رواية الجزيرة الغامضة كامله وحصريه بقلم سوزان محمد
المقدمة
نشأت في أسرة متوسطة وكان ترتيبي السادسة وسط أخوتي ساقتني الأقدار لأخوض مغامرة غريبة علي جزيرة وسط المحيط مع أكثر شخص يبغضني فوق سطح الأرض كيف سأنجو من الجزيرة وأعاصر أحداث الحادي عشر من سبتمبر هذا ما ستعرفونه عندما تتابعون قصتي
*******
في احدي محافظات الوجه البحري
في اسرة متوسطة الحال كان الأب صالح يعمل عاملا بسيطا في أحد المصانع وكان اسما علي مسمي فقد كان رجلا صالحا بالفعل يحرص علي تربية بناته الخمسة من مال حلال
كان راضيا بقضاء الله وقدره فكلما حملت زوجته كان يدعو أن يكون المولود ذكرا ليس ليحمل اسمه فقط كما هي عادت عموم الناس ولكن ليصون أخوته البنات
ولكن الله قدر أن لا يكون لديه صبي وإنما خمس من البنات
واليوم زوجته على وشك الولاده ولم تسأل الطبيب عن نوع الجنين راجية أن يكون ولدا هذه المرة
ولما شعرت بألم والولادة اتصلت بزوجها لتخبره
أنها في حالة المخاض
استأذن صالح من عمله وركض مسرعا ليحضر إحدي الممرضات لتقوم بمساعدتها في الولادة
ولما عاد لمنزله وجد زوجته تعاني آلام المخاض وإلي جانبها احدي اخواتها تهدأ من روعها فترك الممرضة تدخل عندهم
وجلس هو خارج الغرفة منتظرا خروج الممرضة
لعلها تبشره بقدوم الوريث
وبعد نصف ساعة خرجت الممرضة وقد إنهت مهمتها وهي تحمل الطفل الصغير ثم نظرت للأب وهي تقول آسفة
فيسأل الاب
ولكن علام تتأسفين هل حدث مكروه لهبة زوجتي
فتتدخل الخالة هند وتقول هي بخير حال
ثم تأخذ الطفل من الممرضة وتعطيها النقود المطلوبة لتنصرف
ثم تقول لصالح
الحقيقة أنها بأفضل صحة ولكنها منهارة من البكاء
الاب وقد فهم سبب بكاء زوجته فلقد علم أن المولود
انثي
فقال اعطني المولود ثم دخل عند هبة وهي تبكي وسأل لماذا تبكين
قالت هبة: أنها البنت السادسة
فقال لها
هل ولدت الفتاة بعين واحدة او عاهة بدنية؟
قالت لا
قال وقد كشف عن وجهها الملائكي
هل هي قبيحة وتخافين عليها ألا تتزوج وتظل في رقبتك
قالت هبة لا فهي جميلة جداً
قال إذا خذي ابنتك وارضعيها وكفاك من هذا الهراء
فالبنت والولد سواء
هذا يترك البيت ويتزوج
وهذه ستترك البيت وتتزوج
كفاك هذا الجهل فلا الصبي يطيل العمر ولا الفتاة تقصره
SuzanMohamed
ثم ماذا لو أعطاك الله ولد مثل ابن الجيران الذي يجعل أسرته تدور وراءه في المحاكم كل يوم
مرة لأنه يتعاطي المخدرات
ومرة أخري لأنه سرق
ومرة لأنه يتعرض لفتيات الحي
أن يكون لديك بنات صالحات أفضل من ولد كهذا
ثم احمدي ربك فغيرنا يتمني طفلة كهذه ولو دفع حياته ثمنا لذلك
هنا هدأت هبة وأخذت تمسح دموعها
ثم مد لها صالح الفتاة وقال لها ارضعيها واتقي الله واستغفريه فما تفعلينه ذنب عظيم
تأخذ هبة الفتاة وترضعها وهي تنظر لوجها الجميل
تدخل الفتيات حتي يشاهدن اختهم الجديدة
فتنظر شيماء وداليا وصباح وفرح ورضا لأختهم الصغيرة ويقبلونها وتقول صباح لأمها أنا أجمل منها يا امي فتقول شيماء و داليا بل أنا الاجمل
فيعانق الأب بناته الواحدة تلو الأخري ويقول كلكن جميلات حبيباتي ومثل الورود المتفتحة
هيا معي سوف نشتري خروفا لنذبحه ونوزعة كعقيقة لأختكم
وشكراً لله علي سلامة أمكم والمولودة
تجري الصغيرات وهن سعيدات
فلم يكن الفارق بينهن كبيرا فبين كل واحدة واختها عام واحد وكانت أكبرهن سنا في الصف الأول الابتدائي
SuzanMohamed
مرت الأعوام سريعاً وكبرت الفتيات فتخرجت فرح من كلية الآداب ثم تزوجت من مهندس زراعي
وتخرجت شيماء من دار العلوم وتزوجت معلم معها في نفس المدرسة ثم سافرت في بعثة الي خارج مصر
هي وزوجها ولكنها كانت تأتي لتقضي الإجازة الصيفية مع أسرتها وأسرة زوجها
أما داليا تخرجت في كلية التجارة وعملت محاسبة في بنك وتزوجت من محام مشهور وانتقلت لمدينة أخري
اما رضا فتزوجت ضابط بالجيش وانتقلت لمدينة أخري
بينما تزوجت صباح من قريب لهم يعمل محاسبا في احد البنوك
اما الصغري وآخر العنقود فهي أمنية وكان والدها يناديها مني فقد تخرجت من كلية العلوم وكانت الأولي علي دفعتها
لذا كرمتها الكلية بمنحة دراسية لتحضير الماجستير والدكتورة في إحدي الجامعات الأمريكية
وفي خلال تلك الفترة تقدم لها الكثيرين ولكنها رفضت من أجل أن تكمل تعليمها
والحقيقة أن والداها لم يضغط عليها لأنه قد إعتاد أن تختار بناته الزوج المناسب لهن
ولهن الحق في الرفض والقبول إذا تقدم له شخص لخطبة أحدهن حتي لو كان يراه مناسبا من وجهة نظره
SuzanMohamed
مرت الأيام سريعا وجاء موعد السفر
فجتمعت كل أخواتها مع أزواجهم من أجل توديعها
قبل أن تسافر
وجلس الجميع علي المائدة وأخذ الاب والام ينظران الي بناتهم وازواجهن فنزلت دمعة علي خد الام مسحتها بسرعة قبل أن يراها أحد
فنظر الاب إليها مبتسماً وقال
لقد كنت ترغبين في ابن واحد فرزقك الله بخمسة من الأبناء وست من البنات
نظر الازواج الي حماتهم هبة وأخبروها أن كلام العم صحيح وأنهم دائما سيكونون كأبناء لهم
وبعد تناول طعام العشاء ودع الجميع الام والاب
وانصرفوا إلي منازلهم
واستأذنت مني لتذهب لغرفتها حتي تعد حقيبة السفر
بينما جلس الأبوان ينظران للبيت بعد أن أصبح هادئا بدون الاولاد
واخذت الأم تقول لقد فرغ علينا البيت بعد أن كان ممتلأ
فيقول الاب هذه سنة الحياة
حتي ابنتنا الصغري سوف تتركنا وتسافر خارج البلاد
وهنا تدخل مني بعد أن تستأذن
وتقول لهم
من قال إني سوف اترككم
أنا سأظل معكم فقط سأكمل دراستي واعود ولن اترككم أبداً
قالت هبة
ولكنك ستتزوجين في النهاية وتتركيننا
مني
لن اترككم أبداً ولو تزوجت فسوف اشترط علي زوجي أن ابقي معكم هنا
يقبل الاب والام ابنتهما وتستأذنهم لتنام حتي تستيقظ مبكرا للحاق بموعد الطائرة
SuzanMohamed
وفي اليوم التالي
يذهب معها والدها ليودعها في المطار وتركب الطائرة متوجهة لمدينة واشنطن في امريكا
وقد استرخت علي كرسي الطائرة وبجانبها زميلتها من أوائل كلية العلوم وهي تنظر من شباك الطائرة متجهة نحو عالم مجهول
لا تدري ما الذي تخفيه لها الأقدار
بل أن القدر أخفي لها ما لم تتوقعه حتي في احلامها
يتبع