رواية جوازة نت الفصل السابع 7 بقلم مني لطفي
- وأنا آسفة يا سيف، مش مقتنعه، وبالتالي مش موافقة على بتقوله!....
زفر سيف في ضيق ورمى برأسه الى الوراء مغمضا عينيه، ثم مسح على وجهه بيديه، وانتظر هنيهة قبل ان يعتدل في وقفته، ناظرا اليها بعمق وقد قرر ان يغير من طريقته فمنة كما يعلم لا تأتي بالعناد أو بالأمر أبدا...
اقترب منها بضعة خطوات ثم وقف على مقربة منها بينما تراقبه بعينين حذرتين، أجابها محاولا الهدوء قدر المستطاع:
- ممكن أفهم ايه اللي مش عجبك في كلامي؟، انى مش عاوزك تبعدي عني؟!، ولا لأني عاوز أكون معاكي في أي مكان بتروحيه؟، ثم تقدم خطوتين أخرتين فكان على بعد أنشات قليلة منها وهو يتابع بلهجة أشعرتها بأنها مذنبه في حقه:
- ولا مش هيكون مُرحَّب بيَّا عند خالتك؟..
رفعت منة عينيها اليه وقالت نافية بقوة:
- لا طبعا!، انت عارف ومتأكد أوي انك مرحب بيك عند أي حد من عيلتي، كل الموضوع ان خالتو تعبانه شوية وماما مسافرة تشوفها، وانا عاوزة أشوفها، خالتو دي أنا متربية في حِجرها زي ما بيقولوا تقريبا، فطبيعي أنى لما أعرف انها وقعت ورجليها اتشرخت واتجبست كمان إني ما أهزش أكتافي واقول يا .... حرام وربنا يشفيها وخلصت!!...
مال سيف ناحيتها وقال بقوة:
- وأنا مش فاهم انت ليه رافضة اني اروح معاكي انت وطنط؟، احنا هنروح سوا بعربيتي هنقضي اليوم مع خالتك ونرجع، فين المشكلة مش فاهم أنا لغاية دلوقتي؟، مش أحسن ما تسافروا في القطر لان باباكي عنده شغل وأحمد مش هيقدر يوديكوا علشان المشروع اللي لازم يسلمه للعميل اللي معاد تسليمه قرّب ومش هيعرف يروح هنا ولا هنا لغاية ما يخلصه؟!..
زفرت منة بيأس، لا تعلم كيف تقنعه دون أن تفصح له عن السبب الرئيسي الذي يجعلها ترفض وبإصرار مرافقته لها هي وأمها، كما لا تريد أن يعلو صوتهما فيسمع والدها ووالدتها الجالسيْن في الصالة الخارجية بينما تجلس معه في غرفة الجلوس بمفردهما، وقد تركاهما بعد أن جلسا قليلا الى سيف يتبادلان معه الاحاديث الخفيفة حتى ظهرت منة بطلّتها الملائكية وفستانها الحريري الهفهاف الذي يتطاير حولها عند كل حركة منها وقد أسدلت شعرها بناءا على نصيحة أمها والتي نصحتها بها ثاني يوم عقد القرآن، فهو قد غدا زوجها، ولا بد أن تتزين له، فتركت خصلاته تلاعب وجنتيها وتنسدل حتى نهاية خصرها، واكتفت بوضع ملع شفاه كعادتها وأيضا كالعادة اعترضت والدتها على عدم وضعها للزينة لدى رؤيتها لزوجها، ولكنها لم تأبه لاعتراضها وقالت بلامبالاة:
- يحمد ربنا انى بدخل بشعري، وبعدين انا عاوزة اعرف ما انا بشوفه في المكتب عادي، ليه بقه كل ما ييجي لازم الوصايا العشر دي، اللي يسمعك يا أم منة يقول انى مش بشوفه غير جمعه في الشهر!!..، قرصت أمها أذنها وزجرتها قائلة وسط تأوهات منة ألما :
- انا عاوزة أعرف...إنت مش هتبطلي لماضة ابدا؟، نهايته اتفضلي اخلصي جوزك مستني في الصالون وبابكي قاعد معاه، احمد اخوكي مش موجود كالعادة، شبه بيبات في الشغل علشان المشروع اللي في ايده، ياللا خلصي عيب الراجل يقعد مستني أكتر من كدا..
+
وانصرفت تاركة منة وهى تتأفف من أوامر والدتها وكأنه هو ابنها وهي زوجة ولدها!!....
+
انتبهت منة الى سيف الذي يقف في انتظار إجابة شافية لسؤاله عن عدم رغبتها لاصطحابه لهما، ابتلعت ريقها وترددت أولا قبل ان تشد قامتها وتلقي بقنبلتها دفعة واحده:
+
- علشان احنا مش هنروح ونرجع في نفس اليوم!....
+
سكت سيف قليلا وهو يطالعها بغرابة ثم اقترب منها حتى غدا وجهه على بعد بوصات قليلة من وجهها وكرر كلامها بحيرة وهو مقطب جبينه في تساؤل:
+
- مش ايه؟، مش هترجعوا في نفس اليوم؟، ازاي يعني؟؟...
+
جذبت منة نفسا في عمق واجابت وهى تنظر اليه محاولة التسلح بالقوة والهدوء:
1
- ماما هتقعد مع طنط سهام يومين علشان رانيا مسافرة مع جوزها، وهترجع من السفر بعد يومين ان شاء الله، وماما هتفضل هناك لغاية ما رانيا ترجع بالسلامة علشان تقعد مع مامتها، ما ينفعش طبعا ماما تسيب طنط سهام وهى بالحالة دي، وعمّو شوقي مش عارف يعمل حاجه هو ونادر، وكل واحد فيهم في شغله ، عمو شوقي أخد اجازة يومين لكن مش هيعرف ياخد اجازات تانية، ونادر مشغول في مكتب السياحة اللي هو بيديره، وبردو مش هيعرف يتصرف، وماما أختها الوحيدة فماينفعش طبعا تسيبها لوحدها في الظروف دي، وبردو ماينفعش طنط تيجي تقعد معانا، عمو شوقي رافض، وهي كلها يومين ورانيا ترجع بالسلامة، عرفت ليه بقه مش عاوزاك تيجي؟!، لان المشوار هيبقى تعب ع الفاضي بالنسبة لك وخلاص...
+
سأل سيف بهدوء بينما برقت عيناه بغموض لا تدري لما أصابها بالقشعريرة في أنحاء جسدها:
+
- إمممم، وانت هتقعدي مع مامتك اليومين دول على كدا؟،
+
أجابت منة بتلقائية:
+
- آه...، صمت سيف لثوان ثم قال بهدوء ينذر بهبوب العاصفة:
+
- وشغلك؟،.. اجابت منة بطريقة عفوية:
+
- اعتقد يومين مش هيفرقوا كتير ، خصوصا ان معظم شغلي فنّشته تقريبا، والباقي هاخده أشتغل عليه وانا هناك....
+
سأل سيف بذات بروده القاتل:
+
- امممم، انت على كدا مرتبة كل حاجه أهو!، وكنت هتقوليلي أمتى ان شاء الله انك ناوية تروحي تقعدي يومين عند خالتك مش يوم صد... رد...، زي ما كنت فاهم؟!...
+
زفرت منة بعمق ونظرت اليه محاولة التحلي بالهدوء الذي لا تشعر بذرة منه بداخلها، فهي تشعر كما المتهم الذي يُحقق معه بينما هو يحاول أن ينفي عن نفسه تهمة لا يعلمها!، قالت بهدوء:
+