اخر الروايات

رواية بين الاحزان والحقول كامله وحصريه بقلم اسماعيل يوسف

رواية بين الاحزان والحقول كامله وحصريه بقلم اسماعيل يوسف




انت خلاص يا ابنى قررت تعيش هناك؟ دا مكان بعيد جدا؟
تنهد فارس بشحوب وداعب شعره بشرود، ايوه هو دا المكان المناسب!!
لكن يا ابنى انت كده هتنعزل عن العالم كله ودا مش هيحل مشكلتك؟ ألفت كانت بنتى زى ما هى كانت مراتك
معلهش يا عمى دى رغبتى
تنهد الرجل بحزن، براحتك يا فارس، بس ابقى طمنى عليك من فضلك!
_ان شاء الله يا عمى
اطلق القطار صافرته، أحب فارس ان يسافر بالقطار رغم امتلاكه سياره تركها لوالد الفت فى جراش المنزل، جلس جوار نافذة القطار الذى ودع القاهره وصخبها وراح يتلوى وسط الخضره، من نافذة القطار تابع الفلاحين فى الحقول
واطلت عليه جزر النخيل السامقه التى يداعبها الريح
بعد اربع ساعات نزل فى محطة القطار وكان بأنتطارة عوض الخولى حمل متاعه نحو السياره التى قطعت مسافه أخرى قبل أن تتوقف، احنا هنكمل الطريق بالحنتور يا بيه!!
لم يعارض فارس الفكره وكانت الشمس الشاحبه تهبط درج التله البعيده صابغه اياها بشفق احمر وغيمات صغيره متصله
تركض فى طريق السماء نحو الشرق
وصلنا يا باشا، البيت إلى طلبته اهو
تأمل فارس المنزل الكبير القديم، منعزل وسط الجناين تحيط به حديقه شاسعه مثلما طلب
ادخل عوض الخولى المتاع واشعل مصابيح الاضأءه
كان البيت من الداخل أنيق رغم قدمه، رواق شاسع بارائك ومقاعد وسجاد يغطى الارضيه الخشبيه سلم خشبى مطلى يصعد نحو الطابق العلوى
لاحظ فارس وجود مطبخ كبير وحمام وغرفه كان يستخدمها الخدم فى الماضى
ايه رأيك يا فارس بيه؟
همس بشرود رائع، سيب الشنط واتفضل انت يا عوض ووضع فى يده اكراميه معتبره
اخرج كتبه ومذكراته، صورة زوجته وابنه ووضعها امامه على المكتب ثم جلس على المقعد واشعل لفافة تبغ
كان الليل غطى الحقول والمنزل ولم يترك ذرة ضوء هاربه
وحل صمت هاديء لكنه بغيض قاتل
عندما صعد الطابق العلوى من الشرفه الواسعه عاين الحقول الصامته المظلمه التى تمتد إلى ما لا نهايه، اقرب مصباح يبعد عنه أكثر من كيلو متر
سمع نقيق ضفدع يصدح بوتيره متواصله داخل مجراية ماء
وعلى بعد ميل كان النهر يجرى تحت الأشجار التى نمت على ضفته
وحفه الصمت والظلام، فى الفتره الاخيره كان يكافح من أجل الحياه بعدما شعر باختفاء شغفه كان عليه ان يهرب من الأماكن والذكريات بعدما توقفت حياته عند لحظة موت عائلته، الكتاب الذى يعمل عليه لم يكتب به حرف منذ شهور
تنهد بحرقه ومسح الدموع التى تسللت على وجهه، كانت زوجته تحلم بمنزل مثل هذا
ربما لم يستطع ان يوفره لها وهى حيه ووجد فى ذلك سلوى لاحزانه، همس انا هنا يا آلفت مثلما طلبتى بالضبط
لكنك لست جوارى حرك يده على درابزين الشرفه البارد
انا هنا لكن روحى معك، اخذتى كل الأشياء الجميله معك ولم تتركى لى سوى التعاسه


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close