اخر الروايات

رواية خداع قاسي الفصل الثامن 8 بقلم ديانا ماريا

رواية خداع قاسي الفصل الثامن 8 بقلم ديانا ماريا




الجزء الثامن
ذُهلت علياء مما تسمعه وفي تلك اللحظة انتبهت لها داليا فأنهت المكالمة بسرعة ثم نهضت عن سريرها وتقدمت لتفتح الباب بغضب: أنتِ إيه اللي موقفك قدام باب أوضتي بالشكل ده؟ بتتصنتي عليا؟
تحكمت علياء في تعبيراتها وقالت بوقار: أنا مش بتصنت عليكِ بس كنت جاية أتكلم معاكِ في موضوع وشوفت باب أوضتك مفتوح وصوتك كان عالي.
عقدت داليا حاجبيها بعدم اقتناع وتابعت باستنكار: لو كدة كنت نبهتيني مش وقفتي تسمعي! أنتِ أكيد قاصدة اللي بتعمليه علشان تضايقيني.
نظرت لها علياء بدهشة من تفسيرها للأمور ولكنها قالت بنبرة جدية: أنت تفكيرك عني مش سليم خالص وبعدين يا داليا أنا جيت أكلمك في موضوع مهم، اللي حصل في المول لأني حقيقي مش فاكرة أنك كلمتيني أصلا.
توترت ملامح داليا ولكن تمالكت نفسها وقالت بنبرة عصبية: والله؟ هو ده الموضوع المهم اللي بتداري بيه دلوقتي؟ أنا قولت الحقيقة أنتِ فاكرة ولا مش فاكرة دي مش مشكلتي.
شعرت علياء بوجود شيء خفي في قسمات وصوت داليا فقالت بشك: طيب أنا يمكن فعلا مخدتش بالي بس مين اللي كنتِ بتتكلمي عليها بالشكل ده؟ واضح أنها واحدة فعلا بتكرهيها.
ازداد توتر داليا وكادت أن تشحب فقالت بضيق مصطنع: يعني برضو كنتِ بتسمعيني بتكلم بس على العموم دي واحدة أعرفها عملت نفسها صاحبتي وفرقت بيني وبين أغلى صاحبة عندي علشان كدة أنا مش هسكت لها.
رغم أن شيء أشعر علياء بعدم الاقتناع الكلي إلا أنها صدقتها، ولج أمجد في تلك اللحظة وهو يقول باستغراب: مالكم في إيه؟ واقفين كدة ليه؟
انتهزت داليا الفرصة وارتمت في أحضان والدها باستياء: أنا كنت بسأل طنط علياء يا بابا ليه واقفة عند باب أوضتي وبتسمع كلامي مع صاحبتي فكرتني بزعق لها بس أنا كنت مستغربة.
اترفع حاجبي علياء بذهول بينما نظر لها أمجد بلوم: الكلام ده صحيح يا علياء؟
ردت علياء بنبرة إنكار تام لما تسمعه: لا طبعا يا أمجد أنا قولت لها مكنش قصدي كنت رايح أكلمها وسمعتها بالصدفة.
زفر أمجد بضيق: خلاص حصل خير، مش لازم نعمل موضوع على أمر تافه زي ده.
أحست علياء بشعور من الكدر لأنه من الواضح أن أمجد أقفل الموضوع دون أن يقتنع بما يسمعه منها وفي نفس الوقت نظرت لداليا وكثير من التساؤلات تدور في رأسها، هل فعلا داليا تصدق ماتقوله؟ إن كل تلك الأمور أكثر مما تحتمل إحتمال الصدفة وسوء التفاهم خاصة وأن الأمور تسوء بينها وبين أمجد، ذهبت من أمامهم بسبب ضيقها فاستغلت داليا ذلك وقالت بنبرة حزن مزيفة: ساعات يا بابا بحس أنه طنط علياء مش بتحبني.
قال أمجد بقلق: ليه بتقولي كدة يا حبيبتي؟ لا طبعا طنط علياء بتحبك.
أردفت بنفس النبرة: أنا بحاول على قد ما أقدر أتقبل الموضوع يا بابا وأنت عارف أنه مش سهل عليا خالص بس ده اللي بحسه بجد.
صمت أمجد ومسح على شعرها بحنان قبل أن يبعدها ليقبل جبينها بحنان: حبيبتي متشغليش بالك بالمواضيع دي خالص دلوقتي أهم حاجة مذاكرتك وامتحاناتك، مش أنتِ نفسك تجيبي مجموع يدخلك ثانوي أو تمريض؟
أومأت برأسها فربت على خدها: يبقى متفكريش بحاجة تانية اتفقنا؟
في اليوم التالي أخبر أمجد علياء أنه سيتأخر في عمله لبعض الظروف الطارئة ورغم الجفاء الذي بينهما إلا أن علياء طمأنته أنها ستهتم بداليا وستنتظره لحين عودتهما فقد كانت داليا ذهبت لمراجعة الدروس النهائية للاستعداد للامتحان.
أشارت عقارب الساعة للثامنة ففكرت علياء يديها بتوتر، لقد كان موعد عودة داليا هو السادسة والنصف وإن تأخرت لشيء ما فهو السابعة ولكنها لم تعد كما أن هاتفها مغلق وهي لم ترد أن تُقلق أمجد بدون داعي كما المرة الماضية.
كانت جالسة تنتظر حين رن هاتفها برقم غريب فلم ترد لأنها لا تجيب أبدا على الأرقام المجهولة ولكن حين تكرر الإتصال تنهدت بحنق وأجابت: نعم؟ مين معايا؟
أتاها صوت داليا فزعًا: طنط علياء ممكن تيجي تاخديني أنا موبايلي فصل شحن وفلوسي خلصت ومش عارفة أروح وبكلمك من تليفون صاحبتي لأنه هي كمان مش معاها فلوس تكفينا.
نهضت علياء بخوف: طب أهدي يا حبيبتي، قوليلي أنتِ فين وأنا هاجي لك.
أخبرتها داليا بمكانها فاتسعت عيون علياء بغرابة: إيه اللي وادكي هناك كدة؟ طيب أنا جاية حالا.
أسرعت علياء تبدل ملابسها وهي تتعجب داخلها من ذلك المكان البعيد الذي ذهبت إليها داليا فالمسافة بينهم وبين ذلك المكأن تأخذ من الوقت أقل شيء ساعة ونصف.
كانت علياء طوال الطريق تدعو أن تصل لداليا قبل أن يشعر أمجد بشيء ولكن الغريب أنه حين حاولت علياء الإتصال بذلك الرقم مرة أخرى وجدته مغلقًا مما زاد في قلقها، وصلت ذلك المكان وهي تتصل عدة مرات ولكن كان يعطيها نفس النتيجة فازداد خوفها وهي تبحث عنها، مر ساعة دون أن تشعر حتى فاجأها إتصال أمجد فنظرت للهاتف بارتباك قبل أن تجيب بحذر: أيوا يا أمجد.
أتاها صوت أمجد ملئ بالسخط والامتعاض: أنتِ فين يا علياء؟ وعارفة الساعة كام؟ إزاي تخرجي من غير ما تقوليلي!
صمتت بتوتر فهي لا تدري بما تجيبه فحاولت القول بتوتر: خرجت في حاجة مستعجلة يا أمجد و...
قاطعها بانزعاج شديد: وإيه الحاجة المستعجلة دي اللي تخليكي تسيبي البيت فجأة؟ ومخدتيش داليا معاكِ ليه إزاي تسيبيها لوحدها في البيت؟
رددت علياء بعدم استيعاب: داليا؟
أكد أمجد بغيظ: ايوا داليا، وأنتِ عارفة كويس أنه مينفعش تسيبي بنت في سنها لوحدها في الشقة في وقت زي ده!
كانت علياء تستمع بعدم تصديق وكررت: داليا عندك؟
أخذ أمجد عدة أنفاس ليسيطر على غضبه: أيوا إيه اللي مش مفهوم في الموضوع؟ أنتِ فين علشان اجي أخدك؟
ردت علياء بنبرة هادئة للغاية أثارت استغرابه: مفيش داعي تيجي أنا راكبة وجاية في الطريق.
ثم أغلقت الهاتف وكل شيء يتجمع في ذهنها ليُشكل صورة منطقية أخيرا عن كل تصرفات داليا في الفترة الأخيرة من تقرُبها منها ثم المشاكل التي تحدث بينها وبين والدها بشكل غريب وبلا سبب يستحق ودون شعور انهمرت دمعتان على خدها فقد طغى عليها شعور سخيف بالخيانة منها رغم أن داليا لم تقُل شيء بشكل واضح ولكن علياء شعرت بأن حلمها بحياة طبيعية وتكون أسرة لها قد بدأ يتحقق بعد كل تلك المعاناة التي عانتها وقد اعتقدت أن صبرها كفيل بجعل ذلك يتحقق ولكنها كانت مخطئة وكان يجب أن تستمع لنصيحة أختها، لقد كانت أختها محقة حين نصحتها وحذرتها ألا تُعوض أمومتها المفقودة في داليا.
وصلت إلى البيت في وقت متأخر وبين فترات منتظمة كان أمجد يتصل حتى يعلم بمكانها وقد رفضت أكثر من مرة بإصرار غريب أن يأتي ليأخذها.
دخلت لتجد أمجد واقفًا ينتظرها بينما داليا جالسة ولا تنظر لها بل تنظر للناحية الأخرى، ثبتت عيون علياء عليها للحظات بلوم قبل أن تغلق الباب ورائها.
كتف أمجد ذراعيه بهدوء ظاهري: كنتِ فين؟
أجابت علياء بثبات: داليا اتصلت عليا من رقم صاحبتها وقالتلي أنها في مكان بعيد ولوحدها مش معاها فلوس وتليفونها فصل شحن فأنا لبست روحت لها وتقدر تسألها.
نهضت داليا على الفور تصيح بإنكار: محصلش يا بابا أنت عارف أنا كنت فين ورجعت البيت امتى وأنت جاي لاقيني هنا من بدري!
كانت علياء مأخوذة بمدى وقاحة داليا وكذبها خصوصا حين رد أمجد بعيون متسعة بعدم تصديق مما تقوله: علياء إيه اللي بتقوليه ده! داليا مراحتش في حتة غير الدرس وأنا كنت متابع معاها علطول ومعايا اللوكيشن بتاعها اللي مفيش بيننا وبينه ربع ساعة! ولما رجعت البيت كلمتني أنها ملقتكيش موجودة وأنها لوحدها كنت مفكر أنك برة بتجيبي حاجة وراجعة لحد ما كلمتني تاني أنك لسة مرجعتيش فسيبت كل حاجة وجيت!
لم تستطع علياء استيعاب كل ما تسمعه وكيف حيكت ضدها تلك المؤامرة المُحكمة من فتاة لم تبلغ بعد الخامسة عشر!
رأت داليا أن والدها غاضب بشكل كبير فقالت بسرعة حتى لا تعطي فرصة لعلياء حتى ترد: وبعدين أنا تليفوني مفصلش شحن وريني كدة الرقم اللي بتقولي عليه لصاحبتي أو اتصلي علشان نفهم.
نظرت لها علياء وقد الجم لسانها ما يحدث فأخرجت هاتفها واتصلت بذلك الرقم لتجده مغلقًا وقد فَعَلت مكبر الصوت حتى يسمع الجميع.
تقدمت داليا لها وقالت بانتصار وهي تأخذ الهاتف منها وتطالعه ثم تديره لوالدها: ده مش رقم أي حد من أصحابي يا بابا وأنت عارف وبعدين أنا كنت بكلمك من تليفوني وكان مفتوح!
نظر أمجد للهاتف ثم لعلياء وسألها بخشونة: ها؟ معندكيش حاجة تقوليها؟
سيطر على علياء تلك اللحظة شعورًا بالظلم الشديد، ظلم لجُرم لم ترتكبه ولا ذنب لها فيه.
كانت نظرات أمجد تُدينها بقوة فردت بحدة ممزوجة بالقهر: أنا قولت كل اللي عندي ومسمحلكش يا أمجد تكلمني بالطريقة ولا تبص لي بالنظرات دي أنا قولت الحقيقة وربنا شاهد عليها، اخترت تصدق متصدقش أنت حر! أنا معنديش أي حاجة أخبيها.
حدقت داليا إلى والدها بقلق وهي تراه يفكر فشعرت أن كل ما فعلته ربما ينهدم ويصدق والدها علياء فصرخت ببكاء زائف: أنا كنت حاسة من الأول أنك لما تتجوز هتتغير عليا لأنها هتكون أهم مني لكن قولت أني مفيش أهم مني ودلوقتي كل اللي كنت بفكر فيه طلع صح هي مش بتحبني ولا أنت بقيت تحبني!
ثم ركضت لغرفتها تحت أنظار علياء الغامضة وأمجد القلق وأغلقت الباب ورائها بقوة، ذهب أمجد ورائها وهو يطرق الباب قائلا بصرامة: داليا اطلعي نتكلم مينفعش اللي قولتيه ده!
صرخت داليا: لا مش هفتح أنا عايزة أقعد لوحدي سيبوني لوحدي.
تنهد أمجد ثم ابتعد عن الباب واستدار لعلياء التي قالت بحزم: مفيش داعي نكمل نقاش دلوقتي، الوقت متأخر والجيران زمانهم سمعوا أصواتنا.
لم يرد أمجد وقد ازداد ذلك الصراع داخله بين تصديق زوجته وبين ابنته التي لم يشك بها قط ولكن في نفس الوقت زوجته لا سبب لديها حتى تختلق ذلك الأمر إلا كانت تريد التخلص منها كما قالت داليا!
فرك رأسه بتعب من الصداع ثم دلف لغرفة النوم بينما بقيت علياء مكانها تسيطر على انفعالها بشق الأنفس نظرت بيدها التي ترتجف فشدت عليها بقوة، مر بعض الوقت وهي مكانها، لم تطق أن تدخل غرفة النوم وبينها وبين أمجد تلك المعضلة الكبيرة وقد تألمت من موقفه تجاهها فهي تقدر حبه لابنته ولكن عليه في نفس الوقت أن يفكر بعقله في تصرفاتها.
نظرت لباب غرفة داليا بتصميم وهي تعلم أنها لن تنم إلا حين تحصل على إجابات لأسئلتها فتقدمت وطرقت الباب ليأتيها صوت داليا بعناد: مش هفتح الباب.
قالت علياء بعناد أشد: ده أنا يا داليا ومش همشي غير لما تفتحي وأتكلم معاكِ.
ورغم اعتقاد علياء أن داليا ستُصر على موقفها إلا أنها تفاجأت حين فتحت الباب لها وتطلعت لها بصمت.
تراجعت داليا لتسير علياء ورائها ثم وقفت علياء أمام داليا وطالبتها بشِدَّة: ممكن أفهم بقى اللي حصل النهاردة؟ أظن كل حاجة بقت واضحة ومكشوفة، ليه عملتي كدة؟
كتفت داليا يديها وطالعت علياء من أسفل لأعلى ثم قالت بنبرة باردة: وأنتِ ليه مفهمتيش أنه ده مش مكانك من الأول؟ حاولت أوريكي بس مكانتك هنا.
طالعتها علياء بعدم تصديق: بالكذب؟ بالغش؟ بالخداع والمؤامرات؟ أنا عملت لك إيه لكل ده؟ أيوا متفهمة وضعك إنما أنا مأذتكيش علشان تأذيني بالشكل ده!
للحظات كاد شعور بالذنب أن يظهر على وجهها إلا أنه تجعدت ملامح داليا بالحقد وقالت بشراسة: لا عملتي! أذتيني يوم ما دخلتي وحاولتي تاخدي مكان ماما! ودلوقتي وريتك الحقيقة أنه عمرك ما هتاخدي مكانها وأظن بابا خلاص حدد موقفه ويصدق مين ومين لا!
هزت علياء رأسها وردت باعتراض ممتعض: بس أنا عمري ما حاولت أخد مكانها! وأنتِ عارفة كدة كويس أنا بس كنت بحاول العلاقة بيننا كويسة حتى لو كنت صاحبتك علشان نعيش كلنا كويسين ومفيش مشاكل!
ثم تابعت بنبرة ثقة: معاكِ حق والدك بيحبك جدا بس في نفس الوقت هو راجل عاقل وواعي ولما يفكر مع نفسه ويوزن الأمور هيقدر يكتشف بسهولة مين ورا كل المشاكل دي ومين الغلطان.
توترت داليا لبضعة لحظات ثم وقفت صامتة أمامها وقد ابتسمت ابتسامة غامضة أثارت تعجب علياء إلا عيونها اتسعت بصدمة حين فجأة رفعت داليا يدها وشدت التيشيرت الذي ترتديه من عند الرقبة ليتمزق جزء صغير من عند الكتف ثم صفعت نفسها على وجهها وبعثرت شعرها وصرخت بألم مزيف بصوت عالي حتى يصل مسامع والدها : ااه! ليه كدة يا طنط علياء؟ ليه تضربيني أنا عملت لك إيه! متشديش شعري حرام عليكِ!
تراجعت علياء مصدومة بشدة وهي تضع يديها على فمها مما تراه أمامها.
ركضت داليا إلى والدها حين رأته آتيا بسرعة فتبعتها علياء على الفور.
بكت داليا بدموع مزيفة: شوفت يا بابا مراتك عملت فيا إيه؟ أنا معملتش حاجة لكل ده ليه تضربني؟
تطلع أمجد لمظهرها المشعث واحمرار خدها بصدمة ثم نظر لعلياء التي هزت رأسها بقوة وهي مازالت تنظر لداليا وقد فاق كل توقعاتها ما تفعله داليا الآن.
تقدمت علياء وأنكرت بقهر: والله يا أمجد محصلش! والله..
قاطعتها داليا بحسرة: ليه كل ده؟ علشان بس قولت الحقيقة قدام بابا؟
ثم نظرت لوالدها بانكسار: أنا قولتلك أنها مبتحبنيش وأنت مصدقتش، طلعت أنت كمان مش بتحبني أنا محدش بيحبني!
ثم استدارت لغرفتها على الفور ثم أغلقت الباب ورائها بالمفتاح، استندت إلى الباب وهي ترتجف تستمع للأصوات الغاضبة والمشاجرة الكبيرة بين والدها وزوجته.
تقدمت إلى سريرها وهي مازالت ترتعش، لقد أحست أنها أخيرا انتصرت وقد أحدثت شق غير قابل للإصلاح بين والدها وزوجته إلا أنها مازالت لا تصدق ما تجرأت على فعله الآن.
شجعت نفسها أنها فعلت ما يجب ثم بيد مرتجفة أمسكت بهاتفها واتصلت تنتظر رد الطرف الآخر بشوق.
حين أجاب الطرف الآخر قالت داليا بابتسامة مرتجفة: أيوا؟ أنا عملت كل اللي أنتِ قولتي عليه يا ماما!



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close