رواية عشق امير الجان الفصل الخامس 5 بقلم فرح ابراهيم
تتوسط فراشها بوهن وهي تضم ساقيها لصدرها وتخفض رأسها حتي لامست ساقيها..
عقلها ليس معها بل شارد بكل ما مرت به منذ يوم الحادثه المشؤومه.. لقد مر يومين وهي بهذه الحاله انقطعت بهم عن الذهاب لجامعتها كما انقطعت عن الطعام إلا من بعض لقيمات صغيره تساعدها علي البقاء حيه رغم شعورها بالنفور من الفكره.. فهي اهون لها الموت ولا انها تعيش في هذا الخوف وتأنيب الضمير من منظر والدها عندما عادوا من المشفي يومها وما قالوه لها يؤكد انه الفاعل..!! هو من فعل هذا بوالدها هو من جرح يدهم وفمهم وكأنه يعاقبهم من لمستهم لها وتغزلهم بها..!! يومان مروا وهي لم تراه..!! لم تسمعه و لم تشعر به..!! ايعقل ان يكون وهم؟ ام انه يهرب من المواجهه؟ باتت تكرهه وبشده كلما نظرت لوالدها وحالتهم المزريه تكرهه فوق كرهها فوق الالف مره..!!
ايضاً اصوات الرياح تلك الهمسات المرعبه التي باتت تتكرر كل ليله بنفس الكلمات
" جميله / دم" اصبحت قريبه من نافذتها بشده لتسمعها بوضوح وكأن هناك من يقف خلف نافذتها ويهمس لها بتلك الكلمات لتخترق اذنها كالبرق وتنكمش فوق نفسها ضامه جسدها لها كالجنين وهو يرتعش ويتصبب عرقاً.. اصبح نومها شبه معدوم فهي تظل مستيقظه طوال الليل من فرط خوفها فمع انتصاف الليل كل الليله تبدأ الرياح همسها ولا تصمت حتي بزوخ الفجر وعندما تتعمد الشمس فوق صعيد مصر تسقط فوق فراشها من تعبها وارهاقها وقد شحب وجهها اثر نقصان وزنها واصبح منظرها هش ضعيف..
رفعت رأسها ونهضت من فوق الفراش تتجه نحو المرآه بهزل وخطوات ثقيله.. وقفت امامها تتأمل منظرها التي ذبل كما تذبل الورده حين تقطف.. فهي قد اقتطفت من عالمها لتدلف لعالم اكبر منها بل والاشد انها اصبحت حبيسه بداخله لا تستطيع الهرب..!!
ابتسمت بسخريه فها هي الان تشعر وانها لم تعد جميله كالسابق تردد بذهنها سؤال لم تستطيع منع فضولها من معرفه اجباته ..
لماذا هو ليس هنا؟ لماذا لم تراه او يظهر في يومها؟! اسأم منها لان جمالها بهت؟! ام انه عشق امرأه اجمل وهو الان معها يقنعها بأكاذيبه كما اقنعها..!! سخرت من نفسها بشده..!! للحظه صدقت بها كل ما قاله لها.. للحظه شعرت انه سيكون صديقها السري الابدي وانها لم تعد تكره وجوده بل تريده معها دائماً كم هي حمقاء..!!!
لماذا تنكر دائماً حقيقة انه جن اي بالاول والاخير هي لم تضاهي ذكاؤه او قوته لقد برع في خداعها وهي كالحمقاء صدقت.!! ولكن لماذا؟!
لماذا يخدعها وماذا سيستفيد؟!
هنا ولم تعد أسئلتها فقط بين ثنايا عقلها بل خرجت من بين شفتيها وهي تحدث نفسها بالمرآه وتنظر من حين لآخر للفراغ من خلفها في مكان ظهوره اول مره لعلها تراه ولو لدقيقه واحده حتي تنهي هذا الصراع الذي بداخلها
: ليه؟ ليه عملت فيا وفي عيلتي كده؟
قولتلي مش هأذيكي بس أذتني في اقرب الناس ليا..!! ليه سيبتني ومش عايز تبرد نار قلبي وسايبني في حيره وخوف ؟! ، طب قولي ايه الي بيحصل ده بقاله يومين؟ معناها ايه جميله ودم؟! معناها ايه يا سيمرائيل؟
هنا وارتفعت نبره صوتها وقالت بصوت متحشرج اثر خوفها من القادم : رد عليا يا سيمرائيل.. اظهرلي ورد عليا..
ثم اخذت تتلفت حولها في الغرفه وهي تبحث بعينيها عنه في كل الاركان وتصرخ بتوسل : اظهر يا سيمرائيل.. اظههررر... قولي للييههه
: عشان بحبك..
التفت بسرعه ولهفه لتصطدم بجسده من خلفها الذي كان ملاصق لها و وجهه قريب منها حتي اختلطت انفاسهم ببعض، تصنمت للحظه وهي تراه بهذا القرب وعيناه تغلف عيناها.. كانت تنوي توبيخه والصراخ به حتي يتركها حتي اذا كلفها ذالك روحها ولكن لا تعلم ما الذي حل بها..!! اشتاقت له..؟!! سؤال مباغت ضرب بنواياها عرض الحائط فهي لأول مره تشعر بهذه الاحساس تجاهه لا تعرف كيف ولماذا بعد كل ما حل بها من تحت رأسه ولكن شعرت برجفه غريبه تسري بجسدها وهي بداخل احضانه وهي تري تلك النظره من عينيه.. لوهله تناست تماماً من هي ومن هو تناست ما مرت به تناست اين هي خرجت من عالمها لتدلف لعالم لا تعلمه ولكن وجدته بداخله يحيط بها من كل الجهات وسؤال واحد يتردد بذهنها.. اتحبه؟!!
شعور الاشتياق الذي غمرها حين رأته، عدم الخوف منه او من قربه، نظره اللوم التي بعينها ولكن ليس علي ما فعله بل لبعده عنها، صدي كلماته الاخيره في اذنها هذه المره مختلف عن كل مره.. ما هذا؟ اهذا الحب الذي يتحدثون عنه ام ماذا ؟!
كانت كل هذه الافكار تدور بداخل عقلها في لحظتها وقد اخذت دقيقه حتي استعادت وعيها وهي تنفض رأسها بشده وتتراجع بخطواتها للخلف وهي تهم بالصراخ به لتنفض اي من تلك الافكار من داخل رأسها ولكن كان اسرع منها وباغتها بحركه سريعه منه وهو يجذبها من خصرها لتصطدم بصدره بعنف لتشهق بصدمه وبحركه لا اراديه منها استندت بكف يدها فوق صدره الصلب كرد فعل طبيعي .. شعرت به يشدد فوق خصرها وينحني بجزعه حتي اقترب من وجهها و شعرت بشفتيه تلامس اذنها يهمس بنبره لأول مره تسمعها وهي نبره اشتياق جارف وتوسل اندهشت له : خليكي قريبه.. متبعديش..
كل هذا نزل عليها في انٍ واحد كالصاعقه التي شلت حركتها وتفكيرها.. انعقد لسانها واغمضت عينيها بشده اثر تلك الرجفه التي تسري بجسدها والتي تشعر بها لأول مره لم تكن خوف بل شعور اخر تتلذذ به ولكنها لا تعرف هويته فهو كضيف يدق بابها لأول مره..
لمستها لجسده كانت اشبه بالصدمه الكهربائية بالنسبه لها فهي لأول مره تكون بالقرب لهذا الحد من جنس الرجال عموماً وهو بجسده الذي صور به كان ليس اي رجل بل رجل صارخ الوسامة .. غموض ملامحه وحده عيناه تكاتفوا معاً فأصحبت الوسامه تاجاً فوق رأسه..!!
شهقت بصدمه وانتفض جسدها حين شعرت بوجهه يتمسح بوجهها بالقرب من اذنها نزولاً بعنقها كالطفل الرضيع الذي يتسمح بوالدته ليستمد الامان منها.. ولكن بالنسبة له كان اول مره يجرب شعور الاشتياق .. كان لا يفارقها للحظه حتي وإن لم يظهر لها لذلك اصبح شعور الاشتياق لها شبه معدوم ولكن اليومين الماضيين لأول مره يرغم علي الابتعاد عنها تماماً وبالتالي لأول مره يتذوق طعم الاشتياق...
شعرت بلمساته حين اخذ يتمسح بأنفه فوق بشره عنقها الحريريه.. وبأنفاسه الدافئه حين قال وصوته هادئ يملؤه الاسف والاشتياق : غصب عني كان لازم ابعد عنك عشان بحبك.. سامحيني يا حبيبتي..
اغمضت عينيها تنسي للحظه ما حدث وحقيقه هذا العشق الجهنمي وتستمتع بقربه وكلماته التي اذابتها خجلاً وسعاده في انٍ واحد فهي لأول مره تمر بهذه المشاعر وان يدللها شخص بهذا اللقب.. كانت الكلمه لها صدي خاص في اذنها " حبيبتي"...
شعرت وكأن روحها تسحب منها وان انفاسها تكاد تنقطع من فرط مشاعرها المضطربة وخجلها حين بدا يلثم عنقها بشفتيه بقبلات رقيقه متفرقه صعوداً لأذنها وهو يهمس بداخلها بصوته الغليظ بشوق ولهفة لاحظتهم بوضوح ..
: وحشتيني...
وكأن كلماته كالصفعه التي افاقتها من حالتها تلك.. تذكرت اختفاؤه ليومين.. اليومين الذي مروا عليها كالدهر بعد الليلة المشؤومه من تحت رأسه..!! تذكر كل ما فعله وكل ما حدث ويحدث لها وعنفت نفسها بشده لإستسلامها له لتتراجع ادراجها وهي تنتفض مبتعده عنه بعيون تشع غضباً وصدرها يعلو ويهبط بعنف دلاله علي شده انفعالها ثم صرخت به وقد تجردت من اضطراب مشاعرها وخوفها من رد فعله قائله بتهكم وسخريه
: وحشتك؟ والله عال!! مهو عشان كده مهملني لوحدي بعد ما وجعت قلبي.. مهملني في نار وخوف من الي حصل وهيحصل..!!
هدر بها هذه المره بحده وغلظه تليق بأمير الجان : قولتلك غصب عني.. انا ما بكررش كلامي مرتين ولا ببرر افعالي..
"جميله" بغضب متناسيه خوفها منه : لااا انت لازم تقولي ازاي تعمل كده في ابويا وامي ها؟ ازاي تأذيني فيهم؟ عايز تعاقبني عاقبني انا انما ملكش دعوه بيهم واياك تقرب منهم مرا تانيهه
شعرت بيد تعتصر معصمها ولكن غير مرئيه اما عنه كان يقف امامها وقد اسودت عيناه مجددا وقد استشفت الان انها علامه علي غضبه فحين يغضب تسود عيناه بوحشيه ويعود لهيئته الشيطانيه..و في غمضه عين كان يقف امامها وجه يلتصق بوجهها يفح من بين اسنانه كالافعي وقد رأت انيابه تمدت بعض شئ عن ذي قبل لتصبح بالفعل كئنيات الافعي
: صوتك ده ميعلاش وانتي بتكلميني لو مش عايزه تعيشي خارصه بقيت عمرك..
ثم اردف بنبره اشرس : وكلامي اقصد بيه بعدي عنك اليومين اللي فاتوا انما بالنسبه لموضوع اهلك ده انا قفلته ومش عايز افتحه تاني عشان ما اقلبش حياتكم لجحيم واكتفيت بعقابهم بأقل حاجه متساويش صبري عليهم سنين عمرك الي فاتت وانا شايفهم قريبين منك وبيلمسوكي وبيتغزلوا ويدللوا فيكي .. هما قدامي ولا حاجه واقدر في غمضه عين انسف روحهم بس صبري عليهم ده عشان خاطرك وبس .. غير كدا هيشوفوا مني جحيم لو قربوا منك تاني.. !!
كانت ترتجف حقاً امامه لما تراه منه ..!!
اي قوه انسي تضاهي قوه وجبروت جني؟
ارتجفت اوصالها واغمضت عيناها بشده حتي لا تري منظره المهلك للأعصاب وقد ظلت تدعوا الله بداخل ذهنها ان يعطيها القوه حتي تستطيع الصمود امامه ومواجهته..
فتحت عينيها وتطلعت لعينيه بجرائه مصطنعة تحاول الثبات امامه واظهار عدم الخوف وهتفت بنبره حاولت جعلها قدر المستطاع غاضبه
: ننععم.!! انا ابويا مش قادر يحرك ايده، ولا يفتح بوقه من الوجع وامي راقده في فرشتها مش قادره تقوم تجيب كوبايه المايه لنفسها.. وتقولي دي اقل حاجه.!!
اردف بشراسه وجبروت غير ادمي بالمره
: ايوا اقل حاجه .. ايديهم الي لمستك وبوقهم الي كان بيتغزل فيكي كان لازم يتوجعوا..
ثم اردف بتملك ونبره غير قابله للنقاش : انا بس الي اقرب منك.. انتي من حقي انا .. انا الي خدت بالي منك من وانتي بنت يوم.. انا الي عشقتك من وانتي لسه موعتيش علي الدنيا.. انا الي حميتك من شر الجان السفلي وشر البشر الي كلهم طمعانين فيكي ..!!
ولا اهلك فاكرين ان لما شددوا الحصار حواليكي ومنعوا عنك الخروج واللعب والسفر ده كان من دماغهم ولا كان بإرادتهم ؟
ولا انتي فاكره زمايلك والناس برا بيبعدوا عنك ليه؟ عشان كارهينك ومش عايزين يقربوا منك ؟
لمعت عيناه بنظره شرسه تدل علي دمويه مالكها وهو يقول من بين اسنانه بقسوه وجبروب
: تبقي غبيه وكلكم اغبيه لو فاكرين كدا
.. انا الي عايز اهلك يشددوا الحصار عليكي.. انا الي عايز الناس برا تبعد عنك وميقربوش منك.. عارفه ليه؟!!
ليردف بغضب جامح وقسوه لتعلم بل وتتيقن ان غيره الجان اشبه بالجحيم بإمكانها احراق اي شئ وتبتلع من يأتي امامها بين براثين نيرانها
: عشان الكل بيحبك..!! ، محدش بيشوفك غير لما بيعجب بجمالك و بيطمع فيكي ..!!
من وانتي لسه بنت الاربعتاشر وانا شايف عيون الناس بتاكلك وكلها طمع .. طمع فيكي وفي جمالك.. كنتي لسه عيله مش فاهمه حاجه.. مش عارفه كام مره حميتك وانتي راحه وراجعه من مدرستك من خطط بشريه قذره ؟!
كان بدل الواحد ألف بيخطط انهم ياخدوكي غصب..!! رغبتهم فيكي عمت عنيهم انك لسه عيله ومفرقش معاهم مين فيهم قريبك ومن لحمك ودمك ومين فيهم اد ابوكي ومن فيهم هيطعن ابوكي في ضهره بعد ما آمن له وجمايله كانت مغرقاه...!! مش عارفه عن العرسان الي بييجوا لأبوكي ومستعدين يدفعوا دم قلبهم عشان تبقي ملكهم..!! وفي منهم الي كان متجوز بدل الواحده تلاته لا وكمان عندهم عيال قدك..!!
ليردف غير عابئ بتلك التي يرتجف بدنها بين يديه وعينها تتسع بصدمه ولا تستطيع منع سيل دموعها فوق وجنتيها بانهيار فقد كانت الحقيقه صادمه لها وفوق طاقتها ..!! ولكن قد حان وقت كشف الاسرار التي تدثرت طويلاً بين ثنايا الزمن.. اردف بقوه يتابع ما بدأ..
: ساعتها انا الي اقنعت ابوكي وامك بفكره انك تكملي تعليمك منزلي وانا الي اقنعتهم انهم يمنعوكي من الخروج واللعب والسفر.. كنت بحارب البشر والجن في نفس الوقت عشان احميكي..
وكنت هقنعهم بردو ان جامعتك تاخديها منازل بس لقيتك مصممه ومتشعلقه بالفكره زي العيله الصغيره شوفت فرحتك في عينيكي ومردتش اكسرها.. بس كان لازم ابعد الكل عنك لازم انزل ستاره علي عيونهم تمنعهم من انهم يشفوكي علي حقيقتك وطبيعتك عشان ميتكررش الزمن التاني..!!
القي قنبلته ثم صمت فوق صمتها ليعم السكون من حولهم الا من صوت انفاسهم العنيفه فقد كان صدره يعلو ويهبط بعنف واشتد سواد عينه كما برزت انيابه وهي تتأمله بفم مفتوح وقد عقد لسانها من صدمتها وتصلب جسدها غير قادره حتي بأن ترمش بعينيها لم تستطيع قدمها حملها شعرت انها تهوي فوق الارض وحين هوت وجدت نفسها فوق الفراش وليس علي الارض كما توقعت فهم كانوا يتوسطوا الغرفه...!!
متي اتت الي هنا وكيف هو حملها وهو ثابت امامها هي لاتعرف ولكن هذا ليس وقت هذه الاسئلة فقد شعرت انه وقت الصدمات وحسب.. تتلقي كل صدمه تلو الاخري كالصفعه القويه التي تهبط فوق وجنتيها دون رحمه..!!
هتفت من بين شفتيها بعيون تترقق بها الدموع وصوت متحشرج اثر الغصه المريرة التي سرت بحلقها : يعني انن.. ااا.. انت ال.. ال... انت السبب؟!
رفعت عينيها تنظر له بألم وقد هوت دموعها فوق وجنتيها بغزاره و ضعف لتراه قريب منها يجلس امامها فوق الفراش ولكن هذه المره بعيون بشريه يملؤها الشفقه والدفئ وجسد هادئ يتابع صدمتها بلهفه وقلق.. حاله صمت دامت للحظات فهي حقاً لا تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل الان؟! اتوبخه وتصرخ به وتثأر لحياتها التي عشاتها وحيده بسببه ام انها ترتمي بين احضانه لحمايته لها من هذا الشر التي لم تتوقع يوم انه كان مرقد لها..!!
تشعر بشمإزاز وخوف وقد اقشعر جسدها من حديثه عن خطط بشعه من الناس من حولهم تنفض تلك الافكار عن ذهنها فهي لا تتحمل تخيل ماذا كان سيحدث لها ان نجحت خطه من تلك الخطط الدنيئه..!!
جائت انماله تحيط بوجنتيها وتمسح دموعها برقه نازعه اياها من دوامه افكارها وهي تهم بإفراغ كل ما بجوفها من اسئله واستفسارات علي الاقل هذا ابسط حقوقها ان تجاب عما تريد معرفته وحينها تستطيع اخذ القرار الصواب في اتخاذ الخطوه القادمه تجاهه..
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فهو لم يعطي لها فرصه مباغتاً اياها بحركه مفاجأه حين امتدت انماله خلف رأسها تتخلل اصابعه خصلات شعرها الحريري ليتحكم بها قبل ان يجذبها بداخل احضانه يسند رأسها فوق صدره يضمها له بحمايه واخذ يربت فوق شعرها بحنو نزولاً بظهرها علي طول عمودها الفقري في صمت تام لم يخلو من اصوات انفاسهم المتصاعده اثر تقاربهم...
وكأن هذا ما كانت تحتاجه ليهدأ ثوره افكارها قليلاً تلك الرجفه التي اصبحت تتلذذ بها جعلتها تغمض عينيها وهي تتنهد براحه وتترك العنان لمشاعرها ان تتسيد الموقف وقد اجبرتها علي السكون بين يديه بعد شعورها بتلك الراحه والهدوء الروحي لتذوب بين يديه وقد اصبحت بين الحلم واليقظه وبدون وعي منها رفعت يدها تحيط برقبته وتدفن وجهها بثنايا عنقه وهي تضم جسدها له كالغريق التي يتشبث بطوق نجاته..!!
فين التفاعل ياجماعه