رواية هوس من اول نظرة الفصل الرابع 4 بقلم ياسمين
سيلين و هي ترتجف من الخوف و التوتر
فالدقائق القادمة ستحدد مصيرها و مصير والدتها
للأبد...لاتعلم إن كان هذا المدعو سيف سيعترف
بها كقريبته و يساعدها ام أنه سيتنكر لها
كما فعلت عائلة والدتها طوال السنوات الماضية
هزت رأسها ببطئ و قد تسللت إلى رئتيها رائحة
عطر فاخرة ثقيلة.. بحثت عن صاحبها لتجده يجلس
بأريحية على طاولة مكتبه الفخم يتحدث مع
شخص ما على هاتفه بتركيز حتى أنه لم يعر أي إهتمام لدخولها...
+
إبتلعت ريقها ببطئ و هي تتفرس دون وعي
كتلة الوسامة التي أمامها...
+
طوال حياتها كانت محاطة بالرجال الوسيمين
ذوي البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء لكن هذا
الاسمر الوسيم الجالس أمامها حكاية أخرى..
+
عضت شفتيها بقوة و هي تشتم نفسها داخليا
على وقوعها السريع تحت تأثير سحره فهذا
ليس ابدا وقت اللهو.. هي قادمة من أجل مهمة
و يجب عليها التركيز بكل حواسها...
+
تنحنحت بصوت منخفض حتى ينتبه لها
ليلتفت نحوها ثم يسارع لانهاء مكالمته
و يضع هاتفه بجانبه و هو مازال يتفرسها
بنظرات غامضة لم تفهمها....
+
أما بالنسبة لسيف فحالما رفع رأسه تجمد
الدم في عروقه حرفيا و لم يصدق مارآه
أمامه...حتى أنه قطع مكالمته دون وعي منه...
+
إنها هي تلك الصغيرة التي إلتقاها منذ أشهر
في ألمانيا... نفس الشعر البرتقالي المميز
و العينان ذوات اللون الغريب اللتين تضيفان
على وجهها هالة من البراءة حيث بدت له و كأنها
طفلة في الخامسة من عمرها... رواية بقلمي ياسمين
عزيز
+
وبخ نفسه بأسف لأنه نسي أمرها بعد أن
عاد من ألمانيا منذ أشهر بعد أن حاول العثور
عليها.... لم يدقق في البحث عنها في ذلك
الوقت بل إكتفي بتكليف أحد حراسه بسؤال
زملائها في المطعم و أمرهم بالاتصال به
حالما يروها ثانية....ثم نسي أمرها بعد أيام
قليلة لانشغاله بالعمل و بعدها عاد لمصر...
نسيها وقتها و لكنه تذكرها الان حالما رآها
و كيف له ان ينسى هاتين العينين اللتين
سحرتاه منذ اول نظرة.. يستطيع تمييزهما
من بين آلاف العيون....
+
أشار لها أن تجلس على الاريكة مقابلة له
دون أن يتحرك من مكانه بل إكتفي بالتحديق
بها و كأنه يدرس جميع تحركاتها....
قطب جبينه باستفهام و هو يفكر هل من المعقول
أنها بحثت عنه و قطعت كل المسافة حتى
تأتي و تطالبه بتعويض لانه كان السبب
في فقدانها لعملها...او ان أحدا ما علم أنه
كان يبحث عنها فأرسلها له لسبب ما.. قد يكون
احد أعدائه من وصل إليها و قرر إستخدامها
ضده...جميع الاحتمالات واردة إذن...
+
فرك ذقنه بحيرة لكنه سرعان ما نفى تلك الأفكار
من رأسه بعد أن قرر سماعها أولا ثم الحكم
عليها بعد ذلك...فكما يقول المثل الشعبي...ياخبر النهاردة بفلوس.....
قطع الصمت متحدثا بصوت رجولي واثق باللغة الالمانية:"تكلمي...إني أسمعك".
+
حركت سيلين حقيبتها بتوتر و هي لاتستطيع
التحدث فقد علقت الكلمات في حلقها حتى
انها لك تنتبه أنه حدثها باللغة الألمانية فمن أين
يعرفها حتى يتكلم معها بلغتها (طبعا هي
معرفتش هو مين)...
+
ارجعت إحدى خصلات شعرها التي تمردت
وراء أذنها قبل أن تستجمع كامل شجاعتها
و تقول بلهجة مصرية متلعثمة:"انا آسف عشان
جيت فجأة كده...مش خذت موعد بس انا
جيت عشان مامي... هو قالي إيجي مصر
و روحي هنا عشان اشوف سيف عز الدين....
+
هز سيف حاجبيه باستغراب لما تقوله هذه
الصغيرة...من هي والدتها التي جاءت إلى هنا
من أجلها. من هذا الذي ارسلها لتقابله و ماذا
يريد منه...كتم بداخله ضحكاته على كلامها
الغير مرتب لكنه تدارك نفسه عندما طرق
باب المكتب لتدخل السكرتيرة قائلة بنبرة
رسمية :"سيف باشا كلهم مستنيين حضرتك
عشان الاجتماع....
+
صمتت عندما أشار لها بأن تتوقف عن الحديث
و عيناه لاتزالان مثبتان على سيلين...
+
سيف بأمر:" إلغي الاجتماع...
+
ثم أشار لها بالإنصراف لتومئ له السكرتيرة
و تغادر دون إضافة أي كلمة أخرى فهي طوال
سنوات عملها هنا حفظت طبعه جيدا...إذا
قرر أمرا لا يجب على أحد الاعتراض او المجادلة
فهو دائما يعلم ماذا يفعل جيدا....
+
نظرت نحوه سيلين بتوجس لتجده ينظر لها
بصمت منتظرا إياها أن تكمل كلامها ليهتف
بعد أن يئس من تحدثها يعلم انها خائفة و متوترة
جدا و هذا ليس أمرا جديدا عليه فهو يعلم تأثير
وجوده على من حوله من رجال أشداءو الذين يجعلهم يرتبكون من نظرة واحدة من عينيه
و يحرصون على إنتقاء كلامهم قبل التفوه يه
أمامه فمابالك بهذه الصغيرة التي تبدو كطفلة
ضائعة في الازدحام...
+
:"كملي كلامك انا سامعك... بس حاولي
تفهميني أكثر... مين اللي بعثك هنا و كنتي فين بالضبط ؟؟؟
+
أخذت نفسا طويلا محاولة إبعاد شعور التوتر و الارتباك الذي طغى عليها قبل أن تجيبه :" مامي
هو اللي بعثتني هنا... هو قالي إيجي مصر
و روحي على عنوان هنا.... ".
+
سيف و هو يحاول فهم كلماتها الغير مترابطة
:"هو... قصدك مين؟؟
+
سيلين بتفسير أكثر و حاولت التكلم بالإنجليزية لان والدتها أخبرتها أن أكثر لغة متداولة في مصر هي اللغة الانجليزية و معظم المصريين يفهمونها:" مامي my mother".
+
سيف و هو يحاول مجاراتها (بياخذها على قد عقلها)
:"يعني مامتك هو اللي بعثك هنا... للشركة بتاعتي
و قالتلك تقابليني".
+
أومأت له سيلين بالايجاب ليكمل :"طيب ليه؟؟
+
لا يعلم مالذي دهاه حتى يترك عمله و يضيع
وقته الثمين في التحدث إلى هذه الفتاة
ليس من عادته فعل هذا و لكنه شعر بالفضول
و الاستمتاع بمشاهدتها أمامه هكذا كدمية
باربي صغيرة اسرته من اول دخولها جعلته
حتى أنه لم يستطع أن يزيح عيناه عنها...
بالإضافة إلى طريقة نطقها للكلام و التي جعلته
أكثر من مرة يريد أن ينفجر من الضحك...