اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والثالث عشر 113

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والثالث عشر 113



الفصل 113 في وقت متأخر من الليل
بقي نائل مستيقظا حتى وقت متأخر في مكتبه، يدقق بعض الوثائق قبل أن
يعود إلى غرفة النوم.
حيث انتشرت رائحة الأزهار والفاكهة في جو الغرفة، بعد أن خرجت خلود من
الحمام، ثم نظر إلى السرير، حيث كانت خلود تنام تحت الأغطية بحيث لم يبرز
منها سوى رأسها.
فمشى نحوها بسرعة ورفع الغطاء قائلا: "أيتها الفتاة الغبية، ألن تجدي صعوبة
التنفس بهذه الطريقة..."
وفجأة، علقت كلماته في حلقه.
كان خدي خلود محمرين ويظلل أنفها اللون الوردي. وبدت كما لو كانت ثمار
طماطم ناضجة.
ارتجفت رموشها الطويلة بينما كانت تحاول فتح عينيها بصعوبة. وعلى الرغم
من ضبابية الرؤية في عينيها، إلا أن ملامح الرجل الوسيم بقيت واضحة في عينيها.

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



لم تستطع خلود التحدث بسبب الألم الحاد في حلقها. "أهم..."
فلمس نائل على الفور جبهتها المحمرة، ثم عقد حاجبيه وقال بقلق. "حار جذا.
إنك تعانين من الحمى".
"نعم، على ما يبدو"، همست .خلود فلا عجب أنها شعرت بالتعب والنعاس
وقت سابق.
فاتصل نائل بسرعة بطبيب العائلة دريد عوف. "تعال على الفور".
وبعد أن أغلق الهاتف اتكأ على جانب السرير وبعد أن ضم خلود بين ذراعيه
شعر كما لو أن جسدها فرن مشتعل تنبعث منه حرارة شديدة تدفئ صدره.
وبسبب الحمى القوية بدت خلود كالزهرة الذابلة التي يحتضنها بين ذراعيه.
وكان تنفسها سطحيًا وحساسًا، مما جعل جميع من حولها يهرعون لمساعدتها.
فأمر نائل الخادمة التي في الخارج، أحضري بعض الماء الآن". وخلال دقائق
تحرك الجميع في قصر الحديقة الأخاذ الهادئ في الغالب لتقديم المساعدة..
حتى سالم سارع لتقديم المساعدة.
حيث هرع بعد تلقي مكالمة دريد، معتقدا أن نائل هو الذي كان يشعر بالإعياء.
ولم يدرك أن خلود هي التي مرضت إلا بعد وصوله.
حاول دريد التخفيف من غضب سالم قائلا: "لقد شعرت أن السيد هادي غاضبًا
جدا عندما اتصل بي. . ولذلك خفت من أن شيء ما قد حصل بشكل خاطئ،
فاعتقدت أنه من الأفضل أن تأتي .
وفجأة سمعوا صوتا مهددًا من الداخل: "لماذا تقف هناك؟ هل طلبت منك أن
تأتي إلى هنا لإجراء المحادثات؟"
ارتبك سالم والطبيب، ودخلا بسرعة إلى الغرفة.
عندما رأى الطبيب الفتاة التي يحتضنها نائل تنهد بقوة فقد كان جميلة بشكل
مذهل يجعل القلب ينبض بسرعة.
ثم قال: "هل قمت بقياس درجة حرارتها يا سيد هادي؟"
"ليس بعد".
بدأ دريد يتعرق بشدة بعد أن شك في قدرة نائل على العناية بخلود بشكل جيد
كونه لم يقم حتى الآن بقياس حرارتها على الرغم من الحمى الواضحة التي
تعاني منها.
دعونا نقيس درجة حرارتها أولاً.
وبعد مساعدة خلود على الاستلقاء، قاس نائل حرارتها وخلال خمس دقائق
التالية، وصف لها الطبيب الدواء.
وصلت مديرة المنزل تحمل إبريق الماء الدافئ ووضعته بجانب السرير.
وكان نائل المعروف بسلوكه المتحفظ، يضع الماء في فم خلود بعناية وحنان
كبيرين. ولذلك لم تستطع مديرة المنزل إلا أن تبتسم ابتسامة خفيفة.
وبعد انتظار لمدة عشر دقائق، قاس نائل درجة حرارة خلود، وتغيرت تعابير
وجهه في الحال. حيث بدا وكأن هذا الرجل الضخم يملأ الغرفة بغضب واضح
بعد أن قام من مكانه. ثم نظر ببرود إلى الطبيب وسأله: "لماذا لم تنخفض
حرارتها حتى الآن؟"
اندهش الطبيب من سؤال نائل فمن المعروف أن الأمر سوف يستغرق بعض
الوقت حتى يصبح الدواء ساري المفعول.
لماذا يفقد هذا الرجل الهادئ أعصابه عندما تكون خلود مريضة؟
ثم قال سالم: "لا تقلق، سيد هادي يجب عليك الانتظار حتى يبدأ مفعول
الدواء سوف تنخفض الحرارة بعد نصف ساعة
ثم أضاف دريد وهو يمسح العرق من جبينه: "نعم صحيح. يحتاج الدواء إلى
بعض الوقت ليبدأ الجسم في امتصاصه"
فك نائل أزرار یافته وقال له: "اذهب".
وبهذا غادر كل من سالم ودريد الغرفة بسرعة.
تبادلوا النظرات وتنفسوا الصعداء قبل أن يتوجهوا إلى الطابق السفلي.
وبينما نامت خلود بعد أن تناولت الدواء، عانت من موجات لا تنتهي من الحرارة
والعرق.
وبدت كما لو تم إلقاؤها في الصحراء الحارة ودفنها فوق طبقة من الرمال
الحارقة، وجسدها يتلوى من الألم.
حار... جدا حار... قالت بهدوء.
ظل نائل يراقب الفتاة الغافية بحذر، وكانت عيناه مثبتتين على انحدارات
بشرتها اللطيفة ومنحنيات جسدها الجذابة وهي تشد ياقته.
ثم اجتاحته موجة من الحرارة، وتدفقت عواطفه عندما تقدم منها وأمسك
بيدها الصغيرة المرتعشة. ثم أدرك نائل أن خلود كانت تشد ياقته لأنها كانت
مبللة بالعرق.
فذهب إلى الحمام وأحضر منشفة ساخنة، وقام بمسح العرق عن وجهها بلطف
واهتمام. حيث كانت بشرتها شاحبة وهي علامة واضحة على أن الحمى قد
تراجعت وبدأت حرارتها بالانخفاض.
وقد كان لون بشرتها أبيضًا مشربًا بلون الخوخ الجميل، وكانت الرائحة العطرية
المنبعثة من جسدها كافية لتثير دهشة من يراها.
وبينما كان نائل يمرر يده على ظهرها ليمسح عرقها، لم يستطع تجاهل ملمس
بشرتها الناعم والندي. وكانت قد جعلته الحرارة المرتفعة تحت أطراف أصابعه
يرتجف كما لو أنه تعرض لصعقة كهربائية.
وبينما كان رأس خلود متكنا على كتف نائل لم يستطع إلا أن يشعر بدفء
أنفاسها على رقبته وعندما ساعدها على الاستلقاء، انحنت وزرعت قبلة ناعمة
على خده. وتمتمت بصوت ناعم ومثير: "طعم الجيلي لذيذ جداً.
كان قلب نائل يخفق وهو يتساءل عما إذا كانت خلود قد أخطأت في اعتباره
طعاما.
بعد ذلك، احتضن رأسها بيده ولفها في عناق حنون وطبع قبلة لطيفة على
جبينها.
كان نائل يأمل في أن ينعم بليلة هادئة ولكن خلود كانت تقذف الأغطية
باستمرار بحثا عن وضع مريح.
وفي النهاية، لجأ إلى لف فخذيه القويين حول جسدها الناعم، وسحبها بالقرب
هدأت أخيرًا. واستطاعوا أن يناموا بهدوء، وتشابكت أجسادهم طوال
منه حتى
الليل.
اخترق ضوء الصباح النافذة، وألقى وهجا ذهبيا على الغرفة.
وعندما فتحت خلود عينيها ببطء، شعرت بجسدها متيبسا، بعد أن أمضت الليل
كله في نفس الوضعية وكانت قد تحولت إلى وسادة بشرية للرجل الذي
بجانبها، وقدمت له الدعم طوال الليل.
رفعت يدها لتبعد ذراعه الملتفة حول خصرها وبينما كانت على وشك النهوض
من السرير شدها نائل مرة أخرى إليه..
وعندما التفتت خلود لتواجهه ذهلها منظر وجهه الوسيم النائم. وكانت رؤية
مثل هذا المنظر الجميل أول شيء في الصباح قد رفع معنوياتها بشكل كبير.
بعد النوم جيدا، اختفى الدوار والتعب وشعرت خلود بالتجدد الكامل، وكانت
على استعداد لاغتنام اليوم كله.
نظرت إلى الساعة الموضوعة على الطاولة بجانب السرير وأدركت أن الساعة
قد تجاوزت العاشرة بالفعل. أما نائل فقد بقي نائقا ولم تظهر عليه أي علامات
للرغبة بالنهوض.
ثم همست خلود في أذنه قائلة: "لقد تأخر الوقت. ألن تذهب إلى العمل؟"



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close