رواية عشق خالي من الدسم كامله وحصريه بقلم فاطمة سلطان
عائلة العربي
محسن : رجل في اواخر الخمسينات، ولديه اكثر من مصنع خالص بتصنيع الملابس
مريم : امراة في اوائل الخمسين من عمرها حكيمة وهادئة تحب اولادها وعائلتها كثيرا كل ما يهمها رؤيتهم سعداء
مروان : في الثامنة والعشرون من عمره خريج من كلية السياحة والفنادق، طوله 179 سم، جسده متناسق بعض شيء يهتم بملابسه ولحيته وشعره كثيرا وما يميزهما لونهم الفحمي، يحب القراءة بشكل كثير جدا ومثقف ومطلع في الكثير من المجالات ان كانت تخص عمله او لا، بشرته قمحية
عمل بعد دراسته في أحدي الشركات الخاصة بالسياحة بسبب لغته الانجليزية الجيدة التي قد أخذ به بعض الكورسات اثناء دراسته هو وزوجته وبعد وفاتها قد انتقل لمشاركة صديقه في أحدي المطاعم بالاسكندرية فقد ترك كل شيء يتعلق بها حتي يخرج من حالته
اسلام : في السادسة والعشرون من عمرة خريج من كلية الهندسة ويعمل مهندس في أحدي الشركات ومتزوج من رنا البالغة من العمر ثلاثة وعشرون عام ولديهما ابنه تبلغ من العمر سنة واحدة تدعي فاطمة
أحمد : يبلغ من العمر الرابعة والعشون خريج من كلية الحقوق ويعمل مع والده
رباب : تبلغ من العمر تاسعة عشر طالبة في كلية الزراعة
_________________
سلوي : تبلغ من العمر الخامسة والخمسون مطلقة منذ سنوات
ملك : زوجة مروان وتوفت عن عمر نياهز ستة وعشرون عام ونصف
________________
تسنيم : تبلغ من العمر 21 عام خريجة من كلية التجارة توفي والدها منذ عشرة سنوات، عيناها لونها زيتونية وشعرها طويل وناعم وخصلاته حريرية بشرتها بيضاء كانت نحيفة ولكن اصبح جسدها متناسق بعض الشيء في السنوات الاخيرة وربما جميلة وملفته ولكن لا تمتلك من الحظ ربع جمالها فقد مرت بالكثير من الاشياء بعد وفاة والدها، محجبة
كريمة : في اواخر الاربعينات من عمرها تزوجت بعد وفاة زوجها محمد بعام ونصف من عمر
__________________
في شخصيات هتظهر في الاحداث هنعرفها تعريف بسيط وسط الاحداث
الفصل الاول
اذكروا الله
______________________
لا تفكر أنك تستطيع أن توجه الحب في مساره، فالحب إن وجدك جديراً به هو الذي يوجه مسارك
#جبران_خليل_جبران
_________________________
في شقة ما تتواجد بأحدي المناطق الراقية والهادئة، كان مروان وملك قد ذهبا لتوهم وتركوهما بمفردهما بعدما قالوا لتسنيم اذا لم يتفقا فلتذهب إلي شقتها، لم تكن سلوي يعجبها أي شيء مما تفعله ابنه شقيقتها
فأردفت سلوي قائلة بحنق فهي لا تصدق أي حماقة أرتكبتها ابنه شقيقتها بنفسها فهل يعقل ان هناك أمراة توافق علي زواج زوجها الا اذا كانت قد فقدت عقلها، فهي تري أن تلك الحسناء لابد أن لها هدف وهو تدمير حياة (ملك) فما الدوافع التي تجبرها علي الموافقة بالزواج من رجل متزوج وبتلك الظروف والأسباب
- بصي يا بنتي انا مليش دعوة باللي يقوله مروان وملك انا عارفة كويس ان بنت اختي هبلة علشان تجيب ضرة لنفسها بأي مبررات وحجج
تنحنحت تسنيم وحاولت التحدث بنبرة هادئة فالواقع قد أنطفئ تمردها بعد تلك الاشياء التي مرت بها مؤخرًا كانت تريد فقط التخلص من هذا البيت بأي شيء قد يكلفها وأي عرض قد يُقدم لها ولكن تثق في صديق والدها وهو من اقنعها ان توافق وتأمن هذا الشاب علي نفسها
- حضرتك متعرفنيش علشان تحكمي عليا وانا والله ما في نيتي حاجة زي ما انتِ متخيلة
قهقهت سلوي قائلة بسخرية فهي تحاول ألا تصدق تلك الدموع التي تحسبها في عينيها
- اهو كله كلام مين تقبل تكون زوجة تانية لواحد وهي عارفة ايه غرضه من الجواز، الا لو ناوية علي الشر او مروان معيش بنت اختي في كدبة مهوا الموضوع مش طبيعي ابدا
أردفت تسنيم قائلة وهي تحاول أن تلم ما تبقي من كرامتها المهدورة فالمرأة لديها كل الحق، ولكن للاسف لم تسيطر علي دموعها التي هبطت منها
- فعلا مفيش واحدة تقبل ده الا لو شافت الذل وشافت بلاوي في حياتها وأمنية حياتها تنام مرتاحة يمكن انتِ تعرفي اسباب اللي خلت استاذ مروان يعمل كده بس لسه متعرفيش أسبابي، يمكن انا صغيرة علشان اقولك متحكميش علي حد من غير ما تعاشريه، مفيش واحدة في سني تقبل انها تتجوز واحد متجوز ومتعرفش حتي تنطق اسمه من غير ألقاب الا لو في حاجة غصباني اكتر من استاذ مروان نفسه
أردفت سلوي قائلة بعد أن أخذت نفس طويل، فلا شك أن دموع تلك الفتاة أثرت بها وحاولت أن تشغل عقلها قليلا فالوقت كافي لأن يُظهر كل شيء
- انا لومت بنت اختي علي اللي عملته بس الايام بتبين معدن كل واحد، وهيبان كل شيء مع الوقت ولما أفهم ايه حكايتك
___________________
بعد مرور ثلاثة أشهر تقريبًا في منطقة سكنية راقية، تحديدا في شقة مروان وملك، التي تبتعد عن شقة سلوي بمسافة ساعة ونصف، نهض من فراشه وهو غاضب كثيرًا، ونادرًا ما يصل الي تلك الحالة، ارتدي قميصه وتوجه الي الشرفة لعله يستطع أخذ أنفاسه فهي تنجح في أغضابه وإفساد لحظاتهم السعيدة كما يحدث في الاونة الاخيرة نهضت ملك ودخلت الي الشرفة أيضا ليتركها لها وعاد مرة أخري الي الغرفة لتعود خلفه
وأردفت قائلة بنبرة تملؤها العتاب
- يعني انتَ خلاص مبقتش مستحمل كلمة اقولها يا مروان
أردف قائلا بصوت مرتفع وغضب فهو لا يريد تلك الحياة، لا يريد أن يقضي لياليه في الشك وهذا الجو الذي يحبس أنفاسه
- اه مبقتش مستحمل ان حياتنا كل يوم هنتكلم عن تسنيم، وعن أوهام وكلام فارغ ملوش أي ستين لازمة
أردفت قائلة بغضب شديد والغيرة تعميها
- ده مش كلام فارغ هي مراتك وله نسيت
أردف مروان قائلا بغضب شديد فهو إنسان ويكفيه ما يتفوه به والده عند كل مكالمة
- مراتي !!! بتتكلمي عن واحدة مبشوفهاش اصلا والموضوع كله شفقة فمتخلنيش اتنرفز عليكي واسيبلك البيت وامشي انا زهقت
أردفت قائلة بغضب شديد وهي تعقد ساعديها
- زهقت مني وعايز تمشي وايه كمان يا مروان من امته بقا في أي خناقة تمشي، راعي مشاعري وحس بيا شوية ياخي
بكت وتساقطت منها الدموع رغم أنها كانت غاضبة وتقف بكل شموخ، جلست علي طرف الفراش وهي تقبض بيديها غطاء فراشها لعلها تسيطر علي أعصابها لم يتحمل مروان دموعها رغم أنه هو الأكثر غضبًا الآن فجلس بجانبها، وأردف قائلا وهو يحك مؤخرة رأسه
- انتِ ايه اللي مضايقك فهميني طيب وبطلي عياط ليه غاوية تنكدي علينا
أردفت قائلة وهي تنظر له وتضع كفها علي وجهه وتمررها علي وجنتيه وكأنها تحفظ ملامحه وتخشي فقدانها بسبب نقصها التي لن تستطيع ان تفاديه أو تعوضه
- بغير عليك وخايفة تروح مني يا مروان خايفة في يوم الاقيك سبتني انا بحبك اكتر من نفسي، انتَ أول واحد أحبه وأول كل حاجة في حياتي، اول كل حاجة ممكن تحس بيها البنت تجاه واحد او حاجة تعملها مع واحد كانت معاك انتَ
افهمني ارجوك
أخذ يديها وقبلها ثم وضع وجهها بين كفيه وقبل جبهتها وأردف قائلا وهو ينظر إلي داخل عيناها ليري ماهيتها
- ملك انا سبت أهلي وعيشت هنا علشانك، وعمري ما حبيت قدك اقولك ايه تاني
زادت تلك الدموع التي تهبط من عيناها وأردفت من بين دموعها قائلة وهي تري نقصها وتشعر به
- بس انا هفضل مش عارفة اسعدك وهكون سبب زعلك وهيجي يوم وهتلاقي اللي تقدر تجبلك عيل واتنين وتلاته وانا مش هعرف احقق ليك ده، اكيد هيجي يوم وهتمل دلوقتي انتَ مش فارق معاك علشان لسه صغيرين لما العمر يجري هتلاقي نفسك عايز تكون أب
أردف مروان قائلا برفق وهو يحاول ألا يزعجها
- انا كنت عارف قبل ما اتجوزك انتِ مضحكتيش عليا برغم كده بعد ما اتخرجنا جيت اتقدمتلك وقولتلك مش فارق معايا
هبطت الدموع من عيناها دون توقف وكأنها تعرف طريقها، وأردفت قائلة
- ايوة بس انا مكنتش اعرف انك مقولتش لاهلك وحتي لو انتَ راضي بالوضع ده أهلك لا ومن ساعة ما عرف وهو كل شوية يتخانق معاك وادي النتيجة اتجوزت علشان ترضيه طب تفتكر بعد ما ابوك عرف انك اتجوزت تاني هيسكت لا طبعا كلها شهر وله شهرين هتلاقيه بيسالك مراتك محملتش زي ما عمل معانا
تنهد وأردف مروان قائلا بضيق حاول اخفاءه فيعلم ان والده لن يصمت لفترة طويلة فهي معها حق في تلك النقطة
- ممكن تشيلي هم النهاردة وبس متفكريش في حاجة
- وتسنيم ؟؟؟
أردف قائلا بمكر شديد وابتسامة تجعلك تطمئن
- يعني لو مكناش شغالين انا وانتِ في نفس المكان وأربعة وعشرين ساعة تحت عينك والبنت قاعدة مع خالتك غيرانة منها في اية ده حتي لما بحب أعرف ايه أحوالها بكلم خالتك في التليفون ومصاريفها ببعتها علي حساب خالتك علشان اريحك اني مش بشوفها، انا عملت ده علشان اخلص من كلام ابويا وامي وعلشان محدش يقعد يكلمك في حاجة ولولا اني لقيت ظروف تسنيم كده وغلاوة ابوها عندي عمري ما كنت افكر اتجوز عليكي
أردفت ملك قائلة بنبرة مستفهمة من قدرها
- مش عارفة هو انا حظي حلو زيادة علشان ربنا رزقني بيك وله انتَ بتعرف تضحك عليا
ضحك ثم شدها الي أحضانه، وأردف قائلا
- الاتنين انا بعرف اثبتك، تعالي في حضني، يخربيت البوز اللي بتضربيه ده
________________
بعد مرور ما يقارب أربع سنوات فقد مر علي وفاة ملك عام ونصف فقد اشتد مرض قلبها وأزماته عليها لتفارق الحياة تاركه قلب مروان مفتورًا
في شقة سلوي كانت تحتسي الشاي وبجانبها تجلس تسنيم، فكان اليوم يوم مميز لتسنيم اخيرًا تخرجت من كلية التجارة، وأخذت سلوي تقص أكثر سنوات تكرها في عمرها، فلقد تعودت علي ملك ووجودها في حياتها قبل وفاة ملك وحتي بعد وفاتها أصبحت جزء من عائلتها
تنهدت سلوي بعد أن افصحت عن الجانب التي تكرهه
- بس ياستي لما اطلقنا انا وابوه ونزلت مصر فضل ابني معايا ست سنين لما جه وقت دخوله الجامعة ابوه عرض عليه انه يدرس هناك ويعيش معاه سنين الجامعة دول
أردفت تسنيم قائلة بتلقائية
- طب وليه مرفضتيش انه يدرس برا
قالتها سلوي بسخرية شديدة وتحاول كبح دموعها
- قعد يقولي مستقبلي هناك احسن واني معطلوش عن مستقبله
- طب وليه مرجعش يقعد معاكي بعد ما خلص دراسة
- العيشة برا عجبته وكده كده كان خلص طب ونفس تخصص ابوه اغراه بالشغل هناك ومن ساعتها مرجعش والغربة قسته حتي مبيتصلش بيا لوحده لازم انا اللي اكلمه
أردفت تسنيم قائلة وهي تشعر بعذاب الضمير الشديد فهي من جعلتها تقص تلك القصة المؤلمة
- انا مضايقة اوي مكنتش اعرف ان حكاية ابنك كده كنت فاكرة انه بيشتغل برا وخلاص ومكنتش بحب اسألك في الاول علشان مظهرش ليكي اني حشرية
مسحت تلك الدموع التي هبطت منها، ثم أردفت سلوي قائلة
- وانا مكنتش بحب اتكلم في الموضوع ده مع أي حد خالص علشان بفتكر وجع القلب بس بمناسبة نتيجتك لقيت نفسي بحكيلك لوحدي افتكرت ابني مشي ازاي
أردفت تسنيم قائلة بعدما نهضت وقبلت رأسها وأخذتها في أحضانها
- خلاص متزعليش بكرا يعرف قيمتك ويرجعلك تاني
- الغربة خلاص قسته
رغم انها شعرت بما تكتمه المرأة من ألم بداخلها ولكن حاولت كعادتها ان تبدأ في مشاكستها
- خلاص مش انا بنتك زعلانة ليه بقا وله انتِ كنتي بتضحكي عليا
ابتسمت سلوي ثم أردفت قائلة
- والله معرفش مين بيداوي جرح التاني، لولا اني لقيتك معايا ساعة موت ملك انا كنت انهارت لوحدي ملك كانت آخر حد ليا في الدنيا وامها ميته من زمان كنت انا شبة اللي مربياها كانت اغلبية الوقت عندي وشوية مع ابوها مهوا أصله اتجوز بعد موت اختي بشهر واحد حتي مستناش ..
قاطعتها ملك وأردفت ملك قائلة بنبرة حاولت جعلها لينة
- خلاص بقا انتِ النهاردة قالبة الدنيا نكد ليه وعماله تفتكري كل حاجة سوداء ربنا يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته
أردفت سلوي قائلة باستغراب شديد من ذلك القدر
- ربنا كبير فعلا مين يصدق اني هحبك كده وهتونسيني رغم اعتراضي عليكي في الاول وساعتها اتخانقت مع ملك الله يرحمها
- كل مصيبة ربنا بيبعتها أكيد بتكون خير بس احنا اللي بنفتكرها شر، كنت عايزة اتكلم معاكي في موضوع
- قولي يا بنتي
أردفت ملك قائلة بخجل وهي تريد أن تنهي ذلك الموضوع فيكفي كل ما مر عليها، يجب أن تكن حرة وتختار شريك لحياتها وعلي الأقل تذهب كما تريد وتجلس كيفما تريد فكانت تغلق قلبها طوال تلك السنوات التي مضت رغم ظروف زواجها ولكنها كانت تغلق علي قلبها حتي لا ترتكب أي خطأ تجاه ذلك الرجل الذي أعطاها اسمه
- كنت عيزاكي تكلمي استاذ مروان علشان يطلقني، خلاص هو عمل اللي عليه وزيادة وكتر خيره السنين دي كلها، انا اتخرجت فملوش لازمة واحنا كنا متفقين علي المدة دي مش اكتر من كده
- طب وهتعملي ايه بعد ما هتطلقوا هتسبيني بعد ما خت عليكي يعني
أردفت ملك قائلة برفق وحب فهي لن تتركها ابدا
- اكيد مش هسيبك وهجيلك كل يوم كمان وممكن ابات معاكي بس علي الاقل أجر شقة اي شقة تكون اوضة وصالة حتي يكون ليا بيت وليا مكان، لاني استحاله ارجع اعيش معاهم، وبعدين اللي بيني وبينك دلوقتي أكبر من ورقة جواز انا هنا علشان حسيتك أم ليا
أردفت سلوي قائلة وهي تربط علي كتفها
- طب ما يطلقك وتخليكي قاعدة معايا برضو ليه تمشي يا بنتي
- شغل الهاند ميد والحاجات دي بتجبلي فلوس كويسة انا بقالي فيه من ساعة ما دخلت الجامعة معايا فلوس وأكيد هشتغل بشهادتي بجانب الشغل ده فلازم يكون ليا بيت يكون بتاعي ومكان ارجعله
- يعني بقولك بنتي ومعتبره نفسك غريبة عني ؟
أردفت تسنيم قائلة رغم حبها لها وتقديرها ولكن تريد أن يكن لها بيت تعود له مهما مر عليها فالنفوس من السهل تغييرها فهي لا تريد أن تكن عبئا علي أحد حتي مروان تعرف كيف ترد إحسانه
- صدقيني انا مش هسيبك انتِ ختيني في حضنك أربع سنين نمت فيهم مرتاحة مش خايفة كنتي ليا ام فيهم اكتر من امي نفسها بس انا لازم يكون ليا أساس
- خلاص يا بنتي لما يجي هقوله
- وانا مش هعرف امي اني اطلقت
____________________
في صباح اليوم التالي مباشرًا، توجهت تسنيم إلي تلك العمارة التي تتواجد في نفس الشارع التي تسكن به سلوي، فقد استأجرها مروان حتي تكن شقة الزوجية امام أهل تسنيم فحينما يأتي أحد منهما لزيارتها تتوجه إلي شقتها وتكتفي بقولها أن زوجها مسافر وفالواقع عائلتها لم تكن تأتي ابدا الا حينما تحتاج والدتها الي أموال وتنقطع العلاقة بينهما لأشهر حينما ترفض تسنيم مساعدتهم أو طلب ذلك من مروان
كانت بالفعل تقيم مع سلوي بعد أن تحسنت علاقتهما، ولكن الان تحاول ان تأخذ أي غرض متعلق بها يتواجد هنا، وتضعه في حقيبة صغيرة فأغلبية اشيائها تتواجد عند سلوي، كانت تريد أن تنهي كل شيء حتي حينما يطلقها ينتهي كل شيء بينهما
وبالفعل اتصلت به سلوي بالامس وقال انه سيأتي بعد اسبوع تقريبا
دق الباب فاستغربت تسنيم فمن سيأتي لها فمرت شهور علي اخر زيارة لوالدتها لها حينما طلبت منها أموال لمساعدة زوجها في مشروعه الجديد وحينما رفضت أقسمت الا تدخل بيتها مرة أخري ذهبت تسنيم ناحية الباب وحينما فتحته وجدت رجل كبير في العمر نسخة من مروان ولكن ما يفرقهم عن بعضهما ذلك الشيب الذي حل عليه وعلامات الزمن، ومعه شاب آخر لم تتعرف عليهم جيدًا في البداية فأردفت قائلة باستغراب وملامح مُبهمة
- مين ؟؟
أردف محسن قائلا بابتسامة هادئة وهو يستند علي عكازه
- انا حماكي يا بنتي مش انتِ تسنيم برضو ؟
قالتها بصدمة حينما أدركت الشبه بينهما وتذكرت تلك الصور التي رأتها، واستوعبت كلماته أخيرًا
- حمايا ؟؟؟؟
أردف محسن قائلا بابتسامة هادئة وهو يشير الي أحمد المتواجد بجانبه وهو يدرك ما تمر به من صدمة
- ايوة يا بنتي وده احمد اخو مروان انا عارف انك مستغربة لانك أول مرة تشوفينا
صمتت لدقيقة تقريبا ثم تنهدت بتوتر وأردفت قائلة لهم وهي تبتعد عن الباب وتشير ناحية الداخل
- اتفضلوا طيب
- انزل يا احمد انتَ هات الحاجات اللي محتاجها عقبال ما اقعد مع تسنيم
قالها أحمد بهدوء
- حاضر يا بابا مش هتاخر أقل من ساعة هاجي وهكون هنا
ذهب احمد ليدخل محسن ويجلس علي أحدي المقاعد وهو يري البيت غير طبيعي فلا يتواجد اثنان يقيموا هنا أبدا فيشعر ببعض الأتربة التي تتواجد علي الارض، فأردف محسن قائلا باعتذار
- معلش يا بنتي جيتلك من غير ميعاد بس فات بدل السنة اربعة وانتِ متعرفيش اي حاجة عن اهل جوزك ولا مرة جابك علشان تتعرفي علينا ودايما بيتحجج انك عندك جامعة
تنحنت تسنيم وأردفت قائلة بنبرة حاول جعلها واثقة بعض الشيء
- اه فعلا انا كنت بدرس والدراسة بتبقي واخدة وقتي
أردف محسن قائلا بمرح وهو يراها تقف مكانها عند الباب ولم تتحرك
- مش هضايفي حماك وله ايه يا بنتي
أدركت حماقتها ولكنها ليست واثقة أن تلك المقابلة ستمر علي خير
- اه معلش اسفة
أردف محسن قائلا بنبرة ماكرة وهو يبتسم في وجهها
- اعمليلي فنجان قهوة انا قهوتي زي مروان
وجدها صمتت ولم تنطق فأردف قائلا باستغراب
- ايه يا بنتي مالك مسهمه ليه لو مفيش قهوة اعمليلي شاي
أردفت قائلة بأول شيء قد أتي في خاطرها
- انا اسفة جدا حضرتك بس انا بقالي فترة كنت عند والدتي كانت تعبانة شوية فمفيش حاجة في البيت خالص للاسف
أردف محسن قائلا بتفهم فتلك الحجة قد دخلت علي عقله قليلا
- الف سلامة عليها اه طبعا مهوا مروان مسافر لوكان في البيت مكن يستغني عن القهوة
ابتسمت تسنيم ثم حاولت أن تتلافي خطئها وأردفت قائلة
ـ هكلم البواب يجيب حاجات ويبعتها واعمل لحضرتك القهوة
أردف محسن قائلا بتفهم وهو لا يهمه أن يشرب شيء فهو يريد أن يدخل في الموضوع الذي أتي من أجله
- خلاص يا بنتي اقعدي مش عايز اشرب حاجة انا عايز اتكلم معاكي
جلست علي احدي المقاعد البعيدة عنه وأردف محسن قائلا بنبرة حانية وجريئة كعادته فهو يريد أن يري ابناء مروان فلقد انجب اخيه الاصغر وشقيقه الاخر سوف يتزوج ومازال الكبير لم يري له ذرية
- انتِ ايه اخبارك يا بنتي مفيش حاجة جاية في الطريق
أردفت قائلة بحماقة شديدة فعقلها قد توقف عن العمل
- مين اللي هيجي
نظر لها نظرة ذات معني فلا يظن أن هناك معني أخر لحديثه، فأردفت قائلة بحرج شديد حينما استوعبت كلامه
- ربنا لسه ماذنش
- كله باذنه ونعم بالله برضو وانا مقدر ان مروان كان سايبك علشان دراستك بس علي حسب ما اعرف دي كانت اخر سنة ليكي في الجامعة فمفيها شحاجة لو رحتم لددكتور وشوفتوا ايه سبب التأخير، ده ولا عيب ولا حرام لقدر الله لو حد فيكم في حاجة تعالجوها ربنا زي ما خلق الداء خلق ليه الدواء وقال ناخد بالاسباب، انا نفسي اشوف عيال مروان
أردفت قائلة باحراج شديد
- اه خلصت الحمدلله، لما مروان يجي هبقي نتكبلم انا وهو في الموضوع
- حضري شنطك بقا يا بنتي علشان تروحي معانا
- اروح معاكم فين
- المنصورة وتشوفي أهل جوزك ينفع بعد السنين دي كلها متجيش تعرفي اهل جوزك من وتعرفي حماتك خصوصا ان كمان 10 ايام فرح احمد، احنا اللي خلانا ننشغل السنين دي كلها عنك هو تعبي كنت بقعد بالشهور مبتحركش من السرير
أردفت تسنيم قائلة باحراج فهي لا تعلم أي شيء حتي وان قد سمعت بعض الكلمات من سلوي عن مرضه فلا تتواجد أمراه لا تعرف بمرض والد زوجها ولا تذهب لزيارته فهي تشعر لاول يوم بمدي حماقة الموقف التي وضعت به
- حمدالله علي سلامة حضرتك، طب سافروا انتوا النهاردة وانا هستني مروان لما يرجع من اسكندرية ونيجي انا وهو سوا
- لا مروان يجي وقت ما يجي بقا ملناش دعوة ده ممكن يجي قبل الفرح بيوم وحماتك موصياني ارجع بيكي
حاولت أن تمثل دور الزوجة المصونة علي أكمل وجه
- طب مش لازم اقوله الاول يعني معقول يجي ميلاقنيش في البيت ميصحش
- عداكي العيب يا بنتي لازم طبعا نتاخدي اذن جوزك، انا هكلمهولك دلوقتي
قالها وهو يخرج هاتفه من جيبه
______________________
في الاسكندرية عروس البحر المتوسط، في أحدي المطاعم المتواجدة علي البحر
كان مروان يجلس في مكتبه رن هاتفه فوجد رقم والده فأجاب بنبرة هادئة
- الو يا بابا عامل أيه
أردفت تسنيم قائلة وهي ترسم الابتسامة علي اكمل وجه أمام محسن
- الو يا مروان
- مين
- انا تسنيم يا مروان، عمو محسن جه القاهرة النهاردة ومعايا اهو في البيت الحمدلله ان قبل ما يجي كنت لسه واصله من عند ماما
شعر مروان بالاستغراب الشديد وحاول أن يترجم ما سمعه فحتي اذا قرر والده الذهاب فمن أين علم عنوان تلك الشقة، فأردف محسن قائلا وهو يوجه حديثه الي تسنيم
- اديني الواد ده هيقعد يستجوبك
____________________
أغلق مروان الهاتف وهو يشعر ان هناك شيء علي وشك الحدوث وكان يشعر بالاستغراب الشديد مما فعله والده فهو دائما يغلب توقعاته، اقترب منه محمود بعدما دخل عليه ووجده يتحدث علي الهاتف فلم يقاطعه
- مالك يا بني مين كان بيكلمك
- ابويا
قالها وهو يمسح وجهه بيده ويأخذ انفاسه، فأردف محمود قائلا
- في حاجة وله ايه شكلك مش طبيعي
أردف مروان قائلا وهو يحاول أن يجد بعض الاجابات علي أسئلته
- ابويا راح خد تسنيم علشان يعرفها علي العيلة وتحضر فرح احمد انا ازاي مفكرتش في كده او أنه ممكن يعمل كده علي الاقل كان قالي انه عايزها تيجي ليه يفأجئني كده وعرف العنوان منين
أردف محمود قائلا بنبرة هادئة ومرحة فهو صديقه من أيام الجامعة ويعلم سبب زواجه بتلك الفتاة
- وايه يعني، يمكن دي علامة يا برنس بدل ما تطلقها تتجوزها
- ممكن تغور من وشي انا مش ناقص هزارك، ابويا من النوع اللي هيستفسر عن كل كلمة وكل يوم عدي أيام مرضه يادي النيلة بجد مش قادر اتخيل