رواية حب ولا صالونات الفصل الثالث 3 بقلم فاطمة سمير
_مين قالك إني بحب اللون الأسود؟
ضحكت، وقولت بِسخرية:
_أصلًا!...
كملت ببرود:
ابتسم عبدالله بِهدوء، وقال وهو بيبص ليا:
_ضحكتك حلوه على فكره.
كمل بذوق وهو بيفتح باب العربية بتاعته:
_أتفضلي يا أستاذة ندى.
واقفت عند باب العربية، وقولت ببرود:
_لو مفكر إني هحبك يبقا بتحلم.
ضرب كف بِكف، وقال:
_ياستي هو أنا أتكلمت، أركبي ربنا يهديكِ.
ركبت وبصيت له بقرف... ركب وقال وهو بيبص ليا:
_تحبي تسمعي إيه؟
ابتسمت ببرود، وقولت وأنا ببص لُه:
_صوت الصمت.
"فضلت طول الطريق سرحانه في شكل الغيوم وافتكرت وأنا صغيرة لما كُنت بفضل أتخيل أشكال السحابة... مرة أسد... ومرة عصفورة... ومرة وش إنسان مش متحدد ملامحه... وأشكال كتيره مش فاكرها دلوقتي، اتنهِدت بِهدوء وابتسمت على براءة تفكير الطفلة دي... "
_هتفضلي سرحانه كتير؟
قولت بِهدوء وأنا بلف لُه:
_مضايقة حضرتك في حاجة؟
هز رأسه بنفي، وابتسم وقال وهو مركز في الطريق:
_بتتخيلي أشكال على السحابة؟
عدلت قعدتي، وقولت بصدمة:
_عرفت منين؟!
بص ليا وابتسم، وقال:
_بقالك كتير سرحانه وفي ابتسامة على وشك مش بتيجي غير لما نفتكر لحظة حلوه من الطفولة.
ابتسمت بِحزن:
_ياريت اللحظات الحلوه بتاعه الطفولة ترجع تاني.
بص ليا وابتسم، وقال بحماس:
_أنزلي.
قولت بعدم فهم:
_إيه؟!
نزل من العربية وفتح الباب بتاعي، وقال بحماس:
_تعالي ورايا.
مشيت وراه باستغراب، لغاية ما لقيته بيشاور ليا أقعد، بصيت للمكان لقيته جنينة فيها كراسي وعائلات وأطفال بتلعب، عمري ما أخدت بالي من الجنينة دي أو عديت من الطريق ده قبل كده، قال عبدالله بِهدوء:
_أقعدي نشوف أشكال الغيوم سوا.
قولت بتردد:
_بس...
قعد على الكرسي، وشاور ليا أقعد:
_اعتبرينا صُحاب دلوقتي، مش اتنين نزلين يلغوا جوازه من قبل ما تبدأ، على الأقل تفتكريني بحاجة كويسه بعدين.
هزيت رأسي بموافقة، وقعدت جمبه، ابتسم وقال وكأننا أول مرة نشوف بعض:
_أنا عبدالله، وأنتِ؟
ابتسمت بِخفة، وقولت:
_وأنا ندى.
ابتسم وقال وهو بيشاور على سحابة:
_شايفة الكلب اللي هناك ده؟
ضيقت عيوني وقولت بنفي:
_لا يا ابني ده شكله عصفورة...
بص ليا باستغراب، وقال بِرفعة حاجب:
_وده أزاي إن شاء الله؟
شاورت على السحابة، وقولت وأنا بشرح لُه:
_لو ركزت هتلاقي في جناحين...
كملت وأنا ببص لُه بتحدي:
_عمرك شوفت كلب بجناحين؟
ضحك.. وقال وهو بيبص ليا:
_آه...
ربعت إيدي وقولت بِسخرية:
_والله!...
قلدني، وقال:
_آه والله.
كمل بتلقائية:
_في الكارتون.
ضحكت... وقولت وأنا بحاول اسيطر على ضحكتي:
_أنتَ كُنت بتتفرج على كارتون زينا؟
قال باحراج... وهو بيبعد عنيه عني:
_طبيعي مش كُنت طفل.
بصيت لُه بشك وقولت:
_يعني مش لسه بتتفرج لحد دلوقتي؟
هز رأسه بِنفي، وقال بتوتر:
_لا طبعًا.
بصيت لُه ببراءة مصتنعة، وقولت:
_يا خسارة... كان معايا حلقة لكارتون وقت المغامرة...
كملت بعدم تذكر مصتنع:
_كان اسم الابطال إيه "فين البشري" و...
كمل عبدالله بتلقائية:
_والكلب جيك وملك الجليد و...
ضحكت... وأنا ببص لُه:
_وإيه كمان؟
حرك إيده بعشوائية، وقال بتوتر:
_ده بنت أختِ قرفتني بيه بس.
هزيت رأسي، وكتمت ضحكتي:
_صادق يا أخويا.
بص ليا وقال بِهمس:
_يعني لو يفضل سر مابينا يبقا أحسن.
عملت نفسي بفكر، بص ليا برجاء، ابتسمت بِهدوء وقولت:
_خلاص صعبت عليا.
شاور ليا أقوم، وقال بهزار:
_قومي نفشكل الجوازه دي.
كنا لسه هنقوم، لكن فوني رن ده يوسف!
قال عبدالله، وهو بيشاور على فوني:
_ردي...
يتبع...
"وجاء قلبي لك مهرولًا؛ لتنتشله من هذا العالم"
الرابع من هنا