رواية العوض حنان الفصل الرابع 4 بقلم زوزو مصطفي
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
※※★※※★※※★※
٭العوض حنان٭
بقلمي زوزو مصطفي
••••••••••••••••••••••
جاء صباح اليوم التالي..
قام وحيد من نومه بحال أفضل بكثير فبعد ساعتين من الآن سيكون بأول يوم في عمله الجديد إلا وهو مسؤول عن حسابات محل فطائر البيتزا...
وقتما كان جلس بالتاكسي امس قراء لافته معلقه داخل المحل مكتوبه عليها (مطلوب موظف للحسابات)..
دلف وحيد بالداخل وقابل صاحب المحل واستفسار منه عن المكتوب..
اجابهُ صاحب المكان بأنه يريد موظف ويستلم العمل فوراً.. لأن الموظف السابق ترك العمل لـ أسباب مرضيه..
وهو لم يعرف أي شئ عن الدفاتر ولا حساباتها
فـ ابلغه وحيد أنه مدرس رياضيات ولديه خبره كافيه في هذا المجال
احس صاحب المحل ويدعي الحاج فاروق بـ ارتياح داخلي اتجاه وحيد فاتفق معاه علي كل شئ الراتب والمواعيد والأجازة الأسبوعية أيضاً..
سَعَدَ وحيد كثيراً لأن أموره مُيسره للغايه.. حمد ربه وشكره
ولكن تذكر شئ مهم.. وعليه ابلغ الحاج فاروق بها.. فتحدث إليه قائلاً...
كل الورق اللي حضرتك طالبه موجود وفي منها هعمله خلال يومين،،
بس البطاقه لسه مقدم ورق تجددها انهارده وهستلمها بعد 15 يوم،،
فشوف يا حاج لو عاوز استني لما اجيبها أنا تحت امرك
رد الحاج فاروق بدون تفكير...
بص يابني من أول ما دخلت عليا المحل حسيت كأن اعرفك من زمان،،
يبقي ازاي استني لما تستلم البطاقه،، وشك مبين اللي جواك،، إنك إنسان محترم و أبن حلال،، عموماً ابدء الشغل من بكرا وبالنسبه للبطاقه وقت ما تستلمها ابقي صورها وحوطها مع باقي الورق المطلوب تمام يا أستاذ وحيد..
تحدث وحيد وهو لم يصدق أن الدنيا بدأت تبتسم له بعد عناء دام سنين...
بشكرك يا حاج علي ثقتك فيا وإن شاء الله هكون قدها بس ليا طلب،، بلاش كلمة استاذ،، حضرتك لسه قايل لي
يا إبني فما ينفعش...
ربت الحاج فاروق علي كتف وحيد وهو مبتسم بس أنت أستاذ فعلاً يا إبني،،
فصمت قليلاً وبعدها سألهُ.. طب خلاص عندك أولاد
رد وحيد.. ربنا رزقني بـ مالك
فـ أكمل الحاج فاروق... يبقي اقولك يا أبو مالك
فقال وحيد... تمام يا حاج اللي يريحك
رجع وحيد من تذكره من الليلة الماضيه بسماع دق علي باب الشقه.. خرج من غرفة النوم متجهاً للخارج وفتح الباب وجد ابنه مالك.. حمله وضمه لصدره مقبلاً رأسه قائلاً..
لوكه حبيب اللي وحشني أوي..
ضحك مالك بفرحه عندما رأي والده...
بابا حبيبي أنت كمان وحشتني،،
نانا قالتلي إنك جيت بليل بس أنا كنت نايم،،
أكمل وحيد حديثه وهو يغلق باب الشقه ومازال حامل مالك ودلف لـ داخل غرفه النوم.. حصل وأنا كنت بكمل لبسي ونازلك عند تيتا الفت عشان اتكلم معاك كلام رجاله واقولك،، إني نازل شغل انهارده وهسيبك معاهم تحت وعاوزك تسمع الكلام وماتبقاش شقي وتزعلهم منكم ،، تمام يا بطل،،
اجابهُ الملاك الصغير كأنها رجل كبير
تمام يا بابا أنا شاطر وهسمع الكلام بس متتأخرش عليا
ابتسم وحيد لـ ملاكه الصغير وهو يجلسهُ علي الفراش حتي يستكمل ثيابه ليستعد للذهاب...
حاضر يا حبيب بابا أول ما أخلص،، إن شاءالله هاجي البيت علي طول بس قولي أنت اللي طلعت لوحدك ولا تيتا الفت اللي طلعتك..
تحدث مالك وهو يلعب بـ اسده البلاستيكي.. لا يا بابا نانا اللي طلعتني وقالتلي صاحي باباك وتعالوا افطروا معانا،، علي ما اروح اشتري حاجه من الشارع بسرعه وجايه،،
يلا يا بابا البس بقي عشان نانا ريحه الشغل وأنا عاوز اكل معاها،،
استغرب وحيد حديث ابنه مالك..
فـ هو لم ياخذ علي أشخاص لم يتعرف عليهم مسبقاً وفي وقت قصير كهذا..
لأنه عاش فترة كبيرة هو وولده فقط
مما جعل مالك يتلاشي الإقتراب من أحد
انتبه وحيد علي حاله عندما وجد يد ابنه الصغيره ممسكه بيده ويقول...
يلا بقي يا بابا هنتاخر علي تيتا ونانا
ابتسم وحيد بالفعل وسمع كلام صغيره
ثواني قليله وكانوا خارج الشقه متجهين لـ أسفل دق وحيد باب شقة الفت..
ففتحت له بـ ابتسامه بشوشه قائلا...
وحيد حبيبي صباحك فل،،ومبروك يابني علي الشغل ربنا يجعله ادم الخير عليك وعلي ابنك
بادلها وحيد نفس الابتسامه قائلا...
الله يبارك في عمر حضرتك ياست الكل
انا من ساعة ما قابلتك أنتي والآنسه حنان وشوفت كل حاجه حلو،، الله يحفظكم ليا أنا ومالك
حبيبي يا وحيد طب يلا ادخل عشان تلحق شغلك يا ابني
دلف وحيد ومعاه مالك وجلسوا علي طاولة الطعام التي احضرتها هي وحنان
فسأل مالك السيده الفت..
نانا فين يا تيتا عاوز اكل معاها،، جاءت لـ ترد عليه إلا وتحدثت حنان وهي تدلف من باب الشقه حامله بلونات كثيره بألوان جميله وهي تقول..
أنا هنا يا لوكه كنت بجيبلك البلالين اللي بتحبها إيه رأيك؟
قام مالك من مقعده وهو يصفق وبعدها جري عليها قائلا... حبيبتي يا نانا أنا بحب البلالين أوي
فرح وحيد لـ سعادة ولده فوجه له الحديث... المفروض نقول لطنط حنان
إيه يا لوكه،،
رد مالك وهو يضحك اقولها... شكراً يا نانا...
فـ أكمل وحيد حديثه.. بردو من غير طنط
حملت حنان مالك وهي تقبله قائله...
الأصحاب مافيش بينهم القاب صح يا لوكه
هز مالك رأسه وقال.. صح يا نانا وبعدها قبل وجهها ونزل من بين يدايها فرحاً بتلك البلونات متلهياً بها
شكر وحيد حنان علي ما فعلته لـ مالك..
ولكن سألها باستفسار...
انسه حنان انتي عرفتي منين ان مالك بيحب البلالين
اجابته وهي تجلس علي الطاوله وتطلب منه ان يجلس هو الاخري...
امبارح ومالك معايا في اوضتي بعد ما اتعشي سألته انت كنت بتجري ليه بين العربيات الصبح،، رد وقالي كان في راجل بيبيع بالونات حلوة صحيت بابا يشتريلي واحده،، مردش عليا،
فجريت انادي الراجل يصاحي بابا عشان يقوله هو....
تأثر وحيد لتذكاره تلك الواقعه ولام
نفسه كثيراً أنه ترك ابنه وغافي عنه..
تلك اللحظه التي كان سيندم عليه عمر بأكمله
احست حنان بحزن وحيد عما قالته فتحمحمت حتي تخرج شئ يجعله يهدئ...
أستاذ وحيد انسي اللي حصل امبارح الحمد لله عدت علي خير،، وبعدين كان غصب عنك وبفضل الله مالك ما تأذاش عشان أنت إنسان كويس،،بس ياريت ماتفكرش تاني فيه،، اكيد ربنا له حكمه من اللي حصل وإن شاء الله هتعرفها بعدين...
بالفعل هادئ وحيد من حديث حنان واحس أن الله بعث له رساله من هذا الموقف ماهي لم يستحضر فكرهُ الآن ولكن سينتظر لعل الله يوضح له الأمور قريباً...
احبت السيدة الفت أن تنهي شتات
وحيد كي ينسي تلك اليوم قائلا...
طب هنفطر ولا هنستني لم الأكل يبرد
أنا عن نفسي هاكل ومعايا لوكه،، يلا يا لوكه اغسل ايدك وتعالي،،
اما أنتم بقي براحتكم،،
نظر مالك إليها رافعاً كاتفيه قائلاً..
مش بعرف اغسل ايدي لوحدي يا تيتا
قامت حنان سريعاً من مقعدها...
ولايهمك يا لوكه أنا هاعلمك تغسلها ازاي
فأمسكت يداه وتوجهت الي الحمام
هذه الحركه البسيطه جعلت وحيد ينظر لـ حنان نظره غير ولكن صبراً حتي يتأكد من احساسه ومن قبل يعرف شعورها هي بـ اتجاههُ...
جاءت حنان ومعاها مالك ثم جلسا الأثنان.. وبداوا الجميع في تناول الطعام ولكن جميعهم تغيرت شعورهم عما سبق..
فـ وحيد احب إهتمام حنان بـ مالك
وحنان احبت وجود مالك بحياتها
ومالك احب مفأجاة حنان له
اما السيدة الفت احبت كل ذلك واحست
بتغير في يوم ابنتها غير المعتاد وبدء وجهها يبتسم منذ أمس..
دعت ربها بداخلها أن يكتب لـ صغيرتها
الخير ويسعدها عشر اضعاف حزنها في سنواتها الماضيه..
انتهوا من الإفطار وحمد الله وقاموا جميعا فتحدث وحيد.. تسلم ايديكم الفطار جميل بقي لي كتير ما اكلتش كده
تسلم حبيبي،، شوف عاوز تتغدي إيه؟
رفض وحيد اْن يقول شئ لعدم اجهادها
ولكنها تجاهلت رفضه وسألت مالك...
تحب تاكل إيه حبيبي؟
تكلم مالك ببراءه.. عاوز اكل سمك يا تيتا،،
ردت عليه بحب.. عينيا حبيبي وايه تاني؟
هنا رد وحيد.. يا ماما ماينفعش صدقيني انا هشتريله من بره..
تحدثت السيدة الفت...تاني اكل من بره تاني لا انت كده عاوزني ازعل وبعدين مالك يطلب براحته...
منتحرمش منك يا ست الكل الله يبارك لنا بعمرك...
امنت وراءه حنان.. بعد ذلك استأذن وحيد ليذهب لعمله..
بعده بحوالي نصف ساعه تحركت حنان أيضاً لعملها
وبقي مالك مع السيدة الفت الذي بدء يلعب بالبلونات ويجري بهما داخل الشقه.
وقامت السيدة الفت لتنظف المطبخ من أواني الفطور وقبل هذا اتصلت علي محل بيع السمك الطازج وطلبت منه نوعين من السمك مثلما اخبارها وحيد بما يحبه مالك وهو أيضاً..
بالفعل ابلغت البائع المطلوب فدون ماطلبته واتفق معاها علي الوقت الذي يبعث إليها فيه عامل توصيل الطلبات (الدليفري) الخاص بالمحل.
اغلقت السيده الفت معاه وبدات في أعمال المنزل..
وصلت حنان إلي مكان عملها بمشفي (.....) فـ هي رئيسة تمريض رغم صغر سنها علي هذا المنصب.. ولكن كفاءتها ارغمت رؤساءها أن يولوها تلك المكانه
جاءت حنان لتدلف قسم الجراحة المسؤوله عن ادارته..قبلتها صديقتها الحميمه انتصار التي تعمل معاها في نفس القسم فهما أيضاً أصدقاء دراسه وتعينا في نفس المشفي وقربان جداً لبعضهن..
ولكن حنان اهتم بعملها أكثر..
لذلك وصلت لهذه الدرجه الكبيره من الترقيه...
تكلمت انتصار بخفة دمها... ست الريسه يا أهلا وسهلا،، يارب أجازة إمبارح كانت سعيده عليكي،،هو شكلك بيقول كده
أول مره من سنين وشك بيضحك يا نانا خير يارب قوليلي بقي يلا،،
ضحكت حنان قائله... شكل جوزك وعيالك جنونكي علي الآخر يا سوسو وبعدين شكلي ماله ما أنا زي ما أنا مافيش جديد..
اكملت انتصار عموما هسيبك دلوقت عشان المدير هيمر علي الضهر،، بس صدقيني مش هسيبك غير لما تقري وتتعترفي بكل حاجه
ردت حنان ياريت تسبيني بجد خليني اغير هدومي واشوف فايلات المرضي وامر علي الغرف ده لو مايضيقش مزاج سعادتك...
تحدثت انتصار كأنها هي رئيستها... لا لا مزاجي تمام يلا بسرعه شوفي شغلك..
امسكت حنان حقيبتها الخاصه ممثله الغضب منها كأنها سترمها عليها..
جرت انتصار من امامها قائله السماح يا ريسه قلبك ابيض
ضحكا الأثنان معاً وبعد ذلك دلفوا ليروا ما وراءهما بالقسم...
عند وحيد بعمله الجديد انسجام كثيراً مع العاملين بالمحل وهم بادلهُ كل احترام..
جاء وقت راحتهم اليوميه..
حاولوا كثيراً مع وحيد أن يجلس معاهم حتي يتناول معاهم الطعام و يكون بينهم كل خير..
اعتذر لهم لأنه لم يقدر علي تناول الطعام إلا مع ابنه...
تكلم أحد العاملين.... الله يباركلك فيه
هو ومامته،،، شكره وحيد وشرد بعدها
رجع بذاكرته لـ طلقته نجلاء عندما راها أول مره في منزل عائلتها وقد تعرف عليها عن طريق احدي زميلاته بالمدرسه
فاتفق مع ابيها علي كل شئ وبالنسبه للشقه اخبره سيسكن مع والدته
لأنها ليس لها احد غيره..
اعترضت والدتها نعمات ولكن زوجها
أبو نجلاء وافق.. وهي توعدت بان لن تجعل ابنتها تسكن مع حماتها مهما حصل...
عدت الأيام وتزوج وحيد من نجلاء
ولكن لم تكن هادئه مثل سابق..
بدأت تشتكي من والدته وتقول أشياء لا توجد بها مثل والدتك لم تجعلني انام بعد ذهابك للعمل.. والدتك ترمي ملابس المنشوره في الشارع.. والدتك تحدثني بصوت عالي حتي تسمع الجيران بي...
تعب وحيد من كثرة الشكاوي..
وحاول أن يستفهم من والدته ما يحدث ولكنها قالت له.. اعمل ما يرضي زوجتك يا ولدي..
قدم وحيد تنازلات كثيره لـ ارضاء نجلاء وذهب معاها لـ الإقامة بجانب عائلتها مثلما رسمت لهذا هي والدتها
وترك وحيد والدته تعيش بمفردها بعدما
اقنعته هي بذلك حتي لا يأتي يوماً ويلومها أنها السبب في فراقه عن
زوجته أم ابنه..
حزنت أم وحيد علي بعد ابنها عنها فمرضت وماتت بعد تركه للمنزل بشهر
واسترجع صاحب العقار الشقه لنفسه بعدما اعطي مبلغ لـ وحيد حتي يتركها فهو لم يعد يحتاج إليها
اشتاق وحيد لـ الحي الذي تربي فيه وندم أنه تركه من الأساس..
أول مكان اتي بباله عندما رجع القاهرة بعد انفصله عن ام ولده
وصعد البيت ومعاه مالك وتذكر كل
ايامه الحلوه.. طرق باب جارة والدته وصديقتها الست شاديه.. حكوا كثيراً عنها وقصت له كل ما فعلته طليقته
مع والدته..
فسالها وحيد لما لم تخبريني من قبل
اجابته بان والدته هي من طلبت الا اخبرك ولكن كانت تدعي لك دائما
ان ينور الله بصرك ويرزقك الخير ويبعد عنك الشر...
فاق وحيد من كل هذا علي رن هاتفه وكان رقم الست الفت ولكن المتحدث مالك..
بداخل المشفي وبعد مرور المدير..
جلست حنان وانتصار يتسمران الحديث فبدات انتصار.. ها احكيلي بقي يومك مشي ازاي امبارح،،
ابتسمت حنان وقصت عليها كل ماحدث واكملت... بجد يا سوسو،، مالك فرق امبارح معايا اوي كأن ربنا بعته هدايا ليا
فسالتها انتصار... طب ابو مالك اخباره إيه معاكي
ردت حنان.. عادي ولا حاجه أصلاً محصلش كلام بينا،، وبعدين بلاش دماغك ديه الراجل كان متجوز ومعرفش لسه بيحب مراته ناوي، يرجع لها ولا لا يبقي ليه اعشم نفسي واتعب علي الفاضي لا ياستي خليني بعيد احسن،
نظرت لها انتصار بغضب وقفت..
طيب ياختي خليكي كده وانا قايمه احضر علاج المرضي بتاع الغداء عشان ممسكيش اخنقك
ابتسمت حنان لها كي تضيقها وقالت.. وأنا بقول كده بردو،
عدي شهرين علي كل ذلك بدء الاربعه وحيد ومالك وحنان والسيدة الفت علاقتهم تزداد تقرب ولن يكمل يومهم
إلا ويرؤا بعضهم.
وفي ذات يوم ذهب وحيد لـ عمله
وكذلك حنان وبقيا السيدة الفت ومالك بالمنزل
وجاء موعد درس مالك الذي ياخذه مع مدرسة لـ تأسيس الأطفال فهي جارت حنان واتفقت معاها بعدما عرضت الأمر علي وحيد ووافق،
اتت حنان في موعدها من عمله... فـ اخبرتها والدتها بان مالك مازال بالدرس اما هي فيجب عليها الذهاب لخالتها لانها مريضه..
دعت حنان ربها ان يشفي خالتها فطلبت من والدتها تنتظرها لتذهب معاها
ولكن السيدة الفت رفضت لقرب وصل مالك من الدرس وانها اتفقت مع رضا جارهم ان يوصلها بالتاكسي الخاص به وينتظرها وترجعه معاه..
وافقت حنان ونزلت والدتها واتي مالك من درسه وهو سعيد بما اخذه اليوم من نجمات في جميع دفاتره وهذا يدل علي شاطرته..
سعدت به حنان وانهالت عليه بالمقبلات..
لحظات وسمعوا طرقات صغيره علي الباب.. فتح مالك وكان الطارق مهند ومعه عمر أيضا اصدقاء بالدرس ويسكنون في نفس الحي أيضاً...
سألتهم حنان علي امهاتهم..
ثم طلب منهم الدلوف للداخل حتي يلعبوا مع مالك..
فتكلم عمر... ممكن يا طنط مالك ينزل يلعب معانا في الشارع.
رفضت حنان بشده.. تدخل مهند يا طنط هنلعب قدام البيت مش هروح بعيد
كان رد حنان الرفض ثانياً.
تحدث مالك وهو حزين.. عشان خاطري يانانا مش أنا شاطر،، حبه صغيره اد كده هوه... مشوراً علي عقلتين من اصابعه..
ضحك حنان علي طريقته في الحدث واسلوبه الذي جعلها تغير قرارها... طب ماشي هما حبه اد كده هوه بس مترحوش في حته والعبوا تحت البيت علي طول تمام...
فرحوا الثلاثه ونزلوا علي السلم وهم يضحكون..
عدت ساعه من نزول مالك الشارع فوقفت حنان في شرفت الشقه لتنادي علي مالك.. فلم تراه ولكن كان واقف مهند وعمر يبكوا.. نادت عليهم واستغربت من بكاءهم سالتهم ماذا بكم واين مالك؟
اجابها مهند بأنهم كان يلعبون لعبة الغميضه فـ اختباء منهما ولم يراؤه منذ نصف الساعه...
نزلت حنان السلم لا تعرف كيف وصلت لـ أسفل وهي تجري هنا وهناك ودموعها تنهمر دون توقف..
تجمع سكان الحي وبدء الجميع يبحث عن مالك ولكن بلا جدوي..
تحدث أحد الواقفين بأن يجب عليها اخبار والده...
تملكت اعصابها قليلاً وحاولت الإتصال عليه أكثر من مره واخيراً تمكنت واتصلت
اجابها سريعاً... السلام عليكم
آنسه حنان عامله إيه...
لم تقدر علي امسك دموعها عند سماع صوته تحدثت وهي تشهق...أستاذ وحيد مالك مش لاقياه بقالي ساعه،،
احس وحيد بعد هذه الجمله بان المكان يلف به فـ اخرج صوته بضعف يعني إيه مش لاقياه قصت له ماحدث حتي نزوله الشارع....
رد عليها سريعاً... أنا جاي متروحيش في أي مكان...
أتي وحيد في وقت قياسي.. فراء جميع الجيران بالشارع يبحثون عن مالك
وبعض منهم يتحدثون إليه إن شاء الله هرجعلك بالسلامه،، خير ماتقلقش،، تلاقيه راح يجيب حاجه ومعرفش يرجع..
وجه حديثه لـ حنان...لو سمحتي عاوزك فتوجها لمدخل منزلهما قائلا...
ادام مش مستحمله مالك ماتصلتيش عليا ليه تقوليلي تعالي خد ابنك أنا زهقت منه..
طب كنتي قوليله اطلع استني ابوك فوق. أنتي معندكيش قلب تنزلي عيل صغير الشارع وهو مايعرفش حاجه...
كانت تستمع لـ حديثه القاسي وهي واضعه يدها علي فمها لتكتم بكاؤها وتهز رأسها كـ نفي علي مايقوله،،
أكمل وحيد وهو علي نفس اتهامه لها...
إنتي انقذتي مره لكن ضيعتيه دلوقت أنا مش هسامحك... أنا...
اوقف باقي حديثه عندما سمع أحد ينادي عليه وهو ينهج من كثرة الجري قائلا... استاذ وحيد أستاذ وحيد...... مالك...
※☆※※☆※※☆※※☆※※☆