اخر الروايات

رواية لتضيء عتمة احلامي الفصل الثالث 3 بقلم آية السيد

رواية لتضيء عتمة احلامي الفصل الثالث 3 بقلم آية السيد



الحلقه الثالثه

رواية لتضيء عتمة أحلامي
بقلم: آيه السيد
"قاعد في الضلمه ليه!"
تنهد بارتياح لأنها دخلت غرفتها قبل لحظات... نظر إلى شريف، فهو صديقه منذ الطفوله، وتربى معه سليم، فبعد وفاة أهله أخذه والد شريف ليسانده حتى ينضج ويستطيع العيش في هذه الحياه ولكنه مات قبل عدة سنوات وتركه وحيدًا مجددًا بلا سند... ولم يتبقى له في هذه الحياة سوى شريف الذي يعتبره أخيه قبل صديقه.
سليم: عاوز ايه يا رخم.... أنا فيا الي مكفيني ومش ناقص رخامتك دلوقتي.
شريف مازحًا وهو يضع يده على خد سليم: فيكِ إيه يا بطه!
أزاح سليم يده قائلًا: قوم يلا امشي من هنا....
-طب خلاص متزقش... كل دا عشان السكرتيره طلعت جاسوسه يا عم متزعلش... متزعلش نفسك يعني مش أول ولا أخر صفقه
عقب سليم بحسرة:
- الصفقه دي كانت هتنقلنا نقله كبيره.... يلا الحمد لله على كل حال
- متزعلش نفسك ملناش نصيب فيها
-الحمد لله
أردف سليم هو يغمز بعينه:
-صحيح يا معلم إيه حوار يمنى بقا
- يمنى بنت عمي عبد الله!
-وإنت تعرف يمنى غيرها؟
تلعثم شريف قائلًا:
-دي... دي طفله يا عم، ومربيها على إيدي، و و وهي بتعتبرني أخوها الكبير
سأله سليم بمكر:
-وانت بتعتبرها إيه؟
نظر إليه شريف بابتسامه فأردف سليم: علفكره شكلها محترمه وجدعه اتجوزها بقا عاوزين نفرح بيك حتى تفك النحس الي راكبنا دا
-أتجوزها إزاي دي بتقولي يا أبيه
-يا معلم البت دي بتحبك... باين في عنيها
شريف مبتسمًا: إنت شايف كدا؟
-مش شايف غير كدا.... اتلحلح واطلبها من أبوها
-مش عارف... هفكر في الموضوع وأدرس أبعاده
-خليك كدا فكر كتير لحد ما تطير من إيدك

---------------------------
من حُسن الأخلاق أن نجتنب الظن السيء بالأخرين كي لا نأثم، ولكن يجب أن نأخذ حذرنا ممن شك قلبنا بأنه قد يسبب لنا الأذى، حتى لا يصيبنا بالمتاعب، فالحرص واجب فكما قالوا حرص ولا تُخون.
يمنى: مين دي يابابا
حكى لها عبد الله ما حدث بالتفصيل
يمنى: يا نهار أبيض... كل دا حصلها.... دا شافت كتير أوي، بس إيه الي خلاك واثق فيها لدرجة تجيبها البيت
عبد الله: صعبت عليا، تخيلتك مكانها
يمنى: افرض طلعت حراميه ولا كدابه ولا نصابه
عبد الله: أنا معايا بطاقتها، احنا هنخليها قاعده معانا يومين كدا لحد ما نشوف حل، وأنتِ خلي عينك عليها
يمنى بابتسامه: ومالو وأهي تسليني بدل قعدتي لوحدي، ومتقلقش أنا هعرف هي صادقه ولا كذابه، بنتك أصلًا مسمينها المحقق كونان
وقفت تتمايل وتغني: كونان... كونان يكتشف الغامض والمثير ...
ضحك عبد الله على حركات ابنته فهي تشبه المرحومه والدتها في خفة الدم والقبول.
أردف عبد الله بابتسامه وهو يُعد الطعام: كونان.... كونان هيا يا كونان
وبعد تناول العشاء
-هو... هو حضرتك ممكن تساعدني ألاقي أي شغل؟
عبد الله: حاضر يا سلمى هساعدك... بس انتِ كمان لازم تشوفي جامعتك وتكملي
سلمى: مجموعي يدخلني كلية علاج طبيعي
عبد الله: ما شاء الله ...وأنا هحاول أساعدك وأقف معاكي لحد ما ربنا ييسرلك حياتك
يمنى بابتسامه: علفكره أنا في تالته هندسه...... لو احتاجتِ أي حاجه...
سلمى بدموع: أنا مش عارفه أقولكم إيه والله...
عبد الله: متقوليش حاجه إنتِ زي بنتي... ويلا قومي عشان تنامي

إنها رحمة القلب ونقاء الروح التي تجعلك تساعد شخص لا تعرفه لمجرد أن الله قد وضعك في طريقة لتفرج كربه، فمن أحبه الله سخره ليقضي حوائج الناس، ومن توكل على الله سخر له من الناس من يقضي حوائجه.
------------------------
ظل عبد الله مستيقظًا كل الليل يفكر هل ما يفعله صحيح أم أنه يقترف خطأ فادحًا ببقاء الفتاه في بيته وهو لا يعلم ما أصلها؟! صلى استخاره ودعى الله لو كان شرًا يصرفه عنه ويبعد الفتاه عن طريقه وطريق ابنته ولو كان خيرًا يساعده على مساعدتها...

وفي الصباح الباكر خرج عبد الله لعمله وهاتف يمنى طالبًا أن تجلب سلمى لمطعمه حتى تستلم عملها في المطبخ...
--------------------------
على جانب أخر يجلس سليم بجوار شريف محاولًا إيقاظه للخروج للعمل، أما عن شريف فهو يغط في نومه وينسج أحلامه الورديه مع يمنى، يضع يده على خد سليم بغنج، جفونه مغلقه يرى في نومه وكأنه مع يمنى، يملس على شعر سليم مبتسمًا ثم على كتفه قائلًا: بحبك
ضربه سليم كفًا على وجهه وهتف بصوت مرتفع:
-اي يا شريف!!.... اصحى يخويا اتأخرنا على الشغل
فتح شريف عينيه ببطئ وهو يضع يده على عينه من أثر الضوء وهتف بنزق:
-فيه ايه يا عم حد يصحي حد كدا
-قوم يلا خلينا ننزل اتأخرنا
سحب شريف الغطاء من فوق السرير ليغطي وجهه وكامل جسده قائلًا: روح إنت وأنا هكمل الحلم الجميل دا وأبقى أحصلك
-تكمل إيه!! إنت ليه محسسني إنه فيلم وبيتعرض ورايح تكمله... يلا يا شريف... يلا يا حبيبي هنتأخر
خرج سليم من الغرفه وكشف شريف الغطاء ثم جلس فوق السرير يهمهم: هو الواحد ميعرفش ينام في البيت دا... دا إنت غتت
وقف سليم أمام باب الغرفه قائلًا: سامعك على فكره... ويلا الفطار هيبرد
قال وهو ينهض:
-أووووف...جاي أهوه
------------------------
وبعد تناول الإفطار كانتا الفتاتان تقفان أمام خزانة الملابس لتختار سلمى ما يناسبها لترتديه قبل الذهاب للعمل...
سلمى: لا أنا محجبه مينفعش ألبس كدا
يمنى: طيب أعمل ايه بقا أنا مش محجبه ولبسي كله كدا
سلمى: خلاص هلبس العبايه بتاعتي وخلاص
يمنى: عباية ايه المقطوعه دي.. لا طبعًا مينفعش
أخرجت ميني ديس باللون الأزرق وبنطلون واسع أبيض اللون وطرحه بيضاء وقالت: بصي الطقم دا كان بتاع ماما الله يرحمها... يارب يجي مقاسك
اخذته سلمى ودلفت غرفتها لترتديه وخرجت وقد ارتدته
سلمى: أنا جاهزه
ابتسمت يمنى واتسعت حدقتيها لجمالها وقالت: الله أكبر بجد قمرايه.... أنا هعيط بجد حاسه إني شايفه أمي فيك
-الله يرحمها يارب
أعطتها يمنى شنطه بيضاء قائله: كدا كملنا الطقم.... يلا بينا
---------------------------
يقف شريف أمام سيارته وبجواره سليم تحدث شريف بغضب:
-كل شويه تقولي يلا هنتأخر وفي الأخر معطلنا... بقالك ساعه بتلبس.
ارتدى سليم نظارته السوداء قائلًا: براحتي
نظر شريف لتلك الواقعه أسفل البنايه ويعلو رأسها حجاب تغطي به خصلات شعرها الذهبيه
همس بجانب أذنه:
-سليم... بص كدا هي يمنى اتحجبت ولا إيه؟
ابتسم سلم قائلًا:
-لأ دي مش يمنى
نظر سليم بإتجاههما فأيقن أنها هي من اصتنت لكلامها، فتاة رقيقه هادئه يزينها حجابها وأخيرًا منكسره يظهر أثر الحزن على وجهها، خرجت يمنى من العماره مهرولة وهي تقول: معلش بقا أنا دائمًا أنسى موبايلي...
أردف شريف وهو يدنو منها: إنتِ دايمًا ناسيه نفسك أصلًا
ابتسمت معلقه: يرضيك كدا يا سليم الي أبيه شريف بيقوله دا
أردف شريف بتكشيره: يعني هو سليم وأنا أبيه... يبنتي أنا أكبر منه بسنتين بس...
ضحكوا جميعا
سلط سليم نظره على تلك الواقفه بهدوء على مقربة منهم
- مش هتعرفينا يا يمنى؟
يمنى: أيوه تعالي يا سلمى....
سحبتها من يدها وقدمتها لهم: دي سلمى قريبتنا من المنيا... هتقعد عندنا شويه
شريف: أهلًا بيكِ نورتِ القاهره
سليم: اسم غالي أوي عليا يا سلمى.... فرصه سعيده
-شكرًا ليكم
أكملت وهي تشير إليهم: د ا أبيييه شريف وسليم جيرانا.... عندهم شركة مقاولات كبيره لما نتخرح هنروح نشتغل عندهم
أردف سليم بابتسامه: أيوه اضغطي على أبيه أوي كدا إنتِ كدا زي الفل
ابتسم الجميع ونظرت سلمى إليهم بحياء مبتسمه ثم نظرت إلى الأرض ولم تعقب، ابتسم سليم ولم يستطع رفع نظره عنها إنها كالجاذبيه التي أوقعت التفاحه على رأس نيوتن فألف قانونًا لها، تذكر ابنة عمه موقنًا أنها إن كانت على قيد الحياه بالتأكيد ستكون شبيهة لسلمى وفي سنها...
كان شريف يتحدث مع يمنى، أما سليم فشاردٌ تمامًا في ملامحها وتفاصيلها، نظرت بطرف عينها فوجدته مطولًا النظر إليها فأشاحت بوجهها للإتجاه الأخر....
وبعد فتره إستأذنت يمنى منهما ليذهب كل منهم إلى عمله...
------------------------
كانت فريده تسير ذاهبة لإستلام عملها الجديد حين لفت نظرها سلمى الواقفه بهدوء بجوار يمنى فظلت تتابعها حتى وصلت المطعم
حدثت حالها قائله: يا بنت ال**** طول عمرك بتقعي واقفه...
وصلتا المطعم واستلمت سلمى عملها بالمطبخ فهي تحب الطبخ وبالنسبة إليها هو ليس عملًا بل وقت ممتع تقضيه بممارسة ما تحب...
وبعد انتهاء ساعات العمل كانت تجلس في المطعم على إحدى الطاولات تضع يدها على خدها مبتسمه شاردة فيما حدث بينها وبين سليم منذ قليل... وكيف كان يتحدث! قاطعها صوت أنثوي قائلًا: قاعده إنتِ متهنيه هنا وسيبانا ندور عليكِ
-فريده!!!
ظلت فريده تنظر يمينًا ويسارًا للمطعم: أه فريده مفاجأه مش كدا... بتعملي ايه بقا هنا؟
-عايزه مني إيه؟
-كنت عايزه أشوفك.... وحشتيني... بفكر فيكِ ليل ونهار... نفسي أوي أشوفك متشرده في الشارع كدا ومش لاقيه حد يعبرك
-معايا ربنا يا فريده والي معاه ربنا مبيهلكش
ابتسمت بسخريه: ماشي يا ستنا الشيخه.... بس خليكِ عارفه إن أنا مش هسيبك.... ومش هرتاح
إلا لما أشوفك بعنيا كدا بتبكي بدل الدموع دم
-ليه يا فريده! أنا عملتلك ايه! شوفتي مني ايه عشان تكرهيني كدا؟
-عملتِ كتير أوي.... أحلى مني والناس كلها بتحبك، حتى الرجاله الي كنت بحبهم كانوا بيحبوكِ إنتِ، وإنتِ إلي بتعجبيهم مش أنا
-إنتِ مريضه نفسيه..... بجد مريضه ربنا يشفيكِ
-والله ما هسيبك تتهني يوم.... ومن هنا ورايح هكون عملك الإسود..
قالت جملتها وانصرفت تاركة المطعم بغضب.
أتحسدها على جمالها! وهي نعمة من الله وهو من رزقها إياها، فلكل منا نصيبه من الحياه ورزقه الذي قسمه الله له، قد تكون جميلة المظهر لكن هناك جوانب أخرى قد حُرمت منها كأن يكون لها أم وأب وعائله ولكنها ترضى بكل ما قسمه الله لها..
قال الشاعر:
أيا حاسد لي على نعمتي
أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه
لأنك لم ترضى لي ما وهب
ظلت سلمى تحدث حالها وتفكر ماذا ينتظرها في الأيام المقبله؟ فقد ظنت أنها هربت منهم إلى مكان حيث لا يستطيعون الوصول إليها فلابد أن حظها سيء للغايه حتى تصل إليها فريده بهذه السرعه....

تمر الأيام وتزول الألام لكن يبقى أثرها في القلب، فالوجع يزول لكن يبقى أثره بعقلنا الباطن ولا شك أننا نتناساه بحرفيه شديدة.
مر شهر وأصبحت سلمى تباشر عملها بالمطعم، أحبت يمنى وصارتا صديقتان في وقت قصير، قدمت سلمى أوراقها التي أحضرها لها عبد الله بكلية العلاج الطبيعي استعدادًا للعام الدراسي الجديد، اشترت زهور من الورد الأحمر ووضعتها في شرفتها وصارت تعتني بها وتحدثها كل ليلة وتقص عليها ما أسعدها وما أزعجها، وكان هناك عيون تتابعها وتسترق النظر إليها وهي تخرج كل يوم مع عبد الله، وآذان تصتنت إلي كلماتها كل ليله.
أما عن فريده فبعد مراقبة والدتها لأخبار الشاب الذي طعنته بالسكين فلم يخبر الشرطه عنها، وانقطعت أخباره، طلبت منها والدتها العوده الى المنيا لكنها رفضت لسببين؛ الأول أنها تكسب الكثير من الأموال، والثاني لأنها تخاف من أثر ما فعلته مع ذاك الشاب.
-------------------
تجلس فريده مع أحدهم وبيدها أول مرتب لها، وتعطيه الأموال قائله:
- أخيرًا هقدر أنفذ انتقامي من الي اسمها سلمى واشفي نار قلبي
-شوفي إنتِ عايزه تعلمي عليها ازاي وأنا جاهز
-أنا مش عايزاها تموت بس عايزه أشوفها بتتألم
-إيه رأيك أرشلك وشها بماية نار... أخليها تعيش تتألم طول حياتها
-فكره حلوه إنت كدا تبقى خدمتني أوي.... وأهو أرتاح من جمالها الأوڤر دا
-ماشي بس دا هيكلف شويه
-عايز كام يعني؟
-مش كتير يعني خمسين ألف
-اي دا وأنا لو معايا المبلغ دا هقعد معاك ليه!
-خلاص يبقا على أد فلوسك
-اعمل الي تعمله بس البت متموتش... واوعى حد يشوفك
-النهارده هيجيلك خبر يفرحك
------------------
تستعد سلمى للخروج من المطعم لتذهب للجامعه وبجوارها عبد الله الذي ينبهها قائلًا: خلي بالك من نفسك ولو احتاجتِ أي حاجه رني عليا
-ماشي يا عمو شكرًا لحضرتك
-ويمنى كانت قيلالي أبلغك إنها في مدرج ٣ لو احتاجتيها...
-ماشي يا عمو
ارتدت حقيبتها وحملت أدواتها وعند خروجها من المطعم قابلها سليم فهتف: السلام عليكم
رد عبد الله السلام وقال: تعالى يا سليم اتفضل
نظر لها وهي تخرج من المطعم وقال لعبد الله: هي رايحه فين؟
-الكليه
-طيب هلحقها وأروح أوصلها... بدل ما تتبهدل في المواصلات
لم ينتظر إجابة عبد الله بل فر من أمامه مهرولًا ليستطيع الحاق بها هتف مناديًا عليها: سلمى.... سلمى... استني هوصلك
توترت عند خروج اسمها من بين شفتيه وقالت: لا شكرًا...
حاول إقناعها لكنها رفضت بشده وأصرت على الذهاب وحدها، سارت في طريقها وهو يتابعها بعينه وهمت لتقطع الطريق حين قام أحدهم بتشغيل سيارته مترقبًا إياها ليقود مسرعًا بإتجاهها
فيهتف سليم: حاسبي، حاسبي... سلمى... حاسبي



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close