اخر الروايات

رواية غرام المغرور فارس واسراء الفصل السابع والثلاثين 37 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور فارس واسراء الفصل السابع والثلاثين 37 بقلم نسمة مالك



الحلقة 37
.
رواية غرام المغرور الفصل السابع والثالثون 37 بقلم نسمة مالك

ساحرة الفارس!!..
.. خارج جناح "مارفيل"..
يقف "فارس" بمالمح مرتعدة بجوار والده يتابع األطباء وهما يحاولون تهدأت والدته التي دخلت بنوبة بكاء حاد حتي
أصبحت على وشك اإلنهيار..
كانت "مارفيل" تصرخ بكل قوتها مرددة بكلمات غير مرتبة تحمل بينها لغز يصعب حله بسهولة .. "أنا صامتة ألجلك..
ألجلك فارس.. ألجلك فقط بني"..
تراخي جسدها، وأغلقت عينيها بضعف بعدما قامت إحدي الممرضات بحقنها بحقنة مهدئة.. جعلتها تستلم لنوم
عميق خالل ثواني معدودة..
زفر "فارس " براحة، ونظر لوالدة الذي ينظر لزوجتة بلهفة و أعين تترقرق بها العبرات، وتحدث بهدوء قائًال."بابا ممكن
أتكلم مع حضرتك شوية"..
"عايز تتكلم في ايه يا فارس؟!"..
قالها "محمد" وعينيه ثابته على "مارفيل" يرمقها بنظرات مختلطة بين العشق واالشتياق، والعتاب..

سار" فارس" نحو أقرب مقعد جلس عليه واضعًا رأسه بين كفيه وتحدث بتعب قائًال..
"في حاجات كتير أنا مش فاهمها، وأسئلة كتير مش القي ليها أجوبة"..
أخذ " محمد"نفس عميق، التفت ببطء ينظر له مغمغمًا.. "هجاوبك على كل أسئلتك، وهفهمك كل حاجة يا فارس.. بس
ممكن تسبيني مع مارفيل شوية لوحدنا"..
صمت لبرهه وتابع وهو يصطك علي أسنانه بغيظ..
"من ساعة ما رجعت من برة وأنت الزق معانا هنا.. انت مش المفروض عريس وفي شهر العسل؟! "..
رفع "فارس" رأسه ونظر له بدهشة حين تابع بنبرة ساخرة..
" حد يسيب عروسته ويجي يقد جنب أمه يا عريييسس".. رمقه بنظرة ماكرة، والعب حاجبيه له بحركة أذهلت "فارس"
وأكمل بأسف..
" شكلك كده مرفعتش راسنا وال أيه؟! "..
" الااااااا.. الاااااا وكمان الاااااااا بقي.. دا أنا رفعت راسكم للسما يا أبو فارس"..
قالها "فارس" بفخر، وهو ينهض من مكانه، واقترب من والده وضع يده حول كتفه وتابع بحاجب مرفوع..
"دا أنا فارس الدمنهوري.. يعني مينفعش تشك في قدراتي ياوالدي"..
مال علي أذنه مكمًال بتساؤل." احكيلي بقي عملت أيه في مارفيل يا أبو فارس يا شقي خلتها كرهت الصنف كله،
وعايزة تخترع لنا مبيد رجالي يمحينا كلنا؟!"..
رفع "محمد" حاجبيه ونظر له بشرار، وتحدث بغضب مصطنع." ما أنا قولتلك هتزفت أحكيلك بس مش دلوقتي.. خليني
أقعد مع حبيبتي شوية قبل ما تفوق وتطردني زي كل مرة"..
أنهي حديثه، ودفعه للخارج ببعض العنف.. لتتعالي ضحكات" فارس" وتحدث وهو يغمز له بشقاوة..
"هللاعليك يا ابو الفوارس يا حبيب"..
توقف "محمد" عن دفعه، وتنهد باشتياق وهو يقول بجدية..
"اه حبيب،ورجعت مصر بعد كل السنين دي علشان أنا بلدي اللي فيها"..
أشار بيده على الغرفة النائمة بها "مارفيل" وتابع بعشق.. "أمك يا فارس.. الست الوحيدة اللي قلبي عشقها.. ال قبلها
وال هيكون في بعدها.. برغم كل حاجة واي حاجة هتفضل مارفيل هي حبي الوحيد"..
نفخ بضيق، وتابع بنفاذ صبر..
"ويله اتفضل بقي.. انت ناسي أن غفران عاملك حفلة عنده انهارده في الشاليه، وال أيه؟!"..
ضرب "فارس" بكف يده على جبهته، وتحدث بأسف..
" أيوه فعًال.. إزاي نسيت دا مأكد عليا، وعازم حضرتك كمان"..
" محمد".. بهدوء.. " اعتذرله بالنيابه عني.. أنا هفضل مع مارفيل، وأنت إياك المح طيفك هنا الليله.. خلص حفلتك، و خد
مراتك وأطلع على اليخت انا كلمت العمال وقالولي انه وصل المينا في الغردقة..

رواية غرام المغرور الفصل السابع والثالثون 37 بقلم نسمة مالك 2021/27/6
https://www.camo3blog.com/2021/06/37_22.html 3/10
دا هدية جوازك مني.. أنا مرتضتش اسميه.. شوف هتسميه أيه أنت بمعرفتك"..
"شكرًا على كل حاجة يا بابا.. لوالك بعد ربنا كنت خسرت مراتي".. غمغم بها" فارس" وهو يقطع المسافة بينهما وعانقه
بحب.. مقبًال كتفه مرات متكررة." ربنا ميحرمنيش منك أبدًا "..
تسمر" محمد" محله لوهلة لم يبدله عناقه.. أطبق جفنيه بقوة يكبح عبرات الندم التي تجمعت بعينيه، ومن ثم رفع
يده وربت على ظهره متمتمًا..
" وال يحرمني منك أبدًا يا ابني"..
ابتعد عنه قليًال، ورفع يده ربت على وجنتيه بحنو، وتابع بابتسامة." مش عايزك تشيل هم اي حاجة بعد كده.. أنا عقبت
ديمة على كل اللي عملته ، ورمتها في مصحة نفسية، والدكتورة اللي اسمها سلمي دي كانت متهدده بابنها، البنت
اللي معها كانت تبع ديمة، وخدت نصيبها من العقاب.. اطمن"..
حرك "فارس" رأسه بالنفي، وتحدث بأسف قائًال..
"مش هعرف اطمن طول ما أبو ديمة شريك معانا،وواثق انه مش هيسكت على اللي حصل في بنته.. علشان كده أنا
هفضل واخد احتياطات كافية لحد ما أفض الشراكة دي في أقرب وقت"..
" اعمل اللي يريحك، وخليك واثق إني هبقي في ضهرك من هنا ورايح".. أردف بها "محمد" بابتسامة يخفي بها لمعة
الدموع بعينيه..

رواية غرام المغرور الفصل السابع والثالثون 37 بقلم نسمة مالك 2021/27/6
مال" فارس" عليه، وطبع قبله مطوله فوق جبهته، وهو يقول." وأنا دايمًا هكون سندك وعزوتك يا أبو فارس"..
أنهي جملته و سار نحو الخارج مكمًال باستعجال..
"هسيبك أنا بقي مع حبيبتك، وهروح اطمن على اليخت بنفسي، والحق أجهز للحفلة، ولو في أي حاجة كلمني هجيلك
على طول"..
انتظر "محمد" حتي تأكد من ذهاب "فارس" وأغلق الباب خلفه، وهرول نحو غرفة زوجته بخطي مرتجفة، وقلب ينبض
بجنون من شدة عشقه، واشتياقه، وخوفه أيضًا ..
...........................................
.. داخل مكان مخصص للهو األطفال..
يقف" هاشم " ورجال الحرس التابعين له يقومون بحراسة كًال من..
" إسراء، إلهام، خديجة،إيمان، عهد، والصغار الذين يلهون بمرح وفرحة غامرة..
تجلس" إسراء "
" مالك حبيبي سيب إسراء تلعب مع مكة وديجا، وألعب أنت مع زين بالكورة"..
قالتها "عهد" بنبرة صارمة ال تخلو من الحنان..
أجابها "مالك" الذي يمسك بيد" إسراء" يمنعها من اللهو برفقة أحد غيره.. "يا عهوده هي صغيرة مش هتعرف تلعب
لوحدها وممكن تقع.. أنا باخد بالي منها"..
حركت" عهد" رأسها بيأس من تصرفات الصغير التي تشبه والده إلى حد التطابق، ونظرت ل "إسراء" الشاردة، وتحدثت
بمزاح..
"خالص كده اطمنو بنتكم بقت في حماية الباشا مالك المصري"..
لكزت "إلهام" ابنتها حتي تنتبه للحديث، وابتسمت ل"عهد" وتحدثت بفضولها المعتاد..
" بس انتي شكلك اتجوزتي بدري أوي يا عهد يا بنتي".. نظرت ل "مالك" وتابعت قائلة..
"دا اسمهللاحارسة وصاينه مالك قالي عنده تمن سنين، وانتي شكلك من سن بنتي إسراء مكملتيش ال22سنه
 لسه!!"..
رواية غرام المغرور الفصل السابع والثالثون 37 بقلم نسمة مالك 2021/27/6
اجابتها " عهد".. بصوت خافت حتي ال يصل لسمع الصغار.. "غفران جوزي كان متجوز قبل ما يتجوزني، ومالك ومكة والد
غفران من مراته األولى"..
لمحت الدهشة على وجوههم فاكملت بصدق قائلة..
"بس أنا بعتبرهم زي ابني زين بالظبط وهللايا أنطي إلهام"..
" إلهام ".. " صادقة يا قلب أنطك..دا أنا فكرتك أمهم وهللايابنتي من حنيتك ولهفتك وخوفك عليهم"..
تنهدت بصوت عاِل، وتنقلت بنظرها بين" خديجة" التي تختلس النظر ل "هاشم" من حين آلخر بخجل، وبين "إسراء" التي
تبتسم ابتسامة حزينة، و"ايمان" التي تضم الصغير" محمود" لحضنها، وتقوم بأرضاعة بابتسامة حانية،وتحدثت بتعقل
قائلة..
" سبحانهللاكل واحد بياخد نصيبه كامل من الفرح وحتي الجرح.. علشان كده بنالقي دايمًا ربنا رؤوف بعباده وبيجعل
بعد الصبر جبر"..
انتبهوا جميعهن لحديثها.. خاصًة حين قالت" إيمان" برضا تام بقضاءهللاوقدره..
"عندك حق يا خالتي.. أنا أهو ربنا أراد إني مخلفش.. بس جبر خاطري ورزقني بابني محمود.. ابن قلبي قبل عيني"..
ابتسمت" عهد" ونظرت بتجاه الصغار مدمدمة..
" وأنا اتجوزت واحد كان متجوز قبلي ومعاه طفلين ربنا جعلهم عيلة ليا بعد ما كنت عايزة انتحر من الوحدة"..
قالت "خديجة" بفخر.. "وأنا رفضت الجواز وفضلت ابني "فارس" عن كل رجالة الدنيا ، وبقيت زي ما الناس بتقول عانس..
بس دا كله مهمنيش.. كفاية أني ربيت وكبرت وزرعت زرعة صالحة على هيئة طفل بقي أحسن راجل في الدنيا، وبحصد
من تربيتي ليه دلوقتي خير وفير ملوش نهاية، ولسه بمشيئةهللاواثقه إن ربنا شيلي خير أكتر، وعلشان كدة لو رجع بيا
الزمن تاني.. هختار فارس تاني من غير تفكير حتي"..
نظرو ل" إسراء " يحثوها على مشاركتهن في الحديث.. فبتسمت لهن وتحدثت بتنهيدة حزينة قائله..
" وأنا اتجوزت بعد ما خلصت دبلوم من شاب محترم وأصيل حبني أوي وكنت عايشة حياة بسيطة، وهادية لحد ما ربنا
أختاره وبقيت في يوم وليلة أرملة وبنتي يتيمة.. حسيت أن خالص الدنيا وقفت وحياتي أدمرت" ..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل ونظرت لوالدتها وتابعت بامتنان..
"بس بعد ما ربنا رزقني بحب أبو الفوارس عرفت أن كالمك يا ماما اللي كنتي بتقوليه ليا كان كله صح، وفعًال بعد الصبر
جبر، وأنا ربنا جبر قلبي أنا وبنتي وعوضني بزوج شيلني جوه عنيه وبيعامل بنتي كأنها بنته من صلبه، وهي كمان
بتحبه أكتر مني"..
أمسكت "خديجة" وجنتي "إلهام" بين أصابعها، وتحدثت بمرح قائله." وانتي يا لوما يا شقيه احكلنا يله.. شكلك عندك
قصة كبيرة"..
ضحكت" إلهام" ضحكتها الهادئة التي تدل على طيبتها الزائدة مرددة..
"بقي أنا شقية يا خديجة يا أختي"..
أخذت نفس عميق، وأكملت بفرحة ظهرت على محياها." هحكلكم.. أنا بحب أوي اتكلم عن إبراهيم أبو إسراءهللا
 يرحمه"..
رواية غرام المغرور الفصل السابع والثالثون 37 بقلم نسمة مالك 2021/27/6
صمتت لبرهه، وأغمضت عينيها ببطء تسترجع تلك الذكريات التي لم تفارقها للحظة واحدة.. إزدادت ابتسامتها إتساع
وتابعت..
" كنت عيلة بنت خمس سنين لما أمي وأبويا ماتوا في حادثة، وخدني عمي الصغير علشان يربيني.. كان لسه متجوز
جديد ومراته حامل وعلى وش والدة.. مش هنكر هي كانت بتعاملني ساعات كويس.. جريت السنين وبقي عند عمي
ولد وبنتين اعتبرتهم أخواتي الصغيرين بعد ما عمي اتوفى..بقيت أنا اللي شايلة البيت كله من غسيل وطبيخ وتنضيف،
وكل ما يجيلي عريس يطلب أيدي مرات عمي ترفض.. لخد ما اتجوزوا بناتها وابنها سافر كذا سنه الخليج بعد ما خلص
جيش، وفضلت أنا معها لحد ما قربت على ال35سنه بخدمها كأنها أمي بالظبط"..
صمتت قليًال تلتقط أنفاسها، وتكبح عبراتها التي تجمعت بعينيها، وتابعت..
"رجع ابنها معاه قرشين كويسين اشتري بيهم شقة وخدني أنا وأمه فيها، وفتح محل بقالة والدنيا بقت مستورة معاه
دخل في يوم على أمه وقالها أنا قررت اتجوز.. أمه فرحت أوي وبقت تزغرط وتقوله من بكرة هجبلك دستة عرايس تختار
منهم اللي تعجبك.. بس هو قالها ال متتعبيش نفسك أنا عروستي موجودة"..
هبطت عبراتها بغزارة على وجنتيها رغم ابتسامتها التي لم تبرح محياها.. لتسرع" إسراء " التي بدأت تبكي لبكائها
بمسح عبراتها بلهفة وحنان بالغ، وأكملت" إلهام " بصوت مرتجف..
" أنا هتجوز إلهام بنت عمي.. أنا أولى بيها يا أمه.. بقت تصرخ بعد ما كانت بتزغرط، وتقوله هتاخد واحده أكبر منك
بخمس سنين.. عايز تعمل فيا وفي نفسك كده ليه.. دا انت ابني الوحيد وبتمني أشوف والدك قبل ما أموت.. تقوم
تتجوز واحدة عانس قطر الجواز والخلفة فتوها"..
أبتلعت غصة مريرة، وسيطرت على بكائها، ونظرت لوحيدتها بحب وفرحة غمرت مالمحها مكملة..
"بس إبراهيم كان راجل شهم وجدع مسمعش وال كلمة من اللي قالتهم أمه ، وصمم يتجوزني..سترني وكان ونعمة
الزوج واالبن البار خصوصًا ان أمه ورتنا الويل أول ما اتجوزني لحد ما حملت في إسراء بنت عمري، وهي رجعت تعاملنا
كويس تاني لخاطرك يا ضنايا"..
"طيب وأبو إسراء توفي إزاي يا لوما؟!"..
قالتها" خديجة" بصعوبة من بين شهقاتها..
اجابتها" إسراء " ببوادر بكاء قائلة..
"هقولك أنا يا ديجا..أنا فاكرة اللي حصل كأنه إمبارح.. كان عندي وقتها 12سنه،وبابا حبيبيهللايرحمه تعب فجأة.. ماما
بقت تلف بيه على الدكاترة، اللي اكتشفه أن عنده كانسر في مرحلة متأخرة، وبدأت رحلة عالج مكثفة خدت كل اللي كنا
نملكه"..
أمسكت يد والدتها وقبلتها وتابعت بفخر..
" امي دي أعظم أم وزوجة في الدنيا فضلت شايله أبويا بحب وخوف في مرضه هو وجدتي كمان اللي تعبت من حزنها
على أبويا، وعمرها ما قصرت معاهم أبدًا لحد ما ربنا استرد أمانته"..
"اللي عملته معاهم قعدلي فيكي يا بنتي، واديكي شيالني في تعبي ومستحمالني وأنتي عارفة أني مش هعرف
أقف على رجلي تاني "..
شهقت" إسراء " بصوت خفيض، وتحدثت بتوتر قائلة..

" أيه اللي بتقوليه دا بس يا ماما،، بإذنهللاأنتي هتخفي وهترجعي أحسن من األول كمان،والعمليه اللي المفروض
تعمليها الدكتور نصحنا أننا نستني شوية علشان في عالج الزم تاخديه قبل ما تعمليها"..
ابتسمت لها" إلهام" وتحدثت بترواي قائله..
"إسراء يا بنتي مافيش داعي تكدبي عليا يا حبيبتي.. أنا وقعت الدكتورة اللي كانت متابعة حالتي في مصر قبل ما أجي
هنا وقالتلي الحقيقة، وأنا الحمد لله راضية بكل اللي يجبه ربنا، وبحمده وبشكر فضله كمان"..
بكت" إسراء " وارتمت داخل حضنها تضمها بقوة وبثقة تردد..
"هتخفي.. بأمرهللاتعالي هتخفي يا ماما، وهللاربنا كريم وهيقومك بالسالمة ان شاءهللايا حبيبتي "..
ربتت" إلهام" على ظهرها بحنان، وتنقلت بنظرها بين" خديجة، عهد، وإيمان " الذين انفجرو في نبوبة بكاء حاد، وتحدثت
بغضب مصطنع قائله..
"أيه دا أنتو قلبتوها عياط ونكد ليه كده.. مش المفروض أنكم معزومين على حفلة انهارده، وال أنتي غيرتي رأيك يا
ست عهودة"..
مسحت "عهد" دموعها بظهر يديها بحركة طفولية، وتحدثت بتقطع قائلة..
" ال طبعًا يا أنطي.. دا أنا مجهزه حفلة السراء تجنن،هتعجبكم أوي وهللا،وكنت هستأذن حاًال علشان أروح اطمن ان كل
حاجة تمام، وهنتظركم تشرفوني انهارده الساعه 8.."
نظرت "خديجة" بساعة يدها وتحدثت هي األخرى بتقطع من بين شهقاتها.. "طيب يله علشان نلحق نجهز.. الساعة داخلة
على 6.."
............................................
"ساحرة الفارس"..
هذا هو أسم اليخت الذي دونه "فارس" على جوانب اليخت بنفسه،وبعدما أنتهي وقف على متنه يتابع الديزينر الذين
يقومون بتزين اليخت بأروع وأفضل أنواع الورود،والكثير من البلونات الطائرة بمختلف ألوانها وأشكالها جميعهم مدون
عليهم أسم زوجته "إسراء"..
"أيه رأيك يا غفران"..
قالها "فارس" وهو يشير بعينيه على المكان من حوله"..
" وال أحلى من كده يا فارس.. ربنا يبارك فيه ويكفيك شره يا صاحبي ".. أردف بها" غفران " وهو يربت على كتفه، ومن ثم
دفعه برفق أمامه وسار على عجل لداخل ممر طويل داخل اليخت يؤدي إلى الغرف مكمًال." ويله أبوس أيدك أجهز
علشان تحصلني ومتتأخرش عليا، وأنا هسابقك على الشالية أستقبل الضيوف.. انت عارف إني عزمت رئيس الوزراء
وكمان حمايا سيادة الوزير كلهم على شرف سيادتك"..
" اطمن مش هتأخر عليك يا أبو مالك"..غمغم بها "فارس" وهو يخلع كنزته، ويختفي داخل إحدي الغرف المجهزة ببراعة
من كافة شيء الستقبال ساحرته..
.....................................
 .. بعد مرور أقل من ساعتين..
رواية غرام المغرور الفصل السابع والثالثون 37 بقلم نسمة مالك 2021/27/6
كان يخطو" فارس" بجوار زوجته" إسراء " التي ترتدي فستان بغاية الرقة من اللون الفيروزي بحزام رفيع من اللون
الكافيه حول خصرها، وحجاب من نفس لون الحزام..
تسير بتوتر بين زوجها وبين "خديجة" التي ترتدي هي األخرى فستان من اللون األسود.. شعرها مصفف بعناية بهيئة
تعكس جمالها، وبرائتها.. لداخل حديقة الشالية الخاص ب "غفران" الذي تم تجهيزه على أعلى مستوي..
"نورت يا فارس باشا"..
قالها "عباس" والد "ديمة" الذي هرول نحو "فارس" مسرعًا فور رؤيته..
توجه بنظره ل" إسراء" وابتسم لها ابتسامة مزيفة ال تخلو من اإلعجاب، ومد يده لها وهو يقول..
"أهًال يا هانم؟! "..
قبل أن يكمل جملته كان وقف "فارس" أمام زوجته حتي اخفاها خلف ظهره بحماية عن أعين" عباس" ونظر لها من
فوق كتفه مغمغمًا..
" أدخلي وأنا هحصلك"..
دون النطق بحرف.. سارت "إسراء" للداخل بجوارها والدتها بكرسيها المتحرك، وخديجة، وإيمان.. أستقبلتهم" عهد"
بابتسامة بشوشة.. بينما اقترب "غفران" ووقف برقفة "فارس"، و"عباس" الواقفين أمام بعضهما كالذئاب التي تستعد
للقتال.. يرمقان بعضهما بنظرات حارقة، وإنذرات بالتهديد..
"خير يا معالي الوزير؟!.. في حاجة سيادتك وال أيه؟!"..
قالها "غفران" وهو ينضم لصف "فارس" برسالة واضحة وصريحة انه لن ولم يسمح له أو لغيرة أن يمس صديقه بسوء..
ضحك "عباس" بقوة ضحكة مستهزءة، وتحدث بوعيد قائًال..
"حاجات يا سيادة المقدم مش حاجة واحدة، وكل شيء في وقته هياخد حسابه"..
توجهه بنظره تجاه الطاولة الجالسة عليها زوجة فارس وتابع.. "الحساب يجمع يا فارس"..
نظر له "فارس" لدقيقة كاملة حاول خاللها السيطرة على الفزع الذي زحف لقلبه، وأخرج علبة السجائر سحب منها
سيجار أشعله، وسحب منه نفس زفره على مهل، وتحدث بهدوء يثير القلق..
" معالي الوزير أوعى يكون مركزك مقوي قلبك، وتفكر إنك تقدر تهدد فارس الدمنهوري!!"..
مال على أذنه وتابع..
"مركزك دا أنا ممكن أدفع تمنه، وأطيرك منه خالص"..
بعد عنه وربت على كتفه بعنف مكمًال وهو يسير بجوار "غفران" و" هاشم" من أمامه بهنجعية..
"منورنا يا عباس"..
بينما "إسراء"..
تجلس على الطاولة المستديرة بجوار خديجة ووالدتها.. تجمعوا بحفل خاص نظمه "غفران"، وزوجته أحتفاًال بزواج صديقة
"فارس" ..
تتابع زوجها الذي يمثل إنشغاله عنها بالحديث مع "هاشم وغفران".. عينيها حزينه برغم وضعها لبعض من لمسات
قليلة من مساحق التجميل.. تجاهد لكبح عبراتها حتي ال تخونها وتهبط على وجنتيها بغزاره من شدة إشتياقها له..
أكثر من أسبوع لم تنعم بلمسة من يده.. لم يضمها بحمايه بين أضالعه.. رباه كم تشتاق لرائحته وأنفاسه..

رواية غرام المغرور الفصل السابع والثالثون 37 بقلم نسمة مالك 2021/27/6
خفضت رأسها سريعًا تخفي تلك الدمعة الحارقة التي وقفت علي أطراف أهدابها..
بينما ذلك العاشق الذي يمنعه غروره عنها يختلس النظر لها من وقت ألخر.. كور قبضة يده بعنف حين شعر بقلبه الذي
ينبض بجنون وإلحاح شديد يأمره أن يخطفها بين حنايا صدره ويضمها بعناق محموم حتي يطفئ نار شوقه لها..
داهمته رعشة لذيذة حين تذكر لحظاتهم سويًا التي باتت أروع شئ يشعر به بحياته حين تكون تلك الساحرة خاضعة
لفيض وبركان غرامة الجارف..
أستغل أنها لم تراه وبدأ يتأملها بشغف حتي توقف بنظرة على شفتيها..يود لو يلتقطهما بين شفتيه.. أقسم بداخله
لن يتركها حتي يدميها.. تعالت وتيرة أنفاسه، وأطلق آهة حارة، وهب واقًفا وقد وصل أشتياقة ورغبتة بها لزروتة فقرر
الهروب من المكان بأكمله حتي ال يضعف ويسحبها خلفه اآلن نحو جناحهما ويجتاحها فوًرا، مفرًغا فيها و عليها جام
شوقه و ضيقه و يأسه..
"عن إذنكم هعمل مكالمة مهمة"..
صوت "خديجة" التي تحدثت بنبرة راجية جعلته يتسمر مكانه لبرهة حين قالت..
"أرقص مع مراتك يا فارس.. الحلفة دي معمولة علشانكم"..
أسرعت "إسراء" برفع وجهها ونظرت له بلهفة، وقلب تسارعت نبضاتة.. تتمني بداخلها أن ال يذهب.. أن يستمع لحديث
خديجة ويرأف بحالها ويقترب لو قليًال منها..
رسم ابتسامة زائفه على محياه الوسيمة رغم أن قلبه يتراقص فرحًا وكم كان ممتن لطلب تلك الخديجة الرقيقة..
استدار حول الطاوله متجهه نحو زوجته بخطوات هادئه للحظه شعر أنه يسير على صوت إيقاع نبضات قلبهما معًا..
دوي صوت التصفيق الحار فور وقوفه أمامها ومد كف يده لها..
حبست أنفاسها ،ومدت يدها المرتجفة وضعتها بين راحة يديه لينتفض قلبها أنتفاضة جعلته أوشك على مغادرة
صدرها من عنف دقاته.. هبت واقفه وسارت بجواره بخطي مرتجفة.. لتبدأ رقصتها برفقتة للمرة األولى أمام أعين
الجميع المتطلعة لهما بابتسامة حالمة..
صدع صوت نغمات الموسيقى الناعمة على كلمات أغنية كانت تصفها كثيرًا.. وكأنها كتبت خصيصًا لهما..
ممكن تخلينى فى حضنك..
محتاجة إن أسمع صوت قلبك..
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى..
مد يده يطوق خصرها بذراعيه مقربها من صدره حتي أصبحت داخل حضنه أخيرًا.. لتقترب هي أكثر والتصقت به بعدما
شعرت بكل ذرة بها تنجذب إليه..بينما هو يدور بعينيه بكل مكان حتي يتفادي النظر لها..
دفنت وجهها بمقدمة صدره الظاهرة من أوائل أزرار قميصه المفتوحة، وهمست بشفتيها متعمدة مالمسة بشرته
بكلمة واحدة..
"واحشتني"..
فعلتها هذه وأنفاسها الساخنة التي تدغدغ حواسه أطارت الُلب من عقله، ودون أرادتة ضغط على خصرها بقليل من
العنف المحبب..
ممكن تخلينى فى حضنك..

رواية غرام المغرور الفصل السابع والثالثون 37 بقلم نسمة مالك 2021/27/6
محتاجة إن أسمع صوت قلبك..
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى..
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
ممكن تخلينى فى حضنك
محتاجة ان أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
والساعة اللى بعيشها فى قربك
60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك
من عمرى أنا مش حسباه
رفعت رأسها ونظرت له حين شعرت به يطوقها بذراعيه باشتياق، وهمست بلهفة..
"لسه زعالن مني يا فارس؟!"..
وأخيرًا مال برأسه عليها ونظر لعينيها، ومالمحها بافتنان، وهمس بتساؤل قائًال..
"قولتيلي أني وحشتك؟!"..
أحتقن وجهها بحمرة الخجل، وحركت رأسها بااليجاب.. ليميل هو على أذنها أكثر حتى أصبحت أنفاسه الساخنه تلفح
بشرتها، وتابع بمكر.. "هاخدك و نروح حاًال، وعايزك توريني أنا وحشتك اد أيه، وأنا هوريكي أنتي وحشاني اد ايه"..
ختم جملته ولثم وجنتيها بقبله عميقه ببطء دفعها لألنهيار، وتهاوت قدميها لتسرع بلف زراعيها حول عنقه تستمد
منه القوة على الوقوف، دفنت وجهها داخل صدره، وتحدثت بنبرة راجية بهمس بالكاد يسمع قائله..
"طيب يله نرجع أوضتنا يا أبو الفوارس"..
.
يتبع......



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close