رواية بتوقيت منتصف العبث الفصل الخامس 5 بقلم اسماعيل موسي
٥
نوتة الانسه شيماء اليوم الثانى بعنوان
سأرتقى شجره طويله وارى السحاب
على الإنسان الا يبكى مهما كانت صدمته فليس بأمكان احد ان يشعر بنا
سأكون عميقه مثل حفرة وادفن قلبى داخلها ولا اسمح ابدا ان يتألم
اذا كنت شخص غير مهم فعليك ان تجبر الأخرين على احترامك
لقد اسأو الحكم على ومنذ اليوم سأظهر لهم وجهى الحقيقى
اغلقت شيماء نوتتها بسرعه عندما دلف فارس السلحدار نحو مكتبه
بالأمس روادتها رغبة بالتقيوء بعد ما غادرت مكتب فارس
وداخل الاتوبيس فى طريقها نحو المنزل اعدت خطط كثيره من أجل الانتقام، خطط سريه ان تفصح عنها لأى شخص
اليوم تبدو بارده على غير العاده
فى كل يوم كانت تلقى التحيه على فارس
صباح الخير فارس بيه وكان فارس لا يرد عليها، اليوم صمتت
ودعته يمر وربما لاحظت انه تردد لحظه خلال السير قبل أن يعبرها
جلس فارس على مكتبه والقى نظره نحو الخارج، شيماء متيبسه على المكتب تحدق بالملفات
اذا كان لا يرانى فأنا أيضآ لا أراه
رفع فارس يده، حملت بسنت الملفات ودخلت المكتب
كان فارس يرفع رأسه بين الفينه والأخرى وينظر تجاه شيماء
اليوم ومنذ الصباح لم ترفع عنقها وتنظر نحوه
دعه يحترق فى قاذوراته الوغد القميء القذر صاحب القلب المتحجر عنوان اليوم المكتوب على دفتر شيماء
علينا أن نذكر ان بسنت حاولت أن تراضى شيماء وشرحت لها ظروف عمل فارس وضغوطاته
انه لا يلقى وقت كى يتنفس، اعذريه من فضلك
وحاولت شيماء ان تقنع نفسها ان فارس تحدث مع بسنت لتتحدث معها وتخفف من حدة موقف الأمس
لكنه يملك لسان وعليه ان يعتذر بنفسه
اهلا صوفيا، همست بسنت عندما لمحت صوفيا اولا
عايزه اقابل فارس بيه :!
لم ترفع شيماء رأسها، انها تحدق بالدفاتر لكن الغيظ والغيره تنهشها
طرقت بسنت باب مكتب المدير وخلال لحظات كانت صوفيا فى الداخل
من بين الأوراق تلمح شيماء صوفيا جالسه على المقعد
انه لا يعاملها مثلها باحتقار وسمح لها بالجلوس
يتحدث بصوت معقول خافت ويبتسم، تنشقت شيماء هواء ملوث بالكرامه
بسنت؟ قالت شيماء فجأه، انا هخرج اشم شوية هوا فى الجنينه واشرب شاى، ولا هتاخدى اذن المدير؟
لا روحى انتى يا شيماء انتى شغاله تحت ايدى انا
ولابد ان اؤكد ان فارس السلحدار نظر نحو مكتب السكرتاريه مرتين وهو يتحدث مع صوفيا وكان على وشك ان يطلب قهوه لكنه غير رأيه (شيماء ليست موجوده فى المكتب
قعدت شيماء فى الحديقه، انا زعلانه ليه؟ كانت تتحدث مع نفسها، ما يعمل إلى هو عايزه ان شاله يولع هو وهى
وكانت غيمه كبيره تمر فوق رأسها، غيمه داكنه تراقب شيماء داخل الحديقه، الغيمه نفسها التى دمعت من الحزن على حالها وغمرتها بدفقات من المطر، نظرت الغيمه من النوافذ فى محاوله لأيجاد وسيلة للدخول لمكتب فارس لتعاقبه وبينما هى تتكثف وتنتشر حولت سرب البشر إلى أشباح
لم يعد هناك أشخاص فى الشارع، الغيمه تراقب شيماء وهى تركض نحو باب الشركه، الغيمه مرت وتوقف المطر
توصلت شيماء المبلله من المطر وهى تصعد السلم نحو مكتبها لحكمه مفادها
ليس هناك حاجه لان تعكر صفو نفسك من أجل اناس لا يردون تحية الصباح ويصرخون فى وجهك بكل وقاحه
لما وصلت شيماء كانت بسنت فى مكتب فارس وعلى ما يبدو كان هناك سوء فهم وصل لحد الجدال
وفارس يفتش الملفات ويرزعها على المكتب وشعرت شيماء بالآسى من أجل كل الأوراق التى تعرضت للضرب بقوه وتبعثرت على الأرض
انتى نسيتى طيب والهانم إلى قاعده بره؟ مش وراها حاجه غير الكتابه والنحيب
كانت بسنت تعتذر من أجل خطاء ارتكبته وتوضع بدقه ان شيماء لا ذنب لها
وانها تفعل المطلوب منها بكل تفانى
انتى فاكره الانسه إلى بره دى الاوزعه إلى شبه علبة البيبسى هتقدر تحل مكانك؟
دى شركات مصريه واجنبيه وناس بتتكلم لغات ودنيا واسعه
حنت بسنت دماغها وهمست فى ودن فارس
صرخ فارس، عارف، عارف، انتى كل شويه هتفكرينى؟
بتزلينى يعنى؟
همست بسنت مره تانيه وكان رد فارس ان صاح، صوفيا لا
قلت ميت مره لا
وكانت شيماء تسمع كل كلمه لكنها تنظر إلى الدفاتر، لقد آلت على نفسها ان لا تتحدث الا عندما يطلب منها
شايفه؟ ولا هاممها اى حاجه، دى مش بتحس، دى بارده مثلجه ':
همست شيماء فى سرها، ولازم نعرف ان شيماء تتحدث مع نفسها طول الوقت
البارده المثلجه يوم ما ستركلك على مؤخرتك بلا وخزة ضمير وستكون سعيده اذا تألمت، ثم رفعت وجهها بأبتسامه كبيره وأخرجت ورقه من الطابعه وجلست مره تانيه
وكانت اللحظات الاحقه تعد مفاجأه من أجل شيماء
عندما اعترفت بسنت وهى بتشرح سبب غضب فارس
ان فارس السلحدار هو الى اختار شيماء سكرتيره خاصه بيه
وانه لحد دلوقتى متمسك بيها
كما أنها عرفت بالصدفه، ان بسنت ليست فتاه بريئه او طيبه وانها عرضت على فارس ان صوفيا تتولى السكرتاريه بعد رحيلها لكن فارس رفض
وفكرت شيماء من غير ما تلاقى اى اجابه، اذا كان اخترنى ليه بيعاملنى كده؟
ليه بيشتم فيا ويقلل منى؟
ثم توصلت لنتيجه مرضيه، انا مش شبه علبة البيبسى وانها غير مسؤله عن اراء الأخرين تجاهها ولا تمثل لها أدنى قيمه
ومنذ تلك اللحظه لازم نعرف ان شيماء اتخذت قرار حاسم جدا
يجب أن افهم الشغل واعرفه اكتر من بسنت نفسها
ولم يكن يتبقى امامها سوى عشرة أيام
لكن شيماء بذلت مجهود ساحق جبار على مختلف الاصعده خلال النهار والليل وأثناء النوم
جلعلت جل وقتها للعمل، العمل، العمل وحفظ القواعد والعادات