رواية دفئ عائلي كامله وحصريه بقلم سهيلة تامر
كانت تسير احدي نساء العائلة وابتسامتها تزين محياها وهي لم تكن كمثلها من النساء فهي كما قِيل إنها زهرة تلك العائلة " زهرة الرهاوي" ..
ولم تكد تضع قدمها علي اول درجات السلم إلا ووجدت من يمسك يدها التي لم يتركها قط ولم يكن سوي زوجها العزيز " حمزة الرهاوي " هذين الإسمين كانا سببا في اساس لعائله يذكر اسمها بكل فخر وعزة .. عائله استطاعت حفر اسمها بجداره لتكون مناره للدفئ والحب واخيرا الامان .
الذي كان هو العمود الثاني في بناء اسم العائلة تجاوره زوجته التي كانت العون له في اصعب فترات مرت عليهم فترات يظل أثرها قائم الي الآن " صبا عوض " والتي اصبح اسمها " صبا الرهاوي " منذ ان كتبت علي اسمه منذ اعوام واعوام ...
كانت جلستهم هادئة وهم يتبادلون الاحايث حول عائلتهم وفجأة توقف صوتهم ليستمعون الي ذلك الصوت الشجي لتتسع ابتسامتهم لكلماتها فهي حفيدتهم التي ورثت صوتها ذلك من ابيها ومن قبله اجدادها " شفاء الرهاوي "
على ورق الفل دلعني
محملش الذل ده يعني
شاركتها الغناء فتاه تماثلها في جمال الصوت وكيف لا وهي " ابتهال الرهاوي " حفيدة زهرة العائلة التي حملت تلك الموهبه من والدتها لتورثها الي احفادها
انا لا حيلتي ولا بيدي
الا الغوايش الي بيدي
مقولتلك ياله نبيعهم
واسهر واياك ودلعني
انطلق الصفير من فتاه اخري " تقوي الله الرهاوي " ويديها تصفق في حماسه على رغم عدم امتلاكها لجمال الصوت كابناء عمومتها ولكنها تملك نبرة صوت ممزوج ببحه مميزة لم يملكها سوي عمتها الصغري
ولم يكملا الغناء لتبدأ ضحكاتهم في الارتفاع لتنظر لهن الفتاة الأكثر هشاشه بينهم وكأن اختيار اسمها علي مسمي " رهف الرهاوي " القلب النابض لتلك العائلة فهي بذلك النمش علي وجهها وشعرها البرتقالي وعينيها التي حملتها من السماء والبحر لونهما كانت دائما مميزة لتذهب لهن لتعانقهن بسعاده فعناقها الدافئ هذا كان هو ملكتها التي اهداها لها الله
انتهين ثم شرعا في الركض الي الاسفل حيث اجداهم ليلتفوا حولهم كالفراشات زاهيه الالوان وكانت نظرات الاجداد محمله بالحب والحنان لهن
...................................................................................
بمكان اخر بعيد طالت اشعة الشمس ذلك المكان وتسلل خيط منها داخل شرفة مليئة بالورود ومزورعات النعناع التي شق عبيرها تلك الغرفة
كانت تجلس فتاة شعرها البني متناثر حولها بشكل فوضوي وامامها كتب متناثرة وقلمها العزيز تضعه في فمها واخر في يدها فكيف لا تكن تلك هيئتها واليوم اخر امتحان لها بكلية العلاج الطبيعي التي دخلتها بكل شغف وحب
دلفت والدتها الي الغرفة اليها وهي تحمل بين يدها صينيه تحوي بعض الطعام وكوب من الحليب لها ولكن تلك الابتسامة تلاشت بعدما رأت هيئة الغرفة المدمره لترتفع ابتسامه بلهاء اعلي ثغر ابنتها قائلة
وعد اول اما اجي الاوضة هتبقي فله شمعه منوره ..
ابتسمت والدتها وحركت راسها بأنه لا فائدة من فتاتها الثانية والصغري التي تدللت وفاض دلالها حتي بعد وفاه والدها العزيز منذ اعوام لم تقصر امها في شئ لها حتي دلالها ..
تحدثت سحر ونظرت إليها والي غرفتها باستياء
النهاردة بيجي ولاد اختك تقومي تبهدليها تاني .!
ابتسمت شمس متذكره ابن وابنه شقيقتها التي تحبهم فوق الحب حبًا لتجيب والدتها بكل منطقيه حسب اعتقادها
يبقي ايه يا سحور ! احنا منروقش الاوضة اصلا لحد أما حبايب قلب خالتهم يجوا ..
رفعت سحر يدها الي ربها ودعت بقلبها ونطق لسانها
صبرني يا رب علي المصيبة دي بت ذاكري ولا ذاكري ايه خلاص فاضل نص ساعه على الامتحان قومي امشي
نهضت شمس مسرعه وشرعت في ارتداء ملابسها وركضت إلي خارج المنزل بعدما ارتدت حذائها فهي ليست بالقصيرة ولا الطويلة جسدها ممتلئ بعض الشئ ولكنها ليست بالسمينه خصلاتها البنيه المغطاه بحجاب لونها يماثل عينيها تمامًا
تحدثت امها وهي تري اثرها يختفي بقلب ممتلئ بالحب
ربنا يهديكي يا شمس ويوفقك يارب في امتحانك ويرزقك بابن الحلال اللي يستاهل قلبك
..................................................................................
وهرب خيط عائد الي طاولة عائلتة الرهاوي التي من ضخامه حجمها تحسب أنهم يعدون وليمة ولكن في حقيقة الأمر هي تكفي عائلتهم فقط !
انتهي الفتيات من وضع الاطباق على الطاولة ليبدأ الكبار الاربعة بالتوافد ليليهم اولادهم ثم تلاهم الاحفاد قد تظن انهم 15 فرد !! 20 !! لا يا عزيزي بل أكثر
ترأس الطاوله حمزة وجاورته زهرة زوجته ومقابله جلس يوسف وجاورته صبا وباقي المقاعد تختلف من جلسه لاخري فهناك من لا يتستطع تناول الطعام معهم بسبب اعماله على الرغم من ان موعد الطعام مقدس بالنسبة اليهم
شرع الابن الاكبر لتلك العائلة في التحدث هل هو احب ابناء كبار العائلة الاربعة ؟
لا يا عزيزي ولكنه ابن احد اهم اضلاع مثلث الرهاوي " اسر- يوسف- زهرة " هو ابن الضلع الاول والاكبر " اسر الرهاوي رحمه الله " عليه ذلك الصغير الذي حرم من والده في سن صغير " ايهم الرهاوي "
نظر إليهم وشرع حديثه
كبير عيله المهدي كلمني وطالب انه يدخل معانا شراكه في مستشفي لأن ابنه الكبير رجع من امريكا واستقر هنا
انتبه جميع الجالسين لذلك الامر وكان الأكثر اهتمامًا هو الابن الاكبر لزهرة الرهاوي والذي يتولي اداره مستشفيات الرهاوي وهو ايضا استشاري في جراحات القلب " براء الرهاوي "
بادله براء الحديث
بس انا شايف الدخول فب شراكه جديده لمستشفي مش الافضل حاليا لان برضو الفرع الجديد للمستشفي بتاعتنا بيتبني !
نظرت زهرة اليهم وقالت بقلبها وليس بعقلها تلك المره فهي أن كانت تخشي شئ فهو حزن احد
ولو رفضنا الشراكة عيله المهدي هتزعل وممكن الامور تتحول للأسوأ !
حديث زهرة صحيح وهذا ما يدركه الجميع هنا تحدث أحد الاحفاد على الرغم من أن تلك الشراكات لا تثير اهتمامه بالمره هو فقط يركز على دراسته فهو يكون دكتور جامعيا بكليه الهندسة التي دخلها شغوفا " ريان الرهاوي " الابن الأكبر لإسلام الرهاوي وحفيد يوسف الرهاوي
انا شايف ان عمي ايهم يجيب خيرت المهدي ويوضحله الصورة كامله وإن الشراكة مش مناسبه معانا ودي حاجه متزعلش اطلاقا لأن في بينا شغل تاني بين ابنه مصطفي وعمي مؤمن !
حديثه هو الاخر صحيح وأكد صحته حديث حمزة الرهاوي
كلام ريان صح كلم خيرت يا ايهم وفهمه كل حاجه واعتقد الشغل مفيهوش زعل
اومأ أيهم موافقا ثم تابع حديثه وهو متيقن كل اليقين أنه سيثير حفيظتهم
وخيرت كلمني في موضوع تاني بعيدا عن الشغل !
زاد اهتمام الجميع فهم يعلمون ان ذلك المدعو خيرت لا يهمه سوي العمل ما هو ذلك الامر !
تابع ايهم
خيرت طلب ايد ابتهال لابنه الصغير زياد
توقف الطعام في حلقها بعد جملة عمها تلك ونظرت صوب والدها واشقائها فهم بالتأكيد لن يزوجها لذلك المدعو زياد مهما كلفهم الامر وكان هناك ايضا من يستشيط ذلك الحفيد الذي يعتبر شقيقاته هم كنزه وغنيمته ولا يجب ان يفكر احدهم مجرد التفكير في احداهن " صهيب الرهاوي " الذي قال محتجا
مستحيل انا مش موافق ومين زياد ده اصلا وازاي بس يفكر فيها !!
اعتلت الابتسامه شفتي ابتهال وهي تسمع حديث شقيقها ولكنه في الاصل ابن عمها مؤمن ولكن الكلمه الثانية تلك تزول بين افراد الرهاوي فهنا هم اشقاء تحت رايه الرهاوي ليتابع شقيقها الاخر ولكن تلك المره هو شقيقها حقا "اواب الرهاوي" حديثه
وانا مش موافق زياد ده بني ادم لا يعتمد عليه بالمره ولو جه اليوم اللي ابتهال هتتجوز فيه هيكون لشخص يستاهل جوهره من عيلتنا !
ابتسم أيهم وهو لم يندهش اطلاقا
اصلا رفضت ابتهال دي بنتي قبل ما تكون اختكم وانا مقبلش على بنتي الجوازه دي
تنهد الجميع بارتياح ولكن هل صهيب ذلك المشاغب سيترك الامر هكذا
معلش يا جماعة عمو ايهم بس بيحب اثاره الجدل على الصبح الله يقطع عيله المهدي نفسي انسدت الله يسد نفسهم
انطلقت الضحكات ولكن كان لذلك الحفيد راي اخر وهو ابن ايهم الرهاوي الذي حمل اسم جده بكل فخر " اسر الرهاوي " الذي لكم صهيب في كتفه متحدثا
اتكلم عدل ما ابويا ياض بدل ما ازعلك
رفع صهيب حاجبه ثم لاعبهم ساخرا من ابن عمه
حاضر يا عسل .. يلا يا بنات علشان اتنيل اوديكم الجامعة ما نفسي اتسدت الله يسد نفسهم عيله المهدي
وهكذا انتهت الفقرة الصباحيه لعائلة الرهاوي بهدوء بعض الشئ
...............................................................................
كانت تقف في المطبخ لتحضير الافطار كما اعتادت منذ وفاة والدها وانتقلت للعيش مع شقيقها الأكبر أو بمعني اخر زوجه شقيقها وأولاده ولكنها منذ أن وضعت قدمها في ذلك المنزل لم تحصل على الراحه أو المعاملة الطيبة حتي من الاقرب اليها
شقيقها الذي لم يعطها ولو من بعض حنانه وهو الآن خارج حدود بلادها
ولكنه منذ سنوات انجب شقيقها تؤام فتي وفتاة كانا بحجم يديها واليوم اصبح "خالد" يفوقها طولا وأصبح الأقرب إليها على عكس شقيقته التي تبعد عنها كل البعد وسنوات تلتها الاخري لينجب شقيقها مره اخري ابنه الاصغر "عبد الله" الذي اعتنت به هو الاخر ليكون مثل ابنها تماما
ابتسمت وهي تعد طعام الافطار وفجأة دلف إليها الصغير عبد الله راكضا وخلفه شقيقه خالد يصرخ عليه والصغير يستغيث لتلفت لهم سريعا ليختبئ عبد الله خلفها لتمسك هي خالد من كتفه لايقافه متحدثه
خالد خالد استني بس
نظر له خالد وملامحه لا تبشر بالخير فهو عابس وبشدة وتحدث بغضب
يا عمتو انا جبت اخري من الواد ده والله
قال عبد الله محتجا على حديث شقيقة
انا معملتش حاجه يا عمتو هو اللي مفتري عليا
حاول خالد الامساك به لتمنعه ملك مره اخري فهي تعلم أن ذلك الصغير هو مصيبه أحضرها شقيقها لتلك الدنيا
عملت ايه يا عبدالله ما انا عرفاك
اخفض الصغير راسه وهو يبتسم لترفع هي حاجبها أما عن خالد فتحدث مفصحا عن الامر
معملش واجب المدرسة ومفيش وقت يعمله والمستر بتاعه بيشتكي منه تقريبا دي رابع مره يشتكي منه في الاسبوعين دول
نظرت ملك الي خالد باستغراب كيف ذلك وهي تفعل معه جميع واجبات مدرسته لتتحدث
بس انا عملت معاه كل الواجبات امبارح هو بس قال ان مستر الرياضة مدهوش واجب
إذا ما توقعه خالد صحيح ذلك الصغير المشاغب يتلاعب بعمته المسكينه ليحرك رأسه يائسا وهو يوضح
لا الباشا بيتهرب من الرياضة المستر علطول بيديه واجب حتي روحت سألت أصحابه قالوا إن الواجب حل يوم عادي هو يوم الخميس اللي مفيش
نظرت له ملك بصدمه لتلتفت الي عبد الله الذي حاول التبرير لتقول هي صارخه بوجهه
بتستهفاني يا واد انت !!
شعر بالزعر ليركض عبد الله منها مختبئ خلف شقيقه ليقول مبررا
اهدي بس يا ملك اهدي وهفهمك والله
قالت هي بصراخ من أفعاله تلك
تفهمني اي يا مصيية عارف انت دواك تتعلق على باب البيت طول اليوم بتستهفاني امبارح !
امبارح ايه انت كده من اول السنه يالهوي
ضحك خالد بشده لتنظر اليه هو الاخر لتصرخ به ليشرع في الركض هو وشقيقه وهي خلفهم
ورحمه ابويا يا عبد الله لو مقفلتش كل المواد اخر الترم لأطلع عليك البلا انت واخوك الطويل ده ميبقاش ابوكم في الغربه طالع عينه وانتوا هنا بتستعبطوا
اتي من خلفها صوت اوقفهم ثلاثتهم صوت تبغضه هي كثيرا
طيب كويس إنك عارفه إن ابوهم بيتعب أوي في الغربه علشانهم مشركاهم في رزقهم ليه ومنغصه علينا عيشتنا
شعرت ملك بغصه مريره في حلقها فزوجه اخيها تلك سببا من اسباب تعاستها في الحياة فهي تكرهها منذ اول يوم اتي بها شقيقها الي هنا منذ زمن ولا تعلم هي سبب ذلك الكره لتقول ملك بهدوء محاوله الثبات امامها
انا عارفه ده كويس وبشتغل بلقمتي في البيت ده بمسح وبكنس وبغسل وشيلاكي انت وبنتك على كفوف الراحه ومقصرتش في حاجه نحيتكم
انطلقت ضحكه ساخره من فم وئام الخبيثة
وانتِ فكرك ده كفايا !! لعلمك اللي انت بتمني بيه علينا ده اصلا السبب اللي خليت اخوكي يجيبك هنا علشانه إنك تكوني خدامه ليا فاهمه انت خدامه وهتفضلي طول عمرك كده ومتحلميش إني هسمحلك تحلمي بأكتر من كده يا ملك يلا غوري حطي الفطار
كان خالد يوجه نظرات كره الي والدته وكاد أن يتحدث لكن ملك أوقفته
خالد متتكلمش يلا خد اخوك وجهزه علشان المدرسه وانا هحطلكم الفطار
نظر لها خالد باستياء ثم رحل هو وشقيقه أما هي وضعت الافطار واخذت طعامها كما هو المعتاد فهي لا تجلس معهم على الطاوله بأمر من زوجه شقيقها وضعت الطعام امامها ولم تستطع تناوله كانت نظراتها خاويه ليمر بعض الوقت لتجد باب الغرفه يفتح ودلف الشقيقين وكل منهم يحمل صحنه لتجدهم يجلسون جوارها ليقول عبد الله بمرح
اسألي الواد خلوده ده قولتله والله اللقمه ماهي داخله في معدتي غير اما اطمن علي لوكه كلت ولا لا
ضحكت ملك على طريقته ليقترب منها خالد مقبلا رأسها
حقك عليا يا ملك والله ربنا هيجبلك حقك منها وصدقيني لو اقدر كنت نزلت اشتغلت وجبت بيت لينا احنا التلاته بعيد عنها هي وبنتها بس انتِ رافضه
نظرت له ملك فهو حقا أخبرها بذلك من قبل ولكنها منعته من فعل ذلك
وهفضل رافضه انا مش عايزاك تشيل هم أي حاجه انا كويسه وكلامها ده مبيفرقش معايا انا كل اللي عايزاه منك انت واخوك انكم تبقوا أنجح وأشطر الناس مش عايزة أكتر من كده
نظر لها الولدان ليمسك كل واحد منهم يد من يديها ليقولا معا
وعد مننا ان ده هيحصل يا احلي حاجه موجوده في بيتنا .
عانتهم بحب شديد وكانها تناست كل احزانها بين احضانهم لتهمس
الحمدلله
.............................................................................
باحدي المستشفيات الحكومية التي تعم بالضجيج لدخول المرضي وخروجهم وصراخ بعض أهاليهم وأصوات عربات الاسعاف ورائحة الدماء والعقاقير المنتشرة كانت هي تجلس بكل استرخاء وكأنها تجلس على شاطئ البحر وبين يديها كوب من المانجو ولكنها الان تاكل الشاورما المغرقه بالتوميه التي تستلذها تلك هي " تقوي الله الرهاوي "
ابنه اسلام الرهاوي الابن الاكبر ليوسف الرهاوي اللتي تخرجت من كليه الطب البشري وهي الان في فترة التكليف الخاصة بها والتي تتمني سرعة انتهائها
قطع عليها تلك الجلسة الهادئة مع الذات صوت صرخات صديقتها التي أتت إليها راكضة من الخارج
تقوي تقوي يا بت قومي في حادثه كبير اوي والمستشفي مقلوبه برا
نهضت تقوي وكأن لدغتها حيه للتو لتعدل من وضع كمامتها وخرجت خلف صديقتها والتي كلامها كان قليلا عما راته
عدد كبير من المصابين وجميع الاطباء من مختلف الاقسام كل منهم يمسك مريض لتركض هي الاخري صوب تلك الفتاة التي ادخلتها الاسعاف الآن ارتدت قفازتها الطبيه وشرعت في فعل ما يلزم بإتقان شديد
استمر بعض الوقت ومازالت هي مع تلك الفتاة وبدون سابق انزار وجدت شاب اقتحم عليها عملها متحدثا
وسعي من هنا انا هتصرف هنقلها من المستشفى دي
رفعت نظراتها في تعجب شديد لما يقول ثم تابعت عملها وكان زبابه تطن حولها ليمسك يدها المغطاه بالدماء ويبعدها عن الفتاة لتنظر له نظره تؤكد انها لو طلقه لاخترقته الان قائلة بصوت ثابت قوي لازمة بحتها المميزة
ايدك لو اتمدت عليا ولا لمستني صدقني هيكون اخر يوم في عمرك !
ثم ارتفع صوتها مناديا امن تلك المستشفي الذي جاء على عجاله لتقول هي بذات الصوت
الاستاذ يتفضل برا الطوارئ
واستجاب الأمن لها فورا وحاولوا ابعاد ذلك الشاب المقتحم لنطاق عملها ليلكم ذلك الشاب رجال الامن ونظر لها مهددا
اوعدك ان مسيرتك دي هنهيها اصبري عليا
لم تعقب ولكن ارتفع صوتها مناديا بدخول تلك المريضة الي غرفه العمليات فورا
وهكذا حدث بالفعل
مر قرابة الساعتين لتنتهي العملية بعدما تم انقاذ حياه تلك المريضة خرج الطبيب الجراح أولا وتبعته تقوي مساعدته في تلك العمليه لتجد أمامها ذلك الشاب وملامحه لا تنذر بالخير شاب آخر ورجل وامرأتين مختلفتين تمام عن بعضهن واحده محتشمه الي ابعد حد والاخري ترتدي ملابس كاشفه بعض الشئ وخصلاتها البنيه التي تتدلي بنعومة وشاب اخر يقف بعيدا
قال الطبيب وهو ينظر صوب تقوي
دكتوره تقوي هتبلغ حضرتك بتفاصيل الحالة
ورحل لتقف تقوي امام ذلك الحشد ليشرع ذلك الشاب قائلا بتوتر بدا عليه
أنتِ بقولك روز حالتها ايه دلوقتي
لم ترفع نظرها له صراحة ليس استحقارا ولكنها تغض بصرها هكذا تربت في بيتها ثم خلعت قناعها الطبي لتقول بهدوء نبرة مميزة
حالتها دلوقتي مستقرة ولكن هتفضل في العناية المركزة يوم كامل تحت الملاحظة .. كان في كسور في الجمجمة ونزيف في المخ ولكن الحمد لله مفيش اي اضرار وبعض الكسور في رجلها وكذلك دراعها الحمد لله ربنا نجاها
اطمئن الان ولكن هدد أيضا قائلا
الحمد لله كويس ولسه عند وعدي هبطلك المهنه دي وهتشوفي علشان تتطاولي على أهل المرضي بتوعك
- عاصم الكلام ده مش هنا –
كانت تلك الكلمه التي قالها والده الذي يقف مستندا على عكازه تجاوره تلك الزوجه نظرت تقوي لذلك الرجل الوقور فهو في عمر والدها وأعمامها
إن شاء الله الحاله هتكون كويسه ولو احتجتكم اي حاجه أنا موجودة اسمي دكتورة تقوي الله عن اذنكم
رحلت تقوي من امامه وداخلها يسب ويلعن ذلك الشاب المدعو بعاصم والان هي تخلصت منه بشكل مؤقت فتلك الحالة اصبحت معها الاسف واحتمالية رؤيته أصبحت أكيدة
كانت ميرا ام تلك الفتاة روز تبكي او تدعي البكاء لا نعلم صراحة ولكن يبدو عليها علاماته قالت
عاصم ايه اللي حصل لروز بنتي وازاي الحادثة دي حصلت
نظر لها عاصم الذي لا يعلم ما حدث تفصيلا ليتحدث موضحا ما يعلم
معرفش تفاصيل انا كنت بكلمها وهي كانت على الطريق وبعيدين قفلت معاها لقيت بعدها رقمها رديت لقيت راجل بيكلمني بيقول انهم نقلوها على المستشفي
بكت ميرا مجددا أو هكذا ادعت لتقترب منها السيدة الاخري فريال والدة عاصم لتقف جورها في محنتها لتردد
متعيطيش يا حبيبتي هي هتكون بخير والدكتورة طمنتنا عليها ولو كده راشد هينقلها لاكبر مستشفي في مصر ولو اضطر ينقها برا مصر هيعمل كده
ساند زوجته في حديثها وايضا مخففا على تلك الأم
يا مدام ميرا انا مش هتحرك من هنا غير وهي بخير وكل اللي في ايدي هعمله ليها متقلقيش
نظرت لهم ميرا بامتنان زائف لتتحدث بنبرتها الباكية التي رسمتها ببراعة
شكرا ليكم بجد من غيركم مكنتش هعرف اتصرف
هناك ذلك الشاب الذي يقف بعيد مدركا تمثيل أمه المحترف أمه ماذا تلك زوجه ابيه اللعينة الذي لو خيروه بين فقدان بصره وهي لاختار فقده بكل تأكيد شملها بنظره محتقره ثم رحل من ذلك المكان ولا يهمه شئ
أما راشد طلب من ابنه الكبير عاصم أن يذهب للحسابات وفعل
اما عن ميرا فطلبت من فريال أن تساعدها في الذهاب الي الغرفة التي تمكث بها ابنتها لترحل معها بالفعل وهي محتضناها وهي معتقدة أنها هكذا تخفف عنها
أما ذلك العابث الصغير غمز الي والده راشد قائلا
وانا اللي قولت البت روز دي هتموت ونخلص دي ايه بجد قطه بسبع ارواح
حدجه والده بنظره محزره ليقول ماجد بعدم رضا
اهو سكت يا حج راشد اراهن انك جاي غصب عنك اصلا زي زيك
تركه والده ورحل ليقول بعدم فهم او هكذا ادعي
محسسني ليه أنه طايقها اه منه الحج راشد ده اه منه
.................................................................
جلس معه عده رجال في اجتماع مغلق هام يخصه وهو أن كان بارعا في شئ فهو هذا العمل الذي توارثت البراعة من جده لأبيه وإليه إنه هو " أسر الرهاوي " الذي عزم على الخروج رابحا
انتظر ان يقوم الرجل بإدلاء دلوه ليقول هو بجديه متناهيه
بس الشرط الجزائي كبير !
هكذا هي الخطة ليقول الرجل
عارف انا حطيته كبير بالشكل ده علشان اامن نفسي برضو انا مش واثق يا بشمهندس
ابتسامه ساخره ارتسمت على شفتي اسر تلك الكلمة الذي قالها الرجل بسهوله لا تمر عليه مرور الكرام لترتكز نظراته على الرجل امامه وقال بثقه نابعة عن جيناته ربما لا ندري
حضرتك هنا في مقر شركه الرهاوي وقاعد في اوضه الاجتماعات بتاعتهم ومع فرد منهم ومتبقاش واثق ده في عرفنا معناه إن الصفقه دي مش هتكمل . عن اذنك يا بشمهندس .
انهي كلماته لينهض واقفا ثم اغلق زر حلته ونظر امامه مرددا
الاجتماع انتهي .
وخرج من الغرفة وتبعه من معه لينظر الرجل الي رفيقه ليقول بعضب ساخطا عما حدث
ايه قله الادب دي !! ازاي ينهي الصفقه بالبجاحه دي !!!
نظر إليه رفيقه في استهزاء قائلا
مستني اي بعد ما بتقوله إنك مش واثق فيهم وحاطط شرط جزائي مستحيل حد يحطه انا قولتلك بلاش يا صفوان
احتدت ملامح صفوان ونظر إليه قائلا
بلاش اي يا مجدي !! مش كفايا قاعدين مع حته عيل دي عيبه في حقهم وانا هوديهم في داهيه
هز مجدي رأسه يائسا من أفعال صديقة وحدثه
عيل !! انت بتقول على اسر الرهاوي عيل !! ده عقله يوزن بلد بكبارها عيله الرهاوي مفيهاش عيل يا صفوان ولو عيل زي ما بتقول اديك شوفت العيل خسرك صفقه عمرك ... يلعن الشراكة اللي بينا يا صاحبي .
نظر له صفوان بغضب عارم وردد صارخا
مجدي هي هبت منك ولا ايه ودي ولا صفقه عمري ولا نيله وبعدين انا الف شركه تتمني اشاره مني فاهم
علامات السخرية ظاهرة للأعمي على ملامح مجدي الذي قال بلكنه تؤكد استخفافه بالحديث
الف شركه اه انا ماشي سلام يا صاحبي
اما عن اسر فكان لا يبالي بشئ فهو متيقن بأنه فعل الصواب ليجلس على مكتبه بهدوء وتابع عمله بعض الوقف ليقطع ذلك مكالمه من والده ليتذكر انه نسي اخباره بالامر ليجيب سريعا ليجد صوت والده يقول :
طمني يا أسر
تنهد اسر ثم قص على والده ما حدث لينهي قوله
عملت اللي شايفه صح يا بابا اه الصفقه كانت كويسه بس الثقه اهم
ابتسم ايهم في الجهه الاخري ثم قال مؤيدا ابنه
انت عملت الصح لو انا او حد من اعمامك كان هيعمل كده اسيبك انا بقي لشغلك تيجي بالسلامة يا حبيبي
انهي حديثة مع والده ثم وضع هاتفه جانيا وابتسم بسعاده فوالده هو داعمه الاول في تلك الحياه فهو لا يوجد لديه اهم منه ومن عائلته
علاقته بوالده تشعره انه يملك الدنيا وما عليها ليحمد الله ثم تابع عمله .
اما عن مجدي فعاد الي منزله والتعاسه كانت ترتسم على وجهه بشكل واضح لتنظر له والدته لتقول بتوجس
مالك يا حبيبي عملت ايه في الصفقه بتاعتك .
ولم تكد تنهي حديثها حتي سمع صوت زوجته وشقيقته وهن يحملن كعكه والابتسامه تشق ثغرهن ولكنها لم تدم طويلا بعد هيئته التي لا تدل على الخير لتضعها زوجته ثم جلسن لتسأل زوجته فرح
مضيت العقد يا مجدي ؟
رفع مجدي نظره لهن ليقول
الصفقه متمتش مع الاسف اسر الرهاوي لغاها
احتدت ملامح وتين شقيقته وتحدثت بعصبيه
ازاي يعني لغاها هو لعب عيال ولا ايه ؟
قالت منيرة والدتها في محاوله منها لإخماد عصبيه ابنتها تلك التي ورثتها عن والدها مع الاسف
اهدي يا وتين نفهم منه اللي حصل مش كل حاجه نتعصب
بدأ مجدي يقص ما حدث لتقول والدته بحسره على ضياع فرصه ذهبيه كهذه على ابنها وفلذه كبدها
انا قولتلك صفوان ده انا مش واثقه فيه والله
وتابعت زوجته
طيب واسر ده مبيتفاهمش ولا ايه ما ممكن كنتوا تتناقشوا والشرط الجزائي يقل والدنيا تمشي
قال مجدي موضحا
المشكله إن صفوان عكها معاه واسلوبه مع اسر كان زي الزفت واسر الرهاوي مع انه صغير في السن بس بمقام راجل كبير وكل خطوه بيعملها مدروسه اكيد مش هيلغي صفقه كده غير اما يكون واثق انه مش خسران
قالت وتين بقهر لشعورها فقط بحزن شقيقها الذي اتعني لهنا كزهرة في بيته منذ وفاة والدها وهو يتولي شئون تلك العائلة دون كلل وملل
والرهاوي دول اشتروا البلد ولا ايه ما يراعوا الناس هو في ايه يعني
ابتسم مجدي بحزن فهو يعلم ما تمر به شقيقته الآن بسبب حزنه هو
لا مشتروش البلد يا وتين بس ناس تقيله اوي في البلد وسمعتهم الطيبه سابقه اسمهم وانا مش بلوم على اسر ابدا خير يا جماعة متقلقوش اكيد هتيجي صفقه تانية وتالته وناخدها
ابتسمت وتين بحزن فهي تعلم مدي حماس شقيقها لتلك الصفقه لتذهب اليه واحتضنته لتهمس بكلمات واثقه رابطه على قلبه
باذن الله يا مجدي الامور هتتحل واسمك ده هيبقي اشهر من النار على العلم " مجدي الوافي " ومتنساش كلامي ده
ابتسم لها مجدي بحنان واخذها بين احضانه مرددا
باذن الله يا حبيبتي باذن الله قومي يلا قطعي التورته دي
قالت وتين باعتراض على حديثه ذلك
ما مراتك قاعده اهي تقطعهالك !
قالت فرح وهي تضع يدها على بطنها المنتفخه بسبب حملها
والله يا حبيبتي مراته تعبانه وهتولد معايا عذر حضرتك معاكي اعذار ؟
رفعت وتين حاجبها لتقول هي الأخري
انتظريني بكره يا فرح اما ابقي حامل وانا هطلع عليكي كل عمايلك دي اصبري بس
لترتفع الضحكات من جميع الجالسين لتقطع وتين الكعكه واعطتهم نصيبهم ليسألها مجدي
محددتيش ميعاد مبدئي لكتب الكتاب مع محمود ؟
نظرت له وتين لتقول بهدوء
لا لسه يا مجدي متكلمناش في الموضوع ده هو دلوقتي مشغول في حاجات تانيه
اومأ لها مجدي في تفهم لتقول والدتها
ربنا يكرمه يارب وييسر امره
نظرت الي والدتها ولم تعقب علي اي شئ فقط اكتفت بالنظر امامها وتناول الكعكه
.........................................................................
خرجت وكانها كانت تعذب بالداخل فها هي انهت اخر امتحان في مسيرتها التعليميه التي عانت داخلها كثيرا
ودعت رفيقاتها ثم وقفت على باب الكليه تنتظر أن يأتي زوج اختها كما وعدها ولم تمر دقائق لتجد سيارته تقف امامها وخرج منها رجل في منتصف الثلاثيات وملامحه التي تحمل بعض الوسامه التي حملها عنه ابنه الصغير والذي ستلاعبه بعد قليل لتركض نحوه قائلة
كل ده تأخير يا عماد زمان البت مني خلصت الاكل وورق العنب هيبرد كده
ضحك عماد عليها فتلك الفتاة مهما كبيرت ستظل في نظره كإبنته حور
طيب يلا اركبي بسرعة بسرعة محضرلك مفاجاة من العيار التقيل
تحمست بشده مفاجآت عماد تروقها بشدة ودائما ما يبهرها صعدت جوراه وظلت تثرثر الاغ أن وصلت الي منزلها ليصعدوا الي الاعلي
وفور ان فتحوا باب الشقه حتي وجدت تلك الصغيره صاحبه الست سنوات تركض نحوها وخلفها الصغير صاحب الثلاث اعوام ينادون باسمها لتحتضنهم بحب كبير وكيف لا وهم ابناء شقيقتها التي تعشقهم
تحدث الصغير يزن اولا
وحشتيني يا شمس وحشتيني اوي اوي اوي
قبلت شمس خده الممتلئ ذلك وحدثته
وانت يا يزون قلبي وحشتني اوي
لتقول تلك المدللة الأخري حور
وانا يا شموسه موحشتكيش
اعطتها قبلتين بدلا من واحده وتحدثت معبره عن اشتياقها
وحشتني يا حوريتي اكتر من اي حاجه في الدنيا كلها
تحدث يزن مخبرا عما علمه
تيته قالت انك خلصتي امتحانات صح !
قالت شمس بسعادة مؤكده حديث والدتها
ايوه يا قلبي خلصت ونلعب للصبح ومفيش مذاكرة تاني
هلل الاطفال علي حديثها لتقول مني شقيقتها الكبري وهي تضع الاطباق الساخنة على طاوله الطعام
يلا يا اخت شمس غيري هدومك عازين ناكل قبل ما يبرد الاكل
نهضت شمس مسرعة ونفذت كلام شقيقتها وشرعوا في تناول الطعام
وبعد الانتهاء وضعت شمس صينيه الشاي لتقول بعدها
ها يا استاذ عماد الدين قولي ايه المفاجأة
قالت سحر والدتها
لحقتك تقولها يا عماد
ابتسم عماد فهو لا يستطع اخفاء المفاجأت على شمس
لازم احمسها يا ماما برضو
قالت شمس ضاحكة
قول بقي انا متحمسه لوحدي اصلا
ضحك عماد على حديثها وقال
هقولك هقولك بصي انا جبتلك فرصه شغل في اكتر مكان نفسك تشتغلي فيه !
اتسعت حدقتيها لتقول بعدم تصديق
بتهزر جبتلي شغل في مركز الرهاوي !!
اومأ عماد لسعادتها تلك لتنهض هي واقفه لتضع يدها علي راسها بعدم تصديق لتقول
بجد يا عماد ولا بتشتغلني ! والله لو بتهزر هزعل منك
قال عماد باسما على فرحتها تلك
والله ما بهزر يا شمس ومن بكره تروحي تقدمي في الشغل هما محتاجين دكاتره جداد صحبي هناك هو اللي قالي وانا قولت مضيعش عليكي الفرصه دول حتي منزلوش اي حاجه يعني انتِ اول واحده تعرفي
اترقص الان ام ماذا ولكنها قامت بشئ تفعله هي بمهاره وهو اطلاق زغروطه رن صداها في ارجاء المكان ليضحك الجميع عليها ولكن قلوبهم سعيده بفرحته تلك لتنظر الي عماد لتقول
عماد الدين يا اجمد جوز اخت في الكوكب ربنا يعلم مكانتك عندي ايه حقيقي ممتنه ليك طول عمري
ابتسم لها عماد قائلا
انت تستاهلي كل خير يا شمس إحنا بس عايزينك انجح واحده في الدنيا مش اكتر
وضعت يدها علي صدرها في شكل درامي ووعدتهم
اوعدكم إني هبهركم باذن الله
ثم اختفت من أمامهم ذاهبه الي غرفتها لتقرر ما سترتديه غدا وقلبها يدق بفرحه عارمهه وهمست قائلة بسعادة مبالغ بها
يعني بكره هقابل صهيب الرهاوي على الحقيقه !
الثاني من هنا