اخر الروايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الثالث وثلاثون 33 الاخير بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الثالث وثلاثون 33 الاخير بقلم فاطيما يوسف



اما هي كانت تقف في الأعلى وخرجت من غرفتها بالصدفة واستمعت الى الحديث بالكامل وبات قلبها يدق من موافقة آدم لخروجه لتلك الحفل وانتظرت رده الذي سيبني في علاقتهما إما جروحاً واما انتصاراً آخر في حياة آدم و مكة ، 

+


أما في الأسفل تحدثت هند بنصح لآدم :

+


_ طب انا شايفة يا آدم إنك تعمل الحفلة علشان خاطر الشروط الجزائية اللي فيها،

+


ايه اللي  يخليك تتحملها وترفض لي اصلا !

+


وكفاياك أجازة لحد دلوقتي مشبعتش  عسل يا عريس .

+


شعر آدم بالقلق فهند أخته لا تعلم شيئا عن اتفاقه مع مكة ولم يريد التحدث أمام راشد في خصوصيته فهو مدير أعماله مهما كان وهو لم يحبذ أن يأتي بسيرة زوجته أمامه ولكن ذاك الموضوع لابد أن ينتهي كي يستريح من وجع الرأس الذي سيجلبه لحاله اذا استمع الى نصائح راشد فهو لم ولن يخسر الهدوء النفسي والحياة الجميلة التي يعيشها مع زوجته ثم تنهد طويلا قبل أن يخبره بقراره :

+


_ معلش يا راشد اعتذر عن الحفلة وعن أي شغل خالص الأيام دي لأن ناوي أغير طريقة شغلي  تماما .

+


انصدمت هند من قراره كما انصدم راشد هو الآخر ورددوا في صوت واحد باندهاش لخبر لم يتوقعوه ابدا :

+


_يعني ايه كلامك ده انت هتبطل تغني ؟

+


وأكملت هند وهي على نفس دهشتها مما استمعت إليه :

+


_ ممكن افهم في ايه بالظبط ؟

+


وازاي تضر مستقبلك وشغلك بالطريقة دي؟
وعلشان ايه اخدت القرار ده وبنيته علي أساس  إيه ؟

+


رفع جفونه ببطء ثم قال بنبرة هادئة :

+


_ هنتكلم مع بعض في الموضوع ده بعدين يا هند بس حابب أبلغ راشد يوقف أي تعاقدات ويعتبرني معتزل لوقت غير معلوم  .

+


هنا انتفض راشد من جلسته وهو يهدر به :

+


_ ده ايه اللي تعتزل لوقت غير معلوم وايه الكلام اللي انت بتقوله ده اصلا !

+


انت شكلك اتجننت يا ادم ومفكر نفسك اللي بتعمله ده عادي ومتعرفش ان هو خطر جدا في طريقك الفني ومستقبلك وحياتك كلها ككل !
لو سمحت اهدى بقى وفهمني قرارك ده بناء على ايه ؟

+
استوعب سؤاله وأردف بنبرة جادة متجنبا غضبه منه :
_ اهدى يا راشد لو سمحت علشان انت عارف اني مش بحب الصوت العالي ولا بحب العصبية الزايدة عن اللازم ،

+


وبعدين انا مش صغير علشان هقول لك كلمتين وبعدين هرجع فيهم وعارف يا سيدي وفاهم ان ده شغلي وان ده طريقي بس انا حابب إني  أغيره مش مرتاح امـ.ـوت نفسي يعني ولا ايه  ؟

+


أجابه متهكما بكلمات خرجت من بين أسنانه بحدة :

+


_ لا هي مش دي الحكاية يا آدم باشا 

+


الحكاية ان شكل الجوازة الجديدة أثرت على دماغك وخليتك تخسر مستقبلك بالسهولة دي وانا اكتر واحد عارف انت تعبت قد ايه علشان خاطر تبني اسمك وتبقى النجم آدم المنسي، 

+


واسترسل حديثه وهو حزين على قراره الخاطئ مائة بالمائة في وجهة نظره :

+


_كنت معاك وانت بتسهر الليالي وبتشتغل على حالك علشان تبقى نمبر وان والكل ينطق اسمك بفخر في كل مكان .

+


قاطع حديثه بحدة وهدر به بنظرة غاضبة وهو يتجنب جميع ما قاله ويمسك في كلمة الزواج :

+


_ لو سمحت ما تجيبش سيرة جوازي على لسانك مراتي مش محط مناقشات ما بيني وما بينك ،

+


انا ما اتجوزتش عشان العب واقضي فترة حلوة ويومين أريح فيهم مزاجي وخلاص انا اتجوزت عشان ابني حياتي وطالما انا شايف ان المشوار اللي كنت ماشي فيه مش هيريحني في حياتي وهيتعبني وهيخسرني حاجات كتير ما تتعوضش وان الشغل اللي انت بتتكلم عنه ده يتعوض بالأحسن واني اختار حاجه ترضي ربنا بالنسبة لي الدنيا وما فيها يا راشد .

+


رأت هند أن وجهه احتدم غضبا والنقاش أصبح جدالا وطريقته لا تمت للرقي بصلة فأشارت بكلتا يديها في وجههم ناهية ذاك النقاش بتلك الطريقة :

+


_ بس لو سمحتم كفاية كلام في الموضوع ده ،

+


وانت يا راشد ما تعملش حاجة خالص من اللي قال لك عليها الا لما أكلمك أنا بنفسي وأقول لك هنمشي ازاي أو هنكمل ازاي وكفاية لو سمحتوا كلام في الموضوع ده خالص حالياً .

+


_ تمام انا ماشي وسايب لكم المكان خالص علشان الباشا يستريح مني ومن زني ...كلمات وجه مقتضبة بملامح وجه مكفهرة ثم نهض غاضباً وتحرك من أمامهم وترك لهم المكان وهو غاضبا بشدة بسبب قرار آدم الأهوج من وجهة نظره فهو ليس مدير أعماله فقط ولكن يعتبره مثل ابنه ويخاف على مستقبله ويشعر الآن بأنه يدمره بيديه دون أن يدري .

+


فور أن غادر راشد نظرت إليه هند وهي تسأله بكل هدوء دون أي غضب او عصبية فهي معتادة على النقاش الهادئ الراقي مع أخيها مهما كان حجم المشكلة  :

+


_ لو سمحت يا آدم ممكن أفهم وجهة نظرك في قرارك المفاجئ ده والصادم بالمرة ؟

+


تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه مكفهرة ارتسمت رغما عنه وكل ذلك وتلك المكة تقف في الأعلى ترى مصيرها مع آدم يصل الى أين دون ان تتدخل في قراره ودون أن تشعره أنها تسمع كل شيء فهي لن تريد ان تؤثر عليه وتريد ان يكون قراره نابع من أعماق قلبه وأن يكون مقتنعا به عن جدارة دون اي تدخل منها فهي قد أنهت مهمتها معه في الإقناع ولم يعد لها دور بعد الآن إما أن يكمل وإما أن يرفض طريق الشيطان ذاك الممتلئ بالمغريات :

+





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close