اخر الروايات

رواية سر القرية الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية سر القرية الفصل الخامس 5 بقلم  Lehcen Tetouani



....عندما نزلت لارى من ذلك الشخص الممدد أمامي فأذا بي أنصدم بأنها جثة جلال وهو مضجع بالدماء في كل مكان من جسده كأنه إصطدم بشيء وتركه ملقى الارض غارق في دمائه
رحت ألتفت في كل إتجاه لعلي أجد أحد يساعدني فلم يكن هناك أحد في هذا المكان المقطوع ولم تمر اي سيارة من هذا الطريق فلا أدرى ما أفعل مع هذا الموقف الرهيب
وكنت أتحاشى الاقتراب منه ورفع جثته خشية ان يكون معه نزيف داخلي ونسيت تماما ان أفكر في ما الذي جاء بجلال الى هذا المكان ونسيت قصة الفتاة التي كتب في جرائد انها ماتت هي ايضا في هذا المكان
وفي هذه الساعة منظر جلال وهو غارق في دماء جعلني لا لحسن التطواني أفكر الا في شيء واحد وهو إنقاذه من الموت ان كان لا يزال حيا إقتربت منه ببطء ووضعت اصبعي على شريان رقبته فكان ينبض فعلمت انه مزال حي ورحت انادي عليه لعله يجيب جلال جلال هل تسمعني إطمئن سأذهب لاحضار الاسعاف واعود .
ركبت السيارة بسرعة وأنطلق الى اقرب نقطة للحماية المدنية فاشارة الهاتف كانت مقطوعة في هذا مكان ولا تصل الى هنا وصلت الى مقر الحماية المدنية وأبلغتهم عن الجثة الملقات في الطريق الرابط بين القرية والمدينة فجاءو معي مسرعين من أجل حمل جثة جلال ونقله الى المستشفى
ولكن الكارثة حينما وصلنا الى مكان لم تكن هناك اي جثة على الارض ولا حتى أثار للدماء وهو ما جعلني في موقف محير ومخجل في نفس الوقت فعناصر الحماية المدينة بداو في التزمر والسخط حينما لم يعثرو على جثة
واحسست أمامهم بالخزي وفقد كانوا غاضبين بشدة رغم التبريرات التي كنت أحاول ان أثبتها لهم ولكنهم إكتفوا بتوبيخ والشتم مدعين اني مخمور او دخنت شيئا
ركبوا في سيارة الاسعاف وتركوني في ذلك المكان وانا غارق في بحر من الحيرة والذهول حتى جثة جلال إختفت أمامي وهذا يعني انه هو الاخر غير موجود فهل أكون أنا ايضا غير موجود ياترى وربما هذه الطريق نفسها غير موجود وربما حتى عناصر الحماية المدنية غير موجودين ؟
لم أعد اثق في شيء ومهما ظهرت أمامي ملامح الاشخاص والافراد فلن أصدقها سأعتبرها غير موجودة فقد أخذت هذا الدرس مما رايته في تلك القرية والحل والوحيد الذي أتمكن من إثبات ما يجري في تلك القرية هو ان أصور بكاميرا فيديو مشاهد وأعرضها على رئيس التحرير
نعم هذا الحل بهذه الطريقة سأتمكن من الوصول الى حقيقة وربما اذا شاهد الفيديو الذي صورته سيقتنع بفتح تحقيق صحفي على الاحداث الغامضة التي تحصل هناك
في الصباح التالي جهزت كاميرا صغيرة تحمل في اليد ويمكن إخفائها بين ملابس وإنطلقت بها الى تلك القرية الغريبة وما ان وصلت الى هناك ضغطت على زر التشغيل لتبدأ الكاميرا في التصوير الفيديو إنتقلت بين أزقتها وانا أوجه الكاميرا ناحية الابواب والشوارع والاطفال وبين الحين والاخر أتحدث بصوت خافت حتى لا يسمع احد وانا أسجل الفيديو
حتى وصلت الى منزل الرجل العجوز والد جلال طرقت الباب وانتظرت قليلا حتى جاء جلال وفتح لي بنفسه الباب إنصدمت لما رايته في البداية وهو حي عكس ما رايته البارحة وهو جثة هامدة في الطريق Lehcen Tetouani
ولكني تذكرت كلامي البارحة بأن أصدق اي شيء أراه في هذه القرية وتعاملت مع الموقف بشكل طبيعي يكاد يخفي الدهشة والحيرة ثم وجهت الكاميرا بطراف أصابعي الى وجه جلال دون ان يلاحظني
وتحدث معه قائلا : جئت استفسر عن بيت عمتك هل أصبح جاهز للايجار ؟
قال نعم هو الان جاهز وتم تنظيف جميع الغرف من الاوساخ والغبار ثم أدخل يديه في جيبه واخرج مفتاح وقال هاهو مفتاح منزل يمكنك ان تلقي نظرة عليه اولا وبعدها نتفاهم على السعر
اخذت المفتاح من يد جلال وانا أخفي الكاميرا بين ثيابي وما إن تقدمت بضع خطوات حتى خاطبني جلال قائلا:
وليد أتمنى ان تعجبك صورتي في الكاميرا حين تراها



السادس من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close