اخر الروايات

رواية هوس من اول نظرة الفصل السابع 7 بقلم ياسمين

رواية هوس من اول نظرة الفصل السابع 7 بقلم ياسمين





                                    
الفصل السابع من رواية هوس من أول نظرة 

+


عادت سيلين نحو سيف الذي كان واقفا يضع يديه 
داخل جيوب بنطاله يتأملها و هي تقفز من مكان لمكان 
داخل المحل كفراشة مبهورة بورود الربيع... 
صاحت بصوت لاهث من كثرة حركتها :"إنت عارف 
انا كنت بيعدي من هنا كل يوم اروح الشغل 
بس عمري ما تخيل إني حدخل هنا أو أقدر ألمس 
حتى فستان واحد من دول.... رواية بقلمي ياسمين عزيز 

+


سيف بابتسامة :" لا داه كان زمان... دلوقتي تقدري 
تاخذي المحل كله لو عاوزة.. يلا الساعتين حيخلصوا
و إنت لسه ما إخترتيش ولا حاجة ". 

+


شهقت سيلين وهي تتجه نحو مجموعة من الفساتين 
المعلقة لتأخذ إحداها قائلة :"هو بيجرب فين و فين اللي بيشتغل هنا ؟ 

+


بحث سيف حوله عن كرسي ليجد اريكة فخمة 
باللون الرصاصي ليجلس عليها و هو يجيبها بصوت عال بسبب إبتعادها عنه :"لا مفيش أي حد غير انا و إنت يعني المحل فاضي عشان تختاري براحتك 
إختاري اي فستان عايزاه بس من غير قياس ". 

+


سيلين باستغراب :"طب ليه لا زم يجرب يمكن 
مش حيكون قياس مضبوط". 

+


سيف نافيا و هو يحرك عيناه على طول جسمها 
:"متخافيش انا عارف مقاسك كويس". 

+


نظر لساعته متجاهلا نظراتها الحائرة ليهتف من 
جديد :" فاضل ساعة و نص يلا.. 

+


اومأت له لتتنقل بعدها في أرجاء البوتيك 
و هي تقلب الفساتين و الاحذية و الحقائب
بأعين لامعة غافلة عن ذلك الذي يكاد يخترقها
بنظراته المسلطة عليها...يكاد لا يرمش بعينيه من شدة 
تأمله لها يدرس كافة تعابيرها و حركاتها بعشق جارف
قرر أنه سيحقق جميع أحلامها و سيجعلها تحصل 
على كل شيئ حرمت منه في الماضي رغم أن ذلك من حقها....من حقها كحفيدة عزالدين ان تشتري كل ماتريد و إن تعيش كاميرة مدللة.. نعم مدللته هو 
لوحده سيعطيها كلما تريد فهذه عادته عندما يعطي.. يعطي بكرم و سخاء غريب لكن عندما يأخذ... يأخذ 
كل شيئ هذه هي حقيقة الشبح التي يخبئها عن الجميع. 

+


بعد حوالي ساعة من الركض و الثرثرة إرتمت 
سيلين بجانبه و هي تحمل عدة فساتين و حذائين و حقيبة واحدة... تفرسها بغرابة و هو يقول :"إيه داه ؟؟ 

+


سيلين و هي تضع الأشياء بجانبها بحرص :" ثلاث 
فساتين و جزمة و جزمة و داه.. ".. 

+


قالتها و هي تشير نحو الحقيبة.. ليهز سيف حاجبه 
مردفا بسخرية :" يعني بقالك ساعة بتلفي و في الاخر 
جبتي دول بس ". 

+


حرك راسه بيأس ثم وقف من مكانه و جذبها من يدها
ليسير بها نحو الجهة المخصصة بالفساتين.. بدأ
ضيق عينيه بتركيز ثم مد يده ليبدأ في إختيار بعضها بعناية فائقة و هو يتمتم :"داه لونه حلو.. ازرق زي
لون عنيكي..". 

+


أخرجه من مكانه ليضعه على ذراعه و هو يكمل :" و داه... إيه رأيك في داه؟؟ أخرجه من مكانه و بدأ 
في تحريكه أمامها و هو يتثبت في تفاصيله :" حلو 
و طويل...و لونه مش ملفت... حناخذه ".    


                
وضعه هو الاخر على ذراعه ثم أكمل الاختيار 
لم يترك فستانا لم يقلبه و كلما أعجبه واحد يضعه 
على ذراعه حتى إذا إمتلأ يعطيهم لسيلين لتصعهم للاريكة حتى وصل العد لخمسة و عشرون فستانا...و رغم ذلك لم يتوقف... 

+


بل كان ينتقدها من حين لآخر :" شوفي الفستان داه حلو إزاي... ليه ما إختارتيشه...ساعة بحالها و راجعة ب ثلاث فساتين و حزمتين و شنطة.... شوفي داه حناخذه كمان.... .". 

+


صرخت سيلين بانزعاج و هي تلحقه من مكان لآخر 
لتوقفه بصعوبة عن شراء المزيد لينتقل نحو الاحذية 
إختار لها مجموعة كبيرة من أحذية رياضية بمختلف الألوان و أحذية سهرات ذات كعب عال و أحذية شتوية...ثم إتجه للحقائب لينتقي عدة موديلات و الوان... حتى أن سيلين يئست من إقناعه عن 
التوقف..... 

+


إنتهى أخيرا ليخرج هاتفه و يتحدث مع كلاوس
ليأمره بالسماح للعاملات في المحل بالدخول 
و معهم صاحب المحل الذي كان ينتظر خارجا 
حتى ينتهوا... 

+


فتح لها باب السيارة حتى تركب و هي تلتفت من حين إلى آخر نحو العاملات اللواتي كن يوظبن الأغراض 
و داخل حقائب أنيقة مرسوم عليها شعار المحل 
ليعطينها للحراس ليضعوها بعناية داخل السيارات 

+


جلس بجانبها ثم أخرج حاسوبه ليبدأ في إتمام أعماله و هو يحدثها:"باقي الحاجات حنجيبها بكرة 
او حبقى اطلبهالك من النت". 

+


قطبت حاجبيها بعدم فهم و هي تتمتم :"باقي حاجات 
إيه؟؟ 

+


سيف و هو يرفع رأسه عن الهاتف لينظر لها :" اقصد 
الميكاب و البارفانات و.... اللانجري... 

+


توسعت عيناها و تجمد وجهها من شدة الحرج 
لتخفض رأسها تلقائيا و تجيبه بصوت مخفض :" لا.. مش عاوز كفاية الفساتين و.... 

+


سيف بصرامة :" طيب تمام... حوصلك للفيلا 
عشان ترتاحي... 

+


هزت رأسها دون أن تجيبه ثم إلتفتت نحو نافذة السيارة لتجول عيناها في شوارع برلين... إبتسمت
و هي ترى ذلك مبنى المول الذي كانت تعمل فيه 
منذ ايام قليلة قبل أن تعود لمصر شهقت بصوت عال و هي تضع يدها على ثغرها قائلة :" انا نسيت يقول 
للمدير إني حطلب أجازة من الشغل..". 

+


هز سيف حاجبه بتعجب مما قالته قبل أن يجيبها 
ببرود :"أجازة إيه؟ 

+


سيلين بملامح قلقة :" أجازة من الشغل عشان لما 
انا يرجع الشغل... 

+


سيف بحدة لأول مرة :" و هو إنت متخيلة إني حسيبك ترجعي الشغل التافه بتاعك او حتى 
اسيبك في البلد دي من أصله ...فوقي بقى 
و إنسي حياة الفقر اللي إنت كنتي عايشتيها... 

+


تراجعت سيلين بجسدها نحو باب السيارة 
بخوف من ملامح وجهه الغاضبة التي تراها 
لأول مرة...هذا ماجعله يعود من نوبة جنونه 
الطفيفة و يرتدي قناع الطيبة مرة أخرى 
ليتنهد مردفا بصوت حنون :"سيلين... 
يا حبيبتي مش قصدي بس في حاجة 
عصبتني في الشغل عشان كده إتضايقت
انا آسف... انا مش حجبرك على حاجة إنت اميرتي 
انا و تعملي كل اللي إنت عاوزاه...تعالي بقى متخافيش... 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close