رواية لحن الحياة الفصل الثامن 8 بقلم سهام صادق
الفصل الثامن :
__________
تأملتها مني مبتسمة وهي تراها تمسك احدي قطع الشيكولاته تأكلها بمتعه.. كل يوم أصبحت تكتشف فيها شئ مختلف يذهلها ..لترفع مهرة عيناها نحوها تشير إليها إذا أرادت .. فأبتسمت مني وهي تعود لعملها :
- انا عامله حمية غذائية
ثم تسألت وهي تطالع بعض الملفات :
- اللي يشوفك النهارده ميشوفكيش أمبارح
فأبتسمت مهرة وهي تأكل أخر قطعه... وأسترخت بعد ان انتهي مذاق طعمها في فمها :
- هو ده حال الدنيا يوم نزعل ويوم نتبسط
فضحكت مني علي تعبيرها ...لتضحك مهرة وهي تعلم حقيقة أنبساطها وتغير مزاجها
وأنشغلت كل منهما بعملها... الي ان أردف جاسم لداخل المكتب مطالعا مهرة بوجه محتقن
ثم نظر الي مني التي وقفت تحمل بعض الملفات كي تتبعه :
- صباح الخير يامني
لتجيب مني علي تحيته كالمعتاد
وأختلست مهرة النظرات إليهم هاتفة داخلها :
- وانا ايه هوا... مافيش صباح الخير
وأندمجت في مُطالعة الحاسوب .. تنقر بالموس علي اي شئ الي ان ينصرف
وشعرت بأقتراب خطواته منها .. ورفعت عيناها خلسة نحوه لتجده يحدق بها بجمود
وبدأت رائحة عطره تغزو رئتيها .. لتبتلع ريقها بتوتر وهي متيقنة انه علم بهوية الفاعل
وأنحني نحوها ..لترتبك هي أكثر الي ان أعتدل في وقفته
كانت مني تتابعهم بعينيها دون فهم
- عشاء العمل بتاع امبارح يامني يتخصم من مرتب الأنسه مهرة
وتابع وهو يسير نحو غرفته :
- اتصلي بشئون العاملين عرفيهم .. كلامي يتنفذ مفهوم
لتتسع عين مهرة وكذلك مني التي لم تفهم سبب هذا القرار العجيب
فنهضت من فوق مقعدها ..متسائله :
- وهيتخصم مني كام بقي
فنظرت مني الي هيئتها ضاحكه وأخبرتها بجديه عن ثمن ذلك العشاء .. لتفتح مهرة عيناها على وسعهما :
- ده تمن شهرين شغل
وتابعت وهي تتجه نحو غرفته حانقه :
- هو فاكر نفسه مين .. انا مش هشتغل ببلاش ومش هدفع حاجه
وأردفت لغرفة مكتبه دون ان تطرق الباب ..لتجده واقف في منتصف الغرفة يعبث بهاتفه باحثا عن رقم ما
وألتف نحوها بغضب :
- انتي فاكره نفسك فين
وتابع وهو يشير إليها نحو الباب :
- بره ...ولا أعيد تاني
ليحتقن وجهها وهي تتقدم منه :
- الخصم هيتلغي ... وانا مش هدفع تمن عشا ضيوف جنابك
لتتجمد ملامح جاسم وهو يطالعها بتفحص :
- قراري هيتنفذ .. هتدفعي تمن اللي عملتيه أمبارح
لاء وكمان هتقابلي المستثمرين وتفسحيهم في شوارع القاهره
وتابع بتهكم :
- أصلهم عايزين يشوفوا حياتنا العاديه .. وانتي أنسب واحده للمهمه ديه بما أنك عايشه في السيدة زينب
لتبتسم مهرة وهي تمرر له سخريته... وطالعته كيف يقف بشموخ .. وأعتدلت في وقفتها كي تصبح مثله :
- ومش خايف أكسفك معاهم تاني
فلمعت عين جاسم بقسوة وهو يرفع أصبعه بتحذير :
- حذاري يامهرة تعملي تصرف ميعجبنيش
وتابع وهو ينظر لهاتفه الذي بدء يدق :
- اللعب معايا فيه خسارة .. وانتي جربتي قبل كده
وأبتسم بسخريه قبل ان يشير إليها بالأنصراف :
- ياحضرت الأفوكاتو
.....................................................................
أرتشفت ورد من كأس العصير الذي أمامها وهي تتأمل تفاصيل البهو الواسع الخاص بالفندق
فمنذ وصولها من ساعه وهي تجلس تنتظر جواد الذي خرج في نزهة مع السيد كنان كما أخبرها معاذ
واليوم علمت من معاذ صحة ماسمعته امس بأن كنان خال جواد وليس والده
ونظرت في ساعة يدها ذات اللون الطفولي بتنهد ... الي ان وجدت صوت جواد يعلو ويمسك بيد خاله ويقفز بسعاده
فأبتسمت لهيئة الصغير الحماسيه في كل شئ يفعله
ووضعت كأس العصير علي المنضدة التي أمامها
ووقفت تهندم فستانها البسيط .. منتظرة ان يلمحها جواد
وبالفعل قد رأها الصغير وتقدم نحوها مهللا بحماس :
- ورد
وأشار لها بأصبعه أن تنحني نحوه .. لتفعل ورد ذلك بحب .. لتجده يهمس بأذنيها :
- لقد أكلت فول اليوم
لتضحك ورد علي كلماته التي لها متعة خاصه.. وهمست مثله :
- وانا أيضا
ليرفع جواد حاجبيه بطفوله :
- هل صنعت لكي شقيقتك طعام مثل أمس
لتحرك ورد رأسها بنعم .. لتتسع عين الصغير متسائلا :
- ماذا صنعت ؟
كان كنان يقف يتابعهم بعينيه ولا يعلم بما يتهامسون فيه ولكنه شعر بالراحه لأندماج جواد مع ورد
فأعماله ستبدء تتراكم ولن يصبح متفرغا للصغير
وسمع ضحكات جواد وهو يمسك يد ورد :
- هيا بنا لبيت الوسائد خاصتنا
قالها بطفوله ..جعلت ورد تضحك من قلبها :
- سنلعب لعبة السنافر
وسارت ورد معه بعد ان ألتقت عيناها بعين كنان
فأشاحت وجهها سريعا ...
ليقترب معاذ من كنان متسائلا :
- ما رأيك بها سيد كنان
لتظل نظرات كنان علي ورد جامده :
- مازالت تحت الأختبار معاذ
وأنصرف وطيف ضحكتها يقتحم مخيلته
.........................................................................
جلس أكرم بجانب والدته يخبرها عن واجب ذهابها لمهرة وشكرها عما فعلته لشقيقه كرم
فأمتعض وجه والدته وهي ترتشف من كأس الشاي :
- لاء وقولي كمان نعزمها ونجبلها هدية
فنظر أكرم إليها :
- وفيها ايه يا ماما .. من حقهم علينا حاجات اكتر من كده
ليزداد حنق والدته والتي هتفت بعلو صوتها :
- ياعزيز تعالا شوف أبنك عايز ايه
ومصمصت شفتيها بضيق .. وهي تضرب فخذيها بكفوفها
- في ايه مالك ياسهير
واقترب من زوجته يجلس جانبها يطالع أبنه متسائلا :
- زعلت امك في ايه ياأكرم
ليزفر أكرم أنفاسه بقوه منتظرا رد والدته :
- ابنك عايز يركبني جميله مع بنت زينب .. ويقولي أروح اشكرها
وتابعت وهي تنظر لزوجها :
- هو كرم ده مش أخوها .. ولا ايه ياحج
فنظر اليها عزيز بأرتباك .. ثم رفع عيناه على أكرم الذي نظر إليه بأسف .. فالكلمه الاخيره كالمعتاد وكما اعتادوا هم أيضا لوالدتهم :
- اللي امك تشوفه ياأكرم أحنا هنعمله
ليتهلل أسارير سهير .. وأرتشفت أخر رشفه من كأس الشاي وهي تنظر لأبنها :
- عشان خاطرك أنت بس ياأكرم هروح انا وأبوك ليهم ثم تابعت بمكر :
- لتفتكر ان أمك وحشه ياحبيبي
وتمسكنت في جعل صوتها يبدو ضعيف :
- طول عمري طيبه وقلبي حنين .. ولا انت ايه رأيك ياعزيز
لينظر اليها عزيز بخنوع ثم ينقل نظراته إلى أكرم الذي تمني داخله ان يرى والده يوما يخالف والدته الرأي .. ولكن الاجابه كانت كالعاده :
- طبعا ياام الولاد
لتبتسم سهير بزهو وهي تربت علي كتف زوجها
...................................................................
ودعت ورد جواد الذي بدء يتعلق بها ونظرت إلى ساعتها بأمل ان تجد مواصلة علي الطريق في ذلك الوقت
وعندما وصلت لبهو الفندق هتف معاذ بأسمها :
- أنسه ورد
لتلتف اليه بأبتسامة هادئه ..فأقترب منها معاذ مبتسما :
- في عربيه هتوصلك لداخل المدينه عند أقرب موقف للمواصلات
فأتسعت عين ورد دون تصديق... فأمر العوده قد حل وتنفست براحه :
- شكرا يا أستاذ معاذ ..حضرتك متعرفش حلتلي مشكله الرجوع ازاي
فأبتسم معاذ وهو يتذكر اوامر كنان صباحا ..بتوفير لها سيارة وسائق
وقادها نحو الخارج ..لتجد السيارة تنتظرها وسائق بعمر والدها يقف أمام السيارة ...فزاد ذلك من راحتها اكثر
وأردفت داخل السيارة في المقعد الأمامي وتنهدت
وأسترخت في جلستها وصوت مذياع السياره يعلو بالقرآن الكريم
..........................................................................
وقفت تنظر إليه خلسة وهو يلاعب الصغيرين بسعاده ويدغدغهم بلحيته علي أوجههم والصغيران يبتسمان وكأنهم يشعران بحب والدهم
فرفع كريم عيناه نحوها بصمت ثم عاد للهو مع صغيريه .. لتتذكر مرام آخر حديث دار بينها وبين مهرة منذ أيام
" لو بتحبيه يامرام كملي حياتك معاه وأتخطي الماضي مدام اتغير ...الغلطه كانت غلطتكم انتوا الأتنين "
وزفرت أنفاسها بآلم فكلما تذكرت تفاصيل زواجها منه وكيف أرغمته على زواجها.. تستيقظ جروحها
........................................................................
عادت ورد من عملها تبتسم علي كل أفعالها مع جواد وألتقت عيناها بآخر شخص تتمني رؤيته
-أزيك ياورد
فنظرت إليه ورد طويلا إلي ان وجدت والدته تخرج من منزلها متأنقه :
- يلا ياماجد يابني
وحدقت بورد الواقفه أمام أبنها وأقتربت منها قائله بلؤم :
- ازيك ياورد ياحببتي
وأكملت وهي ترسم أبتسامة واسعة علي شفتيها :
- مش تباركي لماجد
وتابعت وهي تري نظرات ورد نحو أبنها الذي وقف يداعب شعره بيده التي تحمل دبلة زواجه
- مراته حامل
فقتلت الكلمه أبتسامتها ... لتجد عين من كانت يوما أم خطيبها تتفرسها بملامح ثاقبه
- مبروك
تعلثمت في نطق حروف كلمتها كما تعلثمت خطواتها وهي تسير مبتعده عنهم نحو بنايتها ثم ركضت لداخل شقتهم تداري آلامها ودموعها تتساقط
لتجد مهرة أمامها تحدق بها بفزع ودون كلام فتحت لها ذراعيها
......................................................................
أردفت مهرة لداخل الشركه وهي تعدل من الكاب الذي ترتديه... لتنظر إليها مني ضاحكة :
- انتي طالعه رحله ولا ايه يامهرة
فطالعت مهرة غرفة مكتب جاسم حانقه :
- حاجه زي كده
لتبتسم مني .. ورن هاتف مكتبها وبعد ان أخذت الأوامر من جاسم ..أشارت لها بصمت ان تردف له
فتقدمت مهرة من غرفة مكتبه وأردفت دون ان تطرق الباب
ليرفع جاسم عيناه عن مطالعة الأوراق التي أمامه :
- في حاجه أسمها أستأذن
لتنظر مهرة حولها ببرود
- أظن أنك طلبتني ..فمش محتاجه أستأذن
ليحتقن وجه وهو يزفر أنفاسه بحنق :
- العربية اللي هتوصلك الفندق جاهزة وهيكون معاكي مترجم .. واي تصرف يامهرة
وقبل ان يكمل باقي عباراته
- مبحبش حد يسمعني الكلام مرتين ..المرة التالته بقي لو قولت تهديدك .. هعمل اللي أنت خايف منه
ولمعت عيناها بتحدي ... ليهتف هو بجمود :
- اتفضلي يلا .. وياريت الناس تتبسط
فضحكت وهي تلتف بجسدها متجها نحو الخارج :
- متقلقش ..ده انا هبهرك
لتتسع عين جاسم من كلمتها الاخيره :
- أبهرك ..ربنا يستر
.......................................................................
كانت تتجول وسطهم في شوارع القاهرة وهي تخبرهم عن كل شئ .. وشعرت بتخدر قدميها وتمتمت :
- هما مبيتعبوش زينا ليه
ونظرت إلى أعينهم المتحمسه لكل شئ يسمعوه منها
وجاء أحدهم يسألها عن أحد المساجد الاثرية وذلك بعد ان ترجم لها المترجم محتوي الكلمات فالشركاء الجدد كانوا أيطالين
لتحدق مهرة بالرجل الذي ينتظر إجابتها...ثم المترجم :
- ماتقول اي معلومه يااستاذ معتز ولا انت ابيض
وكالعادة رد معتز منذ ان بدئوا الجوله :
- الثقافه عندي بعافيه حبتين ياأستاذة مهرة
لتحدق به مهرة بحنق :
- لاء ديه مش بعافية بس ديه ماتت وأدفنت
لينظر إليها معتز متسائلا :
- هي مين اللي ماتت
وضحك وهو يجدها تبعده عن طريقها :
- ثقافتك يا أستاذ معتز
وبدء الرجل يسأل مجددا هو ورفقائه الآخرين فقد كان عددهم ثلاثة
- يا أستاذه مهرة قولي اي معلومه ... اكدبي ياستي في معلوماتك التاريخيه
لتتسع عيناها وهي تفكر في بعض الحكايات التي أتت بها من حصيلتها التاريخيه .. وبدأت تدمج المعلومات التي لا ترتبط ببعضها وسرحت فيما تقوله ..ليحدق بها معتز وهو يكاد ينفجر من الضحك
واعين المستثمرين تلمع بذهول مما يسمعوه وكل ماكان ينطقوه
" يالها من حضارة عظيمه "
وأخيرا إنتهت الجولة وكان في نهايتها لابد من حسن الضيافة وحسن الضيافة لا يكون الا بعشاء فاخر كما أخبرها معتز
ووقف معتز مذهولا من المكان الذي أصطحبتهم اليه :
- ايه ده ياأستاذة مهرة... هنأكل الإيطالين كشري
لتتقدم مهرة من المكان بفخر :
- وماله الكشري ياأستاذ معتز
ونظرت الي المستثمرين وهم يحدقون بالمكان :
- قولهم يجوا ورايا .. وأنت كمان
وحجزت طاولة لهم .. وهي تحذر صاحب المكان :
- دول سياح اوعي تفضحنا يامعلم
ليقف صاحب المحل مرحبا بهم :
- أهلا أهلا .. لا ياأستاذة ده احنا عنينا لمصر والسياحة
ونادي علي أحد عماله :
- واد يازيكو أحلي كشري ينزل علي طربيزة الأستاذة وأتوصي بالشطه
لتهتف مهرة بسرعه :
- بلاش شطه
وبدء المستثمرين يأكلون بتلذذ ويتسألون عن مكونات الطبق الذي أمامهم ومعتز يأكل ويجيب عليهم
ومهرة مندمجة في طبقها
ورن هاتفها فجأه ..لتخرجه من حقيبتها الصغيره المعلقه على أحد كتفيها
ونظرت لرقم المتصل الغير مسجل لديها .. فتركت هاتفها على المنضدة وأكملت تناول طبقها
ولكن هاتفها عاد لرنينه مجددا
لينظر اليها معتز :
- خير ياأنسة مهرة
لتفتح مهرة الخط وهي تشير لمعتز بأن ينتظر لتري من يهاتفها
وأتسعت عيناها وهي تسمع صوت جاسم الغاضب :
- انتي فين
ليهتز الهاتف من يدها هاتفه داخلها
"حتى التليفون اتفزع من صوتك "
ونظرت أمامها على الطاوله وهي تحدق بالمستثمرين وهم يأكلون :
- احنا بنتعشا
فسألها جاسم بضيق :
- وبتتعشوا في أنهي مطعم ياأستاذة
لترفع مهرة عيناها نحو يافتة المحل البسيط :
- مطعم كده وخلاص
وتابعت قبل ان تغلق الهاتف بوجهه :
- سلام ياجاسم بيه عشان مش فاضيه
كان معتز يستمع الي المكالمه غير مصدقا بما تفوهت به مع صاحب الشركة
ووجد معتز فجأه أحد المستثمرين يهتف بأسم مهرة يشكرها بعربية ركيكة على كل شئ وعن سعادتهم بهذا اليوم
لتسترخي مهرة بجلستها وهي تضع ساق فوق الآخر مبتسمه ببلاهة
.......................................................................
ألقي هاتفه بعنف علي الطاولة التي أمامه واعين ياسر تطالعه بفضول :
- قالتلك هي فين
ليزفر جاسم أنفاسه بقوه :
- ليلتها سودة بكره معايا ...انا تقفل في وشي التليفون
وأخذ يفرك عنقة بغضب...ليكتم ياسر صوت ضحكاته بصعوبه
...........................................................................
عادت مهرة من جولتها بأرجل منهمكه وقد خلعت حذائها قبل ان تصعد الدرج
لتجد والدة مرام تخرج من شقتهم و ورد تتبعها :
-كويس أنك جيتي يامهرة يلا عشان نتعشا سوا
لتنظر مهرة لهم بأرهاق :
- أتعشيت قبل مااجي ياأبلة صفاء .. انا دلوقتي بحلم بالسرير
فضحكت صفاء وهي تربت علي ذراعها بحنان :
- ربنا يعينك يابنتي
لتشفق ورد علي شقيقتها وكادت ان تعتذر من صعودها لأعلي
- روحي انتي ياورد .. وسلمولي علي أستاذ عادل
وتابعت مبتسمه :
- وحشتني القاعده معاه ... يوم اجازتي هطلع ألعب معاه طاوله
لتبتسم صفاء وهي تخبرها أنهم ينتظروها في أي وقت
وأردفت مهرة لداخل الشقه... راكضة نحو المرحاض
....................................................................
أنهت ورد سهرتها مع والدي مرام ..وذهبت لغرفة مهرة تطمئن عليها ..لتجدها غارقة في النوم
فذهبت لغرفتها ونظرت الي المال الذي أعطاها لها والدها وزوجته اليوم عندما جائوا يسألوا عن مهرة
فوالدها لم يكلف نفسه ويسأل عنها وكأنها ليست أبنته .. وأتجهت نحو فراشها تتسطح عليه
وقد قررت ان تخبر مهرة بمجيئه في الصباح
......................................................................
نظرت مهرة الي المال الذي تضعه أمامها ورد قبل ان ترحل إلى عملها :
- ايه ده ياورد
لتنظر ورد لشقيقتها وهي تزفر أنفاسها بآلم :
- بابا ومراته امبارح كانوا هنا وسألوا عنك وسابوا الفلوس ديه
لتنظر مهرة للمال بأستنكار ..ثم وضعته بيد شقيقتها :
- اشتري بيه لبس ليكي ياحببتي ...فساتينك قدمة وبقيتي محتاجه لهدوم جديده عشان مظهرك في الشغل
وكادت ان تهتف ورد وتخبرها ان هي التي بحاجه لملابس جديده ولكن نظرت مهرة القاتمة جعلتها تصمت
..................................................................
ذهبت مهرة للعمل بحنق وهي تتذكر المال الذي بالتأكيد مقابل لتضحيتها بسنة من عمرها تعمل وكأنها خادمة لجاسم الشرقاوي
وتقدمت من مكتبها دون ان تطالع مني او تلقي عليها اي كلمه ...لتتعجب مني من أحوالها ولكن عادت إلي
ما كانت تطالعه ..
وفجأة وجدت جاسم يخرج من غرفة مكتبه حانقاً :
- مهرة
فنظرت إليه بعبوس متمتمه بصوت قد سمعته مني وسمعه هو :
- مش وقتك خالص
ونهضت من فوق مقعدها ..تتبعه إلي ان وقف في منتصف الغرفة :
- بتأكلي المستثمرين كشري
.......................................................................
أنتهي الصغير من نطق أحد الكلمات بالعربية ..لتضحك ورد علي طريقة نطقه .. ليقفز علي أحد الوسائد بفرح وفي تلك اللحظه أردف كنان ونظر إليهم بصمت ثم أتجها لغرفته التي يحتويها الجناح الواسع وكان يبدو عليه الأرهاق
فنظر جواد الي ورد وهو يضع بيده علي فمه :
- سنلعب بعد ان يخرج
لتضحك ورد هامسة :
- اتفقنا
ومر الوقت وقد نسيوا وجود كنان بغرفته ..وجاء وقت طعام الغداء ليتناولوه سويا و ورد سعيده من متعتها مع جواد الذي يسبق عقله سنوات عمره الخمس
وبعد مدة كانوا يجلسون يلعبون لعبة لحل الألغاز
ليمل جواد من تلك اللعبة ويقف يضع بيديه الصغيره علي خصره :
- هيا نلعب لعبة أخري ورد
فأبتسمت ورد وهي تزيل لعبة الألغاز من أمامها :
- اختار انت تلك المرة
فداعب الصغير ذقنه مفكرا .. :
- وجدتها
كانت ورد تجلس أرضا حتي تكون بمستواه وهو يعصب لها عينيها :
- سوف اطرقع لكي بأصابعي لتتبعي مكان وجودي أتفقنا
فحركت ورد رأسها ضاحكة .. وأتبعت طرقعت أصابعه وكلما أقتربت من مصدر الصوت كانت تجد نفسها تحتضن الهواء
وفتح جواد غرفة خاله فوجده مسطحا بالعرض علي الفراش نائما بعمق بسبب أرهاقه... وركض نحو الشرفه مختبئا خلف
الستار ومازالت أصابعه تطرقع ولكن بصوت خفيض
- جواد اين انت
كانت تتقدم بخطواتها داخل الغرفة الي ان وقفت في منتصفها تستمع لصوت الطرقعه حتي تحدد أتجاه خطواتها
وأصبحت تتقدم بأتجاه الفراش ولا تدري بأن خطواتها اقتربت ....