رواية خيط ضعيف الفصل السادس 6 بقلم نور البشري
الحلقة السادسة
بعد إنفصالي عن وليد كانت الفترة الأصعب في حياتي حقا أنها تشبه تلك الفترة التي أعيشها الأن في تلك الغيبوبة علي حافة الموت إذا فهذه هي المرة الثانيه التي تكون فيها روحي علي وشك مغادرة جسدي المرة الأولي كانت بفراق وليد والمره الثانية ربما تكون الموتة الأخيرة فلم يعد ما يبقيني علي هذه الحياة.
بعد فراقي لوليد أصبحت شخصا غير راغب في أي حديث فقط الظلام والصمت والبكاء لا أريد التحدث أو المواساة كانت صافي تأتي لتجلس معي كل يوم تتحدث دون جدوي فما جدوي التحدث في إنحدار الروح من كافة الحياو فوليد لم يكن فقط حبيب كان صديق وسكن جعل عالمي كله يتمحور في دائرته جعلني أري العالم في عينيه وأسمع باذنيه والمس كل ما يحيط بي من خلاله وتاركني عاجزه كصماء بكماء عمياء دون حركة .
وكأني طفلة صغيرة تركها ذويها في وسط بحر مظلم هائج تتعلم من جديد كل شئ في هذه الحياة
طول هذا الشهر كنت أسال نفسي سؤال واحد ( ماذا ارتكبت من ذنب ) .
أهل وليد تواصلوا مع والدي وأعتذروا عن اي حاجه حصلت من ابنهم وأنهم مش فاهمين سبب تصرفه ولا راضيين .
كلمة والدته التي لازالت ترن في أعماق روحي وليد عمره في حياته ما كان فرحان زي ما كان مع نغم مش عارفين إزاي دا حصل ووليد ساكت .
بعد مرور شهر في حالة الاحياة التي أصبحت أعيشها قررت أن احاول موصلة طريقي كما كان قبل وليد حتي لا أصبح في النهاية خاسرة لكل شئ
وفي عراكي التفكيري وجدت امامي منشورا علي الجروب الخاص بالجامعة ..
أدعو لمصطفي حالته حرجة
صدمني ما قرأته وظللت أبحث عن رقم مصطفي لاقوم بالأتصال به ولكن الهاتف مغلق دون جدوي تذكرت نهي وعندما قومت بالاتصال بها جاءني صوتها باكية
( نغم انتي فين مصطفي بيسأل عليكي علي طول مصطفي حالته صعبة يا نغم عمل حادثة جامدة الاسبوع اللي فات أرجوكي تعالي هو طالب يشوفك حاولت اتصل بيكي كتير موبيلك علي طول مقفول )
وفي لحظات كنت أرتدي ملابسي متجهة الي مصطفي في المستشفي
وعندما وصلت وجدته بين بضع اسلاك تمده بالحياة ونهي ممسكه يديه باكية
بصوت خائف اتحدث الي نهي ... نهي في ايه
نهي من وسط دموعها : مصطفي عمل حادثة جامدة وهو كان عاوز يتكلم معاكي من قبل الحادثه بقاله فتره بيحاول يوصلك
أنا بقرب من مصطفي
أنا : مصطفي انا هنا أنا نغم .
مصطفي بصوت يخرج من بين نزعات الروح : نغم الحمدلله انك جيتي نغم انتي قوية متخليش حاجة توقعك اوعدني انك هتقفي علي رجلك من تاني وادعلي .
كلماتة كأنها تاكد مخاوفي بقرب نهاية مصطفي ولكني اطمئن نفسي قبل ان أطمئنه : مصطفي اوعدك هتقوم وتشوفني وتبقي جنبي انت ونهي ..
مصطفي بصوت خافت : نهي حبي من بعدي يا نهي وعيشي حياتك أنا اسف إني وجعتك إنتي كنتي عارفة إني بحب نغم من زمان ومع ذلك كملتي معايا .
أنا : مصدومه مصطفي دا مش وقت الكلام دا أنا عارف انك بتحبني زي اختك نهي متصدقيش كلامه .
نهي : مصطفي انا بحبك في كل حاله وفي كل وضع أنا كنت فاهمه وعارفه أنك حبتني لما قربنا من بعض ونغم اختك بس علشان خاطري قوم علشاني .
مصطفي :أنا بحبك يا نهي بحبك .
وكانت هذه أخر كلمات مصطفي في الحياة .
أصوات أجهزه تصفر معلنة إنهاء حياته هرج ومرج للحظات ثم كلمات الطبيب
البقاء لها .. شدوا حيلكوا
كل منا محتضنه الاخري أنا ونهي وفي إنهيار تام .
حضر والدي الي المستشفي وأنهي اجراءاتالمستشفي والدفن مع أهل مصطفي .
خسرت مصطفي ايضا
زاد الألم والوجع لم اعد أستطيع حتي أستيقظ خوفا من مواجهه يوم جديد .
وجع وليد موت مصطفي احساس رهيب بالخوف والوجع من كل حاجة
بقت شايفه كل حاجه حواليا ظلام .
يوم عزاء مصطفي
كان لقائي الأخير مع وليد وحسام
حسام : شديد حيلك يا نغم
أنا : شكرا يا حسام
حسام : نغم انا عارف ان الحمل كبير عليكي وأنك مش قادره بس لازم تقفي علشان تعدي الي جاي .
قطع كلامه وليد دون حتي أن يوجه لي أي حديث
وليد : يلا يا حسام .
كان وليد يتفادي أن تأتي عينه في عيني او حتي أن نتحدث بأبسط كلمات الواجب وهذا ما كان جرحا ليكمل علي ما في من وجع روحي .
عقلي متسائلا ( معقول وليد بيعاملني كأنه ميعرفنيش هو فعلا ميعرفنيش لأني بقت شخص تالت خالص غير نغم الي عرفها أو حتي قبل ما يعرفها ...
نغم قبل ما يعرفها كانت قوية وناجحة وواثقة في نفسها عيونها كلها امل وبهجة
ونغم الي معاه كانت روحها مربوطة بروحه كان هو كل حياتها عيونها كلها حب ونور وحياة ليه .
ونغم دلوقتي انسانة محطمة من كل حتة وضعيفة مجروحه وشايفة كل حاجة ظلام عيونها مطفيه زي ما تكون نسيت الضحكة من سنين.
(فكيف أكون غريبا في أرض يوما كانت وطنى فهل هناك غربة أشد موتا من غربة روحك في أرض كنت تسكنها يوما) وقد كان وليد ليه وطن وسكن وأصبحت روحي دونه غريبة عن عالم لا تعرفه ...
الوقت بيمر بطئ اوي عليا زي ما تكون كل حاجة واقفه من بعد موت مصطفي وانا مش عارفه افوق صحيح انا كنت بعيدة عنه الفترة الي فاتت علشان أرضي وليد بس طول عمره ليه معزه اخ في قلبي كان هو الوحيد الي هيقدر يشدني من الظلمة.
الفتره دي كنت مش عارفه أسند نفسي ولا أسند نهي الي رغم كل حاجه كانت اقوي مني بكتير .
في خلال شهرين نهي كانت رجعت لحياتها وشغلها كانت علي طول بتقولي الحزن في القلب مش في وقفة الحياة
انا ونهي فينا حاجات كتير شبه بعض
شخصيتنا
طباعنا
حتي طريقه تفكيرنا
مصطفي الله يرحمه كان دائما بيقول زي ما تكونوا كربونه من بعض بشكل مختلف
بس نهي شبه نغم بتاعت زمان مش نغم الي موجودة دلوقتي
عدي 4 شهور علي موت مصطفي و5 شهور علي فراق وليد .
قررت اني ارجع انزل شغلي من تاني إتصلت بمدير التحرير
أنا : مساء الخير يا أفندم أنا نغم حضرتك فاكرني .
مدير التحرير : أه طبعا يا نغم فكرك إزيك عاملة ايه أنا سمعت عن كل الظروف الي مرتي بيها الفترة الي فاتت ربنا معاكي ويقويكي .
أنا : شكرا لحضرتك أنا كنت عاوزة أسأل حضرتك لو لسه في مكان ليا في الجريدة انا بحاول ارجع من تاني .
مدير التحرير : أه طبعا يا نغم ليكي مكان وانا عند وعدي ليكي إني اعينك كمان انتي موهبه نادرة وعلشان اكون دافع ليكي انك تقفي علي رجلك من جديد إنتي زي بنتي وانا لو هتمني حاجه هتمني أن بنتي تبقي زيك في شخصيتك ونجاحك .
أنا : شكرا لحضرتك يا افندم وان شاء الله اكون عند حسن ظنك.
(الحياه ممكن تاخد منا فرحة بس خليك واثق دائما انها هتديك فرحة تانيه مكانها، ممكن تكون مش بنفس مقدار الفرحة الي اخدتها منك بس هتعوضك دي اهم حاجة بالي على الأقل يديك أمل جاي في بكرة )
نهايه الحلقه السادسة