رواية اسيرة ظنونه الفصل التاسع 9 بقلم ايمي نور
الحلقة 9
وقف
عاصم ينظر الى عينيها اللامعة بشدة وشفتيها المنتفخة من اثر قبلاته
المحمومة لتتسارع انفاسه وتشتعل عينيه بالنيران ليسرع بحملها الى الفراش
خلفهم يضعها فوقه برقة واهتمام كما لو كان يحمل بين يديه شيئ من مصنوع من
الخزف ينظر اليها بشغف وحنان تمسد اصابعه خصلاتها الى الخلف لينحنى فوقها
لتهمس فجر بصوت خجل متلعثم =
عاصم مش ده اللى اتفقنا عليه انت قلت اننا هنكون اخوات
دفن عاصم راسه بين حنايا عنقها يهمس =
مش قادر تكونى معايا فى اوضة واحدة ومتبقيش ليا وبتاعتى مش هو ده اللى كنتى عوزاه توصليله
تخشب جسد فجر تساله بجمود=
تقصد ايه بان ده اللى كنت عوزه اوصله
رفع عاصم جسده بعيدا عنها بعد احس بحالة الجمود التى اصبحت عليها قائلا بخشونة =
اعتقد انه مش وقته الكلام ده
مدت فجر كفيها تدفعه فى صدره بعيدا عنها بقوة لتنهض جالسة فوق الفراش تسحب معها الغطاء تغطى بيه جسدها المكشوف امام
عينيه متسعة العينين بصدمة تهمس=
انت فعلا مصدق انى كنت قاصدةيحصل بينا ده!
نهض عاصم واقفا فوق قدميه سريعا بغضب قائلا= فجر انا قلت مش وقته
صرخت فجر بغضب متألم =
لا وقته انا لازم اعرف تقصد ايه انا مبقتش قادرة استحمل كل اللى بتقال وفى دماغكم كلكم عنى لازم تقولى انت تقصد
التفت
اليها عاصم بقوة يهتف بشراسة = عوزه تعرفى اقصد ايه حاضر يا فجر هانم اقصد
كل الكلام اللى من وقت ما وصلت وانا بسمعه عنك وعن والدتك وحياتكم فى
البلد قبل ماجدى يجيبكم هنا و رفضت كل اللى اتقال ليه عنكم رغم انى كنت
بعيد عنك وتقريبا معرفش اى حاجة عنك
تحرك فى ارجاء الغرفةبخطوات متيبسة غاضبة لتنقلب لهجته الى عدم تصديق وصدمةقائلا =
علشان
بعدها اخدت اكبر قلم فى حياتى لما ادخل المكتب القيكى مع الحيوان سيف لا
وكمان تقفى ادامى تمنعينى ان اضربه خوف عليه وتيجى بعدها بكل بجاحة عوزة
تتكلمى معايا عوزانى اصدق انك مظلومة علشان فجاءة اللعبة انقلبت وبدل سيف
بقى عاصم
وهو الفايدة اكبر والمكانة اعلى واحسن مش كده يافجر
جلست
فجر تستمع حديثه ومع كل كلمة تخرج من فمه كانها سكين يقطع فى احشائها
بقسوةووحشية اللى هذة الدرجة يراها بكل هذا الحقارة والانتهازيةاحقا يصدق
بانها اقامت عليه لعبة حتى يقع فى حبائلها لتسأله سؤال اصبحت الاجابة عليه
ملحة لها =
ولما انت شايفنى بالصورة دى ليه عرضت الجواز عليا ادام الكل وانت عارف ايه اللى عوزاه من ورا الجواز بيك
ظهر التردد للحظات فوق ملامحه لدى القائها لسؤالها عليه لكنه اجابها بقسوة =
افتكر
انى قلتلك ليه وقتها وانا مش هيعيد كلامى تانى واعتبرى اللى حصل من شوية
لحظة ضعف مش هتتكرر تانى حتى لوايه حصل لازم تفهمى انك مش اكتر من بنت عم
ليه وهتفضلى كده لحد ما توصل التمثلية دى لاخرها وياريت تحطى الكلام ده فى
دماغك كويس
ليتقدم الى الباب بخطوات سريعة لتوقفه فجر مناديه اياه بقوة لتتوقف خطواته لكنه لم يلتفت ناحيتها لتقول بصوت اجش باكى=
انا عوزة اطلق حالا استحالة اكمل بعد كل اللى اتقال
تيبست عضلات ظهر عاصم بشدة يخفض راسه لامام لعدة لحظات صامتةحتى يحدث بعدها باستهزاء =
عوزة
تطلقى علشان كلامى معاكى معجبكيش طيب معملتيش حساب كلام تانى ابشع هتقال
لو نفذتلك طلبك وطلقتك بعدجوزنا بيوم اعقلى وافتكرى احنا ليه اتجوزنا من
الاساس افتكر ي امك اللى ممكن يحصلها حاجة بجد لو ده حصل
ثم التفت اليها ينظر اليها من جانب عينيه قائلا بقسوة=
هى سنة زاى ماقلتى وهتمر فعقلى كده وفكرى فيها كويس
ثم التفت مغادرا صافقا الباب خلفه بقوة جعلتها تنتفض فى جلستها تطلق العنان لدموع ظلت حبيسة عينيها ابت كرامتها ان تذرفها امامه
*********** ***** *************
مع
اول ضوء للنهار دخل عاصم لجناحه مرة اخرى يتقدم الى الداخل بخطوات هادئة
ليصدم برؤيته لتلك الجالسة فوق المقعد تلتف حول نفسها وهى مازلت تتشبث
بالغطاء حولها ولكن تقطعت انفاسه لرؤيته تلك الدموع الممزوجة بكحل عينيها
تسيل فوق وجنتيها تلطخها ليجلس على عقيبيه امامها ينظر اليها عن قرب ليمد
انامله دون ارادة منه يتلمس اثار دموعها تلك يشعر بشيئ يهتز بداخله لكونه
كان سببا فى تلك الدموع
زفر عاصم بقوة يرفض لحظة ضعفه
تلك يحدثه عقله بانه لم يفعل غير الصواب حين كشف كل حقيقتها امامها حتى
لاتظنه غافل او انه حقا منجذبا اليها كان يجب ان تفيق من اوهامها تلك حتى
ولو فعلها بقسوة
همس صوت ضعيف داخله ينبه بانه حقا قد اصبح من منجذبا لها وما حدث ببنهم لم يكن لها يد فيه بل كل اللوم يقع عليه هو
هز عاصم راسه بشدة ليصمت ذلك الصوت بداخله يحدثه بعنف
و
ماذا كان يفعل وهو يراها بكل هذا الجمال امامه تعرض عليه مالايستطيع اى
رجل ذو دماء حرة رفضه لينهره ذلك الصوت بداخله لكنها لم تعرض عليه شيئ بل
هو من قام بل الخطوة الاول فلم تجد هى فى نفسها القوة لمقاومته
تنفس عاصم بغضب من تلك الافكار التى تدور بعقله ليصمتها حين قام بهز فجر النائمة باستسلام فوق المقعد يوقظها بفظاظة
لتقفز فجر فزعة من فوق المقعد تتلفت حولها بذعر ليسرع عاصم بمحاولة تهدئتها بصوت خالى من التعبيرقائلا=
ايه اللى منيمك بالشكل ده منمتيش فى السرير ليه
اخدت
فجر تلملم الغطاء من حولها ومعه تحاول لملمة شتات نفسها لتتحرك دون
الاجابة عليه ناحية الحمام دون ان تعيره ادنى اهتمام ليسرع عاصم خلفها يقبض
على زراعها بقوة يلفها اليه بعنف قائلا =
رايح فين انا مش بكلمك؟
نفضت فجر ذراعها من يده تلتفت اليه بعينين تلتمع بغضب وشراسة تتحدث بصوت كل الفحيح =
ابعد
ايدك عنى واياك تلمسنى مرة تانية فاهم ولازم تعرف انه ميخصكش انام فين او
اعمل طول مااحنا هنا جوا الجناح بعيد عن عيون اللى حوالينا
لتتركه
يقف مكانه بجمود وصدمة من كلماتها اليه لتصاعد ذلك الصوت بداخله مرة اخرى
يتسال عن سبب صدمته الم تكن ماقالته هى هو نفس طلبه منها قبل مغادرته منذ
قليل لماذا اذا الصدمة ان طلبتها هى منه
********* ******* ***********
بعد
مروراكثر من اسبوع منذ ليلة زفافها المشئومة تلك لم تكن ترى عاصم خلاله
غير مرات تعد على اصابع اليد الواحدة فقد كان يخرج صباحا لا يأتى غير ليلا
تكون هى قد تعمدت النوم فوق الاريكة الموضوعة فى مقابل الفراش المشئوم
لتجعل منها فراشها الدائم رغم كل محاولاته اثناءها عن ذلك. تستمع الى
تحركاته الهادئة فى الغرفة تستمع الى صعوده الى الفراش تظل مستيقظة حتى
ساعات الصباح الاولى ليتكرر ماحدث كل ليلة لكن اكثر ماكان يؤلمها هو
استماعها
طوال نهارى الى الهمز واللمز والكلمات
الجارحة من كل من حولها حتى جدها تحدث ذات صباح اثناء تجمع الجميع حول
مائدة الافطار قائلا بصوت حاول جعله عادى =
ايه رايك يا عاصم تاخد عروستك وتروحوا تقضوا اسبوع بعيد عن القصر والزحمة اللى فيه
تنبهت حواس فجر لسماع اجابته رغم انها تعلمها مسبقا لتسمعه قائلا بهدوء=
مفيش داعى انا متفق مع فجر انى مش هقدر اسيب الشركة اليومين دول
ليسرع عبد الحميد قائلا بخبث=
هو فيه عرسان يقولوا لا لاسبوع عسل مع بعض ان كان على الشغل عمك صلاح هتولى كل حاجة لاحد ما ترجع ولا ايه ياصلاح
صلاح مؤكدا بسرعة =
اللى تامر بيه طبعا يا عمى
نهض عاصم واقفا قائلا بحزم منهيا الحديث
معلش ياجدى هنأجل الاجازة موضوع الاجازة اليومين دول لان الشركة فعلا محتاجنى الفترة دى عن اذنك
ليغادر المائدة تاركا وراءه نظرات مابين السعيدة والمتسألة والحزينة بأنكسار
لتسمع فجر همس نادين العالى الى جدها تتعمد ان تصلها كلماتها=
الظاهر ياجدوالعريس زهق بسرعة والموضوع هتأجل على طول
ليهتف
عبد الحميد بأسمها فى محاولة واهية لتأنيبها لتتبادل نظرات الشماتة بينها
وبين والدتها وعمتها بينما جلست صفية وعواطف تنظران الى فجر الصامتة بتسأول
حائر لتسرع فجر بالنهوض لتغادر المكان سريعاتشيعها ضحكة ساخرة عالية من
نادين
******* ******** ********
دخلت فجر تحمل بيدها صينية محملة بالقهوة الى نساء العائلةالمجتمعين بعد العشاء وذهاب جدها للنوم لتهتف بها صفية بغضب=
ليه يا فجر كده ايه يخليكى تجيبى انتى القهوة اومال فين البت هناء
تحدثت ثريا بصوت خبيث =
معلش اصل اللى متعود على حاجة عمرى ما بينساها بسهولة
التفتت اليها صفية بغيظ تهم بالرد عليها لتسرع فجر بالرد فى محاولة منها لانهاء الحديث =
هناء كانت تعبانة النهاردة وانا قلتلها تروح وام جمال نامت من زمان فقلت اعمل انا القهوة واجيبها
امسكت صفية بيدها تجذبها للجلوس بجوارها = طيب تعالى العدى يا حبيبتى معانا ماما هى كمان طلعت اوضتها من بدرى ترتاح
وقفت فجر تنظر الى كل تلك العيون الحاقدة من حولها لتهمس برفض رقيق =
معلش يا طنط انا هروح اشوف لو فيه حاجة تتعمل فى المطبخ وبعد كده هطلع انام
شهيرة بسخرية = ومش هتستنى جوزك علشان تحضرله العشا ولا مستنية مين منا يحضره
التفتت اليها صفية بغضب =
جرى ايه يا شهيرة وهو كان حد قالك اعملى حاجة
ثم التفتت الى فجر قائلة بحنان =
اطلعى انتى يا حبيبتى وانا هستنى عاصم احضرله العشا وقت مايجى
هزت فجر راسها برفض قاطع قائلة= انا مش جايلى نوم دلوقت ولسه ادامى حبة حاجات هعملها يكون عاصم رجع عن اذنكم
غادرت
الغرفة فى اتجاه المطبخ تجلس امام الطاولة تحس بكل بكل ارهارق الايام
الماضية يتراكم فوقهافحتى الان لم يتغير وضعها فى هذا القصر ولن تحاول هى
تغيره لتظل تقوم بكل مهامها السابقة مع فرق انها تقوم بها باختيارها وليس
اجبارا من احد تحاول اثبات لنفسها قبل اى احد اخر انها لم تكن تنتظر مكانة
او معاملة مختلفة حين تزوجت به
احست فحر بثقل فى
عينيها والم برأسها لتضعها فوق المائدة تحاول ارحتها من ذلك الالم النابض
بها لكنها لم تشعر بستغرقها فى النوم لعدة دقائق لم تشعر خلالها بشيئ سوى
بيد ترتب فوق كتيفها برقه وصوت هامس يناديها لترفض الاستجابة تهمهم رافضة
الاستيقاظ لتشعربشيئ يلامس وجنتها مثل رفرفة الفراشة وصوت هامس اجش بالقرب
من اذنها= ماهو لو ماقمتيش حالا هضطر اشيلك اطلعك اوضتنا ادام كل اللى فى
البيت هاا تحبى ايه
فتحت فجر عينيها بذعر لدى تعرفها
على صوته لترفع رأسها سريعا تراه جالسا على مقعد مجاور لها يميل بجسده
نحوها بشدة لتشعر بالتوتر من قربه الشديد منها لتسرع بالنهوض سريعا تتجة
الى الحوض بخطوات مرتجفة تستند عليه تعطى له ظهرها تسأله بصوت اجش من اثر
نومها=
تحب احضرلك العشا قبل ما اطلع انام
اراح عاصم ظهره فوق المقعد الصغير قائلا بسخرية=ده لو مكنش يضايقك
اتجهت
فجر الى احد الخزائن تخرج منها الاطباق والملاعق وشرعت فى تحضير العشاء
دون اى اهتمام بذلك الجالس فوق مقعده مراقبا لها بعين مثل الصقر لا تغفل
شيئ بداء من رعشة يدها اثناء تحضيرها لاطباق او شحوب وجهها الشديد لينهض
واقفا يتجه اليها بخطوات مثل الفهد يقف خلفهااثناء قيامها باعداد السلطة
ليهمس فجاءة بالقرب من اذنها بخشونة =
تقدرى تقوليلى بتثبتى ايه ولمين بلى بتعمليه ده؟
تجاهلت فجر حديثه تماما لاتظهر على وجهها اى مشاعر ليزداد صوته خشونة وارتفاع=
هعوزة
تفضلى كده براحتك بس صدقينى محدش بيدفع تمن جنانك ده غير والدتك اللى
بتشوف بنتها رغم كل اللى حصل واللى عملته علشانها مصممة تثبت للكل انها مش
اكتر من خدامة فى قصر السيوفى برافو يا فجر فعلا برافو
ثم
ابتعد عنها بخطوات عنيفة باتجاه الباب تاركا لها مازالت تقف مكانها بجمود
تفكر فى صحة حديثه فما الذى ارادت اثباته بعملها هذا انها ليست كما يظن
تسعى لمكانة افضل بزواجها منه احقا كانت لديها امال انها تستطيع التغير من
سوء ظنه بها ليأتى هو محطما تلك الامال بقسوة كلماته تلك يعلمها انه
لايهتم ولا يصدق افعالها
اخدتها افكارها فلم تشعر بنصل
السكين وهو يمر على باطن كفها بقوة ليجرحه جرحا عميق تتساقط منه الدماء
بغزارة لتسرعالى ىلحوض تضع يديها تحت المياة تحاول ايقاف النزيف لترى باطن
يدها وقد اصيب بجرح عميق تنبثق منه الدماء سريعا دون توقف رغم وجوده يدها
تحت الماء لتظل على هذا الحال لفترة طويلة تضع احدى الاقمشة فوق الجرح فى
محاولة لايقاف النزيف لتغرقها الدماء هى الاخرى فلم تجد امامها حلا سوى
بذهابها الى زوجة عمها لطلب المساعدة
ذهبت بخطوات
بطيئة مرتعشة حتى وصلت الى الداخل لتقف ببهوت ووجه شاحب وهى تراه جالسا هو
الاخر بجوار نادين التى اخذت تتحدث اليه وتضحك بمرح لتتوقف حديثهم فور
دخولها يجلس ينظر اليها بعدم اكتراث
لتلتفت الى زوجة عمها تهمس بصوت ضعيف =طنط صفية لو سمحتى كنت عوزاكى فى حاجة
نهضت صفية على قدهيها تتجه اليها لترى وجهها الشاحب بشدة لتسألها بقلق=
مالك يا فحر يا حبيبتى وشك مخطوف كده ليه
لتنخفض انظارها الى يدها القابضة فوق قطعة من القماش تراها ملوثة بالدماء لتشرخ برعب =ايدك مالها يا فجر حصل ليكى ايه؟
نهض
عاصم فوق قدميه بلهفة فور سماعه لصراخ والدته يسرع بالاقتراب منهم يحطف
يدها المصابة بين يديه يرفع عنها قطعة القماش ليصعق من مرأى الحرج العميق
فى باطن يدها
ليسألها بذهول = اتجرحتى كده ازاى ومن امتى الحرج ده بينزف كده؟
اخذت
فجر تتلعثم فى كلماتها تحاول الحديث بجملة واحدة مترابطة تشعر ببرودة تزحف
الى جسدها ودوامة سوداء تشدها داخلها لتستسلم لها تسقط ارضا ليتلاقها عاصم
بين ذراعيه قبل ان يلامس جسدها الارض