رواية سراج الثريا الفصل التاسع 9 بقلم سعاد محمد سلامة
﷽
السرج التاسع«صدمة مُذهلة»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
بعد مُضي خمس أيام وها هو اليوم السادس
كان ومازال، رغم ذلك مازال
خبر زواج سراج وثريا هو المفاجأة التى أذهل دوي صداها ليس بالبلدة فقط بل المدي كان واسعًا،بين حاسد وحاقد، وغير مستوعب كيف حدث هذا فجأة بالأخص العريس لم يسبق له الزواج سابقًا ليتزوج من أرملة أحد أقاربه وربما هذا هو السبب ،والأغرب هو إحتفال العُرس الذى إمتد سبع ليال
تقترب على الانتهاء
وها هو اليوم السادس
او كما يُلقب”ليلة الحناء”
صباحً بمنزل ثريا
فتح ممدوح عينيه بإنزعاج بسبب تلك الأصوات العالية لأغاني الأعراس المرحة التى تصدح بالمنزل، يصفع الوسادة على أذنيه مُتأففًا، لكن لا فائدة، نهض جالسًا يتنفس بضجر من ثم نهض من فوق الفراش وخرج من الغرفة، كان مازال يشعر بالنعاس
لكن لوهله إنتفض بخضة حين قامت إحد النساء بإخراج صوت عالى وهي على مقربه منه
فاق من الخضه على تلك الضحكة التى جلجلت نظر نحوها سُرعان ما إبتسم بإنشراح قلب عكس ما يشعر به من عدم قبول لزواج ثريا من شخص آخر من عائلة العوامري،لكن لم يُبدي إعتراض،هي صاحبة الشآن وهي من عانت بسببهم
مازال يتذكر أن لولا دماؤه ما كانت مازالت تعيش الى الآن ولا يعلم بذلك السر سوا هو وخالته سعدية فقط…وهي من تعود لبراثنهم مره أخري ولا يعلم سبب لذلك يعلم جيدًا أن ثريا ليست ممن يستهويهن لا. المال ولا السُلطة
إقتربت تلك التى ضحكت تقول بحياء:
صباح الخير يا أستاذ ممدوح معليشي صوت الزاغيط صحاك من النوم.
تبسم لها قائلا بمرح:
صباح الخير يا رغد،فعلًا مش بس صحاني من النوم ده كمان خضني.
بإبتسامة عذبه تفوهت:
عقبالك.
لاول مره يُلاحظ عذوبة بسمتها فوق ثغرها وذاك الحياء الواضح على وجنتيها اللتان شبه ظهر عليهن إحمرار فاتن… سُرعان ما غض بصره لائمًا نفسه وتنحنح قائلًا:
هروح أخد دوش وأسيب البيت كله ستات.
تبسمت له نفس البسمه،وتتبعته بعينيها تنظر له بهيام،فى نفس اللحظة كانت تدلف سعدية ولاحظت ذلك،تبسمت لذلك وتمنت أن تكون تلك رغد،كإسمها
تعود برغد الحياة لقلب ممدوح البائس التعيس الحظ.
كذالك تمت لـ ثريا ان يكون سراج هو العوض بداخلها شعور مختلف من ناحية سراج لكن رغم ذلك عارضت وتتمني ان لا يخيب حدس قلبها.
❈-❈-❈
ظهرًا
بمنزل رحيمة
فتحت باب الدار بادعاء الزعل قائله بلوم:
مش معاك مفتاح للدار ليه مدخلتش من غير إزعاج، وبعدين إيه اللى آخرك إكده، الحنه فاضل عليهل كام ساعة..
أنا جولت أبوك جالك بلاها خالتك تحضر الحِنة.
ضحك إسماعيل قائلًا:
والله أنا كنت مناوب فى المستشفى،وجاي منها عليكِ،حقك عليا، ومتخافيش معايا العربيه هنوصل بدري.
تبسمت بحنان له قائله:
انا اللى هنحني العروسه بيدي، جولى يا لا
هي حلوة زي ما سراج جالي، حسيت إنه مش بيقول الحقيقة
صمت ثم عاودت الحديث بتقليد لطريقة رد سراج عليها:
“آه حلوة،عادي يعني انا من أمتي بيفرق معايا الجمال،أهي زي أى ست والسلام”.
ضحك إسماعيل قائلًا:
والله يا رورو أنا مخدش بالى منها أوي شوفتها مره أو إتنين ومركزتش، بس كلها كم ساعة وتشوفيها وتحكمي بنفسك.
إبتسمت بتوافق قائلع:
عجبالك يا واد يا إسماعيل
جلبي حاسس إنكم هتتجوزوا ورا بعض
“كر فر”(بسرعة) وعتفرحوا جلبي بزينة الصبايا.
أومأ لها موافقًا… فهو الاخر إتخذ القرار، وبقي التنفيذ فى أقرب وقت… لن يتمهل كثيرًا.
❈-❈-❈
مساءً بالحناء
كم كان حضورها الليلة لتلك الحناء أمرًا صعبًا عليها، تجلس بين النسوة ترسم بسمة قبول ولو بيديها لنهضت وذهبت نحو تلك المُحتالة ثريا وصفعتها لا بل قامت بخنقها أمام النسوة دون إهتمام، لكن من وضعها بهذا الموقف هو إصرار سراج، عارضت فى البدايه لكن تقبلت على مضض، تتلاعب حتى لا يفهم سراج نواياها البغيضة، أخفتها لديها يقين أن ثريا لن تحصل على قلب سراج هي مجرد زهوة أو رغبة شعر بها نحوها،بسبب إنقاذه لها، حين حملها بين يديه ربما آثارت رغبة بداخله… سُرعان ما ستزول بالحصول عليها، عِناده واضح أنه ليس عشقًا، والتأكيد على ذلك هو إصراره على إقامة حِناء وليلة عُرس يُعرضها لتلامز وتغامز النساء أنها ليست عروسًا بِكر…
غامت عينيها بلمعة يقين ورسمت بسمة قبول أمام النسوة حتى لا تُثير انظراهن نحوها ويتركن النظر الى ثريا يحرقنها بتلك النظرات
سُرعان ما غامت نظرة عينيها بنظرة غِل وحقد حين رأت تلك السخيفه رحيمة تحمل إيناء الحناء وذهبت نحو ثريا تبتسم لها، بادلتها ثريا البسمة،لأول مره ترا تلك السيدة لكن شعور بالألفة نحوها بجعلها تبتسم لها رغم ضيقها من ذاك الموقف البغيض
إنزاحت والدة ثريا جلست مكانها رحيمة وجذبت يد ثريا قائله بإصرار وهي تنظر نحو ولاء بنظرة كيد وإغاظه قائله:.
مرت سراج واد أختى رحمة الله يرحمها الليله بعمل بوصيتها إني أحني مرته بيدي.
كادت تعترض ثريا لكن رغمًا عنها تركت يديها
لـ رحيمة التى رسمت لها الحناء بعنايه، ثم نهضت تحمل إيناء الحناء وقامت بحركات راقصه تشغل عقل النساء عن التدقيق بالنظر نحو ثريا، أثارت حقد ولاء بعد ان نجحت بإلهاء النساء لبعض الوقت،وركزوا بالغناء والرقص غير منتبهين للعروس مما جعل ملامحها تنفرج قليلًا…
لكن عادت لمعة عين ولاء بعد ان هدأ الصخب وعادت تلك النظرات، لكن
رأفت رحيمة بـ ثريا التى تجلس بين النساء تشعر كآنها مُسختهن يتغامزن ويتلامزن عليها، سبب آخر كي يزيد حقد وكُره قلبها لـ سراج هو من وضعها بهذا الموقف السخيف الغليظ على قلبها
كآن رحيمة شعرت بها، نهضت واقفة وسحبت يد ثريا وجذبتها كي تنهض معها، كانت نجاة لها، نهضت معها بطواعية سارت خلفها الى أن توقفن أمام صنبور المياة،وقالت لها:.
الحنه نشفت إغسلي يدك.
إمتثلت ثريا، وغسلت يديها، كان آثر الحناء واضحًا بيديها، تبسمت لها رحيمة وجذبتها معها وذهبن الى تلك الغرفة الصغيرة التى تستخدمها ثريا غرفة مكتب المحاماة
كان الباب الآخر مفتوحًا… قبل أن تسألها ثريا عن سبب مجيئهم الى هنا كان الجواب هو دخول سراج الى الغرفة عبر الباب الخارجي…عبس وجهها،بينما تبسم سراج لـ رحيمةالتى جذبته من يده…نظر الى ثريا
كانت عابسة بوضوح رغم ذلك كانت جميلة بزي الحناء،كآن عبوسها اعطاها جمالًا،بالتأكيد تُخفض وجهها ليس حياءً منها فهو على يقين هي لا تمتلك ذلك …
بينما هي حقًا أخفضت وجهها ليس حياءًا بل كي تكبت دمعة عينيها التى من الجيد أنها مازالت مُتماسكة بين أهداب عينيها، لا تود النظر لاي أحد كل ما تود أن تنتهي الليلة، لكن جذبت رحيمة يدها اليُسري، كذالك يد سراج اليُسرى
ثم ضمتهما بين يديها للحظات ثم أبعدت يديها عنهما وضعتها بصدرها وأخرجت علبة صغيره كانت تُشبه علب الحلوي الصغيرة، وشعرت بغصه وهي تفتحها تنظر الى ما بداخلها قائله:
كانت آخر أمنية لـ رحمة هى تزور الكعبة وإتحققت قبل موتها بفترة صغيرة
وجتها بعد ما رجعت
عطتني صندوج صغير وجالت لى
ده أمانه عِنديكِ يا رحيمة انا عارفه عمري هيبجي جصير
دى دبل جبتها من الحجاز لولادي التلاتة
امانه عندك تعطي لكل واحد مِنيهم الدبلة اللى مكتوب عليها إسمه،كمان فى تلات دبل دهب تبجي لعرايسهم.
غصبًا سالت دمعة عينيها بمآساة،سريعًا جففتها بيديها وتبسمت حين ضمها سراج وقبل رأسها،بينما تفاجئت ثريا بفعلة سراج تلك،لكن لم تُبالي بالتأكيد هي لديها مكانة خاصة لديه فهي مقام أمه الثانية…رفعت رحيمة وجهها وتبسمت لـ سراج وأعطته إحد الخاتمين قائله:
خُد لبس عروستك الدبلة.
نظر سراج الى الخاتم ثم الى رحيمة التى تبسمت له بإيماءة تحثه على فعل ما طلبته،تنهد بوضوح،كاد…
لكن لم تُعطيه رحيمة فرصة للإعتراض حين قالت:
مش إنكتب كتابكم تبجي مرتك ومش حرام تمسك يدها.
غصبًا عن ثريا إنفلتت شفاها بضحكه،تهكمت بداخلها،فعن أي حرام تُحدث هذا الحقير بنظرها….بنما لاحظ سراج بسمة ثريا إغتاظ منها وبلا إنتظار جذب يدها اليسري مره أخري وقام بوضع الخاتم فى بنصرها،لكن تحدثت ثريا:
الدبلة واسعة عليا.
تبسمت رحيمة قائله:
مفيش مشكله، سراج يبجي ياخدها للصايغ يضيجها على مجاس صباعك، وبكره بعد الچواز والخِلفه هتربربي ومش بعيد تضيق عليكِ وجتها.
ضحكت ثريا غصبًا
ظن سراج انها ضحكت من حديث رحيمة،بل هي كانت ضحكة حسرة فى قلبها…
بينما مدت رحيمة يدها بالخاتم الآخر لـ ثريا قائله:
لبسي سراج الدبلة وبلاش يدك ترتعش.
تبسم سراج مُتهكمًا وهي ترعش يد تلك الوقحة…
بلا إعتراض أخذت الخاتم منها وتماسكت وهى تضعه بينصر سراج بصعوبة لضيق الخاتم قليلًا
ضحكت رحيمة قائله:
هي بالعكس،دبلتها واسعه وإنت دبلتك ضيجه،إن شاء الله ربنا هيعوضكم ببعض.
تهكمت ثريا هي لم تعُد تنتظر عوضًا بعدما نالت من خيبات أمل…
بينما سراج أومأ غير مُبالي هو لا ينتظر سوا شئ واحد من ثريا وهي تعلمه جيدًا.
❈-❈-❈
بـ دار العوامرى
بعد إنتهاء الحِناء
بالمندرة
جلست ولاء تزفر نفسها بغضب ساحق قائله:
لاه واللى غاظني أكتر رحيمة، بتتصرف كآنها أم العريس جدام النسوان، بس أجول إيه كله من سراج معرفش سبب لإكده، لو عاشجها كنت عذرته حساه بيعمل إكده عِناد فينا.
أومأ عُمران يشعر بحسرة قائلًا:
ومعرفش ليه بيعند،مع إن كان الف بِنته من أعيان تتمني منه إشارة وهو…
قاطعته ولاء بلوم عليه:
لو واحد غيره كان إتعظ منك… زمان عملت إكده وفى الآخر…
توقفت ولاء بعد أن أصابت هدفها وهي
تُذكره بما لم ينساه يومًا أنه كان فعب مثل سراج،وتمسك بالزواج من من دون المستوى،لكن هنالك فرق بيهم،هو كان عاشق عن حق،سراج ليس مثله والدليل حين تجادل معه قبل أيام وحاول إقناعه بالعدول عن ذلك الهُراء،بل الغباء
[بالعودة الى صباح ثاني تلك الليله الذى أخبرهم فيها بقرار زواجه من ثريا خلال أسبوع]
كان الوقت باكرًا
شعر عمران بآرق،بسبب شبه عدم نومه طوال الليل،نهض وخرج من غرفته ذهب الى غرفة سراج فتحها كما توقع سراج قد إستيقظ ويمارس بعض التمارين الرياضيه،توقف عنها يلهث وهو ينظر الى والده لديه يقين عن سبب مجيئه الى غرفته بهذا الوقت الباكر،فالبكاد الشمس أشرقت،تفوه بلهاث:
صباح الخير يا أبوي.
أومأ له عمران قائلًا:
كفايه تمارين لحد إكده،وتعالي نجعد نتحدت إشوي.
ترك سراج تلك التمارين وذهب خلف عمران وإنتظر أن يجلس أولًا ثم جلس خلفه…
زفر عمران نفسه بضجر قائلًا:
بص يا ولدي أنا مش هلف وأدور،إنت تنسي الحديت الماسخ اللى جولته عشية إمبارح.
رغم فهم سراج لكن راوغ سائلًا:
أني مش فاهم قصدك حديت إيه اللى ماسخ يا أبوي.
نظر له عمران قائلًا بنهي:
حديت جوازك من بِت الحناوي، دي مش من مجامك ولا من مجام نسب عيلة العوامري، وإن كان عالأرض أنا أقدر أجبرها تتنازل عنِها غصب عنِها… بلاش تتعس نفسك بجوازة….
قاطعه سراج:
بس جوازي من ثريا مش هدفي الأرض وطالما تقدر ترجع الأرض منها ليه معملتش إكده من زمان.
زفر نفسه بضيق وضجر مُفسرًا:
مش راضي أفرض عليها غصب عشان الناس متجولش إني بستجوي(بستقوي) على ست…
لكن إنك تتجوزها عشان إكده لاه.
نظر له سراج قائلًا:
ومين اللى قال إني بتجوزها عشان إكده مش يمكن فى سبب تاني.
تسأل عمران:
وإيه هيكون السبب التاني.
أجابه سراج وهو يُركز بالنظر الى عينيه:
واضح إنها وراثة يا أبوي
ثريا…..
توقف للحظة قبل أن يعاود القول بتلميح:
عجباني وداخلة مزاجي.
فهم عمران تلميح سراج أن ثريا لا تفرق عن والدته، وهو لا يفرق عنه لكنه لم يبوح بعشقها طريقة حديثه تُثبت أنها مجرد إشتهاء لا أكثر…
إنتفض عمران واقفًا بغضب قائلًا بإمتثال:
إنت حُر، أنا جولت أنصحك، متنساش إنها ارملة واد عمتك اللى لما تعرف جلبها هينجرح مهما كان كانت مرت ولدها الوحيد.
خرج عمران مُسرعًا يشعر بغضب، لكن سُرعان ما هدأ وهو يعاود طريقة سراج فى الرد عليه تيقن ان ثريا ليست أكثر من نزوة وقت وهو ليس ساذج ليقع بفخها، ليعثُر منها على ما يريد وتنطفئ زهوتها لديه دون خسائر…
بينما نهض سراج وتوجه ناحية شباك الغرفة داعبت قسوة آشعة شمس الشروق عيناه لوهله أغمض عيناه ثم فتحها وعاد ينظر أمامه من بعيد كان هنالك طيف سُرعان ما إختفي،لم يهتم بذلك وزفر نفسه وعاود مره أخري لممارسة تلك التمارين الشاقة.
[عودة]
عاد عمران من ذلك على ذم ولاء لـ زوجة عمران قائله بتوبيخ:
جيبالي شربات،فرحانه جوي،روحي هاتيلي جهوة سادة،راسي هتتفرتك.
إمتثلت زوجته لذلك تكبت دمعة عينيها،بينما لم يُبالي عمران بذلك،وظل الصمت لدقائق الى أن دلفت إيمان تحمل صنيه صغيرة بين يديها وتوجهت نحو عمتها قائله عن قصد:
أمي فى ستات لسه فى الدار بتبارك فرحانين بحِنة أخوي سراج، قولت أجيب لحضرتك القهوة، عشان أكيد الصداع واجع راسك.
تبسم عمران لها بمودة، بينما زغرت لها ولاء بضيق تلك الصغيرة تُثير غضبها الذي إزداد الى شياط حين إدعت إيمان رعشة يدها وهي تمد يدها بصنية القهوة وعمدًا سكبتها على فخذ ولاء التى إنتفضت واقفة بغضب تسب إيمان التى إدعت بالكذب انها لم تقصد وبررت ذلك كثيرًا تُثير غضب ولاء تُخطئ أمام عمران الذى إحتوى الموقف قائلًا:
حصل خير معليشي يا ولاء، خلاص يا إيمان روحي هاتي أي دهان مُرطب لعمتك.
وافقت إيمان وهي تعتذر بكذب قبل ان تخرج من الغرفه، ثم وقفت على جانب الغرفة تركت عنان ضحكاتها… ردًا على إستقلال ولاء من شآن والدتها.
بينما قسوة آلم فخذ ولاء جعلها تقول بغضب:
يوم أسود من أوله،من الصبح أصحي على نواح أختك على ولدها وجباحة أرملته اللى هتتجوز من العيله، ودلوك على حرق الجهوة.
تنهد عمران قائلًا:
هدي أعصابك يا ولاء،بلاش تتعصبي إكده،جلبي حاسس إن الجوازة دي مش هتستمر كتير،وسراج هيزهق منيها زي ما غيث ندم ولو مش عُمره الجصير كان طلجها قبل ما تكمل أربعين يوم…اللى زي ثريا ميعمرش.
❈-❈-❈
بمنزل ثريا
كعادتها حين تشعر بآرق تجلس خلف ذاك الشباك تسند يديها فوق الحرف تضع رأسها فوق يديها، تنظر نحو ذاك القمر الذى أصبح يتقلص حجمه لإقتراب نهاية الشهر وبداية شهر آخر، كان رغم ذلك هلالً بازغًا
تذكرت ليلة حِنائها الاولى
كان هنالك أمل بقلبها وقتها لكن سُرعان ما إنطفئ مثل ذاك الهلال الذي ينطمس أسفل بعد السحاب قبل أن يبزُغ مره أخري، ذكريات مريرة تمُر برأسها كذالك همس وتلامز النساء يطن بأذنيها، مواقف تفرضها عليها الحياة التى لا تعلم تسير بها الى أين مثل تلك الثُريات التى تحاوط الهلال تسير بلا معرفة لأي إتجاه منها من يقترب من الهلال ويُشكل منظرًا رائع وأخري تنطمس خلف السُحب المُظلمة… هكذا مثلما يفعل معها القدر.
بـ دار العوامري…
نظر سراج الى ذاك الخاتم الذى ببنصر يده، حاول خلعه لكن لضيقه إستصعب ذلك تركه دون محاوله أخري يستطيع خلعه بسهوله، لكن لم يُبالى بذالك،
وتذكر وعيده بتأديب ثريا عن ما تفوهت به بوقاحة حين أخبرها أنه سيتزوجها.
[تذكر قبل أيام]
فى البداية لم تنتبة ثريا الى قوله الآمر، لكن سُرعان ما ضحكت بهستريا قائله!
أكيد بتهزر يا سراج.
تنرفز سراج قائلًا:
لاء مش بهزر يا ثريا.
ضحكت أكثر قائله:
تبقى إتجننت…او مخك طار يا سراج، راجع دكتور نفساني…
قاطعها بغضب وهو يقبض على عضد إحد يديها بقوة ينظر لها بغضب قائلًا:
ثريا.
قطبت على ضحكتها ونظرت لعينيه بغضب من قبضة يده على عضدها وحاولت نفض يده بغضب قائله:
إبعد عني يا سراج بلاش…
-بلاش إيه… عاوزه قد إيه مهر.
حاولت نفض يدهُ لكن هو مازال مُتمسك بعضدها، نظرت لعيناه شعرت بإرتجاف فى قلبها، كانت مثل نظرة عين “غيث” لها
كآنها تراه أمامها، بسبب رياح قويه اثارت بعض الغُبار إنطرفت عينيها، أغمضتهما،لحظات كانت مثل دهر من الزمن ترا نظرات بغيضة لها وهي تقف عاريه بغرفة النوم والنوافذ مفتوحة بأوجع أيام البرد ترتعش
حدث ذلك بعد أن جردها غيث من ثيابها عنوة،ينظر لها بنظرات ليست رجل لزوجته بل لعاهرة أو صورة بغلاف مجلة فاحشة،نظرات تجعلها تشعر بالغثيان وتود لو تحترق فى الحال وتُصبح رمادًا…شعرت بهزة فى جسدها،كذالك دوخه طفيفة قبل أن تفتح عينيها وتجد سراج ينظر لها،وقد تبدلت نظرته وهو يشعر بإرتجافها أسفل يده كذالك عينيها اللتان توهجا بإحمرار،لم يشفق بذلك وظل ينظر لها،بينما هي تفوهت بإدعاء الوقاحة:
عاوز تتجوز من ست سبق نامت فى حضن راجل غيرك.
ضغط بقوة فوق عضد يدها يكاد يسحقه قائلا بنفس الوقاحة:
يمكن رغبة ولما أنولها تنتهي بسرعة بس وقتها بأكدلك هتطلعي خسرانه يا ثريا.
عاودت الضحك غصبًا…أي رغبة لدية بها،هي هيكل أنثي فقط،وأي خسارة ستخسرها أكثر مما خسرته سابقًا،فكر عقلها سريعًا،لما لا تنتقمي من ما فعله بكِ سابقًا حين آمر ذاك الوغد بإغتصابك وخرج من ذلك بشهامة يتحدث عنها الجميع بعد أن تبدلت الحقيقة لصالحه…هو يستحق إمرأة مثلك خاوية الأحساس والجسد مجرد هيكل..
نظرات كل منهم للآخر تحدي وإحتداد وإنتظار لرد فعل الآخر…
خالفت ثريا توقع سراج وقالت بإستبياع:
موافقة أتجوزك يا سراج.
خفف سراج من قبضة يدهُ توقع أن تساوم او تدعي الرفض قليلًا تعزيزًا لنفسها…تبدلت نظرته الى زهو هو يعلم أنه تظن بزواجها منه لن يُطالبها بإعادة قطعة الأرض.
رياح عاصفه آخري هبت جعلتهما الإثنين يغمضا عيناهم لحظات،ثم فتحا عيناهم
سحبت ثريا يدها من قبضة سراج،وسارت لبضع خطوات تُعطيه ظهرها… قبل أن يقول سراج:
متفقناش على تفاصيل الفرح اللى بعد أسبوع يا ثريا،ولا إنت إتراجعتي .
توقفت تغمض عينيها للحظات ثم فتحتهما بغضب وإستدارت تنظر له قائله بسؤال:
فرح مين؟.
إقترب بخطوات بطيئه:
فرحنا أنا مش لازمه إشهار، أنا راجل عازب ومن حق أهلي يفرحوا بيا بعُرس سبع ليالي.
تهكمت بضحك وإستقلت قائله بقصد:
سبع ليالي بس
إنت حفيد العوامري المفروض تعمل شهر بحاله ولا أقوله تمانيه وتلاتين ليلة كويس هما نفس عدد الليالي اللى عشتها مع غيث.
صك على أسنانه قائلًا:
بكفي سبع ليالي اوفر الباقى مش يمكن…
أجابته هي:
يمكن تطلع جوازة خسرانه،بلاش أوهام أنا وافقت على جواز مجرد إشهار،مش هيصة وفرح.
أجابها بمكر:
وهو فى إشهار أكتر من الهيصة والفرح…
قدامك سبع ليالي بحالهم قبل ما….
نظرت عينيه أكملت بقية حديثه الفج وإن كانت أسوء من الحديث.
أومات رأسها وتبسمت بإغاظة:
فهمت دماغك يا سراج، إنت عاوز تكمل دور الشهامة،وانا موافقة، أهو الغلابه هيدعولى بعض ما ينوبهم نصيب من خير السبع ليالي… ياريت غيث كان عمل كده كان نفعه ثواب فى آخرته يكفر عن سيئاتهُ.
“غيث”
تتعمد ذكر إسمه كي يشعر أنه يأخذ فتات ما تبقي من غيره
بينما هو يشعر بغضب من ذكرها لـ غيت كآنها
كانت تكن له مشاعر، بالتأكيد كانت تخدعة والدليل عدم مكوثها بمنزله حتى إنتهاء أيام العزاء بل سارعت بالمغادرة وكذالك طلب ميراثها منه.
أبتلع كل منهم ريقه الجاف وأومأ برأسه بموافقة
[عودة]
على صوت رنين هاتفه
عاد ينتبه، أخرج الهاتف من جيبه، ونظر إليه تنهد بآسف وهو يقرأ تلك الرسالة الرومانسيه حسم أمره،كي ينهي أمالها الواهية… وأرسل لها رسالة مُرفقة بصورة له وهو يجلس بين الرجال،ونص أسفلها
“لقد تزوجت بأخري والليله كانت الحناء والعُرس غدًا”.
لم يهتم بعد ذلك وأغلق هاتفه وألقاه على الفراش وتمدد عليه، يضع يديه أسفل رأسه يشغل عقله صورة ثريا العابسة قبل قليل.
❈-❈-❈
إنتهت الليلة
وسطع نهار آخر جديد بنهاية اليوم سيتم الزفاف
بـ دار سهيله
دلفت إحد النساء تحمل صندوقً كبير قائله:
أنا
“عدلات”
بشتغل فى دار عمران بيه العوامري
سراج بيه بعتني مخصوص بالصندوق ده ليكِ
تبسمت لها قائله:
عارفاكي يا عدلات ناسيه اني كنت متجوزه من غيث العوامري والبيوت جنب بعضها.
تبسمت لها قائله بهمس:
أنا عارفة شوية عن طباع المرحوم غيث بيه، سراج بيه عكسها خالص، فرق السما من الأرض.
ضحكت ثريا، فهي لا ترا فرق، بل غيث كان يُخفي مساوؤه عنها، لكن سراج واضح جدًا أمامها… تهكمت سائله:
بس إيه اللى فى الصندوق ده.
اجابتها عدلات:
والله ما أعرف، أفتحيه وشوفيه انا لازمن أرجع للدار، إنتِ عارفه زحمة شغل الفرح، انا جلبي إرتاحلك والله،الست “راضين”مرات عمران بيه زيك إكده ملهاش فى اللوع،وزي البلسم عالجرح،هتنوري الدار .
تبسمت ثريا، بينما قبل أن تُغادر عدلات قامت بالزراغيد كثيرًا…
لم تهتم ثريا وذهبت نحو ذاك الصندوق قائله:
أما أشوف سراج باعت إيه فى الصندوق يمكن تكون قُنبلة وتنفجر فيا وأرتاح منه.
فتحت الصندوق، ليها كانت قُنبلة مثلما قالت كان أهون
ضيقت عينيها بغضب مُستعر قائله:
مفكرني بِِت بنوت
باعت لى فستان فرح، بالتوكيد جاصد يحرق فى دمي، لما الخلق تسخر مني وتاخدني متله فى لسانها، مش مكفيه إنى كنت مُسخة النسوان عشية امبارح، وماله إنت اللى إختارت يا سراج.
❈-❈-❈
مساءًا
بـ دار العوامرى
بشقة بمساحة المنزل الواسعة
كانت غير مُجهز بها سوا غرفة نوم فقط وبضع مقاعد بالردهة
كان الثلاث شباب مُجتمعين معًا
تحدث آدم:
خالتي رحيمة صحيت من بدري وطلبت مني تروح دار أهل مراتك.
“مراتك”
إهتز قلبه لتلك الكلمة التى تخُصه بملكية لتلك المُحتاله
بينما تسائل إسماعيل:
مش كنت تستني شهر عالاقل وتجهز فرش الشقة دي وتتجوز فيها واسعه وكمان مش زي الاوضة بتاعتك اللى تحت.
أجابه سراج:
أنا عجباني أوضتي كمان واسعة، وبرتاح فيها أكتر.
ضحك آدم وغمز بعينيه قائلًا:
براحتك بس الشقه كانت هتبقى أوسع، ومقفوله عليك إنت ومراتك،محدش هيزعجكم.
نظر له سراج قائلًا:
بطل غمز منك له وكفايه رغي ويلا إتفضلوا شوفوا طريقكم عاوز أجهز، خلاص بقينا العصر وقت الفرح قرب.
غمز إسماعيل وهو يضع يده على وجنة سراج قائلًا:
متنساش تحلق دقنك عشان تبقى ناعمة تحت إيد العروسة.
غمز آدم هو الآخر قائلًا:
وشعرك كمان إبقى سرحه، إحنا ممكن نساعدك ونـ…
نظر لهما بغيظ…بنفس الوقت صدح رنين باب الشقه…ذهب إسماعيل وفتح الباب،رحب بـ إيمان التى دلفت تحاول إصدار أصوات مرحه قائله:
فين العريس كنت عاوزه….
قاطع سراج قولها وهو يدفع كل من آدم وإسماعيل وجذب يد إيمان قائلًا:
وفري زراغيدك اللى شبه صوت السلعوة
ويلا خدوا بعض كده وكل واحد يشوف طريقه مش عاوز إزعاج، عاوز دماغي يبقى رايق.
قام بدفعهم نحو باب الشقة حتى
غادروا بضحك، وتركوه يستعد لـ ليلة عُرسهُ.
بعد صلاة العشاء بوقت قليل
أمام منزل ثريا
ترجل سراج من سيارته نظر الى تلك السيارات التى رافقته بالتهليل،ثم ذهب الى نحو داخل المنزل، بمجرد ان دلف من الباب وقف مشدوهًا للحظات
بـ «صدمة مُذهلة»
يتبع…