رواية ضحية الوعد الفصل الثالث 3 بقلم فاطمة احمد
_بُصِي يابنتِي مش عايزِك تزعلِي منِّي فيمَا بعد لمَا تعرفِي الحقيقه لكن أنا كنت بحميكِ مِنهَا وخفت تقتلك ،عايزِك تِعْرفِي ان ف اوقات كنت بقسى عليكِ لكن كنت بعمِل كِدَه عشان تعرفِي تتحملِي مسؤولياتِك لوحدِك ،علشان لمَا تشوفِي الدُنْيَا مِش هتلاقي حد واقف جمبِك وقتهَا هتكون نفسِك هي عُكازِك اللي تسندي عليها ،لو جيتِي يا بنتي ليَّا ومعرفتش اكملك الباقي اسألي عمِتِك ريهَام وافتكري دايمًا انِّي بحبك.
-انا جاية يا بابا مش هتأخر علِيك يا حبيبي.
_ايه اللي حصل لوالدك يا أسيل؟
_استني انا جايه معاكِ مش هينفع تمشي لوحدِك وانتِ بالحالة دِي.
"في مستشفي الزهراء"
وصلت أسيل غرفة والِدهَا وشافِت أحمد وليلى بيبكوا ووالدهَا على السرير ومتغطِي بقماش أبيض ،جالهَا حالة من الهيستيريَا.
-ده أنا لِسَّه مكلمَاه!!! ، كان بيقولِي نفسِك هيَّ عُكازِك وميعرفش ان هو نفسي ، هكمِل حياتِي ازاي من غِيرَك، مِش كُنت بتقولِي وأنا صُغَيَّرَة طول ما أنَا معاكِ متخافيش ،بقٍيت لِوَحدِي دلوقتِي من غِير أمَان ،كده تسيب سولي حبيبتَك؟
_اهدي يا أسيل ادعيله هو محتاج دعواتِك ،كلامِك ده مش هينفعه في حاجه .
بعد وفاة والِد أسِيل بِ٣ شهور
أسيل بقِت جسد بِلَا رُوح على الرُغم مِن إن والِدهَا كان بيقسى علِيهَا لكن كانت بتحبه وبتحب لهفته علِيهَا لمَا تِتْعَب وكان أقرب حد ليهَا في البيت ،كان عارف كُل حاجه فِي حياتها ، أسيل أهمَلِت الكُلِّية بتاعِتهَا،وِ قَصِّت شعرهَا كُلُّه بسبب الإكتئاب اللي اتعرضِت لِيه.
-صحيت الصُبح ولأول مرة بتبسِم فاقت على تليفون من أمنية.
_صباحِ الخِير يا سولِي ،مش هننزل النهارده بقا بقالك شهر منزلتيش ولا شُفتِك.
-أنا شفت رؤية لِبابا يا أمنية قالِي كمِلِّي حياتِك يا بِنتِي فِي طاعِة الله ، انا بحبك وعايزِك تكونِي في حال أفضل من اللي انتِ فيه دلوقتِي ،وابتسملي وقالي متنسيش تسألِي عمتِك .
_ ربنا يرحمه و يجعله من أهل الفردوس ،طب وانتِ ناوية تبدئي حياتِك من تانِي.
-انا وعدتُه انِّي هكُون أحسن وهحاول ، هنزل عالبحر شوية ،ببقى مرتاحة أكتر لما أشوفه و بيراودنِي شعور ان الموج بيسحب منِّي أي شعور سيئ .
_تمام يا عيونِي ،ربنا يطمن قلبِك.
" مُجرد رُؤيتَك لِلبحر على شاشتك بيسلب مِنَّك طاقتِك السلبية بدون وعي،فلما يكون جمب بيتك قريب منَّك، تحكيله كُل شيئ وتنتهي من كلامك معاه بيراودك شعور انَّك اتولدت مِن جدِيد وإن لِسَّه فِي فرصة لانَّك تِكَمَّل .
-خرجت أسيل وهي عازمه على قرار ان اليوم ده هيكون تغيير ليهَا وخروجهَا من الإكتئاب الممِيت.
_ شاردة في ذكراياتهَا مع البحر اتفاجئت بطِفل صغير سنه لم يتجاوز ال٧ سنوات.
-آنسة اتفضلِي ده لِحضرِتِك.
_مين اللي جابها يا حبيبي؟
-عمو اللي هناك ده،وكان بيشاور عليه ،بتحاول تشوف مين ملقتش حد، ورجعت تشوف الولد تاني لقته مِشِي.
_ايه بقا اللي بيحصل ده بقا؟
_نشوف في ايه ، وايه الرسالة دي هو احنا في اي عصر؟
-كان مضمونَهَا
"أكتب إليكِ رسالتِي الأولى على الرغم من أننِي فكرتُ مرارًا وتكرارًا في أن أُرسِلهَا إليكِ، وددتُ أن أُخْبِرُكِ أنني أعلم أن الفِرَاق صعبٌ ولكِن تِلكَ هِي الحياة ، إنَّ العيش عيش الآخرة ونحنُ هُنَا لنعبُد الله ،ويومًا ما سننتقِل مِن الدنْيَا إلَى مكانٍ أكثر سكينه ودفئ من هُنَا،لا وجود لِعِتاب أو حُزن ،أعلم أنَّكِ تكمنِي لوالدِكِ الكثير مِنَ الحب ولكِنَّه لو كان على قيدِ الحياة لمَا رغِب فِي رؤيتِكِ بتلكَ الحالة ،فكُنتِ أنتِ من جعله يستمر في الحياة لِكونِّه قد مَات وهو حَي، ولا تنسِي كلمَات والدِك الأخيرة التِي قالهَا لكِ ،أحببتُ أن أُحدِّثُكِ بالفصحَى لأنَّكِ تُحبِينَهَا ،وفِي نهاية تِلكَ الرسالة أرسلتُ لكِ زهرة الفُل لأنَّكِ تُحبِّين تِلكَ الزهرة فاعتنِي بهَا جيدًا إلى أن ألقاكِ على خير"
-قرأت الرسالة ومعاها زهرة الفُل وكانت بتبتسم وهي بتشم الزهرة وكإنَّهَا استردِّت رُوحهَا مِن جديد وفاقِت من شرودهَا.
_هو مين ده؟،ده عارِف كُل حاجه عنِّي!!،وإيه اللي عرفُه بكلام بابا؟ ،مش مهم هستني واشوف مين صاحب الرسالة المجهولة اكيد هيظهر يعني في يوم من الأيام.
وراحِت تِكَمِّل باقِي يومهَا وهي بتقنع نفسَهَا انها نسيت الرسالة .
" في دار رِعاية المٌسنين"
_ اخبارك ايه واخبار صحتك ايه يا أم خديجة؟
-لفِت وشَّهَا ومردِتش عليهَا.
_لِية مِش بترُدٍّي عليَّا يا حبيبتِي ؟
-علشان بقالك كتِير مجتيش شفتينِي وكمان بتقولِي يا أم خديجة.
-خلاص يا زوزو حقِّك عَلَيَّ متزعلِيش .
_ زوزو بعد إيه بقا ،سبتيني زي ما بناتِي سابونِي وملقتش حد أتكلِّم معاه.
-يا زوزو كُنت بمُر بِظُروف مِش أحسن حاجه فقصرت معاكِ ومع حياتِي،متزعليش أنا موجُودة معاكِ ومش هسيبِك لِوحدِك تانٍي،وأنا جِبت لِزوزو الحاجه اللي بتحِبَّهَا في الشنطه عشان تِعرف انهَا على بالِي ومِش ناسياها.
- بِجد !!
_افتحِيهَا وشوفِي بنفْسِك يا زوزو .
- إيه الجمال ده يا بت يا سولِي.
_أيوه بقى ارضِي عنِّي ورجعيلي إسمِي تانِي.
_يلا يا حبيبتِي كُلِي وأنا هروح أشوف عم محمد وطنط نادية .
_لِسَّه كان مِتخَانِق معاهَا عشان أخدت مِن عم أحمد الورد.
-هروح أشوفهم قبل ما يولعوا المكان.
"آخر مرَّه عم محمَّد كان متخاصم معاهَا راحِت هِربِت مِن الدَار وعرفِت الناس انهَا مخطوفه وعم محمد بيقفل علِيهَا فِي أوضه ضلمه وبيحرقهَا بالمكوه .
_إيه يا سِت نودي ينفع تزعلِي عم محمد كِدَه ؟
-انا طلبت من عمك أحمد يجيب ورد عشان تبقى مُفاجأة لِعمك محمد لكِّن هُو اللئيم مُجرَّد ما شافه راح ضربُه .
:يعنِي انتِ جايبه الورد لِيَّا ؟، معلش يا نادية متزعليش منِّي، لكِن رِيحِة الورد جميله خدِي شمِيهَا كِدَه.
" سبتهُم ومِشيت ،مش عارفه حالهم لو يعرفوا أصلًا انهم متجوزين ولكن عندهم زهايمر مش فاكرين حاجه عن حياتهم ،لكن لِّسه شعور الغِيرة والحُب مُستوطِن فِيهُم.
_اليُوم كان مُرهِق أوي بس ناقِص حاجه هعمِلهَا
أحضرِت ورقه وقلم وكتبت الرسالة
"لا أعلم من أنتَ ،وكيف لكَ أن تعلَم كُل تِلكَ المعلومَآت عنِّي ، وكيف ستَصِلَك تِلكَ الرسالة ولكِنِّي سأضعهَا في نفسِ المكان الذي جلست فِيه صبيحة اليومِ على البحر،
،وأوِدُ أن أعلم كيف كان والدِي مقَرِب مِنكَ لتلك الدرجه كي تعرِف ما أخبرنِي بِهِ يوم وفاتِه؟ ، وأخِيرًا وددتُ لو أخبرك إننِي منذ قلِيل سقيتُ زهرة الفُل ووضعتهُا فِي مكان مُناسِب إلى حين أن ألقاك وتُعْلِمُنِي بإجابات كٌل تِلك الأسئلة المجهولة التِي تُراودنِي بين الحين والآخر"
-كده أقدر أنام ،عندي شعور ان فِي حاجه لسَّه المفروض أعملهَا ؛لكِّن الصبح أبقى افتكر علشان تعبت جدًا.
_صحيت أسيل على صوت مألوف لِيهَا وكان صوت عمِّتها جت زيارة ليهم .
_دي الحاجه اللي كُنت ناسياها.
خرجِت أسيل سلِّمِت على عمِّتهَا وعرَّفِتهَا انها عايزاهَا في موضوع.
_إيه يا أسيل كنتِ عايزانِي في حاجه ؟، ولا أخوكِ أو مامتِك بيضايقوكِ؟
-لا يا عمتو محدش بيضايقنِي الحمد لله ،لكِن بابا في آخر مكالمه ليه قاللي تبقي إسألي عمتِك وهي هتقولك الحقيقة وقاللي متزعليش منِّي واعرفي اني كنت بحبك،ايه السبب في أنه يقوللي الكلام ده؟
"عمتها التزمت بالصمت وعينيها بقت شارده علي اللاشيئ في الأوضة ،قطع شرودهَا صوت أسِيل.
_ايه هي الحقيقه اللي بابا يقصُدهَا.
-الحقيقه...
-كملِي أعصابي مش مستحمله توتر.
_الحقيقة إنّك مش بنته