اخر الروايات

رواية غرام المغرور فارس واسراء الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور فارس واسراء الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم نسمة مالك



الحلقة 43
.
رواية غرام المغرور الفصل الثالث واألربعون 43 بقلم نسمة مالك

الخوف تتملكك مننا، وتتوالى
عندما يتعلق قلبنا بحب أحدهم، فدائًما ما يربط سعادتنا في الحياة بالحبيب، فتبدأ مشاعُر
علينا وساوُس الفقدان والفراق، ونتساءل عن كيفية العيش بعد أن أصبح الهواء الذي نتنفسه، كيف نستطيع اإلستمتاع
بالحياة بدوِن ُحبِه؟،..
..بعد مرور عدة ساعات..
عاد "فارس" برفقة زوجته للغردقة بعد غياب دام ألكثر من شهر، بعدما هاتفه "غفران" و أخبره بما حدث ل "خديجة" و
إصابة "هاشم" تحرك باليخت على الفور..
كان التعب بدأ يتمكن من "إسراء" أكثر خاصًة حين صعدت معه على متن الطائرة الهليكوبتر التي هبطت بهما أمام
مركز طبي تابع للقرية السياحية التي يملكها زوجها،
"إسراء حبيبتي وصلنا المستشفى خالص أهدي"..
همس بها "فارس" بلهفة داخل أذن "إسراء" التي تتقيأ بعنف،أسرع هو بحملها و غادر الطائرة بحذر متجه لداخل
المستشفى بخطوات مهروالة،

أستجمعت "إسراء" قوتها و رفعت يدها مسدت على صدر زوجها بحركتها التي يفضلها "فارس" كثيرًا بعدما رأت
مالمحة التي بدي عليها الزعر، والخوف الشديد..
" فارس وهللاأنا كويسة، متقلقش عليا، و خلينا نطمن على خديجة"..
همست بها "إسراء" بخفوت، و هي تراه يخطو بها داخل غرفة الكشف..
كان في انتظارهما فريق طبي كامل على أبهى إستعداد، مال بها "فارس " ووضعها على الفراش برفق، لتشعر هي
بنتفاضة جسدة المتصلب، والتي تدل على مدي قلقه عليها..
هندم لها حجابها، وزال حبيبات العرق بأنامله عن جبهتها، وابتسم لها ابتسامة هادئة مغمغمًا..
"غفران طمني الحمد لله على خديجة، و كمان على هاشم الرصاصة جت في كتفه، هطمن عليكي األول يا إسراء ،
وهطلع لهم.. هما معانا هنا في المستشفي"..
....................................... سبحانهللا��............
.. داخل غرفة بالمستشفى..
تجلس "إلهام" بكرسيها المتحرك بجوار السرير النائمة عليه"خديجة" بعد أعطائها حقنة مهدئة ظلت نائمة على أثارها
لساعات طويلة..
" هاشم".. تمتمت بها" خديجة" بضعف، وهي تجاهد لفتح عينيها، جعلت "إلهام" تقترب منها وتتحدث بلهفة قائله..
"خديجة فوقي يا حبيبتي.. متخفيش سي هاشمله بتاعك اتعور تعويرة بسيطة و هيبقي زي الفل ان شاءهللا" ..
انتفضت بفزع حتي أنها كادت أن تسقط من فوق كرسيها أرضًا حين هبت "خديجة" فجأة جالسة، وصرخت بقوة مرددة..
"هااااشم"..
شهقت " إلهام" بعنف، وهي تجذب ياقة عبائتها، وبصقت داخلها عدة مرات مردفة بغضب مصطنع..
" ايه يا خديجة يا أختي دا.. رعبتيني أخس عليكي"..
نظرت لها "خديجة" تستجديها بنظرتها، وقد امتلئت عينيها بالعبرات، و ببكاء قالت..
"هاشم يا إلهام خد الرصاصة بدالي.. قوليلي جراله أيه"..
اجهشت بالبكاء أكثر مكملة بتوسل..
"قوليلي أنه مامتش ولسه عايش يا إلهام"..
ابتسمت لها" إلهام" شقية واجابتها بجدية مصطنعة قائلة..
"اطمني يا حبيبتي وهللاسي هاشمله عايش، والحمد لله الرصاصة جت في كتفة بعيد عن قلبه اللي بيحبك"..
توردت وجنتي "خديجة" بحمرة قاتمة، ونظرت لها بعبوس مردفة..
"حب أيه بس يا إلهام.. هاشم كان بيشوف شغله مش أكتر"..
ضيقت" إلهام" عينيها، و رمقتها بنظرة ماكرة، وتحدثت بمزاح قائلة..
" شغله؟!.. اممم شغله يا شغله اللي يخليه يضحي بنفسه علشان ينول رضا البسكوتة بتاعتنا"..
ربتت على قدمها وتابعت بتعقل قائلة..
"الراجل بيحبك يا خديجة دي حاجة واضحة زي الشمس، و انتي كمان قلبك مايل ليه، و فارس عمره ما يرفضلك طلب،
وأنتي واثقة من كدة يبقي لزمته أيه عندك، و دماغك الناشفة دي يا حبيبتي "..


همت" خديجة" بالرد عليها، و لكن طرقات هادئة على باب الغرفة قطع حديثهما..
"ادخل يلي بتخبط".. قالتها" إلهام " بعفويتها المعهودة..
ُفتح الباب ،وخطي" غفران " للداخل وتحدث بابتسامة قائًال..
" حمدهللاعلى سالمتك يا ديجا.. الحمد لله جت سليمة "..
" طمني على هاشم يا غفران".. غمغمت بها "خديجة" بلهفة فشلت في إخفاءها..
انبلجت أبتسامة عابثة على مالمح "غفران"، وهو يجيبها..
"اطمني.. هاشم كويس الحمد لله و الدكاترة طلعوا الرصاصة من كتفه، وهو دلوقتي في األوضة اللي جنبك على
طول، و كمان فارس و مراته وصلوا تحت في اإلستقبال "..
"في اإلستقبال؟!.. هي إسراء تعبت منه وال أيه يا غفران يا ابني؟!".. قالتها "إلهام" بقلق بادي على وجهها..
فأسرع"غفران" بالرد عليها قائًال..
" اطمني يا مدام إلهام بنت حضرتك كويسة.. بس داخت شوية لما ركبت اليخت، والطايرة في وقت واحد"..
أسرعت" إلهام "بالتحرك بكرسيها، ونظرت ل"خديجة" مغمغمة..
" هروح أطمن عليها و ارجعاك تاني يا خديجة يا أختي"..
وجهت نظرها ل "غفران" وتابعت بنبرة راجية..
وديني ليها يا ابنيهللاال يسيئك.. مش هتأخر عليكي يا ديجا"..
قالت "خديجة".. بقلق.. "أبقى طمنيني عليها يا إلهام"..
انتظرت حتي تأكدت من ذهابهما، وتحاملت على نفسها، وهبت واقفة وسارت بخطي مرتجفة لخارج الغرفة قاصدة
غرفة" هاشم"..
وقفت أمام باب الغرفة، وأخذت نفس عميق، و من ثم طرقت عليه، وفتحته و دلفت للداخل..
سارت ببطء حتي توقفت بجوار السرير النائم عليه "هاشم" تتأمل مالمحة بعشق ظاهر على مالمحها الرقيقة،تنهمر
عبراتها على وجنتيها بغزارة رغم أنها تبكي بصمت..
"هاشم.. حبيبي فوق علشان خاطري"..
همست بها "خديجة" و اجهشت ببكاء مرير و هي تتخيل أنها كانت على وشك فقدانه لألبد..
تلك الرصاصة كانت من المفترض أن تصيبها هي، و لكنه فداها بروحه دون لحظة تردد، يأكد بها حبه الصادق لها..
"خديجة".. تمتم بها "هاشم" بين الوعي والالوعي جعلها تميل بوجهها على وجهه وتنظر له بلهفة مردفة..
"أنا هنا يا هاشم.. بليز فتح عيونك"..
إنصاع لطلبها على الفور، وفتح عينيه ينظر لها نظرته المتيمة بها عشقًا متمتمًا.. "انتي كويسة؟ "..
حركت رأسها بااليجاب، وقد عجزت عن الرد عليه بسبب بكائها الشديد،مما دفعه لرفع يده السليمة على وجهها،
وضعها أسفل ذقنها يجذبها عليه أكثر حتي تالمست أنفهما، وللمرة األولى لم تبتعد عنه "خديجة" بل اقتربت منه أكثر
حتي شعرت بأنفاسة تلفح بشرتها..
" بالش عياط يا خديجة.. دموعك بتوجع قلبي"..

"سالمة قلبك يا هاشم".. همست بها "خديجة" بصعوبة من بين شهقاتها الملتاعة،جعلت "هاشم" يبتسم لها ويهمس
بفرحة غامرة اعتلت مالمحة المجهده..
"أسمى طالع يجنن من بين شفايفك يا أرق و أجمل خديجة في الدنيا"..
ختم جملته، و خطف من شفتيها قبلة صغيرة، حجظت أعين" خديجة" بصدمة من فعلته، وأسرعت بالركض لخارج الغرفة
وهي تقول بتلعثم..
" ح حمدلله على السالمة"..
............................................ الحمد لله��.............
" فارس "..
ممسك بيد زوجته يضغط عليها برفق أثناء حديثه للطبيبة التي أنتهت للتو من إجراء فحص شامل ل"إسراء"..
"بقالها كذا يوم أكلتها ضعيفة، داخت مني كذا مرة، بتنام كتير على غير العادة،اشتكت من الصداع مرتين،رجعت
انهارده 3 مرات و كل ما أديها عصير أو حتي ميه ترجعها، و لحد دلوقتي ماكلتش اي حاجة"..
صمت لوهله، ونظر لزوجته التي تطلع له بنظرات منذهلة، لم تتخيل ان خوفه، وقلقه عليها يصل إلى هذا الحد، و انه
يتابع حالتها بترقب هكذا..
" فارس باشا اطمن سيادتك"..أردفت بها الطبيبة بعملية، و تابعت بابتسامة متسعة قائلة..
"تحليل الدم و البول أكدو ان المدام حامل.. ألف مبروك"..
تهللت أسارير "إسراء"، وأشرقت مالمحها بسعادة بالغة، بينما "فارس" ظهر الغضب على مالمحه أكثر ، و تحدث بتساؤل
مستفسرًا..
"يعني معقول الحمل هو اللي تعبها أوي كده؟!"..
الطبيبة.. "أيوه يا فارس باشا.. كل اللي بيحصل للهانم دا أعراض طبيعية جدًا في بداية الحمل، و ممكن تزيد كمان خالل
الشهرين الجايين"..
حرك "فارس" رأسه بالنفي، وتحدث بصرامة قائًال.. "أنا مش عايزها تتعب"..
ضم زوجته داخل صدره بقوة مكمًال..
" و لو الحمل دا هيتعبك يبقي انا مش عايزه يا إسراء "..
رباه تملك الخوف من قلبه،لن يغامر بفقدانها مهما كلف منه األمر، هي أوًال وأخيرًا و قبل كل شيء..
شعرت "إسراء" بما يدور بذهنه، وما يشغل خاطره،فضمته لها أكثر ، و تحدثت بتفهم قائله..
"فارس.. حبيبى أهدي ،و متخفش عليا أنا كويسة وهللا"..
رفعت رأسها ونظرت له نظرتها العاشقة التي تبعثر مشاعرة، وتغلف قلبه بالطمأنينة..
"ومبسوطه ،وهطير من الفرحة علشان انا حامل منك "..
قبلت موضع قلبه بعمق، وتابعت بصوت تحشرج بالبكاء..
"ألف مبروك علينا يا حبيبي"..
" الزم تعرفي أني معنديش اي إستعداد أني أخسرك"..
همس بها "فارس" بنبرة محذرة، فحركت له رأسها بااليجاب، وهمست بثقة..


"عارفه ،وواثقة كمان، واطمن بمشيئةهللاكله هيبقي تمام"..
"مبروك يا عيون يا فارس".. قالها وهو يميل على وجنتيها ويطبع قبلة مطولة، وعاد دثها داخل حضنه مرة أخري..
أغلقت" إسراء " عينيها تنعم بقربة، و حبه لها الذي دومًا يغرقها به،نهرت نفسها بقوة حين داهمها ذكري إحدي
محاوالتها للهروب منه،تسأل نفسها كيف كانت تجاهد حتي تبتعد عنه، و تحرم قلبها من عشق مثل عشق فارسها..
.. فالش باااااااااااك..
إسراء"..
تسير بخطوات حذره على أطراف أناملها.. واضعه إحدي أصابعها في فمها بطفوله.. نظرت حولها تتأكد من عدم وجود
أحد..
تنهدت براحه حين تأكدت أن جميع من بالقصر ينعمون بنوم عميق.. فتابعت سيرها وهي تمتم لنفسها قائله..
"يارب الحرس اللي قدام القصر يكون نايم هو كمان، وأعرف أخرج من هنا بقي"..
ابتسمت بتساع، وحماس شديد وهي تقترب من باب القصر الداخلي..تمايلت بخصرها يمينًا، ويسارًا، وقامت بتقليد
"فارس" قائله..
"مش هتعرفي تخطي بره باب االوضه"..
"بقي انا بتكلم بالرقه دي، وال برقص حاجات تجنن وتطير العقل كده ؟! "..
قالها "فارس" الواقف خلفها مستند على الحائط، وواضع كلتا يده بجيب سرواله، ويرمقها بنظرات ماكره، مال عليها
بوجهه و بدأ يسير بأنفه على وجنتيها مكمًال ..
"وبعدين ينفع واحدة تهرب من جوزها قبل حتى ما تدوق حضنه وقربه اللي أنا واثق إنك مش بس هتحبيه..دا أنتي
هتدمنيني.. زي ما أنا هتجنن عليكي"..
إزداردت لعابها بتوتر من قربه منها إلى هذا الحد،و حديثه الجرئ الذي يجعلها على وشك األنصهار من شدة خجلها،
وتحدثت بقوة مزيفة قائلة..
" أسمع يا فارس بيه.. أنا مش مراتك، وحتة الورقة اللي خلتني أمضى عليها دي بلها واشرب مياتها.. علشان الجواز اللي
أنا اعرفه بيكون بمأذون وشهود غير كده ميبقاش جواز أصًال "..
"رغم أن حتة الورقة اللي بتقولي عليها دي عقد شرعي ومتوثق بشهود.. بس و ماله يا بيبي اكتب عليكي حاًال بمأذون
وشهود زي ما أنتي عايزة لو دا هيخليكي تقتنعي إنك مرات فارس الدمنهوري "..
أنهى جملته وأخرج هاتفه من جيب سرواله و طلب إحدي األرقام و انتظر الرد للحظات..
" أيوه يا غفران.. هاتلي مأذون و واحد يشهد معاك وتعالي عندي القصر دلوقتي حاًال"..
وبالفعل خالل دقائق معدودة كان يعلن المأذون فارس زوج ل إسراء على كتابهللاوسنة رسولهللا..

يتبع......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close