اخر الروايات

رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم ياسمين

رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم ياسمين





الفصل الرابع من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 

+


فتح صالح باب الغرفة و دفع يارا أمامه برفق 
لتفرك ذراعها بألم مكان أصابعه التي كانت تضغط
على ذراعها....سارت نحو الحمام حتى تغسل 
يديها و وجهها من رائحة السجائر التي كانت تعبق 
منها لكن صوت صالح الغاضب أوقفها :
-رايحة فين؟؟ 

+


أجابته باقتضاب : هدخل الحمام.. 

+


صالح بغضب : بسرعة عشان هطلبلك الدكتورة 
تيجي تطمن على البيبي..... 

+


إبتلعت ريقها بصعوبة و بدأت دقات قلبها 
تتسارع قبل أن تهتف بنبرة بدت واثقة:
-مفيش داعي...البيبي كويس... 

+


قاطعها بصرامة و نظراته تدل على إشمئزازه:
-محدش خد رأيك و يلا غوري من قدامي عشان 
ريحتك بقت تقرف ... 

+


ضغطت على أسنانها بغضب و هي تشتمه بداخلها 
قبل أن تدلف الحمام و تغلق الباب وراءها بعنف.... 
غسلت أسنانها ووجهها و يديها جيدا ثم خرجت
لتجده يجلس أمام طاولة الطعام ينتظرها و هو 
يحرك هاتفه بين أصابعه... شعر بوجودها ليرفع 
رأسه نحوها قائلا بنفاذ صبر عندما وجدها واقفة 
في مكانها :
-تعالي...

+


جلست أمامه و هي تفرك يديها بتوتر بينما نطراته
الحادة تكاد تخترقها... دفع طبق الطعام نحوها 
هاتفا :يلا كلي...و بعدين إشربي كباية اللبن ". 

+


أمسكت الشوكة بامتعاض ثم غرستها في شريحة 
اللحم المشوية و اكلتها دون شهية ثم همهت 
باعتراض :
-بس انا مش جعانة... 

+


صالح :إنت متعشيتيش كويس...فلازم تاكلي 
عشان البيبي محتاج تغذية....يلا بلاش دلع 
عاوز الطبق فاضي". 

+


يارا برفض : قلتلك مش جعانة...و بعدين متخافش 
على البيبي هو مش هينقصه حاجة و لو انا 
مكلتش هو هيتغذي مني..فمتقلقش". 

+


صالح بانزعاج :كل اللي قلتيه داه ملوش لازمة و يلا
كلي...أنا لسه محاسبتكيش على اللي هببتيه 
من شوية ". 

+


خفضت يارا رأسها دون جدال ثم شرعت في
الأكل رغما عنها حتى أكلت نصف الطبق...رغم إنها كانت تتعمد أكل الخضروات فقط توقفت عندما 
شعرت بأنها لن تستطيع تناول المزيد.....
كانت أنظار صالح مسلطة على أقل حركاتها 
و ما إن كادت تبعد يدها عن الشوكة حتى 
وضع يده على كفها يمنعها لترفع بصرها نحوه
بحيرة لكنه ضغط على أصابعها ناهرا إياها :
-كملي أكل...إنت مكلتيش غير شوية خضار ". 

+


حركت برأسها بنفي ثم تناولت كوب العصير 
بيدها الأخرى قائلة :
-شبعت خلاص....معدتي هتوجعني و ممكن 
أرجع... 

+


أراح يده من فوقها ثم أخد السكين و الشوكة 
ليقسم قطعتين صغيرتين من اللحم ثم رفع 
الشوكة نحو فمها قائلا بلهجة غير قابلة للنقاش:
-يلا كلي.... 

+
             
فتحت فمها لتتكلم لكنه نهرها بنظراته الصارمة
لتتناول يارا القطعة بصمت و هي تحاول تجاهل 
تلك الوخزات الطفيفة في معدتها.... 

+


تناولت القطعة الثانية و الثالثة قبل أن 
ترفع نظرها نحوه بعينين متوسلتين و هي 
تقول :
-كفاية بليز....مش قادرة آكل أكثر من كده ". 

+


تراجعت بجسدها إلى الوراء تمسح دموعها 
التي تساقطت رغما عنها ليزفر صالح 
بانزعاج و هو يرمي الشوكة من يده 
و يقف من مكانه متجها إليها قائلا :
-بتعيطي ليه دلوقتي...إنت عاوزة تقتلي 
الولد سجاير و عياط...مش كفاية إنك رافضة
تأكلي". 

+


جذبها من ذراعها لتقف أمامه...كانت نظراته 
مخيفة لترتعش يارا بذعر متذكرة تهديده لها 
بشقيقها ريان..... 

+


شعرت بتجمع حبيبات رقيقة من العرق على 
جبينها مع تزايد إضطراب معدتها رغم أنها
حاولت جاهدة تهداة نفسها و إيهامها أنه 
تهديد فارغ و أنه فقط يريد إخافتها...لكنها 
لم تهدأ ليلاحظ فريد إضطرابها...هتف بقلق 
و هو يتفقد حرارتها :
-في إيه مالك؟؟ حاسة بوجع.... 

+


حركت رأسها بالايجاب و هي تضغط على 
شفتيها مانعة شهقاتها من الخروج قبل أن 
تلقي بنفسها بين أحضانه متعلقة برقبته 
كأنها طفلة صغيرة عندها فقط إنهارت 
بالبكاء من شدة خوفها مرددة بكلمات
متقطعة : أنا... آس. فة.. أرجوك و الله 
أس... فة...سامحني و أنا مش هزعلك ثاني 
أنا عاوزة البيبي و مش حابة أئذيه و الله 
أنا غلطت..بليز مش هعمل حاجة وحشة ثاني 
و هشرب كباية اللبن...بس كفاية عقاب أنا 
بقيت عايشة في رعب من ساعة ما إنت 
ظهرت في حيا ..... 

+


توقفت قليلا عن التحدث قبل أن تواصل 
الحديث و قد شعرت أنها قد أخطأت في 
الحديث لتتدارك نفسها بصعوبة مبررة:
-أنا مش عاوزة أبقى خايفة منك عشان 
لما أتوتر داه هيأثر على البيبي...و الله داه 
قصدي.. بليز متزعلش مني ". 

+


كانَ صالح لايزال مصدوما من فعلتها فهي
لأول مرة تتجرأ و تحتضنه...لم تفعل ذلك 
مسبقا بل كانت تشمئز منه كلما لمسها أو 
مر بجانبها..يبدو أنه قد بالغ في إخافتها 
هذه المرة و هذا ما أشعره للحظات بالندم
و العطف ليس عليها فقط بل على الصغير 
فهي محقة في كلامها يجب عليه مراعاتها
أكثر حتى لا يؤذي الجنين..... 

+


ربت على ظهرها قليلا قبل أن يلف وجهه 
ليقبل رأسها هاتفا بلين :
-طيب يلا عشان تنامي...و إنسي كل حاجة 
و بعدين إنت خايفة ليه انا معملتلكيش 
حاجة أنا بس كنت عاوزك تاكلي عشان 
متتعبيش... إنت حامل و طبيعي الأكل 
بتاعك يتضاعف.... يلا تعالي أنا الليلة 
عاوزة أنيم إبني في حضني.... 

+


إبتعدت عنه يارا و هي تمسح وجهها من 
الدموع قائلة بغيظ :
-بس إنت كل ليلة بتنيمه في حضنك ". 

+


وضع يده خلف ظهرها ليسير بها باتجاه الفراش 
قبل أن يجيبها : لا المرة دي عاوز مامته تكون 
راضية مش غصب عنها زي كل مرة....". 

+



        
          

                
يارا بذهول :
-مش فاهمة...

+


صالح و هو يغطيها :مش ظروري تفهمي... 
يلا دلوقتي نامي و إرتاحي و بلاش تفكري 
في اي حاجة.... 

+


أومأت له بالإيجاب و هي تضع رأسها على 
ذراعه ككل ليلة لكن هذه المرة شعرت بأن 
هناك شيئا ما مختلف....يبدو أنه يحاول 
تخفيف ضغطه عليها من أجل الطفل ترددت 
قليلا قبل أن تسأله :
-إنت مش هتعاقبني صح... مش هتأذي ريان؟؟ 

+


أطفأ النور الذي بجانبه بيده الأخرى ثم 
جذب الغطاء ليغطيهما معا قائلا :
-قلتلك إرتاحي و متفكريش في حاجة تصبحي 
على خير.... 

+


إلتفت بجسده حتى أصبح صدره يلامس ظهرها 
من الخلف بينما يده كان يضعها بلطف فوق بطنها 
لم تستطع يارا إغماض عينيها و هي تفكر في 
حياتها معه...تتمنى لو أنه بالفعل يفي بوعده 
و يتركها بعد ولادة الطفل...مالاتفهمه لحد الان 
هو لماذا يحتفظ بها ألم ينتقم منها كما أراد 
ألم يكتف حتى الآن من تعذيبها و إهانتها..... 
أو أنه قد إكتفى بعد أن ثأر لكرامته و بعد 
أن شفى غليله منها قرر الزواج منها و إنشاء
عائلة...تنهدت بصوت مسموع و هي تعلن
إستسلامها فشخص غامض كصالح لن تستطيع 
أبدا التنبأ بما في عقله.... 

+


شعرت بيده تتحرك على بطنها قبل أن تسمعه 
يقول بصوت أجش :
-بتفكري في إيه؟؟ 

+


أجابته رغم علمها بأنه يعرف كل ما يدور في 
عقلها :و لا حاجة مش جايلي نوم... 
هو أنت غيرت البرفيوم بتاعك؟؟ 

+


أخفى دهشته من سؤالها قائلا ببرود:لا..ليه؟ 

+


إستنشقت الهواء بصوت مسموع قائلة:
- مش عارفة كنت فاكراك غيرته عشان داه 
ريحته حلوة أوي..".

+


ظل عدة دقائق ثامتا و لم يجبها حتى ظنت يارا أنه قد غفى..امسكت بيده التي كان يضعها على بطنها 
لتبعدها عنها لكنه ضغط على اصابعها مغمغما بنعاس :
- نامي يا يارا...نامي خلي الليلة تعدي على خير". 

+


في جناح فريد..... 

+


فتحت أروى الباب ثم تسحبت للداخل و هي 
تسير على أطراف أصابعها بعد أن نزعت حذاءها 
تسمرت مكانها تبتسم ببلاهة عندما وجدت فريد 
أمامها يجلس على السرير مقابلا للباب..... 
رفعت إصبعها نحوه قائلة برجاء : و ربنا ما أنت 
قايل حاجة". 

1


رفع فريد حاجبيه نحوها ثم هتف متراجعا بجسده
إلى الوراء ليستند بيديه على الفراش :
-ماشي...حيث كدا إنت اللي هتقولي". 

+


رمشت أروى بعينيها عدة مرات مدعية التفكير :
-هقول إيه...

+


فريد بصرامة و هو يبرق بعينيه: أروى....

+


مطت أروى شفتيها و هي تبرطم بهمس مع 
نفسها :هو فاكر نفسه في القسم....

+


إنتفضت عندما صاح فريد بصوت عال ينادي 
إسمها مرة اخرى لتهتف بخوف و هي تتقدم منه:
- مش هتكلم غير بحضور المحامي بتاعي.. ". 

+



        
          

                
ضم فريد شفتيه يمنع نفسه من الضحك عليها 
بسبب تعابير وجهها المضحكة لكنه تمالك 
نفسه ليتحدث بجدية :
-مش وقت سخافة دلوقتي...تكلمي كنتي 
فين و بتعملي إيه لغاية دلوقتي برا الجناح؟." 

+


أروى غير مبالية بجديته في الحديث :
- معلش أصل روحي الفرفوشة هي اللي
دايما واخذه القيادة...

1


نزعت حجابها ثم أسدالها لتبقى ببيجامة 
النوم و هي تتحدث دون توقف :
-كنت تحت في الجنينة مع يارا... ما أنا 
قلتلك قبل ما أنزل إنت نسيت؟؟ 

+


مرت من جانبه لتأخذ هاتفها لكنه أمسكها من
معصمها ليوقفها... إلتفتت نحوه لتجده يطالعها 
بنظرات غامضة قبل أن يسألها بنبرة تبدل 
على نفاذ صبره :
-أروى.. كفاية لف و دوران و جاوبيني... كنتي بتعملي إيه تحت؟؟ 

+


علمت أروى حينها أنه إكتشف أمرها لتتمتم 
و هي تفرك شعرها ببلاهة :طبعا هيعرف 
امال داه ضابط... 

+


جلست على ركبتيها أمامه و هي تنظر له 
بنظرات وديعة قبل أن تستأنف حديثها :
- أنا آسفة و الله دي سلفتي الحقودة.... 
مش عارفة إزاي سحرتني بكلامها و عنيها 
الخضراء....و خلتني أسرق علبة السجاير... 
بس و الله أنا قطعت علاقتي بيها و مش 
هكلمها ثاني لو عاوز...

2


رمشت بعينيها عدة مرات ثم رفعت إحدى 
يديها لتمسح دموعها التي لم تكن موجودة 
و لم ترى إبتسامة فريد الذي بدا مستمتعا
بهذا العرض الذي تقدمه زوجته المجنونة 
ليهتف ممثلا الغضب : 
- بتسرقي سجاير يا أروى.. بقى دي آخرتها؟ 

+


أروى ببكاء مزيف :
-و الله قلتلها كده...هبقى حرامية السجاير 
بس هي اللي كانت عاوزة تبوز سمعتي 
في العيلة...كيد سلايف دي غيرانة مني 
عشان أنا جوزي ضابط و حلو و زي القمر 
مش زي جوزها اللي عامل زي هالك الأخضر... ". 

1


فريد بضحك و هو يوقفها : قومي نامي 
يا مجنونة... أنا مش عارف إنت إزاي كده". 

+


تجاوزته أروى لتأخذ مكانها على الفراش 
قائلة بمزاح :
-لو مش عاجبك طلقني....ااه يخربببت
عدوك كنت بهزر ". 

1


كالعادة تفاجأت به يمسكها من شعرها 
متحدثا بنبرة محذرة :
- قلتلك مية مرة قبل كده بلاش الهزار
البايخ داه يخرببيت ألفاظك ياشيخة 
تنيلي نامي مش عاوز أسمع صوتك . 

+


أطفأ فريد النور ثم عاد ليتمدد مكانه 
على السرير ليتفاجأ بأروي ترتمي فوقه 
قائلة بمزاح :
- ياختي بيضة... و مقموصة و زي العسل 
و بموت فيها يا ناس....

1


فريد و هو يضرب رأسها :
- بتدلعي بنت أختك... يا بت إتلمي أنا عارف
إنك هبلة يا حرامية السجاير ". 

+


أروى بضحك :
- طب و الله العظيم بحبك و بموت فيك و إنت 
عامل نفسك متعصب كده...و الظاهر إن إبن 
أخوك اللي هيشرف الدنيا هيبقى شبهك بالضبط 
عشان كده مامته بتتوحم على السجاير". 

+



        
          

                
ضيق فريد حاجببه بعدم فهم لكلامها الغريب 

+


ليسألها :قصدك إيه إبن أخويا مين ؟؟ 

+


أروى بتأكيد :
و هو في غيره هالك الأخضر...مراته حامل 
و قالتلي إنهم متجوزين بقالهم شهر قبل ما 
يعملوا الفرح يعني". 

+


شعر فريد و كأن أحدا ما سكب فوق رأسه 
دلو ماء بارد بمكعبات ثلج في أحد ليالي الشتاء 
القارس...أغمض عينيه ليتذكر صورة يارا في 
السجن و صالح يضربها و هي تتوسل له أن 
ينقذها... ثم صوت سيف الذي أوصاه بمراقبة
أخيه لعلمه أنه سوف يقوم بشيئ متهور.... إذن 
هو قد تزوجها بالسر بالتأكيد فعل ذلك غصبا 
عنها فهو رأي مدى كرهها له و ذلك يدل على 
إستحالة موافقتها... نفخ بضيق ثم إبتسم 
باقتضاب قائلا :
- اه... حامل حلو اوي ربنا يسعدهم ". 

+


لاحظت أروى إرتباكه لتسأله مخفية شكها :
-هو إنت مكنتش تعرف إنه تجوز قبل بشهر". 

+


فريد بتفي:
-لا طبعا....بس يمكن عنده أسبابه اللي خلته 
يخبي علينا كلنا...عموما أنا هبقى أتكلم معاه 
و اشوف الموضوع ". 

+


أروى بنفي : الأحسن إنك متقلوش عشان ميحصلش
مشاكل بينه و بين مراته عشان حكتلي... 

+


فريد :تمام... يلا تصبحي على خير بكرة في 
عندي قضية مستعجلة الصبح و لازم أخلصها.... 

+


صباحا..... 

+


فتح فريد باب سيارته ليستقلها باتجاه عمله... 
لكنه توقف بعد أن سمع صوت هانيا تناديه 
-فريد بيه....

+


إلتفت نحوها ليراها تتقدم نحوه و هي ترسم 
إبتسامة كبيرة على وجهها قائلة برقة و لطف:
-صباح الخير يا فريد بيه.. آسفة لو هعطل حضرتك 
بس كنت عاوزة أستأذنك في حاجة ". 

+


فريد باختصار :إتفضلي". 

+


هانيا و هي تفرك يديها بتوتر :
-أنا كنت عاوزة أروح اشوف ماما و أخواتي اصلي
بقالي مدة مازرتهمش". 

+


قطب فريد حاجبيه باستغراب قبل أن يجيبها:
- بس إنت عندك يوم الجمعة راحة". 

+


هانيا و هي تمثل الحزن :
-ايوا فعلا بس أنا كنت خايفة إني لو خرجت من 
القصر... أروى هانم تمنع الحرس إنهم يدخلوني 
حضرتك عارف إنها مش عاوزاني اشتغل هنا ". 

+


فريد و هو يطالع ساعته :
-تمام روحي...و لو عاوزة تاخذي النهاردة إجازة ". 

+


هانيا بسعادة :
-ميرسي جدا يا فريد بيه...و آسفة لو عطلت حضرتك... 

+


أومأ لها فريد ثم توجه لسيارته مغادرا نحو 
عمله...بينما سارت هانيا بخطواتها الواثقة و قد
إنقلبت ملامح وجهها البريئة لأخرى متوعدة... 
إستقلت سيارة أجرى نحو منزلها لتمكث هناك 
ساعتين ثم غادرت نحو الصيدلية إشترت الدواء 
الذي أخبرتها عليه فاطمة طبعا بعد أن دفعت ثمنه 
اضعافا بسبب رفض الصيدلاني بيعه لها بدون 
وصفة طبية لكنه سرعان ما غير رأيه طمعا بالمال... 
خبأته بحرص في حقيبتها ثم خرجت لتشتري عدة
أغراض أخرى و من بينها علبة سجائر....

+



        
          

                
عادت لمنزلها و أخفت حقيبتها جيدا حتى 
لا تقع في يد أحد أخواتها.....

+


_____________________

+


في مكان آخر بعيد جدا و تحديدا في 
احد الجزر في المحيط الهادئ... حطت 
طائرة سيف الخاصة بعد ساعات طويلة 
من الطيران و توقفت في عدة بلدان......

+


نزل سيف درج الطائرة بخطوات واثقة 
يتبعه مجموعة متدربة من الحرس الخاص 
به أمسك يد سيلين التي كانت تسير إلى جانبه 
بملامح متعبة لاتدري إلى أين تقودها قدماها.... 
توقف فجأة ليلتفت نحوها و هو يخرج عقدا 
رقيقا تتدلى منه نجمة كبيرة من الألماس 
ألبسها إياه و هو يقول :
-العقد داه هدية من مامتك بعثته ليكي معايا... 

+


إبتسم بمكر عندما رآها ترفع يدها لتتحسس
العقد و هي تشكره بكلمات مختصرة... 
عاد ليمسك يدها و يسير بها نحو إحدى سياراته 
المصطفة بالمكان... 
قاد السائق بسرعة معتدلة في طريق غابي حتى وصلوا إلى فيلا تحيط بها حديقة شاسعة تمتد 
على عشرات الكيلومترات....
بدت و كأنها محمية طبيعية او غابة صغيرة
نزلت سيلين من السيارة و هي تدور حول نفسها 
تستكشف المكان قبل أن تتحدث متسائلة :
- هو المكان داه بتاع مين؟؟ 

+


أجابها سيف بنبرة هادئة :

+


-بتاعي أنا... يلا خلينا ندخل جوا... 

+


تبعته سيلين للداخل تستكشف باقي
المكان... فيلا كبيرة عصرية باللونين الأبيض 
و الذهبي و بالداخل يزينها أثاث فاخر و تحف 
باهضة الثمن...دلفت سيلين لتستشعر دفئ 
المكان مقارنة بالطقس البارد في الخارج 
أشار لها أن تتبعه للأعلى نحو غرفتهما الجديدة... 

+


دلفت لتجده قد خلع معطفه و جلس على حافة 
السرير ينتظرها...إبتلعت ريقها بصعوبة عندما 
وجدته يرمقها بنظرات غامضة أثارت حيرتها
و التي لم تدم طويلا عندما تحدث قائلا :
-انا عندي شغل كثير هنا فهنضطر نقعد 
فترة ". 

+


سيلين بقلق : كم يعني؟؟ 

+


سيف :مش عارف بس يمكن سنة أو أكثر 
شوية.. 

+


سيلين بصدمة :إيه؟؟ طيب و مامي إنت 
هت.. 

+


قاطعها بنظرات حادة قبل أن يقف من 
مكانه ممسكا بذراعها مرغما إياه على السكوت 
ثم هدر بشراسة :
-مفيش حد هييجي هنا...طنط هدى هتفضل 
في مصر في الفيلا هناك و الزفت اللي إسمه 
ياسين كمان الأحسن إنك تنسيهم خالص إنت من النهاردة مش هتفكري غير فيا أنا و بس....إنت فاهمة...".

+


هزها بعنف و هو يتابع بنبرة مختلة جعلت 
سيلين ترتجف رعبا منه :
- مفيش رجوع لمصر و لا خروج من الفيلا 
دي غير لما أتأكد إنك بقيتي ليا أنا و بس". 

+


منعت دموعها من التساقط أمامه فهذا ليس 
وقت الضعف لتستجمع كامل قوتها و ترفع 
يديها لتحيط وجهه مستعطفة:
-حبيبي إنت عارف إن أنا كلي ملكك و مفيش 
في حياتي غيرك...

+



        
          

                
لانت ملامحه قليلا و هدأ تحت لمساتها الرقيقة
و إعترافها بحبها له لكنه سرعان ما إستعاد سيطرته
على نفسه ليزيح يديها هاتفا بحدة :
-إنت كذابة...و الدليل إنك إمبارح طلبتي الطلاق
عشان الحقير آدم.... رواية بقلمي ياسمين عزيز 

+


حركت رأسها بنفي و هي تحاول تحرير معصميها 
من قبضتيه بينما كانت تسمعه يواصل حديثه :
-أنا هعرف أخليكي إزاي تحبيني زي ما أنا بحبك... 

+


صاحت برعب و هي تجذب يديها بقوة :
-أنا بحبك... إنت مش عاوز تصدقني ليه؟؟ 
أنا و الله عمري ما فكرت في حد غيرك 
سيف عشان خاطري بلاش تخوفني منك 
إنت ليه بقيت كده....

+


سيف متجاهلا رجاءها:
-بقيت كده إزاي... 

+


سيلين ببكاء :بقيت تخوف أوي... إنت كنت
بتعاملني بطريقة حلوة و مكنتش تخليني أعيط 
بس دلوقتي تغيرت.... 

+


سيف بهمس : إنت كمان هتتغيري....أوعدك 
قلبك هيبقى ملكي و روحك و عقلك كل حاجة... 
فيكي ليا أنا...أنا عارف إنك مستغربة من
كلامي بس معلش يومين ثلاثة و تفهمي كل 
حاجة....

+


حرر معصميها أخيرا لتشهق سيلين بألم 
مما جعل سيف يواصل حديثه و هو يجذبها 
إلى أحضانه :داه مايجيش حاجة جنب وجع 
قلبي اللي بحس بيه كلما كنت بشوفك معايا 
بس بتفكري في حد غيري.... 

+


غمغمت من بين شهقاتها تنفي تهمه الزائفة :
-أنا عمري ما خنتك.. أنا مفكرتش في حد 
غيرك ". 

+


إعتصرها نحوه بقوة حتى كاد يهشم ضلوعها 
و كأنه يعاقبها قائلا :
-لا...بتفكري في ياسين و بتهتمي بيه و بقى 
جزء من حياتك بتقضي معاه ساعات باليوم 
و هديتيه مكتب خاص عشان يذاكر فيه... 
بتهتمي بمامتك و بأكلها و مواعيد دواها.... 
بتبتسمي لعم عيسى الجنايني و بتساعديه 
في شغله...و بتسقي الجنينة بداله... 

+


صرخ بانفاس لاهثة من فرط إنفعاله و هو يضغط عليها أكثر :بتهتمي بيهم كلهم.. إلا أنا... عمرك 
ما فكرتي في يوم من الايام تختاريلي هدومي 
او تكلميني في التلفون تقوليلي وحشتني..... 
و لا مرة قلتيلي إنك عاوزة نقضي وقت مع 
بعض.. حتى الكلب اللي إسمه آدم بتفكري فيه 
و خايفة عليه أكثر مني...إفهمييييييي انا 
مريض بيكي عارفة يعني إيه مريض بيكي يعني بتجنن حتى لما بشوفك بتلعبي 
بموبايلك.... متستغربيش ملي هتشوفيه الايام 
الجاية بس عشان اضمن إنك هتبقي ليا و بس ". 

+


_________________________

+


مساء في قصر عزالدين..... 

+


إجتمعت العائلة حول طاولة الطعام يترأسها الجد 
كعادته.... 

+


تحدث موجها حديثه نحو إبنه كامل :
-إبنك فين يا كامل؟؟ بقاله مدة مختفي.... 

+


إرتبك كامل و هو يتبادل نظرات ذات مغزى مع زوجته التي كانت تجلس بجواره قبل أن يجيبه 
بكذب :
-قصدك آدم.. اصل... هو.. أه...إفتكرت عنده شغل برا مصر...

+



        
          

                
رمقه صالح بنظرات متهكمة قبل أن يهتف 
بسخرية :
-حتى الكذب مش فالح فيه؟ يعني عاوز تفهمني 
إن إبنك الفاشل بقى بيسافر برا عشان الشغل.. مش 
عشان هربان من سيف بعد عملته السوداء.. 

+


صدم كامل و كذلك إلهام بأن الجد يعلم بهجوم 
آدم على فيلة سيف ليتابع صالح بكل برود :
-على العموم هو خرج من حمايتي و حتى لو 
سيف موته مش هتدخل... لحد هنا و كفاية خليه 
يواجه نتيجه تهوره بنفسه ". 

+


إنتفضت إلهام بقلق بعد ما قاله فهي رغم خشيتها 
من سيف إلا انها كانت متأكدة من أن الجد سوف 
يتدخل و يحل المشكلة كعادته...هتفت بحدة 
متناسية مع من تتكلم :
-قصدك إيه بالكلام داه.. إنت هتخلي سيف 
يقتل إبني...

+


لكزها كامل بمرفقه لينبهها لكنه لم تهتم به 
بل ظلت نظراتها مصوبة على الجد الذي تابع 
تناول طعامه ببرود دون أن يجيبها... 
هدرت إلهام بغيظ من تجاهله لها و هي 
تقف من مكانها :
-أعمل اللي تعمله بس انا مش هسيب إبني 
و هعرف إزاي أحميه كويس ". 

+


رمت المنديل على الطاولة بعنف ثم غادرت 
المكان ليعتذر كامل من والده على فضاضتها:
معلش يا بابا إنت عارف إلهام... هي بس قلقانة
على آدم...". 

+


أشار له صالح بأن يصمت قبل أن يقف
هو أيضا من مكانه متجها نحو غرفته... 

+


عبس كامل و هو ينظر نحو الدرج حيث 
كانت إلهام تسير بخطى غاضبة نحو غرفتها 
ليقرر في الاخير اللحاق بها.... 

+


في اليوم التالي..... 

+


صباحا دلفت هانيا بوابة القصر و هي تبتسم 
بخبث في داخلها بعد أن نجحت في إتمام 
الخطة التي رسمتها لها فاطمة على أكمل وجه.. 
حيت الحرس ثم أكملت طريقها للداخل متجهة 
نحو المطبخ بحثا عن شريكتها..... 

+


-صباح الخير يا بنات ". 
أردفت هانيا و هي تضع حقيبتها بحرص على 
طاولة المطبخ لتجيبها سعدية و صفاء بصوت
واحد :
-صباح الخير....

+


هانيا بتساؤل :أمال فين فاطمة هي لسه 
نايمة و إلا إيه؟؟ 

+


دلفت فاطمة المطبخ في تلك اللحظة لتجيبها 
بدلا منهما:
-النوم و الراحة للهوانم اللي فوق إنما الغلابى
اللي زينا ملهمش غير التعب و الشقاء.... 

+


ضحكت هانيا و هي تغمزها قائلة بمغزى :
- الصبر طيب يا بطة...

+


جلست فاطمة إلى جانبها بعد أن دفعت عربة 
الطعام بعيدا عنها لتهمس لها :
-ها طمنيني إيه الأخبار...عملتي إيه؟؟ 

+


هانيا و هي تنظر لسعدية و صفاء :
-متقلقيش كله تمام..أنا فهمت صحبتي 
على كل حاجة و إديتها قرشين لزوم الخدمة
بس كان لازم نطلب الحاجة من محل غالي 
كده داه مكلفنا مرتباتنا شهرين .... 

+


فاطمة : ماهو لازم نعمل كده عشان الخطة 
تمشي مضبوط...نطلب الحاجة من نفس المحل 
اللي هي متعودة تشتري منه ... بس خلي بالك لحسن حد يكتشف اللي جوا الشنطة ساعتها هنروح فيها .. 

+



        
          

                
هانيا :متقلقيش أنا مضبطة كل حاجة...الساعة 
واحدة و نص بالتمام الطلبية هتوصل باسم 
يارا هانم....و إنت طبعا عارفة الباقي ... 

+


فاطمة بخبث : ماشي كده اللعب إبتدا يحلو 
أوي...و يومين ثلاثة بالكثير و كل حاجة تخلص 
و يغوروا في ستين داهية.... 

+


هانيا بقلق :بس انا خايفة أوي...إفرضي صالح بيه 
مرجعش النهاردة زي عادته.... 

+


فاطمة هي تنهرها : اوووف فال الله و لا فالك 
إيه التشاؤم اللي إنت فيه داه.. لو حصل و مجاش 
هبقى أتصرف متقلقيش ". 

+


قاطع أحلامها صوت والدتها :
- يلا يا فاطمة اوام خذي الكبايات و شوفي السفرة 
ناقصة إيه.... 

+


نهضت فاطمة لتفعل ما أمرته به والدتها كاتمة
غضبها بداخلها و هي تعد نفسها أن كل هذا 
سينتهي قريبا..... 

+


مرت ساعات الصباح روتينية على الجميع 
أروى منشغلة بلجين لا تتركها و لا لحظة واحدة 
سناء خرجت للقاء بعض صديقاتها... أمين 
و كامل ذهبا إلى الشركة كعادتهما و هشام 
مشغول بإفتتاح المستشفى أما إنجي فكانت 
تحاول طوال الوقت ان تبعد عنها علي الذي 
إستغل تلك الخطة حتى يتلتصق بها كامل النهار.... 
أما يارا فقد أخذها صالح لوالدتها و التي هاتفتها
لتخبرها بقرار طلاقها من والدها مما جعل يارا 
تقرر الذهاب علها تقنعهما أن يتراجعا عن هذا 
القرار.....

+


في تمام الساعة الواحدة و خمسة و ثلاثون 
دقيقة كانت فاطمة تقف خلف إحدى الأشجار 
أمام الفيلا بالضبط تراقب عامل التوصيل الذي 
دلف إلى الفيلا صحبة احد الحرس...
قطفت وردة ثم دلفت تسير ببطئ وراءهما 
و هي تمثل أنها تتحدث في هاتفها...

+


تجاوزتهما نحو المطبخ لكن الحارس 
أوقفها ليطلب منها أخذ الأغراض...
اومأت له ثم نادت لصفاء و التي أتت مسرعة 
لتقول لها :
-صفاء من فضلك شوفي هاني عاوز إيه...

+


حركت الهاتف في يدها لتراه صفاء ثم أكملت 
طريقها للداخل... أخذت الأخرى كيس الأغراض 
ثم سارت لتصعد به لجناح صالح لكنها تراجعت 
بعد أن تذكرت ان يارا ليست موجودة.... 

+


أخذته نحو المطبخ ووضعته على الطاولة 
قائلة لفاطمة :
- الطلبية دي عشان يارا هانم اول ما تيجي 
طلعيهالها الأوضة ". 

+


فاطمة و هي تنفخ بضيق :
-بقلك إيه يا صفاء...أنا مليش دعوة بأي 
حاجة تخص يارا هانم...

+


مصمصت صفاء شفتيها ثم سارت نحو الفرن 
لتتفقد الطعام....لتنتهز فاطمة الفرصة و تخرج 
علب السجائر و تضعها في الأكياس مستغلة 
أن لا وجود لكاميرا مراقبة داخل المطبخ. 

+


وقفت من مكانها لتغادر المطبخ من الباب الخلفي 
قائلة لصفاء :
- أنا طالعة اشم شوية هواء لما تخلصي الاكل 
إبقي ناديلي ". 

+


بعد أقل من ساعة توقفت سيارة صالح أمام 
باب الفيلا... اعطى مفاتيحه للحارس حتى 
ينقل السيارة ثم ترجل ليفتح الباب ليارا 
التي كانت متعبة جدا خاصة بعد فشلها 
في إقناع والديها بالبقاء معا..... 

+


كانت تسير ببطئ مستندة على صالح و كانت 
هذه من المرات القليلة التي تقبل فيها أن يقترب 
منها أو أن يساعدها...توقفا عندما نادت عليهما 
صفاء التي كانت تحمل الأكياس في يدها 
-إتفضل يا بيه... يارا هانم طلبت الحاجات دي 
و النهاردة وصلوا ". 

+


أخذ منها صالح الأكياس ثم نظر ليارا 
ليسألها...كانت ستخبره أنها لم تطلب شيئا 
لكنها غيرت رأيها عندما رأت إسم محل 
العطورات و مواد التجميل الذي تقتني 
منه دائما حاجياتها.. أومأت له بالايجاب 
ثم صعدت الدرج ليلحقها صالح حاملا 
الاكياس.......

+


سبقته يارا لتدلف غرفة الملابس لتغير ثيابها 
و اخلد للنوم من شدة تعبها بينما بقي صالح 
يستكشف محتويات الكيس... 

+


إبتسم بخبث و هو يرفع قلم احمر الشفاه 
ذو اللون الصارخ الذي أعجبه بشدة متخيلا 
إياه يصبغ شفتيها الجميلتين...لعن نفسه 
بسبب شعوره أنه يريدها في الحال لمجرد تخيل 
هذا اللون عليها....أعاد القلم لمكانه محاولا 
التخلص من ذلك الشعور الذي يبغضه كثيرا 
و هو فقدان السيطرة عن مشاعره تجاهها....
نفخ بضيق و هو يرخي ربطة عنقه ليتوقف
فجأة عندما لمح ما جعل شياطينه تخرج.... 

+


كز على أسنانه بغضب و هو يمسك علبة 
السجائر بين يديه ليسحقها بكفه و يضغط 
عليها حتى تدمرت بالكامل.... رماها على 
الطاولة ثم أفرغ محتويات الكيس على 
الطاولة عله يجد شيئا آخر و هو يتوعد 
ليارا بالعقاب هذه المرة......





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close