رواية شيطان من البشر كامله وحصريه بقلم محمود الامين
حرب الخير والشر معروفة من قديم الأزل هى حرب ملهاش نهاية إلا بنهاية الدنيا، بس زي ما قرينا وأتعلمنا إن اللى بيختار طريق الشر بيتبع طرق وأساليب كلها خبث ومكر وكل حاجة ممكن تغضب ربنا فى إى حرب ضد الخير، ونهايته بقى ربنا إللي أعلم بيها
....
ياااه فات عشر سنين على دخولى القرية دي، كل حاجة هنا أتغيرت للأحسن الحمدلله.. أصل القرية دي لو حد دخلها من عشر سنين كان طلع عليها أسم الخطايا من كتر اللى كان بيحصل فيها
كل الناس بتناديني بمحروس المجذوب، وفي منهم بيقول عليا العبيط، ده غير العيال الصغيرة اللي بتجري ورايا بالطوب وهي بتقول العبيط أهو... معذورين ما أهم ميعرفوش إن كنت بنيم القرية دي من المغرب والكل كان بيعملى ألف حساب
لكن تقول إى الدنيا دوارة وعمرها ما دامت لحد، وخصوصا الشخص المؤذي... أنا محروس الصواف عندى دلوقتي 40 سنة بس اللي هحكيه دلوقتي حصل زمان أوى
الحكاية بدأت مع أبويا عدوي الصواف والكلام ده كان في التسعينات، أبويا كان من الأخر دجال بس كان مسمي نفسه الشيخ عدوي الصواف، لف في بلاد كتير لحد ما وصل القرية دي
واللى ساعده يقعد فيها وقتها هو جهل الناس اللي ما صدقت لقيت حلال العقد من وجهة نظرهم
أبويا أشتري بيت هناك وقعد فيه مع أمي اللي كانت حامل فيا وقتها بس مكنتش راضية عن تصرفاته بس هو كانت شخصيته قوية جداً وعشان كده هي كانت بتسكت عشان بتخاف منه وكانت خايفة عليا ليضربها وتحصلي حاجة
وعدت الشهور لحد ما جيه اليوم الموعود... يوم ما جيت أنا للدنيا وقتها محدش منهم كان يعرف موضوع تحديد نوع الجنين
عشان كده فرحة أبويا بالولد اللي هيكمل مشواره كانت متتوصفش
...
بعد الولادة أمى أتكلمت معاه عشان يتوب عن الحرام ويحاول يشوفله شغلانة شريفة لكنه رفض وكمل أبويا في الأعمال وأذية الناس، واللي كان بيلجأ ليه كان بيساعده بس بعد ما ياخد منه فلوس كتير
وأستمر الوضع ده لحد ما تميت العشر سنين..وقتها كنت بدأت أوعى على الدنيا وأشوف أبويا بيعمل إى بالظبط، كنت بخرج وراه وأشوفه بيروح الترب ويفتحها ويخرج منها عضم وكنت أشوفه بيدبح حيوانات زي قطط وكلاب ويصفي دمهم ويكتب بيه علي قماش وورق، وكنت بشوف الناس وهي بتبوس إيده عشان يرضي عنهم
لحد ما في يوم أستنيت لما أبويا خلص الشغل في اليوم ده ودخل
اوضة النوم.. ودي كانت أول مرة أدخل أوضة الشغل الخاصة بأبويا وأنا لوحدي، كنت خايف يومها وركبي بتخبط في بعض
بس أنا كان عندى فضول أفهم إى اللي بيحصل في الأوضة دي، لحد لما لقيت قماشة مكتوب عليها بالدم حروف بالمقلوب وكلام مش مفهوم... وبمجرد بس ما حاولت أقرئ.. حسيت بكهربا أجتاحت جسمي كله ووقعت على الأرض، ودي أول مرة كنت أشوفهم فيها... أشوف مين؟! هتعرفوا أكيد هتعرفوا
...
خرجت من الأوضة وأنا بترعش ومش عارف فيا إى؟!.. رجعت على سريري وغطيت نفسي بالبطانية ومن كتر خوفي نمت على نفسي
صحيت علي صوت أمي بتصرخ وبتقول
عدوي مات... عدوي مااات
مكنتش عارف وقتها ده حصل إزاي؟... لكن البلد يومها كانت مقلوبة بسبب الخبر ده
وعشان أمي كانت مش عاوزاني أطلع زي أبويا.. قفلت الأوضة بتاعته كويس بعد ما العزا خلص وقلتلى ممنوع أقرب منها ومن بعدها بدأت الحياة تاخد شكل تاني، بدأت أمي تعلمنى الصلاة وتحفظني القرآن الكريم وبدأت إلتزم... الناس كانت فكراني هكون زي أبويا لدرجة إنهم لما كانوا بيشوفوني في الشارع كانوا بيحترموني أكتر من إى حد، لحد ما وصل سنى 25 سنة وماتت أمي كنت حاسس إني وحيد في الدنيا دي.. لكن كنت بحاول اتأقلم
وفي يوم لقيت باب البيت خبط وقومت فتحت
لقيت شيخ البلد على الباب الشيخ عطية.. دخل الشيخ عطية البيت وأتكلم وقال
_ أزيك يا واد يا محروس، عامل إى طمنى عليك؟
= الحمدلله يا شيخ عطية في نعمة والله
_ كنت جايلك كده وعاوزك في موضوع مهم بس تفتح دماغك معايا وتفهم
= خير إن شاء الله؟!
_ إنت عارف يا محروس إني أنا كبرت وخلاص كلها يومين وهطلع على المعاش ومش هينفع أكون شيخ البلد مرة تانية ولا حتي إمام بيصلي بالناس
= ربنا يديك الصحه وطولت العمر يا شيخ عطية... بس أنا الحقيقة مش فاهم حاجه
= هفهمك... أهل البلد أختاروك عشان تكون شيخ البلد الجديد وإمام المسجد
_ أختاروني أنا؟!... طب إزاي؟
= مالك مستقل بنفسك ليه؟... إنت راجل محترم ومتدين وعارف ربنا ولسه في مقتبل العمر
_لا مش مستقل بنفسي ولا حاجه.. إن شاء الله خير وهكون على قدر المسؤولية بإذن الله
= تمام يبني يبقي علي بركة الله
...
خرج الشيخ عطية من عندي وأنا مبسوط، بس في الحقيقة أنا مبسوط لسبب تاني خالص، لما خرج الشيخ عطية قعدت علي كرسي في الصالة وأفتكرت اللي حصل معايا زمان قبل وفاة أبويا بيوم
لما دخلت الأوضة وقريت الكلام اللي على القماشة.. ساعتها ظهر قدامي شخص شكله كان عادي بنى ادم قريب منى وقال
إنت الوريث يا محروس، إنت اللي هتورث عهدنا مع والدك ومتخفش إنت لما تكبر هتتهيئ ليك فرصة عظيمة تثبت فيها ولائك ليا وإنك واحد من أتباعي، بس لو خونت العهد اللي بيني وبينك ساعتها هيكون مصيرك الهلاك
ودلوقتي فهمت، هي دي الفرصة اللي كان بيكلمنى عنها
خرجت من البيت على صلاة الظهر ودخلت الجامع، لقيت الناس بتوسعلي الطريق عشان أصلي بيهم وصليت بيهم فعلاً
وبعدها قعدت معاهم أسمع مشاكلهم وكنت بتناقش معاهم وبحاول أحللهم المشاكل على قد ما أقدر عشان يثقوا فيا
لحد ما واحد إسمه فتحي إتكلم وقال
أنا دلوقتي يا مولانا مراتي عليها جن.. ومش راضي يخرج منها وأهلها طلبوا منى أجيلك يمكن تلاقيى حل
رديت عليه وقولتله عدي عليا بليل وهحاول أتصرف
....
قامت الناس ومشيت وقبل ممشي شوفت شاب قاعد في ركن لوحده وبيعيط... قربت منه وقولتله
_مالك يبني بتعيط ليه؟
=تعبان.. تعبان أوي يا مولانا وضميري بيعذبني
_ ليه إنت عملت إى؟
= سرقت... سرقت فلوس من الراجل اللي شغال معاه في السوبر ماركت ولو عرف هتفضح وهيتقبض عليا
أنا عارف إن اللي عملته حرام بس انا مش عارف أتصرف
= مين قالك إنك غلطان؟ ومين قال إنك عملت حاجه حرام؟
_أزاي يا شيخ محروس فهمنى؟
=إنت مش بتشتغل معاه وأكيد بتتعب أكتر كتر منه، عادي يعني أخدت فلوس نظير تعبك
_إيوة بس لازم يكون بعلموا هو
= مش لازم وأنا بقولك مش حرام خلاص وخد من الفلوس تانى ده حقك
...
قام الراجل ومشي وسبني فى الجامع وانا رجعت البيت وفي وقتها سمعت صوت في عقلي بيضحك وبيقولي لقد أثبت ولائك وإنك من أتباعي
دخلت نمت شويه وصحيت علي صوت صريخ وزعاق بره البيت وسمعت حد بيقول صابر صاحب المحل أتقتل.. أتقتل