اخر الروايات

رواية بين الاحزان والحقول الفصل الرابع 4 بقلم اسماعيل يوسف

رواية بين الاحزان والحقول الفصل الرابع 4 بقلم اسماعيل يوسف



٤
ومضى أكثر من اسبوعين وكانت الشمس تشرق فيهم وتغرب والقمر يعلو فوق اسطح المنازل مثل لوحه كبيره متعددة الألوان تشبه حياه فوضاويه بخلفيه صفراء، وكان فارس لا يغير روتينه ولم يجلس مع تلك الفتاه حتى الآن
ولاحظ انها تأكل فى المكتبه وتعد طبق طعام كبير رغم أنها لا تكاد تلمسه وان اكلتها ضئيله جدا مثل هيئتها وانها تترك طبق الطعام على الطاوله وتهمس بما يشبه التعويذة محتضنه كتاب او روايه، عينيها وبرائتها تركض فوق وجهها الرطب الآبيض
مرحبآ
قل مرحبآ
انها تقول مرحبآ فى كل مره وكأنها تنتظر شبح او مسافر عبر الزمن يرد عليها
وانها لا تخفى فرحتها، بوجه باسم تمضى فى يومها ممتنه لكل الأرزاق واللطف والرحمه التى غمرها به الله، ان استطيع ان أفعل شيء احبه حتى لو كان صغير
وبين هذا وذاك تعبر عن أحلامها بصوره مسموعه، اتمنى ان يبتلعنى كتاب واعيش بين أوراقه، اركض مع كلماته واتسلق جمله وتعبيراته
مع ملاحظة انها تقول ذلك مع كل كتاب جميل يصادفها رغم أنها تعهدت بالولاء لغيره
ألا تعتبر خائنة؟ ان تغير ابطالها بأستمرار، ابطالها، الذين تترك طبق الطعام من اجلهم فى المكتبه!؟
وكان لديه سؤال يؤرقه ولم يحدث له ذلك من وقت وفاة زوجته
امسك ورقه وقلم وكتب بتردد
اخبرينى كيف تقرئين بذلك الأسلوب الرائع؟
عندما وصلت الفتاه وجدت الملحوظه معلقه على رف المكتبه الذى يحمل كتاب بعنوان صمت الفتيات
تآملت الفتاه الورقه، اشتمت رائحتها المعبقه بالتبغ
اننى اقراء منذ الصغر وكانت روايتك سبب حضورى لهنا
انا اعرفك
انها تقراء لى؟
لقد فهمت
لكن لماذا تقرأ لى انا؟
بعد أن توقف عن الكتابه مع عاد احد يذكره، ان وجود شخص معجب بكتاباته فى هذا المكان النائى صدفه مدمره
لقد شعر ان اطرافه ترتعش، وتعجب من قدرة الكلمات على الوصول لأماكن بعيده جدا
أشخاص لا نعرفهم يرسلو الينا تحياتهم
تذكر عندما بدا يقرأ اول مره وكيف انه حمل كتابه وصعد به جذع شجره فى يوم شتوى تحت أشعة الشمس المتسلله بين أوراق الشجره
حاول أن يتذكر اسم القصه التى كان يقرأها؟
تزوجت ملكة الجان وشعر بالرعب يدب داخل قلبه كأنه طفل
عجيب امر الكلمات
تضحكنا! تبكينا وترعبنا واحيان تواسينا افضل من البشر
لطالما ربتت الكلمات على كتفه عندما تخلى عنه البشر
تنهد وترك المنزل، الفتاه رحلت للتو والشمس تهرب خلف المنازل والحقول
جلس على الاريكه ولفت نظره امرأه تحمل قفه، انها بعيده لكنه يراها
إلى تذهب فى هذا الوقت؟
وكانت المرأه تسير متأرجحه على الطريق قبل أن تعرج داخل حقل يرعى فيه ابو ااقردان
وتعجب ان الطائر لم ينزعج ولم يهرب، كان ينقر الأحواض المرويه ويلتهم طعامه من الدود
سارت المرأه على الفحل وكانت الشمس تودعها
وظهر زوجها من بعيد يحمل الفأس فوق ظهره ويشق القنايا امام الماء
افترشت المرأه الأرض فوق البرسيم وأخرجت الطعام، خبز بلدى وجبن هكذا توقع واشعلت نار
ان هذه الأشياء والمواقف تثير داخله الحزن، فليس لديه انسان يشاركه همومه واحزانه
اشعل لفافة تبغ وراقب المرأه وزوجها حتى ابتلعهم الظلام
حينها صعد شرفته
وراح يكتب روايه جديده اسماها
خادمة القصر



الخامس من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close