اخر الروايات

رواية عرش سبأ كاملة وحصرية

رواية عرش سبأ كاملة وحصرية 




مذكراتي العزيزة 
.
.

6


ها أنا أكتب فيكِ مجددا بعد طول غياب ، أحكي لكِ عن ملحمة عشقي التي حُفرت على جدران جهنم نقشتُها على صخور الحميم في آخر زيارة للجحيم تماما كما نُقشت على شغاف قلبي ...
.
.

5


كانت أمي دائما توصيني أن لا أتدخل في ما لا يعنيني أما أبي فلطالما عاقبني على هروبي من المنزل و الذهاب للغابة بمفردي فقد كان يخشى علي من مخاطرها ... لقد كان يخشى أن أتعود على فكرة الذهاب للغابة و أخاطر بالدخول لتلك الغابة المحرّمة ، كانت غابة مهجورة و كل أشجارها محترقة تبدو كأنها تبكي أو تستغيث . 
.
.

1


لم يكن أي أحد من قريتنا يتجرأ على دخولها لكن تلك الفكرة كانت دائما تراودني لولا خوفي من أبي الذي وقف عائقا بيني و بين فضولي نحوها ، لكن كل شيء إنقلب رأساً على عقب في ذلك اليوم الماطر .

1


.
.

+


سمعت صوت الرعد فركضت مهرولة لنافذة غرفتي راقني منظر الغيوم الرمادية التي بدأت بالتشكل إنها تتوعد بأمطار غزيرة ، يبدو أنها تحمل الكثير من الأحزان أو ربما الأمنيات التي لم تتحقق . 
.

سمعت صوت أمي تناديني لأحضر بعض الخشب قبل هطول الأمطار ، كنت دائمةَ التذمر لأن أقرب غابة كانت على بعد بضع أميال من بيتنا ، لكن في ذلك اليوم راودتني فكرة أشبه بالإنتحارية خرجت دون تذمر نظرتُ مطولاً لتلك الغابة المهجورة 

+


" لست مضطرة للذهاب لغابة بعيدة بينما هذه الغابة المهجورة تقع في مدخل قريتنا " 

4


أخذت نفسا عميقا و إتجهت نحوها رغم معرفتي بتلك الأساطير التي رواها سكان القرية عنها و بأنها غابة مسكونة من قبل مخلوقات مخيفة حرموا دخول البشر إليها ... لم أتوقع يوما أن فضولي قد يوقعني في مصيبة سوداء كهذه و الغريب أنني عشقتُ كل ما حلّ بي من بعدها ، كنتُ سعيدة حتى عندما وقعت بين أحضان الموت ...
.
.

4


آخر ما تذكرته قبل أن أغيب عن وعيي كانت عيناه التي يتدفق منها العسل ، لم أرى عينين بجمالهما من قبلُ حتى خُيّل لي أنني في حلم .
.
.

3


في الحقيقة كان أشبه بالكابوس و لكن رؤيتي لتلك الأعين جعلت من ذلك الكابوس حلماً جميلاً فمن المستحيل أن تكون تلك الأعين لبشري على أرضنا .

10


في كوخٍ خشبي يتوسط الغابة المهجورة أو كما يدعوها البعض "الغابة المحرّمة" إستيقظ الشابٌ ذو القامة الطويلة و الشعر المبعثر ذو السواد الفحمي و اللحيةٌ الخفيفة بكسل و هو يمدد ذراعيه ، أكثر ما ميز منظره تلك الأعين العسلية الناعسة التي تشبه بحراً من العسل سطعت عليه شمس الصباح .

9


كانت عيناه قادرة على لفت إنتباه شخص أعمى وسط الزحام ، تثاءب و هو يفتحهما ببطئ ركض ذئبهُ الأسود الضخم ذو الأعين الصفراء قافزا فوقه حتى أسقطهُ أرضاً و راح يلعق وجهه أما الشاب فقد داعب فراء ذئبه بحنان .

2


" صباح الخير آريس "

+


بدأ الإثنان بعراكهما اليومي الذي لا ينتهي حتى يكسرا شيئا أو يُصاب أحدهما و بالتأكيد يُخيل لهما أن هذا مجرد لعب أو مزاح مع بعضهما البعض .

+


دفع الذئب صاحبه حتى وقع ضاربا جدار الكوخ الخشبي برأسه فأحدِث فيه شقاً و أصيب بخدش صغير ، حينها وقف الذئب مكانه و نظر لصاحبه بأسف 

+


"هل إرتحت الآن يا آريس اللعين إنها ثالث مرة تحاول فيها شقّ رأسي في هذا الأسبوع" 

32


قال مهيب منددا بذئبه واضعا يده على رأسه مكان الجرح ليرد عليه الأخير

2


" كفاك تذمرا يا هجين أنت تمتلك جلداً أسمك من الصخر لا تدّعي أن هذا الخدش البسيط قد آلمك " 

+


كان مهيب سيواصل توبيخ الذئب إلا أنه قد شعر بالجوع ينهش بطنه فقال دون تفكير و هو يضع يده على بطنه بإنزعاج " أنا جائع "

+





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close