اخر الروايات

رواية هوس من اول نظرة الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين

رواية هوس من اول نظرة الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين





                                    
الفصل التاسع من رواية هوس من أول نظرة 

+


إبتسم سيف بخبث و هو يتفرس ملامح جميلته
الغاضبة... منذ الصباح و هو يحاول محادثتها
دون أن تجيبه فقط كانت ترمقه بحنق من حين
لآخر...بعد أن أخبرها بسفر والدتها لمصر على متن
طائرة طبية خاصة...

+


فتح أحد الحرس باب السيارة ليخرج ثم مد
يده ليساعدها على الخروج لكنها تجاهلته كعادتها
نزلت لوحدها و هي تنظر حولها لتجد نفسها
في نفس ذلك المكان الذي نزلت فيه منذ يومين
تلك الطائرة الخاصة التي أقلتها من مصر إلى
هنا...

+


شعرت بذراع سيف تلف كتفها يحثها على السير
لتسير بجانبه بصمت متجهين نحو الطائرة...لم يكن
لديها خيار آخر سوى المجيئ معه فهي طبعا لن تستطيع البقاء هنا بعيدا عن والدتها... هي فقط
غاضبة لانه لم يخبرها بذلك قبلا لا يدري كيف شعرت عندما أخبرها أن والدتها غادرت و لم تعد موجودة
هنا معها كان و كأنه يخبرها انها لن تراها مجددا و انها بقيت هنا وحيدة... مجرد التفكير في أن ذلك
قد يحصل يصيبها بالجنون.....

+


جلست على مقعدها تفكر في جميع الأحداث التي حصلت معها هذا الأسبوع لتجد أن حياتها قد تغيرت 
كليا.. نظرت لملابسها الباهضة التي يساوي ثمنها 
مرتبها لسنتين كاملتين و هاتفها الذي لم تكن تحلم 
أن تحصل عليه يوما ما...سيارات فارهة و موكب حراسة و طائرة خاصة حرفيا أصبحت حياتها 
مثالية و كأنها أميرة حقيقية... 

+


رفعت رأسها نحو سيف الذي كان يرمقها بنظرات 
غريبة إقشعر لها جسدها لا إراديا سرعان ما تغيرت 
نظراته ليستبدلها بابتسامة مرحة بريئة و هو يقول 
:"ماي برانساس... بتفكر في إيه؟؟ 

+


قطبت حاجبيها باستنكار و هي تشعر بتسارع دقات 
قلبها دون سبب.... رفعت يدها البيضاء الصغيرة لتسعها على صدرها و هي تحاول أن تنظم أنفاسها 
قبل أن تتحدث بأنفاس متسارعة :" و لا حاجة... انا 
خايف على مامي إنت مش قلت.. ليا إنها سافر". 

+


إنتقل سيف ليجلس على المقعد المجاور لمقعدها 
ثم أخذ كفها بين يديه.. قبله عدة مرات رغم محاولتها 
جذبه منه لكنه كان يضغط عليه برفق دون أن 
يألمها... رفع بصره نحوها ليبتسم و هو يلاحظ
إحمرار وجهها...هتف بصوت حنون محاولا طمئنتها
قائلا :" حبيبي...إهدي و إطمني طنط هدى الحمد 
لله عدت مرحلة الخطر و بقت كويسة...انا نقلتها 
مصر عشان تكون قريبة مني و تحت عيني 
انا للاسف مقدرش أقعد اكثر من كده في ألمانيا 
عندي شغل كثير و لازم اكون موجود بنفسي.... 
أكمل حديثه بهدوء و هو يدرس جيدا تفاصيل وجهها التي تدل على تصديقها لكل كلمة ينطق 
بها و كيف لا تصدقه و حججه كلها مدروسة بحيث لا تقبل أي مجال للشك فهو قد خطط جيدا و هاهو الان ينفذ ما خطط له بكل سهولة و سلاسة ....إنت كمان لازم تكوني جنب مامتك عشان حتحتاجك جنبها أكيد... و كمان مقدرش اسيبك لوحدك هناك و إنها 
حتسافر عشان مكنتش عاوز اقلقك عالفاضي ما إحنا حنلحقها و كلها ساعات قليلة و تكوني جنبها ... ".               

هزت رأسها بالموافقة قائلة:" طيب... وبعدين 
يعني مامي حتخف.... انا عاوز أرجع لألمانيا انا 
مقدرش يعيش في مصر ". رواية بقلمي ياسمين عزيز 

+


أجابها بهدوء مخفيا إبتسامته الخبيثة ... المسكينة لا تعلم أن كل مايخبرها به هو فقط مجرد كلام و أنه يسارها فقط حتى يكمل خطته بجعلها تدخل عرينه و عندها لن يجعلها تخرج منها أبدا :" طيب ليه؟؟ 

+


سيلين بتردد:"عشان.. انا مش يعرف حاجة في 
مصر... انا حتى مش يعرف يكتب بالعربي كويس 
يعني بعرف اتكلم بس...انا مش يعرف البلد.. الشوارع 
مش يعرف أي حد ". 

+


حقا كم بدت ساذجة في نظره تعتقد حقا انه سيسمح 
لها برؤية الشوارع و التجول فيها بمفرده...لو فقط 
تعلم مايدور في رأسه في هذه اللحظة لرمت نفسها 
من نافذة الطائرة..

+


زفر بخفوت قبل أن يهمس لها بلين 
:" حبيبي... انا كم مرة قلتلك إن حياتك تغيرت 
من اللحظة اللي دخلتي فيها مكتبي...إنت أميرتي 
انا صح....". 

+


بقيت تنظر له بعدم فهم ليضغط قليلا على 
ظهر يدها معيدا كلمته الأخيرة باصرار :"صح؟؟ 

+


إكتفت بترديدها وراءه رغم عدم فهما لما يقصده 
حقا لم تعد تفهم أي شيئ يقوله او يفعله هذا 
السيف... لكن تعلم أن كل ما يقوله صحيح 
فحياتها فعليا تغيرت منذ أن وطئت قدماها 
أرضية مكتبه...لمحت تلك النظرة التي 
أصبحت تراها كثيرا في عينيه عندما تقوم
بفعل او تقول شيئ هو يريده.... نظرة إنتصار 
و فخر و رضا... هي لم تكن ساذجة او غبية حتى 
لا تلاحظ كل ما يفعله من أجلها يحاول تدليلها 
و مفاجأتها في كل يوم... إحتضانه لها في كل 
مرة تسير بجانبه او تجلس بقربه في السيارة 
او في المنزل...إمساكه و تقبيله ليديها و وجنتيها
بدون سبب... و الأهم تلك اللمعه التي تضيئ 
عينيه كلما تحدث معها ...لا تفهم حتى ماذا يريد 
منها هل يحبها فعلا لكن كيف حصل ذلك في هذه المدة القصيرة.... من المحتمل أنه يفعل كل ذلك 
حتى تثق به و يوقعها في شباكه ثم..... . 
مالذي يجعل رجلا مثله يهتم بفتاة مثلها هل هو جمالها 
هناك الملايين من هن أجمل و أصغر سنا إن أراد 
لاتمتلك ثروة و لا أملاك....هل لأنها إبنة عمته؟ 

+


و لاتنكر أيضا أنه لاتوجد أي إمرأة في هذا العالم لا تتمنى ان يعشقها رجلا مثله... وسامته المفرطة 
حضوره الطاغي... ثقته في نفسه و حديثه الراقي إبتسامته الساحرة...أحضانه الدافئة التي تشعرها 
بأمان العالم كله...معاملته الرائعة لها و تلك النظرات 
التي يرمقها بها دائما و كأنه يخبرها انه لا يرى 
غيرها و انها محور حياته.... هيبته و شخصيته 
القوية التي لاحظتها من خلال تعامله مع المحيطين 
به... ثروته...
كان باختصار الفارس الخيالي 
التي تحلم به كل أنثى في الكون لكن المشكلة 
كانت فيها هي و بالتحديد في قلبها الذي يخبرها 
أن هناك أمرا خاطئا فلكل شيئ مقابل..
ربما تعلمت ذلك من أسلوب الحياة الذي عاشته في 
ذلك البلد الغريب و الذي علمها أنها لتربح أشياء
من المقابل عليها أن تضحي و تتنازل فلا شيئ
يمنح مجانا حتى لو كان من عائلتها...


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close