اخر الروايات

رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني كاملة وحصرية بقلم ياسمين

رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني كاملة وحصرية بقلم ياسمين




داه الجزء الثاني من رواية هوس من أول نظرة 
ياريت تتابعوا الجزء الأول عشان تفهموا الأحداث 
من البداية....الروابة موجودة على صفحتي في 
الواتباد صورتها في الأعلى.... 
اتمنى تعجبكم الرواية و متنسوش الفوت و مستنية أراءكم و نقدكم البناء و شكرا

+


الفصل الأول من رواية هوس من أول نظرة 

+


كانت تجلس بجانبه في السيارة في
طريقهما نحو القصر بعد أن مرا بإحدى
العيادات النسائية و التي أكدت لهم الطبيبة
حملها.... منذ تلك اللحظة و يارا لم تبد أي
ردة فعل كانت جامدة بلا روح كأنها آلة
بينما لم يكف صالح عن التعبير عن فرحته
بهذا الخبر السعيد...رواية الكاتبة ياسمين عزيز

+


إلتفتت نحوه ترمقه بنظرات خاوية
و هي تقول :
-إنت هتقول لعيلتك إني.... حامل ".

+


نطقتها بصعوبة لكنها تحاملت على نفسها
فالصدمات التي مرت بها الاشهر الأخيرة
جعلتها تتوقع حصول اي مصيبة في أي وقت....
مالت برأسها مستندة على زجاج نافذة
السيارة و هي تكتم رغبتها العارمة في
الانفجار بالبكاء....

+


خفض صالح صوت الأغنية الايقاعية
التي كانت تصدح عاليا قائلا :
-عاوزة حاجة يابيبي.....

+


تفحصها بقلق و هو يوقف السيارة حانبا
على الرصيف....أمسك بيدها لكنها سرعان
ما جذبتها هاتفة بخفوت :
-أنا كويسة كنت بسألك... إنت هتقول
لعيلتك على خبر الحمل ".

+


ضحك صالح و هو يمسك بالمقود
من جديد :
-اكيد لا....مش دلوقتي....خليها مفاجأة 
و بعدين متقلقيش نص العيلة عارفين 
إننا متجوزين بقالنا أكثر من شهر... 

+


ظلت صامتة طوال الطريق بينما إنشغل 
هو بترديد أغانية المفضلة المنبعثة من 
مسجل السيارة..... 

+


أفاقت من تأملاتها على صوت باب 
السيارة التي فتح من ناحيتها... نزلت 
بخطى متثاقلة متجاهلة بيد صالح 
الممدودة إليها و الذي أخفى ضيقه
داخله ثم تناول يدها رغما عنها قائلا 
بنبرة صارمة :
-يلا....و بلاش حركاتك دي هنا قدام
أهلي....داه آخر تحذير ليكي ". 

+


قادها للداخل ليجد جميع نساء 
العائلة بانتظاره و معه جدهم.... 

+


سلم عليهم ثم إستأذن ليأخذ يارا 
نحو جناحه لترتاح.... 

+


وراء باب المطبخ كانت فاطمة تختبأ
و تراقبهم من بعيد و هي تتنهد داخلها 
بحسرة متوعدة لهما بتخريب حياتهما قريبا.... 

+


في اليوم التالي صباحا..... 

+


كانت يارا تجلس في شرفة الجناح بمفردها
بعد أن غادر صالح إلى عمله...تأملت بإعجاب
تلك الورود التي إصطفت بانتظام حسب 
تدرج ألوانها من البنفسجي حتى الأبيض 
حتى قررت أخيرا النزول لرؤيتها عن كثب 
شعرت براحة كبيرة تغمر صدرها لتزيح 
بعضا من همومها و هي تمرر يديها على الورود الناعمة مستنشقة بعمق روائحها التي كانت 
تعطر المكان.... 

+              
قاطع سكونها صوت مألوف لها لتلتفت
و هنا كانت صدمتها...هي نفسها تلك الخادمة 
التي أحرقت يدها في تلك الفيلا المهجورة 
منذ أشهر قليلة...كل خلية في جسدها كانت 
تنتفض بغضب حال رؤيتها....مما جعلها تهتف 
بحدة :
-إنت بتعملي إيه هنا؟ 

+


قلبت فاطمة عينيها بملل و هي تقطف إحدى 
الورود ثم أجابتها بابتسامة متسلية:

+


أنا بشتغل هنا....

+


هزت يارا رأسها و هي تردد بوعيد :
-خدامة يعني...طب لمي هدومك عشان 
إنت مطرودة ". 

+


إنفجرت فاطمة ضحكا قبل أن ترمي الوردة
وراءها دون إكتراث و هي تجيبها :
-مطرودة؟ و إنت مين يا حلوة عشان تطرديني

+


توقفت عن الضحك فجأة و هي تنظر لها
متفرسة ملامحها بدقة مضيفة بتذكر:
-اااا إستني إستني....وشي مش غريب عليا 
متهيألي شفتك قبل كده.... ااااه إفتكرتك ...إنت نفسها الخدامة التي كنتي بتشتغلي في فيلا صالح بيه...أهلا و سهلا يا.... نسيت إسمك سوري ". 

+


توسعت عينا يارا من وقاحتها لتصرخ فيها:
-إنت إتجننتي....إزاي تتجرئي و تكلميني 
بالطريقة دي إنت مش عارفة انا مين... 
أنا يارا عزمي مرات صالح عزالدين اللي 
مشغلك و اللي هخليه يطردك حالا..... 

+


فاطمة و هي تلوي شفتيها عندما رأتها 
تخرج هاتفها من جيبها :
-ملوش لزوم العصبية دي كلها يا...مدام يارا 
أنا بس كنت بفتكر شفتك إيه قبل كده ". 

+


كانت يارا تضع الهاتف في اذنها تنتظر
رد صالح مدمدمة بحدة في نفس الوقت :
-ماشي أنا هعرفك إزاي تتطاولي على 
أسيادك....مبقاش غير الخدم ..... 

+


توقفت عن توجيه الحديث لها بعد أن 
سمعت صوت صالح في الهاتف لتصرخ 
فيه :
- حالا تيجي هنا تطرد الزبالة اللي إنت مشغلها عندك....يا انا يا هنا في المكان داه ". 

+


تناول صالح جاكيته في فوق كرسيه و 
باقي متعلقاته ليغادر مكتبه و هو يجيبها:
-ماشي أنا جاي حالا بس إهدي و بلاش
عصبية عشان الحمل.... 

+


أغلقت الهاتف في وجهه لتعود و تشتم 
فاطمة مرة أخرى التي كانت تقف و تنظر 
لها بحقد تود لو تستطيع قتلها و التخلص 
منها.... 

+


يارا بغضب:
-إنت لسه واقفة هنا....غوري من وشي مش 
عاوزة أشوف خلقتك المقرفة قدامي.... 

+


جذبت فاطمة إحدى خصلات شعرها 
لتتلاعب بها دون إكتراث بغضب يارا 
بل بالعكس كانت مستمتعة للغاية لتهتف
ببرود :
-إهدي يا مدام يارا... أنا مش عارفة 
حضرتك متعصبة ليه؟ 

+


خفضت بصرها نحو يدها مضيفة :
-دي حتى إيدك بقت كويسة... 

+


إبتسمت باستفزاز بينما إنتفضت يارا 
من وقاحتها و برودها التي لم تستطع 
تحملهما أكثر لتصفعها بقوة و هي تردد :
-داه عشان تتعلمي إزاي تتكلمي معايا.... 
و دلوقتي غوري عالمطبخ شوفي شغلك 
لحد مايجي صالح بيه...... 

+



        
          

                
وضعت فاطمة كفها على وجنتها مكان الصفعة 
و هي تضغط على أسنانها بقوة من شدة 
الغضب و القهر تود لو كان في إستطاعتها
لأحرقت يارا الان على فعلته بها...

+


إهتزت شفتيها و هي تنبس بوعيد و ترمق يارا 
بنظرات قاتلة:
-قريب جدا هدفعك ثمن القلم داه أوي.... 

+


قاطعتها يارا قائلة بعنف :
-و كمان ليكي عين تتكلمي يا زبالة...بس 
ملحوقة أنا بقى هعرفك قيمتك كويس ". 

+


-فيه إيه يابنات صوتكوا واصل لآخر دور 
في القصر...بتتخانقوا ليه؟؟ 

+


كانت هذه أروى التي تدخلت لفض المشاجرة
بعد أن سمعت أصواتها المرتفعة عندما كانت 
تلاعب لجين في إحدى أركان الحديقة.... 
ضمت الصغيرة نحوها بينما كانت عيناها
تتفرسان ملامح فاطمة المشتعلة رغم عجزها
عن رد الإهانة... 

+


إلتفتت ليارا التي نظرت لها بتكبر خاصة 
أن أروى كانت ترتدي ملابس بيتية بسيطة 
كعادتها و هي تلعب مع لجين قائلة بترفع :
-و إنت مين اللي أذنلك تتدخلي بينا...
و إلا إنت كمان عاوزة تتطردي زيها؟؟ 

+


كانت أروى مبتسمة و هي تتأمل العروس الجديدة 
لا تنكر جمالها الاخاذ و طلتها الفاتنة رغم بساطتها

+


لتشهق بإستغراب من وقاحتها التي لم تتوقعها ابدا... 
لكن لسوء حظها وقعت بين أيدي من تفوقها وقاحة
و إستفزازا.... رواية الكاتبة ياسمين عزيز 

+


تحولت أروى فجأة لتستعيد شخصيتها البربرية
قائلة بردح و هي تضع يدها الحرة على خصرها :
- نعم يا روح آنااا...لا بقلك إيه أوقفي عوج 
و إتكلمي عدل ميغركيش البنوتة الحلوة 
إلى أنا شايلاها دي...داه أنا أحطها هناك و أرجع
أجرك من شعرك الحلو اللي هارياه بروتين داه ". 

+


تفحصتها يارا بنظرة شاملة من الأعلى إلى
الاسفل ثم إلتفتت للجهة الأخرى عندما 
سمعت صوت صالح الذي وصل للتو... 

+


-إيه اللي بيحصل هنا؟؟ 

+


تقدمت نحوه أروى و هي ترتب حجابها 
ليلتقط من بين يديها لجين و يحملها 
مقبلا إياها بحب متسائلا :
- في إيه؟ 

+


أروى و هي تشير برأسها نحو يارا :
- تعالى ياخويا شوف مراتك اللي داخلة
فيا تهزيق و شتيمة يمين و شمال...دي عاوزة
تطردني من الشغل كمان..... 

+


أعاد لها لجين ثم تقدم نحو زوجته التي 
كانت تتلاعب بالورود غير مهتمة بوجوده... 
إحتضنها من الخلف و قبل خدها ثم إنحنى
قليلا أمامها ليقطف وردة حمراء و يقدمها
لها قائلا :
-مالك يا حبيبتي ... مين اللي زعلك؟؟ 

+


أخذت منه الوردة ثم خطت للأمام مبتعدة 
عنه هي تشير نحو فاطمة :
-البنت دي قللت أدبها معايا...مشيها ". 

+


أردفت باستعلاء ثم رفعت الوردة لتستنشق
عطرها الهادئ و شفتيها تنفرجان بابتسامة
متشفية دون أن ترفع نظرها عن فاطمة 
التي كانت تحني رأسها بطاعة لكن عقلها
لم يتوقف عن نسج عبارات التوعد بالانتقام.... 

+



        
          

                
نفخ الهواء بقوة من صدره قبل أن يسأل
زوجة شقيقه التي لم تخف عنه نظراتها
الحانقة نحو يارا :
-و إنت يا مرات اخوها...إيه مشكلتك.... 
يارا عملتلك إيه؟؟ 

+


و قبل أن تجيبه أروى تدخلت يارا بتفسير :
-مكنتش اعرف إنها مرات أخوك...

+


أشارت نحو هيأتها البسيطة و هي تضيف :
-أصله مش باين عليها.. كنت فاكراها ال 
... Baby sitter 
و كمان هي اللي تدخلت في موضوع ميخصهاش ". 

+


عض صالح شفته السفلى مانعا ضحكته عندما 
رأى أروى تنحني بصعوبة لتلتقط حذاءها 
و تندفع نحو يارا متوعدة لها :
-تعالي هنا يا عقربة يا ام أربعة و أربعين 
أنا هوريكي مين البيبي سيتر... 

+


إعترض صالح طريقها ليقف أمامها بجسده
دون أن يلمسها مخفيا يارا وراءه التي 
تملكتها الدهشة من تصرف أروى الهمجي.... 

+


صالح و هو يكتم ضحكته :
-خلاص يا أروى..عشان خاطري عديها المرة دي 
و أنا هبقى آخذلك حقك منها بس مش هنا
قدام الناس..... 

+


قبضت أروى على حذاءها بقوة ثم تركته 
ليقع أرضا و إرتده و هي تقول بغضب :
-ماشي هعديها المرة دي عشانك بس 
إبقى عرفها أنا مين؟ عشان سوء الفهم داه
مبتكررش ثاني و إنت مش موجود ها.... 

+


أومأ لها صالح و قد فهم مقصدها لتغادر
أروى باتجاه القصر و هي تبرطم بكلام 
غير مفهوم لكنه على الأغلب كان شتائم تخص
العروس الجديدة كما تسميها..... 

+


أما فاطمة فكانت تراقبهما تارة بغضب و أخرى 
بشماتة فهي الان قد ضمنت كره أحد أفراد 
العائلة لغريمتها و هذا ما سيسهل عليها 
خطة التخلص منها.... 

+


إرتجف جسدها باضطراب و هي تشعر بأنظار
صالح المسلطة عليها و الذي أشار لها بالمغادرة
ليجن جنون يارا حالما علمت أنه لن يطردها... 

+


-يعني إنت ناوي تخليها هنا قدامي...إنت ناسي
هي عملت فيا... دي حرقتلي إيدي و... و.. 

+


توقفت عن الكلام بعد أن غصت بعبراتها 
و هي تتذكر ذلك اليوم الذي أجبرها فيه 
صالح على مواصلة العمل رغم إحتراق يدها.... 

+


رمت الوردة من يدها و رفعت عيناها الدامعتان 
نحوه مضيفة بصوت مختنق :
-صح...معاك حق إنت متقدرش تطردها 
عشان هي ملهاش ذنب...هي بس كانت 
بتنفذ أوامرك... 

+


صالح و هو يضع يده على كتفيها :
-لا الحكاية مش كده خالص... أنا مفدرش
أطردها عشان القصر داه لسه تحت إدارة
جدي هو اللي بيتحكم في كل حاجة 
و هو الوحيد اللي يقدر يمشيها.....

+


مسحت يارا دموعها مقترحة :
-تمام...أنا بقى هروح أحكيله كل حاجة و هو 
أكيد هيفهم موقفي و يمشيها... 

+


أجابها صالح بعد أن إستشعر بعض الجدية 
في كلامها :
-إنت إتجننتي....عاوزة تحكي لجدي أسرارنا.... 

+



        
          

                
رفع إحدى يديه ليشير لها بإصبعه بتنبيه:
-بقلك إيه إعقلي و بلاش جنان ...جدي مش 
ناقصه مشاكلنا عشان يحلها....اللي فيه مكفيه.... 
يلا خلينا نطلع أوضتنا كفاية فضايح.... 

+


حركت ذراعيها بعنف لتزيح يديه عنها و كأنها 
الان فقط تفطنت لهما و هي ترمقه بنظرات 
نارية ثم سارت بخطوات سريعة نحو الغرفة 
و بينما كانت تصعد الدرج لمحت بطرف عينيها 
إبتسامة فاطمة المنتصرة ليتضاعف شعور الخيبة
و الخذلان داخلها.... 

+


ألقت بجسدها على الفراش ثم جذبت الغطاء 
لتختفي تحته... 
دلف صالح وراءها و هو يلعن حظه هذا اليوم 
فقد ترك أعماله و مصالحه كلها عندما سمع 
هاتفته ظنا منه أنه قد حدث شيئ سيئ 
لها أو للصغير في بطنها.... 

+


لاحظ إهتزاز جسدها تحت الغطاء ليعلم أنها 
تبكي....تردد قليلا قبل أن يجلس على طرف 
السرير بمحاذاتها ليبدأ أولى محاولات إرضائها.... 

+


جذب الغطاء ليجدها تغطي وجهها الغارق 
بدموعها بكلتا يديها آسرة شفتيها بين أسنانها 
حتى تمنع صوت شهقاتها..... 
همس في أذنها بصوت خافت :
-بلاش عياط يا يويو....مش حلو عشان البيبي.... 

+


كان في نيته تهدأتها حتى تكف عن البكاء 
و لكن بدل ذلك وجدها تنزلق بجسدها قليلا 
إلى الجانب الاخر من السرير و هي تصرخ 
بهستيريا و تدفعه عنها :
-يعني داه كل اللي همك.. إبنك و بس... إنما
أنا أموت و إلا إتحرق في ستين داهية ....

+


دق ناقوس الخطر داخل عقله متوقعا أن إنهيارها
هذا لن يمضي على خير ليتصنع الهدوء وسيلة
حتى يخمد نار غضبها ليقول متأملا عينيها 
اللتين تلمعان بدموعها :
-لا طبعا....إنت أهم ....

+


هزت رأسها مرات متتاليةو هي تضحك بمرارة
مستطردة بسخرية :
- أهم؟ إنت متأكد...عشان كده بقيت 
بتعاملني زي البني آدمين... لما عرفت 
إني حامل...فاكرة معاملتك ليا كانت إزاي... 
فاكر الصور و الفيديوات اللي كنت 
بتهددني بيهم..... 

+


ضحكت بجنون و هي تضرب كتفه بقبضتها 
متابعة حديثها :
-للأسف مبقوش ينفعوا... يعني تبلهم و تشرب 
ميتهم.. 
تصنعت الاستغراب من نظراته الحادة المحذرة 
:إيه...مش دي الحقيقة و إلا إنت لسه ناوي 
تنشرهم و تفضح مراتك....

+


هدر بحدة بينما أصابعه كانت تنغرس في لحم 
ذراعها :
-أنا ساكت لحد دلوقتي و مش برد عليكي
عشان مقدر حالتك...بس كلمة زيادة و أقسم
بالله ه.... ". 

+


-هتعمل إييييه؟؟ ها قلي هتعمل إيه....إيه 
اللي فاااضل و معملتوش فيا قلي؟؟ هتقتلني... 

+


صرخت يارا بجنون غير عابئة بتقاسيم وجهه
التي أضلمت فجأة لم تكتف بذلك بل تابعت 
قائلة بتهور :
-أنا كمان بقى عندي اللي أهددك بيه....إيه رأيك؟؟ 

+


إبتسم بغير مرح و هو يصفع خدها صفعات 
خفيفة قائلا بتحذير :
-بلاش تقولي كلام إنت مش قده ياروحي.... 
مش صالح عزالدين اللي يتهدد... أوكي.... يلا 
إهدي كده و إفردي وشك و وريني ضحكتك 
الحلوة و انا اوعدك إني هنسى كل الهبل 
إللي إنت عملتيه من شوية.... ". 

+



        
          

                
ضم شفتيه ليبعث لها قبلة من بعيد ثم هم 
بالوقوف...لتنهال عليه يارا باللكمات و الصفعات
العشوائية في رأسه و كتفيه... 
في لمح البصر تمكن من تقييد يديها لتكف
عن جنونها لتصرخ من جديد :
-هقتلك ياصالح يا عزالدين....هقتلك...هييجي 
اليوم اللي أنتقم فيه منك.... و هتشوف ". 

+


إكتفى صالح بإمساكها حتى لا تتحرك 
خوفا عليها و لم يجبها متجاهلا الترهات التي 
كانت تنطق بها و إعتبرها تنفيسا لغضبها منه 
لكن صبره لم يدم طويلا عندما سمعها تهتف :
-و إبنك مش هخليك تفرح بيه...هقتله". 

+


كانت تلك الكلمة هي أخر قطرة أفاضت 
كأس صبره ليصفعها بكل قوته حتى إرتطم 
رأسها بخلفية السرير لتشعر للوهلة الأولى 
أنها قد فقدت بصرها...

+


رفعت رأسها بصعوبة متحاملة على إحساس
الإغماء الذي إنتابها لكنها شهقت وهي تشعر 
بيده تسحبها من شعرها مقربا رأسها منه 
ليهتف بنبرة مرعبة :
-فكري مجرد فكرة إنك تعملي كده و أنا هخليكي 
تتمني الموت ملي هعمله فيكي...إبني خط 
أحمر فاهمة.... خط أحمر و مش هيكفيني 
فيه عيلتك كلها....

+


أخذ نفسا عميقا بجانب أذنها ثم همس 
بما جعل بؤبؤ عينيها يتجمد :
-ريان أخوكي....من النهاردة هيبقى تحت 
عنيا... و اليوم اللي هتفكري فيه تأذي 
إبني يبقى تنسي فيه أخوكي... 
حاولي تتأقلمي مع وضعك الجديد و بلاش 
تعيدي الشو الهايف اللي عملتيه داه عشان أنا 
صبري قليل... Deal . 

+


مرغ أنفه على خدها متحسسا دموعها بطرف 
شفتيه قبل أن يقبلها.. 

+


تسارعت أنفاسها بعد أن مر شريط 
عذابها بسببه أمام عينيها بسرعة رهيبة 
لتتوقف بعد أن ظهرت صورة شقيقها ريان 
الذي تحبه أكثر حتى من نفسها...... 
حركت رأسها ببطئ في البداية و بعدها
بعنف أسرع غير مبالية بشعرها الذي تمزق
بين أصابعه....لتكرر بصوت المبحوح 
أنها تكرهه و ستنتقم منه يوما ما... 

+


لم يجد حلا لإيقافها حتى لا تتأذى سوى
جذبها نحوه بكل قوته ليجلسها على ساقيه 
َ و يحيط رأسها و أعلى كتفيها بيده و ذراعه
اليمني و الأخرى تكفلت بالضغط على 
ساقيها مانعا أي حركة منها.... 
صوتها المختنق بدأ في الإختفاء تدريجيا
ليحل محله أنفاس لاهثة نتيجة المجهود 
الذي بذلته و هي تقاومه...بينما سكن 
جسدها دون حراك...فقط دموعها التي 
كانت تنساب على خديها بعجز و إستسلام تخبر
أنها لازالت على قيد الحياة..... 

1


بعد دقائق أنزلها على الفراش ممددا جسدها
برفق ثم أمسك بيدها يقبلها قبلات متتالية
و هو يحدثها:
-إيه رأيك نخرج نتعشى مع بعض الليلة
عارفة بقالي سنين مسهرتش معاكي برا .... 
يلا بقى يا حبيبتي كفاية عياط داه مش كويس
عشانك إنت ناسية إنك حامل...... 

+


نطق بتلك الكلمة التي أصبح يرددها كثيرا
في المدة الأخيرة باستمتاع مثبتا نظره على
بطنها مضيفا بهذيان و كأنه مختل عقلي :
-أنا قلتلك قبل كده بس إنت اللي رافضة 
تسمعي الكلام....لازم تتعودي على وجودي
في حياتك...و إنك بقيتي مراتي... مرات 
صالح عزالدين برضاكي أو غصب عنك
دي بقت حقيقة وواقع...إنت لازم تشكريني 
أصلا إني قبلت أفتح معاكي صفحة جديدة 
رغم نذالتك معايا زمان...و دي أول مرة أعملها 
في حياتي.. إني أسامح حد غلط فيا....شفتي 
بقى إنت مهمة عندي قد إيه مش زي ما إنت 
فاكرة....

+



        
          

                
أمالت رأسها إلى الجهة الأخرى ثم اغلقت 
عينيها بقوة عسى أن ينتهي كل شي.. و 
يختفي هو من الوجود...
لكن كيف و أنفاسه الحارة التي تلسع بشرتها
و صوته الذي يكاد يصم أذنيها يؤكدان أن 
كل ما تفكر به ليس سوى أضغاث أحلام 
و أمنيات...

+


~~~~~~~~~~~~~

+


في جناح فريد...... 

+


دلفت أروى لغرفتها تحمل بين يديها 
لجين التي كانت تعبث بحجابها حتى 
أنها كادت تتسبب في سقوطها أكثر من 
مرة..... 

+


وضعتها على الأريكة ثم نزعت الحجاب و رمته
بجانب الطفلة التي إلتقطت طرفه بين أصابعها
الصغيرة تبحث عن تلك النقوشات التي 
جلبت إنتباهها منذ قليل... إنحنت أروى لتقلب
القماش حتى ظهرت تلك الوردة الحمراء 
المنقوشة بدقة في طرفه و هي تبرطم 
بانفعال :
- يووووه بقى يا لوجي هو أنا ناقصة مش 
كفاية عروسة المولد اللي إصطبحنا 
على وشها العكر تحت....

+


كورت يدها بحنق و هي تنظر ناحية 
الباب مضيفة:
-ااه لو مكانش صالح موجود كنت عرفتها 
مين البيبي شيييتر.... قليلة الادب ووقحة... 
يالهوي على لسانها اللي شبه المبرد و هي عمالة
بتحذف طوب من بقها يمين و شمال...بس 
المشكلة إنه مش باين عليها...أنا فعلا أول 
مرة انخدع في حد بالشكل ...شكلها من برا 
كيوت و حلوة أوي مكنتش أتوقع إنها كده.... 
فعلا المظاهر خداعة بس على مين...بس أقسم
بالله من هنا و رايح لو سمعت منها كلمة مش عاجباني لكون منزلة شبشبي على دماغها...

+


لوت شفتيها باستهزاء و هي تتذكر طولها 
القصير مقارنة بيارا مغمغمة باصرار :
-بردو هضربها..... ". 

+


في إحدى المطاعم الفاخرة...... 

+


على إحدى الطاولات كان هشام ووفاء يتحدثان 
بعد أن تطورت علاقتهما كثيرا ليقرر هشام 
أخيرا تحديد موعد الخطبة و الزواج..... 

+


إحتضنت وفاء كفيها معا قائلة بحماس ظهر 
جليا داخل عينيها التين تعكسان صورة وجه 
هشام :
-النهاردة أحلى يوم في حياتي كلها...حاسة 
إن قلبي هيقف من الفرحة ". 

+


إبتسم هشام بخفة معلنا :
-بعد الشر عليكي يا حبيبتي.... 

+


وفاء بسعادة :
-مبسوطة مبسوطة مبسوطة جدا.... 
ضحكت قبل أن تستأنف حديثها من جديد :
-يعني كل أحلامي هتتحقق مرة واحدة ... 
جوازنا و كمان المستشفى انا بجد لسه مش
مصدقة ". 

+


هشام مؤكدا :
-لا صدقي... الأسبوع اللي جاي إن شاء الله إفتتاح
المستشفى...و لما نطمن إن كل حاجة مضبوطة 
نقدر نحدد مواعيد الخطوبة و الجواز". 

+


أومأت له وفاء بتأييد مغمغمة بدعاء :
-إن شاء الله.... 

+


نظرت نحو الأطباق التي كانت تملأ الطاولة 
مستطردة بحماس :
-انا نفسي إتفتحت اوي على الاكل...

+


أخذت الشوكة و السكين لتبدأ في تقطيع 
قطعة اللحم إلى شرائح صغيرة قبل أن 
تشرع في أكلها بتلذذ قائلة :
-كل حاجة طعمها مختلف النهاردة حتى الاكل.... 

+



        
          

                
إبتسم هشام على مظهرها اللطيف ليبدأ 
عقله في نسج المقارنات تلقائيا بينها 
و بين حب طفولته إنجي....ليجد أن كفة
الميزان تنصف وفاء... فهي الأكثر جمالا
و رقة بأسلوب حديثها الناعم و تفكيرها 
الراقي.... بالإضافة لذكائها و قدرتها على 
فهم مايدور في خلده دون أن يتحدث حتى.... 
طموحها الذي لا حدود له و الذي جعلها 
تحقق نجاحات كثيرة في مجال عملها رغم
حداثة سنها فقد تمكنت من أن تصبح 
رئيسة قسم في المستشفى التي يعملون 
بها بعد سنتين فقط من الالتحاق بها و هذا 
في حد ذاته يعتبر معجزة...... 

+


ضحكت و هي تفرقع أصابعها أمام وجهها 
تنبهه إلى أنه قد شرد كثيرا.... 
تنحنح في حرج و هو يتناول كوب المياه
ليترشف منه قليلا قبل أن يعيده لمكانه 
مهمهما :
-سوري...كنت بفكر في الافتتاح.... 

+


وفاء بابتسامة :
-سيب الموضوع داه عليا و أنا ههتم بكل 
حاجة...صاحبتي رولا باباها عنده شركة
صغيرة خاصة بتنظيم الحفلات...كل اللي 
عليك تكتبلي نوت صغيرة بكل الحاجات 
اللي إنت عاوزهم في الحفلة و انا ههتم بالباقي ". 

+


أجابها هشام بابتسامة إرتياح :
- إنت إزاي بتخلي كل حاجة سهلة كده؟؟ 

+


وفاء و هي ترمقه بنظرات عاشقة تجلت 
بوضوح داخل عينيها الجميلتين :
- عشان بحبك... 

+


~~~~~~~~~~~~~~

+


في كلية الإعلام.... 

+


في مدرج الجامعة...كانت إنجي و صديقاتها
يجلسن في أماكنهن يينتظرن وصول الدكتور
الذي عرف بتأخره الدائم... 

+


اسيل :
-اووف انا زهقت .... هو الدكتور الرخم 
داه مش هيبطل تأخير كده....

+


إنجي باقتراح :
- داه فات نص ساعة أنا حاسة إنه مش 
هييجي النهاردة.... 

+


رندا : للأسف أنا شفته من شوية مع 
الدكتورة إسلام.... 

+


اسيل :
-أنا سمعت إنهم هما الاثنين مع بعض... 

+


راندا بنفي:تؤ...دي إشاعات... الدكتورة إسلام
مخطوبة لمهندس بيشتغل في الخليج ". 

+


إنجي بدهشة : بجد..أنا كنت فاكراها متجوزة 
و عندها أولاد...اصله باين إنها كبيرة في السن". 

+


راندا :طبعا...عقبال ما عملت ماجستير 
و خلصت دكتوراه و إشتغلت لقت
نفسها في الخمسة و ثلاثين...بصراحة 
أنا شايفة إن داه العمر المثالي للجواز لأي 
بنت..... 

+


إنجي بسخرية :خمسة و ثلاثين سنة.... 

+


راندا :لا يا فالحة مش قصدي على الرقم.... 
أنا أقصد إن العمر المناسب للجواز لما البنت 
تخلص دراستها و تحقق كل طموحاتها 
و تشتغل...تعتمد على نفسها يعني ساعتها 
تقدر تتجوز.... 

+


إنجي بعدم إقتناع :
-ممم معاكي حق...بقلكوا إيه أنا كمان زهقت 
إيه رأيكوا نطلع.... 

+


سمعت صوت اسيل الضاحك لترفع رأسها من
فوق الطاولة لتسألها :فيه إيه مالك .... 

+



        
          

                
أشارت لها الأخرى نحو الباب و هي تستقيم 
في جلستها على الكرسي...لتتأفف إنجي 
بملل عندما رأت الدكتور يدلف المدرج لإلقاء
محاضرته التافهة.....

+


بعد ساعات طويلة مرت علي الفتيات.. إنتهى 
الدرس بعد نصف ساعة من وقته الأصلي 
مما جعل اغلب الطلاب يتذمرون و يشتمون 
المعيد في ما بينهم..... 

+


جمعن أغراضهن ثم غادرن القاعة حيث 
موقف السيارات الخاصة بالطلبة.. 

+


راندا و اسيل كانتا تتحدثان حول الحفلة 
التي سيقيمها صديقهم عماد بمناسبة 
عيد ميلاده الليلة بينما كانت إنجي تستمع
إليهما دون تركيز... 
توقفت عن السير عندما سمعت صوت علي
يناديها :
-آنسة إنجي لو سمحتي عاوز أتكلم معاكي 
في موضوع مهم.... ". 

+


تفحصت إنجي ساعتها ثم ردت عليه بعجرفة:
- مش وقته انا تعبانة جدا...بكره نتكلم". 

+


إستدارت لتجد راندا و اسيل تتهامسان
و تكتمان ضحكتهما....وجهت لهما نظرات حارقة
تتوعدهما بالعقاب بعد قليل...ليقطع حوارهم
الصامت علي مرة أخرى و هو يلح عليها قائلا :
-أنا مش هاخذ من وقتك كثير هما خمس دقائق 
بس....". 

+


تأففت ثم قالت :
-بنات أنا هشوفه عاوز و ألحقكوا... إستنوني". 

+


إلتفتت نحو علي الذي شعر بالإحراج
بعد أن لاحظ تعاليها و تكبرها قائلة:
-إتفضل... 

+


نظر علي حوله ليجد أنهما يقفان في طريق
الطلبة الذين كانوا يمرون بجانبهم ليقترح
عليها بتردد:طب ممكن نروح أي مكان غير 
داه عشان الموضوع خاص شوية.... 

+


نظرت حولها لتشير له لمكان فارغ قائلة:
-خلينا نروح هناك.. و لو سمحت متطولش
عشان مصدعة ". 

+


سارت أمامه بضيق واضح ثم توقفت 
في ذلك المكان تنظر إليه حتى ينهي 
حديثه...

+


إنجي :ها كنت عاوز تتكلم معايا في إيه؟؟ 

+


تضايق علي كثيرا من أسلوبها المتكبر 
و شعر بالندم الشديد على طلبه للحديث 
معها لكنه رغم ذلك تحمل لأجله مشاعر 
الحب التي يحملها تجاهها و التي كان يكتمها 
عن الجميع.... 
تحدث بهدوء عكس إضطرابه الداخلي :
-أنا مش هطول عليكي أنا بس كنت عاوز 
أقلك على حاجة مهمة كنت عاوز اصارحك
بيها من زمان بس إستنيت الوقت المناسب.... 

+


إنجي بفضول :
-تفضل ". 

+


علي بنفس واحد :
آنسة إنجي.... أنا بحبك". 

+


لعدة ثوان ظلت إنجي تحدق فيه لأنها 
لم تستوعب بعد مانطق به قبل أن تنفجر 
ضحكا حتى أدمعت عيناها...... 

+


ليلا.... 

+


إستلقت سيلين على الفراش بتعب بعد ان
امضت عدة ساعات في مكتب ياسين الصغير
الذي تطوع لتدريسها اللغة العربية... 
إلتفتت نحو الشرفة عندما سمعت صوت
سيف و هو يصرخ في الهاتف...قطبت حاجبيها
بدهشة و إزداد فضولها أكثر لتقف متجهة
نحو الشرفة...
كان يواليها ظهره و مشغولا بالتحدث في 
الهاتف او بالأحرى يصرخ :
-يعني إيه مش لاقيينه بقالكوا أسبوعين 
بتدوروا عليه و لسه مش عارفين توصلوله..... 

+



        
          

                
صمت قليلا و هو يمسح وجهه بغضب 
بينما يستمع لمخاطبه باهتمام قبل أن 
يقاطعه مهددا :
-بقلك إيه يا زفت إنت....مش عاوز أسمع 
أي أعذار... في إيدك أسبوع واحد لو مالقيتوش
يبقى ماتورينيش وشك ثاني....إنت فاهم... 

+


أبعد الهاتف عن أذنه و هو يتنفس بقوة
قبل أن يعيده من جديد هادرا بنبرة لاتقبل
النقاش :
-تلاقيه و تجيبه ترميه تحت رجليا زي
الكلب...مش عاوز حد فيكوا يلمسه 
أنا اللي هخلص عليه بنفسي...مفهوم..... 

+


توقف عن الحديث برهة ثم عاد ليطلق 
سبابا نابيا من بين شفتيه و هو يشتمه:
- فتح عنيك كويس إنت و البهايم اللي
معاك...و تأكد كويس إنه مخرجش برا
البلد علشان داه لو حصل هقتلك مكانه.... 

+


أنهى المكالمة و هو يعيد رأسه إلى الوراء
بتعب و لسانه لا يكف عن نطق الشتائم
و اللعنات على رجاله الاغبياء الذين لم 
يتمكنوا حتى الآن من إيجاد آدم...... 

+


وراء ستارة الشرفة كانت سيلين تقف
مكانها و كأنها تمثال من حجر...شعرت 
بحبات العرق التي تجمعت على جبينها 
رغم برودة الطقس....عيناها كانتا مثبتان
على جسد سيف الذي مازال على نفس وقفته
يتأمل حديقة الفيلا تحته..... 
كانت تجاهد حتى تتحرك من مكانها خوفا 
من أن يلتفت و يجدها على هذه الهيأة 
عندها سوف يعلم بسهولة أنها قد سمعت 
حديثه....
نجحت اخيرا لتحرك قدميها للخلف بهدوء 
حتى أصبحت داخل الغرفة بعيدا عن الشرفة... 

+


رفعت كفها المرتعش لتمسح جبينها المتعرق
و هي تتنفس بقوة بينما كانت دقات 
قلبها في تزايد مستمر.... نظرت مرة أخرى 
نحو الشرفة للتفاجئ بسيف يحدق فيها 
بغموض.... 

+


إرتجف جسدها و جف حلقها و هي تتساءل
بداخلها كيف خرج من الشرفة دون أن تنتبه
له....إبتسمت بصعوبة عندما وجدته يسير 
نحوها قائلا :
-مالك...وشك أصفر كده ليه؟ 

+


سيلين بكذب :
-أصلي تعبت جدا النهاردة....ياسين صمم
إني أتعلم نص الحروف النهاردة حتى بص "

+


إنحنت لتمسك بمجموعة من الأوراق كانت موضوعة على الكومودينو ثم فتحتها أمامه هاتفة بتذمر:
أنا تخانقت أنا و ياسين عشان بيقول إن 
خطي وشي....و مش بفرق بين حرف الجيم 
و الباء...". 

+


تأملت تقاسيم وجهه بقلق من أن يكتشف
محاولتها في تغيير الموضوع الأصلي.... 
إبتسم سيف ليبعد إصبعها الذي كانت تضعه على حرف التاء قائلا :
-ملوش حق يزعل القمر بتاعي...

+


جلس بها على الفراش قبل أن يضيف :
-سيبك منه داه عيل فاشل...إيه رأيك أدرسك
أنا؟؟ 

+


سيلين :
- متقولش عليه على ياسين فاشل...و بعدين 
أنا زعلانة منك عشان أنت على طول برا البيت و بتسيبني زهقانة لوحدي.... 

+


سيف بغيرة :
البركة في الاستاذ ياسين...مونسك "

+


سيلين : بس أنا عاوزة أخرج....أنا بقالي
شهور في مصر و معرفش أي مكان هنا.... 

+



        
          

                
توترت عندما بدأ يداعب عنقها بشفتيه
و قد أسكرته رائحة شعرها و جسدها المعبق 
برائحة الفانيلا الهادئة... 

+


لتنحني للأمام قليلا هاتفة باعتراض:
-سيف أنا بكلمك....مش وقت اللي بتعمله داه". 

+


زمجر بأعتراض و هو يقربها منه كما كانت 
مستأنفا حديثه يسايرها كعادته :
-اليومين دول عندي شغل كثير... بس أوعدك 
هفضي نفسي و نسافر أي مكان إنت عاوزاه". 

+


سيلين :
-طيب و بعدين....اقصد لما نرجع من السفر 
إنت هتروح شغلك و انا هرجع اقعد في البيت 
زي دلوقتي ". 

+


زفر الهواء بقوة قبل أن يرد عليها حتى 
يضمن هدوءها و عدم غضبها منه لينعم
بقربها الذي تمناه طويلا برضاها :
-حبيبي عاوز إيه و أنا تحت أمره.... 

+


نطق بنبرة عاشقة جعلت سيلين تجاهد 
حتى لا تذوب بين ذراعيه كعادتها...حاولت
تذكر كلامه منذ قليل و هو يتوعد لذلك
الشخص بإنهاء حياته دون فائدة لتنتفض
بين يديه صارخة بنفاذ صبر :
-قلت لا....مش عاوزاك تقرب مني و لاتلمسني
قبل ما نتفق.... 

+


حرك سيف حاجبه ببطئ للأعلى دلالة 
على عدم رضاه على ما فعلته... لكن سيلين 
تمردت و إنتهى الأمر لن تقبل أن تظل محجوزة
في هذا القفص الذهبي الذي وضعها فيه 
بحجة حمايتها... 
وقفت أمامه بينما هو ظل جالسا لتقول واصفة مابداخلها :
-أنا زهقت...طول النهار بين أربع حيطان ببقى
بدور على أي حاجة عشان أسلي بيها نفسي 
إيه فايدة الهدوم و العربيات اللي إنت جايبهملي
و أنا مش قادرة ألبسهم و أخرج بيهم برا.... 

+


ظل سيف على جموده حتى إنتهت سيلين
من حديثها...ضرب فخذه بخفة عدة مرات
يدعوها للجلوس لكنها حركت رأسها برفض
و هي تعود بخطواتها إلى الوراء قائلة بتحد :
-قلتلك مش هخليك تقرب مني غير
لما..... ااااه....

+


صرخت بدل أن تكمل حديثها عندما جذبها
بسرعة رهيبه حتى أنها لم تره عندما غادر
مكانه رغم أن عيناها كانتا مثبتتان عليه....

+


عاد ليجلس محتويا جسدا الصغير داخل
أحضانه ثم همس في أذنها بما لم تتوقع 
سماعه أبدا :
-كنتي بتقولي إيه...مش هتسمحيلي أقرب
منك غير لما أنفذلك طلباتك....طبع قبلة
طويلة أسفل أذنها لتسري بجسدها قشعريرة
لذيذة تسللت رغم مشاعر الخوف التي كانت
تسيطر على كامل جوارحها....

+


-يعني عاوزة تحرميني منك بعد ما بقيتي
ملكي...
زمجر كأسد غاضب يرى فرسيته تكاد تفلت
من بين يديه مضيفا بهذيان :
-أيوا....ملكي لوحدي يغني إنسي إنك
تطلعي برا الفيلا من غيري...عارفة... في
الأول كنت مرتب إني أسجنك في الجناح
و أمنع أي حد إنه يشوفك بس بعدين
خفت عليكي من الوحدة....عشان كده
سمحتلك تخرجي للجنينة....

+


شعر برغبتها في الالتفات نحوهه حتى
تتأكد من أن من يحدثها هو سيف نفسه
لكنه لم يسمح لها بل إستمر في الاعتراف
لها :
-أنا اللي خططت إني أتجوزك...عقدت مع جدي صفقة و إتفقت معاه إنه يقبل برجوعك إنت
و طنط هدى مقابل إني مأذيش آدم....و مثلت
إن هو اللي أجبرني إني أتجوزك...أنقذت والدتك
من الموت و جبتلك كل اللي بتتمنيه و زيادة...
هدوم شنط...عربيات و ألماس...عيشتك
أميرة...صبرت عليكي لحد ما تعودتي بوجودي 
في حياتك...مغصبتكيش على حاجة رغم إني
كنت أقدر أعمل داه بس كنت عاوز اوصل لقبلك
قبل جسمك...بعد كل داه تحرميني منك...يااااه
طلعتي قاسية أوي يا قلبي ....




+


يتبع ♥️♥️♥️♥️♥️

+


نوت مهمة بالنسبة للرواية..... 

+


حبايب قلبي في تعليقات كثير بشوفها بتنتقد إن أحداث الرواية اوفر و كمان الشخصيات مرضى و مقرفين وووو 
طبعا أن أنا عارفة داه كويس و متفقة معاكوا فيه 
بس كمان في شخصيات طبيعية زي فريد و هشام 
طيب بالنسبة لهشام مين قال إن وفاء عاوزة تتجوزه عشان بتحبه مش يمكن تطلع أحقر من إنجي.... 
بصراحة أنا دايما بفتح اليوتيوب و بتفرج على 
برامج التلفزيون و بشوف قصص و غرائب ناس 
أحيانا مش بصدق إن داه ممكن يحصل حقيقة 
و آخرها حادثة الدكتورة المصرية اللي أخوها
كتفها و أخذها لصاحبه عشان يعتدي عليها و يصورها 
و يهددها عشان تتنازل عن الورث.... و الست اللي
طلقها جوزها المريض عشان شاكك إنها بتخونه مع إبن اختها اللي عمره تسع سنين.... 
طبعا أن مش جايبة الكلام داه من دماغي و لا بلفق إنتوا أدخلوا يوتيوب و شوفوا...و اللي حابب 
اديلو أسماء البرامج دي يبعثلي رسالة.... 
في ناس وحشة لدرجة الخيال الراجل اللي بيضرب مراته و يهينها و ياخذ فلوسها دي موجودة... 
الشباب اللي بتهدد البنات بالصور و الفيديوات موجودين.... 
الابن الي بيضرب أنه او ابوه موجدين.... 
اي حاجة ممكن تتخيلوها في دماغكوا للأسف موجودة الزنا الخمر الضرب الإهانة الخطف السحر بيع الأعضاء المافيا كل القرف اللي في الدنيا 
موجود في مجتمعاتنا للأسف..... 
و الناس اللي بتقول لا دول محظوظين عايشين 
حياة ورديةو لسه الحاجات دي موصلتش عندهم 😂😂.... 
بحترم اي رأي مهما كان حتى الي مش عاجباه الرواية و قال إنها زبالة بردو شكرا اي حد حر في رأيه و أهلا و سهلا بكل الآراء بس طبعا بالادب 
و الاحترام و شكرا 😍😍😍

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close