اخر الروايات

رواية عش العراب الفصل الثالث 3 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عش العراب الفصل الثالث 3 بقلم سعاد محمد سلامة



                               
الثالث 
ــــــــــــ
فوق قبر همس وضع كارم تلك الزهره الصفراء ورفع يديه يقرأ لها الفاتحه الى أن إنتهى متحدثاً: 
جيبت ليكى ورده من الجنينه اللى كنتى بتراعيها دايماً يا همس عاوز أقولك إن الصيف حرق ورودها وملقتش غير الورده دى هى اللى لسه بنضارتها، جبتها من الشجره اللى إنتى زرعتيها بأيدك، فاكر  لما قولتلى الورده الصفره رمز الغِيره فى.. أنا كنت بغير عليكى حتى من الهوا عارف إنك كنتِ بتتهربى دايماً من حبى،ياريتك قولتليى حقيقة اللى حصل حتى لو كنتِ غلطانه قلبى كان هيسامحك النهارده  فرح سلسبيل وقماح... عارف هتقوليلى فرح بالسرعه دى نسيتونى..هقولك لو الكل نسيكى أنا عمرى ما هنساكِ يا همس آنين قلبي. 
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة رباح.
وضعت زهرت ذالك الرداء الفاخر من الشيفون المبطن والممزوجين باللونين الازرق والبنفسجى،ووقفت تُصفف خصلات شعرها،كانت معها بالغرفه والداتها التى قالت بإستفسار:
وأنا طالعه لهنا شوفت سلسبيل طالعه هى ونهله من مقعد الحجه هدايه ولما قربت من المقعد سمعتها بتزعق ل قدريه مرضتش أدخل لو مش واحده من الخدمات كانت قريبه من الأوضه كنت وقفت إتسمعت عليهم،بس تفتكرى أيه سبب زعيق هدايه لقدريه، وقبلها طلوع سلسبيل ونهله؟ 

5


ردت زهرت بلا مبالاه: الله أعلم، يمكن الحجه هدايه كانت بتقول نصايحها العظيمه ل سلسبيل  علشان تكسب حب قماح بيه، بس بكره نشوف قماح هوائى كلها كم شهر ويزهق منها ويتلكك لها، وتبقى زي اللى سبقوها، وتشوف وقتها هدايه نصايحها اللى ملهاش أى قيمه... ومرات خالى الغِل واخدها عادى يعنى. 

+


تحدثت عطيات: مش عارفه ليه مش مرتاحه لجواز قماح من سلسبيل حاسه إن هدايه بترتب تخلى سلسبيل كبيرة الدار بعدها، سلسبيل  نسخه من قوتها بس هى اللى بتحب  تريح دماغها. 

+


تنهدت زهرت بسأم قائله: أهو أنتى قولتى سلسبيل  بتحب تريح  دماغها وأنا كمان دماغى وجعتنى من الكلام على هدايه وقدريه وسلسبيل، فى رأيي إن قماح معندوش أى إهتمام لمشاعر حد وبكره الآيام تثبتلك ده وقت ما هيزهق من سلسبيل  هيطلقها زى غيرها ومش هيهمه هدايه أو غيرها، ودلوقتى خلينى أخلص لبس وننزل نشوف النسوان اللى جت علشان كتب الكتاب. 

+


تبسمت عطيات قائله: كانوا أستنوا سنوية همس وعملوا فرح كبير، عالاقل عشان سلسبيل  دى مش عذبه. 

+


ردت زهرت: عادى بنات كتير بتتجوز من غير فرح خالص، وأهو الفرح ده جه نجده أنا زهقت من لبس الأسود على همس اللى كنت بلبسه قدامهم عالاقل دلوقتي  خلاص. 

+


قالت زهرت هذا وفتحت أحد أدراج الدولاب وأخرجت علبه من القطيفه الخضراء وفتحتها ووضعتها أمامها تلتقط منها. 

+


تبسمت عطيات  وهى تنظر الى ما بتلك العلبه بإنبهار قائله:أنتى جيبتى الطقم الحلو ده إمتى شكله غالى قوى.

+


تبسمت زهرت قائله:شوفت تصميم زيه عالنت وطلبت من رباح قام جابهولى،وقبل ما تتكلمى خدته وروحت لصايغ وأكدلى إنه طقم حقيقى حتى فصلى تمنه مبلغ وقدره..مش خساره فيا.

+


تبسمت عطيات وقالت:طبعاً مش خساره فيكى،بس عارفه لو سمعتى كلامى وجبتى حتة عيل من رباح وقتها مش هيبقى حد قدامك فى الدار دى ووقتها كمان تبقى ضمتنى رباح أكتر..إسمعى كلامى الخلفه بتعلى قيمة الست فى بيت جوزها وقدام جوزها كمان وبتربطه.

+


ردت زهرت:ومين قالك إنى مش هخلف،أنا بس مأجله الموضوع ده شويه عاوزه أتهنى قبل ما أتشبك بعيال ويهدوا حيلى أكتر ما كان مهدود فى الشغل فى المصنع قبل ما أتجوز.

+


تنهدت عطيات قائله:أبويا الله يرحمه بقى سمع كلام هدايه وفضل ولادها عليا  ومقسمش أملاكه بالعدل..رغم أنه كان عارف حالة جوزى اللى على قده، هعمل أيه،يلا ميجوزش عليه غير الرحمه.

+


بس إسمعى كلامى  والخلفه هتخلى رباح يشيلك من عالارض أكتر كمان. 

+


تبسمت زهرت  قائله: مفاتيح رباح كلها فى إيدى متقلقيش أنا ربطاه من غير خلفه بعرف إزاى أشكله زى ما أنا عاوزه على كيفى.. والدليل قدامك أهو طقم دهب تمنهُ قد كده العروسه نفسها مجلهاش شبكه بالمبلغ ده... إطمنى يا ماما هطلع حقك من عين عيلة العراب. 

+


تبسمت عطيات بخبث ومكر قائله: بس ياريت تبقى تتفتكرينى بحتة دهبه حتى فى عيد الأم، متنسيش إنى أنا اللى لفت نظرك تشغلى رباح وتفضك من السكه اللى كنتى هتمشى فيها . 

+


تبسمت زهرت قائله:مالوش لازمه الكلام ده هو  حماد أخويا مش بيشتغل تحت إيد رباح  وبيديه مرتب مكنش يحلم بيه، دا غير الفلوس اللى بعطيها ليك مصاريف علاح بابا. 

+


ردت عطيات بمسكنه وإستعطاف: أخوكِ عامل جمعيات بأكتر من نص مرتبه، عشان يجهز شقته ويجيب عفش عشان يتجوز، ده فى سن قماخ اللى بيتجوز للمره التالته، واللى بيفيض بيصرف نصه على سجايرهُ ومصاريف إيده، والمعاش اللى أبوكِ بياخده على القرشين اللى بتديهم ليا يادوب بيقضوه علاج وطلبات البيت. 

+


ردت زهرت: تمام، هزودلك المبلغ المره الجايه وهقول ل رباح  يزود مرتب حماد، بس خليه يخف شويه من شُرب السجاير ويفضهُ من شرب الحاجات التانيه عالأقل يوفر فلوسها تنفعه. 

+


إنفرجت أسارير عطيات قائله: أخوكِ شاب ومن حقه يفرج عن نفسهُ شويه وبعدين ربنا يديم عليكى  العز وينصرك على بنت نهله. 
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة قماح القديمه
خرج من الحمام يلف خصرهُ بمنشفه، توجه ينظر الى تلك المرآه يرى ملامح وجهه بعد أن هذب ذقنه لفت نظره إنعكاس يدهُ بالمرآه حين رأى ذالك الخاتم الذى بيده، نظر له بسخريه كيف طاوع هدايه حين أختارته له حتى يرتديه ببنصرهُ كدليل على زواجه، الزيجتان السابقتان لم يرتدى أى خاتم ولم يهتم لهذا الآمر، هل هذا الخاتم هو دليل زواجهُ من سلسبيل. 
سلسبيل... سلسبيل  تنهد وهو يُعيد إسمها بعقله سلسبيل  لا تختلف عن غيرها  من البنات ربما تستهويها تلك الأشياء التافهه، كما أنها فى الفتره القصيره الماضيه كانت تتجنبهُ أكثر من سابق، حتى يوم أن ذهبوا لإنتقاء الشبكه الخاصه بها لم تختار شئ هدايه هى من إختارت بدلً عنها حتى خاتم الزواج حين طلبت منهُ هدايه أن يُضعه ببنصر سلسبيل شعر بنفورها حين لمس يدها مجرد أن مدت يدها وأدخل الخاتم حتى لم يدخل لنهايه إصبعها سحبت يدها سريعاً، كذالك فعلت معه حين وضعت الخاتم ببنصره بمجرد أن دخل الخاتم لبنصره تركت يدهُ، الليله سيغلق عليهما باب واحد بشقه أخرى غير تلك،لا يعلم لما  طاوع حديث جدته ووافقها على الزواج بشقه أخرى،تذكر أن سلسبيل لم تشارك فى إختيار أى شئ،كانت بلا رأى...كأن هذا لا يُعنيها،بداخله يعلم أن سلسبيل لم تكُن تريد الزواح منه وإستسلمت لذالك قصراً،لكن لا يهمه ذالك فبنهاية هذه الليله سلسبيل ستكون ملك له كما يشاء. 

6






الرابع من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close