رواية ليلة بكي فيها قلبي كامله وحصريه بقلم موني عادل
الفصل الأول ليلة بكى فيها قلبي
في يوم عاصف وقفت حنين تودع اصدقائها ليذهب كلاً منهما في طريقه فوقفت تنتظر أن تمر سيارة اجره لتشير لها وتوصلها حيث تريد ولكن الوقت قد تأخر فلقد كان لديها محاضرات في فترة مسائية وانقلاب الجو في لحظة وضحاها اوقف كل شيء وجعل الطريق خاليا وكأن المنطقة قد اصبحت في لحظة مهجورة كانت واقفة بجانب الطريق والامطار الغزيرة تتساقط فوق راسها استمعت لصوت رنين هاتفها المتصاعد من داخل حقيبة يدها فأخرجته وهي تطالع شاشته لتجد أن المتصل هي والدتها فأجابتها بعدة كلمات متبعثرة
(( ما زلت امام الجامعة انتظر أن تمر سيارة اجرة لتقلني للمنزل فالجو ممطر وقد توقفت حركة السير .))
قاطعتها والدتها وملامح قاسية ترتسم على وجهها
(( تصرفي وعودي في الحال فوالدك لا ينفك عن السؤال عنك اخبرتك بألا تذهبي للجامعة اليوم ولكنك لا تستمعين لحديثي .))
اتسعت عينا حنين وظلت متجمدة مكانها لا من طريقة والدتها القاسية معها في الحديث بل بسبب ما تراه فلقد وقفت سيارة فاخرة امامها سوداء اللون لا يظهر من بداخلها فتصلب جسدها وهي تجد والدتها قد انهت المكالمة فالتفتت برأسها تنظر حولها للمكان لتجده خاليا فازدردت ريقها بخوف ولكنها تعمدت عدم اظهار خوفها وارتجاف جسدها من صقيع الشتاء بينما كان هو بداخل السيارة يطالعها ويتمعن النظر في ملامحها وجسدها الذي التصقت به ملابسها وكأنها قد اصبحت جلداً اخر لها شعر بخوفها وارتجاف جسدها فارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهه وترجل من السيارة يخطؤ نحوها يقول مطمئناً
(( هل أنتي بخير أتحتاجين للمساعدة لقد تأخر الوقت ولن تمر سيارة اجرة من هنا في ذلك الوقت اذا أردتِ يمكنني ايصالك .))
حاولت ترطيب شفتيها وفغرت شفتيها قليلا تحاول النطق بأي شيء فلم تستطيع غير قول كلمتين بإقتضاب
(( شكرا لك .))
مط شفتيه وتحفز فقال بإزدراء وهو يقترب منها اكثر
(( امممم أنتي من أردتِ العنف .))
انهي حديثه يحملها فوق كتفيه بينما هي انتفضت وهي تشعر بذراعه يلمسها ويرفعها على كتفه حاولت الافلات منه وصرخت بعلو صوتها لعل احدا يسمعها وينقذها من براثن ذئب يريد تدميرها وكسرها بدون رحمة ولا رأفة بها ، حاولت ضربه بقبضة يدها على ظهره لعلها تؤلمه فيسقطها أرضاً كانت عبراتها المتساقطة على وجنتيها تنزلق بغزارة من بين صراخها اجلسها بالسيارة واوصد الباب خلفه واستدار حول سيارته ليجلس في مقعده وهي تتململ في مكانها تحاول الخروج من السيارة لتهرب من مصير مؤلم ضاقت عيناه وهو ينظر اليها بتفكير فاشغل محرك سيارته واخذ يسرع من قيادتها بينما كانت حنين تحاول فتح الباب بقوه وهي تصرخ وتنتحب بشده بينما تقول بصوت خفيض اثر بكائها لفترة طويلة
(( اتوسل اليك اوقف السيارة واتركني امضي في حال سبيلي ... أرجوك ..... أتوسل إليك .))
انهت حديثها تصرخ بقوة وهي تضرب على نافذة السيارة لم يعير محاولتها لإستعطافه أو استدرار شفقته أي اهتمام واستمر في قيادته وهو يطالعها بإبتسامة مستفزة اختلجت شفتاها ومذاق كالعلقم يلدغ طرف لسانها لتشعر بخيبة أمل كبيرة تظلل افاقها لكنها اردفت بإختناق مكتوم متألم
(( قلت لك أن توقف السيارة سأصرخ بعلو صوتي .))
انهت حديثها بضعف وقد خارت قوتها كلياً ليصلها صوته يقول بفتور اجوف
(( أصرخي كيفما شأتي فلن يسمعك احد لقد وجدت صيداً ثميناً وانا غير مستعد للتخلي عنه او تركه بسهولة وفري توسلك هذا لبعض من الوقت .))
قالت متوسلة بصوت مرتعش
(( أرجوك ....... اتوسل اليك ان تتركني حلفتك بالله تتركني اذهب فإذا اصابني مكروه عائلتي لن تتحمل هذا ولن تتركك دون نيل جزاؤك .))
اردت إخافته بأنه سيلاقي جزاءه لعله يخشئ ويتركها ولكنه تبرم امجد بنفاذ صبر
(( اصمتي ....... يا لك من فتاة ثرثارة لا تعلمين من اكون لتتحدثي بكل هذه الثقة .))
انهي حديثه يوقف سيارته في مكان خالي من كل شيء واستدار براسه يراقب انهيار جدرانها ونحيبها الممزق لنياط القلوب بعيون مظلمة ظل يراقبها فالتفتت اليه حنين بعيون قطة شرسة تريد الانقضاض عليه وتجريح وجهه لعله يشعر بالمها رفعت كفها تحاول ان تضربه في كتفه وسائر وجهه فدفعها بعيدا عنه ثم ضغط على زر في سيارته ليرجع ظهر مقعدها للخلف اكثر لتصبح مستلقية عليه فما ان استوعبت ما يحدث حاولت الجلوس وهي تشعر باختناقها وضيق صدرها ولكنه كان اسرع منها ليميل عليهم يجردها من ملابسها ليبدأ في انتزاعها اغلي ما لديها في تلك اللحظة تخشب جسدها وأحست بتهشم قفصها الصدري وسكين حاد يضرب منتصف قلبها لينزف قلبها ويبكي دماً على ما يحدث لها هل ذلك جزاءها لأنها ولدت فتاة أم هؤلاء هم من ولدوا ذئاباً ، لم يتحرك به شيء امام رجائها وتوسلها الواهن حاولت دفعه بعيدا وجرح وجهه بأظافرها ولكنه لم يتحرك قيد أنمله وهو يناظرها بحدقتين تشتعلان رغبة بها بصقت في وجهه وهي تطالعه بإشمئزاز قائله
(( انت شخص خسيس لا تعلم شيئا عن الرجولة ))
رفع كفه يصفعها عدة صفعات قويه افقدتها وعيها وجعلت خيطاً رفيعاً من الدماء ينزلق بجانب شفتيها حلت الجدية ملامح وجهه واتسعت عيناه بإستهجان متقد بكل ما فيه ومال يشبع رغبته بنهم فلقد وقعت في يدي شخص ظالم لا يرحم وهي فتاة لا حول لها ولا قوة ..
وصلت رقيه لمنزلها ففتحت حقيبة يدها تخرج منها مفتاح المنزل ، فتحت الباب ودخلت تغلقه خلفه وهي تستمع لصوت والدها يرحب بشخص ما في غرفة الجلوس أخذت تتحرك بخطوات سريعة لتذهب لغرفتها وتبدل ملابسها المبتلة اثر مياه المطر لتفاجأ بوالدها يناديها تصنعت ابتسامة هادئة ودخلت للغرفة على مضض وهي تلقي تحية السلام ليجيبها والدها والشخص الجالس معه ، رمقها ابا فراس بنظرات إعجاب لم تخفى على والدها ليقول والدها بهدوء
(( إقتربي يا رقيه ورحبي بأبا فراس .))
لا تعرف لما شعرت بالخوف يتملكها والألم يغذو جسدها ازدردت ريقها وهي تقطع تلك الخطوات القليلة لتقترب منه تمد كفها إليه وهي ترحب به بعدة كلمات مؤجزه ليجيبها ابا فراس ممتدح مظهرها الفاتن متأمل جمالها
(( هلا والله حي الله هذا الوجه رويته تزيد الافراح .))
لم يعجبها تغزله فيها فالتفت براسها تنظر ناحية والدها لتري ابتسامته الواسعة التي تملئ وجهه يأمرها قائلاً
(( إجلسي يا رقيه .))
تنحنحت رقيه تحاول إيجاد عذر ما لتغادر تلك الغرفة فسارع ابا فراس يسألها
(( شلون حالك .))
انعقد حاجبيها تجيبه بخشونة
(( بخير .... بعد أذنك أبي سأذهب لغرفتي .))
لم تنتظر لتستمع لوالدها وتحركت مسرعة ناحية الخارج ليتبادل والدها النظرات مع ابا فراس وكأنه يسأله عن رأيه بشيء ما يخص ابنته ما ان غادرت رقيه غرفة الجلوس ذهبت مباشرة تبحث عن والدتها في المطبخ فوقفت تطالع والدتها وهي تعد طعام الغداء والكثير من أصناف الطعام الموضوعة فوق الطاولة فضيقت عيناها وهي تنظر ناحية الطعام تقول بتسأل
(( أمي ما كل هذا ؟))
(( والدك معه ضيف مهم في الخارج فهو صديقه من زمن ولم يراه منذ وقت طويل فيجب ان نرحب به بطريقة تليق به وبمكانته لذلك اعد الطعام اذهبي وبدلي ملابسك وتعال لتساعديني .))
بدأ صدر رقيه يعلو ويهبط وهي تنظر لوالدتها تسألها وهي لا تعرف لما تشعر بشعور سيء
((هل هو عربي ملابسه توحي بهذا وايضا اسمه ابا فراس ؟))
قالت والدتها بصوت باهت وملامح مجهدة
(( نعم فوالدك كان يعمل لديه عندما كان في الخارج ))
مطت شفتيها بتفكير وكأن ما قالتة والدتها معضلة صعب فهمها .
استفاقت حنين بعد مرور عدة ساعات لتجد نفسها ملقاة بجانب الطريق رفعت وجهها تسارع هزه بالنفي هادرة
(( لا لم يحدث ..انا بخير .. انا بخير .))
تخشبت مكانها وهي تري ملابسها الممزقة وتلك العلامات التي تدل على انه تم انتهاكها بقسوة دون رحمة هزت راسها بعنف تنفي تلك الومضات التي تتذكرها مما حدث لها ودموعها تعيق الرؤية امامها حاولت الوقوف تستند على ذراعيها واخدت تركض بضعف على الطريق وهي تلملم ما بقي من ملابس تستر جسدها كادت ان تصدمها سيارة اجري ولكن سائقها توقف في اخر لحظه وترجل من السيارة وهو يزعق فيها بصوت مرتفع ولكن ما ان رأي هيئتها حتي تمتم لها بصوت خافت
(( يا الهي ما الذي حدث لكي يا فتاة .))
لم تجيبه بشيء فلقد تمزقت احبالها الصوتية فلم تستطع اخراج الكلمات من حلقها ولكن هيئتها تدل على ما حدث لها وسوء معاملة البشر لبعضهم البعض ارتبك الرجل ولم يعرف كيف يتصرف معها فقال بخشية
(( اصعدي بالسيارة سأوصلك لمنزلك .))
هزت راسها نفيا وتراجعت للخلف عدة خطوات ليقول الرجل بنبرة حنونه
(( لا تخافي لن أؤذيكِ فانتي في عمر بناتي سأوصلك للمنزل فقط.))
رفعت كفها تمحي دموعها التي تشوش رؤيتها وامعنت النظر في ملامح الرجل لتجده رجلا كبير في السن فبالكاد اقنعها ان يوصلها دون ان يتطرف لأي حديث معها او معرفة ما حدث لها ..
بعد عدة دقائق اوقف السيارة امام العنوان الذي املته له فترجلت من السيارة تركض ناحية منزلها ففتحت الباب ووقفت تستند عليه بظهرها وهي تمسك بفستانها الذي انشق حتي ركبتيها بينما خرجت والدتها على صوت باب المنزل الذي انغلق بقوة وهي تقول بغضب
(( ما كل هذا التأخير ؟))
ما ان راتها حتي شهقت بقوة ورفعت كفها تضرب صدرها بلوعة ام على رؤية ابنتها منتهكة فلم تحملها قدميها لتسقط جاثية على ركبتيها وهي تصرخ وتلطم ليخرج والدها مسرعاً على صوت صرخات والدتها فوقف والدها يبدل انظاره بين زوجته التي تصرخ وتنتحب وبين ابنته المذعورة والخائفة وكأن الذنب ذنبها فارتمى جالساً على اقرب مقعد ودفن راسه بين كفيه ينتحب بقهر رجل ثم سرعان ما وقف وتحرك من مكانه يخطؤ باتجاهها لينتفض جسدها خوفا من عقاب والدها لها فهي تعلم جيداً بأن عقاب فضيحة كهذه هو الموت امسكها والدها من ذراعها واطبق عليه بقوة يضغط على اسنانه فكادت ان تتحطم وهو يقول بقهر
(( من هو .. واين ..اخبريني بكل ما حدث .))
طالعت والدها بشفقة فحاله ليس افضل منها نظرت للأرض خوفاً من مواجهته واخذت تخبره بتلعثم وهي تتهته بتيه وكأنها مازالت محتبسه في سيارة ذلك الشاب كانت تخبره بكل ما تتذكره وصوت تنفسها يرتفع تدريجيا ووالدها يكور قبضته بغضب ويغمض عينيه بضيق يتخيل كم الأذى الذي تعرضت له ابنته على ايدي ذئب لا دين له انتهت من سرد ما تذكره قبل ان يغمي عليها ورفعت بصرها تطالع والدها وهي تدعو بداخلها ان ينصرها ويتفهمها ظل والدها صامتا لعدة لحظات قبل ان يتشجع ويأمرها بهدوء قائلا
(( سنذهب لقسم الشرطة ونحرر بلاغا . ))
انتبهت زوجته على حديثه وسرعان ما وقفت على قدميها وهي تقول بإقتضاب
(( سنفضح في الحي ويعلم الجميع وتكون ابنتي محلا للقيل والقال وسيرتها ستكون على لسان الجميع .))
أومأ شاهين براسه وقد انزلقت بعض الدمعات من جانب عينيه بقهر فقال وهو يهم بالاستدارة
(( ليس هناك حل اخر فلن اترك حق ابنتي ومن اخطأ عليه ان يعاقب فلا تقلقي فلن اتركه ينفذ بفعلته ما زلت حياً.))
انهي حديثه يمسك حنين من ذراعها يسحبها خلفه وفتح باب المنزل ينزل الدرج ووالدتها تتبعهم ، خرج للشارع تحت انظار المارة التي ترمقهم بإستغراب فاخذ يخطؤ ناحية الشارع الرئيسي ليوقف سيارة اجرة ويذهب لأقرب قسم شرطة..
************************
وقفت رقيه أمام والدها غير مصدقة ما تفوه به تعتقد أنها تستمع لشخص آخر ليس هو والدها الحقيقي كيف يخبرها ببساطة هكذا بل ويريد موافقتها تشجعت تقول بغضب
(( تريد بيعي من أجل حفنة من الأموال .))
لف العبوس ملامح والدها وهو يجيبها بعقلانية
(( افهمي يا غبية فليست حفنة فقط بل الكثير من الأموال التي ستجعلك تعيشين كالأميرات بعدما تحصلين على الطلاق .))
نظرت ناحية والدتها تسألها بإضطراب وتوجس
((أمي لما لم تتحدثي وتخبري والدي أنني لن استطيع فعل ما يطلبه مني .))
ابعدت والدتها وجهها عنها دون التفوه بحرف وذلك اذا دل على شيء فهو يدل على تأيديها لرأي والدها فقالت بإضطراب شديد يغزو صوتها كما ملامحها
(( تريدون تزويجي لشخص معاق ذهنياً لأكون أداة للإنجاب له كيف تأمنون علي مع شخص كهذا شخص لا يعي لأفعاله .... هل تعرفون أنه من الممكن أن يكون الطفل مريض مثله ؟))
سيطر والدها على نفسه يقول بصوت هادى
(( أبا فراس قال أنه لن يكون عليك أي ضرر أو على الطفل فلقد سأل الأطباء وطمأنوه أن حالة ابنه لن تأثر على أطفاله إذا ما اراد الزواج والإنجاب فكوني مطمئنه ستتزوجينه لعام واحد تنجيبين له طفل ثم ستنفصلين عنه ومعك ثروة هائلة .))
تطلعت رقيه ببرود نحو والدها بينما تهدر
(( لا أريد هذه الثروة أريد عيش حياتي والزواج من شخص طبيعي نؤسس حياتنا معاً ونربي أطفالنا تحت سقف بيت واحد .))
صفعها والدها بقوة وهو يصرخ فيها ويزعق بغضب من مجادلتها
(( أنا لا أقول لكِ لأخذ رأيك بل لأعلمك بما سيحدث بعد أيام قليلة لقد أعطيت أبا فراس كلمتي وستنفذين ما أريده منك أتسمعين .))
نظرت رقيه في عينيه وهي تقول بشموخ
(( لن يحدث أفضل الموت على تلك الزيجة .))
انهت حديثها تتحرك ناحية غرفتها وانسابت دمعاتها بحرارة على وجنتيها الشاحبتين حاولت كبح المزيد من الدموع ثم قالت بصوت مرتعش
(( لن يحدث ما يخططون إليه لن أكون سلعة تباع وتشترى بالمال .... لن أسمح لهم ليقضوا على حياتي بتلك الطريقة .))
اقتربت تمسك هاتفها تطلب رقم حنين تريد التحدث معها وإخبارها بتلك الكارثة لعلها تجد معها حلاً لأزمتها تلك ولكن الاخرى لم تجيبها لتزفر بيأس وهي ترمي الهاتف فوق الفراش .
حنين فتاة جميلة ببشرة بيضاء ذات عيون عسلية تلمع ببريق جميل وخلاب وشعر بني فاتح والقليل من النمش المنثور على خديها .
رقية فتاة جذابة ببشرة بيضاء ذات عينين خضراوتين وشعر أسود جسدها ممشوق هي صديقة حنين ورفيقة دربها .