رواية عشق خالي من الدسم الفصل الرابع 4 بقلم فاطمة سلطان
الفصل الرابع 4
بقلم فاطمة سلطان
اذكروا الله
__________________
رُبما عدم الاتفاق هي أقصر مسافة بين فكرين
#جبران_خليل_جبران
___________________
خرج مروان من مكتب والده، غالقًا الباب خلفه بعد وقت من الحديث الطويل وهو يشرح له بعض المشاكل المتواجدة في العمل والذي يتوجب عليه حلها وأني ذهب معه غدًا الي المصنع، وجد شقيقته أمامه، فأردف قائلا بنبرة متسائلة
- رايحة فين يا هانم
أردفت رباب قائلة بسخرية من سؤاله
- داخله لبابا يعني هروح فين
علشان اخذ منه الأذن عليشان عيد ميلاد صاحبتي اللي هروحه
قالها مروان وهو يضيق عينيه ويعقد ساعديه ساخرًا
- ده فين ده ان شاء الله، وصاحبتك مين دي وبعدين يا جبلة عيد ميلاد ايه اللي تروحيه في الظروف دي مينفعش طبعا
أردفت رباب قائلة بنبرة هادئة فهي تعلم أسئلته وليست جديدة عليها ورُبما هو معه حق في تلك النقطة
- خلاص يا عم المخبر ده صاحبتي ايمان ما انتم عارفينها وهيكون في البيت عندها هنعمل ليها مفاجآة، وبعدين دي زي اختي
أردف مروان قائلا بلا مبالاة
- ماشي قوليله الصبح لانه متعصب دلوقتي، وفي كل الاحوال هو مش هوافق وهيهزقك
أردفت رباب قائلة وهي تغمز بإحدي عيناها
- طب شكرا يا سيدي كفايا، مش هتجيب الفلوس اللي عليك يا برنس
قلد غمزتها وأردف قائلا بمرح واستغراب
- فلوس ايه
قالتها رباب بجدية زائفة
- فلوسي اللي عندك يا جدع
أردف ساخرًا وهو يقرص إحدي أذنيها وكأنها مازالت صغيرته
- هو انتِ يا معفنة هيكون ليكي فلوس عندي
ترك أذنيها فأردفت قائلة بنبرة مرحة وهي تنظر له بخبثٍ شديد غامزة بإحدي عيناها كرة أخري
- الوحمة يا كبير
أردف مروان قائلا بعدم فهم فهو ظن أنها إحدي الحركات التي تفعلها بغرض المرح لا أكثر
- انتِ بتغمزي علي ايه ووحمة ايه ؟؟
أردفت رباب قائلة بنبرة منزعجة أجادت تصنعها وضيقت ملامحها
- ايه ده احنا هنبدأ الشغل ده عيب عليك لما تنصب علي ولية غلبانة زيي
قد نفذ صبره، فهو لا يكره سوي أن يكن موضع الأحمق وألا يفهم ما يقصده الطرف الذي يحدثه، فأردف قائلا بغضب
- بت انتِ انا عفاريت الدنيا بتنطط في وشي بتتكلمي بالغاز ليه ما تقولي في أيه علطول
- الوحمة اللي في قفا مراتك اللي قولتلك عنها زمان وراهنت عليها ولون عينيها
أردف قائلا بسخرية وهو يحاول أن يتذكر ما تتفوه به شقيقته
- يا سلام أحنا هنهرج
- وحياة عبد السلام
صمت قليلا وهو يحاول تذكر ذلك الشيء الذي تتحدث عنه ولكن لا يتوقع أن بالفعل تسنيم تمتلك تلك الصفات رُبما بالفعل عيناها مميزة رغم أنها تحرص ألا تنظر له مباشرًا فهو لم يركز بها جيدًا ولكنها ملفته بالفعل حتي أنها لم تكن هكذا منذ سنوات وكأنها أصبحت ناضجة، فأردف قائلا بجدية زائفة
- انتِ عندك شهود بالكلام ده ؟
ضيقت عيناها وأردفت قائلة باستغراب فهي لم تفهم مغذي سؤاله
- كلام ايه؟
وضع يده علي كتفها وجهز نفسه ليتحدث في نبرة رسمية أجاد بالفعل تصنعها
- انتِ موصفتيش الوحمة ساعتها بشكل دقيق أبعادها قد أيه شكلها
ممكن تكون صدفة وامشي من قدامي علشان عندى استعداد اديكي قفا تحلفي بيه بعمرك كله
أردفت قائلة وهي ترفع يدها الي الاعلي وأخذت وضعية الدعاء
- يارب انتَ عليك خلاص الحقوق ده اخويا وهحاول أسامحه
كاد أن يجيب عليها لتفر من أمامه فهي تريد المرح فقط فهي تتمني أن يعش أخيها بسلام فقط مع أمراة تحبه وأن تري أبنائه .
____________________
في القاهرة
كان عمر يجلس في المنزل أمام التلفاز، وهو يفكر في طريقة تمكنه من إقناع زوجته بالذهاب اللي ابنتها مرة أخري فهو ليست لديه الجراءة ليذهب، فمنذ زواجها وبعده بأسابيع قليلة
لا يراها أبدا فهي لا تأتى، وربما يخاف قليلا من مروان فهدده بالفعل ورأي وجه أخر له ومن يومها يخشي الاقتراب منها
<<فلاش باك>>
بعد عقد قرآن مروان وتسنيم بشهر واحد فقط، في تلك الحارة التي تتواجد بها بيت تسنيم وبيت سعد أيضًا ويتواجد في تلك الحارة قهوة قد مر عليها سنوات عديدة
يجلس عليها أغلبية الرجال والشباب الذي يسكنوا في تلك المنطقة، كان مروان قد خرج لتوهه من بيت سعد ليجد عمر يجلس علي القهوة فاقترب منه وهو يتوعد له بالكثير
- مروان يا ابني اقعد ده الحارة نورت والله العظيم، ياض يا محمد هات شاي لمروان بيه نسيبي
أخذ مروان مقعد من الطاولة المجاورة ووضعة علي طاولة عمر الذي لم يكن يجلس أحد معه ويدخن تلك النارجيلة بمفرده فمن الواضح أن لا أحد يطيق هذا الرجل أو يجلس معه
- مفيش داعي هو خمس دقايق وماشي
ضيق عمر ملامحه وأردف قائلا بإصرار
- لا ابدا ازاي تبقي اول مرة تقعد معايا علي القهوة ومعزمكش علي حاجة، الا صحيح انتَ كنت جاي عندنا وله ايه
أردف مروان قائلا وهو يخرج هاتفه من جيبه ويضعه علي الطاولة أمامه، جاء ذلك العامل ووضع الشاي أمامه
- شكرا
ثم وجه حديثه الي عمر بعد أن أخرج نقود من جيبه وأعطاها لذلك الصبي
- لا كنت عند عم سعد وقولت اجي اتكلم معاك لوحدنا
أبتلع عمر ريقه بتوتر ثم أردف قائلا بقلق شديد
- خير يا ابني في حاجة
ثم استكمل حديثه بانزعاج فهو لا يريده ان يقترب من ذلك الرجل فيتفوه ببعض الأشياء، فهو لا يعلم أنه من طرفه من البداية
- صحيح يا ابني ما تسيبك من الراجل الاعمي ده وش فقر ..
ليقاطعه مروان بحدة قليلة أربكته
- متغلطش في راجل بعتبره في مقام والدي أحسن الراجل ده أعرفه قبل ما أعرفكم أصلا
ابتلع ريقه بصعوبة تلك المرة فكانت نبرته وحدتها شديدة عليه
- مش قصدي يا ابني انا بس ..
قاطعه مروان مرة أخري قائلا بنبرة غامضة
- مفيش بس
انا جاي اقولك كلمتين وانا عندي ميزة مبحبش اتكلم في القديم، وعندي عيب وحش اوي اني مبحبش اعيد كلامي
ظن عمر السبب في حديث مروان بتلك الطريقة أنه تشاجر مع تسنيم فهو لم يحدثه بتلك الطريقة أبدا عند طلبه تسنيم منه، فأردف قائلا بنبرة قلقة وتساؤل
- في ايه بس يا ابني تسنيم زعلتك في حاجة ده انتم لسه عرايس
أردف مروان قائلا بنبرة حازمة
- اول حاجة عايز اقولها ليك متجبش سيرة تسنيم علي لسانك تاني
كان يشعر عمر بالقلق فهو وضع لنفسه الكثير من الأماني بأن هذا الرجل سيكون نجاته
- الله انتَ بتقول ايه يا ابني، ده انا في مقام ابوها
هز مروان راسه بغموض وأردف قائلا بنبرة ساخرة
- خلاص ماشى يا ابوها وانا دلوقتي جوزها وبقولك متجبش سيرتها ولا تفكر تزورها مع مراتك ولا تشوفها تاني، ماشي يا أبوها وله مش ماشي
- ايه الكلام الماسخ ده
ابتسم مروان بسخرية ثم أردف قائلا ببرود شديد
- ابقي حطله سكر لو مش متقبله لغايت ما تتقبله اياك اشوفك حتي بتسلم عليه
بص لو عرفت ان تسنيم ماشية في شارع أحسن ليك متمشيش في نفس الشارع، مراتك تزورنا عيالك يزورنا انتَ لو سمعت اسمك بس او سلمت علي تسنيم مجرد السلام هتزعلني وانا مبحبش ازعل لانه هيكون غلط عليك
أردف عمر قائلا وهو يجاول ان يتماسك وألا يخاف منه رغم أن الرعب قد دب في أوصاله
- هو انتَ اتجوزتها علشان تمنعها من اهلها
هز رأسه موافقًا علي حديثه ثم أردف قائلا بسخرية شديدة
- اه اتجوزتها علشان امنعها عن أهلها حلو كده ؟ ليك شوق في حاجة
- اكيد الراجل ده قالك حاجة ما انا عارف
قاطعته مروان قائلا وهو يمسك كوب الشاي
- ماقولنا انا مبحبش أعيد الكلام ولو حابب تجرب زعلي اعمل اي حاجة من اللي قولتلك متعملهاش
لينهض وهو يحمل الكوب ويسكبه علي فخذ عمر؛ ليصرخ فمازال الشاي ساخن جدًا
- اااه
أردف مروان قائلا بخبث شديد
- معلش يا عمي آسف
<<باك>>
تنهد بضيق فكل ما يفعله لا يُجني شيئا، فهو بالفعل لا يعرف ما الذي يتوجب عليه أن يفعله فلن يكن الخاسر.
_________________
صعد مروان وتوجه ناحية غرفته وفتح الباب بهدوء، وجدها كالعادة مستيقظة ولكن يتواجد علي الفراش حقائبها التي علي ما يبدو قد حزمت امتعتها وتحصر نفسها للرحيل ولكنه سوف يخيب آمالها علي ما يبدو
جلس علي المقعد الوحيد المتواجد علي الغرفة لتجلس علي طرف الفراش، قبل ان تتفوه بأي شيء أردف مروان قائلا وهو يسلط بصره لاول مرة علي عينيها ويحاول أن يتذكر حلم شقيقته فقد مر عليه سنوات ظن انها طفلة تؤلف بعض القصص
- ده انتِ مش طايقة البيت خالص لدرجة انك لميتي حاجتك ومظبطه الدنيا
تنحنحت ثم أردفت قائلة بخجل
- لا طبعا مش قصدي، بس مش انتَ قولت انك هتقول لباباك وهنرجع، يعني اكيد بعد اللي حصل مفيش فرح وجودي مبقاش مهم
أردف قائلا بنبرة غامضة
- ده بابا شايف أن وجودك مهم جدا
عقدت ساعديها ثم أردف قائلة وهي تضيق عينيها
- مش فاهمة
أردف قائلا وهو يقص عليها باختصار قرار والده
- بابا عايزني أمسك الشغل لان أحمد مخنوق ونفسيته مش حلوة ومع مراته ووالدتها الفترة دي، فعايزنا نقعد شهرين اتنين تلاته علي حسب الظروف
قالتها ببلاهة
- نعم ؟؟
أردف مروان قائلا بسخرية فعلي ما يبدو أما فقدت حاسة السمع، أو قد أصابها شيء من الذهول فهو لم يقول شيئا صعب فهمه
- نعمين
تحدثت في نبرة متذمرة وغير راضية تمامًا عما يحدث
- اكيد انا مفهمتش صح ان شاء الله ويكون قصدك حاجة تانية
- للاسف مش قصدي حاجة تانية قصدي اللي فهمتيه
أردفت قائلة بغصب شديد فهي لا تتقبل ما يتفوه به
- الي بتقوله ده استحالة انا اقدر اقعد شهر وله اتنين وله حتي اسبوع كمان
ده انا كنت بعد الساعات اللي قبل الفرح علشان امشي ولا حتي استحمل يوم
أردف قائلا بنبرة مستفزة فهي بالفعل متمردة وغريبة في اندفاعها
- خمس دقايق ينفع
- انتَ بتهرج صح
- اكيد
أردفت قائلة برفض تام
- انا مقدرش اقعد تاني انا مش عايزة احطك في موقف صعب بس بجد انا اللي في موقف صعب دلوقتي مينفعش يعني مينفعش
أردف مروان قائلا وهو يضيق عينيه
- انتِ مش مرتبطة بجامعة ولا حتي لحقتي اشتغلتي علشان يكون في ازمة في قعادك هنا ليه العصبية دي كلها
أردفت قائلة باندفاع شديد تناست به خجلها
- نومي معاك في نفس الاوضة دي ازمة لوحدها انا جسمي التهب والجو حر والتكيف مبيعملش حاجة؛ وانا مش مجبرة علي ده
- مش فاهم
تنهدت لا تعلم هل هو يتعمد أن يخجلها أم ماذا، فأردفت قائلة بغضب شديد واندفاع مرة اخري فأشعل تمردها
- ايه اللي مش فاهمة انا مجبرة طول الوقت اقعد بالاسدال بسببك ومش متحمله ده
تصنع التفكير، ثم أردف قائلا وهو يضيق عينيه
- انا اللي جبرتك مش فاهم ؟؟
قالتها بعد تنهيدة مطولة فهو ليس احمق ليدرك خجلها منه فهي تعتبره غريب عنها مهما حدث
- يارب ارحمني لو سمحت قدر موقفي، وبعدين مينفعش اسيب طنط سلوي لوحدها اخر فترة كانت تعبانة غير ان كنت علي أول الشهر في شركة كنت هعمل فيها interview
لم يكن يدرك أنها متمردة ومندفعة فحتي في غضبها تناست خجلها وصوتها الذي لم يكن يسمعه غير أنها تنظر في عينه بحدة وبطريقة مباشرة دون أن تبعد نظرها عنه، فأردف قائلا ليفهمها أنها ليست الوحيدة المتضررة هنا
- علي فكرة انا ليا شغل وبرضو مينفعش اسيبه بس اعمل ايه ده الموقف ولازم نتحمله زي ما كل واحد قبل بالتاني علشان يريح دماغه لفترة في احنا مجبرين نكمل للاخر
أردفت قائلة بالحل الذي تجده الأمثل الآن
- قول لوالدك علي الحقيقة وقوله انك اتجوزتي علشانه اكيد مش هيرضي أنك تفضل مكمل مع واحدة مش هتحقق اللي هو عاوزه واقنعه انك هتبقي تشوف انسانه تناسبك
- انتِ لسه مش فاهمة ؟
- مش فاهمة ايه
أردف مروان ساخرًا فهو يفهم والده جيدًا
- انتِ فاكرة ان أبويا مش عارف
طب بلاش مش عارف حتي لو مش عارف فعلا ومصدق اننا متجوزين هل لو عرف ده هيغير حاجة ؟
ضيقت ملامحها بغضب حاولت كتمه بقدر الإمكان
- ازاي يعني مش هيغير حاجة
أردف مروان قائلا وهو يحاول أن يجعلها تفهم الوضع
- ابويا عنده يحضر حالة وفاة ولا انه يسمع عن طلاق غير انه مدام جابك لغايت هنا وهو أكيد عنده كل الاحتمالات فهو مش هيسيبك تمشي بسهولة حتي لو عرف الحقيقة هيسعي لاخر نفس ممكن تتصوريه ان جوازنا يكون حقيقه، ده لو مخلكيش تحبي عيشتك هنا وتحبي الوضع وتتقبليه ميبقاش أبويا ده ممكن يغسل مخك وانتِ قاعدة
لم تصدقه فلا تظن أنه لن يهمه اذا علم الحقيقة، فأردفت قائلة بنبرة متسائلة
- انتَ بتهرج صح؟
- مبهرجش انا اكتر واحد فاهم ابويا يمكن هو دايما متفق هو احمد بس احنا الاتنين فاهمين بعض حتي لو بنختلف في الاراء
- وبعدين يعني هنعمل ايه اكيد انتَ مش حابب الوضع ده
أردف قائلا بسخرية
- اكيد انا ضهري اتكسر من نومه الارض
أردفت قائلة بغضب فهي لا تدري لما لا يشعر بخطورة الوضع
- هو ده وقت ضهرك يعني هي دي المشكلة والازمة دلوقتي
أردف قائلا بسخرية وهو يسلط بصره عليها ويشير بده
عليها أولا ثم عليه
- يعني سبحان الله كانت مشكلتك انك جسمك ملتهب وضهري في ذمة الله عادي مش مهم
جايبه من كارفور انا
ظهر شبح ابتسامة علي شفتيها وسرعان ما اردفت قائلة وعادت الي أساس الموضوع
- انتَ وقفت جنبي وشكرا ليك ولو اعرف اردلك جميلك هرده بس اللي بتقوله ده صعب
ايه اللي يخلينا نكمل في حاجة كدا كدا باينه للكل
- حتي لو الظروف خلتنا نعمل كده زمان فاحنا مجبرين نستحمل ظروف بعض للاخر
تنهدت بضيق ثم أردفت قائلة
- انتَ ببتتكلم في مدة مش معروفه احنا عمالين نزود في الوقت وخلاص
ايه اللي هيفرق لو قولتله هنطلق دلوقتي وله بعد شهرين وله حتي بعد سنة بالعكس انتَ بتعقد الموضوع اكتر
صمتت ثم أستكملت حديثها حينما وجدته لم يقاطعها ويستمع لحديثها
- انا هقول لوالدك علي كل حاجة واننا اتجوزنا علشان الظروف وكل واحد فينا اتجبر علي كده
أردف ساخرًا فعلي ما يبدو هي لا تصدقه بالفعل فوالده لن يفرق معه
- والله انتِ في بيته روح قوليله لو اللي هتقوليه هيغير في رأيه شيء هكون ممنون ليكي، وهتكوني عارفة بابا أكتر مني
أردفت قائلة بغضب فهو ليس ثائر مثلها فهو لم يخسر شيء
- هو انتَ ليه واخد الموضوع بمنتهي الأريحية وله انتَ طبعك هادي زيادة عن اللزوم
كان يري تمردها الذي يتنافر مع ملامحها الفاتنة الذي يشعر وكأنه لاول مرة يراها وخصلات شعرها الحريرية التي تظهر عنوة عنها من أسفل حجابها فهي بالفعل حورية، وكأن وجهها لا يحتاج شيئا ليظهر جماله، فهي فاتنة وجميلة دون مجهود منها أو حتي لفت نظر، حاول ان يسيطر علي ذلك الجانب الذي أعجب بها واشار بأصابعه وأردف قائلا
- الاتنين
حاولت استفزازه وأن تشرح له ابسط الأمور الذي يختلفا به أو علي الاقل أبسط الخساير
- طب تخيل انك لشهرين هتنام علي الارض وانتَ بتحب النور يتقفل وانا مبعرفش انام غير والنور مفتوح
حك ذقنه ثم أردف قائلا بلا مبالاة
- لو دي المشكلة بس فدي حاجة صعبة فعلا هعتبرك واحد صاحبي رزل وانا وهو مش متفقين في حاجات كتيلا ومجبرين ننام في نفس الاوضة
- انا واحد صاحبك ؟؟؟؟
أردف قائلا بنبرة مرحة
- علي فكرة انا مقولتش واحد صاحبي بس قولت رزل كمان، هي واحد صاحبي ضايقتك اكتر
خجلت وأردفت قائلة بغضب
- الاتنين مضايقني، لو سمحت شوف حل علشان انا مش هينفع أفضل قاعدة هنا
- هفكر في حل
قالتها بغيظ شديد
- فكر
- خلاص مش هفكر في نفس الدقيقة انا، نامي وانا هبقي افكر في حل
- انا خلاص كده مش هعرف انام طيرت النوم مني
قالها بلا مبالاة وخبث
- كويس
قالتها باستغراب شديد
- هو ايه اللي كويس
أردف قائلا بارهاق شديد
- افضلي انتِ صاحية وانا هنام علي السرير يعني هقولك ايه اهدي وخلاص
وانا هشوف حل قولتلك
ثم استكمل حديثه قائلا حينما تذكر ذلك اليوم
- هو صحيح لما جيت كنتي بتتكلمي انتِ وبابا الصبح عن مين
اللي حصل خلاني انسي اسالك
- عن اللي اسمها خلود دي
رفع حاجبيه ثم أردف قائلا باستغراب
- مالها
أردفت تسنيم بغيظ حينما تذكرت حديثها
- انسانة معندهاش ذوق وحشرية جدا
فهو مازال لا يفهم ما الشيء الذي من الممكن أن تتفوه خلود به ليزعجها الي تلك الدرجة
- عملت ايه مش فاهم
قصت باختصار ما تفوهت به تلك الشمطاء فهو بالفعل تشعر بالغصب الشديد كلما تتذكر أهانتها فهي قبلت بهذا الوضع حتي لا تُهان ولن تسمح لاحد مهما كان أن يهينها أبدا
- انتِ رديتي عليها يعني
أجابت عليه بسخرية وهي تصفق بهدوء
- لا كنت هسقفلها
ثم استكملت حديثها بنبرة هادئة
- اكيد رديت طبعا مش من حق حد يلومني وهو يكلمني بالطريقة دي خصوصا انها حتي متعرفنيش أو واخده عليا مع أن ده مش سبب كافي أنها تدخل في حياة حد
دي اول مرة تشوفني مين اللي مديها الجراءة دي اصلا ووالدك مزعلش
شعر مروان بالاستغراب الشديد رُبما هو لا يعرفها جيدًا ولكن لما تفعل ذلك مع تسنيم فهو غافل تمامًا أنها فعلت الاكثر وأطلقت سم حديثها اكثر من مرة مع ملك ولكنها كانت تحفي عنه حتي لا تزعجه أو تشغل باله وتعطيه انطباع أنها لا تريد زيارة أهله ومعارفهم، فأردف قائلا
- بس غريبة يعني مكنتش اتوقع ان خلود تقول كده وبعدين بابا عرف منين مدام انتم كنتم قاعدين لوحدكم
ذمت شفتيها قائلة بعدم اهتمام
- معرفش عرف منين انا لقيته عارف من غير ما اقوله فافتكرت انها اشتكت عليا بس قالي لا
- هو بيعرف كل حاجة ما شاء الله
قالها بسخرية وهو يذهب الي الفراش لاخذ وسادة وشيء يستطيع وضعه علي الأرض لينام فوقه.
_____________________
في الساعة العاشرة صباحًا هبط مروان
من غرفته استعدادًا للذهاب مع والده، فوقف في الحديقة يتحدث مع صديقه محمود ويخبره بالتطورات الذي حدثت وعلي ما يبدو قد وقع إدارة المطعم له والعمل فحتي اذا جاء ستكن زيارة لا تزيد عن يومان
جاءت تسنيم حتي تعطيه مفتاح سيارته حينما وجدته قد نساه، ولكن استوقفها نبرته العالية وهو يتحدث مع صديقه لتسمعه وهو يقول
- يابني دي طماعه انا فاهمها، كويس مين تترضي بالوضع ده الا لو طماعة وعايزة فلوس او ليها مصلحة لان عارفه انه مش هيسيبها وهيجبرها تكون معايا هناك
صعقت تسنيم بوصفه لها العجيب هل هي طماعة وكل ما يهمها النقود في نظره؟
لعنته وعادت إلى المنزل وحينما وجدت العاملة أردفت تسنيم قائلة
- مروان نسي مفاتيحه هو واقف برا قدام البيت ممكن تديله المفاتيح
صعدت الي غرفتها لتبكي بمفردها لقد اهانها وهي لن تصمت علي ما فعله بحقها ابدا فليحترق كل شيء فقد أخذت علي نفسها عهدٍ الا تسمح أن يهينها أحد
__________________
في المساء
قد وصل محسن الي البيت أخيرًا بعد بعض المشاوير التي يجب أن ينهيها بنفسه، جلس علي المقعد المتواجد في الصالون، وينتظر منهم تحضير العشاء ولكن هو غافل عما حدث طوال اليوم، فنادي علي رباب بصوت عالي
جاءت رباب وجلست بجانبه فأردفت قائلة بتوتر
- انا هنا يا بابا، عامل ايه
أردف محسن قائلا بتساؤل فاستغرب من حالة البيت فنادرًا ما يكون بهذا الهدوء
- انا كويس اومال فين الباقي مفيش حس وله ايه
تحدثت رباب بنبرة متوترة
- تسنيم انا لما جيت ملقتهاش ومعرفش هي فين وباين انها واخده هدومها وشُنطها
أردف محسن بغضب شديد وصدمة
- يا نهارك اسود واخده هدومها وراحت فين وانتِ متصلتيش بيها ليه
- اتصلت يا بابا بس مبتردش مقفول وكلمت مروان مقفول برضو
- هتلاقيه راح عند عبدالله البيت ومفيش شبكة يادي النيلة
أردفت رباب بقلق شديد ونبرة منخفضة
- بابا هو ممكن اقولك خبرين
- لو حلوين قوليهم ولو وحشين فانكتمي
- كده كده هتعرفهم ، انتَ هتبقي جد مرة تانية
أردف محسن قائلا وارتسمت الابتسامة علي شفتيه
- تسنيم حامل ؟؟
هزت رباب رأسها نافية
- لا مش تسنيم رنا حامل
وكأن فرحته انكمشت فهو يريد أن يسمع ذلك الخبر الاجمل علي الإطلاق ذرية مروان ولكنه فرح أيضا، فأردف قائلا
- طيب يا ستي مبروك
- الله يبارك فيك بس في حاجة صغننة كده
بس رنا راحت عند امها وماما راحت تشوف في ايه
- ما تروح هي دي مشلكتي دلوقتي
أردفت رباب قائلة وهي تحاول أن تفسر الحديث
- لا مهي مراحتش زيارة رنا سابت البيت لاسلام وعايزة تطلق
أردف قائلا بغضب شديد
- يا نهارك اسود علي اخبارك الفقر اللي شبه وشك، ازاي محدش يتصل بيا طول اليوم انتِ عايزة تجلطيني قومي هاتيلي برشام الضغط بلا هم كلكم
دخل مروان في تلك الاثناء، فأردف قائلا باستغراب وقلق
- مساء الخير مالك يا بابا بتزعق ليه
أردف محسن بغضب شديد
- مساء الزفت يا رايق انتَ ومش داري بأي حاجة
- في ايه بس فهمني
- مراتك سابت البيت وخدت هدومها
أردف قائلا بعدم فهم وغضب
- يعني ايه سابت البيت
- انتَ بتسالني انا
معندكش علم مراتك فين يا باشا انتَ اتخانقت معاها
- لا وانا هتخانق معاها ليه
- اتصل شوف اهلها وله راحت فين هي تعرف حد هنا أصلا علشان تروحله اكيد رجعت القاهرة
- خلاص هكلمها يا بابا
اكيد في حاجة مش مفهومة هي هيتسيب البيت ليه وبعدين كانوا فين وهي ماشية
- امك كانت عند رنا أصلها غضبت برضو واختك كانت في الجامعة وزينب كانت بتجيب طلبات باين
ومتتصلش بيها وتتفلسف لانها مش هترد اختك قالت انها اتصلت بيها كتير مبتردش وشوية يدي مقفول
وضع مروان يده في جيبه فلم يجده فأردف قائلا
- انا واضح ان نسيت تليفوني عند عبدالله اتصل بيه كده
______________
صعد مروان الي الغرفة وجدتها بالفعل قد أخذت حقائبها كلها ويتواجد علي الفراش بعد النقود وسلسلة ذهبية صغيرة يتواجد عليها صورة والدها
لم يفهم جيدا ما تقصده من تلك الحركة .