رواية ليل اكيدوس الفصل الثالث 3 بقلم روان خالد
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين اللهم استرنا فوق الارض و تحت الارض و يوم العرض عليك يا أرحم الراحمين ..
شوفو كدا خدنا كم حسنة على الدعاء الجميل دة يلا بينا سموا الله و يلا نبدأ
******************************
توقفت《 ليل 》و اتجهت نحوه واضعة يدها على قلبه و اغمضت عيناها تستشعر كم القوة التى بداخله و إذ فجأة تفتح عيناها و تبتعد عنه خطوتين من كم القوة الموجودة بداخل ذلك الفتى البسيط
اردف 《عثمان》 قائلا باستغراب
" ماذا هناك؟ "
وقفت ليل و ربعت يداها قائلة
" لديك حقا قوة هائلة بداخلك و لكنها بلا نفع بالنسبة لك"
زفر《 عثمان 》ثم طالع للجهة الاخرى قائلا
"اقسم بالله ما فيه حاجة عديمة النفع غيرك يا شيخة دة ايه دة ،دة انتى بومة "
عقدت 《ليل 》حاجبيها قائلة
" عذرا لا أفهم ما تقول حدثنى بلغتى حتى افهمك "
ابتسم لها ب (بسماجة) قائلا
" لا شئ فقط اثرثر ، فأنا ثرثار كما تقولين دائما "
ضحكت 《ليل》 ثم تابعا السير حتى لاحظت هى ذلك الفتى ذا الوجه المنقلب و الذى ينظر بعيدا عنها ثم اردفت قائلة
"عليك فقط الا تخاف من المستقبل ، فهو ليس بأيدينا و غير ذلك لا أحد يعلم ما سيحدث له بالغد، كله بيد الله يا فارس ، و أيضا عليك أن تؤمن بنفسك و تثق بها فأنت لست ضعيفا يا فارس ، بداخلك قوتا هائلة و لن تحررها الا إذا آمنت بنفسك و وهبتها الثقة الكافية، و لكن..."
اردف عثمان قائلا " و لكن ماذا؟!"
قالت《 ليل 》و هى تطالعه
" ان حررتها يا فارس عدنى الا تستخدمها غير فى الخير و الا تلهيك تلك القوى عن اكيدوس ."
اردف 《عثمان》باهتمام قائلا
" أعدك انى لن استخدمها الا لتحرير اكيدوس و حماية شعبها ، لا تقلقى يا ليل فاكيدوس من اليوم موطني وواجبى نحوها هو حمايتها و تحريرها من ايدى الظالمين ."
ابتسمت و هى تطالعه بفخر قائلة
" اذا فهنيئا لك بتلك القوى و هنيئا لك باخلاقك الحميدة يا فارس و كما قلت لك يا فارس انت عظيم من الداخل ، و اما الان فهى نذهب للسوق لشراء بعض الملابس غير تلك ،حتى لا يلاحظ أحدا انك غريب ."
نظر للارض بحرج و قال
" و لكننى لا أملك المال حتى اشترى غيرها "
ضربته هى بكتفه قائلة
" لا تكترث لذلك الأمر ، فنحن شريكان الان "
قال هو بضيق
" و لكن يا 《ليل》 .."
قاطعته هى قائلة
" قلت لك لا تكترث يا 《فارس》 ، و ان كنت غاضبا من ذلك الأمر فيمكنك اعتبارهم دينا عليك ما رايك؟"
ابتسم بخجل قائلا
" حسنا ذلك افضل نوعا ما ، و أعدك اننى ساردها لكِ قريبا"
ابتسمت هى قائلة
" حسنا هلا تحركنا ؟ ام سنظل هنا نتبادل أطراف الحديث و نبيت بالشارع ؟"
ضحك 《فارس》 قائلا
" حسنا هيا بنا يا ليل اكيدوس"
ابتسمت هى و نكزته فى جنبه قائلة
" هيي يا فتى لقد أحببت ذلك الاسم "
أشار باصبعه لراسه قائلا
" عيب عليكِ دماغ شغالة مش بتنام"
تنهدت هى قائلة
" هلا كلمتنى بلغتى ،كف عن الحديث بتلك اللغة فانا لا افهمها "
حك راسه باصابعه و ضحك قائلا
" اعتذر لك ، حسنا لن اتحدث معك غير بلغتك"
ابتسمت له ثم أشارت له ان يتبعها ظلا يسيران حتى وصلا لداخل السوق العظمى، توقفت 《ليل》 ثم اردفت قائلة
" قبل ان نذهب لأى مكان ، انت فارس و لست عثمان إياك أن تقل لاحدٍ انك عثمان ابن فهيرة ، شئ اخر انت تاجر و أتيت من ارض أسرار لكسب بعض الرزق ، إياك يا فارس ان تقول لأحد انك من عالم آخر و انك أمير تلك الارض ،فنحن لا نريد أن نلفت لك الانظار الان ، حسنا؟"
اماء 《عثمان 》براسه للأمام بموافق
" حسنا "
《ليل》 و هى تكرر كلامها
" و الآن من انت "
رد 《فارس》 قائلا
" انا فارس "
اكملت《 ليل 》قائلة
" و من أين أتيت"
رد《 فارس》 بضجر قائلا
" من ارض أسرار يا ليل و أتيت لكسب بعض الرزق انها ليست بالمسئلة الصعبة"
قالت 《ليل 》و هى تتنهد
" حسنا و الآن هيا بنا سآخذك لمكان أمن تحتمى به ، و انا سأذهب لشراء الملابس "
عقد 《فارس》 حاجبيه باستغراب قائلا
" و هل هناك مكان آمن فى اكيدوس؟!"
أشارت له بإن يتبعها قائلة
" اتبعنى فحسب يا فارس و يكفيك اسئلة اصابنى الصداع يا فتى"
ضحك 《فارس》 و هو يحك راسه قائلا
" حسنا كما تريدين أيتها القائدة"
ابتسمت له و اكملت السير ظلا يسيران حتى ابتعدا عن السوق فكانت ليل تخرج من زقاق و تدخل بآخر و تخرج من شارع و تدخل بآخر حتى وصلت لمكان خالٍ من الناس لا يوجد أمامهم غير شلال من المياه و خلفهم فراغ و هدوء ساحق
تنهدت 《ليل》 قائلة
" ها قد وصلنا"
طالع 《فارس》 المكان باستغراب ثم قال
" حقا؟ ذلك هو المكان الامن ، انه مكان مخيف لا يوجد أحد هنا و ذلك يعنى اننى ان قتلت لن يعلم أحد عنى "
ضحكت هى ثم ناظرته بابتسامة قائلة
" مرحبا بك فى سر اكيدوس "
عقد حاجبيه قائلا
" سر ماذا ؟!"
ردت بجدية قائلة " سر اكيدوس"
قال هو بضحكة سخيفة
" هل كانت تحب احدا من دون علم اهلها ام ماذا هقهقهقهق"
طالعت السماء و هى تترجى الله أن يلهمها الصبر ثم أعادت النظر له قائلة
"ما هذا الهراء الذى تقوله بحقك؟! تلك هى قلب اكيدوس و اسميها بسر اكيدوس لانه لا يعلم مكانها احد غيرى "
اجاب ضاحكا
" حسنا و اين شرايينها هقهقهقهق "
مسحت على وجهها بضيق قائلة
"كف عن قول النكات السخيف، اتبعنى و الزم الصمت يا فتى يالك من ثرثار و ابله "
أماء لها《 فارس》 براسه بموافق قائلا
احم .. انا اسف سأفعل ما تريدين "
ثم همس قائلا " دى المفروض تدخل موسوعة جينس فالخلق الضيق بجد ايه دا، دى ضد اى حاجة فالدنيا"
قالت هى بعصبية " هل ستظل تثرثر ام ستاتى لهنا حتى ننجز ما اتينا لاجله"
ركض ناحيتها و هو يقول " ها انا آت "
طالعته و هى تقول " كنت تقول انه لا شيئا هنا و انه مجرد شلال اليس كذلك ؟"
اشار فارس للشلال و هو يقول
" و ماذا ترين انتِ؟"
ابتسمت بتحدى قائلة
" انظر انت و سترى ما أراه انا "
وجهت ليل يدها تجاه الشلال و هى تقول
" انا ليل اكيدوس انا قلب تلك الارض و حاملة سرها ، انا سيدتك ف افتح لي "
ثم مررت يداها من خلاله و بمجرد ما أدخلت يدها و اخرجتها فُتح الشلال من المنتصف كالستائر فنصفه اتجه لليمين و النصف الاخر اتجه لليسار و ظهرت بالداخل مدينة جميلة مليئة بالزرع الأخضر و الزهور الوردية مكان و كأنه جنة و ليس ارض
نظرت له ثم قالت
" هذا هو سر اكيدوس يا فارس و الآن هيا ادخل "
عبر فارس ذلك الشلال و بمجرد ما دخلا غُلق الشلال مرة أخرى ، ناظر فارس ذلك الأمر بتعجب شديد
ثم اردف قائلا
" يا الهى ما تلك الارض ، انها جميلة جدا يا ليل "
ابتسمت 《ليل》 قائلة " انها قلب اكيدوس يا فارس حيث وُلدت انا و هى أيضا سبب من اسباب عدم قتل سفران لى "
نظر لها《 فارس》 بتعجب ثم قال " لما هى السبب فعدم قتله لكِ"
تنهدت قائلة " ستعرف كل شئ بالوقت المناسب اما الان هيا اتبعنى "
اماء فارس رأسه للأمام بحسنا و ظلا يسيران حتى وجدا بيتا جميل تنبعث منه رائحة البخور الرائعة و شكله مريح للاعصاب و لا يوجد غيره فى تلك الارض
قاطع《 فارس》 ذلك الهدوء قائلا
" يبدو لى كمنزل سيدة عجوز"
ابتسمت《 ليل 》قائلة
" أحسنت و هو كذلك انه للجدة اركيلة حفظها الله"
بينما هما يتبادلان أطراف الحديث و مع اندهاش فارس بذلك المظهر الخلاب و تلك الزهور الجميلة إذ بكلب يخرج من مكان صغير بجوار ذلك المنزل و يركض تجاه فارس الذى اختبئ خلف ليل بسرعة و هو يقول
" ابعديه عنى يا ليل ارجوكى .. ارجوكى ابعديه عنى فأنا ارتعب من الكلاااااب"
انفجرت《 ليل 》ضاحكة و هى تقول
" يا الهى اتخاف من جرو صغير ؟! اذا كيف ستحرر ارض كاملة يا فتى ؟!"
《فارس》 و هو يتشبث بها
" خوفى من الكلاب شئ و تحرير الارض شيئا اخر ، لكل إنسان نقطة ضعف و تلك الكائنات نقطة ضعفى
اردفت《 ليل》 و هى تحاول التوقف عن الضحك
" ما بك يا فتى اخرج من خلفى انه مجرد جرو صغير "
صرخ《 فارس》 و هو يقول
" انظرى كيف ينبح و يطالعني ابعديه عنى يا ليل ابعديه اتوسل اليكى ابعديييه، يا الهى انه يقترب انه يقترب ابتعد ابتعد.ايها الجرو يا اميييييييي "
اقتربت《 ليل》 من الجرو الصغير و أمسكت و هى تضحك على فارس
" حسنا يكفى نباح يا تيركس ، انه انا ليل و ذلك صديق لا تقلق يا تي تي "
《فارس》 و هو يصرخ
" ابعديه يا ليل ارجوكى "
《ليل》 و هى تُقّبل تيركس
" انه ولد جيد و مطيع لا داعى للخوف يا فارس "
《فارس 》و هو يبتعد عنها
" حسنا حسنا جيد و مطيع لنفسه ليس لي فقط ابعديه عنى"
أنزلت《 ليل》 الجرو و امرته انه يرحل
" حسنا تيركس اذهب لبيتك الان يكفى لعب "
ذهب الجرو من أمامهم و قالت 《ليل 》و هى تضحك
" حسنا ها قد ذهب الجرو يمكنك أن تفتح عيناك ايها البطل محرر الارض"
《فارس 》و هى يبتعد عنها و يطالع يمينا و يسارا
" حقا رحل؟!"
اماءت《 ليل》 راسها و هى تقول
" نعم لقد رحل "
امسك بقلبه و تنهد قائلا
" حمدا لله لقد كدت ان اموت فزعا "
《ليل 》بصراخ
" فارس انه الجرو احترس"
انتفض 《فارس》 و هو يطالع المكان
" أين أين أين ؟".
انفجرت《 ليل》 فى الضحك قائلة
" يا الهى كم هذا ممتع ، ان شكلك و انت خائف
مضحك جدا يا فتى "
عقد 《فارس》 حاجبيه قائلا
" هذا ليس ممتعا يا ليل "
《ليل》 و هى تضحك
" حسنا حسنا انا اعتذر أعدك انى لن افعل ذلك مرة اخرى"
تنهد 《فارس》 قائلا
" حسنا اعتذارك مقبول "
اقتربت ليل من الباب و قامت بالدق عليه مرة فلم يجب أحد فقامت بالدق مرة أخرى فلم يجب أحد و عندما دقت فالمرة الثالثة فتحت لهم سيدة يبدو عليها الكِبر الشديد ، و لكن و برغم كبرها و غزو الاجاعيد لوجهها كانت جميلة الملامح ، قصيرة القامة قليلا و يزين رأسها ذلك الشعر الأبيض الذى منها وقارا على وقارها ،

طالعت تلك العجوز ليل ثم قالت
" اهلا بحسناء اكيدوس و حارسة الشمال
كشفت《 ليل》 الوشاح عن وجهها قائلة
" كيف حالك يا خالة "
كانت 《اركيلة 》ستجيب على سؤال ليل حتى لمحت ذلك الشاب الذى بجوارها، اقتربت اركيلة منه و هى تتفحص شكله و ملامحه المألوفة لها و قالت بلهفة
" فارس؟ " هذا انت حقا؟" هذا فارس يا ليل؟!" انت فارس ابن فهيرة اليس كذلك؟!"
قال《 فارس 》بقلق " احم... لا انا لست ابن.. "
قاطعته 《ليل》 ضاحكة