رواية رايات العشق الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة الالفي
ل الثامن"
***
+
قاد سيارته مره أخرى متوجها الى منزله وهو يشعر بالصدمه وتتهاتف عليه الافكار الى ان صفا سيارته امام العقار الذي يقطن به وترجل منها مسرعا لداخل منزله ، تفاجئ بوجود والده .
دلف اسر بهدوء : بابا
اقترب منه حاتم بتسأل : عامل ايه يا حبيبي ، ماما قالتلي انك هتبات انهارده فى المستشفى
- لا ما الحاله مستقره ومافيش داعي استني
ابتسم والده : طب مش تبارك لابوك
تحدث اسر باستغراب : على ايه يا بابا
حاتم بابتسامه : اتعينت رئيس معهد القلب ، عبقالك كده لم اشوفك رئيس الأطباء
اقترب منه يقبل راسه : ألف مبروك يا حبيبي ، وان شاء أكون عند حسن ظنك
شعر به حاتم بانه يخفي عنه شيء
- انت كويس يا اسر
لم يجيبه ولكن تسأل عن وجود والدته
- امال ماما فين
- أكيد نايمه ، الوقت اتاخر
هز اسر راسه بتفهم ثم نهض من جانب والده
- أنا كمان محتاج انام ، تصبح على خير يا بابا
- وانت من أهل الخير يا حبيبي
دلف اسر لغرفته واغلق خلفه الباب وهو يتنفس بضيق ، جلس اعلى الفراش وهو يحدث نفسه
- معقول ايسل تكون بنت عمي ، هى قالتلي قبل كده هى موجوده هنا فى بيت عمها، يعنى بنت عمى وكمان زيدان ده يبقي عمي !
ولا مجرد تشابه اسماء ، لازم اتكلم مع ماما فى الحكايه دي وليه هى بعداني عن عيلتي كل السنين دي ، فى حاجه غريبه ولازم اعرفها ، مش هعرف انام غير لم أعرف كل حاجه
لم يستطيع النوم وظل شاردا بحياته منذ أن علم بان والده حاتم ليس بوالده وانما هو زوج لوالدته ولكن عامله كابنه ولم يشعر يوما بانه ليس والده الذي انجبه ولم يفرق بينه وبين اشقائه ، تنهد بحزن وظل يهز راسه بعدم تصديق والان يريد تفسير من والدته عن سبب ابتعاده عن عائله والده ، فقد حُرم من والده وعائلته ايضا ولم يمتلك سوا عائلته الصغيره وهى والديه واشقائه التؤام ...
+
اما عن حاتم فنهض هو الاخر ودلف لغرفه ابنائه ليطمئن عليهم قبل ان يذهب فى النوم هو الاخر ، طرق الباب برفق وعندما دلف وجد عمر مازال مستيقظا ويتحدث عبر الهاتف بصوت خافت، وفجاه انتفض من مكانه عندما وجد والده ينظر له بحده
- انت لسه صاحي ، وبتكلم مين فى الوقت ده ؟
أغلق عمر الهاتف بتوتر
- كنت بكلم حمزه صاحبي بسأله على حاجه مهمه
جلس والده امامه على الفراش الخاص به
- بقي بتكلم حمزه صاحبك ، تمام ، اتفضل نام بقي عشان لم ماما تصحيك الصبح تقدر تفوق كده وتصحصح عشان تذاكر وتشوف مستقبلك أهم من لعب العيال اللى بتعمله كل يوم
دثر عمر نفسه بالغطاء
- تصبح على خير يا دكتور
هز راسه باسي : وانت من أهل الخير يا فاشل
نهض عمر يتحدث بمشاكسه
- مش فاشل اوي يعني يا بابا ، مش لازم البيت كله يبقي دكاتره أنا بس عايز اكسر القاعدة ههه
+
ابتسم حاتم وهو يغادر الغرفه ويغلق الاضاءه :
- طب نامي دلوقتي بدل مااكسر دماغك
عاد للنوم واغمض عيناه
- أنا خلاص نمت وبحلم كمان يا ابو قلب حنين
أغلق حاتم غرفه ابنائه وتقدم الى غرفته ، دلف بهدوء لكي لا ييقظ زوجته ودثر نفسه جانبها بالفراش وذهب فى ثبات عميق ..
""”"""""""'"
اما عن ايسل فصعدت الى غرفه رؤى مباشرهً بعدما فتحت لها باب الفيلا
نظرت رؤى لهروبها من الحديث معها بغرابه ، ثم لحقت بها ولكن لم تجدها بالغرفه وجدتها داخل المرحاض تنعش جسدها تحت الماء.
زفرت بضيق وجلست تنتظر خروجها لتعلم ما بها .
غادرت المرحاض وهى ترتدي منامه قطنيه باللون الاخضر بها خطوط صفراء وتضع المنشفه اعلى رأسها تجفف شعرها الاشقر .
نظرت لها رؤى وهى تتحدث بمشاكسه وتنهي حديثها بغمزه :
- القمر بتاعنا ماله ، راجع متأخر وحاله متغير ، ايه يا تري غير احواله
تحدثت ايسل بجديه وهى تتمدد اعلى الفراش
- تعبانه يا رؤى ومحتاجه انام ، بجد مش قادره اتكلم
صرخت رؤى بفرحه
- ايه ده بقي ده بقي ده ، بتتكلمي كويس اوى يا ايسو ، واضح ان كلامي معاكي اسفر عن نتائج مذهله ولسه اللى جاي احسن
تنهدت وهى تحاول اغماض فيروزيتها
- خلاص اتعلمت واستوعبت الدرس كويس ، ماينفعش طريقتي دي هنا
اقتربت منها بقلق
- بجد مالك يا قلبي ، حساكي مخنوقه ومضايقه ، أنا جنبك وبعدين مش احنا اخوات ولا ايه ومالناش غير بعض ولازم نهون على بعض ، قوليلى بقى مين مزعلك يا قمري أنا
- لا أستطيع الان
رمقتها باستنكار
- طب ليه عوجت اللسان دي تاني مش قولنا خلاص
- بحاول وسظل احاول ، الان تصبحين على خير
قبلتها رؤى اعلى وجنتها ونامت جانبها بصمت
- وانتي من أهل الخير يارب
""""""""""""""
مع اشراق شمس يوم جديد تحمل الكثير فى طياتها ..
ظل طوال الليل شاردا لم يغمض له جفن ، الى ان انتظر استيقاظ والدته وشعر بها ، غادرت غرفته على الفور ليتحدث معها ..
وجدها تقف بالمطبخ تعد وجبه الإفطار ، اقترب منها بهدوء وقبل جبينها
- صباح الخير على عيونك يا ست الكل
ابتسمت بحب وهى تجيبه
- صباح الفل والسعاده على قلبك يا حبيبي ، انت رجعت امته ؟
- متأخر كان حضرتك نايمه
وجدت وجهه شاحب فتسالت بقلق
- اسر مالك يا حبيبي انت مانمتش كويس
هز راسه بالنفي
- أنا مانمتش اصلا يا ماما
حدثته بقلق وهى تضع يدها برفق اعلى كتفه
- ليه يا حبيبي ايه شاغل بالك
التقط يدها بين يده وسار بها الى حيث غرفته ، ثم دلفوا سويا واغلق الباب خلفه
- محتاج اتكلم مع حضرتك فى اللى شاغل بالي ممكن
نظرت له بابتسامه حانيه
- طبعا يا قلبي
اجلسها اعلى الفراش وجلس امامها القرفصاء وهو ينظر لها ويمسك بكفيها
+
- ماما أنا محتار جدا ومحتاج تفسير لكل اللى بيدور فى دماغي
مسدت بكفها اعلى خصلات شعره بحنيه
- تفسير لايه يا حبيبي قولي وأنا اقولك
- ليه بعيد عن عيلتي كل السنين دي ، ليه حضرتك كنت مُصره ماتكلمنيش عنهم ولا اتعرف عليهم ولا حتى اعرف افراد عيلتي ، ليه دايما كنتي خايفه وقلقانه يعرفوني ويبعدوني عنك ، محتاج افهم ليه كل ده ، ليه عيشت 23 سنه محروم من عيلتي ، المفروض بعد وفاه بابا كان حقي اقرب من عيلتي عشان احس اني مش يتيم وليه اهل
ابتلعت فريده ريقها بصعوبه
- يتيم
تنهد بضيق : عارف ان بابا حاتم موجود وماحستش باليتم فى وجوده جنبي وعوضني عن حنان الاب وماحستش لحظه ان مش ابنه ، بس أنا عشت كاره عيلتي عشان حضرتك فهمتيني انهم هيخدوني منك ويبعدوني عنك عشان كده ماكنتش حتى أحب اسمع اسمهم ، لكن انهارده بس فى حاجات كتير جوايا اتغيرت
بدء صدرها يعلو ويهبط بتوتر ملحوظ وجف حلقها
شعر اسر بتوترها ، نهض من مجلسه وجلس بجانبها اعلى الفراش ويضع يده يضمها له
- خرجي كل اللى جواكي واوعدك هتفهم موقفك ، بس أنا كبرت دلوقتي وحقي اعرف كل حاجه
اهتز صوتها بحجرجه : وايه اللى اتغير دلوقتي
زفرا انفاسه بقوه وتحدث باسي
- قابلت بنت عمي وماكنش اعرف انها بنت عمي غير لم وصلتها بيتها فيلا زيدان الراسي واتاكدت انه عمي مش تشابه اسماء لان اسم زيدان الراسي معروف جدا فى مجال السياحه وعملت سيرش وعرفت كمان بشركه ماجد ابن عمي ونفس اسمنا واحد مع اختلاف أنا ابويا هاشم وهو زيدان
نظرت له بصدمه : بنت عمك وقابلتها فين
- ده بقي موضوع كبير هبقى احكيلك عليه بعدين
هزت رأسها باعتراض : لا هو ده موضوعنا ، عايزه اعرف شوفتها فين وهى عرفتك زى ماانت عرفتها وليه دلوقتي بالذات عايز تعرف كل حاجه عن عيله باباك
شقت الابتسامة ثغره عندما شرد باول لقاء جمع بينه وبين ايسل
- بصراحه كده أنا من ساعه لم شوفتها وأنا مشدود ليها ، اول مره تحصلي حاجه زي كده ، مش عارف افسر مشاعري ايه بالظبط بس أنا بحب اشوفها وبحب اشوف ضحكتها وبضايق جدا لم بشوفها زعلانه ، فى حاجه جوايا ربطاني بيها ، حاسس ان مسىول عنها من اول مره عينيه جت فى عينها وخصوصا لانها جديده هنا وماتعرفش حاجه عن البلد لأنها عاشت واتربت بره مصر ، كانت فى فرنسا وجت مع فريق طبي عشان عمليه ابن الوزير عشان هى كمان جراحه ومساعده لدكتور جان ، وحاليا مقيمه عند عمها وهو عمي أنا كمان زيدان الراسي
تحدث بصوت مبحوح
- كانت عايشه فى فرنسا ومقيمه عند عمها ، اسمها ايه
- ايسل
شعرت بان الأرض تميد بها ، اغمضت عيناها باستسلام فلم يتحمل جسدها الصدمه وخارت قوتها فاقده للوعي .
صرخ اسر مناديا باسمها
- ماما ، ماما ردي عليا
نهض يبحث عن عطره ليساعدها على الافاقه وصرخ مناديا لوالده
ركضا حاتم وابنائه أيضا عندما أستمع كل منهما لصراخ اسر القوي
دلف حاتم الغرفه وتفاجئ بزوحته فاقده للوعي واسر يحاول نثر عطره يحاول افاقتها ، اقترب منهما بلقلق
وامسك بيد زوجته ونظر لساعه يده وهو يفحص عدد نبضات القلب وحدها فى تسارع
وقف علي وعمر مصدومين من منظر والدته
اراح اسر جسدها بالفراش واسرع يجلب جهاز قياس السكري بالدم من غرفه والدته ، ثم عاد ركضا وهو يخرج شريحه ويضعها بتوتر داخل الجهاز ويشك اصبع والدته بقلم الجهاز المخصص له ، ثم وضع نقطه من دماءها اعلى الشريحه لتظهر خلال ثواني معدوده القراءه
نظر لوالدته وهو يخبره بقلق
- 350 يا بابا ، سكرها عالي جدا
تحدث حاتم بهدوء ونظر لابناءه :
- اهدو كلكم وماما هتبقي بخير ، هتاخد انسولين والسكر هيتظبط وهتفوق تمام ، مش عايز قلق ولا أي توتر عشانها فاهمين
أسرع اسر مره أخرى يجلب قلم الانسولين ووضع داخله جرعتها المطلوبه وعاد الى والدته ليحقنها بالانسولين ، ثم جلس جانبها يتحسس بشرتها الشاحبه بقلق
طمئنه حاتم بانها على ما يرام وسوف تستعيد واعيها خلال لحظات
ونظر الى تؤامه
- أنتو متسمرين كده ليه تعالو هنا جنب ماما ماتقلقوش
سار كل من عمر وعلي واقتربو من الفراش وجلسو اسفل قدم والدتهم وهم يشعرون بالقلق وداخل كل منهما عتاب لنفسه بانها تتحمل الكثير من اجلهم ولا تشتكي، فهم الان يخشو فقدانها ..
اما اسر فشعر بتانيب الضمير وعلم بانه المتسبب الوحيد فى تلك الغيبوبه السكريه التى اتتها أثناء شده قلقها وتوترها بسبب ما قاله ...
""""""""""
استيقظت ايسل وهى مازالت تشعر بالاختناق ، تريد أن تتنفس بارتياح ولكن هذا الشعور مسيطر عليها جعلها لا تشعر باي شيء، تذكرت أمر العمليه التي سيخضع لها العم اسامه وكما وعدته بان تظل جانبه ولن تتركه ، لذلك اسرعت تبدل ثيابها وترتدي بنطال بيج على تيشرت بني واعلاه كنزه قصيره سوداء وحملت حقيبه كروس بيج وانتعلت حذاء بوت من خامه الشمواه باللون البني ثم غادرت غرفتها لتلتقى بافراد العائله على مائده الافطار ، تناولت طعامها بصمت ثم غادرت المنزل برفقه معتز كعادتها ...
+
التاسع من هنا