رواية ليل اكيدوس كامله وحصريه بقلم روان خالد
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
أسالت نفسك فى يوم من الايام من نحن؟! و هل نحن وحدنا ؟! هل نحن القوم الوحيدون على الارض؟! هل الأرض فقط التى بها حياة؟! و الإجابة هى كلا! لان هناك عوالم اخرى هناك قوم آخرون هناك اراض كُتبت عنها الأساطير هناك عوالم لايدري الكثير من الناس عنها حتى من يدرى لا يقول و لن يقول
أما عنى فسوف أروى لكم قصتى هناك من سيصدقنى و هناك من سينعتنى بالكاذب او المجنون او حتى الممسوس
انا عثمان او فارس كما أسمونى اهل ارض اكيدوس
لقد سافرت لارض غريبة عن غير قصد ارض تسمى اكيدوس و التى لا يعلم عنها غيرى و أهلى و الآن انتم أيضا ستعلموا عنها و ان لم تصدقوا فاعتبروها أسطورة من أساطير الزمن
هيا بنا تعالو معى لعالم اخر و لقوم اخرين و حياة مليئة بالتشويق و الاثارة
مرحبا بكم فى ارض اكيدوس
********************
فى بيت صغير و جميل يستيقظ ذلك الفتى مفزوعا من رؤيته لإحدى الكوابيس التى تتردد بكثرة على ذهنه من وقت بلوغه ال ٢١ عاما
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. لا حول ولا قوة الا بالله ايه ياربى الحلم دة طل يوم نفس الحلم لا حول ولا قوة الا بالله
اعتدل فى جلسته ثم قام متجها للنافذة و قام بفتح الزجاج المحاوط بتلك النافذة و الذى يحجب عنه الهواء النقى
فتح النافذة يستنشق بعض الهواء النقى من نسيم هواء الفجر حتى يزول ذلك الشعور السئ ((الاختناق الممزوج بالبكاء الصامت))
بينما هو واقف امام شرفته و تداعبه نسمات الهواء الخفيفة إذ بأحد يطرق الباب و كان ذلك الاحد والدته
-اقدر ادخل يا عثمان؟!
فتح لها عثمان الباب ، و عندما نظرت لوجهه لاحظت تغير ملامح ابنها و الإرهاق الشديد الذى فى عينيه
_ مالك يا عثمان؟و ايه المصحيك لغاية دلوقتى؟
نظر عثمان للارض ثم أعاد النظر اليها و العبرة تقتىله
_ مفيش حاجة
نظرت له بحنان و رفق و قالت له:راودك نفس الحلم اليس كذلك؟
لم ينطق و لكن تكلمت عيناه .. ربتت والدته على كتفه قائلة
_ لا تقلق لعله إرهاق فقط
نظر لها و مسحة الحزن فى عينيه و قال لها
_ و ما ذلك الإرهاق الذى يجعل منى قاتىل يا اماه ؟ انها المرة الخمسون على التوالي التى احلم فيها بأنى اذىبح رجلا و امسك براسه و امشى بها بين الناس بكل فخر
قالت له والدته بثقة
_و لما لا يكون هذا الرجل ظالما شديد البطل و انت أنقذت من حوله بقىتله
مسح علي وجهه قائلا:- و من انا حتى أنهى حياة انسان يا امى؟
اتجهت للشرفة و هى تنظر للسماء قائلة
_ و من قال انه انسان انه شيطان لعين
رد مستعجبا من كلامها قائلا و كيف عرفتى انه شيطان يا امى
نظرت له بارتباط قائلة:- مجرد.تخمين لا أكثر يا ولدى
تنهد قائلا:- اتمنى ان تكونى على حق و يكون شيطان و لكن يا امى...
ردت الام باهتمام قائلة:- لكن ماذا
قال و عيناه مليئة بعلامات استفهام كثيرة
_هناك امر يستوقفنى لما يتحدث بنفس اللغة التى لا يتحدث بها غيرنا فقط
ارتبكت والدته و بدى عليها انها تخفى شيئا و لكنها حاولت تغيير الموضوع قائلة:- كبر دماغك الا صحيح ايه رايك فى الاكل انهاردة
تعجب عثمان من ارتباكها و تغييرها لمسار الحديث و أعاد السؤال مرة أخرى
_لماذا يتحدث نفس اللغة التى نتحدث بها الان و التى لا يعرفها احد سوانا
ردت بارتباك قائلة:- ربما عقلك الباطن و الآن هيا للنوم لقد تأخر الوقت و عليك أن تفيق باكرا للجامعة
و خرجت قبل أن يردف بسؤال اخر ..كان عثمان لا يدرى لما تتهرب والدته كل مرة عندما يسالها نفس السؤال
اتجه لسريره و اراح ظهره ممدا يده خلف راسه يفكر فى كل تلك الاحداث التى لا يستطيع فهمها و عن الرمز الذى على كتفه من الخلف و عن لغة والدته التى لا يتكلم بها احد غيرهما و عن هيئتها المختلفة و قوة الحاسة السادسة عندها اسئلة كثيرة يريد لها أجوبة و لكن لا يوجد من يجيبه ظل يفكر حتى غلبه النعاس و غط فالنوم
على النقيض الاخر كانت فهيرة والدة عثمان تتحدث مع زوجها احمد فى غرفتها
قالت بحزم
_الولد كبر يا احمد و وطنه محتاجه كل الأحلام دى ما هى الا رسالة عشان يرجع لوطنه يرجع ل اكيدوس و يكمل مهمتى ال مقدرتش أكملها
رد احمد بغضب شديد
_اكيدوس مش وطنه يا فُهيرة .. ارض البشر هى ارضه و انا معنديش استعداد أضحى بابنى عشان حتة ارض محدش يعرفلها طريق غيرنا
ردت بغضب قائلة
_ يبقى انا ال هرجع ارضى يا احمد و مش هسيب شعبى يتعذب اكتر من كدا
فتح احمد عينيه بصدمة قائلا
_طب و انا ؟ ايه هتسيبينى؟!
نزلت الدموع من أعين فهيرة قائلة
_ انا سيبت شعبى و ارضى و جيت معاك و انت وعدتني ان لو خلفنا ولد هيرجع و يحرر ارضى من سفران
رد احمد بياس قائلا لها
_ ابنك ضعيف يا فُهيرة ضعيف و جبان و مش هيقدر على سفران و حرسه و انا وعدتك فعلا بس لو كان ابنى مستعد لكنه مش حمل اكيدوس و سفران ولا حمل حتى نملة من نمل اكيدوس
انفعلت فهيرة و ردت بعصبية شديدة قائلة:-
_ ابنى مش ضعيف ابنى جواه قوة كامنة لو خرجت كفيلة انها تدمر ارض اكيدوس بالفيها هو بس محتاج يكتشف نفسه مش اكتر لان عثمان مش ضعيف
قال احمد بسخرية و هو يبتسم:-
قوة كامنة اه .. و لما هو كدا مكنش بيروح المدرسة ليه مش عشان كان خايف من العيال ولا كنتى فغيبوبة مراحش ثانوى و خدها فالبيت ليه مش عشان خايف من الناس و اهو دخل كلية و بردو لسا بيخاف يواجه الناس ... هى كلمة واحدة يا فهيرة عثمان مش هيروح ارضكم
نظرت له بابتسامة قائلة:- البوابة ال هتختار صاحبها و السيف بيختار حامله و لو طلع احساسى صح و اختاروا عثمان ساعتها لا انا ولا انت هنقدر نمنعه يا احمد
رد احمد ساخرا
_دة لو اختاره يا هانم.... ثم زفر بضيق و قال
_انا طالع اشم شوية هوا عشان الدنيا هنا خنقة
أدار ظهره و اتجه للباب و قالت فهيرة فى سرها
_ سترى يا احمد
********************
كان عثمان نائما حتى ايقظه صوت همهمات تقول
_ ها قد آن الأوان يا فارس
استيقظ عثمان مفزوعا يدور بعينيه فى كل ارجاء غرفته عن مصدر الصوت و لكنه لم يجد احد
فقط نافذة غرفته مفتوحة و صوت الهواء و كأنه يحمل كلمات بعيدة لا يستطيع سماعها بوضوح
اقترب من النافذة حتى يسمع بوضوح و بينما هو ينصط إذ بورقة تقذف بوجهه .. اخذها و فتحها وجد بها نفس الرمز الموجود على كتفه من الخلف و عندما بدا يقرأ سمع صوت يقول ((تستعد اكيدوس لاستقبالك يا مولاى))
بدا يقرأ ما يوجد بالورقة و التى كانت تحوى تلك الكلمات ***********************
هاقد عاد صاحب الأرض و ولى العهد
ف هُمى يا بوابة ليل بفتح البوابة لاكيدوس امتلأ الفؤاد شوقا لفارسنا و هرمت اكيدوس من أجل تلك اللحظة
************************
ووجد جملة تقول:- اكيدوووس افتحى لى معابرك ف ها انا آت
وقتها اهتزت الارض من حوله و اُغلق باب الغرفة من الخارج باحكام و صوت والدته تقول إياك و المجئ قبل النصر
اهتزت الارض من تحته و ارتعش سقف غرفته من شدة الاهتزاز و إذ فجاءة تفتح طاقة من النور يرى من خلالها عالما اخر و أناس آخرون.. احس انه فى حلم فدائما ما يراوده مثل هذه الأحلام
ادخل يده من خلال البوابة ووجد انه يلامس الهواء اقترب اكثر فا همت البوابة بابتلاعه و فى لمح البصر اختفى عثمان و اختفت معه البوابة و عادت الغرفة كما كانت
فتحت والدته الباب و ابتسمت عندما لم تجده و قالت فى نفسها
_ ها قد عدت إلى وطنك يا سمو الأمير فارس
رد عليها صوتا مالوفا لها :- لا تقلقى مولاتى سأكون دائما معه
ابتسمت برقة و التفت لترى حارسها الخاص الذى لم تره منذ ٢٥ عاما
_ كيف حالك يا غفران و كيف حال شعبى من بعدى
نظر غفران للارض ثم رفع راسه للسماء قائلا
_ سأكتفي بإن اقول لسنا بخير و لعل النصر قريب و اعتذر عن قلة كلامى و لكن ليس هناك وقت على ان اتبع الامير فارس
كاد ان يرحل قبل أن يأتى صوت أعاد له ذكريات كثيرة
دخل احمد مسرعا:- أين عثمان يا فهيرة
و لم يكمل كلامه حتى لاحظ وجود غفران نظر له بحنين و قال
_ غفران؟!
ابتسم غفران قائلا
_ الا تريد معانقة صديقك بعد كل هذا الغياب
نزلت دموع احمد و هو يحتضنه بحرارة و يكرر اسمه قائلا:- صديقى ... غفران...غفران ! لقد اشتقت اليك يا صاح
بادله غفران الشعور و ابتعد عنه قائلا
_ لا تقلق ساحميه كما حميتك فى الماضى يا صديقى ولدك أمانة و ساردها إليك و ان كان هذا سيكلفنى حياتى
احمد بدموع
_ لم أكن أريده ان يعيش ما عشته و لكن يبدو أن الاقدار دائما أقوى منا
نظر له غفران نظرة بثت له الطمأنينه ثم ربت على كتفه قائلا
ساعيده لك و هذا عهد منى
و سرعان ما اختفى غفران .. نظر احمد لفهيرة نظرات كلها حزن و قال :- انا السبب
ربتت علي كتفه قائلة :- انه بنى و انا اعرفه اكثر من نفسي سيعود منتصرا
احمد بحزن _ اتمنى ذلك
فى ارض اكيدوس سقط عثمان على أرض ترابية و كأنه بصحراء ظل يبحث فى المكان بعينيه عن شخص ما يساعده لكنه لم يجد احد و لم يكن لديه حل آخر غير أن يتجول فى المكان لعله يجد احد
و قبل أن يخطو خطوته الأولى
نزل كيان بسرعة البرق إلى الأرض ووقف امامه كان ذلك الكيان يمتلك جسد انثى رياضية ممشوقة القوام لم يكن يظهر من وجهها غير عيناها الخضرواتان كحبات الزيتون ترتدى بنطال من الجلد يمسك بجسدها و بادى كالذي يوجد فارض البشر يعلوه وشاح تلفه حول نفسها و تغطى به وجهها
وقفت امامه و هى تصوب نحوه السهام
_ من انت ايها الغريب؟ و ما الذى اتى بك لهنا