رواية ظلمات قلبه الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هدير دودو
رفع شريف يده الى اعلى؛ ليضربها على وجنتها..اغمضت اشرقت عينيها، و الدموع كانت تسال على وجنتيها بغزارة... كانت تشعر بوجع، ضعف، و عجز استسلمت لواقعها المرير...انتظرت ااصفعة لتهبط على وجنتها و بالفعل تشعر بالانكسار، و الخذلان..
_استنى يا عمي
فحاءة صدح هذا الصوت... كان صوت قوى، غاضب،جهورى.. لم يكن سوى ارغد الذي وصل، و راي هذا المنظر... المنظر الذي بالفعل جعل عقله يهرب منه كان يتمنى ان يذهب اليهم، و يقتلهم جميعًا كل شخص اذى محبوبته بكلمة سيردها له بألف.... كان ينظر لهم جميعًا باعين غاضبة، الشرر يتطاير من عينيه... كانت عينيه تشبه الغابة التي تحترق، و النيران تتآكلها من جميع الانحاء..فبالفعل نيران الغيرة، و الغضب، و الحب تتاكل في قلبه..
فتحت اشرقت عينيها، و وقفت تنظر الى مصدر الصوت بعدم تصديق، و صدمة تُكَذِّبُ عينيها..لكنها فجاءة لم تشعر بذاتها سوى و هي تنطلق نحوه باقصي سرعة لديها... تتدفن ذاتها داخل حضنه كان جسدها يرتجف كليًا... احاطها ارغد بزراعيه، و بدأ يربت على ظهرها بحنان لتهدأ.... و هو يهمس داخل اذنها بنبرة حانية على الرغم من الغضب الذي بداخله يشعر بغضب يكبته اذا اطلق صراحه سيقتلهم جميعًا دون لحظة تردد
:- هشش هشش، اهدي يا حبيبتي اهدي يا روحي عشان خاطرى..
تمتمت هي بصوت متقطع، باكي غير منتظم... و قد اطلقت لبكاءها، و ضعفها الصراح
:- ا..ارغد..دة بيقول انه ابنه مش ابننا..بيقول اني على هلاقة معاه..ارغد معاه صور لينا...
كانت حديثها غير مفهوم، و مرتب الا انه فهم جيدًا ما تقولهظ.. مسد على ظهرها بحنان، و هو يردف قائلا لها بحنو، و هدوء؛ كي يهدئها
:- اهدي يا حبيبتي قسمًا بالله لاعرفهم كلهم مقامهم، و كل واحد غلط فيكي بحرف واحد هيدفع تمنه هما اللي حددوا وقت المواجهة يستحملوا بقا..
كان حديثه موجه للجميع كان يتحدث بنبرة توعد، عيونه قاتمة توضح مدى غضبه الان... بالفعل ظلَّ يحاول ان يهدئها حتى هدأت، و استكانت بضعف، و تعب بين زراعيه... كانت صامتة ظظظلا يصدر منها سوى صوت انفاسها المرتفعة، مسك ارغد يدها و قام بطبع قبلة رقيقة... فوقه و هو يردف قائلا لها بصوت حاني، اجش
:- اشف يا عمرى معرفتش اجي بدرى عن كدة بس كويس انك كلمتني..
تذكرت اشرقت ما فعلته هي، و اسيا عندما اخبرتها ان هاتف والدها لست موجود هو الاخر...
""""""""""""""""فلااااش باك
كانت اشرقت جالسة في الغرفة القلق، و التوتر ينهشا بقلبها فهي بالطبع علمت انهم سيفعلوا شيئًا ما؛ لذلك نزلت في المساء بهدوء.... توجهت نحو غرفة يسرية بعدما اخبرتها اسيا انهم قد اخذوا هاتف والدها ايضًا لانهم علموا انه اول من يتوجهوا نحوه.... كانت يسرية نائمة فقامت اشرقت بايقاظها قائلة لها بهدوء، و توتر و هي تضغط على كلتا يديها بقوة تجاهد ان تمنع نفسها من الدخول في دوامة بكاء مريرة
:- د..دادا معلش يا دادا ممكن تليفونك اكلم منه ارغد
اخرجت يسرية هاتفها لكن بكل اسف لم يكفي للتحدث مع ارغد فهو لم يوجد به رصيد كافي فاعادته لها، و هي لا تعلم ماذا تفعل لكنها رأت والدها يقف في الحديقة توجهت نحوه.... و هي تشعر بالتردد، و الخوف لكن لم يوجد امامها اي خيار اخر سوى هذا اردفت قائلة له بصوت جاهدت ان تجعله هادئ
:- ب..بابا ممكن تليفونك اعمل مكالمة معلش عشان مش عارفة تليفوني فين..
عقد شريف كلتا حطاجبيه الى امام و هو يشعر بالدهشة لكنه وضع يده في جيب سترته، و قد اخرج هاتفه اعطاه لها اخذته هي، و خطت بعض الخطوات بعيدًا عنه؛ كي لا يستمع ما تتحدثه.... و بالفعل اتصلت بارغد و اخبرته كل ما حدث معها شعر ارغد حينها بشعلةٍ من النار الملتهبة تتآكل في قلبه.. لكنه جاهد ان يكبته و يحاول ان يطمئنها قبل ان يغلق معها بالفعل.. قامت بحذف هذا الرقم من هاتف والدها و اعادته له..
""""""""""""""""""""" باااااااك
فاقت اشرقت من شرودها على يد ارغد التي كان واضعًا اياها فوق كفها حتى وصل نحو احد المقاعد و اشار لها تجلس قائلا لها بصوت حاني، و هو يبتسم في وجهها ليُطمنَ اياها
:- اتفرجي يا حبيبتي على بلاوي كل واحد فيهم اتفرجي عشان دة وقتك، و حقك..
انهي حديثه و هو يومأ لها برأسه الى الامام اومأت له هي الاخرى و لم ترد عليه بل اكتفت بتلك الايماءة، و هي تشعر بانقباض قلبها داخل قفصها الصدرى لكن ما يطمنها، و يهدئها هو وجود ارغد بجانبها في هذا الوقت تعلم ان بوجوده لن يحدث لها هي، و طفلها اي شي...فهو مصد امان، و قوة، حياتهم..
التفت ارغد نحوهم توجه اولا نحو شريف الذي كان مازال مستمرًا مكانه يشهر بالصدمة، و الدهشة... و اردف قائلًا له بصرامة، و حدة...و هو يشعر بحمرة من الغضب بداخله
:- انتَ ملكش اي حق إنك ترفع ايدك على مراتي ابدا مهما مين، و تبقي ايه... اشرقت خط احمر للجميع مسمحش لحد يقولها كلمة، و قبل ما تكلم مراتي المحترمة كلم بنتك، و مراتك اللي ماشيين مدورينها من وراك... و لا في حد حاكمهم..
صاحت فايزة قائلة له بغضب، و صوت عالٍ...و هي تنهض من فوق مجلسها ترفع سبابتها في وجهه
:- اخرس متجيبش سيرتي انا، و بنتي على لسانك متجبش قذارة مراتك فينا... وريه يا ماجد الصور فرجوا على مراته، و هي في حضنك...خليه يشوف الملاك اللي بيدافع عنها...
انهت حديثها بضحكة ساخرة..
نظر ارغد نحو اشرقت و اومأ لها براسه الى الامام... و هو يبتسم في وجهها بهدوء، فكل ما يريده هو الا تبكي و تحزن من حديثهم القاسي،الحاد هذا...و التفت مرة اخرى نحو فايزة و هو يخرج هاتفه،و يعطي اياها بعض الصور الخاصة لمرام و ماجد... فعل مثلما فعل ماجد جعل الحميع يشاهدها حتى انتهى ما ان انتهى حتى تمتم من بين اسنانه بقسوة،و استهجان
:- اهي الصور الحقيقية مش صور مراتي يا ست فايزة..
شحب وجه مرام بشدة، و هي تحاول ان تهدا من
ذاتِها؛ كي لا تكشف امرها.... بينما صرخت فايزة قائلة له بحدة، و عدم تصديق
:- اخرس مش عاوزة اسمع صوتك ابدًا انا بنتي محترمة عمرها ما تعمل حاجة زي كدة مفكرها مراتك و لا ايه...روح لم الاول مر..
صاح ارغد بها بصوت عالٍ، غاضب...يقاطعها مانعًا اياها من تكملة حديثها، و هو يتمنى ان يقتلها في هذا الوقت لم يعلم كيف سيطر على ذاته
:- متجبيش سيرة مراتي عل لسانك...مراتي خط احمر...ليتابع حديثه بشراسة، و غضب اكثر
-انا لسة بوريكوا جزء من الحقيقة لسة الحوار طويل و كل حاجة عملتيها هتتكشف..
ابتلعت فايزة ريقها بخوف جاهدت ان تخفيه، و هي تشعر بتهديده الجاد هذا...تخشى ات يكون علم عنها شئ ..
استمعوا جميعًا الى صوت مرام و هي تتحدث مع ماجد عندما كانت تقول له بخوف
:- انتَ عارف يا ماجد لو عرفوا هيعملوا ايه ممكن يحرمونا من الميراث ..
بدأ يفتح امامهم عدة تسجيلات اخرى لهما... فهو كان يعمل على تسجيل مكالمتهم حتى انتهي من فتحهم جميعًا...نظر الجميع نحو مرام يطالعونها
باحتقار... اردفت مرام بعدما اقتربت منه قائلة له بانفعال ...و هي تحدق اشرقت بنظرات كره واضحة
:- طب و فيها ايه يا أرغد انا عملت كل دة عشانك و اظن ان الموضوع دة مش هيفرق معاك مش هيفرق معاك اذا كنت بنت و لا لا كان زماني خلصتك من اشرقت و ابنها كمان و نتجوز انا و انتَ.
ردَّ عليها ارغد بضيق، و حدة و هو يشعر بالاستنكار من حديثها اللا مبالي
:- هو ايه اللي مش هيفرق معايا، و مين قال ان حتى لو كانت خطتك ال*** دي نجحت كان ممكن اتجوزك انتِ انسانة زبالة واقفة تبجحي بعد ما الكل عرف بقذارتك و تقولي عادي مش هتفرق.
اجابته بلا مبالاه كانها تتحدث عن امر عاديًا، لستُ كارثة كهذه
:- اه عادي مش هتفرق مانا زيي زي اشرقت ما انتَ رضيت باشرقت، و هي مش بنت و اهه متجوزها و لا تكون ماخدتش بالك انها مش بنت يعني انا زيي زي ست هانم اللي طالع بيها السما.
على الفور تحدثت فايزة تؤيد ابنتها...كإن هذا خبل الدفاع عن ابنتها
:- ايوة فعلآ يا حبيبتي معاكي حق انتِ مغلطتيش هو اللي بيعمل كل دة و ناسي ان مراته برضو مكانتش بنت.
شعر الجميع بالصدمة من حديثها هذا... بينما اردف ارغد قائلًا لها بغضب، و هو يطالعها بأعين مشتعلة نظراته وحدها كفيلة ان تجعلها تحترق كليًا
:- انتِ بذات تخرسي خالص مش قادر اصدق انك بتقولي كدة انتِ معجونة من ايه... بعيدًا عن انك امها و المفروض تنصحيها لا بتأيدى كلامها، و تتكلمي على مراتي اللي انتِ كنتِ السبب في اللى حصلها..
شهقت اشرقت بصدمة، و هي تتطلع نحوه بعدم تصديق... اومأ لها ارغد برأسه يؤكد حديثه شحب وجه فايزة شعرت ان الدماء قد فرت هاربة من وجهها و جسدها... لا تعلم كيف وصل ارغد لمعلومة هامة مثل هذة، لكنها اردفت قائلة له بتوتر لم تستطع اخفاءه
:- ا..ايه اللي بتقوله دة انتَ بتقول اي كلام ..انت جاي تلبس قرف مراتك فيا.
هدر بها ارغد، و قد وصل لاعلى ذروة في غضبه، فهي حتى الان تضع اللوم على اشرقت التي قامت بتدمير حياتها
:- اخرسي قسما بربي لو جيبتي سيرة اشرقت لهكون قاتلك و مش هيهمني حد...انا عارف كويس انك السبب و انتِ اللي طلبتي من عيل **** يعمل فيها كدة على فكرة الواد دة جبته و اعترف بعد ما اخد علقة محترمة خلته تتمنى الموت، و ميطولوش و في الاخر سلمته بنفسي للبوليس.
شعر شريف بالصدمة لا يستطع ان يصدق ما يسمعه هل زوجته كانت السبب في فعل شي مثل هذا لابنته ..؟؟ فهي كانت دائما تحرضه ضدها، و هي تعلم انها مظلومة... تمنى لو ان يصرخ، كيف سينظر لابنته بعد الان..؟! بالطبع لم يستطع ان يرفع عينيه في عينيها مرة اخرى..
تابع ارغد حديثه قائلا لمرام و هو يطالعها باحتقار، و تقليل
:- اياكي ثم اياكي ثم اياكي تقارني نفسك بيها مرة تانية.. اخرج اوراق اخرى و هو يلقي بها في وجه فايزة قائلا لها بسخرية
:- ادي اخرة تربيتك بنتك بتتعاطي مخدرات و ادى التحاليل بتاعتها لا و متورطة في تهريبه هي و ماجد شايفة يا فايزة هانم.
قال حملته الاخيرة بسخرية لاذعة.
هُنا، و هتفت سيلان تسال ماجد بعدم تصديق، و صدمه
:- الكلام دة صحيح يا ماجد انتَ متورط في تهريب مخدرات.
لم يرد عليها ماجد بل اكتفي بايماءة بسيطة من رأسه بدأت تبكي و تنتحب بصوت عالٍ، و هي غير مصدقة فهي لم تريد ابدا ان تتدمر حياة اخيها دائمًا تسعي لتجعله الافضل في تلك العائلة..
التفت ارغد نحو سيلان، و هو يطالعها باشمئزاز واضح لم يتأثر ابدا ببكاءها قائلا لها بضيق و هو يردف يتساءل اياها
:- انتِ الوحيدة اللي بجد مش قادر افهمك ايه سبب كرهك لاشرقت عملتلك ايه اصلا انت زرعتي الكرة في اخوكي كمان طلعتيه شبه راجل مش راجل ليه كل الحبد دة عمال افكر مش لاقي سبب..
اردفت سيلان تجيب اياه،و هي عينيها مثبتة نحو اشرقت التي كانت تبكي ... و لا تصدق ما يحدث معها اردفت سيلان قائلة له بكرة خالص
:- امها هي السبب في موت امي انت ناسي هي اللي حرمتني انا و اخويا من امنا الله يرحمها امها السبب..
لم يصدق ارغد ما تقوله ...لكنه اردف قائلا لها بصوت حاد
:- مرات عمي زينات الله يرحمها مش هي السبب مش هي مع اني مكنتش عاوز اقول الحزء دة بذات بس خلاص الحقيقة كلها هتبان... فايزة هي اللي سببت الحادثة اللي توفت فيها والدتك، و مرات عمي زينات يعني كنتي بتركهي الشخص الغلط اشرقت زيها زيك اتحرمت من امها من غير اي وجه حق مرات عمي زينات اخدت امك مشوار عادى متعرفش ان فايزة االلي المفروض صاحبتها سببت في حادثة و موتتها عشان تاخد بس لقب العيلة و مكتفتش بكدة لا بدل ما تكفر عن ذنبها راحت دمرت حياة بنتها كمان، و نعمة الصداقة..
هُنا و لم يتحمل شريف ان يصمت اكثر من ذلك فهي من فرقته عن زوجته، و حبيبته... توجه نحوها و هو ينظر لها بكره قائلا لها بغغب و هو يقبض فوق عنقها بشراسة، و يضغط بقوة بغل، و قوة
:- ازاي جالك قلب تعملي فيها كدة دي كانت بتعتبرك اختها عمرها ما زعلتك لو بكلمة... ليه تعملي كدة معاها عملت ايه يستحق ان يحصل فيها كدة انتِ طالق طالق طالق ... اسرع ارغد يبعده عنها على الفور قائلا له بحدة
:- اهدي با عمي البوليس هيجي و هتتعاقب على افعالها ال**** رغم اني نفسي اقتلها فعلًا بس مش هضحي بنفسي عشان كلبة زي دي السم اللي حطته هي اهه لف و رجعلها..
بالفعل جاء البوليس بعد دقايق و قام بالقبض على فايزة، و مرام، و ماجد... و ها هم يحصدون نتيجة كرههم و شَرهم... فهم ضيعوا عمرهم بخططهم الخبيثة تلك، و لم يحسبوا نتيجة افعالهم فجميعنا سنعاقب على افعالنا، و لو بعد حين و هذا ما حدث معهم بالطبع... كانت سيلان تشعر بالصدمة فهي دمرت حياة شقيقها و كل هذا بسبب اوهام خاطئة فهمتها هي، قررت ان تذهب ستسافر تعيش مع زوجها... فيكفي كل ما حدث لكنها لن تذهب قبل ان تطمئن على اخيها و تطلب منه السماح تشعر ان الندم باكل قلبها باكمله... بالفعل اعترفت بخطاها لكن لا ينفع الندم حينما ياتي في الوقت الخاطئ اما اشرقت فبالفعل تمنت ان تموت قبل ان تستمع الى تلك الحقائق التي استمعت اليها اليوم... كانت تبكي بضعف، وجع، تعب، و انهيار... قلبها تفتفت بداخلها اليوم شعرت بالخذلان، و الانكسار... لا تعلم ماذا فعلت هي ليحدث لها ذلك..؟! تبكي على والدتها التي حُرمت منها دون وجه حق... كانت طفلة لا تفهم شئ عندما توفت والدتها...فقدت حنانها، و حبها..
كان يشعر شريف لا يصدق ما سمعه عقله يعمل علي تحليل كل ما حدث... و هو يشعر انه لا يستطيع ان يستوعبه لم يشعر بنفسه سوى و هو يقع ارضًا..
انتفضت اشرقت سريعًا من مقعدها، و هي تدعي ربها الا يحدث له شي نعم هو من قسى عليها و عانت كثيرًا بسببه.... لكنه سيظل والدها الذي كان يحبها، و يدللها و هي صغيرة قام ارغد بحمله و سار متوحهًا نحو الخارج تشبتت اشرقت بثيابه اردف ارغد و هو يتحرك قائلًا لها بهدوء
:- اشرقت خليكي انتِ تعبانة.
حركت اشرقت راسها يمينًا، و يسارًا و بالفعل ركبت معه السيارة..
لحق بهما عابد، و اسيا في سيارة اخرى... اما سيلان فكان الندم و الحزن يتآكل قلبها تشعر انها في دنيا اخرى و عالم اخر..
كانت اشرقت جالسة في المستشغي تبكي، و هي نشعر بتعب جمٍ قلبها يصرخ بداخلها... اقترب ارغد منها جاذبًا اياها داخل حضنه برفق، و هو يربت على ظهرها بحنان قائلا لها بهدوء
:- قومي يا حبيبتي عشان خاطرى.... انا حجزت اوضة ترتاحي، و دكتورة تكشف عليكي يلا يا حبيبتي قومي و اول ما اعرف حاجة هطمنك..
حركت رأسها يمينًا، و يسارا برفض... ضمها ارغد نحوه برفق قائلا لها بحنو، و هو يرى علامات الارهاق و التعب البادية على وجهها
:- عشان خاطرى يا حبيبتي اسمعي كلامي..
سارت معه كامنغيبة و هي تشعر بانين منبعث من صميم قلبها... تذكرت كل ما حدث معها في حياتها من وجع، و حزن جلست تبكي في الغرفه اقترب منها.. ارغد قائلا لها بحب، و هو يعلم مدى حزنها
:- اهدى يا حبيبتي متعيطيش عشان خاطري انا، و بنتنا مفيش اي حاجة تستاهل ان دموعك تنزل عشانها..
اردفت هي ترد عليه قائلة له ببكاء، و ضعف
:- ماما عملتلها ايه عشان تبقي السبب في موتها... هي ليه عملت كدة حرمتني من ماما ليه انا بسببها معرفش يعني ايه ام، كنت بعيط زمان لما بشوفها بتطيب بخاطر مرام دايما رغم محاولات بابا انه ميزعلنيش بس كنت بزعل، كنت ببقي عاوزة امي جانبي ليه حرمتني منها.
ضمها ارغد الى صدره و مسد على شعرها عدة مرات بحنان، قائلا لها بنبرة حانية
:- ربنا هيعاقبها يا حبيبتي، و ربنا يخليني ليكي و تحيبي بنتنا تعوضيها عن كل حاجة... تعييشيها كل اللي نفسك تعيشيه، و هي كمان تعوضك انت كل حاجة مزعلاكي و انا أوعدك اني هعوضك عن كل حاجة شوفتيها اسف يا اشرقت لو زعلتك في يوم... بس حقيقي انا بحبك اكتر ما بحب نفسي، بحبك حب لو فضلتي تتخيليه عمرك كله مش هتوصليله... انتِ كنت حب حياتي اللي كبر معايا...ثانية ثانية بعيشها كان بيكبر حبيت براءتك، و نقاءك قبل اي حاجة تاني... حتى بعد ما ماجد ضحك عليا مقدرتش اشيلك من قلبي... اشيلك ازاي، و انتِ قلبي كله.
ابتسمت اشرقت دون ان تشعر... كان حديثه هذا كالدواء الذي يشغي كل جروحها... جروح قلبها، و روحها، حزنها الشديد الذي تشعر به... اردفت قائلة له بصوت خافت
:- ا..ارغد انت لازم تثق فيا حب من غير ثقة ميبقاش حب..
تنهد ارغد بصوت مسموع، و هو يحاهد على يجعل ذاته هادئًا معها... فيكفي ما مرت به حتى الان... بالطبع لن يربد ان يزيد حزنها، و اردف قائلا لها بحب، و هدوء... و هو يلتقط كفها طابعًا فوقه قبلة رقيقة
:- ابدًا يا تشرقت مين قال اني مش بثق فيكي.. انا سافرت، و انا واثق فيكي، و رجعت و فضلت واثق فيكي ان عمرك ما هتتغيري... اينعم كنت نسياني ازاي مش عارف ابتسم بلطف، و واصل ما كان يقوله
_ جه ماجد و قالي كلام زفت، و اختارت في البداية اثق فيكي لكن لما لقيتك هتتجوزيه، و موافقة فقولت ان خلاص... قررت ادفن حبك اللي هعيش عليه، قلبي كان بيتالم عقلي بيصورلي كل حاجة.. كنت هموت حرفيا لغاية ما لقيته هرب... لقيت نفسي زي الطفل الصغير لغيت عقلي، و تفكيري، و قولت هتجوزك كان التفكير بيجلدني رفضت احكيلك بعد ما عرفت الحقيقة عشان انتِ متزعليش كان كل اللي بيهمني انتِ... تنفس بصوت مسموع قبل ان يواصل حديثه بضيق، و غيرة
:- بعدها عرفت حوار الاغتصاب كنت هتجنن وقتها تابع مسرعا عندما رأي ملامح وجهها التي اصبحت اكثر شحوبا، و وهنًا
_ مش عشان اللي جه في دماغك... انا متقبلك، و هفضل اتقبلك، و بحبك، و هفضل احبك بكل جوارحك و حزنك، و تعبك... انا اتجننت عشانك انتِ ازاي قدرتي تستحملي حزنك، و وجعك من الموضوع دة و كمان اللي بيحصلك من العيلة عرفت انك عانيتي... حلفت اني اعوضك انا بعشقك يا اشرقت بعشقك بكل حاجة
فيكي... كلي ملكك انتِ... يا مالكة قلبي، و اشراق حياتي كلها..
شعرت اشرقت ان قلبها يذوب ذوبًا اثر حديثه هذا...كلماته قد محت كل شئ يحزنها بداخلها... تقسم انها لن تجد شخص مثله في تلك الحياة.. ابتسمت و استكانت داخل حضنه... قائلة له بابتسامة
:- ا..ارغد انا مكنتش نسياك اصلًا انا بس كنت بغوش على الموضوع بتاع عياطي، و الضرب عشان يعني متاخدش بالك... لكن انتَ برضو اخدت.
اقترب بشفتيه امام شفتيها قائلا لها بصوت اجش، و همس مغزى جعلها تذوب بين زراعيه
:- مخدش بالي ازاي... انا بدقق في اقل تفصيلة فيكي انت قلبي، و حياتي، و عمرى، و دنيتي كلها يا احلى اشرقت قولتها و هقولهالك تاني انت الاشراق، و النور اللي نوَّر حياتي. و لسة هتنور اكتر ببنتنا االي هتيجي تكمل نور الدنيا...هي و ام..
قطع حديثهم صوت اسيا التي كانت دلفت الى الغرفة اردفت قائلة لهم بخجل
:- احم احم ارغد بابا بيقولك تعالى الدكتور خرج..
انتفضت اشرقت مسرعة تبتعد عن ارغد، و هي تشعر بخحل جمٍ... اومأ لها ارغد و بالفعل نهض و سار بخطواته نخو الخارج تاركًا اياهم في الغرفة بمفردهما..
اردفت اشرقت تسأل اياها بقلق قبل ان تنهض
:- الدكتور قال ايه يا اسيا..
اجابتها بتوجش يحتل جميع ملامحها، و نبرة حزينة
:- هو..يعني...قال ان عمي جاله شلل بس بيقول انه مؤقت متخافيش.
بدأت اشرقت تبكي بقوة لم تستطع ان تمنع ذاتها من البكاء... اسرعت اسيا تحتضنها، و تربت عليها محاول ان تجعلها تهدأ..
""""""""""""""""""
بعد مرور تسعة اشهر
كان اليوم هو يوم زفاف اسيا، و مالك...فقد كانت اسيا غير مصدقة ما يحدث تشعر انها تحلم...تحلم حلم جميل قد هيأه لها عقلها من كثرة التفكير بهذا اليوم... تخشي ان تستيقظ من حلمها في اي وقت، ابتسمت بسعادة لا توتصف... تعجز بالفعل عن وصف مشاعرها في هذا الوقت تحديدًا... اردفت اشرقت قائلة لها بمشاكسة، و مرح و هي تغمز لها باحدي عينيها
:- خلصتي يا ست هانم، و لا لسة بقالك ساعة واقفة سرحانة قدام المراية.. سرحانة في ايه بقا..؟!
التفتت اسيا اليها... قائلة لها بمرح، و ابتسامتها تعلو ثغرها...ابتسامة حقيقية منبعثة من قلبها
:- بس يا اختي مش كفاية اجلنا الفرح شهرين؛ بسبب ولادتك انتِ و بنتك و ياريتك سمتيها اسيا من باب المجاملة، و التقدير... و لا اسم جديد زي ما اختارتلكوا مايان شايفه الاسم جديد ازاي.
لوت اشرقت فمها، و هي تحرك رأسها بياس من هذا الحديث اليومي... و غمغمت قائلة لها بسخرية
:- ايوة فعلا اصل انا اللي سمتها صح مانا قولتلك سميها براحتك الاسم اللي يعجبك... جه اخوكي و قال انه سماها انا مالي بقا.. هو اللي قال شروق، و صمم كلامك معاه بقا مش معايا.
نكزتها اسيا في يدبها بخفة، و هي تواصل حديثها بنفس ذات الثبات، و المرح
:- و انتِ بقا مش عارفة سماها شروق ليه ما هو عشان سيادتك قال قريب من اسمك يا سندريلا... على فكرة مايان احلى بس هو االي مش بيفهم.
وضعت اشرقت يديها على مقدمة رأسها... قائلة لها بتذمر
:- يخربيت كدة اسيا يا حبيبتي، احنا كل يوم بنقول نفس الكلام، لو جبت بنت كمان قولنا هنسميها مايان، و اللي مش عنده ذوق لو سمعك هيأجلك فرحك شهرين كمان لو مستغنية عن الفرح اتكلمي... انا هروح اشوف شروق عشان زمانها صحيت، و ادي العلاج لبابا، و اجهز نفسي.
ضحكت اسيا على حديثها، و اومأت لها و هي تبتسم بالفعل سارت هي الى الخارج... لتفعل ما قالته لكنها تذكرت يوم ولادتها، تذكرت عندما بكت ما ان علمت انها ولدت بنت فهما رفضوا ان يعلموا نوع الجنين و استمروا في مشاجرتهم... كانت تتمنى ان يكون ولد كما قالت هي...حينها اقترب منها ارغد يسال اياها بقلق، و اهتمام عن حالها و لماذا تبكي..؟!
اجابته هي بحنق طفولي
:- لا انتَ كدة اللي كسبت كل حاحة بتمشي زي ما انتَ عاوز كان نفسي اكسب..
انفجر حينها ارغد ضاحكًا على سذاجتها، و هو يردف قائلا لها بحب
:- انا عاوزها بنت عشان تكون انتِ... بس نسخة مصغرة تعيشيها كل اللي نفسك فيه، تشوفي نفسك فيها، و هي طلعت شبهك كمان سمتها اسم قريب من اسمك عشان تشوفي نفسك فيها، تعيشي طفزلتك معاها سمتها شروق عشان تبقي شروق حياتنا، و بدايتنا زي ما انتِ اشراق حياتي انا..
ابتسمت حينها كالبلهاء بفرحة، و سعادة و قلبها قد رقص بداخلها من فرط السعادة... فاقت من شرودها على يد ارغد التي كانت تحيط خصرها يقربها منه بقوة يسأل اياها باهتمام، و حنو و هو يداعب ارنبة انفها بانفه
:- حبيبة قلبي بتضحك، و فرحانة ليه من حقي اعرف اللي مخليكي تمشي مبتسمة كدة.
ردت عليه، و هي تحاول ان نبتعد عنه؛ خوفًا من ان يراهما احد
:- بفتكر يوم ولادتي، و الكلام اللي قولتهولي... اوعِي بقا اشوف شروق، و كمان بابا اديله علاجه.
التقط شفتيها بنهم، و حب و هو يشعر انه قد نسى كل شي حوله... ابتعد عنها بصعوبة عندما شعر بحاجتها القارسة الى الهواء، و هو يتمتم قائلا لها بمرح
:- طب اعمل ايه ما تيجي نفك، و نخلع من كل حاجة و نقعد مع بعض عشان وحشتيني اوي.
فلتت منها ضحكة بصوت مسموع، قبل ان تردف قائلة له باعتراض
:- لا يا ارغد مينفعش هتاخر عشان خاطرى اسمع كلامي انهاردة بس بعدين يعني ا.. اخنا كنا لسة بليل بعد ما نومنا شروق ملحقتش اوحشك..
رد عليها بمشاكسة
:- ما هو بعد الضحكة دي، مش هينفه اسيبك بعدين اديكي قولتي بليل، و كنا يعني فعل ماضي يا ساقطة عربي انا عاوز الحاضر بقا.
دفنت وجهها في عنقه و هي تتمتم بخفوت، و خجل
:- ارغد عشان خاطرى طب اقولك هعوضك بليل كتير اوي اوي، و هسيب شروق مع مدام سميرة مش هاخدها انومها زي كل يوم...اوعي عشان خاطرى احسن حد يدخل..
همس داخل اذنها قائلا لها بحب، و جراءة
:- عرض مغرى بعدين الظفروص هي تنومها امال هي مربية ازاي دة انتِ اللي طول اليوم قاعدة بيها اصلا.
و اخيرا رفع يده من فوق خصرها برفق... و ابتعدت عنه هي بعض الخطوات الى الخلف، و هي تجيبه قائلة له بهدوء، و تعقل
:- ارغد انتَ قولت انها عامل مساعد مش اكتر، و انا كنت رافضة اصلًا و انتَ عارف هخليني مع بنتي براحتي مش هعتمد على اي حد.
اكملت بنبرة حزينة، و تنهيدة حارة تجمل العديد من الاسي
- محدش هيبقي حنين، و واخد باله منها قدى انا محدش هيعمل دور الام زيي.
التقط ارغد كفها يطبع فوقه قبلة رقيقة، و هو يردف قائلُا لها بحب
:- ربنا يخليكي لينا يا قلبي، و تربيها زي ما يعجبك انا خايف على صحتك انتِ، انتِ لسة والدة من شهرين بس.
ابتسمت في وجهه ابتسامتها المشرقة التي لا تليق سوى بها... عيونها كانت تلتمع بشغف، و حبٍ حقيقيان
:- و يخليك لينا يا حبيبي بعدين انا بقيت كويسة، و زي الفل... اوعَى بقا خليني اشوفها، و بعدها اشوف بابا عشان البس.
ابتعد بالفعل عن طريقها كما قالت له، و هو يتابعها بأعين تلتمع بالحب... بالفعل بدات تعد طفلتها ما ان انتهت حتى طبعت على وجنتيها عدة قبلات متفرقة صغيرة، و هي تمتم لتلك الواقفة امامها قائلة لها باحترام، و هدوء
:- هي نامت اول ما تصحى رني الجرس الموصل لاوضتي و هجيلها... ماشي يا مدام سميرة.
اومأت لها برأسها الى الامام،و هي تهمهم تجيب اياها باحترام..
خرجت، و بالفعل سارت نحو غرفة والدها الذي كان مستيقظًا جالسًا على كرسيه المتحرك اقتربت منه و بدات تعطِي اياه بعض حبات الدواء الخاصة به قائلة له بهدوء
:- كدة خلاص يا بابا العلاج ناقصله اربع شهور كمان بالظبط بنفس الاستمرار، و المواظبة و بعدها الجلسات بتاعت العلاج الطبيعي، و هتبقي زي الفل.
التقط شريف كفها يضغط عليه بحنو، و هز يردف قائلًا لها بندم، و حزن
:- انا اسف يا بنتي اسف لو في مرة خذلتك، و جيت عليطي عشان اي حد... تعاملك معايا كدة و بالشكل دة و اهتمامك بيا... بيخليني اندم بتهتمي بيا اكتر من الممرضة رغم ان واحدة غيرك كان زمانها رمتني، و لا عبرتني حتى..
مسكت هي كفه الممسك بيدها الاخرى، و طبعت فوقه قبلة رقيقة قائلو لة بحب
:- انسى يا بابا انسى... انا الحمدلله قولتلك مش زعلانة منك قوم انتَ بس عشان تلعب مع شروق، و تجري وراها لما تكبر انت، و عمو عابد مش هتنازل عن كدة ابدًا..
ضحك شريف، و هو يردف قائلا لها بسعادة
:- ايوة نجري وراها و نلاعبها... و كل اللي هي عاوزاه تؤمر هي بس ربنا يخليها ليكي يا حبيبتي..
ابتسمت في وجهه بهدوء، و هي ترد عليه بحب
:- و يخليك ليها يا بابا هروح اجهز انا بقا عاوز حاجة..
همهم يجيب اياها قبل ان تخرج متحهة نحو غرفتها و بدات بالفعل تعد ذاتها لحفل الزفاف...
دلف عابد الغرفة الخاصة باسيا التي كانت قد انتهت من اعداد ذاتها بمساعدة بعض الميكب ارتيست المتخصصين افترب منها يحتضن اياها، و هو يردف قائلا لها بسعادة و حب
:- مبروك يا جبيبتي انا كدة اتطمنت عليكي، و على احوكي حسيت اني كدة عملت اكبر انجاز في حياتي..
ابتسمت اسيا بسعادة، و هي تزداد من ضمها عليه داخل حضنه بقوة قائلة له بحب
:- ربنا يخليك لينا يا اعظم، و احسن، و اجمل اب في العالم كله مش عارفين من غيرك كنا هنعمل ايه عقبال بقا ما تشوف ولادى زي دا شوفت بنت سي ارغد..
ابتسم عابد على مزاحها قائلا لها بحنو، و هو يضربها بخفة فوق راسها
:- اتعدلي يا بنت انتِ عروسة المفروص البنات تبقي مكسوفة مش انتِ بتفكرى في العيال من دلوقتي ااه منك يا محنناتي الله يكون في عون مالك الواد غلبان معملش حاجة في حياته تستاهل انه يحصل فيه كدة بس يلا هو اللي اختار محدش غصبه.
عقدت كلتا حاجبيها بدهشة قائلة له بتوجس، و هي تطالعه بنظرات متشككة
:- ليه يا سي بابا، و انا مالي هو انا في زيي و لا في حلاوتي انتَ ظالمني اوي خد بالك بعدين انا بنتك يا حاج مش مالك اللي ابنك ركز شزية و اقف معايا..
ضحك عابد معها، و قام بطبع قبلة حانية فوق جبهتها تاركًا اياها، و خرج مرة اخرى
""""""""""""""""""
وصلوا جميعًا القاعة الَّتي سيقام بها الزفاف... فقد كانت من افخم القاعات، كانت مزدحمة برجال الاعمال، و الصحافة... فهذا حدث هام لدى الجميع
امسك مالك بيد اسيا، و هو يشعر ان حلمه، و دعواته قد تحققت ظل يشكر ربه عدة مرات، و هو لا بصدق ما يحدث امامه كان هذا نفس الشعور لدى اسيا ايضًا بعد مرور بعض الوقت من التهاني قام مالك، و اسيا للرقص سويًا اردف مالك قائلًا لاسيا بصوت اجش، و هو يهمس امام شفتيها اللتان جلما ان يلتقطهما بين شفتيه
:- بحبك...بحبك يا مستحيل اتحقق يا دعوة ربنا حققهالي يا اجمل حاجة في حياتي، بحبك بعدد الانفاس اللي بتنفسها في سنين حياتي كلها، بحبك الحب اللي مش عارف و لا قادر اوصفه لانه ميتوصفش، بحب كل حاجة فيكي
ابتسمت اسيا بخجل، و هي تهمهم بخفوت قارس تجيب اياه
:- و.. و انا كمان يا مالك بحبك اوي بجد بس انا مش بعرف اقول كلام زي االي انتَ بتقوله دة بس بحبك و بجد انت مستحيل اتحقق بالنسبالي برضو..
ضحك مالك على خجلها الواضح، و براءتها و هو يهمس قائلًا لها بنفس ذات النبرة
:- عارف.. عارف انك بتحبيني يا قلب مالك..
على الجانب الاخر كان ارغد، و اشرقت يرقصان ايضًا
اردف ارغد قائلًا لاشرقت بنبرة عاشقة
:- اشرقت عاملك مفاجاة من زمان و انا بحهزهالك من و انتِ حامل بس الحمل كان مانعني.
انفجرت شفتي اشرقت... قبل ان تردف تسأل اياه بحب، و فضول
:- ايه هي يا ارغد...؟!
غمز لها ارغد باحدي عينيه قائلا لها بجراءة... جعلتها تخجل بشدة
:- بوسيني الاول عشان اقولك.
شهقت اشرقت بصوت عالٍ، و هي تحمد ربها بداخلها ان صوت الاغاني كان مرتفع، و لن يستمع احد الى ما حدث بينهما تمتمت قائلة له بخجل، و خفوت
:- ارغد ايه اللي بتقوله دة لا عيب... احنا مش في اوضتنا قول من غير قلة ادب.
ضحك ارغد قائلًا لها بمزاح، و مشاكسة
:- قلة ادب ايه يا اشرقت تعرفي عني اني مؤدب يا حبيبي... كان يسألها، و هو يطالعها بنظرات بريئة، مزيفة.
حرَّكت اشرقت رأسها بالنفي، و هي تضم شفتيها معًا الى الداخل بخجل قائلو له بالحاح
:- قول بقا ايه هي المفاجاءة عشان خاطري.
ابتسم ارغد قائلا لها بمرح و سعادة تشع من وجهه
:- خاطرك غالي اوي اوي.. نفذي الشرط، و اقولك يلا روح قلبي.
غرزت اسنانها في شفتها بخجل، و هي تتلفت حولها يمينًا، و يسارًا؛ كي تتاكد من الا يوجد احد ينتبه اليهم ثم قانت بالفعل بطبع قبلة رقيقة على احدى و جنتيه، و ابتعدت سريعًا كانها قامت بلمس كهرباء... ضحك ارغد على فعلتها قائلا لها بمشاكسة، و تذمر
:- طب و هي دي تنفع يعني ايه يا اشرقت... انا جوزك يا حبيبتي هعديها، و اقولك المفاجاءة عشات خاطرك بس.
ابتسمت اشرقت بسعادة، و فرحة وهعي تنظر له؛ كي يقول لها ما هي... بالفعل واصل هو حديثه بنبرة حانية فَرِحَة، و هو يرى السعادة تلتمع داخل اعينها
:- هنسافر ايطاليا نقضي شهر العسل بتاعنا اللي مروحناهوش..
اتسعت ابتسامة اشرقت بفرح اكبر... لكنها سرعان ما تلاشت قائلة بخفوت، و قلق اموى
:- طب، و شروق هنعمل ايه مش هينفع نسافر، و نسيبها.
كان يعلم انها ستقول له هكذا؛ لذلك اردف قائلا لها بجدية يخالطها الحنان
:- متقلقيش يا حبيبتي هناخدها معانا، و المربية هتبقي معانا انا مجهز كل حاجة، و قولت مش معقول ااجلها تاني مش كفاية اجلتها عشان حملك.
ضحكت بخفوت، و خجل... و هي تزداد من ضمه قائلة له بحب حقيقي منبعث من صميم قلبها
؛- ربنا يخليك ليا يا اجمل ارغد في العالم بحبك اوي ربنا يخليك ليا انتَ غيرت حياتي كلها.
عقب ارغد على حديثها بنبرة عاشقة
:- و يخليكي ليا يا اشراق حياتي، انتِ نورتيني انا شخصيًا مش حياتي بس... هفضل طول عمرى اعمل اي حاجة احة عشان اسعدك، و اشوف اللمعة اللي في عينك ..دي كفاية عندي بحس بسعادتي لما بشوفها
ازداد من ضمها نحوه حتى صارت تلتصق به لا يفصل بينعما اي مسافة، بينما هي دفنت رأسها في عنقه و هي تشعر انها لا تستطيع وصف مدى سعادتها الان..
_كُنْتَ لِي مَصْدَر سَعَادَتِي فَكُنْت أَنَا لَكْ ضَوْء حيََاتِكَ، قَدَّمْتُ لِي الْحَنَانُ فَقَدَّمْت لَكَ قَلْبِي، أَحْبَـبـْتَـنِي دُونَ مُقَابِل لَكِنَّكَ لَمْ تَكُن تَعْلِم أَنْ حُبَك فِي قَلْبِي هُوَ الْمُقَابِل_
_أَنَا أَحْبَـبَـتِك بِكُلِ مَا أَسْتَطِع، أحْبَـبَـتِك وَ اَنَا لَا أَفْهَم مَعْنَى كَلِمَة حُب، فَـ كَبِرَ حُبِك وَ تَرَعْرَعُ فِي قَلْبِي حَتَّى إِمْتَلَكُه دُونَ إِسْتِـئْـذَان، أُحَبِك اَكْثَر مِنْ حُبِي لـِ ذَاتِي، فَأنْتِ جَوْهَرَتِي الَّتِي كَانَت مُنْطَفِئَةَ وَ جَعَلْتِك تَـتَـلَأْلَإِي بـِ حُبِّي سَأُحَافِظُ وَ أَبْذِلُ كُل جُهْدِي حَتَّى تَظِلِ مُلَئْلِئَـةًَ لَامِعْـةً _
تِلْك هِيَ الْنِهَايَةُ لَدَيْنَا نَحْنُ، لَكِنَهَا لَمْ تَكُنْ الْنِهَايَة لَدَيْهُم، فَالْحُبُ لَا نِهَايَة لَه ابدًا، هُمَ الْان يَعِيشُون فِي سَعَادَةِ بَعْد شَقَاءُ، عِنَاءُ، وَجَعُ، تَعَبُ، وَ فِرَاقُ، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَظِل وَاثِقِين مِنْ عَوَضِ الله الَّذِي لَا مَثِيلُ لَه..
الْحُبُ الْصَادِقُ سَيَنْتَصِرُ فِي الَنهَايَة، ِ بِالْطَبْعِ الْشَر لَنْ يَدُومَ مَهْمَا حَدَثَ، وَ هُمْ كَانُوا جَمِيعًا لَدَيْهُم حَبًا صَادِقًا؛ لِذَلِك إِنْتَصَر وَ حَطَّم الْشَرَ الَّذِي كَانَ يَعِيشُونَ فِيه، مِنْ أَهَمِ أَسْبَاب الْنَجَاحِ هِيَ الْثِقَةُ بِالله وَ عَوَضِه وَ الْثِقَة بأَنْفُسِنَا، وَ حُبِنَا، وَ اِخْتِيَارَتِنَا.... مَنْ الْمُمْكِنٍ اَنْ تَكُن اِخْتِيَارتِنَا الْخَاطِئَة كَمَا حَدَثَ مَعَ الْبَعْض فِي تِلْك الْرِوَايَة لَكِنِنَا يَجِبُ أَنْ نَتَعَلَمَ مِنْهَا؛ كَي لَا تَتَكَرر كَمَا فَعِلُوا..
_استنى يا عمي
فحاءة صدح هذا الصوت... كان صوت قوى، غاضب،جهورى.. لم يكن سوى ارغد الذي وصل، و راي هذا المنظر... المنظر الذي بالفعل جعل عقله يهرب منه كان يتمنى ان يذهب اليهم، و يقتلهم جميعًا كل شخص اذى محبوبته بكلمة سيردها له بألف.... كان ينظر لهم جميعًا باعين غاضبة، الشرر يتطاير من عينيه... كانت عينيه تشبه الغابة التي تحترق، و النيران تتآكلها من جميع الانحاء..فبالفعل نيران الغيرة، و الغضب، و الحب تتاكل في قلبه..
فتحت اشرقت عينيها، و وقفت تنظر الى مصدر الصوت بعدم تصديق، و صدمة تُكَذِّبُ عينيها..لكنها فجاءة لم تشعر بذاتها سوى و هي تنطلق نحوه باقصي سرعة لديها... تتدفن ذاتها داخل حضنه كان جسدها يرتجف كليًا... احاطها ارغد بزراعيه، و بدأ يربت على ظهرها بحنان لتهدأ.... و هو يهمس داخل اذنها بنبرة حانية على الرغم من الغضب الذي بداخله يشعر بغضب يكبته اذا اطلق صراحه سيقتلهم جميعًا دون لحظة تردد
:- هشش هشش، اهدي يا حبيبتي اهدي يا روحي عشان خاطرى..
تمتمت هي بصوت متقطع، باكي غير منتظم... و قد اطلقت لبكاءها، و ضعفها الصراح
:- ا..ارغد..دة بيقول انه ابنه مش ابننا..بيقول اني على هلاقة معاه..ارغد معاه صور لينا...
كانت حديثها غير مفهوم، و مرتب الا انه فهم جيدًا ما تقولهظ.. مسد على ظهرها بحنان، و هو يردف قائلا لها بحنو، و هدوء؛ كي يهدئها
:- اهدي يا حبيبتي قسمًا بالله لاعرفهم كلهم مقامهم، و كل واحد غلط فيكي بحرف واحد هيدفع تمنه هما اللي حددوا وقت المواجهة يستحملوا بقا..
كان حديثه موجه للجميع كان يتحدث بنبرة توعد، عيونه قاتمة توضح مدى غضبه الان... بالفعل ظلَّ يحاول ان يهدئها حتى هدأت، و استكانت بضعف، و تعب بين زراعيه... كانت صامتة ظظظلا يصدر منها سوى صوت انفاسها المرتفعة، مسك ارغد يدها و قام بطبع قبلة رقيقة... فوقه و هو يردف قائلا لها بصوت حاني، اجش
:- اشف يا عمرى معرفتش اجي بدرى عن كدة بس كويس انك كلمتني..
تذكرت اشرقت ما فعلته هي، و اسيا عندما اخبرتها ان هاتف والدها لست موجود هو الاخر...
""""""""""""""""فلااااش باك
كانت اشرقت جالسة في الغرفة القلق، و التوتر ينهشا بقلبها فهي بالطبع علمت انهم سيفعلوا شيئًا ما؛ لذلك نزلت في المساء بهدوء.... توجهت نحو غرفة يسرية بعدما اخبرتها اسيا انهم قد اخذوا هاتف والدها ايضًا لانهم علموا انه اول من يتوجهوا نحوه.... كانت يسرية نائمة فقامت اشرقت بايقاظها قائلة لها بهدوء، و توتر و هي تضغط على كلتا يديها بقوة تجاهد ان تمنع نفسها من الدخول في دوامة بكاء مريرة
:- د..دادا معلش يا دادا ممكن تليفونك اكلم منه ارغد
اخرجت يسرية هاتفها لكن بكل اسف لم يكفي للتحدث مع ارغد فهو لم يوجد به رصيد كافي فاعادته لها، و هي لا تعلم ماذا تفعل لكنها رأت والدها يقف في الحديقة توجهت نحوه.... و هي تشعر بالتردد، و الخوف لكن لم يوجد امامها اي خيار اخر سوى هذا اردفت قائلة له بصوت جاهدت ان تجعله هادئ
:- ب..بابا ممكن تليفونك اعمل مكالمة معلش عشان مش عارفة تليفوني فين..
عقد شريف كلتا حطاجبيه الى امام و هو يشعر بالدهشة لكنه وضع يده في جيب سترته، و قد اخرج هاتفه اعطاه لها اخذته هي، و خطت بعض الخطوات بعيدًا عنه؛ كي لا يستمع ما تتحدثه.... و بالفعل اتصلت بارغد و اخبرته كل ما حدث معها شعر ارغد حينها بشعلةٍ من النار الملتهبة تتآكل في قلبه.. لكنه جاهد ان يكبته و يحاول ان يطمئنها قبل ان يغلق معها بالفعل.. قامت بحذف هذا الرقم من هاتف والدها و اعادته له..
""""""""""""""""""""" باااااااك
فاقت اشرقت من شرودها على يد ارغد التي كان واضعًا اياها فوق كفها حتى وصل نحو احد المقاعد و اشار لها تجلس قائلا لها بصوت حاني، و هو يبتسم في وجهها ليُطمنَ اياها
:- اتفرجي يا حبيبتي على بلاوي كل واحد فيهم اتفرجي عشان دة وقتك، و حقك..
انهي حديثه و هو يومأ لها برأسه الى الامام اومأت له هي الاخرى و لم ترد عليه بل اكتفت بتلك الايماءة، و هي تشعر بانقباض قلبها داخل قفصها الصدرى لكن ما يطمنها، و يهدئها هو وجود ارغد بجانبها في هذا الوقت تعلم ان بوجوده لن يحدث لها هي، و طفلها اي شي...فهو مصد امان، و قوة، حياتهم..
التفت ارغد نحوهم توجه اولا نحو شريف الذي كان مازال مستمرًا مكانه يشهر بالصدمة، و الدهشة... و اردف قائلًا له بصرامة، و حدة...و هو يشعر بحمرة من الغضب بداخله
:- انتَ ملكش اي حق إنك ترفع ايدك على مراتي ابدا مهما مين، و تبقي ايه... اشرقت خط احمر للجميع مسمحش لحد يقولها كلمة، و قبل ما تكلم مراتي المحترمة كلم بنتك، و مراتك اللي ماشيين مدورينها من وراك... و لا في حد حاكمهم..
صاحت فايزة قائلة له بغضب، و صوت عالٍ...و هي تنهض من فوق مجلسها ترفع سبابتها في وجهه
:- اخرس متجيبش سيرتي انا، و بنتي على لسانك متجبش قذارة مراتك فينا... وريه يا ماجد الصور فرجوا على مراته، و هي في حضنك...خليه يشوف الملاك اللي بيدافع عنها...
انهت حديثها بضحكة ساخرة..
نظر ارغد نحو اشرقت و اومأ لها براسه الى الامام... و هو يبتسم في وجهها بهدوء، فكل ما يريده هو الا تبكي و تحزن من حديثهم القاسي،الحاد هذا...و التفت مرة اخرى نحو فايزة و هو يخرج هاتفه،و يعطي اياها بعض الصور الخاصة لمرام و ماجد... فعل مثلما فعل ماجد جعل الحميع يشاهدها حتى انتهى ما ان انتهى حتى تمتم من بين اسنانه بقسوة،و استهجان
:- اهي الصور الحقيقية مش صور مراتي يا ست فايزة..
شحب وجه مرام بشدة، و هي تحاول ان تهدا من
ذاتِها؛ كي لا تكشف امرها.... بينما صرخت فايزة قائلة له بحدة، و عدم تصديق
:- اخرس مش عاوزة اسمع صوتك ابدًا انا بنتي محترمة عمرها ما تعمل حاجة زي كدة مفكرها مراتك و لا ايه...روح لم الاول مر..
صاح ارغد بها بصوت عالٍ، غاضب...يقاطعها مانعًا اياها من تكملة حديثها، و هو يتمنى ان يقتلها في هذا الوقت لم يعلم كيف سيطر على ذاته
:- متجبيش سيرة مراتي عل لسانك...مراتي خط احمر...ليتابع حديثه بشراسة، و غضب اكثر
-انا لسة بوريكوا جزء من الحقيقة لسة الحوار طويل و كل حاجة عملتيها هتتكشف..
ابتلعت فايزة ريقها بخوف جاهدت ان تخفيه، و هي تشعر بتهديده الجاد هذا...تخشى ات يكون علم عنها شئ ..
استمعوا جميعًا الى صوت مرام و هي تتحدث مع ماجد عندما كانت تقول له بخوف
:- انتَ عارف يا ماجد لو عرفوا هيعملوا ايه ممكن يحرمونا من الميراث ..
بدأ يفتح امامهم عدة تسجيلات اخرى لهما... فهو كان يعمل على تسجيل مكالمتهم حتى انتهي من فتحهم جميعًا...نظر الجميع نحو مرام يطالعونها
باحتقار... اردفت مرام بعدما اقتربت منه قائلة له بانفعال ...و هي تحدق اشرقت بنظرات كره واضحة
:- طب و فيها ايه يا أرغد انا عملت كل دة عشانك و اظن ان الموضوع دة مش هيفرق معاك مش هيفرق معاك اذا كنت بنت و لا لا كان زماني خلصتك من اشرقت و ابنها كمان و نتجوز انا و انتَ.
ردَّ عليها ارغد بضيق، و حدة و هو يشعر بالاستنكار من حديثها اللا مبالي
:- هو ايه اللي مش هيفرق معايا، و مين قال ان حتى لو كانت خطتك ال*** دي نجحت كان ممكن اتجوزك انتِ انسانة زبالة واقفة تبجحي بعد ما الكل عرف بقذارتك و تقولي عادي مش هتفرق.
اجابته بلا مبالاه كانها تتحدث عن امر عاديًا، لستُ كارثة كهذه
:- اه عادي مش هتفرق مانا زيي زي اشرقت ما انتَ رضيت باشرقت، و هي مش بنت و اهه متجوزها و لا تكون ماخدتش بالك انها مش بنت يعني انا زيي زي ست هانم اللي طالع بيها السما.
على الفور تحدثت فايزة تؤيد ابنتها...كإن هذا خبل الدفاع عن ابنتها
:- ايوة فعلآ يا حبيبتي معاكي حق انتِ مغلطتيش هو اللي بيعمل كل دة و ناسي ان مراته برضو مكانتش بنت.
شعر الجميع بالصدمة من حديثها هذا... بينما اردف ارغد قائلًا لها بغضب، و هو يطالعها بأعين مشتعلة نظراته وحدها كفيلة ان تجعلها تحترق كليًا
:- انتِ بذات تخرسي خالص مش قادر اصدق انك بتقولي كدة انتِ معجونة من ايه... بعيدًا عن انك امها و المفروض تنصحيها لا بتأيدى كلامها، و تتكلمي على مراتي اللي انتِ كنتِ السبب في اللى حصلها..
شهقت اشرقت بصدمة، و هي تتطلع نحوه بعدم تصديق... اومأ لها ارغد برأسه يؤكد حديثه شحب وجه فايزة شعرت ان الدماء قد فرت هاربة من وجهها و جسدها... لا تعلم كيف وصل ارغد لمعلومة هامة مثل هذة، لكنها اردفت قائلة له بتوتر لم تستطع اخفاءه
:- ا..ايه اللي بتقوله دة انتَ بتقول اي كلام ..انت جاي تلبس قرف مراتك فيا.
هدر بها ارغد، و قد وصل لاعلى ذروة في غضبه، فهي حتى الان تضع اللوم على اشرقت التي قامت بتدمير حياتها
:- اخرسي قسما بربي لو جيبتي سيرة اشرقت لهكون قاتلك و مش هيهمني حد...انا عارف كويس انك السبب و انتِ اللي طلبتي من عيل **** يعمل فيها كدة على فكرة الواد دة جبته و اعترف بعد ما اخد علقة محترمة خلته تتمنى الموت، و ميطولوش و في الاخر سلمته بنفسي للبوليس.
شعر شريف بالصدمة لا يستطع ان يصدق ما يسمعه هل زوجته كانت السبب في فعل شي مثل هذا لابنته ..؟؟ فهي كانت دائما تحرضه ضدها، و هي تعلم انها مظلومة... تمنى لو ان يصرخ، كيف سينظر لابنته بعد الان..؟! بالطبع لم يستطع ان يرفع عينيه في عينيها مرة اخرى..
تابع ارغد حديثه قائلا لمرام و هو يطالعها باحتقار، و تقليل
:- اياكي ثم اياكي ثم اياكي تقارني نفسك بيها مرة تانية.. اخرج اوراق اخرى و هو يلقي بها في وجه فايزة قائلا لها بسخرية
:- ادي اخرة تربيتك بنتك بتتعاطي مخدرات و ادى التحاليل بتاعتها لا و متورطة في تهريبه هي و ماجد شايفة يا فايزة هانم.
قال حملته الاخيرة بسخرية لاذعة.
هُنا، و هتفت سيلان تسال ماجد بعدم تصديق، و صدمه
:- الكلام دة صحيح يا ماجد انتَ متورط في تهريب مخدرات.
لم يرد عليها ماجد بل اكتفي بايماءة بسيطة من رأسه بدأت تبكي و تنتحب بصوت عالٍ، و هي غير مصدقة فهي لم تريد ابدا ان تتدمر حياة اخيها دائمًا تسعي لتجعله الافضل في تلك العائلة..
التفت ارغد نحو سيلان، و هو يطالعها باشمئزاز واضح لم يتأثر ابدا ببكاءها قائلا لها بضيق و هو يردف يتساءل اياها
:- انتِ الوحيدة اللي بجد مش قادر افهمك ايه سبب كرهك لاشرقت عملتلك ايه اصلا انت زرعتي الكرة في اخوكي كمان طلعتيه شبه راجل مش راجل ليه كل الحبد دة عمال افكر مش لاقي سبب..
اردفت سيلان تجيب اياه،و هي عينيها مثبتة نحو اشرقت التي كانت تبكي ... و لا تصدق ما يحدث معها اردفت سيلان قائلة له بكرة خالص
:- امها هي السبب في موت امي انت ناسي هي اللي حرمتني انا و اخويا من امنا الله يرحمها امها السبب..
لم يصدق ارغد ما تقوله ...لكنه اردف قائلا لها بصوت حاد
:- مرات عمي زينات الله يرحمها مش هي السبب مش هي مع اني مكنتش عاوز اقول الحزء دة بذات بس خلاص الحقيقة كلها هتبان... فايزة هي اللي سببت الحادثة اللي توفت فيها والدتك، و مرات عمي زينات يعني كنتي بتركهي الشخص الغلط اشرقت زيها زيك اتحرمت من امها من غير اي وجه حق مرات عمي زينات اخدت امك مشوار عادى متعرفش ان فايزة االلي المفروض صاحبتها سببت في حادثة و موتتها عشان تاخد بس لقب العيلة و مكتفتش بكدة لا بدل ما تكفر عن ذنبها راحت دمرت حياة بنتها كمان، و نعمة الصداقة..
هُنا و لم يتحمل شريف ان يصمت اكثر من ذلك فهي من فرقته عن زوجته، و حبيبته... توجه نحوها و هو ينظر لها بكره قائلا لها بغغب و هو يقبض فوق عنقها بشراسة، و يضغط بقوة بغل، و قوة
:- ازاي جالك قلب تعملي فيها كدة دي كانت بتعتبرك اختها عمرها ما زعلتك لو بكلمة... ليه تعملي كدة معاها عملت ايه يستحق ان يحصل فيها كدة انتِ طالق طالق طالق ... اسرع ارغد يبعده عنها على الفور قائلا له بحدة
:- اهدي با عمي البوليس هيجي و هتتعاقب على افعالها ال**** رغم اني نفسي اقتلها فعلًا بس مش هضحي بنفسي عشان كلبة زي دي السم اللي حطته هي اهه لف و رجعلها..
بالفعل جاء البوليس بعد دقايق و قام بالقبض على فايزة، و مرام، و ماجد... و ها هم يحصدون نتيجة كرههم و شَرهم... فهم ضيعوا عمرهم بخططهم الخبيثة تلك، و لم يحسبوا نتيجة افعالهم فجميعنا سنعاقب على افعالنا، و لو بعد حين و هذا ما حدث معهم بالطبع... كانت سيلان تشعر بالصدمة فهي دمرت حياة شقيقها و كل هذا بسبب اوهام خاطئة فهمتها هي، قررت ان تذهب ستسافر تعيش مع زوجها... فيكفي كل ما حدث لكنها لن تذهب قبل ان تطمئن على اخيها و تطلب منه السماح تشعر ان الندم باكل قلبها باكمله... بالفعل اعترفت بخطاها لكن لا ينفع الندم حينما ياتي في الوقت الخاطئ اما اشرقت فبالفعل تمنت ان تموت قبل ان تستمع الى تلك الحقائق التي استمعت اليها اليوم... كانت تبكي بضعف، وجع، تعب، و انهيار... قلبها تفتفت بداخلها اليوم شعرت بالخذلان، و الانكسار... لا تعلم ماذا فعلت هي ليحدث لها ذلك..؟! تبكي على والدتها التي حُرمت منها دون وجه حق... كانت طفلة لا تفهم شئ عندما توفت والدتها...فقدت حنانها، و حبها..
كان يشعر شريف لا يصدق ما سمعه عقله يعمل علي تحليل كل ما حدث... و هو يشعر انه لا يستطيع ان يستوعبه لم يشعر بنفسه سوى و هو يقع ارضًا..
انتفضت اشرقت سريعًا من مقعدها، و هي تدعي ربها الا يحدث له شي نعم هو من قسى عليها و عانت كثيرًا بسببه.... لكنه سيظل والدها الذي كان يحبها، و يدللها و هي صغيرة قام ارغد بحمله و سار متوحهًا نحو الخارج تشبتت اشرقت بثيابه اردف ارغد و هو يتحرك قائلًا لها بهدوء
:- اشرقت خليكي انتِ تعبانة.
حركت اشرقت راسها يمينًا، و يسارًا و بالفعل ركبت معه السيارة..
لحق بهما عابد، و اسيا في سيارة اخرى... اما سيلان فكان الندم و الحزن يتآكل قلبها تشعر انها في دنيا اخرى و عالم اخر..
كانت اشرقت جالسة في المستشغي تبكي، و هي نشعر بتعب جمٍ قلبها يصرخ بداخلها... اقترب ارغد منها جاذبًا اياها داخل حضنه برفق، و هو يربت على ظهرها بحنان قائلا لها بهدوء
:- قومي يا حبيبتي عشان خاطرى.... انا حجزت اوضة ترتاحي، و دكتورة تكشف عليكي يلا يا حبيبتي قومي و اول ما اعرف حاجة هطمنك..
حركت رأسها يمينًا، و يسارا برفض... ضمها ارغد نحوه برفق قائلا لها بحنو، و هو يرى علامات الارهاق و التعب البادية على وجهها
:- عشان خاطرى يا حبيبتي اسمعي كلامي..
سارت معه كامنغيبة و هي تشعر بانين منبعث من صميم قلبها... تذكرت كل ما حدث معها في حياتها من وجع، و حزن جلست تبكي في الغرفه اقترب منها.. ارغد قائلا لها بحب، و هو يعلم مدى حزنها
:- اهدى يا حبيبتي متعيطيش عشان خاطري انا، و بنتنا مفيش اي حاجة تستاهل ان دموعك تنزل عشانها..
اردفت هي ترد عليه قائلة له ببكاء، و ضعف
:- ماما عملتلها ايه عشان تبقي السبب في موتها... هي ليه عملت كدة حرمتني من ماما ليه انا بسببها معرفش يعني ايه ام، كنت بعيط زمان لما بشوفها بتطيب بخاطر مرام دايما رغم محاولات بابا انه ميزعلنيش بس كنت بزعل، كنت ببقي عاوزة امي جانبي ليه حرمتني منها.
ضمها ارغد الى صدره و مسد على شعرها عدة مرات بحنان، قائلا لها بنبرة حانية
:- ربنا هيعاقبها يا حبيبتي، و ربنا يخليني ليكي و تحيبي بنتنا تعوضيها عن كل حاجة... تعييشيها كل اللي نفسك تعيشيه، و هي كمان تعوضك انت كل حاجة مزعلاكي و انا أوعدك اني هعوضك عن كل حاجة شوفتيها اسف يا اشرقت لو زعلتك في يوم... بس حقيقي انا بحبك اكتر ما بحب نفسي، بحبك حب لو فضلتي تتخيليه عمرك كله مش هتوصليله... انتِ كنت حب حياتي اللي كبر معايا...ثانية ثانية بعيشها كان بيكبر حبيت براءتك، و نقاءك قبل اي حاجة تاني... حتى بعد ما ماجد ضحك عليا مقدرتش اشيلك من قلبي... اشيلك ازاي، و انتِ قلبي كله.
ابتسمت اشرقت دون ان تشعر... كان حديثه هذا كالدواء الذي يشغي كل جروحها... جروح قلبها، و روحها، حزنها الشديد الذي تشعر به... اردفت قائلة له بصوت خافت
:- ا..ارغد انت لازم تثق فيا حب من غير ثقة ميبقاش حب..
تنهد ارغد بصوت مسموع، و هو يحاهد على يجعل ذاته هادئًا معها... فيكفي ما مرت به حتى الان... بالطبع لن يربد ان يزيد حزنها، و اردف قائلا لها بحب، و هدوء... و هو يلتقط كفها طابعًا فوقه قبلة رقيقة
:- ابدًا يا تشرقت مين قال اني مش بثق فيكي.. انا سافرت، و انا واثق فيكي، و رجعت و فضلت واثق فيكي ان عمرك ما هتتغيري... اينعم كنت نسياني ازاي مش عارف ابتسم بلطف، و واصل ما كان يقوله
_ جه ماجد و قالي كلام زفت، و اختارت في البداية اثق فيكي لكن لما لقيتك هتتجوزيه، و موافقة فقولت ان خلاص... قررت ادفن حبك اللي هعيش عليه، قلبي كان بيتالم عقلي بيصورلي كل حاجة.. كنت هموت حرفيا لغاية ما لقيته هرب... لقيت نفسي زي الطفل الصغير لغيت عقلي، و تفكيري، و قولت هتجوزك كان التفكير بيجلدني رفضت احكيلك بعد ما عرفت الحقيقة عشان انتِ متزعليش كان كل اللي بيهمني انتِ... تنفس بصوت مسموع قبل ان يواصل حديثه بضيق، و غيرة
:- بعدها عرفت حوار الاغتصاب كنت هتجنن وقتها تابع مسرعا عندما رأي ملامح وجهها التي اصبحت اكثر شحوبا، و وهنًا
_ مش عشان اللي جه في دماغك... انا متقبلك، و هفضل اتقبلك، و بحبك، و هفضل احبك بكل جوارحك و حزنك، و تعبك... انا اتجننت عشانك انتِ ازاي قدرتي تستحملي حزنك، و وجعك من الموضوع دة و كمان اللي بيحصلك من العيلة عرفت انك عانيتي... حلفت اني اعوضك انا بعشقك يا اشرقت بعشقك بكل حاجة
فيكي... كلي ملكك انتِ... يا مالكة قلبي، و اشراق حياتي كلها..
شعرت اشرقت ان قلبها يذوب ذوبًا اثر حديثه هذا...كلماته قد محت كل شئ يحزنها بداخلها... تقسم انها لن تجد شخص مثله في تلك الحياة.. ابتسمت و استكانت داخل حضنه... قائلة له بابتسامة
:- ا..ارغد انا مكنتش نسياك اصلًا انا بس كنت بغوش على الموضوع بتاع عياطي، و الضرب عشان يعني متاخدش بالك... لكن انتَ برضو اخدت.
اقترب بشفتيه امام شفتيها قائلا لها بصوت اجش، و همس مغزى جعلها تذوب بين زراعيه
:- مخدش بالي ازاي... انا بدقق في اقل تفصيلة فيكي انت قلبي، و حياتي، و عمرى، و دنيتي كلها يا احلى اشرقت قولتها و هقولهالك تاني انت الاشراق، و النور اللي نوَّر حياتي. و لسة هتنور اكتر ببنتنا االي هتيجي تكمل نور الدنيا...هي و ام..
قطع حديثهم صوت اسيا التي كانت دلفت الى الغرفة اردفت قائلة لهم بخجل
:- احم احم ارغد بابا بيقولك تعالى الدكتور خرج..
انتفضت اشرقت مسرعة تبتعد عن ارغد، و هي تشعر بخحل جمٍ... اومأ لها ارغد و بالفعل نهض و سار بخطواته نخو الخارج تاركًا اياهم في الغرفة بمفردهما..
اردفت اشرقت تسأل اياها بقلق قبل ان تنهض
:- الدكتور قال ايه يا اسيا..
اجابتها بتوجش يحتل جميع ملامحها، و نبرة حزينة
:- هو..يعني...قال ان عمي جاله شلل بس بيقول انه مؤقت متخافيش.
بدأت اشرقت تبكي بقوة لم تستطع ان تمنع ذاتها من البكاء... اسرعت اسيا تحتضنها، و تربت عليها محاول ان تجعلها تهدأ..
""""""""""""""""""
بعد مرور تسعة اشهر
كان اليوم هو يوم زفاف اسيا، و مالك...فقد كانت اسيا غير مصدقة ما يحدث تشعر انها تحلم...تحلم حلم جميل قد هيأه لها عقلها من كثرة التفكير بهذا اليوم... تخشي ان تستيقظ من حلمها في اي وقت، ابتسمت بسعادة لا توتصف... تعجز بالفعل عن وصف مشاعرها في هذا الوقت تحديدًا... اردفت اشرقت قائلة لها بمشاكسة، و مرح و هي تغمز لها باحدي عينيها
:- خلصتي يا ست هانم، و لا لسة بقالك ساعة واقفة سرحانة قدام المراية.. سرحانة في ايه بقا..؟!
التفتت اسيا اليها... قائلة لها بمرح، و ابتسامتها تعلو ثغرها...ابتسامة حقيقية منبعثة من قلبها
:- بس يا اختي مش كفاية اجلنا الفرح شهرين؛ بسبب ولادتك انتِ و بنتك و ياريتك سمتيها اسيا من باب المجاملة، و التقدير... و لا اسم جديد زي ما اختارتلكوا مايان شايفه الاسم جديد ازاي.
لوت اشرقت فمها، و هي تحرك رأسها بياس من هذا الحديث اليومي... و غمغمت قائلة لها بسخرية
:- ايوة فعلا اصل انا اللي سمتها صح مانا قولتلك سميها براحتك الاسم اللي يعجبك... جه اخوكي و قال انه سماها انا مالي بقا.. هو اللي قال شروق، و صمم كلامك معاه بقا مش معايا.
نكزتها اسيا في يدبها بخفة، و هي تواصل حديثها بنفس ذات الثبات، و المرح
:- و انتِ بقا مش عارفة سماها شروق ليه ما هو عشان سيادتك قال قريب من اسمك يا سندريلا... على فكرة مايان احلى بس هو االي مش بيفهم.
وضعت اشرقت يديها على مقدمة رأسها... قائلة لها بتذمر
:- يخربيت كدة اسيا يا حبيبتي، احنا كل يوم بنقول نفس الكلام، لو جبت بنت كمان قولنا هنسميها مايان، و اللي مش عنده ذوق لو سمعك هيأجلك فرحك شهرين كمان لو مستغنية عن الفرح اتكلمي... انا هروح اشوف شروق عشان زمانها صحيت، و ادي العلاج لبابا، و اجهز نفسي.
ضحكت اسيا على حديثها، و اومأت لها و هي تبتسم بالفعل سارت هي الى الخارج... لتفعل ما قالته لكنها تذكرت يوم ولادتها، تذكرت عندما بكت ما ان علمت انها ولدت بنت فهما رفضوا ان يعلموا نوع الجنين و استمروا في مشاجرتهم... كانت تتمنى ان يكون ولد كما قالت هي...حينها اقترب منها ارغد يسال اياها بقلق، و اهتمام عن حالها و لماذا تبكي..؟!
اجابته هي بحنق طفولي
:- لا انتَ كدة اللي كسبت كل حاحة بتمشي زي ما انتَ عاوز كان نفسي اكسب..
انفجر حينها ارغد ضاحكًا على سذاجتها، و هو يردف قائلا لها بحب
:- انا عاوزها بنت عشان تكون انتِ... بس نسخة مصغرة تعيشيها كل اللي نفسك فيه، تشوفي نفسك فيها، و هي طلعت شبهك كمان سمتها اسم قريب من اسمك عشان تشوفي نفسك فيها، تعيشي طفزلتك معاها سمتها شروق عشان تبقي شروق حياتنا، و بدايتنا زي ما انتِ اشراق حياتي انا..
ابتسمت حينها كالبلهاء بفرحة، و سعادة و قلبها قد رقص بداخلها من فرط السعادة... فاقت من شرودها على يد ارغد التي كانت تحيط خصرها يقربها منه بقوة يسأل اياها باهتمام، و حنو و هو يداعب ارنبة انفها بانفه
:- حبيبة قلبي بتضحك، و فرحانة ليه من حقي اعرف اللي مخليكي تمشي مبتسمة كدة.
ردت عليه، و هي تحاول ان نبتعد عنه؛ خوفًا من ان يراهما احد
:- بفتكر يوم ولادتي، و الكلام اللي قولتهولي... اوعِي بقا اشوف شروق، و كمان بابا اديله علاجه.
التقط شفتيها بنهم، و حب و هو يشعر انه قد نسى كل شي حوله... ابتعد عنها بصعوبة عندما شعر بحاجتها القارسة الى الهواء، و هو يتمتم قائلا لها بمرح
:- طب اعمل ايه ما تيجي نفك، و نخلع من كل حاجة و نقعد مع بعض عشان وحشتيني اوي.
فلتت منها ضحكة بصوت مسموع، قبل ان تردف قائلة له باعتراض
:- لا يا ارغد مينفعش هتاخر عشان خاطرى اسمع كلامي انهاردة بس بعدين يعني ا.. اخنا كنا لسة بليل بعد ما نومنا شروق ملحقتش اوحشك..
رد عليها بمشاكسة
:- ما هو بعد الضحكة دي، مش هينفه اسيبك بعدين اديكي قولتي بليل، و كنا يعني فعل ماضي يا ساقطة عربي انا عاوز الحاضر بقا.
دفنت وجهها في عنقه و هي تتمتم بخفوت، و خجل
:- ارغد عشان خاطرى طب اقولك هعوضك بليل كتير اوي اوي، و هسيب شروق مع مدام سميرة مش هاخدها انومها زي كل يوم...اوعي عشان خاطرى احسن حد يدخل..
همس داخل اذنها قائلا لها بحب، و جراءة
:- عرض مغرى بعدين الظفروص هي تنومها امال هي مربية ازاي دة انتِ اللي طول اليوم قاعدة بيها اصلا.
و اخيرا رفع يده من فوق خصرها برفق... و ابتعدت عنه هي بعض الخطوات الى الخلف، و هي تجيبه قائلة له بهدوء، و تعقل
:- ارغد انتَ قولت انها عامل مساعد مش اكتر، و انا كنت رافضة اصلًا و انتَ عارف هخليني مع بنتي براحتي مش هعتمد على اي حد.
اكملت بنبرة حزينة، و تنهيدة حارة تجمل العديد من الاسي
- محدش هيبقي حنين، و واخد باله منها قدى انا محدش هيعمل دور الام زيي.
التقط ارغد كفها يطبع فوقه قبلة رقيقة، و هو يردف قائلُا لها بحب
:- ربنا يخليكي لينا يا قلبي، و تربيها زي ما يعجبك انا خايف على صحتك انتِ، انتِ لسة والدة من شهرين بس.
ابتسمت في وجهه ابتسامتها المشرقة التي لا تليق سوى بها... عيونها كانت تلتمع بشغف، و حبٍ حقيقيان
:- و يخليك لينا يا حبيبي بعدين انا بقيت كويسة، و زي الفل... اوعَى بقا خليني اشوفها، و بعدها اشوف بابا عشان البس.
ابتعد بالفعل عن طريقها كما قالت له، و هو يتابعها بأعين تلتمع بالحب... بالفعل بدات تعد طفلتها ما ان انتهت حتى طبعت على وجنتيها عدة قبلات متفرقة صغيرة، و هي تمتم لتلك الواقفة امامها قائلة لها باحترام، و هدوء
:- هي نامت اول ما تصحى رني الجرس الموصل لاوضتي و هجيلها... ماشي يا مدام سميرة.
اومأت لها برأسها الى الامام،و هي تهمهم تجيب اياها باحترام..
خرجت، و بالفعل سارت نحو غرفة والدها الذي كان مستيقظًا جالسًا على كرسيه المتحرك اقتربت منه و بدات تعطِي اياه بعض حبات الدواء الخاصة به قائلة له بهدوء
:- كدة خلاص يا بابا العلاج ناقصله اربع شهور كمان بالظبط بنفس الاستمرار، و المواظبة و بعدها الجلسات بتاعت العلاج الطبيعي، و هتبقي زي الفل.
التقط شريف كفها يضغط عليه بحنو، و هز يردف قائلًا لها بندم، و حزن
:- انا اسف يا بنتي اسف لو في مرة خذلتك، و جيت عليطي عشان اي حد... تعاملك معايا كدة و بالشكل دة و اهتمامك بيا... بيخليني اندم بتهتمي بيا اكتر من الممرضة رغم ان واحدة غيرك كان زمانها رمتني، و لا عبرتني حتى..
مسكت هي كفه الممسك بيدها الاخرى، و طبعت فوقه قبلة رقيقة قائلو لة بحب
:- انسى يا بابا انسى... انا الحمدلله قولتلك مش زعلانة منك قوم انتَ بس عشان تلعب مع شروق، و تجري وراها لما تكبر انت، و عمو عابد مش هتنازل عن كدة ابدًا..
ضحك شريف، و هو يردف قائلا لها بسعادة
:- ايوة نجري وراها و نلاعبها... و كل اللي هي عاوزاه تؤمر هي بس ربنا يخليها ليكي يا حبيبتي..
ابتسمت في وجهه بهدوء، و هي ترد عليه بحب
:- و يخليك ليها يا بابا هروح اجهز انا بقا عاوز حاجة..
همهم يجيب اياها قبل ان تخرج متحهة نحو غرفتها و بدات بالفعل تعد ذاتها لحفل الزفاف...
دلف عابد الغرفة الخاصة باسيا التي كانت قد انتهت من اعداد ذاتها بمساعدة بعض الميكب ارتيست المتخصصين افترب منها يحتضن اياها، و هو يردف قائلا لها بسعادة و حب
:- مبروك يا جبيبتي انا كدة اتطمنت عليكي، و على احوكي حسيت اني كدة عملت اكبر انجاز في حياتي..
ابتسمت اسيا بسعادة، و هي تزداد من ضمها عليه داخل حضنه بقوة قائلة له بحب
:- ربنا يخليك لينا يا اعظم، و احسن، و اجمل اب في العالم كله مش عارفين من غيرك كنا هنعمل ايه عقبال بقا ما تشوف ولادى زي دا شوفت بنت سي ارغد..
ابتسم عابد على مزاحها قائلا لها بحنو، و هو يضربها بخفة فوق راسها
:- اتعدلي يا بنت انتِ عروسة المفروص البنات تبقي مكسوفة مش انتِ بتفكرى في العيال من دلوقتي ااه منك يا محنناتي الله يكون في عون مالك الواد غلبان معملش حاجة في حياته تستاهل انه يحصل فيه كدة بس يلا هو اللي اختار محدش غصبه.
عقدت كلتا حاجبيها بدهشة قائلة له بتوجس، و هي تطالعه بنظرات متشككة
:- ليه يا سي بابا، و انا مالي هو انا في زيي و لا في حلاوتي انتَ ظالمني اوي خد بالك بعدين انا بنتك يا حاج مش مالك اللي ابنك ركز شزية و اقف معايا..
ضحك عابد معها، و قام بطبع قبلة حانية فوق جبهتها تاركًا اياها، و خرج مرة اخرى
""""""""""""""""""
وصلوا جميعًا القاعة الَّتي سيقام بها الزفاف... فقد كانت من افخم القاعات، كانت مزدحمة برجال الاعمال، و الصحافة... فهذا حدث هام لدى الجميع
امسك مالك بيد اسيا، و هو يشعر ان حلمه، و دعواته قد تحققت ظل يشكر ربه عدة مرات، و هو لا بصدق ما يحدث امامه كان هذا نفس الشعور لدى اسيا ايضًا بعد مرور بعض الوقت من التهاني قام مالك، و اسيا للرقص سويًا اردف مالك قائلًا لاسيا بصوت اجش، و هو يهمس امام شفتيها اللتان جلما ان يلتقطهما بين شفتيه
:- بحبك...بحبك يا مستحيل اتحقق يا دعوة ربنا حققهالي يا اجمل حاجة في حياتي، بحبك بعدد الانفاس اللي بتنفسها في سنين حياتي كلها، بحبك الحب اللي مش عارف و لا قادر اوصفه لانه ميتوصفش، بحب كل حاجة فيكي
ابتسمت اسيا بخجل، و هي تهمهم بخفوت قارس تجيب اياه
:- و.. و انا كمان يا مالك بحبك اوي بجد بس انا مش بعرف اقول كلام زي االي انتَ بتقوله دة بس بحبك و بجد انت مستحيل اتحقق بالنسبالي برضو..
ضحك مالك على خجلها الواضح، و براءتها و هو يهمس قائلًا لها بنفس ذات النبرة
:- عارف.. عارف انك بتحبيني يا قلب مالك..
على الجانب الاخر كان ارغد، و اشرقت يرقصان ايضًا
اردف ارغد قائلًا لاشرقت بنبرة عاشقة
:- اشرقت عاملك مفاجاة من زمان و انا بحهزهالك من و انتِ حامل بس الحمل كان مانعني.
انفجرت شفتي اشرقت... قبل ان تردف تسأل اياه بحب، و فضول
:- ايه هي يا ارغد...؟!
غمز لها ارغد باحدي عينيه قائلا لها بجراءة... جعلتها تخجل بشدة
:- بوسيني الاول عشان اقولك.
شهقت اشرقت بصوت عالٍ، و هي تحمد ربها بداخلها ان صوت الاغاني كان مرتفع، و لن يستمع احد الى ما حدث بينهما تمتمت قائلة له بخجل، و خفوت
:- ارغد ايه اللي بتقوله دة لا عيب... احنا مش في اوضتنا قول من غير قلة ادب.
ضحك ارغد قائلًا لها بمزاح، و مشاكسة
:- قلة ادب ايه يا اشرقت تعرفي عني اني مؤدب يا حبيبي... كان يسألها، و هو يطالعها بنظرات بريئة، مزيفة.
حرَّكت اشرقت رأسها بالنفي، و هي تضم شفتيها معًا الى الداخل بخجل قائلو له بالحاح
:- قول بقا ايه هي المفاجاءة عشان خاطري.
ابتسم ارغد قائلا لها بمرح و سعادة تشع من وجهه
:- خاطرك غالي اوي اوي.. نفذي الشرط، و اقولك يلا روح قلبي.
غرزت اسنانها في شفتها بخجل، و هي تتلفت حولها يمينًا، و يسارًا؛ كي تتاكد من الا يوجد احد ينتبه اليهم ثم قانت بالفعل بطبع قبلة رقيقة على احدى و جنتيه، و ابتعدت سريعًا كانها قامت بلمس كهرباء... ضحك ارغد على فعلتها قائلا لها بمشاكسة، و تذمر
:- طب و هي دي تنفع يعني ايه يا اشرقت... انا جوزك يا حبيبتي هعديها، و اقولك المفاجاءة عشات خاطرك بس.
ابتسمت اشرقت بسعادة، و فرحة وهعي تنظر له؛ كي يقول لها ما هي... بالفعل واصل هو حديثه بنبرة حانية فَرِحَة، و هو يرى السعادة تلتمع داخل اعينها
:- هنسافر ايطاليا نقضي شهر العسل بتاعنا اللي مروحناهوش..
اتسعت ابتسامة اشرقت بفرح اكبر... لكنها سرعان ما تلاشت قائلة بخفوت، و قلق اموى
:- طب، و شروق هنعمل ايه مش هينفع نسافر، و نسيبها.
كان يعلم انها ستقول له هكذا؛ لذلك اردف قائلا لها بجدية يخالطها الحنان
:- متقلقيش يا حبيبتي هناخدها معانا، و المربية هتبقي معانا انا مجهز كل حاجة، و قولت مش معقول ااجلها تاني مش كفاية اجلتها عشان حملك.
ضحكت بخفوت، و خجل... و هي تزداد من ضمه قائلة له بحب حقيقي منبعث من صميم قلبها
؛- ربنا يخليك ليا يا اجمل ارغد في العالم بحبك اوي ربنا يخليك ليا انتَ غيرت حياتي كلها.
عقب ارغد على حديثها بنبرة عاشقة
:- و يخليكي ليا يا اشراق حياتي، انتِ نورتيني انا شخصيًا مش حياتي بس... هفضل طول عمرى اعمل اي حاجة احة عشان اسعدك، و اشوف اللمعة اللي في عينك ..دي كفاية عندي بحس بسعادتي لما بشوفها
ازداد من ضمها نحوه حتى صارت تلتصق به لا يفصل بينعما اي مسافة، بينما هي دفنت رأسها في عنقه و هي تشعر انها لا تستطيع وصف مدى سعادتها الان..
_كُنْتَ لِي مَصْدَر سَعَادَتِي فَكُنْت أَنَا لَكْ ضَوْء حيََاتِكَ، قَدَّمْتُ لِي الْحَنَانُ فَقَدَّمْت لَكَ قَلْبِي، أَحْبَـبـْتَـنِي دُونَ مُقَابِل لَكِنَّكَ لَمْ تَكُن تَعْلِم أَنْ حُبَك فِي قَلْبِي هُوَ الْمُقَابِل_
_أَنَا أَحْبَـبَـتِك بِكُلِ مَا أَسْتَطِع، أحْبَـبَـتِك وَ اَنَا لَا أَفْهَم مَعْنَى كَلِمَة حُب، فَـ كَبِرَ حُبِك وَ تَرَعْرَعُ فِي قَلْبِي حَتَّى إِمْتَلَكُه دُونَ إِسْتِـئْـذَان، أُحَبِك اَكْثَر مِنْ حُبِي لـِ ذَاتِي، فَأنْتِ جَوْهَرَتِي الَّتِي كَانَت مُنْطَفِئَةَ وَ جَعَلْتِك تَـتَـلَأْلَإِي بـِ حُبِّي سَأُحَافِظُ وَ أَبْذِلُ كُل جُهْدِي حَتَّى تَظِلِ مُلَئْلِئَـةًَ لَامِعْـةً _
تِلْك هِيَ الْنِهَايَةُ لَدَيْنَا نَحْنُ، لَكِنَهَا لَمْ تَكُنْ الْنِهَايَة لَدَيْهُم، فَالْحُبُ لَا نِهَايَة لَه ابدًا، هُمَ الْان يَعِيشُون فِي سَعَادَةِ بَعْد شَقَاءُ، عِنَاءُ، وَجَعُ، تَعَبُ، وَ فِرَاقُ، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَظِل وَاثِقِين مِنْ عَوَضِ الله الَّذِي لَا مَثِيلُ لَه..
الْحُبُ الْصَادِقُ سَيَنْتَصِرُ فِي الَنهَايَة، ِ بِالْطَبْعِ الْشَر لَنْ يَدُومَ مَهْمَا حَدَثَ، وَ هُمْ كَانُوا جَمِيعًا لَدَيْهُم حَبًا صَادِقًا؛ لِذَلِك إِنْتَصَر وَ حَطَّم الْشَرَ الَّذِي كَانَ يَعِيشُونَ فِيه، مِنْ أَهَمِ أَسْبَاب الْنَجَاحِ هِيَ الْثِقَةُ بِالله وَ عَوَضِه وَ الْثِقَة بأَنْفُسِنَا، وَ حُبِنَا، وَ اِخْتِيَارَتِنَا.... مَنْ الْمُمْكِنٍ اَنْ تَكُن اِخْتِيَارتِنَا الْخَاطِئَة كَمَا حَدَثَ مَعَ الْبَعْض فِي تِلْك الْرِوَايَة لَكِنِنَا يَجِبُ أَنْ نَتَعَلَمَ مِنْهَا؛ كَي لَا تَتَكَرر كَمَا فَعِلُوا..