتيها تعرفي أنا مستني أسمع إسمي منك من يوم ما شوفتك ، صدقيني يا عمري كان غصب عني أنا من يوم ما سافرتي وأنا بتعذب بس كفاية لغاية كدا خلينا نرجع لبعض واوعدك إني هعوضك عن كل دمعة نزلت بسببي ، بس إديني فرصة تانية
رنا بهيام.... فرصة واحدة ، واحدة وبس يا جاسم لو خذلتني مفيش مرة تانية
جاسم بلهفة.... أوعدك ياقلبي أنا مش هخذلك أبدا
فضمها إليه بقوة لتسمع دقات قلبه النابض بالعشق من أجلها فقط. فهي ملكته التي احتلت عرش قلبه لسنوات عديدة فمعها تعلم أبجديات العشق والغرام فكان للحب سلطان وكانت هي ملكته فأصبح حبهم عبارة عن عشق وجزاء .
تاهت رنا بين احضانه فكأن العالم توقف من حوالها اما جاسم فشعر بأنه أُعيد للحياة مرة أخرى بعودة محبوبته إليه ظل هكذا فترة من الزمن حتي أستمع لصوت طرقات على الباب فانتفضت رنا بين ذراعيه ودفدعته بقوة بعيدة عنها وقد بدأ وجهها بالتحول للون الأحمر من شدة الخجل ، أستغرب جاسم كثيرا من تصرفها فاقترب منها مرة أخرى ولكن منعه دخول عدي فزفرت رنا بارتياح أما جاسم فتحدث بعصبية.... عايز أي يا عدي
أستغرب عدي من عصبية جاسم الزائدة .... مالك يا جاسم في أي ؟!
جاسم.... اخلص يا عدي ؟!
أما عدي فبنظرة واحدة الي تلك التي تموت من الخجل ففهم الأمر فتحدث بخبث... مفيش بس واضح إنكوا مشغولين اووي علشان كدا نسيتوا الإجتماع.
جاسم.... اوبس، نسيت خالص حكاية الإجتماع فنظر إلي ساعته وقال طيب روح انت وانا هحصلك
عدي بخبث .... لا يا عم أبوك هيموتني لو رجعت من غيرك يرضيك اموت يعني ورنا الصغيرة تتحرم من أبوها
جاسم... عدي!! روح وأنا جاي وراك
عدي...... أوك
توجه عدي للخروج فانتظر جاسم خروجه
كاد أن يتحدث ولكن قاطعته رنا
رنا....جاسم
جاسم بحب..... عيونه
رنا ببرود..... بره
جاسم بصدمة.... نعم!!!!!
حاولت رنا الا تضحك وتحدثت بجدية مصطنعة... بقولك بره !!!
ضرب جاسم كفا بكف الله يخربيتك ياعدي ضيعت سحر اللحظة أهي رجعت للبرود من تاني.
فأشارت رنا بيدها ناحية الباب فخرج جاسم يكتم غيظه منه ويتوعد لعدي.
انفجرت رنا ضاحكة .... دي بس البداية يا جاسم ، لسه هتشوف كتير.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تحسنت علاقة جاسم برنا تدريجيا فأصبح التعامل مباشر بينهم بالعكس فكان جاسم يستغل كل فرصة لرؤيتها ، كانوا يقضون معظم أوقاتهم معا سوا في العمل أو تناول الغداء حتي جاسم أصبح يوصلها إلي منزلها يوميا. فكان لا يفوت فرصة لتعويضها عما سببه لها ، فشعرت رنا بصدق مشاعره وحبه الواضح للجميع ، حاولت رنا كثيرا إخبار جاسم بأمر أدهم ولكن بكل مرة كان يحدث شئ ولا تخبره ،بالبداية خافت كثيرا من رد فعله وربما عدم تقبله للصغير ولكن حنان جاسم وحبه بالتعامل مع رنا الصغيرة جعلها تدرك أنها حرمت أبنها من حنان والده وحبه الشديد .
أصبح علاقة أدهم بجده قوية للغاية خاصة وأن الصغير يمتلك صفات كثيرة مشتركة بينه وبين جده.
تفاجأ أحمد من طلب الصغير ذات مرة أنه يريد تعلم الخيل لأن والدته ترفض ذلك وتخبره أنه مازال صغير ، فعلم أن الصغير ورث حب الفروسية منه ومن والده فقرر تدريبه بشرط عدم إخباره رنا بالأمر.
سعد الجميع بالتطور الواضح في علاقة جاسم برنا كثيرا ولكن بقي عدم معرفة جاسم بشأن أدهم فكان الجميع يخاف من رد فعله إذا علم بالأمر مصادفة فالجميع أصبحوا يعلمون بحفيد العمري حتي عدي وندي.
قرر جاسم إخبار رنا بأنه يريدها زوجته مرة أخرى ولكن هذه المرة أمام الجميع ولكن هناك من يخطط لهدم هذه السعادة فأصدر القرار لتنفيذ الخطوة الأولى من خطة الانتقام
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بدأ جاسم بتجهيز مفاجأة لرنا فأصبح يتجنبها
لا يفسد خطته .
في صباح يوم جديد قررت رنا إخبار جاسم بأمر أدهم مهما حصل فبعد حديثها الأخير مع أحمد العمري الذي أخبرها بضرورة معرفة جاسم بالأمر لأنه بدأ يشك في الأمر .
لذا توجهت لمكتبه فلم تجد السكرتيرة بالخارج فتوجهت للداخل فانصدمت مما رأت فصدمتها اعادتها لنقطة البداية مرة أخرى في علاقته مع جاسم فلم تكن تتخيل أن هذا ممكن يحدث أبدا
عشق وجزاء
لا يستطيع أي إنسان مهما حاول الهروب من قدره، دائما ما ستجد خيوطه تحيط بك من كل إتجاه لتعيدك لقدرك المحتوم.
تفاجأ جاسم وعدي من دخول رنا المفاجئ فتحولت ملامحهم الي الصدمة الشديدة ، ولكن لم تدم كثيرا حين تحدث والده بثقة
"اهلا بيكي في مجموعة العمري يا مدام رنا " ثم قام لمصافحتها
حاولت رنا أن تخفي ارتباكها وتحدثت بثقة
" أهلا بيك أحمد بيه، شرف كبير أني أشتغل مع مجموعة العمري مرة تانية "
أحمد بإبتسامة..... بس المرة دي إنتي مش موظفة هنا دلوقتي بقيتي سيدة أعمال ناجحة.
رنا.... ميرسي جدا يا فندم دي شهادة أعتز بها
أحمد..... بجد إنتي حققتي نجاح مبهر في فترة صغيرة جدا وعملتي إسم في عالم الإقتصاد....
رنا... متشكرة جدا يا أحمد بيه
كان جاسم في عالم آخر لا يصدق أن رنا أمامه الآن ، فيبدو أن القدر أعطاه فرصة أخري ، لإعادة محبوبته إليه فعليه أن يستغلها جيدا.
أفاق من شروده عندما إستمع لصوت والده ينادي عليه
أحمد باستغراب..... مالك يا جاسم بنادي عليك من الصبح.
جاسم.... آسف يابابا سرحت شوية ، حضرتك عايز مني حاجة.
أحمد بخبث.... لا دا أنا هعرفك علي رنا ، ثم وجه حديثه لرنا قائلا....
أكيد يا رنا فاكرة جاسم وعدي.
نظرت إليه فوجدت عيناه المتعلقة بها فتحدثت ببراءة مصطنعة.... بصراحة مش فاكرة!!!
كان عدي يحاول جيدا ألا يضحك ولكن عندما إستمع لحديث رنا الآخر حتي انفجر ضحكا فكتم ضحكته عندما رأى نظرات جاسم الغاضبة ، حاول أحمد ألا يضحك هو الآخر حتي لا يفسد خطته فسأل عدي باستغراب مصطنع..... مالك يا عدي أي إللي بيضحك كدا
عدي.... لا عمي مفيش بس بصراحة افتكرت حاجة كدا ، .... طبعا يا مدام رنا حضرتك مش فاكراني فمد يده قائلا.... عدي الشامي صاحب جاسم
رنا..... أهلا يا أستاذ عدي
عدي..... أستاذ أي بقي أنا عدي وخلاص.
أحمد..... تمام يارنا شغلك الفترة الجاية هيكون مع جاسم ، أتمني ميكنش عندك اعتراض.
رنا ..... أكيد لا طبعا
أحمد..... أوك ، ثم وجه حديثه لجاسم
جاسم وري رنا مكتبها
جاسم بغيظ... حاضر يا بابا
اتفضلي يا آنسة رنا
رنا ببرود ..... مدام لو سمحت
جاسم بغيظ.... اتفضلي يا مدام
رحلت رنا برفقة جاسم وعلي وجهها إبتسامة خفيفة، انتظر عدي خروج جاسم فتحدث قائلا
" هي رنا بجد هتشتغل هنا "
أحمد ابتسامة " انت شايف أي
عدي.... لا أنا شايف حاجة تانية.
ثم تحدث بهمس واضح إن الأيام الجاية هتبقي عسل "
بتقول حاجة يا عدي
عدي..... لا يا عمي بعد إذنك هروح اشوف شغلي
أحمد.... اتفضل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
توجهت رنا برفقة جاسم لمكتبها فكان مكتبها بجوار مكتب جاسم، دلفت الي الداخل فوجدت سيدة في نهاية العشرينات من عمرها
جاسم .... دي مدام ريهام هتبقي مديرة مكتبك من النهاردة
ثم وجه حديثه لريهام قائلا....
ودي مدام رنا المسئول عن المشروع المشترك بيني وبين الشركة الفرنسية .
ريهام..... تشرفت بمعرفتك يا فندم
رنا...... ميرسي جدا
أشار جاسم بيده لباب مغلق في نهاية الغرفة المكتب من هنا ، دلفت رنا ببرود برفقة جاسم الي الداخل سرعان ما تحول إلى إعجاب عندما وجدت مكتبها من الداخل مصمم بطريقة رائعة وفخمة
تحدث جاسم بهدوء.... اتمني المكتب يكون عجبك.
رنا.... حلو اوووي ، ميرسي جدا تعبتك معايا.
جاسم بسخرية..... تعب أي دا ولا حاجة ، بس أنا شايف إنك الحادثة مش خطيرة علشان تفقدي الذاكرة وتنسي اسمي بس.
رنا..... نعم!!!!
جاسم.... مالك مستغربة كدا ليه ؟! مش إنتي مش فاكراني ، بس بصراحة أول مرة أعرف إن ذاكرتك ضعيفة علشان تنسني في أسبوع.
رنا.... أظن إني قولتلك إنك مش موجود في حياتي ، وبعدين أنا حرة، وياريت تتفضل علشان أشوف شغلي.
جاسم بغيظ.... أوك هخرج بس متنسيش إن في عشا عمل لتوقيع العقود .
خرج جاسم ترك رنا تبتسم علي غيظه فانتفضت حينما أغلق الباب خلفه بقوة فتحدثت رنا.... انت لسه شوفت حاجة اصبر عليا بس.
************************
توجه جاسم لمكتبه فوجد عدي ينتظره هناك
جاسم بغضب ... في حاجة يا عدي.
عدي.... لا أهدي كدا أنا عايزك هادي خلاص ، واتعامل معاها ببرود تام مهما حاولت تستفزك
بص عايزك لوح تلج ، بلاش تسرع علشان الفرصة مضعش منك.
جاسم بغيظ .... لوح تلج مع المخلوقة دي!!! ، أقول أي مش فاكراني ، الهانم مش فاكرة جوزها.
عدي بضحك..... بصراحة الله يكون في عونك دي مش ناوي على خير أبدا.
جاسم بغيظ .... بتضحك!!! ليك حق اضحك يا خويا ، سرعان ما ضحك جاسم هو الآخر.... هههههه والله طول عمرى بقول عليها مجنونة ، بس علي مين إن كانت هي مجنونة فأنا اجن منها هتشوفى يارنا.
عدي.... طيب استأذن أنا وانتوا بقي ولعوا في بعض بس بعيد عني ، سلام يا صاحبي.
جاسم.... سلام.
بدأ جاسم العمل على المشروع المشترك بينه وبين رنا.
في مكان آخر مظلم في الشركة ، نجد شخص مجهول يتحدث في الهاتف مع ...
مجهول١.... ايو يا هانم ، متأكدة انها هي ؟
مجهول ٢.... ممكن تكون واحدة بنفس الاسم مش شرط تكون هي.... لحظة أنا هبعتلك صورة للبنت اللي أنا اقصدها.... ها وصلت!!
م١........ لحظة يا هانم ألقت نظرة على الصورة ثم تحدثت
ايو يا هانم نفس البنت اللي في الصورة
م٢..... تمام خدي بالك منهم كويس اووي ، وعايزة كل حاجة بتحصل معاهم ، فاهمة؟!
م١.... أكيد يا هانم، مضطرة أقفل دلوقتي ولو في جديد هتصل بيكي على طول.
م٢.... تمام
اغلق الهاتف وتأكدت من عدم رؤيتها ، وتوجهت لعملها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انقضي اليوم الأول لوجود رنا في الشركة وغادرت للإستعداد للعشاء ، حاولت رنا قدر الإمكان تجاهل جاسم حتي تستطيع إتخاذ القرار المناسب بشأن حياتها القادمة.
••••••••••••••••••••••••••
عاد أحمد إلي المنزل فوجد فريدة بانتظاره فأسرعت إليه قائلة بلهفة...
ها قولي أي اللي حصل النهاردة ؟!
أحمد.... محصلش حاجة الإتنين ابرد من بعض.
فريدة... طيب رنا هتشتغل مع جاسم ؟!
أحمد.... ايوا
فريدة..... اوووف ، طيب هنعمل ايه دلوقتي.
أحمد... متشغليش بالك إنتي أنا اللي هتصرف معاهم من هنا وجاي.
فريدة باستغراب ... انت خارج تاني !!
أحمد.... ايوا عندنا عشا عمل لتوقيع العقود وطبعا لازم أكون موجود.
فريدة.... بس جاسم لسه مرجعش!!
أحمد.... جاسم هيغير في الشركة
فريدة أوك ..... آه صحيح بكرة هشوف أدهم في النادي ، أي رأيك تيجي معايا ؟!
أحمد بابتسامة..... أكيد طبعا
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧
تألق جاسم بحلي سوداء من افخم ما يكون ، فكان عنوانا للوسامة.
اصطحب عدي ندي برفقته ولم يخبرها عن السبب ، فحاولت الاعتراض من أجل رنا الصغيرة فرفض عدي ذلك فرضخت للامر وذهبت برفقته
فتألقت بفستان من اللون الأزرق فكانت رائعة بينما تألق عدي بحلي زرقاء اللون فكانوا رائعين جدا بطالتهم المتماثلة.
وصل عدي برفقة ندي أولا تبعه جاسم ،استغراب جاسم من وجود ندي ولكن سرعان ما أدرك الأمر
جاسم بابتسامة.... منورة يا مدام ندي
ندي.... ميرسي يا جاسم
جاسم.... مش كنتي جبتي رنا الصغيرة معاكي.
تحدث عدي هذه المرة وهو يغمز له.... كفاية عليك رنا الكبيرة.
ندي باستغراب.... انتوا بتكلموا على مين!!
جاسم ... دلوقتي ت......
لم يستطع جاسم إكمال حديثه عندما وجد رنا قادمة إليهم..
عدي .. مالك يا جاسم .
لم يستطع جاسم الحديث من الصدمة فنظر عدي باتجاه المدخل فوجد رنا قادمة إليهم . ترتدي فستان سهرة طويل من الستان الأسود
في موديل راقي بتصميم من الدانتيل الأسود يأخذ شكل قلب بمنطقة الصدر ، أما عن الجزء السفلي فهو قصير من الأمام مع كرانيش منهدلة من وسط الخصر .
وصففت شعرها وتركته منسدلا فكانت غاية في الروعة والجمال فلم يستطع جاسم إبعاد عينه من عليها...
أفاق جاسم علي صوت رنا
رنا برقة.... مساء الخير ، آسفة علي التأخير
انتبهت ندي لصوت جيدا فلم تصدق ما تسمع فالتفت تجاه مصدر الصوت فتحولت نظراتها لصدمة وتحدثت بدون وعي رنا
وتلاقت عيناهم...... لتفتح لها رنا ذراعيها غير مصدقة.....
ان رنا أمامها وبكت ندي وهي تضمها بقوة
تعرفي علي قد زعلي منك بس إنتي وحشتيني اوووي
رنا ببكاء .... وإنتي كمان وحشتيني اوووي
جلست ندي بجانب رنا قائلة.... عايزة أعرف أي اللي حصل معاكي من يوم ما سافرتي لغاية النهاردة.
ابتسمت رنا قائلة.... أكيد طبعا لينا قاعدة لازم أعرف حاجات كتير اوووي ونظرت تجاه عدي
ندي... أوك
فتحدث عدي قائلا.... رنا بحالها اهي يا ستي مش رقم تلفونها بس..
ندي بامتنان ... بجد شكرا يا عدي
تحدثت رنا مع ندي وعلمت أن رنا ستظل هنا لمدة أربعة شهور.
اما عدي فحاول تهدئة جاسم فيبدو أن رنا قد بدأت الحرب مبكرا فاستخدمت سلاح الغيرة ،
فجاسم سَيُجن من الغيرة فكانت جميلة بطريقة لا توصف.
عدي ..... أهدى يا جاسم مش كدا
جاسم بغضب.... انت مش شايف الهانم لابسة أي
عدي..... معلش اهدي كدا وعدي السهرة علي خير ، مع إن مش بيان خلاص انها هتعدي
قطع حديثهم قدوم أحمد العمري يسير بهدوء ووقار فوقع نظره على جاسم فرأي نظراته الغضب تجاه رنا فعلم أنه حبه لرنا كان حقيقي
فعزم على تنفيذ ما يجول في خاطره ولكن يجب التأكد من مشاعر رنا هي الآخري.
انقضت السهرة سريعا فبعد توقيع العقود انضمت رنا لندي وظلوا يتحدثون عما حدث في السنوات الأخيرة ، فعلمت رنا بأن ندي لديها فتاة لم تتجاوز الثانية من عمرها إسمها رنا فهكذا سماها جاسم ، كما أخبرتها رنا عما حدث معها فاخبرتها ما حدث معها ولم تذكر شئ عن أدهم ، أما جاسم فلم يغفل ثانية واحدة عن رنا فكان يري نظرات الإعجاب من كل ما يراها من حولها فتمني أن تنقضي الليلة سريعا دون أن يتسبب في قتل أحدهم.
استأذن عدي وندي للمغادرة من أجل الصغيرة فقرر الجميع الرحيل، فعرضت ندي علي رنا إيصالها فرفضت حتي لا تتأخر علي الصغيرة أكثر من ذلك
فطلب أحمد من جاسم إيصال رنا إلي منزلها فحاولت رنا الرفض ولكن لم تنجح فاضطرت إلي الذهاب برفقته ،
***************************
انقضت رحلة العودة إلي منزلها في سكوت تام فلم يتفوه أحد منهم ولو بكلمة واحدة غير سؤال جاسم عن العنوان فكان بطريقه للمنزل
بعد قليل وصل جاسم الي منزل رنا فشكرته رنا ثم توجهت إلي المنزل ، تبعها بعينه حتي تأكد أنها أصبحت بداخل المنزل ثم غادر الي منزله
دلفت رنا الي الداخل فوجدت أدهم لا يزال مستيقظا برفقة سلمي فالقت تحية المساء ...
رنا باستغراب..... أدهم!! حبيبي لسه صاحي لحد دلوقتي ؟!
أدهم.... مامي أنا حبت هنا اوووي وتيته سلمي حكتلي عن حاجات كتير اوووي هنا أنا عايز أشوفها.
رنا بإبتسامة لحماس ابنها ..... اممم حاجات زي أي!!!
أدهم بطفولية .. كتير يا مامي ،و إنتي عارفاهم
ضحكت رنا بخفة.... حاضر يا حبيبي، بس دلوقتي علي النوم بسرعة
أدهم....احكلي حدوتة الأول.
رنا..... أوك يلا
فوجهت حديثه لسلمي.... اومال ملك فين ؟!
سلمي .... في اوضتها بتقرأ كتاب
رنا.... تمام هطلع أشوفها الأول وبعدين أشوف أدهم.
سلمي.... ماشي يا حبيبتي ، أنا هطلع انام عايزة مني حاجة
رنا..... تسلمي يا طنط
سلمي.... يلا يا حبيبتي تصبحي على خير
رنا..... تلاقي الخير
توجهت رنا لغرفة ملك فوجدتها تقرأ كتاب فهذه الصغيرة أحيانا تشعر كأنها أكبر من عمرها فهي تحب القراءة كثيرا وتقرأ كتب غير مناسبة لعمرها فهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها ومع ذلك تقرأ كتب كثيرة سواء معلومات عامة او غيرها .
رنا.... حبيبتي لسه صاحية لحد دلوقتي ليه ؟!
ملك.... انتي رجعتي امتي من بره ؟!
رنا.... لسه دلوقتي ، ها عجبك الجو هنا ولا باريس أحلي ؟
ملك... أكيد باريس أنا عارفها كويس بس هنا لا معرفش حاجة بس أنا حبت هنا اوووي أكتر من باريس في حاجة هنا موجودة مش موجودة في مكان تاني عارفة هنا في محبة بين الكل ، الكل بيساعد بعضه ، من غير مقابل.... عارفة وإحنا في الطريق في واحد وقع الناس كلها راحت تشوفه والكل عايز يساعده ، وكمان الجو جميل جدا.
رنا بإبتسامة .... طبعا يا حبيبتي دي مصر، مبسوطة يا قلبي إنك ارتاحتي هنا .
ملك..... تعرفي يارنا كان نفس اجي هنا اوووي من زمان ثم اكملت بتوجس رنا!!
رنا.... نعم يا حبيبتي
ملك بحزن ..... ممكن نبقي نروح بيت بابا عايزه أروح هناك لو سمحتي.
لمعت الدموع بعين رنا.... أكيد يا حبيبتي نظبط أمورنا ونروح سوا ها موافقة ؟!
ملك.... طبعا...... وعايزة انام في حضنك زي زمان.
حضنتها رنا بقوة.... بس كدا حبيبة قلبي تؤمر وأنا أنفذ يلا نروح لأدهم ونام سوا
ملك بتذمر.... بس أنا إللي هنام في حضنك
رنا........ حبيبة قلبى بتغير من أدهم معقول!!!!
ملك..... مش بغير بس هو بينام في حضنك كل ليلة وأنا لا
رنا..... اممم مش إنتي اللي عملتي نفسك كبيرة عايزة تنامي لوحدك ، أدهم بقي ذنبه أي
ملك بغيظ .... ماشي بس أنا عايزة انام في حضنك كمان.
رنا بجدية فهي استشعرت غيرة ملك من أدهم .... حبيبة قلبي إنتي وأدهم عندي واحد ، صحيح هو إبني بس إنتي كمان بنتي قبل ما تكوني أختي ، وأنا عمري ما فرقت بين أي حد فيكوا.
ملك.... عارفة يا روني ، إنتي احلي أخت وام في الدنيا كلها.
رنا.... طيب يلا زمان أدهم مستني الحدوتة
ملك بتذمر.... كمان!! لسه في في حدوتة.
رنا كبرتي علي الحدوتة ولا أي ؟!
ملك.... طبعا كبرت
ذهبت رنا برفقة ملك غرفتها فوجدت أدهم بانتظارها
أدهم بتذمر..... مامي اتأخرتي ليه ؟!!!
رنا.... أنا جاية أهو يا حبيب قلبي ، هغير بس وننام كلنا سوا
أدهم بغيرة..... هي ملك هتنام معانا!!!
رنا.... ياربي ، ايو يا حبيبي
أدهم.... أنا إللي هنام في حضنك مش هي
ملك.... لا أنا إللي هنام في حضنك.
رنا.... لا!! أنا لوفضلت ثانية كمان هتجنن ، انتوا الاتنين هتناموا في حضني ارتاحوا بقي.
ذهبت رنا لابدال ملابسها فاستمعت لصوت شجار أدهم وملك علي من سينام بحضنها
فملك تغير من أدهم وأدهم يغير من ملك ، عليها إيجاد حل لهذه المشكلة.
خرجت رنا وابدلت ملابسها ونامت في المنتصف وبجانبها ملك وأدهم كل منهم من جهة.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في الصباح
استيقظت رنا علي رنين هاتفها فوجدت المتصل زياد فأجابت
رنا.... ايوا يا زياد في حاجة ؟
زياد بعصبية.... رنا إنتي فين ؟
رنا باستغراب لعصبيته الزائدة...... أنا في القاهرة عندي شغل.
زياد بجنون.... سافرتي علشان الشغل ولا علشان ترجعي لحبيبك!!
استغربت رنا من حديثه فخرجت للحديث معه بالخارج حتي لا يستيقظ أدهم او ملك
رنا بعصبية... زياد انت اتجنيت ، ثم انت مين ادك الحق تكلمني بالطريقة دي ؟!
زياد بغضب..... مش قصدي بس اتنرفزت لما عرفت إنك سافرتي من غير ما تقوليلي.
رنا بعصبية... وإنت مين علشان أقولك ؟! اسمع يا زياد لحد هنا واستوب مش هسمحلك تكلمني بالطريقة دي مرة تانية فاهم ولا لا؟!
زياد... رنا انتي عارفة إني بحبك علشان كدا اتعصبت لما عرفت إنك سافرتي.
رنا.... أظن إننا اتكلمنا في الموضوع دا قبل كدا وإنت عرفت رأيى فيه فلغاية هنا وخلص الكلام من هنا ورايح كلامك معايا يبقي بحدود فقاطعها قائلا ......رنا
رنا بحزم.... مدام رنا يا استاذ زياد أظن رسالتي وصلت سلام
أغلقت رنا الهاتف بغضب فوجدت يد توضع على كتفها فالتفتت وجدتها سلمي
سلمي بقلق... مالك يا حبيبتي في أي
رنا بضيق.... مفيش يا طنط ، بس زياد اتخطي حدوده وبقي يتدخل في كل حاجة ، أنا فكرت إنه محتاج وقت يستوعب رفضي الجواز منه بس لا واضح إن الموضوع زاد عن حده ولازم ينتهي لغاية هنا
سلمي بضيق.... أنا أصلا مش برتاح للبني ادم دا وحذرتك منه ، المهم احذري منه وخلاص.
رنا... أكيد يا طنط
سلمي بتذكر....صحيح هنقابل فريدة النهاردة في النادي عايزة تشوف أدهم.
رنا.... مفيش مشكلة يا طنط خدي ملك معاكي وحاولي تتكلمى معاها لأنها بتغير من أدهم ، وادهم بيغير منها.
سلمي.....معلش يا حبيبتي ، المهم أخبار شغلك أي
رنا بضحك..... كويس ياطنط.
سلمي.... ومالك بتضحكي ليه
رنا..... أصل افتكرت نظرات جاسم ليا إمبارح كان فاضل شوية و يقتلني .
سلمي..... وناوية علي أي.
رنا.... ولا حاجة خلي كل حاجة بظروفها.
سلمي... إنتي حرة ،هروح احضر الفطار .
اتجهت رنا لغرفتها للاستعداد للذهاب الي العمل فوجدت ملك استقيظت وأدهم لا يزال نائما.
رنا وهي تقبل ملك من وجنتها.... صباح الخير يا لوكا
ملك بنعاس.... صباح النور ، هتروحي الشغل دلوقتي
رنا.... آه يا حبيبتي ، عايزة حاجة ؟!
ملك... لا يا حبيبتي ، هروح اوضتي سلام
رنا..... سلام
انهت رنا ارتدي ملابسها واستعدت للذهاب إلي
العمل فوجدت أدهم لا يزال نائما فقبلت وجنته ودثرته جيدا بالغطاء واتجهت إلي عملها.
عند زياد أغلق الهاتف بعصبية شديدة فدمر كل شئ من حوله فتحدث قائلا بنبرة مليئة بالحقد
زياد.... انا صبرت عليكى كتير اووي إن يجي يوم وتحسى بيا بس لا مش هسمح إنك تهدي كل خططي برجوعك مصر
ثم رفع هاتفه وهاتف شخص ما...
زياد..... عايزك تراقب رنا كويس اوووي كل تحركاتها تكون معروفة واعرفلي مين كان جوزها.... لغاية ما أوصل لعندك.
زياد.... لا يارنا لو مش هتكوني ليا مستحيل تكوني لغيري مهما حصل حتي لو اضطريت اقتلك!!!
*****************
عند جاسم
استقيظ من نومه وفعل روتينه اليومي واستعد لمواجهة أخري مع محبوبته العنيدة
نزل إلي الأسفل فوجد والديه يتناولون طعام الافطار...
جاسم... صباح الخير يابابا ، صباح الخير يا ماما .
أحمد... صباح النور
فريدة .... صباح النور يا حبيبي تعال افطر يلا
جاسم.... هفطر في الشركة ياماما ،حضرتك مش جي الشغل يابابا ؟!
أحمد...لا عندي شغل مهم برة الشركة
جاسم.... تمام... امشي أنا بقي سلام
أحمد وفريدة... سلام
انتظرت فريدة خروج جاسم فتحدثت قائلة
مش هنقول لجاسم على أدهم.
أحمد.... الأفضل رنا هي تقوله
فريدة.... رنا عنيدة وأكيد مش هتقوله دلوقتي.
احمد......سيبيهم يتصرفوا مع بعض ولو الأمور خرجت عن السيطرة هدخل ساعتها
انهي أحمد وفريدة تناول الافطار وتوجهوا سويا النادي لمقابلة حفيدهما الغالي.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وصلت سلمي برفقة ملك وأدهم إلي النادي فاتجهت سلمي إلي أحد الطاولات وجلست تقرأ أحد الكتب ، بينما توجه أدهم برفقة ملك إلي قسم الأطفال ليمرحوا قليلا.
بعد قليل أتت فريدة برفقة أحمد فذهبت باتجاه سلمي...
فريدة وهي تحتضنها .... سلمي وحشتيني اوي
سلمي....... وإنتي كمان وحشتيني اوي .
فريدة.... دا أحمد العمري جوزي
سلمي... تشرفنا يا أحمد بيه
فريدة.... ودي بقي يا أحمد سلمي صاحبتي من زمان.
أحمد... أهلا وسهلا.... فنظر حوله فلم يجد أحد برفقتها ، لاحظت سلمي نظراته فتحدثت بهدوء.... بيلعب في قسم الأطفال
فريدة.... وحشني اووي القمر دا ، صدقني يا أحمد لو شوفته عمرك ما هتكون عايز تسيبه.
جلس أحمد وفريدة برفقة سلمي وبعد قليل اتي أدهم برفقة ملك ، فتفاجأ أدهم من وجود فريدة فجري باتجاها
أدهم... تيته فريدة ، إنتي جيتي
حضنته فريدة.... وحشتني اوووي يا أدهم
أدهم.... وإنتي كمان يا تيته.
فريدة.....شوف يا أدهم مين عايز يشوفك ؟!
دا جدو أحمد.
أدهم.... جدو أحمد
اتجه أحمد الي الصغير ينحني أمامه ويقبل يده : حبيب جدو أدهم
انتهبت فريدة لملك الواقفة تتابع ما يحدث أمامها وقد لمعت الدموع بعينها فذهبت إليها فريدة وتحدثت معها بحنان.... أكيد إنتي ملك مش كدا ؟!
ملك.... ايو
فريدة... المرتين اللي فاتوا معرفتش نتكلم كويس أي رأيك نتكلم شوية مع بعض
ملك.... نتكلم في أي ؟! توجهت فريدة للجلوس برفقة ملك بعيدا عن أدهم
فريدة.... إنتي أي رأيك نتكلم في أي ؟!... آه تعرفي إني كنت أعرف مامتك، كانت صاحبتي
اووي ، كنا تقريبا أكتر من الاخوات مامتك كانت حلوة اوى .
ملك بدموع.... عارفة أحيانا رنا بتحكي عنها كتير وطنط سلمي بتقول إن رنا زي ماما في حنانها علي الكل ، رنا دي احلي اخت في الدنيا
فريدة بحنان .... عارفة يا حبيبتي بس تعرفي أنا كان نفسي يكون عندي بنت اوووي
أي رأيك تسيبك من رنا وتخلينا أصحاب مع بعض كدا وتعتبرينى زي مامتك بالظبط
اتفقنا؟!
ملك بتردد.... بس رنا
فريدة..... سيبك من رنا وقوليلي موافقة ؟
اومت ملك برأسها فحضنتها فريدة ومسحت دموعها يلا نروح لأدهم ؟!
ملك.... يلا .
كانت سلمي متجهة لرؤية ملك فوجدت فريدة معها فاستمعت لحديثها فأطمئن قلبها فكما حصل أدهم علي عائلة وجدت ملك عائلة هي الاخري.
قضي أدهم اليوم برفقة جده يلعبون ويمزحون سويا حتي حل المساء وغادروا علي وعد باللقاء في نفس الموعد من كل أسبوع
********************
مضي أسبوعين علي عمل رنا برفقة جاسم لم يحدث فيهم شئ جديد ، فكانت رنا التجاهل سيد الموقف بينهم فكان كل التعاملات تتم عن طريق مدام ريهام حتي اتي اليوم وقرر جاسم إنهاء الأمر فذهب لرنا ليتحدث معها
كانت رنا تعمل علي بعض الملفات حين دلف جاسم للمكتب قائلا بغضب
"لحد امتي هنفضل كدا "
رنا ببرود .... كدا إزاي يعني!!!!
جاسم..... اقصدي التجاهل والبرود اللي بنتعامل بيه مع بعض.
رنا..... والمفروض أعمل إيه يعني!!!
جاسم.... أنا عندي إقتراح
رنا..... أي هو ؟!
جاسم.... خلينا ننسي اللي فات ونبدأ صفحة جديدة مع بعض.
رنا..... مش فاهمة قصدك
جاسم.... قصدي أننا نتعامل مع بعض كأن دا أول تعامل بينا ونشوف الدنيا هتروح بينا فين.
رنا.... لا طبعا مش موافقة.
اقترب جاسم منها قليلا حتي أصبح أمامها مباشرة فتحدث بهمس.... ليه خايفة تقعى في حبي من تاني ولا اي ؟!
توترت رنا من قربه منها بهذا الشكل فتحدثت بارتباك.... لا طبعا مش كدا
جاسم.... اومال أي إلا لو مكنتيش خايفة.
رنا بعصبية فقربه منها بهذا الشكل يوترها كثيرا... لا مش خايفة ،وابعد شوية
جاسم بخبث .... اثبتيلي إنك مش خايفة
رنا بعصبية .... تمام موافقة
جاسم بانتصار.... تمام ثم مد يده قائلا جاسم العمري ,28سنة زي ما إنتي شايفة وسيم والبنات هتموت علشان نظرةمني.
فرفعت رنا أحد حاجبيها قائلة لا والله ودي مكتوبة في البطاقة ولا أي.
جاسم.... لا طبعا بس أعمل إيه المعجبين كتير اووي
رنا ببرود.... أوك لو معندكش حاجة تقولها اتفضل على مكتبك
عبرت من جانبه متجهة لمكتبها عندما جذبها جاسم من يدها بقوة فسقطت بين احضانه فتحدث قائلا..
بس قلبي وعقلي مع بنت واحدة وبس ، أنا مش بحبها بس أنا بعشقها ،ونفسي تديني فرصة تانية علشان أقولها إني بعشقها نفسي أعيش إللي فاضل معاها وبس
تاهت رنا برومادية عيناه التي تنبض بالعشق الجارف لها فرأت صدق حديثه فتحدثت بدون وعي
رنا بحب.... جاسم!!
انت جرحتني اووي ياجاسم وظالمتني كتير.
جاسم بعشق..... ياهااااه يارنا أخيرا قولتيها تعرفي أنا مستني أسمع إسمي منك من يوم ما شوفتك ، صدقيني يا عمري كان غصب عني أنا من يوم ما سافرتي وأنا بتعذب بس كفاية لغاية كدا خلينا نرجع لبعض واوعدك إني هعوضك عن كل دمعة نزلت بسببي ، بس إديني فرصة تانية
رنا بهيام.... فرصة واحدة ، واحدة وبس يا جاسم لو خذلتني مفيش مرة تانية
جاسم بلهفة.... أوعدك ياقلبي أنا مش هخذلك أبدا
فضمها إليه بقوة لتسمع دقات قلبه النابض بالعشق من أجلها فقط. فهي ملكته التي احتلت عرش قلبه لسنوات عديدة فمعها تعلم أبجديات العشق والغرام فكان للحب سلطان وكانت هي ملكته فأصبح حبهم عبارة عن عشق وجزاء .
تاهت رنا بين احضانه فكأن العالم توقف من حوالها اما جاسم فشعر بأنه أُعيد للحياة مرة أخرى بعودة محبوبته إليه ظل هكذا فترة من الزمن حتي أستمع لصوت طرقات على الباب فانتفضت رنا بين ذراعيه ودفدعته بقوة بعيدة عنها وقد بدأ وجهها بالتحول للون الأحمر من شدة الخجل ، أستغرب جاسم كثيرا من تصرفها فاقترب منها مرة أخرى ولكن منعه دخول عدي فزفرت رنا بارتياح أما جاسم فتحدث بعصبية.... عايز أي يا عدي
أستغرب عدي من عصبية جاسم الزائدة .... مالك يا جاسم في أي ؟!
جاسم.... اخلص يا عدي ؟!
أما عدي فبنظرة واحدة الي تلك التي تموت من الخجل ففهم الأمر فتحدث بخبث... مفيش بس واضح إنكوا مشغولين اووي علشان كدا نسيتوا الإجتماع.
جاسم.... اوبس، نسيت خالص حكاية الإجتماع فنظر إلي ساعته وقال طيب روح انت وانا هحصلك
عدي بخبث .... لا يا عم أبوك هيموتني لو رجعت من غيرك يرضيك اموت يعني ورنا الصغيرة تتحرم من أبوها
جاسم... عدي!! روح وأنا جاي وراك
عدي...... أوك
توجه عدي للخروج فانتظر جاسم خروجه
كاد أن يتحدث ولكن قاطعته رنا
رنا....جاسم
جاسم بحب..... عيونه
رنا ببرود..... بره
جاسم بصدمة.... نعم!!!!!
حاولت رنا الا تضحك وتحدثت بجدية مصطنعة... بقولك بره !!!
ضرب جاسم كفا بكف الله يخربيتك ياعدي ضيعت سحر اللحظة أهي رجعت للبرود من تاني.
فأشارت رنا بيدها ناحية الباب فخرج جاسم يكتم غيظه منه ويتوعد لعدي.
انفجرت رنا ضاحكة .... دي بس البداية يا جاسم ، لسه هتشوف كتير.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تحسنت علاقة جاسم برنا تدريجيا فأصبح التعامل مباشر بينهم بالعكس فكان جاسم يستغل كل فرصة لرؤيتها ، كانوا يقضون معظم أوقاتهم معا سوا في العمل أو تناول الغداء حتي جاسم أصبح يوصلها إلي منزلها يوميا. فكان لا يفوت فرصة لتعويضها عما سببه لها ، فشعرت رنا بصدق مشاعره وحبه الواضح للجميع ، حاولت رنا كثيرا إخبار جاسم بأمر أدهم ولكن بكل مرة كان يحدث شئ ولا تخبره ،بالبداية خافت كثيرا من رد فعله وربما عدم تقبله للصغير ولكن حنان جاسم وحبه بالتعامل مع رنا الصغيرة جعلها تدرك أنها حرمت أبنها من حنان والده وحبه الشديد .
أصبح علاقة أدهم بجده قوية للغاية خاصة وأن الصغير يمتلك صفات كثيرة مشتركة بينه وبين جده.
تفاجأ أحمد من طلب الصغير ذات مرة أنه يريد تعلم الخيل لأن والدته ترفض ذلك وتخبره أنه مازال صغير ، فعلم أن الصغير ورث حب الفروسية منه ومن والده فقرر تدريبه بشرط عدم إخباره رنا بالأمر.
سعد الجميع بالتطور الواضح في علاقة جاسم برنا كثيرا ولكن بقي عدم معرفة جاسم بشأن أدهم فكان الجميع يخاف من رد فعله إذا علم بالأمر مصادفة فالجميع أصبحوا يعلمون بحفيد العمري حتي عدي وندي.
قرر جاسم إخبار رنا بأنه يريدها زوجته مرة أخرى ولكن هذه المرة أمام الجميع ولكن هناك من يخطط لهدم هذه السعادة فأصدر القرار لتنفيذ الخطوة الأولى من خطة الانتقام
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بدأ جاسم بتجهيز مفاجأة لرنا فأصبح يتجنبها
لا يفسد خطته .
في صباح يوم جديد قررت رنا إخبار جاسم بأمر أدهم مهما حصل فبعد حديثها الأخير مع أحمد العمري الذي أخبرها بضرورة معرفة جاسم بالأمر لأنه بدأ يشك في الأمر .
لذا توجهت لمكتبه فلم تجد السكرتيرة بالخارج فتوجهت للداخل فانصدمت مما رأت فصدمتها اعادتها لنقطة البداية مرة أخرى في علاقته مع جاسم فلم تكن تتخيل أن هذا ممكن يحدث أبدا
الفصل الحادي عشر الجزء الثاني
عشق وجزاء
قضي جاسم الليل بأكمله يعمل على بعض الملفات الهامة لم ينتهي إلا مع ظهور أول ضوء النهار فلم يكن لديه وقت للنوم فعليه إنهاء الأعمال المتراكمة عليه حتي يتفرغ لمحبوبته.
جلس جاسم خلف مكتبه يريح ظهره قليلا فغفي من دون أن يشعر مكانه ، فدلفت تلك الحية للداخل فوجدته نائما فاستغلت الفرصة لتنفيذ مخططها الدنيئ الذي أرسلت لتنفيذه مقابل ثمن بخص لا يضاهي شيئا أمام تدمير سعادة قلبين أحبا بعضهم بشدة ولكن لم يحصدوا غير الفراق والوجع فكأن الحب أصبح جريمة يعاقب عليها بوجع الفراق ونار الشوق.
فاقتربت منه وجلست أمامه علي المكتب واقتربت منه حتي لحفت أنفاسها الساخنة بشرته البرونزية واقتربت منه حتي كادت أن تقبله ، ولكن فتح جاسم عينه حينما
شعر بأنفاس ساخنة على بشرته فكان متوقعا محبوبته ولكن صُدم حينما رائها أمامه فكانت قريبة جدا منه ، كاد جاسم أن يتحدث ولكن قاطعه دخول رنا
كادت رنا أن تتحدث ولكن صدمت من المشهد أمامها فكأن الصدمة ألجمت لسانها فلم تجد غير دموعها لتعبر بها عن وجعها فتحدثت ببكاء
رنا.... أن أناا آسفة ، ملقتش حد بره، أنا آسفة
حاول جاسم الحديث وشرح سوء الفهم ولكن لم تتدعي له الفرصة .
فتوجهت للخروج بدمع يمهد لوجع جديد .
حاول جاسم اللحاق بيها ولكنها اختفت من أمامها فعاد بغضب شديد واضح للعيان من نظرات عينه فلو كانت النظرات تقتل لكانت تلك الغبية في عداد الأموات الآن فهي وقعت في يد من لا يرحم.
صفعة قوية هوت علي وجهها فسقطت على إثرها فتحدث جاسم بغضب.... إنتي اتجننتى ، إنتي إزاي تعملي كدا لم يحصل على إجابة فصرخ بها بصوت كزئير تنين غاضب انطقي!!!
ولكن كان الصمت إجابتها فماذا تتوقع من إنسانة باعت ضميرها .
حاول جاسم السيطرة على غضبه فقال بعصبية مها!!!! عشر دقايق ومشوفش وشك هنا واياكي!!!! ألمحك هنا فاهمة ؟!
مها بخوف فهي لم تحسب رد فعله كهذا.... فاهمة!!!
غادر جاسم المكان بغضب محاولا إيجاد رنا لتوضيح الأمر قاطعه سكرتيرة والده تخبره بضرورة حضوره الإجتماع الآن ، حاول جاسم الرفض ولكن لم يستطع فتنهد بحزن واتجه لغرفة الإجتماعات فوجد والده وعدي هناك فأخذ مكانه ولكن ظل شاردا فعقله وقلبه برفقة محبوبته أيعقل أن تتركه وترحل مرة أخرى ؟! لا لن يستطيع العيش بدونها مرة أخرى ، لن يتركها تغادر مهما كلفه الأمر.
****************************
توجهت رنا إلي مكتبها لتخفي دموعها التي تنزل بانهيار فقلبها الصغير لم يعد يتحمل الحزن والوجع مرة ثانية ، حاولت ريهام معرفة ما بها ولكن لم تستطع فتركتها حتي تهدأ قليلا.
انتظرت رنا خروج ريهام وارتفع صوت نحيبها
ظلت علي هذه الحالة بعض من الوقت حتي افاقت على صوت هاتفها فوجدته رقما غير مسجل لديها تجاهلته عدة مرات ولكن مع إصرار المتصل اضطرت للإجابة فكفكت دموعها واجابت ولكن سرعان ما تحولت ملامحها الحزينة للصدمة فوقع الهاتف من يدها علي الأرضية الصلبة....
فها هي صدمة أخري قادمة باتجاها ولكن صدمتها هذه المرة كانت كالقشة التي قسمت ظهر البعير فانهارت تماما وصرخت باعلي صوت لديها فاسرعت ريهام إليها باقصي سرعة فوجدتها تجلس على الأرض تبكي بشدة فتوجهت إليها قائلة بقلق
مدام رنا حضرتك كويسة ؟! لم تحصل على إجابة فاقتربت منها أكثر حتي جلست بالقرب منها وامسكت يدها وتحدثت بخوف من هيئتها مدام رنا حضرتك كويسة ؟!
لم تتحدث رنا ولكن فجأة وقفت وخرجت متجه لمكتب أحمد العمري فهو من يستطيع مساعدتها في هذه المصيبة فتوجهت إليه ولم تستمع إلي نداءات ريهام المتكررة لايقافها
توجهت إلي مكتبه فحاولت الدخول فمنعتها السكرتيرة....
السكرتيرة.... مدام رنا أحمد بيه مش موجود جوا.
رنا ببكاء... فين ؟!
السكرتيرة.... عنده إجتماع مهم نص ساعة ويخلص
رنا ببكاء.... مينفعش لازم ادخله فورا
السكرتيرة... آسفة يافندم مينفعش.
تجاهلت رنا كلامها واتجهت لغرفة الإجتماعات فحاولت السكرتيرة منعها فتحدثت بعصبية
أنا هدخل يعني هدخل الموضوع خطير.
السكرتيرة.... أوك انا هقوله بس حضرتك اتفضلى في أوضة المكتب ، فمنظر رنا يدل على حدوث كارثة خطيرة فتوجهت للداخل بخوف من غضب مديرها فالاجتماع مهم جدا
فتحدثت بتوتر.... آسفة يافندم ، بس الموضوع خطير
أحمد... في أي اتكلمي بسرعة
ابتلعت ريقها بخوف وتحدثت قائلة... مدام رنا عايزة حضرتك ضروري بتقول الموضوع خطير جدا.
افاق جاسم من شروده عندما ذكر إسم محبوبته فتغيرت ملامح وجهه للخوف الشديد فلاحظه والده فعلم أن هناك شئ ما قد حدث فاستأذن من شريكه واتجه للخروج أرد جاسم أن يتبعه ولكن منعه والده فجلس مرغما وظل عقله يفكر ماذا تريد رنا من والده فلاحظ عدي شرود صديقه فتولي مهمة إنهاء الصفقة بالشروط المطلوبة
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
توجه أحمد لمكتبه بخطوات سريعة فأخبرته السكرتيرة بحالة رنا المزرية فعلم أن الأمر خطير
فدلف للداخل فوجد رنا تبكي بشدة فتحدث بقلق..... رنا! أي اللي حصل ؟!
فرفعت رنا رأسها ونظرت إليها فأردت القيام ولكن لم تستطع فالرؤية أمامها أصبحت مشوشة ارتفع صوت شاهقتها وحاولت الحديث ولكن لم تستطع فحاول أحمد تهدئتها....
أهدي وقوليلي أي اللي حصل وصلك للحالة دي ؟!
فتحدثت بخفوت فقد أصبحت الرؤية منعدمة وشعرت بأن الأرض تدور من حولها فتحدثت بخفوت أدهم ! أدهم انخطف!! كانت تلك آخر كلماتها قبل تفقد الوعي فسقطت بين أحضان
حبيبها الذي دلف للغرفة للتوه فلم يستطع الإنتظار فعتذر ولحق والده وعندما دخل وجد رنا تترنح في وقفتها فأسرع إليها وعندما وصل إليها سقطت في احضانه فزع جاسم وحاول افاقتها ولكن لم تستجب
جاسم بخوف.... رنا! رنا حبيبتي فوقي
رنا.... لا رد
فحملها جاسم ووضعها على الأريكة وحاول افاقتها لذا احضر قليل من الماء ونثره على وجهها برفق وتحدث بلهفة
آفاق أحمد من صدمته على صوت جاسم فانصدم عندما وجد رنا فقدت وعيها كاد أن يتحرك ولكن قطع تقدمه رنين هاتفه فأجاب على الفور فأتاه صوت فريدة الباكي
أحمد بخوف..... فريدة مالك في أي ؟!!
فريدة ببكاء.... أدهم! أدهم اختفي ومش لاقياه في أي مكان...... مش عارفة أعمل أي ؟!
أحمد.....طيب أهدي وأنا جاي فورا .
انتبه جاسم لصوت والداده فتحدث بخوف
بابا في أي ؟!! وأي إللي حصل لرنا ؟!
لم يحصل على إجابة فتحدث بغضب فهو لم يعد يفهم شئ مما يحصل حوله بالبداية ظن أنه السبب في هذه الحالة ولكن يبدو أن الأمر أخطر من ذلك فحالة والده تدل على وقوع كارثة كبيرة.
فتحدث بغضب ممزوج بالخوف والقلق بابا!!!
في أي ؟!
اما والده فكان في عالم آخر فيبدو أن ماكان يخافه سيحدث الآن ولكن ماذا ستكون رد فعل ابنه اذا علم بالأمر فيكفي صدمة معرفة ابنه بل الأكبر اختفائه، أفاق من شروده علي صوت جاسم فنظر إليه بشفقة ممزوجة بالخوف على حفيده ... مفيش يا جاسم هات رنا وتعالي
أستغرب جاسم من حديث والده كثيرا فملامح وجه يبدو عليها الصدمة والخوف عكس صوته الهادي فخرج صوته قائلا بذهول.... علي فين!!!
أحمد بهدوء عكس ما بداخله ..... علي البيت وهناك هتعرف كل حاجة.... واضح ان وقت الحقيقة جه
لم يفهم جاسم شئ من حديث والده ولكن لم يعد أمامه خيار آخر غير تنفيذ كلامه فقام بحمل رنا بين ذراعيه فقابل عدي في طريقه فصدم مما رأى حاول معرفة ما حدث ولكن كيف ذلك وجاسم لا يفهم شئ مما يحصل حوله!!!!!!
أسرع عدي واتي بسيارة جاسم أمام الباب الخلفي لشركة فهو لن يخرج بمحبوبته كهذا أمام الجميع فسلك الطريق المودئ للباب الخلفي فلا يوجد أحد يستخدمه إلا قليلا.
خرج جاسم من الشركة فوجد عدي ينتظره بالسيارة فساعده بإدخال رنا للكنبة الخلفية وركب جاسم بجانبها أما عدي فقاد السيارة متجها إلي قصر العمري.
حاول جاسم كثيرا افاقة رنا ولكن لم تستجب له فتحدث عدي بقلق.... مش نروح المستشفى الأول نطمن على رنا!!!
جاسم بخوف ... أنا كلمت الدكتور وهيستناني بالقصر .
عدي... طب أي إللي حصل وصلها للحالة دي ؟!
جاسم بحزن.... معرفش بس أكيد حاجة كبيرة غير إللي حصل الصبح!!
عدي باستغراب...ليه هو أي اللي حصل الصبح؟!
حكي جاسم لعدي ما حدث معه في هذا الصبح فاستغراب عدي كثيرا.... بس أي اللي يخلي مها تعمل كدا!!!
جاسم..... دا اللي هجنني ، المشكلة مش زفتة دلوقتي ، المشكلة فرنا دلوقتي ، كانت خلاص كل حاجة اتحلت بس بعد اللي حصل رجعنا تاني لنقطة الصفر.
عدي... وناوي على أي ؟
جاسم..... مش عارف بس أعرف أي اللي حصل وبعدين أتصرف.
وصل عدي للقصر بسرعة كبيرة ، نزل جاسم وحمل رنا واتجه إلي الداخل فوجد والدته تجلس بالصالون مع إمرأة أخري لا يعرف هويتها ومعهم فتاة صغيرة بعمر السابعة تقريبا إستطاع التعرف عليها بسهولة إنها ملك فهي تشبه رنا كثيرا ، انصدم الجميع من دخول جاسم يحمل رنا فتحدثت سلمي بخوف .... رنا!! اي اللى حصلها ؟!
حاول جاسم تهدئتها ..... أهدى يا طنط هي كويسة بس اغمي عليها.
صعد جاسم برنا إلي غرفته ووضعها بسريره وأسرع الي المرآة وأخذ زجاجة عطر ثم نثر بعض القطرات على يده ومررها علي أنفها كانت رنا تحاول أن تستجيب له ولكنها كانت غير قادرة ، لحسن حظه وصل الطبيب لفحصها فخرج وتركها برفقة والدته لمساعدتها.
بعد قليل خرج الطبيب فأسرع جاسم إليه
جاسم بلهفة.... خير يا دكتور رنا كويسة ؟!الدكتور.... متقلقش يا جاسم بيه الهانم كويسة كل الحكاية إن ضغطها انخفض بصورة مفاجأة يعني مفيش داعي للقلق اهتموا باكلها كويس الفترة الجاية وهتكون بخير
جاسم.... أكيد يا دكتور
استأذن الطبيب بالمغادرة فاوصله جاسم ونزل برفقته إلي الأسفل فوجد والده يجلس مكفهر الوجه بجانبه عدي الذي تحولت ملامحه إلي الذعر هو الاخر فأنتظر حتي غادر الطبيب واتجه إلي ملك التي تبكي بشدة فاقترب منها قائلا... إنتي ملك مش كدا ؟!
اومت ملك برأسها ولم تتحدث فجلس جاسم بالقرب منها قائلا بحنان.... أهدى بقي الدكتور قال إنها كويسة مفيش داعي للدموع دي ، امسحي دموعك واطلعى اطمني عليها فوق
اومت ملك برأسها وصعدت للاعلي لتطمئن على رنا فهذه الأثناء عادت سلمي بعد أن هاتفت أسر وأخبرته بالأمر فاعطته العنوان وأخبرها أنه في الطريق وسيصل خلال دقائق معدودة فقد قرر العودة لوطنه وإنشاء فرع جديد هنا حتي يظل برفقة رنا والدته.
فوجدت جاسم يتحدث بغضب مع والده
أنا عايز أعرف أي اللي حصل إحنا دلوقتي في البيت اهو ؟ لم يحصل على إجابة فصرخ بغضب....حد يقولي أي اللي بيحصل هنا ؟!
عدي .... أهدي يا جاسم ؟!
جاسم بغضب.... محدش يقولي اهدا ؟! أي اللي حصل ؟!
فتحدث والده بهدوء.... أدهم انخطف
جاسم باستغراب.... أدهم !! أدهم مين ؟!!
أحمد بهدوء..... أدهم إبن رنا و...
جاسم وقد نبض قلبه بخوف وتغيرت ملامحه فقال بتوجس... إبن رنا ومين!!
فأتت الإجابة الصادمة له..... وإبنك ... أدهم ابنك انت ورنا .
فتسمر جاسم بمكانه ولم يستطع التحرك كأن صاعقة رعدية قد صعقته بشدة
أستغرب الجميع من الصوت فالتفت جاسم لمصدر صوته فانصدم مما رأى .... انت!!!
.... ايو أنا ، كويس إنك فاكرني
جاسم بصدمة.... ق.. قولت ايه!!
...... الحقيقة أدهم يبقي ابنك انت ورنا
اما جاسم فنظر إليه بعيونه التي تجمعت بها الدموع قائلا بغير تصديق... ابني!
.... ايوا ابنك
أستغرب الجميع من حضوره فتحدثت سلمي...
آسر حمد لله على السلامة يا حبيبي.
آسر بهدوء الله يسلمك يا ماما
ثم توجه إلى أحمد العمري آسف إني جيت من غير معياد بس مقدرتش استني لما عرفت إن أدهم انخطف ثم مد يد قائلا أنا آسر أخو رنا
أحمد العمري....اهلا وسهلا
اخيرا إستطاع جاسم الحديث فتحدث بغضب.... الكلام ده حقيقي ، يعني أدهم يبقي ابني ! وحضرتك كنت عارفة يابابا!!
عدي.... أهدي يا جاسم مش كدا ؟!
جاسم بغضب.. أهدي إزاي بيقولك إبني. يعني انا عندي إبن وأنا معرفش تخيل بقي ؟!
عدي.... أهدي يا جاسم علشان نفكر نلاقي حل للمصيبة دي ؟!
جاسم بغضب.... مصيبة!! يعني يوم ما أعرف إن عندي إبن يكون مخطوف ومعرفش عنه حاجة كمان!!
ثم نظر إلي والده... حد يفهني ابني فين !!!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في الاعلي وصلت ملك لغرفة جاسم ودلفت للداخل فوجدت رنا بدأت باستعادة وعيها فأسرعت إليها بلهفة..... رنا حبيبتي إنتي كويسة ؟!
فتحت رنا عيونها ببطء شديد وهي تشعر بتثاقل جفنيها تنظر حولها في محاولة منها لمعرفة اين هي فلم تستطع فحاولت النهوض فمنعتها فريدة قائلة.... حبيبتي إنتي كويسة ؟!
رنا محاولة التذكر ..... أنا فين!!! أنا آخر حاجة فكراها إني كنت في الشركة
فريدة.. إنتي هنا في أوضة جاسم هو اللي جابك متخافيش!
تذكرت رنا ما حدث فقالت بخوف
إبني..... أدهم فين ؟
فريدة ببكاء.... أهدي يا حبيبتي أدهم بخير متقلقيش
رنا ببكاء.... مقلقش!!! إبني انخطف وعايزاني مقلقش.
حاولت رنا النهوض فمنعتها فريدة قائلة.... إنتي رايحة فين بس إنتي تعبانة ومحتاجة راحة..
رنا ببكاء ... راحة!!! راحة إزاي وابني مخطوف
حاولت فريدة منعها ولكن لم تستجب لها واتجهت إلي الأسفل بسرعة كبيرة نظرت فريدة إلي ملك قائلة بضيق... هتفضل طول عمرها عنيدة ثم لحقتها هي وملك للاسفل.
_________________________
حاول آسر معرفة شئ عن اختفاء أدهم فعلم انه كان بالنادي برفقة والدته وفريدة فكان يلعب برفقة بعض الأطفال ولكن فجاءة اختفي ولم يظهر فبحثوا عنه فلم يجدوا له أي أثر..
فغضب جاسم كثيرا عندما علم بمعرفة والدته بالأمر هي الاخري.... يعني ماما كمان كانت عارفة.... فاضل مين تاني كان عارف ؟!!
فنكس عدي رأسه للأسفل فتحدثت جاسم بصدمة.... انت يا عدي!! انت كنت عارفة ومقولتليش ،
ثم أكمل بغضب كالإعصار.... يعني كنت شايفني بتعذب اودمكوا ومحدش فكر يقولي حتي انت ياعدي دا انت أكتر واحد عارف انا اتعذبت قد اي وانت يابابا هونت عليك تخبي عليا إبني ليه؟!
يكاد أن يكمل حديثه عندما لمح رنا تهبط الدرج بخفوت فذهب باتجاها وتحدث بغضب اهلا برنا هانم!! فاستغربت رنا حديثه كثيرا وكادت أن تتحدث ولكن قاطعه جاسم بغضب
رنا هانم بقي أكتر واحدة عذبتني ، عقابتني أشد عقاب ولسه لحد النهاردة بتعاقبني ثم أقترب منها وامسك ذراعها بقوة كبيرة الامتها ليه ؟! ليه خبيتي عليا إبني؟! انطقي؟!
لم تستطع رنا الحديث ولكن دموعها تعرف طريقها للهبوط...
فاكمل جاسم قائلا بغضب.... مكفكيش عقابك ليا قولتي تكملى عليا وأنا مستحمل بعدتي عني أكتر من أربع سنين عشتهم في عذاب واستحملت وكنت علي طول بقول دا غلطي أنا ولازم استحمل كنت بدور عليكي زي المجنون وحضرتك عايشة حياتك ولا في بالك أي حاجة ،لماشوفتك في باريس بردو كملتي عليا وعقابتيني ببعدك مرة تانية وبردو استحملت ودلوقتي أكتشف إن الهانم مخبية عليا إبني كنتي ناوية تقوليلي امتي ؟!
بس تعرفي انتي لعنة..... حبك لعنة دمرتني ولسه هدمرني ما تنطقى ولا لسانك اتخرس دلوقتي ؟! لما قررنا نبدأ صفحة مع بعض ليه مقولتليش ها وكنتى ناوية تعاقبيني كمان إنتي أنانية اووي للأسف وعمرك ما فكرتى غير في نفسك وبس
إلي هذا الحد ولم تستطع رنا الصمت أكثر بعد ما فعله بها وينعتها بالانانية لا فالي هذا الحد و يكفي .
رنا بصرخ.... أنانية!! أنانية!!! كل شوية حد يقولي أنانية تقدر تقولي أنا امتي كنت أنانية؟! انت آخر واحد تتكلم عن العقاب انت دمرتني من يوم ما عرفتك وانت دمرتني جرحتني وظلمتني واهانتني ، ضيعت مستقبلي وحياتي وبتقولي أنانية ثم دفعته بقوة كبيرة في صدره لا تناسب حالتها الضعيفة فاكر إنك بس اللي اتعذبت لا أنا اتعذبت أكتر منك مليون مرة خسرتني نفسي وحياتي ورمتني زي ما أكون واحدة من الشارع
فاكملت بعصبية شديدة وهي تسدد إليه الضربات في صدره انت مفكر إني سامحتك على اللي عملته فيا لا وبردو فتحت معاك صفحة جديدة وحاولت انسي اللي فات وكل دا علشان خاطر أدهم وبس كل مرة كنت بشوفك فيها بفتكر كل اللي عملته وابقي عايزة أبعد بس بحاول علشان أدهم لأن عارفة مهما بعدت هيفضل رابطني بيك علي طول
حاولت فريدة وسلمي تهدئها عندما ازدادت ضرباتها تجاه جاسم الساكن في محله لا يبدي أي ردود فعل تجاه ما تفعله رنا ولكن منعهم آسر
فريدة.... لا ليه هنسيبها كدا
آسر.... سبيها يا طنط كل دا تراكم السنين الوجع والحزن اللي شافته يمكن ترتاح لما تخرج كل اللي جواها وتواجه جاسم بيه واللي عاشته ، اللي عاشته رنا مش قليل والكل أول حاجة بيفكر فيها أنها أنانية ،... أنا آسف يا طنط بس لو رنا معملتش كدا انا اللي كنت هعمل كدا لان محدش شاف معاناتها ووجعها غيري انا.
بعد هذا الكلام لم تقدر فريدة علي الحديث فصمتت.
اما جاسم فكان لا يقدر على الحديث فهي عانت أكثر منه بكثير فتركها تفرغ غضبها منه
فاكملت رنا بعصبية ممزوجة بالبكاء...
بتكلم عن الوجع تعرف أي أنت عن الوجع اللي عشته مهما كان وجعك مش هيجي ذرة من وجعي وعذابي اللي عشته ، كنت عايشة حياتي ولا علي بالي بس حضرتك نسيت هعيش حياتي إزاي وانا فقدت الثقة في نفسي وفي كل اللي حوليا لو مكنش آسر معايا كان زماني مت من زمان اوووي بعد كل دا برود أنانية. فقدت رنا السيطرة على أعصابها نهائيا
فحاول جاسم تهدئتها وحتي لا تؤذي نفسها
ولكن حينما أقترب منها حتي دفعته بقوة وأكملت
بتقول عليا لعنة بالعكس إنت اللي حبك لعنة ولعنة كبيرة لعنة دمرتني من يوم ما عرفتك ، لعنة بسببها كرهت قلبي اللي حبك واللي فضل يحبك السنين إللي فاتت كلها بالرغم من اللي عملته فضلت أحبك حاولت اكرهك بس معرفتش يبقي مين فينا اللي لعنة ، حرام عليك بقي سيبني في حالي؟ وابعد عني وعن إبني ؟!
قالت ذلك وانهارت قوتها فسقطت على الأرض بضعف كأنها ليست نفس الشخص الذي كان يتحدث بقوة منذ قليل انفجرت بالبكاء يمزق القلوب وتحتضن ساقيه بيدها وتبكي بحسرة على ما مرء بحياتها فتحطم قلبه لرؤيتها هكذا وجلس أرضا يحاوطها بين ذراعه واحتضنها بقوة كبيرة حاولت رنا دفعه ولكن لم تستطع فهي كالعصفورة بين مخالب النسر
فاحتضنها بقوة كبيرة كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه وأخذ يهمس بكلمات حتي تهدأ
فهدا صوت نحيبها ولكن لاتزال تبكي بقوة
جاسم بهمس.... خلاص يا قلبي أهدي أنا آسف هششش آسف يا عمري
رنا ببكاء.... عايزة إبني يا جاسم !!
جاسم بهدوء.... حاضر يا عمري بس أهدى إنتي
بدأ صوتها يضعف شيئا فشيئا حتي سكنت تماما فجذبها برفق ليجدها نعمت بنوما هادى بين ذراعيه فحملها واتجه لغرفته مرة أخرى.
كان الجميع يتابع ما يحدث بتأثر شديد فنزلت دموع سلمي وفريدة حتي عدي كاد أن يبكي مما يحدث أمامه فهو لم يري حبا هكذا غير في القصص والأساطير ولكن اليوم رائه أمامها
فحبهما ولد من رحم المعاناة والفراق حبا لم يضعف بمرور سنوات الفراق بل أصبح أقوي من زي قبل ، حبا تتجسد فيها معالم الحزن ، الفراق والجزاء فحان وقت التغير ليحل الربيع بنورها بعد برودة الشتاء الطويلة ليتبدل الجزاء بالعشق .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
وضع جاسم رنا بسريره وداثرها جيدا وجلس بجانبها يتأمل ملامحها ثم رفع يديه يحمي آثار دموعها ثم قبل جبينها برفق وتحدث بحنان آسف يا عمري سامحيني على كل الوجع اللي عشتيه بسببي سامحيني وقبل جبينها مرة أخرى وخرج متجها للأسفل فقابل ملك في طريقه....
ملك..... رنا كويسة ؟!
جاسم.... هي نامت دلوقتي خليكي جانبها علشان لو احتاجت حاجة
ملك بتردد... ماشي..
جاسم.... عايزة تسألي أي ؟!
ملك... هو انت بتحب رنا بجد ولا لا
جاسم.... بعشقها مش بحبها.
ملك.... طالما بتحبها كدا ليه بتجرحها؟!
جاسم.... إنتي لسه صغيرة لما تكبري هتعرفي إنه كان غصب عني ، خليكي معاها ومتسبيهاش لوحدها
اومت ملك برأسها واتجهت لغرفة جاسم لتكون بجوارها.
اما جاسم فاتجه للأسفل لإيجاد حل لهذه الكارثة.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
غب في مكان مظلم كقلوب اصحابه أغلقت تلك المرأة الهاتف تحدثت بسعادة
....حصل زي ما توقعت بالظبط رنا شفتها وانهارت
........ رنا بتدي الفرصة مرة واحدة بس
........ طيب هنعمل ايه الخطوة الجاية ، الدنيا زمانها مقلوبة على الولد وأكيد جاسم مش هيسكت.
....... عارف بس شغلي مش مع جاسم شغلى مع رنا اللي ممكن تضحي بنفسها علشان ابنها
بس اتفاقنا زي ما هو رنا مش هتتاذى مهما حصل.
تجاهلت حديثه قائلة بغموض..... أكيد طبعا بس الولد هيفضل معانا لحد امتي ؟!
لم تحصل على إجابة فصاحت زياد!!
نظر إليها بنظرات مخيفة فابتلعت ريقها بخوف
زياد .... أوعي تنسي نفسك فاهمة ولا لا ؟!
رغد بخوف فاهمة!!
زياد.... كويس ، مش عايز إزعاج
قال ذلك ثم ترك الكأس من يده ورحل
فتنهدت تلك الغبية تنعت حظها الذي اوقعها في طريقه
فلاش باك
كانت تجلس في النادي تفكر فى خطتها لتدمير جاسم ورنا فهي لم تفعل ذلك من أجل أن يعودوا لبعضهم مرة أخرى فهدفهامن البداية كان فراقهم فالغبية ظنت أنها اذا بعدت جاسم عن حبيبته فسيعود لها لا محالة ولكن كانت مخطئه فجاسم لم ينتبه لها مرة أخرى ولكن ما ابرد نارها هو فراقهم ولكن عندما علمت بعودة رنا واعطها لجاسم فرصة عملت على إيجاد خطة لتفرقتهم مرة أخرى فاقت من شرودها علي جلوس أحد ما أمامها...
رغد باستغراب.... انت مين!!!
..... أنا إللي ممكن أساعدك في كل خطتتك
رغد.... نعم!!!! انت مجنون ولا أي
كادت أن تغادر فتحدث....
جاسم!! مش كدا
جلست مرة أخرى قائلة... انت عايز أي ؟!
.... كدا نتفق بس الأول أعرفك بنفسي أنا زياد السيوفي
رغد.... تشرفنا وانا.....
قاطعها زياد.... رغد أنا أعرف كل حاجة عنك
رغد باستغراب.... ليه؟!!
زياد.... مش المثل بيقول عدو عدوك صديقك
رغد.... وانت بقي عدوتك مع جاسم!!
زياد.... مش بالظبط بس مش عايزه يرجع لرنا
رغد بحقد.... رنا!!
زياد.... بالظبط أنا عايز رنا وإنتي عايزة جاسم يبقي نحط أيدينا في ايد بعض ونخطط سوا
رغد.... أكيد بس هنعمل ايه
زياد.... اسمعي الأول لازم نعرف أخبارهم أول بأول
رغد.... دي سهلة وبما إنك عارف كل حاجة
أحب أقولك ان رنا قررت تدي لجاسم فرصة تانية وتقريبا دلوقتي بيقربوا من بعض
زياد .... عارف علشان كدا الشخص ده هيفضل يراقبهم كويس وفي الوقت المناسب هيتدخل بس يكون حريص لأن التوقيت في المرحلة دي مهم جدا...
رغد.... متقلقش من الناحية دي وبعدين
زياد.... بعدين بقي هستغل نقطة ضعف رنا علشان تفضل معايا.
باك
رغد بحقد.... لا كمان الهانم خلفت منه بس لا لازم رنا تموت.
****************************
نزل جاسم إلي الأسفل فوجد الجميع يجلسون بصمت وقد انضمت لهم ندي وامرأة أخري في أواخر العشرينيات من عمرها من ملامحها تبدو أنها ليست مصرية فعرف أنها اسيل زوجة آسر
جاسم لوالده.... إحنا هنفضل ساكتين كدا ؟!!
أحمد.... لا طبعا أنا كلمت اللوا فريد وهو اتولي الموضوع بنفسه وكلف المقدم آسر بالمهمة دي
جاسم.... مش شايف أن حاجة حصلت يعني ؟!
عدي.... أهدي يا جاسم المقدم آسر دا من اشطر الظباط وهو اتولي المهمة بنفسه
كاد جاسم أن يتحدث ولكن قاطعه دخول شاب في أواخر العشرينيات من عمرها ملامحه الجادة ونظراته بها بعض من القسوة والثقة بنفس الوقت ألقي عليهم التحية وتحدث بجدية
..... أنا المقدم آسر المكلف بقضية اختفاء أدهم العمري.
أحمد... اهلا وسهلا يابني
جاسم بغضب.... أقدر أعرف حضرتك عملت ايه ، إبني مختفي بقاله أكتر من 12 ساعة ومفيش أي أخبارعنه.
عدي...اهدي يا جاسم مش كدا ثم وجه حديثه لأسر... آسفين يا سيادة المقدم بس زي ما انت شايف الكل أعصابه متوترة من اللي حصل.
آسر.... أنا مقدر يا عدي باشا بس إحنا مش ساكتين إحنا حققنا مع كل اللي بيشتغلوا في النادي ورجعنا كاميرات المراقبة كمان مفيش وبما أن محدش يعرف حاجة عن حفيد حضرتك زي ما عرفت إنه كان عايش بره ولسه راجع مع والدته فاحتمال إنه يكون مخطوف علشان عدواة في الشغل مع حد مستبعد بس
جاسم بعصبية ..... بس أي ؟! ما تتكلم
آسر... أهدي يا جاسم بيه بس لازم نتوقع كل حاجة يعني ممكن يكون حد ليه مشاكل شخصية مع حضرتك أو المدام علشان كدا عايزين اقوال مدام رنا.
فتحدث آسر... مدام رنا تعبانة ممكن تسالنى أنا إللي انت عايزه
آسر.... مين حضرتك ؟!
آسر... أنا أخوها
المقدم آسر... تمام مدام رنا مكنش ليها أي عدواة مع حد بره
آسر... لا بالعكس مكنش ليها عدواة مع حد خالص وكمان محدش يعرف أن أدهم يبقي إبن جاسم.
آسر... ممكن يكون اللي خطفه علشان فدية!!
جاسم... محدش يعرف إن فيه حفيد لعيلة العمري يعني اللي خطفه عرف هو مين.
المقدم آسر..... بالظبط يا جاسم بيه لما خدنا أقوال إللي شغالين في النادي عرفنا إن في حد سأل على أدهم لما كان مع أحمد بيه في النادي وعرف أنه يبقي حفيد عيلة العمري.
دلوقتي حضرتكوا هتخلوا موبايلتكوا مفتوحة علشان لو حد اتصل سواء كانوا عايزين فدية أو حاجة تانية هيتصلوا خلال 48 ساعة بالكتير اووي وإحنا بردو مش هنسكت ولو في جديد هبلغ حضرتكوا بيه علي طول ، دلوقتي عن إذنكوا
أحمد.... اتفضل يا بني ومتشكر جدا
المقدم آسر... علي أي بس دا شغلي يا فندم
رحل آسر وبقيا الجميع والحزن مسيطر عليهم فلا يوجد شئ ليفعلوه...
سيطر الصمت الممزوج حتي قاطعه رنين هاتف حاول الجميع معرفة من اين يأتي فكان هاتف رنا الذي أعطته إياه ريهام بعدما تركته بمكتبها صباحا فوجد رقم مسجل بإسم عمار
لم يكن في مزاج لمعرفة من يكون عمار هذا فاعطي الهاتف لأسر وتركهم وتوجه الخارج حتي يظل بمفرده قليلا ، اخذ آسر الهاتف وأجاب
آسر..... ايوا يا عمار!
عمار باستغراب.... آسر!!! بس أنا متصل برنا مش انت
آسر بنفذ صبر... اخلص يا عمار عايز أي ؟!
عمار بقلق.... مالك يا آسر في حاجة حصلت ؟!
تنهد آسر وتحدث بحزن.... أدهم انخطف يا عمار ومنعرفش عنه أي حاجة
عمار بصدمة .... انت بتقول أي ؟! الكلام ده من امتي
آسر... من الصبح يدوب وصلت وعرفت الخبر
عمار..... طيب ورنا أخبارها أي ؟
آسر... هتكون عاملة إزاي يعني طبعا أعصابها تعبت ونامت
عمار.... تمام يا آسر أنا هكون عندك في أسرع وقت.
آسر... مفيش داعي تتعب نفسك ياعمار
عمار.... تعب أي يا آسر رنا زي اسيل بالظبط أنا جاي
آسر.... تمام لما توصل كلمني علشان اديك العنوان
عمار.... تمام
أغلق عمار الهاتف فتحدثت سحر بقلق أي اللي حصل ؟!
عمار بشك .... أدهم انخطف
سحر بصدمة .... نعم!!! انخطف ...... ثم نظرت له قائلة انت شاكك في حد!!
عمار... مفيش غيره واللي إنتي أي رأيك ؟!
سحر.... معقول توصل للدرجةدي!!!
عمار.... وأكتر كمان زياد وضعه مش طبيعي من ساعة موت سيلا وحبه لرنا كان لأنها شبها بدرجة كبيرة ولما رنا رفضته اتجنن أكتر وكمان رجوع رنا لمصر جننه أكتر وأكتر وردت فعله كانت غريبة جدا.
سحر... طيب هنعمل ايه دلوقتي ؟!
عمار.... أنا هسافر مصر بأسرع وقت هتيجي ولا لا؟!
سحر... أكيد طبعا لازم أكون موجودة جنب رنا في الحالة دي.
عمار...تمام جهزي نفسك وهنسافر بطيارتي الخاصة .
سحر... أكيد.
استعدت سحر وعمار بسرعة واستقلوا الطائرة لمصر.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
أغلق آسر الهاتف فراي جاسم يجلس بحزن فذهب باتجاهه حتي أصبح خلفه فوضع يده على كتفه وتحدث بهدوء.... متقلقش هيرجع إن شاء الله .
جاسم.... هه !!!هيرجع إزاي وانامعرفش حتي شكله .
آسر..... شكلك علي فكرة ثم مد يده بهاتف رنا وفتحه على صور لأدهم في جميع مراحله من يوم ميلاده حتي حفلة عيد ميلاده أخذ جاسم الهاتف وأخذ يقلب صوره ويتأمله جيدا فتركه آسر واتجه للداخل فأخذ جاسم يقلب في صوره حتي توقف أمام صورة له وهو طفل رضيع فنزلت دموعه وهو يتامله فيالله كم هو يبدو كالملاك في براءته فأخذ يقلب في صوره فاكتشف أنه لا يشبه في الشكل أيضا بل بالتصرفات والأفعال .
لم يعلم كما ظل من الوقت يتأمل صوره ابنه الوحيد فمسح دموعه وتوجه للداخل فوجد آسر غادر برفقة زوجته ووالدته ليرتاحوا قليلا
لم تكن فريدة ترغب برحيل سلمي ولكن وعدتها سلمي بالحضور صباحا مع بعض الأغراض من أجل رنا وملك فوافقت فريدة علي مضض بينما ظل عدي وندي يحاولون التخفيف عنهم.
صعد جاسم لغرفته وجد ملك تجلس بجانب رنا وقد بدأ النوم بالسيطرة عليها فطلب منها الذهاب للغرفة المقابلة لترتاح قليلا وهو سيبقي بجانب رنا فتوجهت ملك للغرفة المقابلة سرعان ما سقطت في النوم العميق من كثرة التعب فاليوم كان مرهقا على الجميع.
***********
اما جاسم فتمدد بجانب رنا وأخذها باحضانه وبقيا يتاملها ولكن سرعان ما تحولت ملامحها الي الضيق الشديد وبدأت تتحرك رأسها بقوة وأصبحت قطرات العرق تسقط بغزارة فكانت تصارع في أحلامها فيبدو أنها تري كابوس مزعج فحاول افاقتها برفق حتي لا تفزع
جاسم ... رنا ....حبيبتي اصحي
أخيرا استقيظت رنا فنظرت حولها فوجدت أنها لا تزال بغرفة جاسم
جاسم... أهدي يا حبيبتي دا كان كابوس أهدي
هدأت رنا كثيرا وسألت عن أدهم
رنا..... مفيش أخبار عن أدهم.
جاسم بحزن.... لسه يا حبيبتي
بكت رنا بشدة فحاول جاسم تهدئتها...
خلاص يا رنا أهدي بقي مش كدا
رنا ببكاء.... خايفة اووي ياجاسم قلبي واجعني اووي
جاسم..... اهدي بس إن شاء الله خير خلي إيمانك بربنا كبير.
رنا ببكاء.... يارب يارب يا جاسم
***************
في مكان بعيد نجد سيدة طاعنة في السن تحاول تهدئة طفل صغير...
السيدة..... يا حبيبي أهدي مش كدا
الطفل ببكاء.. عايز ماما
السيدة بحنان.... ماما هتيجي الصبح بس بطل عياط علشان لو فضلت تعيط هتزعل منك ومش هتيجي انت عايز ماما متجيش ؟!
الطفل بهدوء... لا عايز ماما
السيدة.... خلاص يلا أشرب اللبن ونام
الطفل... حاضر
رغد.... اووف أخيرا بطل عياط دا طفل مزعج و
ابتلعت باقي جملتها حينما رأت النظرات التحذير من زياد
زياد بتحذير.... لاخر مرة بحذرك اياكي تقربي من أدهم فاهمة!!!!
رغد بخوف.... فاهمة!!
***********************
أستيقظت رنا من نومها علي أشعة الشمس النافذة إلي الداخل ففتحت عينها بتكاسل فانتفضت من الفراش حينما رأت جاسم أمامها يرتدي ملابسه فالتفت إليه قائلا بهدوء... صباح الخير
رنا.... صباح النور ؛ مفيش أخبار عن أدهم ؟!
جاسم..... لا ... هتلاقي هدومك جوا غيري براحتك وبعدين أنزلى علشان تفطري
رنا.... مش عايزة اكل
جاسم بحذم مصطنع.... مفيش حاجة إسمها مش عايزة لازم تاكلي إنتي مكلتيش حاجة من إمبارح خمس دقايق والاقيكى تحت
نزل جاسم إلي الأسفل فوجد الجميع مجتمعون يبدو علي ملامحهم الوجوم الشديد فسأل بقلق....مالكوا في حاجةحصلت ؟
آسر.... تقريبا كدا بقي عندنا فكرة مين اللي خطف أدهم
جاسم.... مين
آسر بتوجس.... زياد السيوفي!!
في هذه الأثناء كانت رنا انتهت من تبديل ملابسها ونزلت للأسفل فاستعمت لحديث آسر الأخير فتسمرت مكانها وتحدثت بصدمة زياد!!!
إنتبه الجميع لقدومها فتحدث آسر.... ايوا زياد
رنا بصدمة .... بس ليه يعمل كدا ؟!
آسر.... انتى عارفة السبب ؟!
رنا .... سبب أي ، أنا مش فاهمة حاجة.
آسر... زياد بينتقم منك علي رفضك ليه
جاسم بغضب... حد يفهني أي اللي بيحصل ؟!
حكي لهم آسر ما حدث بإختصار وعندما أنتهي تحدث عدي بصدمة.... بس رنا معملتش حاجة غلط علشان ينتقم منها.
آسر.... كلامك صحيح لو كان إنسان طبيعي بس زياد مش طبيعي من يوم موت مراته وكمان الشبه اللي بين رنا ومراته خلاه مجنون بيها وبحبه ولما رنا رجعت مصر اتجنن أكتر ورد فعله كان غريب، بس دا مجرد شك مش حقيقية.
جاسم بغضب وهو ينظر لرنا.... أي كان لازم المقدم آسر يعرف
بعد قليل اتي آسر فأخبره جاسم بالأمر
المقدم آسر.... دا خيط كويس في القضية علي الأقل نعرف إحنا بندور على مين أنا هتابع كل حاجة تخص زياد السيوفي ولو في جديد كلموني..
أستاذ جاسم ممكن لحظة
جاسم.... أكيد
ذهب جاسم برفقة المقدم آسر لمعرفة ماذا يريد بينما جلست رنا بصدمة لا تقوي على الحديث فقط تنظر أمامها.
بعد قليل عاد جاسم فوجدها على هذه الحالة فاقترب منها قائلا بهدوء... أهدي كل حاجة هتبقي كويسه
بعد قليل حضر عمار برفقة سحر فحاول الجميع التخفيف عنها
أوشك الليل علي القدوم ولا يوجد أي خبر عن أدهم فكادت رنا أن تجن من الخوف علي فلذة كبدها....
كانت رنا تجلس بمفردها حينها أعلن هاتفه عن أتصال من مجهول كادت أن ترفض الإتصال ولكن سرعان ما اجابت بلهفة... الو
لم تحصل على إجابة فانتظرت قليلا ولكن لم يحدث شئ فاغلقت الخط بيأس
فاعاد المتصل الكرة مرة أخرى وكانت النتيجة
نفسها فانتظرت قليلا حتي رن الهاتف مرة أخرى فتجاهلت الإتصال ولكن أعاد مرة أخرى فتنهدت واجابت..... الو
زياد... أظن إنك عرفتي إن أدهم معايا لو عايزة ابنك تيجي على العنوان ده لوحدك دا لو عايزة تحافظي على سلامة ابنك في عربية هتكون واقفة مستنياكى قدام القصر تركبي فيها ومتنسيش محدش يعرف حاجة
أغلقت رنا الهاتف واتجهت إلي الخارج بسرعة كبيرة لم تكلف نفسها عناء لتخبر جاسم بخروجها فحتما كان سينقذها من مصيرها المجهول علي يد ذئب لا يعرف الرحمة
خرجت لتجد السيارة علي مقربة من القصر فعتلاتها معهم من دون حتي أن تفكر فى مخاطر ما ستفعله ، ولكن سرعان ما غابت عن الوعي بفعل المخدر لتذهب لطريق مجهول لاتعرف نهايته...
******************
كان جاسم يراقب رنا من بعيد كما طلب منه آسر سابقا
فلاش باك
المقدم آسر.... جاسم بيه حضرتك دلوقتي مطلوب منك مهمة خاصة
جاسم باستغراب...... مهمة أي!!!!
المقدم آسر..... مدام رنا !
جاسم.... مالها رنا !!
المقدم آسر..... حضرتك مطلوب منك تراقب مدام رنا كويس جدا لأن الخاطف بنسبة 99% هيحاول يكلمها علشان تروحله ، زي ما كلمها وقالها على خطف أدهم.
كمان تأخيره في الإتصال دا علشان لما يطلبها تروح فورا ، مدام رنا أكيد هتعمل كده علشان تنقذ ابنها بس ممكن دا يكون خطر عليها علشان كدا في عربية مراقبة بره القصر بعيدة شوية علشان محدش يشك لو حصل أي حاجة حضرتك لازم تبلغنا فورا من غير أي تصرف... مفهوم يا جاسم بيه
جاسم بخوف ..... اكيد طبعا
باك
انتفض جاسم من مكانه عندما رأي رنا تخرج من القصر بسرعة كبيرة جدا فاتصل بآسر الذي أخبره أن السيارة الاخري ستلحق بها فأصر جاسم علي الذهاب برفقتهم.
كانت سيارة المراقبة تسير خلفهم بمسافة حتي لا يشك أحد بهم وعندما سلكت السيارة طريقا مكشوفا أضطر جاسم ومن معه بالتوقف حتي لا يكشف أمرهم
جاسم باستغراب.... إحنا وقفنا ليه ؟!
أحد الظباط..... منقدرش نكمل يا فندم لو كملنا هننكشف وهيبقي بنعرض المدام للخطر إحنا هنقف هنا لحد ما تيجي الأوامر بالتحرك
جاسم بغضب .... نعم!!! أوامر أي!!! هسيب مراتي وابني مع الحيوان دا واستني الأوامر
مستحيل أنا هروح بنفسي
ترجل جاسم من السيارة بغضب شديد
حاول أحد الظباط منعه ولكن جاسم لم يستمع له فذهب باتجاه الفيلا الموجود بها رنا وأدهم.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
علي الجهة الاخري
بدأت رنا باستعادة وعيها شيئا فشئ لتتضح لها الرؤية المشوشة فوجدت أمامها زياد يجلس بهدوء مخيف في نهاية الغرفة المظلمة إلا من ضوء خفيف بجانبها
أخيرا إستطاعت رنا الحديث فخرج صوتها ضعيف.... إبني فين يا زياد ؟!
صمت زياد قليلا وظل يتأمل ملامحها الخائفة
زياد ببرود.... موجود وكويس ، طالما هتسمعي الكلام وتنفيذيه
رنا بلهفة.... هنفذ كل حاجة تقول عليها بس أشوف أدهم.
زياد.... مش تسمعي الأول مش يمكن الكلام ميعجبكيش .
رنا بخوف... عايز أي ؟!
استقام زياد في وقفته وسار باتجاها حتي أصبح قريبا منها وتحدث ببرود
حياتك قصاد حياة ابنك
رنا بخوف.... مش فاهمة قصدك !!!
زياد.... قصدي إنك تسيبي جاسم مقابل حياة ابنك
رنا بتردد... م...موافقة خليني اشوف إبني
زياد.... لسه الكلام مخلصش تسيبي جاسم ونتجوز
رنا بصدمة... نعم!!! نتجوز انت اتجننت ولا أي.
انا مستحيل اتجوزك حتي لو آخر يوم في عمري.
زياد بغضب.... ليه!!! فيه أي أزيد مني بالعكس هو اهانك وظالمك كتير بس أنا لا
رنا ببكاء... لا انت اتجننت خلاص
صفعها زياد بقوة وامسكها من شعرها بقوة قائلا بغضب.... أنا مش مجنون إنتي اللي مجنونة إنك ترجعيله بعد كل اللي عمله حتي بعد ما خانك...
أستغربت رنا كثيرا من معرفة زياد بهذا الأمر فلا أحد يعلم ماحدث غيرها هي وجاسم ، فعلمت أنه يوجد خطأ ما
زياد بعصبية... اي انخرستي يعني دلوقتي ولا ماعندكيش إجابة.... بس أي رأيك لو اقتلك حبيب القلب ساعتها مش هيكون في غيري قدامك ثم أكمل بجنون هتبقي ليا وبس ومفيش جاسم أو غيره
رنا ببكاء.... انت أكيد مجنون ، مستحيل تكون طبيعي أبدا
زياد بجنون... ايو مجنون ، مجنون بحبك من يوم ما شوفتك وإنتي مجنناني ، حاولت اخليكي تحبيني زي ما بحبك بس قلبك مكنش فيه غير جاسم وبس لما طلبت أتجوزك وإنتي رفضتي ساعتها اتجننت أكتر ولما طلبتي إننا نبقي أصحاب ساعتها كان عندي فرصة تانية إني اخليكي تحبيني وبدأت اتقرب منك أكتر كنتي بدأتي تحبيني بس بعد ظهور جاسم رجعتي تتعاملي معايا ببرود من تاني وبعدها إنتي رجعتي مصر علشان تبقي جانبه
رنا ببكاء... انت بتقول أنا عمري ما حبيتك انت كنت صديق مش أكتر وعمري ما تعاملت معاك إلا علي الأساس دا
زياد بجنون ... كدابة!!! إنتي كنتي بتحبيني فاهمة!!!!! كل دة بسبب جاسم بس خلاص من دلوقتي مش هيكون في غيري انا وإنتي وبس
فاكمل بهستيرية
لا أدهم كمان علشان إنتي بتحبيه وأنا كمان بحبه وهنعيش سوا من غير الماضي
في هذه الأثناء إستطاع جاسم الوصول الي الفيلا الموجوده بها رنا واستطاع الدخول من غير لفت انتباه أي من الحرس الموجود
بحث عن رنا حتي إستطاع الوصول للغرفة الموجود بها رنا واستمع لحديث زياد الأخير فخاف كثيرا علي محبوبته وابنه فحاول إيجاد طريقة للدخول بأسرع وقت ممكن...
اما رغد كانت تراقب مايحدث مع رنا بسعادة واضحة على وجهها ولكن عبست عندما لمحت جاسم يحاول الدخول الي الفيلا فأسرعت لأخبار زياد بالأمر
كان زياد يتحدث بغضب كبير ويحطم كل ما يراه أمامه
زياد بجنون.... لو مش هتبقي ليا مش هتكوني لغيري فاهمة!! هموتك يارنا ولا إنك تبقي لغيري فاهمة!!
رنا ببكاء... وأنا مستحيل أكون ليك
الجنان!!! بل أسوء منه بمراحل هذا ما وصلت إليه حالة زياد فقد عقله تماما وأصبح يتصرف بغباء وجنون تام ولكن بعد حديث رنا فقد أي ذرة عقل موجود به وأصبح لا يري غير رفض رنا له ، من دون أن يعي مايفعله رفع يده على عنقها يضغط عليها بقوة لينهي حياتها
حاولت رنا التملص من بين يده ولكنها لم تستطع فيده قوية للغاية ضربته على معصمه بقوة حتي يتركها ولكنه كان كالاسدالمنقض على فريسته.
استسلمت رنا لمصيرها المجهول ، فكم تمنت رؤية حبيبها وفلذة كبدها للمرة الأخيرة
****************
أستطاع جاسم الدخول للغرفة الموجود بها رنا فوجدها ولكن تسمر محله من الصدمة عندما رأي زياد يحاول قتلها فأسرع بتخليصها من بين يده فهي علي وشك الموت بين يده لون وجهها المخيف جعل الخوف يدب بقلبه فأسرع برفع الطاولة الموجودة في نهاية الغرفة وحطمها على رأسه بقوة فتركها وسقط فاقد الوعي.
أسرع جاسم الي رنا التي تفترش الأرض كأنها جثة هامدة وحاول افاقتها بخوف ولكنها لم تستجب له فضعط على صدرها بقوة لاعادتها الي الحياة ، أخيرا إستطاعت رنا فتح عينها فوجدت جاسم أمامها بالبداية ظنت أنها تتخيل ولكن حينما استعمت لصوته الخائف
رنا إنتي كويسة ؟!!
رنا بضعف... جاسم!! أدهم
جاسم... أهدي يا حبيبتي المقدم آسر في الطريق وهيوصل خلال دقايق ، خليني اخرجك من هنا الأول وبعدين هرجع لأدهم متخافيش
يلا يا حبيبتي
ساعد جاسم رنا علي النهوض ولكن بمجرد التحرك حتي أستمع لصوت ......
******************
في قصر العمري
علم الجميع باختفاء رنا وجاسم فحاولوا الإتصال بهم ولكن هواتفهم كانت مغلقة
فقلقوا عليهم خوفا من حدوث مكروه لهم بينما ذهب آسر وعدي وعمار برفقة المقدم آسر لمكان وجودهم وعندما وصلوا علم الجميع بوجود رنا وجاسم سرعان ما استمعوا الي صوت طلقات نارية متتالية فاختفي الدم من وجوههم وحلت مكانه الصدمة خوفا من إصابة أي منهم بخطب ما لذا أسرعوا الي الداخل يتقدمهم اسر الذي تخطي الحرس المحاط بالفيلا بمهارة عالية ودقة ملحوظة
كاد جاسم أن يخرج برفقة رنا حتي استمع لصوت يتحدث بحقد وغضب...
... انت مفكر إن خروجك من هنا هيكون بسهولة يا جاسم بيه!!!
جاسم بصدمة... انتي!!!
ظهرت رغد أمامهم تحمل في يدها سلاح مصوب تجاه رنا المتعلقة في ذراع جاسم بتعب، فاكملت قائلة بغضب .... لسه في حساب لازم يخلص وانتقامي منكوا لازم يخلص النهاردة ولا أي يا جاسم.... مصدوم مش كدا ، تؤ لازم تكون قوي علشان تشوف حبيبة القلب وهي بتموت قدام عينك
جاسم بغضب .... حسابك معايا أنا يارغد ماليكش دعوة برنا
رغد بحقد.... ماليش دعوة بيها إزاي وهي السبب في اللي حصل معايا ، هي اللي اخدتك مني ، خليتك تحبها وتبعد عني
جاسم بهدوء..... رنا مالهاش ذنب في حاجة أنا وإنتي والكل عارف انك مبتحبيش إلا نفسك وعمرك ما حبتيني كنتي بس بتحبي اسم جاسم العمري مكانه جاسم العمري آه انما جاسم العمري نفسه لا
رغد بغضب.... أنا عايزة أعرف فيها اي زيادة عني بالعكس انا احلي واغني منها كمان ثم صرخت بغضب قوللي فيها أي زيادة علشان تفضلها عليا
جاسم.... فيها كتير اووي مفيش زيها اتنين صحيح مش غنية زيك بس اغني بأدبها وأخلاقها والحب ميعرفش غني وفقير رنا دي احلي بنت قابلتها في حياتي
قاطعته رغد بغضب... رنا رنا رنا!!!!! كل حاجة رنا؛ رنا دي سبب المشاكل وكل حاجة بتحصللي فرقت بينكوا زمان وانفصلتوا فكرت إنك ممكن ترجعي بس بردو مفيش غير رنا ولما رجعت تاني بقيت بتحبها أكتر وأكتر وعايز تتجوزها قدام الكل علشان كدا بعت مها تنفذ خطتي أنا وزياد وبعدين قررنا نستخدم نقطة ضعفها اللي هو ابنها بصراحة فكرتك يا جاسم هتكرها علشان خبت عنك إنهاحامل بالعكس محصلش حاجة.... رنا لازم تموت لو ماتت حياتي هتبقي أحسن.....
كانت رنا تسمع لما تقوله رغد ببكاء شديد فهي لم ترتكب شئ ليحدث معها كل هذه الأمور لم تتمني يوما أن تصبح زوجة لجاسم العمري ولكن القدر اوقعها في طريقه ، حاولت قدر المستطاع ألا تقع في حبه ولكن عشقته رغما عنها ولم تجني شئ من هذا العشق غير الوجع والألم فكأن الحب بالنسبة لهم حرام فالجميع حاول تفرقتهم .......
افاقت من شرودها علي صوت طلق ناري فاتسعت عينها من الصدمة فجاسم هو من تلقي الرصاصة بالنيابة عنها فاصيب في كتفه وسقط على الأرض
رنا بصدمةممزوجة بالبكاء .... جاسم!!! لا يا جاسم متسبنيش لوحدي
جاسم ... حبيبتي ا... أهدي أ نا ك و ي س
رنا ببكاء... ليه يا جاسم عملت كدا ؟!!
جاسم.... مستحيل....اسيبك ..تموتي ابدا
مقدرش أعيش من غيرك ثانية واحدة ، أنا كنت بتعذب من غيرك أنا مكنتش عايش ، أنا بحبك اوووي يارنا ،، سامحيني علشان خاطري
قال ذلك ثم فقد الوعي فصرخت رنا باعلي صوت لها.... جاسم لا يا جاسم علشان خاطري افتح عيونك يا جاسم
رغد بغضب.... كان لازم إنتي اللي تموتي مش جاسم لازم تموتي
رفعت السلاح باتجاه رنا مرة أخري ولكن هذه المرة وقف زياد أمامها حائل بينها وبين رصاصات رغد التي تلقت رصاصة في رأسها أطلقها زياد باتجاها فسقطت جثةهامدة لم تجني في حياتها شئ سوي الشر واذية الناس. سقط السلاح من يد زياد وسقط هو بعده يلفظ أنفاسه الأخيرة فتحدث بصوت متقطع.. ر.. رنا سامحيني أنا آسف
رنا ببكاء.... ليه يا زياد ليه عملتي كدا انت كمان...
زياد .... اللي بيحب بيضحي علشان حبيبه وأنا يمكن كنت بحبك علشان شبه سيلا بس كنت بحب سيلا بجد وإنتي شبها اوووي ، صدقني أنا مش زعلان إني هموت بالعكس أنا هروح لحبيبتي وإنتي خليكي مع حبيبك أوعي تسيبيه.......
رنا ببكاء.... زياد
زياد... لا رد
اتجه عدي برفقة المقدم آسر للغرفة الموجود بها أدهم بينما اتجه آسر مع عمار إلي الغرفة الموجود بيها رنا فوجدها تحتضن الجاسم الغارق بدمائه وزياد فارق الحياة وغادر لعالم سبقته إليه محبوبته
أسرع آسر إليها قائلا بلهفة رنا إنتي كويسة ؟!
رنا ببكاء... جاسم ، جاسم بينزف ومش بيرد عليا
أقترب آسر من جاسم ولاحظ نبضه وجده ضعيف فتحدث بقلق... لازم يروح المستشفى بسرعة.... إحنا طلبنا الإسعاف لما سمعنا ضرب النار وزمانها وصلت يالا بسرعة
رنا.... وأدهم فين ؟!
تحدث عمار ... مع عدي
حضرت الإسعاف وتم نقل جاسم إلي المستشفى وأصرت رنا علي الذهاب برفقته ولاحقها عدي وعمار أدهم بينما ظل آسر لانهاء التحقيقات مع المقدم آسر
***************
وصل جاسم إلي ا?
عشق وجزاء
قضي جاسم الليل بأكمله يعمل على بعض الملفات الهامة لم ينتهي إلا مع ظهور أول ضوء النهار فلم يكن لديه وقت للنوم فعليه إنهاء الأعمال المتراكمة عليه حتي يتفرغ لمحبوبته.
جلس جاسم خلف مكتبه يريح ظهره قليلا فغفي من دون أن يشعر مكانه ، فدلفت تلك الحية للداخل فوجدته نائما فاستغلت الفرصة لتنفيذ مخططها الدنيئ الذي أرسلت لتنفيذه مقابل ثمن بخص لا يضاهي شيئا أمام تدمير سعادة قلبين أحبا بعضهم بشدة ولكن لم يحصدوا غير الفراق والوجع فكأن الحب أصبح جريمة يعاقب عليها بوجع الفراق ونار الشوق.
فاقتربت منه وجلست أمامه علي المكتب واقتربت منه حتي لحفت أنفاسها الساخنة بشرته البرونزية واقتربت منه حتي كادت أن تقبله ، ولكن فتح جاسم عينه حينما
شعر بأنفاس ساخنة على بشرته فكان متوقعا محبوبته ولكن صُدم حينما رائها أمامه فكانت قريبة جدا منه ، كاد جاسم أن يتحدث ولكن قاطعه دخول رنا
كادت رنا أن تتحدث ولكن صدمت من المشهد أمامها فكأن الصدمة ألجمت لسانها فلم تجد غير دموعها لتعبر بها عن وجعها فتحدثت ببكاء
رنا.... أن أناا آسفة ، ملقتش حد بره، أنا آسفة
حاول جاسم الحديث وشرح سوء الفهم ولكن لم تتدعي له الفرصة .
فتوجهت للخروج بدمع يمهد لوجع جديد .
حاول جاسم اللحاق بيها ولكنها اختفت من أمامها فعاد بغضب شديد واضح للعيان من نظرات عينه فلو كانت النظرات تقتل لكانت تلك الغبية في عداد الأموات الآن فهي وقعت في يد من لا يرحم.
صفعة قوية هوت علي وجهها فسقطت على إثرها فتحدث جاسم بغضب.... إنتي اتجننتى ، إنتي إزاي تعملي كدا لم يحصل على إجابة فصرخ بها بصوت كزئير تنين غاضب انطقي!!!
ولكن كان الصمت إجابتها فماذا تتوقع من إنسانة باعت ضميرها .
حاول جاسم السيطرة على غضبه فقال بعصبية مها!!!! عشر دقايق ومشوفش وشك هنا واياكي!!!! ألمحك هنا فاهمة ؟!
مها بخوف فهي لم تحسب رد فعله كهذا.... فاهمة!!!
غادر جاسم المكان بغضب محاولا إيجاد رنا لتوضيح الأمر قاطعه سكرتيرة والده تخبره بضرورة حضوره الإجتماع الآن ، حاول جاسم الرفض ولكن لم يستطع فتنهد بحزن واتجه لغرفة الإجتماعات فوجد والده وعدي هناك فأخذ مكانه ولكن ظل شاردا فعقله وقلبه برفقة محبوبته أيعقل أن تتركه وترحل مرة أخرى ؟! لا لن يستطيع العيش بدونها مرة أخرى ، لن يتركها تغادر مهما كلفه الأمر.
****************************
توجهت رنا إلي مكتبها لتخفي دموعها التي تنزل بانهيار فقلبها الصغير لم يعد يتحمل الحزن والوجع مرة ثانية ، حاولت ريهام معرفة ما بها ولكن لم تستطع فتركتها حتي تهدأ قليلا.
انتظرت رنا خروج ريهام وارتفع صوت نحيبها
ظلت علي هذه الحالة بعض من الوقت حتي افاقت على صوت هاتفها فوجدته رقما غير مسجل لديها تجاهلته عدة مرات ولكن مع إصرار المتصل اضطرت للإجابة فكفكت دموعها واجابت ولكن سرعان ما تحولت ملامحها الحزينة للصدمة فوقع الهاتف من يدها علي الأرضية الصلبة....
فها هي صدمة أخري قادمة باتجاها ولكن صدمتها هذه المرة كانت كالقشة التي قسمت ظهر البعير فانهارت تماما وصرخت باعلي صوت لديها فاسرعت ريهام إليها باقصي سرعة فوجدتها تجلس على الأرض تبكي بشدة فتوجهت إليها قائلة بقلق
مدام رنا حضرتك كويسة ؟! لم تحصل على إجابة فاقتربت منها أكثر حتي جلست بالقرب منها وامسكت يدها وتحدثت بخوف من هيئتها مدام رنا حضرتك كويسة ؟!
لم تتحدث رنا ولكن فجأة وقفت وخرجت متجه لمكتب أحمد العمري فهو من يستطيع مساعدتها في هذه المصيبة فتوجهت إليه ولم تستمع إلي نداءات ريهام المتكررة لايقافها
توجهت إلي مكتبه فحاولت الدخول فمنعتها السكرتيرة....
السكرتيرة.... مدام رنا أحمد بيه مش موجود جوا.
رنا ببكاء... فين ؟!
السكرتيرة.... عنده إجتماع مهم نص ساعة ويخلص
رنا ببكاء.... مينفعش لازم ادخله فورا
السكرتيرة... آسفة يافندم مينفعش.
تجاهلت رنا كلامها واتجهت لغرفة الإجتماعات فحاولت السكرتيرة منعها فتحدثت بعصبية
أنا هدخل يعني هدخل الموضوع خطير.
السكرتيرة.... أوك انا هقوله بس حضرتك اتفضلى في أوضة المكتب ، فمنظر رنا يدل على حدوث كارثة خطيرة فتوجهت للداخل بخوف من غضب مديرها فالاجتماع مهم جدا
فتحدثت بتوتر.... آسفة يافندم ، بس الموضوع خطير
أحمد... في أي اتكلمي بسرعة
ابتلعت ريقها بخوف وتحدثت قائلة... مدام رنا عايزة حضرتك ضروري بتقول الموضوع خطير جدا.
افاق جاسم من شروده عندما ذكر إسم محبوبته فتغيرت ملامح وجهه للخوف الشديد فلاحظه والده فعلم أن هناك شئ ما قد حدث فاستأذن من شريكه واتجه للخروج أرد جاسم أن يتبعه ولكن منعه والده فجلس مرغما وظل عقله يفكر ماذا تريد رنا من والده فلاحظ عدي شرود صديقه فتولي مهمة إنهاء الصفقة بالشروط المطلوبة
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
توجه أحمد لمكتبه بخطوات سريعة فأخبرته السكرتيرة بحالة رنا المزرية فعلم أن الأمر خطير
فدلف للداخل فوجد رنا تبكي بشدة فتحدث بقلق..... رنا! أي اللي حصل ؟!
فرفعت رنا رأسها ونظرت إليها فأردت القيام ولكن لم تستطع فالرؤية أمامها أصبحت مشوشة ارتفع صوت شاهقتها وحاولت الحديث ولكن لم تستطع فحاول أحمد تهدئتها....
أهدي وقوليلي أي اللي حصل وصلك للحالة دي ؟!
فتحدثت بخفوت فقد أصبحت الرؤية منعدمة وشعرت بأن الأرض تدور من حولها فتحدثت بخفوت أدهم ! أدهم انخطف!! كانت تلك آخر كلماتها قبل تفقد الوعي فسقطت بين أحضان
حبيبها الذي دلف للغرفة للتوه فلم يستطع الإنتظار فعتذر ولحق والده وعندما دخل وجد رنا تترنح في وقفتها فأسرع إليها وعندما وصل إليها سقطت في احضانه فزع جاسم وحاول افاقتها ولكن لم تستجب
جاسم بخوف.... رنا! رنا حبيبتي فوقي
رنا.... لا رد
فحملها جاسم ووضعها على الأريكة وحاول افاقتها لذا احضر قليل من الماء ونثره على وجهها برفق وتحدث بلهفة
آفاق أحمد من صدمته على صوت جاسم فانصدم عندما وجد رنا فقدت وعيها كاد أن يتحرك ولكن قطع تقدمه رنين هاتفه فأجاب على الفور فأتاه صوت فريدة الباكي
أحمد بخوف..... فريدة مالك في أي ؟!!
فريدة ببكاء.... أدهم! أدهم اختفي ومش لاقياه في أي مكان...... مش عارفة أعمل أي ؟!
أحمد.....طيب أهدي وأنا جاي فورا .
انتبه جاسم لصوت والداده فتحدث بخوف
بابا في أي ؟!! وأي إللي حصل لرنا ؟!
لم يحصل على إجابة فتحدث بغضب فهو لم يعد يفهم شئ مما يحصل حوله بالبداية ظن أنه السبب في هذه الحالة ولكن يبدو أن الأمر أخطر من ذلك فحالة والده تدل على وقوع كارثة كبيرة.
فتحدث بغضب ممزوج بالخوف والقلق بابا!!!
في أي ؟!
اما والده فكان في عالم آخر فيبدو أن ماكان يخافه سيحدث الآن ولكن ماذا ستكون رد فعل ابنه اذا علم بالأمر فيكفي صدمة معرفة ابنه بل الأكبر اختفائه، أفاق من شروده علي صوت جاسم فنظر إليه بشفقة ممزوجة بالخوف على حفيده ... مفيش يا جاسم هات رنا وتعالي
أستغرب جاسم من حديث والده كثيرا فملامح وجه يبدو عليها الصدمة والخوف عكس صوته الهادي فخرج صوته قائلا بذهول.... علي فين!!!
أحمد بهدوء عكس ما بداخله ..... علي البيت وهناك هتعرف كل حاجة.... واضح ان وقت الحقيقة جه
لم يفهم جاسم شئ من حديث والده ولكن لم يعد أمامه خيار آخر غير تنفيذ كلامه فقام بحمل رنا بين ذراعيه فقابل عدي في طريقه فصدم مما رأى حاول معرفة ما حدث ولكن كيف ذلك وجاسم لا يفهم شئ مما يحصل حوله!!!!!!
أسرع عدي واتي بسيارة جاسم أمام الباب الخلفي لشركة فهو لن يخرج بمحبوبته كهذا أمام الجميع فسلك الطريق المودئ للباب الخلفي فلا يوجد أحد يستخدمه إلا قليلا.
خرج جاسم من الشركة فوجد عدي ينتظره بالسيارة فساعده بإدخال رنا للكنبة الخلفية وركب جاسم بجانبها أما عدي فقاد السيارة متجها إلي قصر العمري.
حاول جاسم كثيرا افاقة رنا ولكن لم تستجب له فتحدث عدي بقلق.... مش نروح المستشفى الأول نطمن على رنا!!!
جاسم بخوف ... أنا كلمت الدكتور وهيستناني بالقصر .
عدي... طب أي إللي حصل وصلها للحالة دي ؟!
جاسم بحزن.... معرفش بس أكيد حاجة كبيرة غير إللي حصل الصبح!!
عدي باستغراب...ليه هو أي اللي حصل الصبح؟!
حكي جاسم لعدي ما حدث معه في هذا الصبح فاستغراب عدي كثيرا.... بس أي اللي يخلي مها تعمل كدا!!!
جاسم..... دا اللي هجنني ، المشكلة مش زفتة دلوقتي ، المشكلة فرنا دلوقتي ، كانت خلاص كل حاجة اتحلت بس بعد اللي حصل رجعنا تاني لنقطة الصفر.
عدي... وناوي على أي ؟
جاسم..... مش عارف بس أعرف أي اللي حصل وبعدين أتصرف.
وصل عدي للقصر بسرعة كبيرة ، نزل جاسم وحمل رنا واتجه إلي الداخل فوجد والدته تجلس بالصالون مع إمرأة أخري لا يعرف هويتها ومعهم فتاة صغيرة بعمر السابعة تقريبا إستطاع التعرف عليها بسهولة إنها ملك فهي تشبه رنا كثيرا ، انصدم الجميع من دخول جاسم يحمل رنا فتحدثت سلمي بخوف .... رنا!! اي اللى حصلها ؟!
حاول جاسم تهدئتها ..... أهدى يا طنط هي كويسة بس اغمي عليها.
صعد جاسم برنا إلي غرفته ووضعها بسريره وأسرع الي المرآة وأخذ زجاجة عطر ثم نثر بعض القطرات على يده ومررها علي أنفها كانت رنا تحاول أن تستجيب له ولكنها كانت غير قادرة ، لحسن حظه وصل الطبيب لفحصها فخرج وتركها برفقة والدته لمساعدتها.
بعد قليل خرج الطبيب فأسرع جاسم إليه
جاسم بلهفة.... خير يا دكتور رنا كويسة ؟!الدكتور.... متقلقش يا جاسم بيه الهانم كويسة كل الحكاية إن ضغطها انخفض بصورة مفاجأة يعني مفيش داعي للقلق اهتموا باكلها كويس الفترة الجاية وهتكون بخير
جاسم.... أكيد يا دكتور
استأذن الطبيب بالمغادرة فاوصله جاسم ونزل برفقته إلي الأسفل فوجد والده يجلس مكفهر الوجه بجانبه عدي الذي تحولت ملامحه إلي الذعر هو الاخر فأنتظر حتي غادر الطبيب واتجه إلي ملك التي تبكي بشدة فاقترب منها قائلا... إنتي ملك مش كدا ؟!
اومت ملك برأسها ولم تتحدث فجلس جاسم بالقرب منها قائلا بحنان.... أهدى بقي الدكتور قال إنها كويسة مفيش داعي للدموع دي ، امسحي دموعك واطلعى اطمني عليها فوق
اومت ملك برأسها وصعدت للاعلي لتطمئن على رنا فهذه الأثناء عادت سلمي بعد أن هاتفت أسر وأخبرته بالأمر فاعطته العنوان وأخبرها أنه في الطريق وسيصل خلال دقائق معدودة فقد قرر العودة لوطنه وإنشاء فرع جديد هنا حتي يظل برفقة رنا والدته.
فوجدت جاسم يتحدث بغضب مع والده
أنا عايز أعرف أي اللي حصل إحنا دلوقتي في البيت اهو ؟ لم يحصل على إجابة فصرخ بغضب....حد يقولي أي اللي بيحصل هنا ؟!
عدي .... أهدي يا جاسم ؟!
جاسم بغضب.... محدش يقولي اهدا ؟! أي اللي حصل ؟!
فتحدث والده بهدوء.... أدهم انخطف
جاسم باستغراب.... أدهم !! أدهم مين ؟!!
أحمد بهدوء..... أدهم إبن رنا و...
جاسم وقد نبض قلبه بخوف وتغيرت ملامحه فقال بتوجس... إبن رنا ومين!!
فأتت الإجابة الصادمة له..... وإبنك ... أدهم ابنك انت ورنا .
فتسمر جاسم بمكانه ولم يستطع التحرك كأن صاعقة رعدية قد صعقته بشدة
أستغرب الجميع من الصوت فالتفت جاسم لمصدر صوته فانصدم مما رأى .... انت!!!
.... ايو أنا ، كويس إنك فاكرني
جاسم بصدمة.... ق.. قولت ايه!!
...... الحقيقة أدهم يبقي ابنك انت ورنا
اما جاسم فنظر إليه بعيونه التي تجمعت بها الدموع قائلا بغير تصديق... ابني!
.... ايوا ابنك
أستغرب الجميع من حضوره فتحدثت سلمي...
آسر حمد لله على السلامة يا حبيبي.
آسر بهدوء الله يسلمك يا ماما
ثم توجه إلى أحمد العمري آسف إني جيت من غير معياد بس مقدرتش استني لما عرفت إن أدهم انخطف ثم مد يد قائلا أنا آسر أخو رنا
أحمد العمري....اهلا وسهلا
اخيرا إستطاع جاسم الحديث فتحدث بغضب.... الكلام ده حقيقي ، يعني أدهم يبقي ابني ! وحضرتك كنت عارفة يابابا!!
عدي.... أهدي يا جاسم مش كدا ؟!
جاسم بغضب.. أهدي إزاي بيقولك إبني. يعني انا عندي إبن وأنا معرفش تخيل بقي ؟!
عدي.... أهدي يا جاسم علشان نفكر نلاقي حل للمصيبة دي ؟!
جاسم بغضب.... مصيبة!! يعني يوم ما أعرف إن عندي إبن يكون مخطوف ومعرفش عنه حاجة كمان!!
ثم نظر إلي والده... حد يفهني ابني فين !!!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في الاعلي وصلت ملك لغرفة جاسم ودلفت للداخل فوجدت رنا بدأت باستعادة وعيها فأسرعت إليها بلهفة..... رنا حبيبتي إنتي كويسة ؟!
فتحت رنا عيونها ببطء شديد وهي تشعر بتثاقل جفنيها تنظر حولها في محاولة منها لمعرفة اين هي فلم تستطع فحاولت النهوض فمنعتها فريدة قائلة.... حبيبتي إنتي كويسة ؟!
رنا محاولة التذكر ..... أنا فين!!! أنا آخر حاجة فكراها إني كنت في الشركة
فريدة.. إنتي هنا في أوضة جاسم هو اللي جابك متخافيش!
تذكرت رنا ما حدث فقالت بخوف
إبني..... أدهم فين ؟
فريدة ببكاء.... أهدي يا حبيبتي أدهم بخير متقلقيش
رنا ببكاء.... مقلقش!!! إبني انخطف وعايزاني مقلقش.
حاولت رنا النهوض فمنعتها فريدة قائلة.... إنتي رايحة فين بس إنتي تعبانة ومحتاجة راحة..
رنا ببكاء ... راحة!!! راحة إزاي وابني مخطوف
حاولت فريدة منعها ولكن لم تستجب لها واتجهت إلي الأسفل بسرعة كبيرة نظرت فريدة إلي ملك قائلة بضيق... هتفضل طول عمرها عنيدة ثم لحقتها هي وملك للاسفل.
_________________________
حاول آسر معرفة شئ عن اختفاء أدهم فعلم انه كان بالنادي برفقة والدته وفريدة فكان يلعب برفقة بعض الأطفال ولكن فجاءة اختفي ولم يظهر فبحثوا عنه فلم يجدوا له أي أثر..
فغضب جاسم كثيرا عندما علم بمعرفة والدته بالأمر هي الاخري.... يعني ماما كمان كانت عارفة.... فاضل مين تاني كان عارف ؟!!
فنكس عدي رأسه للأسفل فتحدثت جاسم بصدمة.... انت يا عدي!! انت كنت عارفة ومقولتليش ،
ثم أكمل بغضب كالإعصار.... يعني كنت شايفني بتعذب اودمكوا ومحدش فكر يقولي حتي انت ياعدي دا انت أكتر واحد عارف انا اتعذبت قد اي وانت يابابا هونت عليك تخبي عليا إبني ليه؟!
يكاد أن يكمل حديثه عندما لمح رنا تهبط الدرج بخفوت فذهب باتجاها وتحدث بغضب اهلا برنا هانم!! فاستغربت رنا حديثه كثيرا وكادت أن تتحدث ولكن قاطعه جاسم بغضب
رنا هانم بقي أكتر واحدة عذبتني ، عقابتني أشد عقاب ولسه لحد النهاردة بتعاقبني ثم أقترب منها وامسك ذراعها بقوة كبيرة الامتها ليه ؟! ليه خبيتي عليا إبني؟! انطقي؟!
لم تستطع رنا الحديث ولكن دموعها تعرف طريقها للهبوط...
فاكمل جاسم قائلا بغضب.... مكفكيش عقابك ليا قولتي تكملى عليا وأنا مستحمل بعدتي عني أكتر من أربع سنين عشتهم في عذاب واستحملت وكنت علي طول بقول دا غلطي أنا ولازم استحمل كنت بدور عليكي زي المجنون وحضرتك عايشة حياتك ولا في بالك أي حاجة ،لماشوفتك في باريس بردو كملتي عليا وعقابتيني ببعدك مرة تانية وبردو استحملت ودلوقتي أكتشف إن الهانم مخبية عليا إبني كنتي ناوية تقوليلي امتي ؟!
بس تعرفي انتي لعنة..... حبك لعنة دمرتني ولسه هدمرني ما تنطقى ولا لسانك اتخرس دلوقتي ؟! لما قررنا نبدأ صفحة مع بعض ليه مقولتليش ها وكنتى ناوية تعاقبيني كمان إنتي أنانية اووي للأسف وعمرك ما فكرتى غير في نفسك وبس
إلي هذا الحد ولم تستطع رنا الصمت أكثر بعد ما فعله بها وينعتها بالانانية لا فالي هذا الحد و يكفي .
رنا بصرخ.... أنانية!! أنانية!!! كل شوية حد يقولي أنانية تقدر تقولي أنا امتي كنت أنانية؟! انت آخر واحد تتكلم عن العقاب انت دمرتني من يوم ما عرفتك وانت دمرتني جرحتني وظلمتني واهانتني ، ضيعت مستقبلي وحياتي وبتقولي أنانية ثم دفعته بقوة كبيرة في صدره لا تناسب حالتها الضعيفة فاكر إنك بس اللي اتعذبت لا أنا اتعذبت أكتر منك مليون مرة خسرتني نفسي وحياتي ورمتني زي ما أكون واحدة من الشارع
فاكملت بعصبية شديدة وهي تسدد إليه الضربات في صدره انت مفكر إني سامحتك على اللي عملته فيا لا وبردو فتحت معاك صفحة جديدة وحاولت انسي اللي فات وكل دا علشان خاطر أدهم وبس كل مرة كنت بشوفك فيها بفتكر كل اللي عملته وابقي عايزة أبعد بس بحاول علشان أدهم لأن عارفة مهما بعدت هيفضل رابطني بيك علي طول
حاولت فريدة وسلمي تهدئها عندما ازدادت ضرباتها تجاه جاسم الساكن في محله لا يبدي أي ردود فعل تجاه ما تفعله رنا ولكن منعهم آسر
فريدة.... لا ليه هنسيبها كدا
آسر.... سبيها يا طنط كل دا تراكم السنين الوجع والحزن اللي شافته يمكن ترتاح لما تخرج كل اللي جواها وتواجه جاسم بيه واللي عاشته ، اللي عاشته رنا مش قليل والكل أول حاجة بيفكر فيها أنها أنانية ،... أنا آسف يا طنط بس لو رنا معملتش كدا انا اللي كنت هعمل كدا لان محدش شاف معاناتها ووجعها غيري انا.
بعد هذا الكلام لم تقدر فريدة علي الحديث فصمتت.
اما جاسم فكان لا يقدر على الحديث فهي عانت أكثر منه بكثير فتركها تفرغ غضبها منه
فاكملت رنا بعصبية ممزوجة بالبكاء...
بتكلم عن الوجع تعرف أي أنت عن الوجع اللي عشته مهما كان وجعك مش هيجي ذرة من وجعي وعذابي اللي عشته ، كنت عايشة حياتي ولا علي بالي بس حضرتك نسيت هعيش حياتي إزاي وانا فقدت الثقة في نفسي وفي كل اللي حوليا لو مكنش آسر معايا كان زماني مت من زمان اوووي بعد كل دا برود أنانية. فقدت رنا السيطرة على أعصابها نهائيا
فحاول جاسم تهدئتها وحتي لا تؤذي نفسها
ولكن حينما أقترب منها حتي دفعته بقوة وأكملت
بتقول عليا لعنة بالعكس إنت اللي حبك لعنة ولعنة كبيرة لعنة دمرتني من يوم ما عرفتك ، لعنة بسببها كرهت قلبي اللي حبك واللي فضل يحبك السنين إللي فاتت كلها بالرغم من اللي عملته فضلت أحبك حاولت اكرهك بس معرفتش يبقي مين فينا اللي لعنة ، حرام عليك بقي سيبني في حالي؟ وابعد عني وعن إبني ؟!
قالت ذلك وانهارت قوتها فسقطت على الأرض بضعف كأنها ليست نفس الشخص الذي كان يتحدث بقوة منذ قليل انفجرت بالبكاء يمزق القلوب وتحتضن ساقيه بيدها وتبكي بحسرة على ما مرء بحياتها فتحطم قلبه لرؤيتها هكذا وجلس أرضا يحاوطها بين ذراعه واحتضنها بقوة كبيرة حاولت رنا دفعه ولكن لم تستطع فهي كالعصفورة بين مخالب النسر
فاحتضنها بقوة كبيرة كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه وأخذ يهمس بكلمات حتي تهدأ
فهدا صوت نحيبها ولكن لاتزال تبكي بقوة
جاسم بهمس.... خلاص يا قلبي أهدي أنا آسف هششش آسف يا عمري
رنا ببكاء.... عايزة إبني يا جاسم !!
جاسم بهدوء.... حاضر يا عمري بس أهدى إنتي
بدأ صوتها يضعف شيئا فشيئا حتي سكنت تماما فجذبها برفق ليجدها نعمت بنوما هادى بين ذراعيه فحملها واتجه لغرفته مرة أخرى.
كان الجميع يتابع ما يحدث بتأثر شديد فنزلت دموع سلمي وفريدة حتي عدي كاد أن يبكي مما يحدث أمامه فهو لم يري حبا هكذا غير في القصص والأساطير ولكن اليوم رائه أمامها
فحبهما ولد من رحم المعاناة والفراق حبا لم يضعف بمرور سنوات الفراق بل أصبح أقوي من زي قبل ، حبا تتجسد فيها معالم الحزن ، الفراق والجزاء فحان وقت التغير ليحل الربيع بنورها بعد برودة الشتاء الطويلة ليتبدل الجزاء بالعشق .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
وضع جاسم رنا بسريره وداثرها جيدا وجلس بجانبها يتأمل ملامحها ثم رفع يديه يحمي آثار دموعها ثم قبل جبينها برفق وتحدث بحنان آسف يا عمري سامحيني على كل الوجع اللي عشتيه بسببي سامحيني وقبل جبينها مرة أخرى وخرج متجها للأسفل فقابل ملك في طريقه....
ملك..... رنا كويسة ؟!
جاسم.... هي نامت دلوقتي خليكي جانبها علشان لو احتاجت حاجة
ملك بتردد... ماشي..
جاسم.... عايزة تسألي أي ؟!
ملك... هو انت بتحب رنا بجد ولا لا
جاسم.... بعشقها مش بحبها.
ملك.... طالما بتحبها كدا ليه بتجرحها؟!
جاسم.... إنتي لسه صغيرة لما تكبري هتعرفي إنه كان غصب عني ، خليكي معاها ومتسبيهاش لوحدها
اومت ملك برأسها واتجهت لغرفة جاسم لتكون بجوارها.
اما جاسم فاتجه للأسفل لإيجاد حل لهذه الكارثة.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
غب في مكان مظلم كقلوب اصحابه أغلقت تلك المرأة الهاتف تحدثت بسعادة
....حصل زي ما توقعت بالظبط رنا شفتها وانهارت
........ رنا بتدي الفرصة مرة واحدة بس
........ طيب هنعمل ايه الخطوة الجاية ، الدنيا زمانها مقلوبة على الولد وأكيد جاسم مش هيسكت.
....... عارف بس شغلي مش مع جاسم شغلى مع رنا اللي ممكن تضحي بنفسها علشان ابنها
بس اتفاقنا زي ما هو رنا مش هتتاذى مهما حصل.
تجاهلت حديثه قائلة بغموض..... أكيد طبعا بس الولد هيفضل معانا لحد امتي ؟!
لم تحصل على إجابة فصاحت زياد!!
نظر إليها بنظرات مخيفة فابتلعت ريقها بخوف
زياد .... أوعي تنسي نفسك فاهمة ولا لا ؟!
رغد بخوف فاهمة!!
زياد.... كويس ، مش عايز إزعاج
قال ذلك ثم ترك الكأس من يده ورحل
فتنهدت تلك الغبية تنعت حظها الذي اوقعها في طريقه
فلاش باك
كانت تجلس في النادي تفكر فى خطتها لتدمير جاسم ورنا فهي لم تفعل ذلك من أجل أن يعودوا لبعضهم مرة أخرى فهدفهامن البداية كان فراقهم فالغبية ظنت أنها اذا بعدت جاسم عن حبيبته فسيعود لها لا محالة ولكن كانت مخطئه فجاسم لم ينتبه لها مرة أخرى ولكن ما ابرد نارها هو فراقهم ولكن عندما علمت بعودة رنا واعطها لجاسم فرصة عملت على إيجاد خطة لتفرقتهم مرة أخرى فاقت من شرودها علي جلوس أحد ما أمامها...
رغد باستغراب.... انت مين!!!
..... أنا إللي ممكن أساعدك في كل خطتتك
رغد.... نعم!!!! انت مجنون ولا أي
كادت أن تغادر فتحدث....
جاسم!! مش كدا
جلست مرة أخرى قائلة... انت عايز أي ؟!
.... كدا نتفق بس الأول أعرفك بنفسي أنا زياد السيوفي
رغد.... تشرفنا وانا.....
قاطعها زياد.... رغد أنا أعرف كل حاجة عنك
رغد باستغراب.... ليه؟!!
زياد.... مش المثل بيقول عدو عدوك صديقك
رغد.... وانت بقي عدوتك مع جاسم!!
زياد.... مش بالظبط بس مش عايزه يرجع لرنا
رغد بحقد.... رنا!!
زياد.... بالظبط أنا عايز رنا وإنتي عايزة جاسم يبقي نحط أيدينا في ايد بعض ونخطط سوا
رغد.... أكيد بس هنعمل ايه
زياد.... اسمعي الأول لازم نعرف أخبارهم أول بأول
رغد.... دي سهلة وبما إنك عارف كل حاجة
أحب أقولك ان رنا قررت تدي لجاسم فرصة تانية وتقريبا دلوقتي بيقربوا من بعض
زياد .... عارف علشان كدا الشخص ده هيفضل يراقبهم كويس وفي الوقت المناسب هيتدخل بس يكون حريص لأن التوقيت في المرحلة دي مهم جدا...
رغد.... متقلقش من الناحية دي وبعدين
زياد.... بعدين بقي هستغل نقطة ضعف رنا علشان تفضل معايا.
باك
رغد بحقد.... لا كمان الهانم خلفت منه بس لا لازم رنا تموت.
****************************
نزل جاسم إلي الأسفل فوجد الجميع يجلسون بصمت وقد انضمت لهم ندي وامرأة أخري في أواخر العشرينيات من عمرها من ملامحها تبدو أنها ليست مصرية فعرف أنها اسيل زوجة آسر
جاسم لوالده.... إحنا هنفضل ساكتين كدا ؟!!
أحمد.... لا طبعا أنا كلمت اللوا فريد وهو اتولي الموضوع بنفسه وكلف المقدم آسر بالمهمة دي
جاسم.... مش شايف أن حاجة حصلت يعني ؟!
عدي.... أهدي يا جاسم المقدم آسر دا من اشطر الظباط وهو اتولي المهمة بنفسه
كاد جاسم أن يتحدث ولكن قاطعه دخول شاب في أواخر العشرينيات من عمرها ملامحه الجادة ونظراته بها بعض من القسوة والثقة بنفس الوقت ألقي عليهم التحية وتحدث بجدية
..... أنا المقدم آسر المكلف بقضية اختفاء أدهم العمري.
أحمد... اهلا وسهلا يابني
جاسم بغضب.... أقدر أعرف حضرتك عملت ايه ، إبني مختفي بقاله أكتر من 12 ساعة ومفيش أي أخبارعنه.
عدي...اهدي يا جاسم مش كدا ثم وجه حديثه لأسر... آسفين يا سيادة المقدم بس زي ما انت شايف الكل أعصابه متوترة من اللي حصل.
آسر.... أنا مقدر يا عدي باشا بس إحنا مش ساكتين إحنا حققنا مع كل اللي بيشتغلوا في النادي ورجعنا كاميرات المراقبة كمان مفيش وبما أن محدش يعرف حاجة عن حفيد حضرتك زي ما عرفت إنه كان عايش بره ولسه راجع مع والدته فاحتمال إنه يكون مخطوف علشان عدواة في الشغل مع حد مستبعد بس
جاسم بعصبية ..... بس أي ؟! ما تتكلم
آسر... أهدي يا جاسم بيه بس لازم نتوقع كل حاجة يعني ممكن يكون حد ليه مشاكل شخصية مع حضرتك أو المدام علشان كدا عايزين اقوال مدام رنا.
فتحدث آسر... مدام رنا تعبانة ممكن تسالنى أنا إللي انت عايزه
آسر.... مين حضرتك ؟!
آسر... أنا أخوها
المقدم آسر... تمام مدام رنا مكنش ليها أي عدواة مع حد بره
آسر... لا بالعكس مكنش ليها عدواة مع حد خالص وكمان محدش يعرف أن أدهم يبقي إبن جاسم.
آسر... ممكن يكون اللي خطفه علشان فدية!!
جاسم... محدش يعرف إن فيه حفيد لعيلة العمري يعني اللي خطفه عرف هو مين.
المقدم آسر..... بالظبط يا جاسم بيه لما خدنا أقوال إللي شغالين في النادي عرفنا إن في حد سأل على أدهم لما كان مع أحمد بيه في النادي وعرف أنه يبقي حفيد عيلة العمري.
دلوقتي حضرتكوا هتخلوا موبايلتكوا مفتوحة علشان لو حد اتصل سواء كانوا عايزين فدية أو حاجة تانية هيتصلوا خلال 48 ساعة بالكتير اووي وإحنا بردو مش هنسكت ولو في جديد هبلغ حضرتكوا بيه علي طول ، دلوقتي عن إذنكوا
أحمد.... اتفضل يا بني ومتشكر جدا
المقدم آسر... علي أي بس دا شغلي يا فندم
رحل آسر وبقيا الجميع والحزن مسيطر عليهم فلا يوجد شئ ليفعلوه...
سيطر الصمت الممزوج حتي قاطعه رنين هاتف حاول الجميع معرفة من اين يأتي فكان هاتف رنا الذي أعطته إياه ريهام بعدما تركته بمكتبها صباحا فوجد رقم مسجل بإسم عمار
لم يكن في مزاج لمعرفة من يكون عمار هذا فاعطي الهاتف لأسر وتركهم وتوجه الخارج حتي يظل بمفرده قليلا ، اخذ آسر الهاتف وأجاب
آسر..... ايوا يا عمار!
عمار باستغراب.... آسر!!! بس أنا متصل برنا مش انت
آسر بنفذ صبر... اخلص يا عمار عايز أي ؟!
عمار بقلق.... مالك يا آسر في حاجة حصلت ؟!
تنهد آسر وتحدث بحزن.... أدهم انخطف يا عمار ومنعرفش عنه أي حاجة
عمار بصدمة .... انت بتقول أي ؟! الكلام ده من امتي
آسر... من الصبح يدوب وصلت وعرفت الخبر
عمار..... طيب ورنا أخبارها أي ؟
آسر... هتكون عاملة إزاي يعني طبعا أعصابها تعبت ونامت
عمار.... تمام يا آسر أنا هكون عندك في أسرع وقت.
آسر... مفيش داعي تتعب نفسك ياعمار
عمار.... تعب أي يا آسر رنا زي اسيل بالظبط أنا جاي
آسر.... تمام لما توصل كلمني علشان اديك العنوان
عمار.... تمام
أغلق عمار الهاتف فتحدثت سحر بقلق أي اللي حصل ؟!
عمار بشك .... أدهم انخطف
سحر بصدمة .... نعم!!! انخطف ...... ثم نظرت له قائلة انت شاكك في حد!!
عمار... مفيش غيره واللي إنتي أي رأيك ؟!
سحر.... معقول توصل للدرجةدي!!!
عمار.... وأكتر كمان زياد وضعه مش طبيعي من ساعة موت سيلا وحبه لرنا كان لأنها شبها بدرجة كبيرة ولما رنا رفضته اتجنن أكتر وكمان رجوع رنا لمصر جننه أكتر وأكتر وردت فعله كانت غريبة جدا.
سحر... طيب هنعمل ايه دلوقتي ؟!
عمار.... أنا هسافر مصر بأسرع وقت هتيجي ولا لا؟!
سحر... أكيد طبعا لازم أكون موجودة جنب رنا في الحالة دي.
عمار...تمام جهزي نفسك وهنسافر بطيارتي الخاصة .
سحر... أكيد.
استعدت سحر وعمار بسرعة واستقلوا الطائرة لمصر.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
أغلق آسر الهاتف فراي جاسم يجلس بحزن فذهب باتجاهه حتي أصبح خلفه فوضع يده على كتفه وتحدث بهدوء.... متقلقش هيرجع إن شاء الله .
جاسم.... هه !!!هيرجع إزاي وانامعرفش حتي شكله .
آسر..... شكلك علي فكرة ثم مد يده بهاتف رنا وفتحه على صور لأدهم في جميع مراحله من يوم ميلاده حتي حفلة عيد ميلاده أخذ جاسم الهاتف وأخذ يقلب صوره ويتأمله جيدا فتركه آسر واتجه للداخل فأخذ جاسم يقلب في صوره حتي توقف أمام صورة له وهو طفل رضيع فنزلت دموعه وهو يتامله فيالله كم هو يبدو كالملاك في براءته فأخذ يقلب في صوره فاكتشف أنه لا يشبه في الشكل أيضا بل بالتصرفات والأفعال .
لم يعلم كما ظل من الوقت يتأمل صوره ابنه الوحيد فمسح دموعه وتوجه للداخل فوجد آسر غادر برفقة زوجته ووالدته ليرتاحوا قليلا
لم تكن فريدة ترغب برحيل سلمي ولكن وعدتها سلمي بالحضور صباحا مع بعض الأغراض من أجل رنا وملك فوافقت فريدة علي مضض بينما ظل عدي وندي يحاولون التخفيف عنهم.
صعد جاسم لغرفته وجد ملك تجلس بجانب رنا وقد بدأ النوم بالسيطرة عليها فطلب منها الذهاب للغرفة المقابلة لترتاح قليلا وهو سيبقي بجانب رنا فتوجهت ملك للغرفة المقابلة سرعان ما سقطت في النوم العميق من كثرة التعب فاليوم كان مرهقا على الجميع.
***********
اما جاسم فتمدد بجانب رنا وأخذها باحضانه وبقيا يتاملها ولكن سرعان ما تحولت ملامحها الي الضيق الشديد وبدأت تتحرك رأسها بقوة وأصبحت قطرات العرق تسقط بغزارة فكانت تصارع في أحلامها فيبدو أنها تري كابوس مزعج فحاول افاقتها برفق حتي لا تفزع
جاسم ... رنا ....حبيبتي اصحي
أخيرا استقيظت رنا فنظرت حولها فوجدت أنها لا تزال بغرفة جاسم
جاسم... أهدي يا حبيبتي دا كان كابوس أهدي
هدأت رنا كثيرا وسألت عن أدهم
رنا..... مفيش أخبار عن أدهم.
جاسم بحزن.... لسه يا حبيبتي
بكت رنا بشدة فحاول جاسم تهدئتها...
خلاص يا رنا أهدي بقي مش كدا
رنا ببكاء.... خايفة اووي ياجاسم قلبي واجعني اووي
جاسم..... اهدي بس إن شاء الله خير خلي إيمانك بربنا كبير.
رنا ببكاء.... يارب يارب يا جاسم
***************
في مكان بعيد نجد سيدة طاعنة في السن تحاول تهدئة طفل صغير...
السيدة..... يا حبيبي أهدي مش كدا
الطفل ببكاء.. عايز ماما
السيدة بحنان.... ماما هتيجي الصبح بس بطل عياط علشان لو فضلت تعيط هتزعل منك ومش هتيجي انت عايز ماما متجيش ؟!
الطفل بهدوء... لا عايز ماما
السيدة.... خلاص يلا أشرب اللبن ونام
الطفل... حاضر
رغد.... اووف أخيرا بطل عياط دا طفل مزعج و
ابتلعت باقي جملتها حينما رأت النظرات التحذير من زياد
زياد بتحذير.... لاخر مرة بحذرك اياكي تقربي من أدهم فاهمة!!!!
رغد بخوف.... فاهمة!!
***********************
أستيقظت رنا من نومها علي أشعة الشمس النافذة إلي الداخل ففتحت عينها بتكاسل فانتفضت من الفراش حينما رأت جاسم أمامها يرتدي ملابسه فالتفت إليه قائلا بهدوء... صباح الخير
رنا.... صباح النور ؛ مفيش أخبار عن أدهم ؟!
جاسم..... لا ... هتلاقي هدومك جوا غيري براحتك وبعدين أنزلى علشان تفطري
رنا.... مش عايزة اكل
جاسم بحذم مصطنع.... مفيش حاجة إسمها مش عايزة لازم تاكلي إنتي مكلتيش حاجة من إمبارح خمس دقايق والاقيكى تحت
نزل جاسم إلي الأسفل فوجد الجميع مجتمعون يبدو علي ملامحهم الوجوم الشديد فسأل بقلق....مالكوا في حاجةحصلت ؟
آسر.... تقريبا كدا بقي عندنا فكرة مين اللي خطف أدهم
جاسم.... مين
آسر بتوجس.... زياد السيوفي!!
في هذه الأثناء كانت رنا انتهت من تبديل ملابسها ونزلت للأسفل فاستعمت لحديث آسر الأخير فتسمرت مكانها وتحدثت بصدمة زياد!!!
إنتبه الجميع لقدومها فتحدث آسر.... ايوا زياد
رنا بصدمة .... بس ليه يعمل كدا ؟!
آسر.... انتى عارفة السبب ؟!
رنا .... سبب أي ، أنا مش فاهمة حاجة.
آسر... زياد بينتقم منك علي رفضك ليه
جاسم بغضب... حد يفهني أي اللي بيحصل ؟!
حكي لهم آسر ما حدث بإختصار وعندما أنتهي تحدث عدي بصدمة.... بس رنا معملتش حاجة غلط علشان ينتقم منها.
آسر.... كلامك صحيح لو كان إنسان طبيعي بس زياد مش طبيعي من يوم موت مراته وكمان الشبه اللي بين رنا ومراته خلاه مجنون بيها وبحبه ولما رنا رجعت مصر اتجنن أكتر ورد فعله كان غريب، بس دا مجرد شك مش حقيقية.
جاسم بغضب وهو ينظر لرنا.... أي كان لازم المقدم آسر يعرف
بعد قليل اتي آسر فأخبره جاسم بالأمر
المقدم آسر.... دا خيط كويس في القضية علي الأقل نعرف إحنا بندور على مين أنا هتابع كل حاجة تخص زياد السيوفي ولو في جديد كلموني..
أستاذ جاسم ممكن لحظة
جاسم.... أكيد
ذهب جاسم برفقة المقدم آسر لمعرفة ماذا يريد بينما جلست رنا بصدمة لا تقوي على الحديث فقط تنظر أمامها.
بعد قليل عاد جاسم فوجدها على هذه الحالة فاقترب منها قائلا بهدوء... أهدي كل حاجة هتبقي كويسه
بعد قليل حضر عمار برفقة سحر فحاول الجميع التخفيف عنها
أوشك الليل علي القدوم ولا يوجد أي خبر عن أدهم فكادت رنا أن تجن من الخوف علي فلذة كبدها....
كانت رنا تجلس بمفردها حينها أعلن هاتفه عن أتصال من مجهول كادت أن ترفض الإتصال ولكن سرعان ما اجابت بلهفة... الو
لم تحصل على إجابة فانتظرت قليلا ولكن لم يحدث شئ فاغلقت الخط بيأس
فاعاد المتصل الكرة مرة أخرى وكانت النتيجة
نفسها فانتظرت قليلا حتي رن الهاتف مرة أخرى فتجاهلت الإتصال ولكن أعاد مرة أخرى فتنهدت واجابت..... الو
زياد... أظن إنك عرفتي إن أدهم معايا لو عايزة ابنك تيجي على العنوان ده لوحدك دا لو عايزة تحافظي على سلامة ابنك في عربية هتكون واقفة مستنياكى قدام القصر تركبي فيها ومتنسيش محدش يعرف حاجة
أغلقت رنا الهاتف واتجهت إلي الخارج بسرعة كبيرة لم تكلف نفسها عناء لتخبر جاسم بخروجها فحتما كان سينقذها من مصيرها المجهول علي يد ذئب لا يعرف الرحمة
خرجت لتجد السيارة علي مقربة من القصر فعتلاتها معهم من دون حتي أن تفكر فى مخاطر ما ستفعله ، ولكن سرعان ما غابت عن الوعي بفعل المخدر لتذهب لطريق مجهول لاتعرف نهايته...
******************
كان جاسم يراقب رنا من بعيد كما طلب منه آسر سابقا
فلاش باك
المقدم آسر.... جاسم بيه حضرتك دلوقتي مطلوب منك مهمة خاصة
جاسم باستغراب...... مهمة أي!!!!
المقدم آسر..... مدام رنا !
جاسم.... مالها رنا !!
المقدم آسر..... حضرتك مطلوب منك تراقب مدام رنا كويس جدا لأن الخاطف بنسبة 99% هيحاول يكلمها علشان تروحله ، زي ما كلمها وقالها على خطف أدهم.
كمان تأخيره في الإتصال دا علشان لما يطلبها تروح فورا ، مدام رنا أكيد هتعمل كده علشان تنقذ ابنها بس ممكن دا يكون خطر عليها علشان كدا في عربية مراقبة بره القصر بعيدة شوية علشان محدش يشك لو حصل أي حاجة حضرتك لازم تبلغنا فورا من غير أي تصرف... مفهوم يا جاسم بيه
جاسم بخوف ..... اكيد طبعا
باك
انتفض جاسم من مكانه عندما رأي رنا تخرج من القصر بسرعة كبيرة جدا فاتصل بآسر الذي أخبره أن السيارة الاخري ستلحق بها فأصر جاسم علي الذهاب برفقتهم.
كانت سيارة المراقبة تسير خلفهم بمسافة حتي لا يشك أحد بهم وعندما سلكت السيارة طريقا مكشوفا أضطر جاسم ومن معه بالتوقف حتي لا يكشف أمرهم
جاسم باستغراب.... إحنا وقفنا ليه ؟!
أحد الظباط..... منقدرش نكمل يا فندم لو كملنا هننكشف وهيبقي بنعرض المدام للخطر إحنا هنقف هنا لحد ما تيجي الأوامر بالتحرك
جاسم بغضب .... نعم!!! أوامر أي!!! هسيب مراتي وابني مع الحيوان دا واستني الأوامر
مستحيل أنا هروح بنفسي
ترجل جاسم من السيارة بغضب شديد
حاول أحد الظباط منعه ولكن جاسم لم يستمع له فذهب باتجاه الفيلا الموجود بها رنا وأدهم.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
علي الجهة الاخري
بدأت رنا باستعادة وعيها شيئا فشئ لتتضح لها الرؤية المشوشة فوجدت أمامها زياد يجلس بهدوء مخيف في نهاية الغرفة المظلمة إلا من ضوء خفيف بجانبها
أخيرا إستطاعت رنا الحديث فخرج صوتها ضعيف.... إبني فين يا زياد ؟!
صمت زياد قليلا وظل يتأمل ملامحها الخائفة
زياد ببرود.... موجود وكويس ، طالما هتسمعي الكلام وتنفيذيه
رنا بلهفة.... هنفذ كل حاجة تقول عليها بس أشوف أدهم.
زياد.... مش تسمعي الأول مش يمكن الكلام ميعجبكيش .
رنا بخوف... عايز أي ؟!
استقام زياد في وقفته وسار باتجاها حتي أصبح قريبا منها وتحدث ببرود
حياتك قصاد حياة ابنك
رنا بخوف.... مش فاهمة قصدك !!!
زياد.... قصدي إنك تسيبي جاسم مقابل حياة ابنك
رنا بتردد... م...موافقة خليني اشوف إبني
زياد.... لسه الكلام مخلصش تسيبي جاسم ونتجوز
رنا بصدمة... نعم!!! نتجوز انت اتجننت ولا أي.
انا مستحيل اتجوزك حتي لو آخر يوم في عمري.
زياد بغضب.... ليه!!! فيه أي أزيد مني بالعكس هو اهانك وظالمك كتير بس أنا لا
رنا ببكاء... لا انت اتجننت خلاص
صفعها زياد بقوة وامسكها من شعرها بقوة قائلا بغضب.... أنا مش مجنون إنتي اللي مجنونة إنك ترجعيله بعد كل اللي عمله حتي بعد ما خانك...
أستغربت رنا كثيرا من معرفة زياد بهذا الأمر فلا أحد يعلم ماحدث غيرها هي وجاسم ، فعلمت أنه يوجد خطأ ما
زياد بعصبية... اي انخرستي يعني دلوقتي ولا ماعندكيش إجابة.... بس أي رأيك لو اقتلك حبيب القلب ساعتها مش هيكون في غيري قدامك ثم أكمل بجنون هتبقي ليا وبس ومفيش جاسم أو غيره
رنا ببكاء.... انت أكيد مجنون ، مستحيل تكون طبيعي أبدا
زياد بجنون... ايو مجنون ، مجنون بحبك من يوم ما شوفتك وإنتي مجنناني ، حاولت اخليكي تحبيني زي ما بحبك بس قلبك مكنش فيه غير جاسم وبس لما طلبت أتجوزك وإنتي رفضتي ساعتها اتجننت أكتر ولما طلبتي إننا نبقي أصحاب ساعتها كان عندي فرصة تانية إني اخليكي تحبيني وبدأت اتقرب منك أكتر كنتي بدأتي تحبيني بس بعد ظهور جاسم رجعتي تتعاملي معايا ببرود من تاني وبعدها إنتي رجعتي مصر علشان تبقي جانبه
رنا ببكاء... انت بتقول أنا عمري ما حبيتك انت كنت صديق مش أكتر وعمري ما تعاملت معاك إلا علي الأساس دا
زياد بجنون ... كدابة!!! إنتي كنتي بتحبيني فاهمة!!!!! كل دة بسبب جاسم بس خلاص من دلوقتي مش هيكون في غيري انا وإنتي وبس
فاكمل بهستيرية
لا أدهم كمان علشان إنتي بتحبيه وأنا كمان بحبه وهنعيش سوا من غير الماضي
في هذه الأثناء إستطاع جاسم الوصول الي الفيلا الموجوده بها رنا واستطاع الدخول من غير لفت انتباه أي من الحرس الموجود
بحث عن رنا حتي إستطاع الوصول للغرفة الموجود بها رنا واستمع لحديث زياد الأخير فخاف كثيرا علي محبوبته وابنه فحاول إيجاد طريقة للدخول بأسرع وقت ممكن...
اما رغد كانت تراقب مايحدث مع رنا بسعادة واضحة على وجهها ولكن عبست عندما لمحت جاسم يحاول الدخول الي الفيلا فأسرعت لأخبار زياد بالأمر
كان زياد يتحدث بغضب كبير ويحطم كل ما يراه أمامه
زياد بجنون.... لو مش هتبقي ليا مش هتكوني لغيري فاهمة!! هموتك يارنا ولا إنك تبقي لغيري فاهمة!!
رنا ببكاء... وأنا مستحيل أكون ليك
الجنان!!! بل أسوء منه بمراحل هذا ما وصلت إليه حالة زياد فقد عقله تماما وأصبح يتصرف بغباء وجنون تام ولكن بعد حديث رنا فقد أي ذرة عقل موجود به وأصبح لا يري غير رفض رنا له ، من دون أن يعي مايفعله رفع يده على عنقها يضغط عليها بقوة لينهي حياتها
حاولت رنا التملص من بين يده ولكنها لم تستطع فيده قوية للغاية ضربته على معصمه بقوة حتي يتركها ولكنه كان كالاسدالمنقض على فريسته.
استسلمت رنا لمصيرها المجهول ، فكم تمنت رؤية حبيبها وفلذة كبدها للمرة الأخيرة
****************
أستطاع جاسم الدخول للغرفة الموجود بها رنا فوجدها ولكن تسمر محله من الصدمة عندما رأي زياد يحاول قتلها فأسرع بتخليصها من بين يده فهي علي وشك الموت بين يده لون وجهها المخيف جعل الخوف يدب بقلبه فأسرع برفع الطاولة الموجودة في نهاية الغرفة وحطمها على رأسه بقوة فتركها وسقط فاقد الوعي.
أسرع جاسم الي رنا التي تفترش الأرض كأنها جثة هامدة وحاول افاقتها بخوف ولكنها لم تستجب له فضعط على صدرها بقوة لاعادتها الي الحياة ، أخيرا إستطاعت رنا فتح عينها فوجدت جاسم أمامها بالبداية ظنت أنها تتخيل ولكن حينما استعمت لصوته الخائف
رنا إنتي كويسة ؟!!
رنا بضعف... جاسم!! أدهم
جاسم... أهدي يا حبيبتي المقدم آسر في الطريق وهيوصل خلال دقايق ، خليني اخرجك من هنا الأول وبعدين هرجع لأدهم متخافيش
يلا يا حبيبتي
ساعد جاسم رنا علي النهوض ولكن بمجرد التحرك حتي أستمع لصوت ......
******************
في قصر العمري
علم الجميع باختفاء رنا وجاسم فحاولوا الإتصال بهم ولكن هواتفهم كانت مغلقة
فقلقوا عليهم خوفا من حدوث مكروه لهم بينما ذهب آسر وعدي وعمار برفقة المقدم آسر لمكان وجودهم وعندما وصلوا علم الجميع بوجود رنا وجاسم سرعان ما استمعوا الي صوت طلقات نارية متتالية فاختفي الدم من وجوههم وحلت مكانه الصدمة خوفا من إصابة أي منهم بخطب ما لذا أسرعوا الي الداخل يتقدمهم اسر الذي تخطي الحرس المحاط بالفيلا بمهارة عالية ودقة ملحوظة
كاد جاسم أن يخرج برفقة رنا حتي استمع لصوت يتحدث بحقد وغضب...
... انت مفكر إن خروجك من هنا هيكون بسهولة يا جاسم بيه!!!
جاسم بصدمة... انتي!!!
ظهرت رغد أمامهم تحمل في يدها سلاح مصوب تجاه رنا المتعلقة في ذراع جاسم بتعب، فاكملت قائلة بغضب .... لسه في حساب لازم يخلص وانتقامي منكوا لازم يخلص النهاردة ولا أي يا جاسم.... مصدوم مش كدا ، تؤ لازم تكون قوي علشان تشوف حبيبة القلب وهي بتموت قدام عينك
جاسم بغضب .... حسابك معايا أنا يارغد ماليكش دعوة برنا
رغد بحقد.... ماليش دعوة بيها إزاي وهي السبب في اللي حصل معايا ، هي اللي اخدتك مني ، خليتك تحبها وتبعد عني
جاسم بهدوء..... رنا مالهاش ذنب في حاجة أنا وإنتي والكل عارف انك مبتحبيش إلا نفسك وعمرك ما حبتيني كنتي بس بتحبي اسم جاسم العمري مكانه جاسم العمري آه انما جاسم العمري نفسه لا
رغد بغضب.... أنا عايزة أعرف فيها اي زيادة عني بالعكس انا احلي واغني منها كمان ثم صرخت بغضب قوللي فيها أي زيادة علشان تفضلها عليا
جاسم.... فيها كتير اووي مفيش زيها اتنين صحيح مش غنية زيك بس اغني بأدبها وأخلاقها والحب ميعرفش غني وفقير رنا دي احلي بنت قابلتها في حياتي
قاطعته رغد بغضب... رنا رنا رنا!!!!! كل حاجة رنا؛ رنا دي سبب المشاكل وكل حاجة بتحصللي فرقت بينكوا زمان وانفصلتوا فكرت إنك ممكن ترجعي بس بردو مفيش غير رنا ولما رجعت تاني بقيت بتحبها أكتر وأكتر وعايز تتجوزها قدام الكل علشان كدا بعت مها تنفذ خطتي أنا وزياد وبعدين قررنا نستخدم نقطة ضعفها اللي هو ابنها بصراحة فكرتك يا جاسم هتكرها علشان خبت عنك إنهاحامل بالعكس محصلش حاجة.... رنا لازم تموت لو ماتت حياتي هتبقي أحسن.....
كانت رنا تسمع لما تقوله رغد ببكاء شديد فهي لم ترتكب شئ ليحدث معها كل هذه الأمور لم تتمني يوما أن تصبح زوجة لجاسم العمري ولكن القدر اوقعها في طريقه ، حاولت قدر المستطاع ألا تقع في حبه ولكن عشقته رغما عنها ولم تجني شئ من هذا العشق غير الوجع والألم فكأن الحب بالنسبة لهم حرام فالجميع حاول تفرقتهم .......
افاقت من شرودها علي صوت طلق ناري فاتسعت عينها من الصدمة فجاسم هو من تلقي الرصاصة بالنيابة عنها فاصيب في كتفه وسقط على الأرض
رنا بصدمةممزوجة بالبكاء .... جاسم!!! لا يا جاسم متسبنيش لوحدي
جاسم ... حبيبتي ا... أهدي أ نا ك و ي س
رنا ببكاء... ليه يا جاسم عملت كدا ؟!!
جاسم.... مستحيل....اسيبك ..تموتي ابدا
مقدرش أعيش من غيرك ثانية واحدة ، أنا كنت بتعذب من غيرك أنا مكنتش عايش ، أنا بحبك اوووي يارنا ،، سامحيني علشان خاطري
قال ذلك ثم فقد الوعي فصرخت رنا باعلي صوت لها.... جاسم لا يا جاسم علشان خاطري افتح عيونك يا جاسم
رغد بغضب.... كان لازم إنتي اللي تموتي مش جاسم لازم تموتي
رفعت السلاح باتجاه رنا مرة أخري ولكن هذه المرة وقف زياد أمامها حائل بينها وبين رصاصات رغد التي تلقت رصاصة في رأسها أطلقها زياد باتجاها فسقطت جثةهامدة لم تجني في حياتها شئ سوي الشر واذية الناس. سقط السلاح من يد زياد وسقط هو بعده يلفظ أنفاسه الأخيرة فتحدث بصوت متقطع.. ر.. رنا سامحيني أنا آسف
رنا ببكاء.... ليه يا زياد ليه عملتي كدا انت كمان...
زياد .... اللي بيحب بيضحي علشان حبيبه وأنا يمكن كنت بحبك علشان شبه سيلا بس كنت بحب سيلا بجد وإنتي شبها اوووي ، صدقني أنا مش زعلان إني هموت بالعكس أنا هروح لحبيبتي وإنتي خليكي مع حبيبك أوعي تسيبيه.......
رنا ببكاء.... زياد
زياد... لا رد
اتجه عدي برفقة المقدم آسر للغرفة الموجود بها أدهم بينما اتجه آسر مع عمار إلي الغرفة الموجود بيها رنا فوجدها تحتضن الجاسم الغارق بدمائه وزياد فارق الحياة وغادر لعالم سبقته إليه محبوبته
أسرع آسر إليها قائلا بلهفة رنا إنتي كويسة ؟!
رنا ببكاء... جاسم ، جاسم بينزف ومش بيرد عليا
أقترب آسر من جاسم ولاحظ نبضه وجده ضعيف فتحدث بقلق... لازم يروح المستشفى بسرعة.... إحنا طلبنا الإسعاف لما سمعنا ضرب النار وزمانها وصلت يالا بسرعة
رنا.... وأدهم فين ؟!
تحدث عمار ... مع عدي
حضرت الإسعاف وتم نقل جاسم إلي المستشفى وأصرت رنا علي الذهاب برفقته ولاحقها عدي وعمار أدهم بينما ظل آسر لانهاء التحقيقات مع المقدم آسر
***************
وصل جاسم إلي ا?